كتَّاب إيلاف

الحياة حلوة للى يفهمها!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحياة حلوة للى يفهمها
الحياة حلوة ما أحلى أنغامها
hellip;
أخلد إلى فراشى كل ليلة وأسافر إلى عوالم جديدة، أسافر فى الزمان وأسافر فى المكان، أقابل أناسا كثيرة من الأحياء والأموات، أقابل أمى وتسألنى عن أحوالى بعد رحيلها من الحياة، وأقول لها أننى بعد رحيلها بدأت أواجه الحياه بدون سند حقيقى وإختفى من حياتى الحب الغير مشروط، وأقابل صديقا لم أره من سنوات وإذا به يتغير فجأة ولا أبالى رغم كراهيتى للتغيير، ثم تمضى السنوات، وأقابله مرة أخرى وقد رجع إليه شبابه وذهبنا معا إلى رحلة فى مركب شراعى تبحر على ضفاف النيل الجميل ومعنا يجلس زملاء وزميلات جامعة القاهرة وكلنا يتدفق صحة وحيوية وكأن ربع قرنا من الزمان لم يمر على آخر لقاء، وأستيقظ وأبحث عن العيون الجميلة وأجدنى أقع فى حب العيون الجميلة والخصر النحيل والصدر الأعظم والشعر الأشقر، ولا أبالى إن كانت تصغرنى كثيرا، أن أقع فى الحب مرات ومرات ليس بمشكلة، ولكن المشكلة أن يكون حبا من جانب واحد، هذا الحب المستحيل والأزلى، وأرجع بالذاكرة عندما شاهدت حبى الأول ذات ليلة وكان أجمل أحلامى على الإطلاق وإستيقظت مبكرا ودونت هذا الحلم فى كراس الذكريات حتى لا أفقده، وكانت تلك الليلة آخر مرة شاهدت حبى الأول، وأذهب إلى شاطئ البحر وأحمد الله على أننى لم أزل أستمتع بمنظر الشمس وهى تغرب فى قاع المحيط وتأخذ معها العديد من الذكريات الجميلة، والتى سوف تعود فى غروب اليوم التالى.
....
وأجلس على مقعدى المفضل وأضع على حجرى هذا الجهاز السحرى والذى أصبح أسما على مسمى (لاب توب)، وفى يدى أمسك بالريموت كنترول الخاص بالتليفزيون، وأتفاعل داخل تلك الشاشة السحرية مع دلع مارلين مونرو وخفة دم شارلى شابلن وروعة تمثيل آل باتشينو فى دور الأعمى فى فيلم (رائحة أمرأة) عندما يعلم الفتاة الجميلة رقصة التانجو، ثم بضغطة بسيطة على الريموت كنترول أنتقل عبر المحيط وعلى الهواء مباشرة لمشاهدة مباراة لفريق مانشستر يونايتد فى إنجلترا، وفى فترة إستراحة ما بين الشوطين، أضغط ضغطة أخرى على هذا الفأر السحرى بجهاز "اللاب توب" وأحلق عاليا مثل طائر الرخ وأهبط بمساعدة (جوجل إيرث) فوق سطح منزلنا العريق فى الحى الشعبى بمدينة القاهرة، وقلت بالمرة ما دمت فى القاهرة لا بد أن أمر على بيت الحبايب :

...مريت على بيت الحبايب من إشتياقى
....
كل هذا ولم أغادر مقعدى المفضل فى حضرة تلك الأجهزة السحرية.
وبضغطة أخرى أتجنب قناة لهلوبة الفضائية وأخواتها من محترفى الأخبار السيئة وأخبار الكراهية والقتل وأخبار الكوارث والقتل وأحمد الله على سلامتى فى مقعدى المفضل.، وبينما أحلق فوق القاهرة أقرر أن أنتقل للطيران فوق جبال الهمالايا وأشاهد قمتها الجليدية الرائعة وأتذكر المغامرين الذين ضحوا بحياتهم للوصول للقمة، ثم أنتقل بسلاسة فوق سور الصين العظيم منتقلا إلى بحيرة كومو الرائعة شمال مدينة ميلانو (أجمل بقعة على وجه الأرض)، وأعود سابحا فى الفضاء محلقا فوق أهرام الجيزة وفوق معبد الكرنك، وأتعجب أين ذهب أحفاد هؤلاء المصريون القدماء وماذا حدث لهم، وكيف تتحول القمة إلى القاع، وبينما أنا أحلق بمعجزات العصر الملموسة يرن التليفون الموبايل فى جيب قميصى، وإذا بمكالمة من صديق قديم من الإسكندرية وأقول له لقد كنت أحلق من قليل فوق مكتبة الإسكندرية وكورنيشها الجميل، هل هناك معجزات أكثر من هذا، ومن نصدق معجزات العهد القديم أم العهد الجديد أم نصدق تلك المعجزة الأبدية (الإنسان).
...
وأقود سيارتى فى الصباح ذاهبا إلى عملى،وأستمع إلى صوت فيروز يأتى صادحا من فوق جبل لبنان :
حبيتك بالصيف
حبيتك بالشتى...
...
وأسرح مع أحلامى اليومية، وتهبط على فجأة ثروة مليونية دولارية، وأبدأ فى صرفها ببذخ "دولار ينطح دولار"، وأبنى مدرسة إلكترونية لأبناء قريتنا الفقيرة فى وسط الدلتا وملحق بالمدرسة ملعب كرة وحمام سباحة وعيادة طبية ومكتبة وملعب تنس، وأشترى جهاز كومبيوتر (لاب توب) لكل طفل وطفلة مع توصيلة لشبكة المعلومات الجهنمية، وأحلم بأن يظهر بينهم بيل جيتس أو أينشتين أو أحمد زويل أو طه حسين او هدى شعرواى أو ماريا شارابوفا، وما يتبقى من الثروة التى هبطت فوق رأسى تساعدنى على التقاعد وأتفرغ للغناء وسماع الأناشيد بجوار سور البيت العتيق وأحلم بلقاء جدنا الكبير الجبلاوى وأجد إستاذى نجيب محفوظ يجلس بجوار السور ويعزف على آلة القانون ، فأجلس بجواره وأغنى معه:
سالمة يا سلامة
رحنا وجينا بالسلامة
...
وتقابلنى ذات الشعر الأشقر والعيون الجريئة وتبادرنى قائلة:
- صباح الخير أيها الشاب الوسيم.
وأقول لنفسى هذا ليس بحلم فقد إستيقظت من ساعتين، وأنتشى لكلامها رغم الغزو البطئ للشعر الأبيض فى رأسى ، وأصدق غزلها حتى لو كان "بكشا" !! وأقول لنفسى "الحياة حلوة".
..
وتتصل إبنتى والتى تركت المنزل حديثا لتذهب للدراسة فى جامعة بعيدة، وتقول لى:
- سامى إنت واحشنى قوى (فهى تنادينى بإسمى بدون ألقاب)
- وأنتى كمان واحشانى ياحبيبتى.
- مش حتيجى تزورنى قريب
- خلاص حأزورك السبت الجاى.
- وبالمرة ممكن تحول مبلغ ميتين دولار علشان أشترى كتب.!!
- خلاص ياحبيبتى ولا يهمك، أحلامك أوامر.
- بأحبك قوى
- وأنا كمان ياحبيبتى بأحبك قوى، مع السلامة.
....... وأغنى مرة أخرى مع نجيب محفوظ وهو يعزف على آلة القانون :
زورونى كل سنة مرة...
حرام تنسونى بالمرة...
samybehiri@aol.com


أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف