كتَّاب إيلاف

العرب ولبنان... وثقافتا الحياة والموت!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما يجتمع وزراء الخارجية العرب للبحث في الوضع اللبناني، لا يعود السؤال هل يستطيع العرب تقديم شيء لبنان، بل هل هناك عربي يتجرّأ على قول الكلام الذي لا مفر من قوله في حال كان الغرض مساعدة لبنان. والكلام الذي يجب قوله عربيا يختصر بعبارة بسيطة هي أن لبنان يواجه حاليا خيارين لا ثالث بينهما. أما أنه ينتمي ألى ثقافة الحياة أو يذهب ضحية ثقافة الموت التي يحاول "حزب الله" فرضها عليه. بكلام أوضح أن لبنان بين أن يكون مجرد أمتداد للمحور الأيراني- السوري عبر الأداة الأيرانية التي أسمها "حزب الله"، أي مجرد "ساحة" يستخدمها المحور ... أو دولة عربية سيّدة مستقلة شاركت في تأسيس جامعة الدول العربية.
لا معنى لأي أجتماع عربي لا يصدر عنه بيان يسمي الأشياء بأسمائها ويقول للنظام السوري أن لعبته مكشوفة وأنها لا تصب في النهاية سوى في خدمة أسرائيل التي تلتقى معه في الرغبة من التخلص من النموذج اللبناني لسببين على الأقل. الأول أنها تريد أن تبقى الدولة الوحيدة في المنطقة التي يمكن وصفها ب"الديموقراطية"، على الرغم من ممارستها أرهاب الدولة المتمثل بالأحتلال. أما السبب الآخر فيختصر بأن لبنان مكان تتعايش فيه طوائف ومذاهب مختلفة. وكل ما تريده أسرائيل هو تأكيد أنها دولة يهودية وأن صيغة العيش المشترك لا مكان لها في الشرق الأوسط.
ليمتلك العرب ولو مرة الجرأة الكافية للقول للنظام السوري أن عليه عدم التدخل في لبنان وأن الكل يعرف أن الذين يمنعون بقوة السلاح أنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، أنما يفعلون ذلك بأوامر سورية. يفعلون ذلك بهدف واضح كل الوضوح هو عودة نظام الوصاية ألى لبنان وعودة الوطن الصغير رهينة لدى السوريين والأيرانيين، على غرار ما حل بالطائفة الشيعية الكريمة، بأكثريتها للأسف الشديد، التي صارت رهينة لدى "حزب الله" ومرجعيته الأيرانية... ألى أشعار آخر.
ما يتعرض له لبنان في المرحلة الراهنة فصل آخر من الأنقلاب الهادف ألى ألغائه وشطبه عن خريطة الشرق الأوسط. لم يكن التمديد للرئيس اللبناني السابق أميل لحود في خريف العام 2004 سوى تعبير عن الأصرار على المضي في الأنقلاب. لم يكن في لبنان رئيس يتجرأ على رفض أرسال الجيش ألى الجنوب غير أميل لحود. هل هناك رئيس في العالم يتخلى عن جزء من أرض بلده لتكون تحت سيطرة ميليشيا تتلقى المال والسلاح من أيران؟ لهذا السبب وليس لغيره، يرفض النظام السوري أنتخاب رئيس جديد للبنان. أنه لا يستطيع بكل بساطة أيجاد من هو في مستوى أميل لحود أو دون هذا المستوى، ولذلك، صار الفراغ مرشحه.
لا وجود لأي سبب عربي يحول دون قول الحقائق ومواجهة النظام السوري بها والتأكيد له أن مناوراته لم تعد تنطلي على أحد. هل تقبل دولة عربية بأن تكون هناك ميليشيا مسلحة مدعومة من قوة خارجية على أرضها؟ في حال كان هناك من يقبل بذلك، يمكن عندئذ أيجاد من يستطيع الدفاع عن تصرفات النظام السوري وألجرائم التي يرتكبها في لبنان، بدءا بمحاولة أغتيال مروان حماده ومرورا بأغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ذنبه الوحيد الدفاع عن لبنان العربي ورفضه المطلق لتحويل البلد ألى "ساحة" تستخدم في لعبة الأبتزاز الذي لا يتقن النظام السوري، ومن خلفه النظام الأيراني، غيرها.
آن للعرب أن يخرجوا من المواقف الرمادية. مثل هذه المواقف سترتد عليهم عاجلا أم آجلا وسيدفعون ثمنها على غرار ما يدفع لبنان الثمن الآن. كل ما في الأمر أن سلاح "حزب الله" يستخدم ضد اللبنانيين. يستخدم هذا السلاح لتغطية عملية أغتيال للبنان واللبنانيين ومستقبل أولادهم. كان أغتيال رفيق الحريري فصلا من فصول العملية الهادفة ألى التخلص من لبنان. العملية مستمرة. الدليل أن التهديدات التي أطلقها الأمين العام ل"حزب الله" في أتجاه اللبنانيين، الشرفاء حقّا، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة لا تصب سوى في أتجاه أثارة النعرات المذهبية على غرار ما يحصل في العراق. لن يستطيع السيد حسن نصرالله أستخدام أداته المستأجرة التي أسمها ميشال عون ألى ما لانهاية. لا يوجد لبناني، يمتلك حدا أدنى من الوعي، لا يعرف ما هي مهمة ميشال عون وما هي الوظيفة التي أنتدب نفسه من أجلها منذ خوضه حربي "التحرير" و"الألغاء" في العامين 1989 و1990 عندما كان يسعى ألى الحصول على مساعدات من صدّام حسين ونظامه العائلي - البعثي. حرر ميشال عون لبنان وقتذاك من اللبنانيين، خصوصا من المسيحيين الذين هاجروا في عهد حكومته بالآلاف. وألغى ميشال عون في وقت لاحق المسيحيين من المعادلة اللبنانيين عندما حول النزاع في لبنان ألى مسيحي- مسيحي وسهّل على السوري دخول قصر الرئاسة في بعبدا ومقر وزارة الدفاع في اليرزة للمرة الأولى منذ قيام دولة لبنان والجمهورية اللبنانية.
لبنان خط الدفاع الأول عن العرب. عليهم الأختيار بين الحياة والموت. اليوم لبنان، وغدا كل دولة عربية بمفردها أيا تكن المناعة التي تشعر بها، بما في ذلك سوريا. ليست هناك دولة عربية في منأى عن ثقافة الموت التي هناك من يجاول فرضها على لبنان. من يتهاون اليوم مع النظام السوري في لبنان، يتهاون مع نفسه أولا، لا أكثر ولا أقل.

اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عقدة نفسية
سوري -

ياحرام هناك الكثير من البشر قد اصبح لديهم عقدة نفسية مزمنة مستعصية عن الشفاء اسمها النظام السوري، هذه العقدة النفسية تجعلهم بحالة انزعاج دائم. نبتسم بسخرية ونستلذ بالضحك عندما نراهم بهذا الانزعاج.

وجهة نظر
جهاد -

إن من فوض سوريا دخول لبنان وخاصة في أوائل التسعينيات هي أميركا وبالتحديد جورج بوش الأب وقد فوض الأسد الأب بالقيام بما قام به تماما كما فوض صدام حسين باحتلال الكويت.مشكلتنا أننا نتهم الصغار ونحيد وهي رأس الأفعى عن مشاكلنا.وعلى ما قاله الكاتب نقول من يتهاون اليوم مع الولايات المتحدة يتهاون مع نفسه أولا، لا أكثر ولا أقل.

Timid parties
J. Farah -

Lebanon is facing dirty plot from two regimes, Syria and Iran, both countries are deadly trying to negotiate USA by any means,through pressing on Lebanes people to fight each other, and to proof to USA that Syria and Iran have the keys for peacful solution in Lebanon, the shameful thing is when the Lebanes government discuss any problem with USA accused by Pro syrian parties as traitor, while when the Syrian regime opens dialogue with USA the Pro syrian parties in Lebanon scare to criticise Syria, and keep silence, it is really funny and shameful

لايمكن للعرب طعن
كركوك أوغلوا -

أنفسهم ؟؟!!00لايمكن تسمية الأشياء بمسمياتها !!00لأن الجميع في نفس المركب ؟؟!!00ضحك على الذقون وتقبيل اللحى !!!00

كلهم طائفيون
كاترين ديب لبنان -

أي كاتب صحافي أو محلل يقول أنـّه مع 14 آذار أو مع 8 آذار أو أنـّه مع سورية أو ضج سورية هو سطحي ولا يعرف ماذا يكتب. لأنّ كافة أطراف النزاع في لبناني هي قوى طائفية ولا يسعى أي طرف إلى دولة صحيحة ديمقراطية وغير طائفية. قوى 14 آذار هي في الحقيقة معسكر المسلمين السنة وقوى 8 آذار هي معسكر المسلمين الشيعة. أمـّا المسيحيين فهم يعاجرون بأعداد متزايدة. لن يعود لبنان كما كان.

شيء مضحك
sanaa -

المضحك ان كتاب ايلاف لم يعد يهمهم في الحياة الا سوريا.هل هي صدفة ام ان هناك هجوم على سوريا متمثل في الصحافيين التي تملكهم بنفطها.سبحان الله على ديموقراطية .يريدون لسوريا ان تكون مثلهم.لن ولن تكون

حقد أعمى
علي صالح -

أعجبني الأستاذ خير الله بأن أتحفنا بمقالته السطحية ونظريته العبقريةالتي تعبر عن نظرته الحاقدة إلى المقاومة وكل من يدعم المقاومة.أعجب أن لا تروا المجازر الإسرائيلية وغطرستها وتروا سلاح حزب الله الذي يدافع عن وطن جريح بنصر كبير وقد تآمر عليه حتى العرب!!أسأل لماذا كل هذا الحقد الأعمى تجاه المقاومة وسوريا وغيرهم من الشرفاء الذين يدافعون عن القضية العربية برمتها في حين يتقاعس الآخرون ويتواطؤون ضد شعوبهم ببيع أنفسهم وكراماتهم من أجل المال والسلطة.وأود أن اسأل السيد خير الله إن قامت سوريا أو المقاومة بالتطبيع مع إسرائيل (كما حال كل العرب الذين وقعوا سلام مع إسرائيل من زمن)أما كان سينظر إليهما بأنهما خونة وبلا شرف؟...احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك!!

تابع (حقد أعمى)
علي صالح -

لا مقاومة تعجبكم ولا شيئ آخر...غريب أمركم وعجيب...هل إن أعتدي عليك ودخلوا غرباء عنوة إلى منزلك ويريدون أن يفتعلوا بعرضك ويسلبونك منزلك ويقتلون أطفالك يا سيد خير الله تضحك لهم!!إن كنت من هذا النوع وتسمح لهم بذلك فقط للحفاظ على حياتك...ولا تجابهنا بأدبياتك ،في السابق لم يروج للسوريين أكثر منكم واليوم تروجون للغير.

تابع (حقد أعمى)
علي صالح -

ولمعلوماتك إسأل من كان داعما ومتواطئأ مع فتح الإسلام ضد الجيش الذي تتمنون أنه لم ينتصر،إسأل من طلب من الحكومة الإسرائيلية مواصلة الحرب على الذي يخجل من أن يقول أنه أنجب حثالة مثله؟!إسأل عمن حاول إغتيال مروان حمادة(أليس من المقربين له وأول حرف من إسمه وليد جنبلاط؟!)إسأل من كان مع سمير قصير وقت إغتياله(أول حرف من إسمها نوره جنبلاط وأين اختفت من التحقيقات؟)،إسأل عم هو الخلاف الكبير بين بهاء وسعد الحريري وأين هو "بهاء"اليوم!في إغتيال الحريري تبين أن الإنتحاري سعودي الجنسية لماذا لم تفتحوا فمكم بشيئ؟أليس لو كان سوريا لكنتم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها؟!أف لكم وترحا على حقدكم الأعمى!ولكن كما قيل "ما تكلمت مع عالما إلا وغلبته وما جادلت أحمقاً إلا وغلبني"

الى علي صالح .
ابو ريان -

ما شاء الله شو معلوماتك قوية يا علي صالح .وليد جنبلاط حوال قتل مروان حمادة شو هالذكاء يا .كمان جنبلاط قتل سمير قصير لأنه مرتو كانت معو طيب ليش ما قتل مرتو ؟؟ ولا معلوماتك ما اكتملت بعد . واللي قتل الحريري مش ابنه وانما هو اللي انتحر قال يأس من الحياة وطلب من انتحاري يفجر سيارة فيه هاهاها . شوف قبل ما تنتقد الكاتب على معلوماته السطحية (انا لا ادافع عنه ) ولكن انظر الى معلوماتك الفطحلية ....

سكووووووووووووووووت
عوني احححححححححح -

يا صنّاع الفتن(خيرالله +14 ... )حلّو عن هلوطن بدنا ناكل بدنا نعيش بيكفّينا محن