كتَّاب إيلاف

طريق العروبة يبدأ من الرياض

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس من السهل أن تألف المشهد أولى أيامك في مدينة الرياض، فالشوارع مترامية برحابةٍ وَسِعَةٍ قلّما نشهدها في المدن والعواصم العربية الأخرى التي تلهث بظل اختناقات شديدة واكتظاظ سكاني هائل وتلوّث بيئي خطير جدا وأخطر ما فيه لا مبالاة الدولة العاجزة عن إيجاد الحلّ واعتياد المواطن على تجرّع كافة أنواع التلوّث والسموم المادية والمعنوية دون اعتراض أو كلل كما في دمشق، القاهرة، بيروت وغيرها، في حين تستوقفك الرحابة في مدينة الرياض التي تَقرأ من عناوينها الأولى، اتساع هذه المدينة أمام ضيق درايتك وخبرتك وقدرتك الفعلية على الإحاطة بتفاصيل خصوصيتها الفائقة وتفريطها المُذهل بِقِيَم الحريات، واحتفاءها البالغ بأهميّة العزل والفصل والتقوقع والانغلاق بين الجنسين التي تحتاج فعليا إلى معجزة زمنية لتقليص
حجم الغربة القائمة وتعميم التوازن الطبيعي بضرورة ترسيخ فكرة نشوء الصداقة التي لا بدّ منها، ففي الوقت الذي تُقرر أن تجزم رأيك بشأن افتقار هذه المدينة إلى الكثير مما يعتمل في تلافيف ذهنيتك ومما عهدته من تصوّر حول تشكيل المدن وتأهيل العواصم بفائض الامتيازات والصلاحيات وما يتوفر منها عادة، يُدهشك أنّ الرياض تتمتّع بأكثر مما تتوقعوفي الوقت عينه يؤسفكَ اضطرارك إلى إخماد فضولك دون تردد تجاهها، فالرياض مدينة لها زهوها وفصاحتها وقناعاتها وخيلاؤها الذي يتلاءم معك وربما يختلف بحوار مفتوح مرّة، ومنقوص أخرى، ولكنه بالتأكيد غير متكافىء، وعدم التكافؤ تقرّه مفاهيم ومنطلقاتٍ عدّة، أهمها اختلاف البيئة الاجتماعية، تباين وجهات النظر والأساليب الفكرية الشائعة والمُتداولة، تباعد الثقافات التي تحكمها التابويات العقائدية، تفاوت المستويات والحالات الاقتصادية، إضافة إلى تصدّر الرياض منصّة القرار السياسي في المنطقة عموما ولبنان خصوصا وامتلاكها على الأقلّ النصيب الأكبر من مفاتيح الحلّ والعقد بشكل أو بآخر لتعديل الخط البياني المتعلّق بالرأي العام والخاصّ على حدّ سواء، حيث تلعب الرياض اليوم دورها الحيوي الذي لا يُستهان به، هذا الدور الذي يجسّده الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين المتّسم بالبوادر وحسن النوايا، التي بدأت بدعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والتي أسفرت عن مصافحات كثيرة وابتسامات عريضة أشرق بموجبها فضاء التفاؤل لدى الجميع، ولكن لم يلبث أن عاد إلى سابق عهده من الغموض والغيوم و"المآجلة "، وخاصّة فيما يتعلق بالاستقرار اللبناني وإمكانيةاتّخاذ بعض القرارات من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي أعطى تطمينات كثيرة أهمها مبدئيّا إسقاط نيّة الحرب على دول الخليج والمملكة العربية السعودية على الأقل بالنسبة للمدى المنظور، كذلك كبح جماح المعارضة اللبنانية التي تلبّي معظم الطموحات السورية على أكمل وجه، ومن ضمن سلسة الدعوات المُتعاقبة على المملكة زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي، والتي أعقبتها على الفور زيارة مقتضبة للرئيس الأميركي جورج بوش، اكتفى خلالها بعرض بهجته العميقة التي عبّر عنها رقصا وبذخا وصفقات
مصيريّة كفيلة برتق عجز بوش المادي والمعنوي وترميم مواقفه المتهالكة تِباعا، أتابع السير خلف السائق الخاص للسيارة الفارهة التي تقلّني أمطّ عنقي لأقرأ اللافتة العريضة "طريق الملك عبد الله " ولا فتة أخرى " طريق الملك فهد " وأخرى " طريق الأمير تركي الأول بن عبد العزيز "،وفجأة طريق "العروبة " وأتساءل هل طريق العروبة يأتي استكمالا للطرقات السابقة؟
وأواصل السؤال تُرى هل سار بوش على طريق العروبة؟ هل قطعه أم سيعزز تمهيده؟ تداعيات كثيرة تزاحمت في رأسي لتوقظ فكرة الدكتور عبد العزيز السبيّل وكيل وزارة الثقافة في الرياض الذي كان لي معه حوار طويل لبرنامجي الإذاعي "اختلاف عبر أثير إذاعة صوت بيروت "، عندما اقترح أن تُفعَّل فكرة مسلسل "باب الحارة " بفتح الأبواب ال22 المجاورة ليصير العالم العربي كلّه حارة واحدة مشرفة على تناغم وحب وحميمية عربية مشتركة، من يعلم ربما تكون يوما أولى بواباتها تبدأ من الرياض لتفتح على خط العروبة كل الأبواب الموصدة.

-الرياض- المملكة العربية السعودية
-الصور بعدسة المصمّمة -هند البصيّص -

رابط ذات صلة :
http://www.al-jazirah.com/culture/2008/14012008/aoraq33.htm

gaidoushka@yahoo.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم
أشرف -

طريق العروبة تبدأ من الرياض في استقبال السيد بوش وتقديم الحفاوةاللازمة له

صحيح نسبيا ً
ياسر الهذيلي -

في البداية لا اخفي اعجابي في المقال مع وجود تحفظ على بعض الجمل ولكن حول تسائل الكاتبة ان طريق العروبة يبد أ من الرياض الاجابة هي نعم ولكنها لا بد ان تعرج على القاهرة مرورا ً بدمشق ومع كامل احترامي لباقي الدول العربية لأنهذا المثلث هو الرابط المفصلي في المنطقة وهو مقر التوازنات في المنطقة .بالنسبة لفكرة باب الحارة هذا حلمي وحلم الملايين في الوطن العربي الكبير والذي رغم تفائلي الا انني اجده صعب المنال . اتمنى بالفعل ان نرتقي بتفكيرنا كشعوب وان نزيل الحواجز النفسية لتزول الحواجز الجغرافية لكي نتمنى ونطلب حينها من الزعماء التقارب ونبذ الخلافات في المنطقة والمصالح السياسية والتي للأسف اصبحت تتقاطع مع بعضها البعض

مثقفة وصغيرة السن
علي أحمد -

رغم صغر سن الكاتبة، وتبدو من صورتها أنها في العشرينات من العمر. إلا أنها متمكنة لغويا وثقاففتها تعادل ثقافة امرأة في الخمسين من العمر.

الله الله يا عزنا
عبد البا سط البيك -

محور عز العرب و الإسلام أساسه المملكة , فهي من أهم الدعامات التي يقوم عليها النظام العربي . للمملكة دور قيادي روحي متأصل بجذور عميقة قوية , و ساق شجرتها مستقيم صاعد بشموخ. ثمار غرسة تلك البلاد أكل منه كثيرون من خلق الله حتى شبعوا و بطروا , و شرب البعض من ماء زمزم فإرتوى. ثمة من حمد الله و شكرا خدام الحرمين على ما فعلوه , و آخرون أصابهم الطمع و الحقد و الحسد فتنكروا للجميل و المعروف .أعمدة السياسة بالمملكة راسخة البيان تقوم على مبادئ الخير و الصلاح و الإقلال من الأضرار قدر المستطاع . مسيرة المملكة في الإقتصاد و السياسة قد لا تعجب خصوم الرياض , لكنها تنفع و تفيد من يحب الرياض و يعرف قدرها و مكانتها . ما خاب من وضع سره و أمله بعد الله في ربوع المملكة , وفاز من كانت المملكة الى جانبه . المملكة لا تعادي الا من ظلم نفسه ,و أبوابها مفتوحة في وجه من يقصدها طلبا للمشورةوالنصيحة .مخاصمة الرياض هي بمثابة التخاصم مع حكيم عاقل و لا جدوى من سلوك هذا السبيل مع الرياض . لو تجمع الأخرون مع الرياض لكان الخير أعما و الربح للجميع .فهل هناك من يسمع أو يعقل ؟؟

Ghada
كمال -

غادة السمان هي اديبة سورية شهيرة تعيش في جنيف و هي فب اخمسنات من العمر.

حسرتي
محمد القيسي -

حسرتي على ايلاف لاضطرارها الى نشر مواضيع هزيله تنضح بالسطحيه والتملق المذل..يبدو ان الكاتبه ستظل مفروضه علينا لأمد طويل.. كنا نظن اننا دخلنا عصر جديد وفكر جديد ودماء جديده ولكننا سنظل نرى كتاب الامس الفاشلين يتبرعمون وينجبون اقلام صغيره تعاني نفس الامراض..ولا اندهش ان اقرا نفس فكرة الموضوع للكاتبه نفسها بعد كم شهر وهي تصف دبي والدوحه انها قلب العروبه النابض...اكيد دبي والدوحه وليس الخرطوم او نواكشوط او صنعاء والسبب معروف

No
sam -

you want Oroba road to start from behind.Good luck

الكاتبة(السورية)
سورية -

الذي يقرأمقالتك ويقارنها بمقالة الاستاذ سعد الله خليل كعربي يجد مصداقية الانتماء العروبي بمقالة الاستاذ غير ماهو عليه في مقالتك التي تفوح منها رائحة التملق علما اننا على ارض الواقع لم نشهد مفهوم العروبة بمعناه الانساني الحضاري والمتداول منه للاسف مفهوم قومي تعصبي شوفيني زاد المجتمع تفككا وتمييزا لاننا كسوريين لم نعرف التملق فكيف وانت تتملقين باسلوبك

كفى تملق
حمدة العامري -

توضيح إلى القارئ كمال، فغادا السمان هذه تختلف عن الأديبة المشهورة غادة السمان التي كتبت الروايات والقصص، وهذه الغادة السمان الأخرى هي كاتبة في الاربعينيات من العمر، صار بينها وبين غادة السمان الأولى جدل بسبب تشابه الاسماء، تتهم غادا... غادة بالوصولية والاستغلال، بينما هي تمارس التلمق في الخليج وفي الصحف الخليجية بينما كانت تتهم ادباء الخليج بالسطحية، لذا كفى تلمق،

حسرةعلىمحمد القيسي
ضياء الحق -

تقول غادا السمان بغلنية ووضوح في في سياق مقالتها&;وتفريطها المُذهل بِقِيَم الحريات، واحتفاءها البالغ بأهميّة العزل والفصل والتقوقع والانغلاق;،ثم تؤكد&;بحوار مفتوح مرّة، ومنقوص أخرى، ولكنه بالتأكيد غير متكافىء&;،ثم تواصل&;جورج بوش، اكتفى خلالها بعرض بهجته العميقة التي عبّر عنها رقصا وبذخا وصفقاتمصيريّة كفيلة برتق عجز بوش المادي والمعنوي&;وتختم بتساؤل وريبة محرضة&;وفجأة طريق &;العروبة &; وأتساءل هل طريق العروبة يأتي استكمالا للطرقات السابقة؟وأواصل السؤال تُرى هل سار بوش على طريق العروبة؟ هل قطعه أم سيعزز تمهيده؟&;من كل المقاطع الواردة أعلاه والمحملة بالتشكيك والوعي يؤسفني أن أعلن حسرتي على محمد القيسي الذي يفتقر إلى تمييز لهجة المقال الموضوعية جدا والبعيدة كل البعد عن التملق الذي لو قدر لمحمد القيسي لبدّع به بالتأكيد، لكنها الغيرة والغل وكان الله في عون إيلاف كم تمتد إليها من الأصابع المغرضة/

Riyadh is powered by
jameel -

Riyadh is powered by Riyadh Bank 3,011 مليون ريال أرباح بنك الرياض ، بأن البنك حقق 3,011 مليون ريال أرباحاً صافية لعام 2007 مقارنة بـ2,909 مليون ريال للعام الماضي محققا نسبة نمو بلغت حوالي 4 % ، نتيجة لارتفاع إجمالي دخل العمليات لهذا العام والذي بلغ 5,168 مليون ريال مقارنة بـ 4,886 مليون ريال لعام 2006 ، مما أدى إلى زيادة ربح السهم الواحد من 4.65 ريال لعام 2006 إلى 4.82 ريال لعام 2007. ، أي بنسبة نمو بلغت 13%. وذكر الراشد بأن مجلس إدارة البنك أقر التوصية لدى الجمعية العامة للمساهمين بتوزيع ألف مليون ريال ( 1,000 مليون ريال ) كأرباح عن النصف الثاني من عام 2007 ، بواقع 1.6 ريالاً للسهم الواحد، ليصل إجمالي الأرباح الموزعة عن عام 2007 إلى ألفي مليون ريال ( 2,000 مليون ريال ) ، وبواقع 3.2 ريالاً للسهم الواحد. كما يؤكد هذا النمو استمرار البنك في التوجه و أعلن أنه تقدم إلى الجهات المختصة لزيادة رأسماله من 6,250 مليون ريال إلى 15,000 مليون ريال، والذي يترتب عليه زيادة عدد أسهم البنك إلى 1,500 مليون سهم.

طريق الكاتبة
عمر السوري -

من حق الكاتبة ان تفتح الطرق لنفسها ولنرجسيتها وهذا حقها لكن حقنا على ايلاف ،اشكر ايلاف بإستضافتها لكتاب مثيرين للجدل كتاب تعيش وتغرد خارج السرب بأحلام المراهقين تتحدث عن طريق العروبة وكأن هذه الطريق تحتاج فقط لإكمال التعبيد يا سيدة طريق العروبةلا يحتاج لزفت لتزفيته فهو مزفت اساسا ومزدحم بالعقد المرورية والتقاطعات الكثيرة الحوادث طريق ينتهي بمستشفى المجانين ويغص بجثث واشلاء ضحايا تقطعات الطريق و قاطعي الطريق مابين الرياض والقاهرة ودمشق وايران وأمريكا وفرنساوالمحاكم الإسلامية والإخوان المسلمين والأشخاص المفخخين طلاب الجنه وحور العين و بقايا القومجيين والثوريين العرب وخريجي السجون واثرياء الحرب العرب والجنرالات المتقاعدين والجالسين على الكراسي الوثيرة من العقيد إلى المعقد إلى المقعد

إلى الجهابذه الكرام
حمد السديري -

كفاكم جهلا وتعليقا فجا أيها الجهابذه قرأنا لغادا السمان في صحيفة الجزيرة وكلنا نعتز بها ضيفة عزيزة على الرياض أين التملق في المقال الذي لم يمتدح لا الرياض ولا الملك ولا أحد من، لتقرؤوا التملق بغير قلمها، ربما التملق الذي تحلمون به تضيفونه على حرفها، فكفاكم هزلا وهذرا،أهلا بك غادا فؤاد السمان نجم ساطع في سماء المملكة، شكرا إيلاف للنشر

انتصرت القطرية
شلال مهدي الجبوري -

يبدوا لي ان الكاتبة تحن الى الشعارات والتهريج القومجي العروبي الذي فشل وتجاوزه الزمن. شعارات وآيديولوجية الفكر القومجي العروبي انتهت في مرحلة تاريخية تاريخية مظلمة لازال شعوب الدول العربية تدفع ثمن هذه الآيدولوجية الفاشية . القطرية في آخر المطاف انتصرت ولا يصح الا الصحيح. شعارات امة عربية واحدة كانت شعارات خيالية لا وجود لها على ارض الواقع.انا اعتقد من الافضل ان يشق كل بلد طريقه بشكل مستقل ويقرر مصيره بنفسه .

الرياض
محمد الغامدي -

أرجو من الكاتبة العظمية( المتملقة ) أن تخبرنا كيف شاهدت شوارع الرياض من نوافذ السيارة ام انها نزلت و تمشت بالشوارع بكل حرية ...

الصور وأهميتها
محمد المشاكس -

أليس من المفروض أن تكون الصور واضحة لنفهم ماقصد منها. وبالنهاية تتحفنا الكاتبة بمعلومة غير مهمة ألا وهي أن المصورة هي مصممة؟؟؟؟ مصممة ماذا ولماذا ياهذا...كلام فاضي