تحالف حضارات ام حوار ثقافات!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مقدمة
يبدو واضحا ان المفاهيم باتت تنقلب رأسا على عقب.. ويبدو ان سياقات الحياة كلها غدت طوع المؤسسات السياسية مذ تبّنت السياسة الامريكية مفهوم " صراع الحضارات " في عالم بات يعيش فوضى المفاهيم والمصطلحات.. لقد اخذوا يطلقون التعابير السياسية على البنى الحضارية والثقافية والتربوية، واصطبغ الاعلام بالسياسة ايضا منذ عهد بعيد.. ولما كان العالم قد دخل عصر استقطاب الارادة الواحدة بعد سقوط المنظومة الاشتراكية، واخذت ظاهرة " العولمة " التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية تمتد في جنبات كل هذا العالم.. فلابد هناك من ردود فعل ازاءها، ربما لا تكون سياسية بأي حال من الاحوال، بل تطرق باب الثقافة والحضارة.. والكل يدرك بأن مثل هكذا انعكاسات سوف لا تؤثر ابدا على حركة السوق ولا قوة الهيمنة ولا على صنع القرار ولا على ادارة الازمات والحروب.. والكل يدرك ان ليس هناك اليوم الا حضارة واحدة، هي الحضارة المعاصرة التي يساهم فيها العالم كله بعد ان كان الغرب يشغلها لأكثر من مائتي سنة.. من دون ان نجد من يقف ازاءها من حضارات ذات نوع آخر..
واقع ثقافات لا حلم حضارات
ان العالم يزدحم بالثقافات المتنوعة في جغرافياته الواسعة، وان هذه " الثقافات " تكشف واحدتها نفسها على الاخرى بفعل وسائل العصر المتطورة، والمفروض ان يحترم كل شعب من الشعوب ثقافات الاخرين بعد الاعتزاز بثقافته هو نفسه. وعندما نشر صموئيل هانتيغتون كتابه عن " صدام الحضارات " قبل سنوات مضت، فقد كان قد اخطأ من الناحية الفكرية، اذ ليس لدينا الان حضارات متنوعة معاصرة حتى يصادم بعضها بعضا وربما اصاب من الناحية الواقعية اذا اعتبرنا ان الصراع يدور بين حضارة معاصرة تهيمن على العالم كله وبين ترسبات حضارية قديمة او بقايا حضارات رحلت منذ ازمان.. علما بأن الصواب ان هناك اليوم ثمة صراع ثقافات وثمة ازدواجية ثقافات وثمة هيمنة ثقافات على اخريات! فاذا افترضنا (ولا اقول اقتنعنا) بأن لا وجود لصراع حضارات، بل ان الصراع اليوم بين التقدم والتخّلف، فلا يمكن ان يكون هناك تحالف بين الحضارات.. انني اسأل من باب تحصيل حاصل : اين هي حضارات اليوم؟ من يعدد لي أياها شريطة ان يقدم لي برفقتها حصيلة كاملة بمعطياتها المعاصرة المادية والمعنوية التي تخدم العالم؟
تحالف الحضارات: مبادرة ازاء التحديات
لقد اخفق اصحاب المبادرة في العام 2005 عندما اطلقوا هذا " المصطلح " على هذا التجمع الدولي، واقصد السكرتير العام للامم المتحدة السابق السيد كوفي عنان وكل من تركيا واسبانيا، وقد شاركتاه رعايته.. ولقد تابعنا جميعا كم من المؤتمرات انعقدت، وكم من المنتيدات اقيمت، وكم من الخطابات القيت، وكم من الاموال انفقت؟ نعم، كان الامين العام السابق للامم المتحدة قد اطلق مبادرة شراكه في رعايته لها كل من اسبانيا وتركيا، اي بين دولتين في كل من شرق وغرب اوروبا.. مبادرة من اجل تأسيس تحالف دولي قوي بين الحضارات، أسموه بـ Alliance of Civilizations، ولا ادري هل فكروا قليلا في تعبير " تحالف " ومقاصده في العلاقات الدولية واستخداماته في حياة المجتمع الدولي..؟؟ فالحضارة مجموعة هائلة من المعطيات البشرية المادية والمعنوية والمعرفية والفنية.. فهي ليست مجموعة مؤسسات كالدولة حتى يمكنها ان تتحالف مع غيرها! ان الدول او المجتمعات هي بني مشخّصة يمكن ان يتم التفاوض معها والتحالف معها.. ولكن الحضارة لا يمكن ان نشخصها لا ماديا ولا معنويا حتى يتم التحالف بينها وبين غيرها من الحضارات..
ان المبادرة قدّمت نفسها باعتبارها تستجيب الى توافق واسع في الاراء بين الدول والثقافات والاديان من اجل ترابط جميع المجتمعات بهدف التنمية والامن، وما سيكون لآثارها البيئية والاقتصادية والمالية من تقدم ورفاه. وقدمّت المبادرة مفهوم " التحالف " كونه " الساعي لتشكيل الارادة السياسية الجماعية، وحشد من الاجراءات الملموسه على الصعيدين المؤسسي والمجتمع المدني، وخلق المستويات من اجل التغلب على التحيزات والتصورات الخاطئة والوقوف ضد الاستقطاب الذي يعمل ضد هذا الاجماع. وتأمل " المبادرة " في ان تسهم نحو التئام الحركة العالمية التي تعبر عن ارادة الغالبيه العظمى من الشعب، ورفض التطرف في اي مجتمع من المجتمعات ". هذا كلام منمق وجميل ويمكننا التفكير في عوامل نجاحه على المدى الطويل، وهو يعّبر عن ارادة سياسية تقول للعالم بأن لكل مجتمع في العالم اخلاقياته وتقاليده التي لا يمكن الاعتداء عليها او ايذائها بالتجريح او التقريع او الاستهزاء.. الخ
هل يوقف تحالف الحضارات التدهور في العلاقات؟
وممّا عزز هذا " المفهوم " ما وقع من احداث في السنتين الاخيرتين قادت الى تفاقم الشكوك المتبادلة، وايجاد المباعدات بين المجتمعات المتقدمة والمتخلفة.. ناهيكم عن المخاوف وسوء الفهم الذي يسود اليوم بين المجتمعات الاسلامية والمجتمعات الغربية (والتي لها قوة ونفوذ في مجتمعات العالم قاطبة). لقد انفصمت عرى الواقع وانكشفت عدة حقائق كان يجهلها الناس سابقا اذ ادت ثورة المعلومات والاعلاميات السريعة وقوة الاتصالات الى فضح واقع كل بيئات العالم. ان المسؤولية في حدوث ازمات الثقة لا يتحمل مسؤوليتها طرف واحد، بل تتحمل كل الاطراف مسؤوليتها في تدهور العلاقات الثقافية والحضارية بشكل خاص بعيدا عن اخفاقات العلاقات السياسية في العالم وخصوصا بعد استقطاب العالم من قبل قوة احادية..
ان ما اسمي بـ " تحالف الحضارات " سوف لن يقدر على ايقاف التدهور في العلاقات الانسانية بين المجتمعات والامم، لأن القرارات لا تصنعها القوى المثقفة والمتحضرة في كل دول العالم ومجتمعاته، بقدر ما تصنعها القوى السياسية والاقتصادية المهيمنة على وسائل الانتاج وعلى صنع القرار ليس المادي فحسب، بل حتى المعنوي والثقافي.. ان سباق بعض المؤسسات مع بعض الدول الاوربية خصوصا لتعزيز هذا الجانب، ومعها رعيل من دول الجنوب سوف لا تقدر البتة من فرض الاستقرار الدولي لأنها اضعف من ان تؤدي دورها ازاء القوة الاعظم.. اما ما اعلنته مبادئ تحالف الحضارات يمكن ان يكون نقاط مضيئة ومثالية في تحقيقها، ولكن الواقع في عالم اليوم هو غير ما تطمح اليه تلك " المبادئ " والتي يقف على رأسها الاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات!
تقرير الفريق رفيع المستوى
ان التأسيس على هذه المبادئ، وانشاء فريق رفيع المستوى (hlg) من الشخصيات البارزة في العالم، سوف لا يقدّم او يؤخر شيئا في ما تريده القوى الاقتصادية الكبرى في العالم فضلا عن مصالح بعض الدول المهيمنة على اقتصادات العالم اليوم. انني اراقب من بعيد اجتماعات واخبار الفريق رفيع المستوى لخمس مرات على مدى عام كامل نوفمبر 2005- نوفمبر 2006 واصداره التقرير الذي ينادي بمبدأ جماعي متعدد الاقطاب ضمن النهج الذي يطّور العلاقات بين المسلمين والمجتمعات الغربية. نعم، لقد فرحنا لمضمون ما جاء في " التقرير " المقدم الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وقت ذاك والى رؤساء الوزراء في كل من اسبانيا وتركيا : خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو ورجب طيب اردوغان في 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2006
، ولكن تساءلنا عما يمكن فعله من ترديد خطاب في حلقة مفرغة، وتعقد المؤتمرات من دون اي تأثير واضح على سيرورة ما يحدث، بل وقد وجدت ان الولايات المتحدة الامريكية لا تهتم لمثل هذه الجهود، وليس لديها حتى الوقت لتنصت الى ما يريده اي طرف في العالم.
وفي نيسان / ابريل 2007، بعد اجراء مشاورات مع رؤساء حكومات اسبانيا وتركيا، راعيي تحالف الحضارات، والامين العام للامم المتحدة بان كى مون، عين خورخي سامبايو، الرئيس السابق للبرتغال، بوصفه الممثل السامى لتحالف الحضارات. وسألنا عن صلاحياته، فعلمنا بأن الممثل السامى سيوفر الرؤية والقيادة المطلوبة،بشأن تعزيز تحالف الحضارات، والعمل المضني بجعلها منظمة ذات مصداقيه وقابلة للاستمرار لمحاولة التقليل من خطورة التوترات بين مختلف المجتمعات وتهديدا للاستقرار الدولي، كما تم تقييمها في تقرير الفريق الرفيع المستوى للتحالف الحضارات.
يتألف مضمون التقرير من جزءين : الجزء الأول يضم تحليلا للسياق العالمي وحالة العلاقات بين المسلمين والمجتمعات الغربية. ويختتم التقرير بمجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات العامة، مشيرا الى ان اعتماد بعض الخطوات السياسية هي سابقة لأية متطلبات كبيرة ودائمة في تحسين العلاقات بين المسلمين والمجتمعات الغربية. اما الجزء الثاني من التقرير، فيعكس من خلال اجندة رأى بان التوترات عبر الثقافات تنتشر خارج المستوى السياسي الى قلوب وعقول السكان.، فينبغي العمل على مواجهة هذا الاتجاه، ومجموعة يحلل ويقدم توصيات في كل من المجالات المواضيعيه الاربعة : التعليم، والشباب، والهجره، وسائل الاعلام. ويخلص التقرير مع فريق رفيع المستوى اقتراحات لتنفيذ توصياتها.
المنتدى العالمي الاول للتحالف بين الحضارات
لقد كتب الصديق الاستاذ الدكتور عبد العزيز التويجري الامين العام لمنظمة الاسيسكو بالرباط مقالا بعنوان : آفاق واسعة أمام منتدى التحالف بين الحضارات (الحياة - 09/01/2008) يقول : أصدر البرلمان الأوروبي قراراً يعتمد هذا العام عاماً للحوار الثقافي العالمي. وفي منتصف هذا الشهر سيعقد في مدريد المنتدى العالمي الأول للتحالف بين الحضارات. وفي نهاية السنة الماضية عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اجتماع لأصدقاء التحالف بين الحضارات. وكان الرجل قد تقدم باقتراح بانشاء جهازين دوليين اثنين؛ هما "منتدى البرلمانيين لتحالف الحضارات"، و"منتدى الكتاب والمبدعين والإعلاميين لتحالف الحضارات". وهو اقتراح عملي ذلك ان هذين المنتديين يمكن أن يتخذا طابعاً إقليمياً، بحيث يكون هناك "منتدى للبرلمانيين العرب"، و"منتدى للبرلمانيين الأوروبيين"، و"منتدى لبرلمانيي أميركا اللاتينية"، و"منتدى لبرلمانيي جنوب شرق آسيا"، و"منتدى لبرلمانيي آسيا الوسطى". يستطرد قائلا : " وبذلك يمكن أن نصل في خطوة أكثر تقدماً إلى "المنتدى البرلماني الدولي لتحالف الحضارات" ".
اننا سنراقب عن كثب ما الذي سيقرره اجتماع مدريد العالمي، وهل ثمة إجراء حوار حضاري حقيقي؟ وهل من إقامة تحالف حضاري بين الغرب والمسلمين لمواجهة ظاهرة الإرهاب ولتحقيق مصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي؟؟
ان هذا " المقترح " واحدا من السبل العملية التي يمكن من خلالها ان يتحول ما يسمى بتحالف الحضارات من مجرد خطاب وافكار الى واقع وادوات، انني بالرغم من ايماني بأن تحالف الحضارات لا يمكن ان يكون اصلا، الا ان التأسيس عليه باتجاه اي حوار هادف وبناء بين الغرب وبين العالم الإسلامي، يمكنه ان يزيل اية توترات واضطرابات وسوء فهم ويتقدم نحو تعاون من اجل محاربة كل من يقف عائقا في سبيل التقدم يمكن دعمه وتطويره على مستوى ليس النخب والشخصيات والفعاليات، بل على مستوى تربية اجيال جديدة ضمن مناهج تفكير جديدة.. ان تحالف الحضارات اعتبره مجرد اسم بلا مسّمى ان استمر الواقع على ما هو عليه، بل انني اراه مجرد حوار طرشان، اذ لا يفهم اي مجتمع ثقافة الاخر ضمن حضارة واحدة معاصرة لا مجموعة حضارات لا وجود لها اليوم. ان الفهم الثقافي المشترك قد نجده هنا او هناك، ولكن لا نستطيع ان نجد تحالفات حضارية.. ان تعزيز العلاقات التعاونية وتبادل المعلومات وتفاعل الثقافات وما يسمى بحوار الاديان.. الخ كلها قد تحدث ضمن موضوع " تبادل ثقافي " او علاقات ثقافية ولكن لا يمكن ان يتبلور تحالف حضاري من اجلها..
من اجل تطوير الثقافات في العالم وانسجامها
اننا ان افترضنا وجود مثل هذا " التحالف " فهو بين من ومن؟ اذا قلنا بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية.. فما هو خزين هذه الحضارات الشرقية اليوم في ما تمنحه الى العالم؟ ان اليابان نفسها لها ثقافتها وخصائصها الثقافية والاجتماعية، ولكنها غدت في ركب الحضارة العالمية المعاصرة! ما الذي يمكن ان تقدمه حضارات قديمة سادت قبل الاف السنين الى الحضارة اليوم، فكلنا يعلم ان الحضارة المعاصرة هي حصيلة بناء وتطور لحضارات سبقتها.. بل هل هناك في مصر اليوم ـ مثلا ـ من يجيد بناء الاهرامات حتى يتعلم العالم كيفية بناء الاهرامات؟ انني اقترح ان يتغير اسم هذا ": المشروع : من تحالف حضارات الى حوار ثقافات ذلك ان من يتأمل قليلا في الاهداف المطروحة سيجد نفسه امام : "تطوير شبكة من الشراكات مع الدول، والمنظمات الدولية، والهيئات والمؤسسات والجمعيات الأهلية، ومع القطاع الخاص، من أجل تعزيز تفاعلها وتنسيقها مع منظومة الأمم المتحدة، وتطوير المشروعات التي تساعد على التفاهم ودعمها وإبرازها، والتوفيق فيما بين الثقافات على المستوى العالمي، وعلى وجه التحديد، بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغريبة. بحيث ترتبط هذه المشروعات بمجالات العمل الأربعة الرئيسة للتحالف وهي: الشباب، والإعلام، والتعليم، والهجرة، وإقامة العلاقات وتسهيل الحوار بين الجماعات التي يمكن هنا أن تصل كقوة للوساطة والتفاهم خلال فترات التوترات القوية بين الثقافات". ان هذا وغيره هو جزء من حوار ثقافات بين المجتمعات المعاصرة
وأخيرا : هل تتحقق الامنيات؟
انني اسأل : هل ان انعقاد المنتدى الأول لتحالف الحضارات في مدريد منتصف هذا الشهر برعاية الحكومة الإسبانية، سيعمل على كسر جمود العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي؟ وهل ان تحالفا كهذا له القدرة على توطيد العلاقات بين المجتمعات في عالم اليوم؟ هل يمكنه ان يقف بالضد من اشعال الحروب واستشراء النهب..؟ هل باستطاعته ان يعمل على انقاذ الاطفال وتنمية التفكير وتغيير المناهج والاعتناء بالمرأة والعناية بالتراث؟.. الخ هذا ما نطمح اليه في منتدى اخشى من ان يبقى خطابه لا يسمعه الا نفسه، كما اخشى ان يبقى حبرا على ورق.. كما جرت اجتماعات له في اكثر من مكان من دون جدوى.
www.sayyaraljamil.com
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات
إغتيال الثقافات
إنجي -سعيدة بإتزان د0سيار-وأقول أن على المتحاور أولاً أن يتعمق ويتمسك ويفتخر بثقافته-ليسمعه الآخر-أم أنه سيتحاور بلسان ديكارت ومارتن لوثر ونيتشه!-كذلك على المتحاور العربي-أن يلتزم بضبط النفس-حيث لإعتقاد به أن تقدم كل غربي أقيم على جثة ودمار عربي!-وإذا مسموح لي أذكر حوار دار بيني وبين ممثلة يابانية شهيرة منذ سنتان-وملخصه-أني سألتها هل نموذج أوشين (بطلة مسلسل ياباني شهير)لازال موجوداً؟؟-فردت حزينة( لا )لأن الجينز إقتحمنا-فلم تعد القيم قيمنا وثقافتنا كما كانت!-أظن..هذا السؤال ورده له دلالة ليفهمها المتجردين والمُنكسرة ذواتهم!-شخصياً لا أفهم أي نشوة-تتملك المتقمص ثقافة الآخر-دون أن يتمسك بأدواته-وينميها ويطورها-أظنه يصبح كحوارات الصم والبكم-ثم هل الآخر يرغب حقاً في معرفة المختلف عنه-أم يتعمد الجهل به-ليستمر مسلسل إغتيال الحضارات-لإبقاء الحضارة الأحادية؟-الناتجة من إنسانية معدومة!-ملحوظة..لازال الدكتور يتمسك برابطة العنق والندوات المعطرة-ولايرغب بأن ينزل لقاع المجتمعات-ويدعو لتثقيف العامل-ويغذيه بالوعي القومي!-الذي من خلاله(العامل) تبدأ الحضارة!-تحياتي0
جنازة الثقافة
أبو الفهود -لم أرى في الثقافة العربية- هذا إذا كانت مؤهلة حقا لحوار الثقافات العالمية، لإعتبارات منها إنها تأخذ من الآخر ولا تقد له سوى صداه. الإشكال يقع في خلل الحيز القومي الذي بنى حواجزه في ذاكرة التلقي العربي. وقبل حوار الثقافات لا بد من معرفة الحضارات. ولعل السياسة هي العائق الوحيد والقاتل لتخريب انشطة المنظومة التي تشترك في الرؤية والتفسير والإستبصار العقلي، لوعي حضارة الشعوب على إنها إمتداد طبيعي للنشاط الجسدي والعقلي للبشر. يقال إن تعطيل العقل العربي من نشاطه المضاد لكل ماهو ضار يأتي بعد مصادرة إخفاقاته وتحويلها إلى إنتصارات وهمية من قبل الإجهزة الثقافية المقربة من السلطة العربية، ولهذا لا يخرج المكتوب عن أرضية الحوار على خلفية إيقاع وترانيم السلطة والحاكم، تصور يقوم على إتفاقيات في مجالات تعاون في هذا المجال أو ذاك ولكنه لا يخرج عن المناشدات الأخلاقية وحسن الضيافة، أخص القوانيين وإقرارها، وهي بهذا تبتعد عن ثقافات حرة ومجردة من الأسلوب العربي الجامد الجالس على حافة الكوكب العالمي منتظراً لحظات سقوطه الحتمي.
تحالف ؟
خوليو -رئيس وزراء أسبانيا عند طرحه لهذا الموضوع طرح مقولة حوار الحضارات وليس تحالف الحضارات، عودة على مؤتمر حوار الحضارات لايوجد لدى الحضارة العربية الإسلامية منتوج حضاري حالي لتقدمه وتحاور حوله، الحوار يكون على موضوع ما:ثقافي، علمي اجتماعي، تكنولوجي، اكتشاف الفضاء، البيئة والتلوث، النظم الاجتماعية والديمقراطية، في هذا العصر لايوجد في جعبة العرب شيئ يحاورون العالم به، كل منتوجاتهم تراث ديني مكانه المناسب الآن متاحف التاريخ الديني ، اتهام العرب والمسلمين -الطرف الآخر- بفشلهم هو الموضوع الوحيد الذي يجيدونه، أما أن يقدموا شيئ يمكن أن يخدم الإنسانية، فهذا آخر مايفكرون به، نقترح على مؤتمر الحوار طرح موضوع الحجاب والرجم والفتاوي ومعجزات الكتاب، فهي المواضيع الوحيدة التي يكتبون فيها حالياً مجلدات ، المواضيع الأخرى ستكون كحوار الطرشان.
يادكتور
محمد المشاكس -يادكتور خوليو: كلامك عشوائي لأنه لايوجد حالياً دولة عربية إسلامية. هنا كان من الصحيح النظر إلى مايقدمه العرب أو المسلمون كأفراد أو في دولهم. فلهذا من الصحيح النظر إلى مايقدم الأن بشكل منفرد. إلم تقرأ بأن نصف العقول العربية تهاجر؟ ألايساهم هؤلاء في الحضارة الحالية؟ هناك عرب ومسلمون في جميع المجالات ولكنهم في بلدانهم الجديدة مع العلم أن معظمهم لم يتخلى عن أصله ولو أعطوه جواز سفر جديد. مواعظك التآمرية لذيذة.
فال الله ولافالكم
برسوم الايلافي -لماذا تضعون العصي في الدواليب كل لقاء بين الحضارات مكسب للبشرية علينا فقط ان نحيد المتطرفين في كل حضارة والمسائل باذن الله تمشي
استاذ محمد
خوليو -تحية طيبة، ولنتعمق أكثر في الحوار، قلت في تعليقي بان جعبةالعرب والمسلمين خاوية من الطروحات الفكرية في هذا العصر، إن كان على مستوى الأفراد أو الدول، لقد سنحت لهم الفرصة للدخول في حوار قكري على مستوى عالمي لمرتين: الأولى في قصة الرسوم الدانماركية والثانية بمحاضرة البابا في ألمانيا، كان ردهم بالعنف والمقاطعة وبعض الكتابات مثل كتابات محمد عابد الجابري وبعض الكتابات الأخرى التي لم تف بالغرض على المستوى الفكري الفلسفي، بينما كانت الردود العنيفة بالحرق والتدمير وقتل كاهن هنا وراهبة مسكينة تساعد مرضاهم هناك، ألم أقل لك أن الجعبة فارغة وليس بمقدورهم تحريك أي حوار جدي، اختصاصاتهم حجاب ورضاعة الكبير وتكفير الفكر الحر، أما مواعظي التآمرية اللذيذة أعتذر عن الجواب ،لم أفهم ماقصدت، وقد يكون معناها في قلب الأستاذ محمد المشاكس.
يادكتور
محمد المشاكس -يادكتور من غير الدقيق أن تقول أن العرب والمسلمون فارغون فكرياً. هذا مضحك بالفعل، مع إحترامي لك. فلنأخد مثال زاها حديد المهندسة المعمارية والمنظرة والفنانة. فإذا أتى أحدهم وقال لي أنها فارغة فكرياً فسوف أنقلب من الضحك وينطبق المثال على المئات من المفكرين من أصل عربي أو إسلامي في مجالات مختلفة ولاداعي لذكر الأسماء. أما عن الحوار مع الغرب فهو مستمر ولم ينته أو يتوقف مع مسألة الرسوم الدانماركية التي أحببت حضرتك أن تجلبها كمثال ولاأفهم لماذا؟ ألم يكن هناك حوار منذ أول تعامل بين العرب أو المسلمون والغرب؟ أليس هناك أدب عربي أو أفلام عربية في الغرب؟ أليس هذا بحوار يادكتورنا الكبير. وأما عن الجابري فهو ليس قمة الفكر العربي. وإنت تإتي وتجلب لنا إمثلة قتل الرهبان المساكين ورضاعة وبول فهل هذا كلام يادكتور ونحن نتكلم عن الفكر. فهل من يتابع تلك الأمور مفكر؟ هذا السؤال موجه لك يادكتورنا نريد الإجابة لأنني لاأهتم لابرضاعة أو ببول أو بكاهن
أستاذ محمد 2
خوليو -الموضوع هو التعليق على مقال الدكتور سيار الذي يعالج التحالف الحضاري او الحوار الحضاري، أعتقد أن الموضوع لاعلاقة له بالمهندسة المعمارية العراقية الأصل والتي درست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت وتعمل الان في جامعة هارفرد كاستاذة في التصميم المعماري وقد نالت عدة جوائز، وهذا يشرف كل إنسان عربي وعراقي بوجه الخصوص، الموضوع هو حوار الحضارات بشقه الفكري الفلسفي وليس الفن المعماري، الرسومات ياأستاذ محمد طرحت سؤال كبير جداً حيث وضع رسامها قنبلة في جبة النبي ، والسؤال المقصود هو هل يقف الإسلام خلف العنف الحالي؟ وكان الجواب عنفاً، أليس كذلك؟ وكنت أتمنى أن يكون حواراً حضارياً ينفي وقوف الإسلام كفكر وراء العنف، لم يأت الجواب لأن الجعبة فارغة في هذا الموضوع، أماّ تفوق مهندسة فهو داعي للفخر، إلا أن المقال والتعليق لا علاقة لهما بالتفوق بالرياضيات. هل تعتقد أن المهندسة زاها تستطيع أن تسير في البصرة حاسرة الرأس كما تسير في أوروبا؟ الفراغ الفكري المقصود هو من هذه الناحية، حيث الفكر السلفي هو المسيطر، أما أن هذا الفكر السيئ ليس من اهتماماتك فهذا شيئ مشجع.
يادكتور
محمد المشاكس -لاتهرب من ماقلته يادكتور. بالطبع لزاها حديد علاقة بالنقاش ومن دون مزايداتك من خلال إعطائنا فكرة بأنك تعرفها أو تعرف من أين أتت لسنا هنا بصدد من أين هي أو أين تعلمت. نحن بصدد المشاركة الفكرية الفلسفية في الحضارة الحالية ولهذا فمن الجهل وعدم الثقافة، مع إحترامي لك، القول بأن الفكر الفلسفي لاعلاقة له بالفن والتصميم المعماري. وسألتني عن إذا كان الإسلام وراء العنف الحالي وهذا كلام مضحك فعلاً وحوابي هل توقف العنف في هذا العالم مند أن بدأ وهل سيتوقف؟ أيضاً لنأخذ كاتب المقال ألا يشارك هذا الكاتب وأمثاله بالحوار الفكري الفلسفي مع الغرب؟ هل قرأت ماقدمه الدكتور الجميل لإحدى جامعات الغرب؟ أما عن قولك بأن الفكر السلفي مسيطر، فمن أين أتت سعادتك بهذه المعلومة. إنك تذكرني بمن يحاول تخويف البشر من بعبع إسلامي. مثالك عن البصرة مخجل، فهل ذهبت سيادتك يوماً ما للبصرة؟ هل تعرف من أو ماهو تفكير سكان البصرة؟ أرجوا الرد على هذا المثال بالتحديد مع الشكر
حضارة ابادة الاخر
اوس العربي -الحقيقة ان العالم المسيحي والعلماني بعد ذلك لم يتوقف عن الغارة على العالم الاسلامي وعلى القارات والشعوب الاخرى منذ خمسمائة عام اي منذ سقوط غرناطة والعالم المسيحي العلماني مسئول عن اكبر عدد من الحروب والفتن والمجاعات والانقلابات ونهب الشعوب والانحياز الفاضح والماكر للكيان الصهيوني ان الحضارة الغربية لا تقبل بالاخر فقد قال القائد الامريكي الذي كان يقاتل السكان الاصليين لامريكا الشمالية الهنود الحمر اما ان يدخلوا في حضارتنا اي بالمسيحية او نبيدهم وقد كان ابيد مليون من الهنود الحمر باخس الوسائل ومنها ميكروب الجدري وتم خطف الاطفال من احضان امهاتم وعزلوا في كنائس واديرة ومدارس تتبع الكنائس وارغموا على المسيحية وغيرت اسماؤهم وفصلوا عن ثقافتهم الاصلية وهذا لم تفعله حضارة الاسلام التي تركت الناس وما يعتقدون ان الحضارة الغربية المسيحية العلمانية ذات المواريث الروماني حضارة ابادة للاخر مهما كانت هويته
يادكتور
محمد المشاكس -تكلمت سيادتك عن موضوع مشاركة العرب والمسلمون في الحوار الفكري الفلسفي ونعتهم بالفارغين فكرياً. لنأخذ نجيب محفوظ مثلاً ألم تكن كتاباته فلسفية؟ ألايذهب البشر ويشتروا قصصه باللغات العديدة المترجمة إليها؟ البارحة قرأت لمفكرة ومنظرة يهودية عربية من العراق تعلم في جامعات نيويورك ولها العديد من المشاركات الفعالة في المجال الفكري الفلسفي. من قبل كان هناك إدوارد سعيد والشرابي وبطاطو والعظم ومستغانمي وحيدر وعلاء الإسطواني...الخ أعرف جوابك ستقول لي بأن إدوارد سعيد صديقك وزوجته من بيروت من أصل سوري وإبنه محامي وإبنته ممثلة،،،،والخ..
يادكتور
محمد المشاكس -بالنسبة لمحمد عابد الجابري فقد تفضلت علينا وقلت بأن الردود كانت مثل كتابات محمد عابد الجابري. أولاً أعرف تماماً أنك لم تقرأ ماكتبه الجابري ولاتعرف ماقيمته في الفضاء الفكري العربي من التسعينات وحتى الأن. فلمعلوماتك أثارت كتب الجابري الجو الفكري العربي ودفعت المتعلمين للرد أو للدفاع عن الجابري. لاتزال كتابات الجابري والتي كتبها في التسعينات من القرن الماضي تثير الفكر حتى إلى اليوم. قرأت الجابري ولي رأي الخاص ولكن من المهم إعطاءه حقه . إقرأ كم من كتاب كتب للرد على الجابري. لاداعي للحط من قيمة كتاب وخصوصاً إذا كانوا على مستوى الجابري وكان من الأحرى بك أن تدحض إحدى أفكار الجابري بعلمية وليس بالهواء والكلام الفاضي