كتَّاب إيلاف

الصدفة والضرورة عاجزتان عن تفسير الجمال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إذا كانت الصدفة والضرورة كلتاهما عاجزتان عن تفسير الجمال؛ فلابد من وجود شيء غير هذين البديلين؛ فحيثما تصرفت العلة بفعل ضرورة، فلا بد من وجود داع لهذا التصرف، ولكنه تصرف أغلقت دونه جميع المسالك باستثناء مسلك واحد..
أما الصدفة فهي من الناحية الأخرى تقبل البدائل، ولكن ليس هناك سبب يفسر تحقيق بديل دون غيره، والطريق الأوسط بين هذين الطرفين علة تقبل البدائل، ولكن لديها في الوقت ذاته سببا يفسر اختيارها لواحد منها دون سواه.
إذا تأملنا مليا حرفيا يصنع سكينا لتقطيع الخبز لاستخدامه الشخصي،فبالضرورة ستكون للسكين الجديد شفرة، إذ أنه من دونها لن يستطيع تقطيع الخبز؟؟ ومن الضرورة أيضا صنع مقبض لمسك السكين..
أما تصميم المقبض إذا كان مرصعا أو مزخرفا فلا يمكن عزوه للضرورة، لأن السكين قادر على تقطيع الخبز بنجاح، دون الحاجة إلى أية زخرفة على الإطلاق...
والحرفي اختار بمحض إرادته أن يزين أداته بالزخارف، وفي وسعه أن يضيف الزخارف أو أن لا يضيفها، فإذا اختار إضافتها توفرت له تشكيلة غير محدودة من التصاميم ينتقي منها ما يشاء..
إن زخرفة السكين تقبل البدائل، ومع ذلك فهناك سبب لوجودها، وهو أن الفنان لا يريد سكينا نافعا فحسب؛ بل سكينا جميلا، فالزخرفة ليست نتيجة الصدفة ولا الضرورة بل هي تصرف يتسم بالاختيار..
كذلك هناك عقل مسئول عن جمال الطبيعة..
إن هذه الجهود المبذولة ولسنوات طويلة من قبل علماء فلك وأحياء و فيزيائيين وكيميائيين، مستخدمين صفة الجمال، للوصول إلى اليقين بوجود إله واحد مبدع، هم الذين وصفهم القرآن بأولي الألباب؛ أن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار..
هاتان الآيتان تفتحان لنا جميعا باب الدعوة لحضور معرض دائم للسموات والأرض وما بينهما في الليل والنهار، وهي دعوة لأولي الألباب هذه الفئة التي لا تمر في هذا المعرض الكوني الدائم مغمضة الأعين، وهي دعوة للتفاهم بين فطرة الكون وفطرة الإنسان.
دعوة لأولي الألباب الذين يستنقذون حسهم من بلادة التكرار وسبات المألوف، وينتشلون بصيرتهم لاستقبال آيات الله الكونية، متخطين عوائق النظرة السطحية بينهم وبين ما يحيط بهم من جمال، ليس في المرأة فحسب بل في عظيم خلق الله..
دعوة استجاب لها هؤلاء العلماء، وانتهوا إلى الإيمان بوجود يد مبدعة مخططة حكيمة عليمة، وهذه الآيات تصور لنا خطوات الحركة النفسية التي ينشئها استقبال مشهد السموات والأرض واختلاف الليل والنهار في مشاعر أولي الألباب، وهذا ما نسميه بالاستقبال..
في هذه الآيات أيضا تصوير إيحائي يلفت القلوب إلى المنهج الصحيح في التعامل مع الكون، وفي التجاوب مع مشاهد الجمال، التي رأيناها في ندف الثلج، وفي تركيبة ال DNA وفي صوت الإنسان وفي ريش الطائر، وهذا ما يسمى الاستجابة، ثم انتهوا جميعا إلى قول واحد ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وهنا كان الاتصال
إذا هناك ثلاث نقاط رئيسية:1
استقبال 2 استجابة 3 اتصال
هذه النقاط الثلاث تحدد لنا مثلثا هو نصيب كل إنسان منا في هذه الدنيا
1- الاستقبال: وهو ما يوجهنا له القرآن إنه التأمل، ويقول أبو الدرداء تأمل ساعة خير من قيام ليلة... لماذا؟؟ لأن التأمل يفرز علما وعملا، وهو مفتاح الاختراعات والاكتشافات، كما رأينا المتأمل في ندفة الثلج وورقة الشجر
2- الاستجابة: هي العمل وفي القرآن قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
3-الاتصال: وهي النتيجة الحتمية للتأمل، ثم للعمل ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار..
وراء هذا الكون خالق مبدع واحد أحد، والشريعة الإسلامية تجعل كل عمل مهما قل شأنه متصلا بالله..
مثال جوع (استقبال لرؤية الطعام)
أكل( استجابة بالأكل وهو ما سميناه بالعمل)
الحمد لله (اتصال)
مثال آخر أنا في السوق أتأمل السلع (استقبال)
اشتريت الثوب (استجابة) وهو العمل
اللهم أسألك من خيره وخير ما هو له وأعوذ بك من شره وشر ما هو له تم (الاتصال)
وهكذا هي مثلثات تضاف إلى رصيدنا في الآخرة وليست أعمال زائلة على بساطتها وضآلتها.

اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جهد زائد
خوليو -

تجهد حضرة الكاتية نفسها وفي أكثر من مقالة لتبرهن وعن طريق الجمال الذي ليس بالصدفة، على وجود الخالق ، فهي فكرة محترمة ومقنعة لمجتمع بسيط ساذج ليس لديه معلومات علمية تشرح له قوانين الطبيعة، فإذا كان الجمال حجة لبرهنة النظرية فما قول حضرة الكاتبة في زيادة كرومزوم في نواة الخلية لتصبح 47 بدل 46 والمنتوج طفل منغولي ليس جميلاً كما نشتهي، وهو من صنع ذات اليد البارعة، نرجو من إيلاف الغراء النشر لأنّ حق الرد محفوظ من أجل احترام عقول الناس، مع الشكر.

تنوير8
تنوبري -

سفسطة وتخبيص وخرابيط وأخطاء لغوية (وحالة تعبانة يا ليلى وخطبة ما فيش )

رجاء يا ايلاف
د. امير عبود -

رجائي من ايلاف العزيزة الغالية بحق من فطر الارض والسماوات العلى ان توقف نشر هذا الغثاء وغيره من الذي تكتبه بعضهن ولا اذكر الاسماء كي لا اسيئ اليهن اذ صدقن انهن اصبحن كاتبات !! حرام على ايلاف ان تجعل اسماء بعضهن الى جانب كتاب كبار امثال خالص جلبي وسيار الجميل وعزيز الحاج .. ارحموا عقولنا وعقول القراء وشكرا لايلاف من القلب المكسور عليها

نزار -

نرجو من الكاتبة ان تخصص جزء من وقتها الثمين لكتابة ولو مقالة واحدة عن القبح لتكون اكثر حيادية فلولا وجود القبح لما عرفنا الجمال اليس كذلك يافيلسوفة

إلى خوليو
هيثم -

الجمال مفهوم غير محدد، المنغولي إنسان ،المقياس الجمالي يعود على مقاييس تربينا عليها ليست بالضرورة صحيحة .الحكمة الإلهية قد لا ندركها من الشكل فقط بل من المعنى أيضاَوكثير من الأشياء التي تصادفنا قد لا ندرك معناهاالتأمل كما الفاصلةبين حدي الإستقبال والإستجابة مع محبتي،

البساطة والفلسفة
مراقب مخضرم -

لله درك يا نادية لم أعد أفهم مقالاتك, أم أن ارتباطك بالدكتور قد أثر على طريقة تفكيرك والبساطة والعمق الأدبي الذي كان يميز أنتاجك الفني السابق...

السيد هيثم
خوليو -

اوافقك، ليس على الجمال إجماع، إلا أن خلق أطفال مشوهين ليست فكرة جميلة لما سيجره ذلك على الطفل وعلى العائلة، فإن دخل ذلك من باب العقاب أو عدم استدراك الحكمة من وراءها، فما هو ذنب الطفل الذي سيتعذب ناظراً لزملاءه الأجمل منه، فإذا كان الجمال هو حجة وجود الخالق، فخلق المشوهين من قبل نفس الخالق ليست فكرة جميلة بالنسبة للمصاب على الأقل، وسيسأل الطفل نفسه بأي ذنب خلق هكذا؟ الفكرة التي تناقشها السيدة الكاتبة خاطئة برمتها، ولن يكتب هكذا مواضيع إنسان مشوه على الرغم من أنه آت من نفس المصنع الذي خلق الجمال حسب النظرية الدينية، ليس من اللائق أن يقول أنا غير جميل، وهذا يدل على وجود الخالق لمقدرته على صنع كائنات غير جميلة، ستنهار الفكرة أليس كذلك؟ مع التحيات.

سوداء لكن جميلة
د. رأفت جندي -

نتعلم من المواقف الصعبة اضعاف ما نتعلمه من هذاالجمال الساذج, اتت الي ام انجبت طفلا معوقا مات بعد 3 سنوات, قلت لها انا متأكد انك تعلمت كثيرا من هذا الموقف الصعب, فقالت لي انك اول طبيب يقول لي هذا الكلام, الكل كان يرثي لي. ثم اضافت نعم تعلمت ما لم اكن اتخيل انني ساتعلمه. سليمان الحكيم يقول (سوداء لكن جميلة) بمعني اننا نتعلم من التجربة الصعبة الكثير وتصبح هذه التجربة حسنة وجميلة لنا من كثرة منافعها.

أؤيد د أمير عبود
كركوك أوغلوا -

وأطالب أيضا أن تكتب الكاتبة عن الجمال والحجاب ؟؟!!00فأن كان شعر المرأة جمالا فلماذا تحجبه الكاتبة كعورة بالحجاب ؟؟!!00الرجاء ترك موضوع الجمال لمن يعبرنه جمالا وليس عورة !!!00وأؤيد خوليو كالعادة ولولاه لأصبحت الردود سطحية وغيبية ؟؟!!00

يا دكتور عبود سأذكر
كركوك أوغلوا -

بعض الأسماء عن كاتبات يدافعن عن الجمال وحقوق المرأة :- منهن الكاتبة ومروة كريدية , وهن محجبات في بلد علماني !!00الله يساعد الفتيات والنساء في بلدان الأرهاب الأسلامي والعراق خصوصا حيث تقتل في الشوارع بدون أنذار كما حدث في بغداد ومدن البصرة والجنوب , وأصبحت الوزارات ودوائر الدولة وحتى الجامعات والمعاهد أصبح الحجاب لزاما وفرضا حتى على غير المسلمات ؟؟!!00الرجاء النشر لأنني أدافع عن حقوق المرأة وحريتها من العبودية !!!000وشكرا لأيلاف الغراء

إلى خوليو
هيثم -

لم أناقش ما طرحته الكاتبة. الفكرة أن الجمال أكثر تعقيداَ من ربطه بالشكل؛ ما هو شر وما هو خيروربط الخير بالجمال لماذا برأيك ؟كم من الجمال بالمقاييس الباليةيحمل من الشر بما لا يطاق،حتى مفهومي الخير والشر أكثر تعقيداَ نسبة للمقاييس المتبعة، لست دينياَبالمقياس للتوضيح، لكن هذا لا يلغي إنسانيتي،مع الإحترام

أوهام
dawood -

لاادري عن اي علماء تتحدثين وتضعي على شفاههم ايات قرأنية..ثم هذا العالم المليء بعشوائية الاقدار..كوارث وأوبئه..مجاعات وحروب..موت طفل بريء بسيارة مفخخة الا يذكرك بعشوائية الوجود..