كتَّاب إيلاف

حكايات الاحتلال (7): اضمحلال دولة الفاطميين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حكايات الاحتلال وتصحيح بعض المفاهيم بدأت الدولة الفاطمية في دخول طور الضعف والاضمحلال. ونتابع ما يقوله كُتّاب السيرة في "تاريخ البطاركة"، الذين أصبحوا يعطون للأحداث العامة في البلاد اهتماما أكبر من الأحداث الكنسية الداخلية..٢١ ـ وفي أيام الأنبا ميخائيل ٦٨ (١٠٩٢ـ١١٠٢) يذكر يوحنا ابن صاعد القلزمي، ناسخ السيرة، أن خلافات قد دبت بين البطريرك وبين عدد من الأساقفة والأراخنة.
وفي السنة الثانية من جلوسه توفي الأجلّ أمير الجيوش وتولى ولده الأفضل الوزارة أيام المستنصر بالله.
[[وفي تلك الأيام وصلت عساكر الروم والفرنج من رومية ومن بلاد افرنجية (*) إلى الشام في خلق كثير وملكوا أنطاكية وما يليها وأكثر الشام الفوقاني وكان يومئذ بأيدي الغز الخرسانيين، ولم يبق منه بأيدي الغز إلا دمشق وما يليها. ثم ملكوا القدس الشريف (يونيو ١٠٩٩)، وصرنا معشر النصارى اليعاقبة القبط لا نستطيع الحج إليها ولا نتمكن من الدنو منها لأجل ما هو من بغضهم لنا واعتقادهم فينا وتكفيرهم إيانا. وملكوا بعد ذلك جميع الحصون الشامية ما خلا صور وعسقلان الباقية في أيدي ولاة السيد الأفضل (..) وقد خرج إليهم وجاهد وبالغ وأنفق المال لكن لم تندفع أحكام الله وهو جل اسمه يكفينا ويرحمنا برحمته]].
(*) بداية حروب الفرنجة التي أطلق عليها مؤرخوا الغرب، في نهاية القرن السابع عشر، حروب "المتصلبين" أو "حاملي علامة الصليب" (crussade, croisade) وهو ما ترجم بالحروب "الصليبية". ٢٢ـ وتولى الأنبا مقار ٦٩ (١١٠٢ـ١١٢٨) في أيام مملكة الآمر بأحكام الله ووزارة الأفضل ثم بعد موته المأمون.
[[(..) ووصل (البطريرك ومرافقوه) دار السيد الأجل الأفضل فلما دخلوا إليه دعا له دعاء كثيرا، فرآه وديعا عفيفا حسن الوجه جيد الكلام ورزقه الله منه حظا وقبولا فأجلسه وأكرمه (..) وأمر أن يكتب له منشور إلى والي الاسكندرية وغيره من الولاة الذين يعبر عليهم في طريقه، وأعفاه من طلب الرسم (المقرر على البطاركة الجدد) وكان تكريزه في كنيسة ماري مرقس (..) بعد أن جرى له مع الاسكندرانيين خطوب كثيرة بسبب الرسم المستقر لهم على من يجلس في البطريركية (..) وقال لهم "أنا رجل راهب ليس لدي شيء ولا أكتب (تعهدا) بشيء ومهما قدرت عليه دفعته لكم في كل سنة؛ فإن رضيتم بهذا وإلا اتركوني أرجع إلى (الدير) حيث كنت فهو أصلح لي وأحب إليّ مما دعوتموني إليه (..) ولم يزل الخطاب يتردد بينهم عدة أيام حتى كتب (تعهدا) بمائتي دينار في كل سنة (..)]].
وطبقا لهوامش "تاريخ البطاركة" بقلم المحقق فإن تاريخ ابن الراهب قد ذكر أن الوزير الأفضل قد أمر في تلك السنة بهدم كنيسة القديس ميخائيل بجزيرة الروضة لأنها كانت وسط بستان اشتراه. كما أن مؤرخ "سير البيعة المقدسة" ذكر أن المدعو أبو اليمن بن عبد المسيح، متولي ديوان، قد جدد كنيسة "أبي قدامة" بالفسطاط، وكانت قد آلت للسقوط، بغير توقيع السلطان. فلما عرف الوزير الأفضل، غضب وركب في جيشه ومعه القاضي والشهود إلى الكنيسة وحضر شيوخ مسلمين وشهدوا بذلك فهدم الكنيسة وسواها بالأرض وأقام مكانها مسجدا للمسلمين.
[[وفي أبيب سنة ٨٣٤ للشهداء (١١١٧م) وصل بردويل (بالدوين) مقدم الفرنج في عسكر عظيم إلى الفرما فنهبها وأحرقها ونوى الهجوم على مصر بغتة فمرض (..) ومات في العريش (..) وكان السيد الأجل الأفضل قد جرد إليهم عسكر عظيم. فلما مات بردويل تبعهم العسكر إلى الشام وعاد. وقد كفانا الله أمرهم نسأله جل اسمه دوام رحمته (..)]].
وفي نهاية رمضان ٥١٥ هلالية قُتل الأجل الأفضل (على يد عبد الله البطايحي، بإيعاز من الخليفة الآمر بأحكام الله، وتولى الوزارة مكافأة له) [[فلما بلغ الخبر مولانا الآمر بأحكام الله نزل من ساعته إلى دار الملك (مسكن الوزير الأفضل) واحتاط على جميع ما فيها من الأموال (..) وفي اليوم الثالث أخرج تابوته والناس يمشون حوله حفاة (حزنا) وخرج مولانا الآمر خلد الله ملكه خلفه بثياب غسيل وعمامة حمدانية حتى وصل إلى تربة والده بظاهر القاهرة خارج باب النصر فصلى عليه ودفنه فيها. وعاد مولانا إلى دار (الأجل) بمصر وأقام فيها سبعة عشر يوما حتى حمل جميع ما فيها من الأموال والجواهر والذهب والفضة والملابس والفرش والأثاث والآلات إلى (قصره). ويقال أن المال الذي وجد عينا في الأكياس أربعة ألف ألف دينار (..)]].
الخليفة يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته ويستولي على إرثه؟!.. ٢٣ـ وفي أيام الأنبا غبريال ابن تريك ٧٠ (١١٣١ـ١١٤٥) وكان من نسل شريف من أعيان الكتاب وكان مجتهدا في قراءة الكتب وتفسير معانيها وهو ناسخ جيد قبطي وعربي:
[[جرى بين العبيد السودان (السود) وبين الأجناد (المرتزقة من الترك وغيرهم) حرب عظيمة في موضع يسمى كوم الدرب قبلي مصر في بلاد أطفيح وقتل من السودان خلق كثير (..) وقبض الأمير حسن (ابن الخليفة) على الأب البطرك وصادره وسجنه في خزانة إلى أن (جمع) له الكتّاب وساعده التجار (القبط) من أموالهم حتى حمل له ألف دينار وخلصه الله من يديه (..). وثار على (الأمير) جماعةٌ من أجناد دولته فمضوا إلى والي الغربية وكان رجلا نصرانيا أرمنيا يسمى بهرام ويُنعت تاج الدولة ـ وكان أرمنيا من جنس ملوكهم، وصل مع أمير الجيوش بدر الجمالي عند مجيئه من عكا أيام المستنصر واستمر في خدمة الدولة فقدمه وولاه الولايات وهو باق على دينه (..) ـ فمضى إليه الأجناد وسألوه أن يكون وزيرا وسلطانا، ودخل القاهرة (..) وهرب الأمير حسن واختفى، وعاد (الخليفة الحافظ) إلى ما كان عليه (*) واستوزر بهرام وهو نصراني (..)]].
(*) كان الخليفة الآمر قد سجن البطايحي بعد استوزاره بأربع سنوات، ولم يستوزر بعده أحدا، بل تولى بنفسه الحكم "التنفيذي" مباشرة، حتى تعيين بهرام.
[[واستمر تاج الدولة بهرام في الوزارة (حوالي سنتين) فكثر كلام المسلمين فيه لأجل مذهبه وحسدوه لأجل محبة الخليفة له وكونه قد علت كلمته عليهم، وكان للنصارى في أيام دولته نفاذ الكلمة وعزة النفس وكل تصرف جليل من الدواوين الكبار التي للخليفة والوزرات في أيديهم وكان منهم النظار والمشرفين في جميع أرض مصر (..). فلما ضعفت كلمة المسلمين وعزت كلمة (النصارى) ألجأتهم الحيلة لقطع هذا المرض من أصله و(التخلص) منهم بزوال الوزارة عن تاج الدولة بهرام. فتعصب منهم جماعة أمراء وأجناد وأخلاط الناس واستصرخوا برضوان بن الوخشي والي الغربية وقالوا له: (..) ما للمسلمين من ينقذهم من إهانة الأرمن سواك، فإن قويوا أكثر من ذلك تنصر كثير من المسلمين. واستنهضوه فنهض معهم وحشد العربان ومقطعين البلاد ونادي "يا مجاهدين في الكفار" وعلق مصاحف القرآن على أسنة الرماح قدام العسكر وسار وقد اجتمع له من المسلمين جيش عرمرم لا يحصى عدده من كثرته، واستعلى بكلمة الإسلام (..) فلما تواصلت أخباره لبهرام أراد حقن دماء الناس وقال لأصحابه: لا (أريد أن) يطالبني الله بدم من قتل منكم ومنهم، ومملكة هذه الديار قد جعلها الله للمسلمين فما يجوز ولا يحل لي من الله أن أقاتل القوم على مملكتهم وأنتزع حقهم منهم. ولو لم يستعن بي الخليفة على ما جرى عليه من ولده ورضي بما فعلته في خدمته وطاعته ما ابتدعت شيئا من نفسي. قوموا خذوا ما قدرتم عليه من أموالكم وأولادكم وامضوا بنا إلى قوص ـ حيث أخوه باساك الوالى ـ ثم نمضي لبلادنا ونترك للقوم مملكتهم فما لنا حاجة بقتالهم (فرفض جنود الأرمن) فلم يوافقهم وسار من وقته إلى قوص (..) فوجد أن خبر ابن الوخشي قد سبقه وأن أهل قوص قد قتلوا أخاه ودفنوه في الزبل في إصطبل دوابه بدار الولاية (..) فمضى إلى الدير الأبيض (غرب سوهاج) وأقام (..)]].
لاحظ: ١) الفرق بين موقف بهرام وموقف ابن الوخشي وأمثاله.... ؛ ٢) كان بهرام أول "رئيس وزراء" غير مسلم منذ الغزو العربي، وهو أمر يُحسب للخلافة الفاطمية بدون شك؛ ٣) ولكن بهرام كان أرمنيا - إذ لم يتم استوزار قبطي من أهل البلاد الأصليين حين كانوا أغلبية أو بعد أن أصبحوا أقلية، وذلك حتى نهاية ق١٩.
[[وأما ابن الوخشي فدخل القاهرة وأخلع الخليفة عليه الوزارة ونهب كنائس القاهرة والخندق، وحرق المسلمون دير الأرمن المعروف بالزهري وقتلوا بطركهم وكل الرهبان. وأمر ابن الوخشي ألا يستخدم النصارى في الدواوين الكبار ولا نظار ولا مشرفين وأن يشدوا زنانيرهم في أوساطهم ولا يركبوا الخيل وضاعف عليهم وعلى اليهود الجزية وجعلها ثلاث طبقات (..)]].
[[واستمر ابن الوخشي في الوزارة إلى أن قام عليه الأجناد وأمراء الدولة فخرج هاربا (..) ونزل عند (قبائل بدوية في شرق القاهرة) ومضوا به للشام (..). ثم أرسل مولانا الخليفة الحافظ إلى بهرام ليعود لوزارته فلم يقبل (..)]].
[[وأرسل ملك الحبشة للبطرك ولملك مصر يطلب أن يكرز له أساقفة (عددا أكثر مما جرت العادة عليه)، فخرج أمر الخليفة للبطرك بإجابته فاعتذر عن ذلك وقال: يا مولاي إذا صارت الأساقفة عند الحبش أكثر من هذا العدد تجاسروا على قسمة مطران لهم (وخرجوا عن) طاعة بطاركة مصر (..) ويخرجهم ذلك إلى عداوة ومحاربة ما هو متاخم لبلادهم من المسلمين فيختل النظام وتكثر الحروب (..)]]. ٢٣ـ في أيام الأنبا يوحنا ٧٢ (١١٤٧ـ١١٦٦) الذي جلس في مملكة الحافظ (ت ١١٤٩)، كان كاتب السيرة هو مرقس ابن زرعة (الذي صار البطريرك ٧٣):
[[وفي أيام الظافر وزّر له نجم الدين ابن مصال، الذي (ثار) عليه ابن سلار والي ثغر الاسكندرية وغلبه وقتله ومعه خلق كثير من (السود) وأُخذت رأسه وطيف بها القاهرة على رمح، وتولى الوزارة بعده. وأمر النصارى بالقاهرة ومصر (الفسطاط) أن يشدوا الزنار ويقلعوا طيالسهم (..) وكان السبب قوم فقهاء من المبغضين للنصارى (..). واستمر في الوزارة حتى دخل عليه (حاجبه؟) نصر بن عباس فقتله وأخذ رأسه وأشهرها بين القصرين، وكان عباس (أبو نصر) والي الشرقية (..) فحضر وأخلع (الخليفة) عليه الوزارة]].
[[وكان النصارى قد أعمروا بالمطرية خرائب الكنيسة التي بها بئر البلسم الذي يستخرج منه دهن الميرون (..) فهدمها المسلمون وبنوا مكانها مسجدا]].
وبعد بضعة مجازر بين الحكام، اتُهٍم نصر بن عباس بعلاقة (..) مع الخليفة الشاب الظافر فاغتاله (في ١١٥٤) ونُصب مكانه ابنه الطفل خليفة باسم الفائز. [[واستقر طلايع بن رزيك في الوزارة ونعتوه بالصالح وكان محبا لجمع المال وأهلك نفوسا كثيرة (..) وكان يقرب (المنجمين) ويسمع أقوالهم، مبغضا للنصارى وبعض مذاهب المسلمين لأنه كان إماميا (شيعيا). وأمر ألا تكون لعمائم النصارى واليهود ذوائب (التي اقتصرت على الفاطميين) (..) وظهر في أيامه موت البقر (بطاعون الماشية، لأول مرة في مصر]].
[[ثم مات الإمام الفائز (في ١١٦٠م وعمره عشرون سنة) وجلس بعده عمه وانعتوه بالعاضد. (ثم قُتٍل رزيك) وتولى الوزارة ولدُه الذي نُعت بالأجلّ مجد الإسلام (..) وتجبر (واغتنى) ثم (ثار عليه) شاور والي قوص (واستعان بأجناد من المغرب وعربان)، فهرب مجد الإسلام (..) سبحان الله يؤتي الملك لمن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء (..) وتولى شاور الوزارة وأنعتوه بأمير الجيوش (..) ولما كانت ليلة الجمعة (الأخيرة) من شهر رمضان، نافق على شاور أميرٌ اسمه ضرغام ونعتُه سيف المجاهدين (..) وجمع عسكر وفتح (أحد) أبواب القاهرة و(هرب) شاور من باب الفتوح وسار في الظلام حتى وصل إلى بيوت عشيرته بني سعد. وملك ضرغام (..) وتوجه شاور إلى دمشق واجتمع بنور الدين محمود بن زنكي، وأقام عنده مدة فجهز معه عسكر (بقيادة) أسد الدين شيركوه (ليساعده في استرداد الحكم) وعاد لمصر ونزل ببلبيس، وخرج إليه ناصر المسلمين، أخو ضرغام، بعسكر كثير (..) فهزمهم شاور وشيركوه (..) وساروا للقاهرة وحاصروها (..) وقتل ضرغام أثناء هروبه (..)، وفتحت لهم أبواب القاهرة. وما أن استقر شاور حتى بلغه أن شيركوه يريد أن يغدر به فاحترز وأغلق أبواب القاهرة، فقاتله (شيركوه) وحاصره. وامتدت أيدي الغز (الأكراد) في سكان مصر (الفسطاط) من النصارى والسودان والأرمن والأتراك والمصريين، وكانوا يقتلوا منهم ويبيعونهم فإن وجدوا من يشتري شخصا (كان بها، وإلا) قتلوه، ونهبوا أموالهم وأخذوا نساءهم وكانوا ينادون علي النصراني "من يشتري كافر" (..) وكانوا يبيعونهم بثمن خسيس: بعشرين درهم النصراني وعشرة دراهم التركي وخمسة دراهم الأسود. واستشهد على يدهم راهب من دار أبو مقار مسكوه وعرضوا عليه الإسلام فامتنع فقتلوه (..) وهدموا كنائس كثيرة في ضواحي القاهرة ونهبوها]].
[[ولم يزل شيركوه يحاصر شاور في القاهرة، إلى أن أرسل شاور للملك مري ملك الإفرنج (*) بمال عظيم. (ولما علم) شيركوه بقرب وصوله، رحل والعربان (الذين معه) إلى الصعيد. ولما وصل الملك مري بعسكره إلى بلبيس، حمل إليه من الخليفة والوزير (شاور) من المال والهدايا شيء كثير. واستراح في بلبيس شهرا ثم نزل بعسكره حول القاهرة ثم (ساروا) وعسكر المسلمين في طلب شيركوه (..) فأدركوه (جنوب المنيا) فقتل وأسر (من الجانبين) خلق كثير. ثم ذهب شيركوه إلى اسكندرية وتحصن فيها وتبعه الملك مري وعسكر الفرنج وعسكر المصريين وحاصروه. فلما طال به الحصار خرج منه ليلا وعاد للقاهرة ليأخذها (..) وجرت خطوب تقرر آخرها أن (أعطوه) مالا فعاد لبلاده. (..) ورجع الملك مري (لمملكته) وكان قد عرف أنه أخطأ بالمجيء بعسكره في وسط بلاد الإسلام (..)]].
(*) أحد ملوك دويلات الإفرنج بالشام. لاحظ أن تحالف الحكام المسلمين مع الكفار ضد بعضهم البعض (والعكس، كما حدث أثناء الحروب "الصليبية") كان أمرا عاديا في تلك الأيام...
[[وفي هذه الأيام تنصر رجل من اليهود بمصر من كبار قومه كان خبيرا عالما يسمى أبو الفخر ابن أزهر، وتكلم باللغة القبطية في أسرع وقت وكان يجادل اليهود بالعبرانية وتمهر (صار ماهرا) في مذهب النصرانية حتى صار أعلم من أهله ومات (بعد أربعين سنة) مؤمنا بالمسيح بعد أن قاسى من المسلمين واليهود شدائد]].
[[ووصل كتاب من ملك الحبشة إلى (الوزير) العادل بن السلار وللبطرك يلتمس تعيين مطران (بدلا من الذي عنده، الذي كان قد وبخه لأنه أخذ الملك بدون حق)، فامتنع البطرك (لتعارض ذلك مع قوانين الكنيسة) فضجر عليه الوزير العادل وأمر باعتقاله (..) فقاسى البطرك من ضيق هذا السجن ونتن رائحته واستمر اعتقاله إلى أن قُتل العادل]]. ٢٤ـ وفي أيام الأنبا مرقس ابن زرعة ٧٣ (١١٦٦ـ١١٨٩) وكان [[من نسل شريف يسمي قبل بطريركته أبو الفرج ابن أبو أسعد (وأصله) سرياني من أهل الشام، و(قبل رسامته) كان كثير من الناس المسلمين والنصارى يشهدون له بالعفة والديانة (..) وفعل الخير (..)]]:
جرى [[من الأمور الصعبة والشدائد المرهقة والدماء المهرقة وزوال الدولة (الفاطمية) (..) إلى حين انقضائها على أيام العاضد (بعد) ٢٧٥ سنة منها ٢٠١ سنة بمصر (..)]].
وفي (١١٦٠م) هاجم مري ملك الإفرنج بلبيس وعاث فيها (*) (..) فكتب الخليفة العاضد لنور الدين محمود ابن زنكي ملك الغز (الأكراد) بدمشق يعرفه ما جرى على المسلمين بديار مصر ويطلب منه العون فقام بإرسال [[أسد الدين شيركوه ومعه عسكر كثير من الغز (وطارد الإفرنج) ثم نزل إلى اللوق وأحاط بالقاهرة وحمل إليه الخليفة ضيافة وخلع سيفه له ولمن وصل معه من الأمراء (وأعطاه) أموالا كثيرة وخيام ومعدات (..) وفي يوم الجمعة أول ربيع الأول سنة ٥٦٤ هلالية أرسل إليه الخليفة سيف الدم مع مؤتمن الخلافة جوهر الأستاذ وأمره أن يضرب به رقبة شاور وزيره فقتله ذبحا بسكين (..) ودخل القاهرة وأخلع عليه الخليفة خلع الوزارة (..) وكان له يوم مشهور لم يرى في الدنيا مثله. ولما كمل له شهر في الملك (الوزارة) نادى بالقاهرة أن يرفع النصارى عذب عمائمهم ويشدوا زنانيرهم و(يضع) اليهود خرقة صفراء في عمائمهم(**)]].
(*) هذا الهجوم غير المبرر أثار سلسلة من التداعيات التاريخية التي أدت (كما سنرى) إلى انهيار الدولة الفاطمية، ثم القضاء على معظم دويلات الفرنجة في الشام..
(**) يبدو أنها أحد تسليات الحكام هي التحكم في ملابس "أهل الذمة" ...
[[ (وبعد ستين يوما من استوزاره) مات شيركوه، ووزر الخليفة بعده يوسف، ابن نجم الدين أيوب (وابن أخي شيركوه الذي جاء معه كمساعد أو قائمقام) وأُنعت "بالملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين جامع الإيمان قامع عبدة الصلبان محيي دولة أمير المؤمنين" (..) ووقّع يوم جلوسه توقيعا باسم القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وكان هذا عالما فاضلا (..) محبوبا من كل أحد (..) لكنه من طبع الآدمي ألا يكون كاملا لكون الكمال لله وحده لأنه لم يوجد فيه شيء يشوبه سوى أنه أشار ألا يستخدم النصارى نظارا على أموال الدولة ولا مشرفين (*) (..) فلم يعد أحد من النصارى يستخدم في نظر ولا مشارفة في أيام دولة صلاح الدين ولا من ملك بعده من ذريته]]
(*) لا نعلم إن كان كاتب السيرة يحب الدعابة السوداء أو أن هذا يمثل نموذجا لاقتناع الضحية برؤية جلادها...
[[وفي جمادى الآخر سنة ٥٥٦ (١١٧٠م) بلغ الناصر صلاح الدين أن جوهر، استاذ (= كاتم سر) العاضد قد خرج من القاهرة (في طريقه) إلى الفرنج يستنجد بهم ويحضرهم للقاهرة لمحاربة (صلاح الدين)، لأنه لما تمكن في المملكة خاف منه الخليفة والأستاذان (..). فندب الناصرُ الطواشيَ قراقوش ومعه مائة فارس فأدرك جوهر واستدعاه (فرفض) فحاصره قراقوش وقتله وأخذ رأسه وعاد للقاهرة. فلما سمع السودان اجتموا وزحفوا لقتال السلطان (الناصر)، فنصره الله عليهم وظفر بهم، (لكنه) لم يقتل أحدا منهم بل قال: لا لوم عليهم لأنهم قاتلوا عن سيدهم وخليفتهم (واستمالهم فعرض عليهم) أن يقيموا حيثما أرادوا فخرجوا من القاهرة إلى الأرياف والصعيد وتفرقوا في جميع ديار مصر]].
[[ثم أن ابن شمس الدولة، أخو صلاح الدين، دخل إلى القصر ليلا وطلب الخليفة فلما أعلموا الخليفة مصّ الخاتم المسموم |(..) ومات (..) وقد أخبر رجل من أهل القصر أنه كان قبل (موته) قد شرب الخمر مع صلاح الدين وشمس الدولة وسمع الغناء بحضرتهم عنده في مجلسه، فلما انقضى المجلس خلى بسريته (..) فطلبت أن يهبها ديبق ذهب مكلل بالجواهر كان في سرواله (ففعل) فأحضرته لصلاح الدين تفتخر به، فأخذه وأحضر القاضي والشهود والفقهاء (..) وطلب الفتوى: هل يجوز للخليفة أن يشرب الخمر ويفسق؟ فأفتى الفقهاء أنه إذا ثبت ذلك يخلع من الخلافة، فطلب من أخيه شمس الدولة الركوب إلى القصر والتلطف في قتل الخليفة (ففعل كما تقدم)]].
[[وكانت وفاة العاضد لدين الله وهو الخليفة الرابع عشر لبيت الفاطميين في ٥٦٧ هلالية (١١٧٢م). وتسلم الملك الناصر القصرَ وما فيه وأمر أن يُحمل من التركة والأثاث إلى داره ما يصلح له ولنسائه من الملابس والجواهر والمصاغ ونحو ذلك وأن يباع ما لا حاجة له به من الكتب والأواني وغيرها، وأقام أمينا على البيع القاضي ابن بنان. وأما النفوس، فإنه (حبس) محظيات الخليفة وأولاده في دار المظفر بحارة برجوان وأقام عليهم حراسة وأرسل لهم القوت (..) وأما الأهل والأقارب (..) فإنه جمع منهم مائتي رجل وأكثر ووضعهم في سجن المنافقين في الإيوان بالقصر وفي أرجلهم قيود حديد (..) ولما صار القاهريون والمصريون من شيعتهم يدخلون عليهم بالصدقات قطع عنهم القوت. ومات منهم كثير في قيوده ودفنوا بها، فسبحان الحي الذي لا يموت يضع من يشاء ويرفع من يشاء. أما جواري وعبيد الخدمة فباعهم مع بقية التركة]].
وهكذا، وبساطة شديدة، انتهت الدولة الفاطمية [[وصار الأمر للخطيب في يوم الجمعة بالدعاء (..) للإمام أبو محمد بنور الله (الخليفة العباسي في بغداد)]]...
والخلاصة أن تعامل الفاطميين مع الأقباط كانت فيه تقلبات كبيرة، تراوحت بين الاضطهاد الوحشي والتسامح ـ الذي كان أحيانا (والحق يقال) أفضل كثيرا مما فعله من سبقهم أو لحقهم (بما في ذلك أن تصبح بعض الأعياد مثل أحد الزعف ورأس السنة القبطية (=المصرية) أعيادا "قومية"). لكن الأقباط، بصفة عامة، دخلوا المرحلة التالية من تاريخهم وقد تدهورت وتضاءلت مكانتهم في البلاد.. adel.guindy@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما هذا التاريخ ؟
بن يحيا -

الذي يقرأ هذا النص لا يجد فيه سوى ضرب، قتل ، دبح ،.....من اين اتى الراوي بهذا التاريخ ؟ كأنك موجود في احد شوارع نيورك ليلا...القتل و الضرب...الخ

its history like it
yousif ali -

whether we like it or not this is history and anyone who denies these crimes is unable to accept the savage facts. it is still happening even today

قتل قتل قتل
الى صاحب تعليق رقم 1 -

ماحصل سابقا هو مثل ماحصل في العراق حديثا حيث انتج الصراع بين الدينين السني والشيعي اكثر من نصف مليون قتيل جثث معظمهم في الشوارغ

التاريخ
reader -

التأريخ هو أساسا رصد الوقائع كما هي بدون تزويق ويأتي دور الباحث والمؤرخ في استنتاج التوجهات العامة

حقيقه
naji -

صلاح الدين الايوبي قام باشرس واقبح عملية تطهير عرقي في التاريخ ولم يعقب عليه احد بل بقي القائد الظافر لانه ببساطه شديده ساهم بشكل دموي في القضاء على عنصر مهم من عناصر التكوين العقائدي للمجتمع الاسلامي

إلي عادل جندي
المشاغب -

تقول (ونتابع ما يقوله كُتّاب السيرة في &;تاريخ البطاركة&، الذين أصبحوا يعطون للأحداث العامة في البلاد اهتماما أكبر من الأحداث الكنسية الداخلية)وأنا اسألك لماذا الاستمرار في سرد تاريخ لاسند علي صحته ياعادل بك ارتحنا من الاب ساويرس وحكاياته الخيالية وبدأنا مسلسل كتاب السيرة لـ (تاريخ البطاركة) من اين اتيت به وكيف نصدق رواية بعض كهنة الكنيسة ومؤرخيها للاحداث وهم رواة من وجهة نظرنا غير عدول ولادليل علي صحة مايقولونه ولهم مصلحة في تشويه تاريخ المسلمين اي من الآخر شهادتهم مضروبة ؟؟واين رؤية المصادر المحايدة لنفس الفترة التاريخية ؟؟وإلي محرر ايلاف لماذا لاتنشرون الرد الذي سبق أن ارسلته اظهارا للحقيقة ومساهمة منكم في عرض الرأي الاخر كيف تنشرون وجهة نظر واحدة والتعليقات التي تؤيده ولاتسمحون بمناقشة هذه الروايات التاريخية التي تسيء للمسلمين ولاسند لها من الحقيقة ولم يتم التثبت من صحتها عن طريق مصادر تاريخية اخري محايدة ؟؟!!

إلي المدلسين !!
ابو جلامبو -

يقول نعيم (صلاح الدين الأيوبي دمر بوحشية و فظاعة الحكم الفاطمي ,..ودمر مكتبة القاهرة و كنت من أعظم المكتبات و كما يقول المؤرخون المسلمون أنفسهم أن أغلفة الكتب أصبحت نعالا للجنود الأكراد (أي جنود صلاح الدين الأيوبي)، ويقول ناجي (صلاح الدين الايوبي قام باشرس واقبح عملية تطهير عرقي في التاريخ ولم يعقب عليه احد) وأنا اقول لهذين المتطاولين علي ابطالنا والمزورين للتاريخ أنهم يحقدون علي البطل صلاح الدين لانه هو الذي دحر من سموا انفسهم بأنهم جنود الرب واحباب المسيح الذين جاءوا من اوربا إلي القدس واسالو دماء المسلمين والنصاري الشرقيين واليهود انهارا في شوارع القدس وقتلوا اكثر من سبعين الف انسان تطبيقا لشعارهم ( الله محبة ) ،وما هو التطهير العرقي الذي يزعمونه هل الضرب علي ايدي الفاطميين الفاسدين وهم من احتلوا مصر وقتلوا العلماء وتواطؤا مع المحتل الصليبي يعد تطهيرا عرقيا؟؟و من الذي يشوه التاريخ ؟هل الورق يصلح أن يكون حذاءا هل هناك عاقل يصدق ذلك وهو مايقوله نعيم ؟؟واذا كان غالبية جيش صلاح الدين من المصريين والسوريين الذين انتصر بهم علي جنود الرب واحباب المسيح فكيف يقول أن جيشه من الاكراد ؟؟

التاريخ الصحيح
Daniel al iraqi -

اولا بعض الاخلاق والاسلوب في الحوار لا يضر احد والا ما قولك يا اخ ابو جلامبو, ثانيا ان لم تصدق التاريخ الدي امام عينيك فانت حر لكن لما التطاول والسب والاتهامات العاريه عن الصحه. اعلم واتفهم انك تدافع عن معتقدك وتاريخك الدي درس لنا ولكم وجعلوا من داك التاريخ بدولاته وحكامه جنه على الارض لكن بدل الانفعال ياعزيزي ادهب واقرا في المصادر وليس كتب التاريخ المدرسيه التي فيها من الكدب و النفاق ما لا يعقل. ثم ليس دنبنا ان من يعلموكم قد شوهو صورتنا وتاريخنا وديانتنا لديكم وبدعم من هدا الكم الهائل من الاعلام المسموع، المرئي و المقروء. وان لم يعجبك مصادر السيرة في تاريخ البطاركة وغيره من الكتب التي لا تصدق بها لان من كتبوها مسيحين فتستطيع الاستعانه بمصادر وكتب هي معترف بها من قبلكم ومنها( الكامل في التاربخ –ابن الأثير ) (المنتظم, للجوزي )( النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة –ابن تغري بردي )(تاريخ الملوك- الطبري )(المواعظ والاعتبار للمقريزي )( معجم البلدان –ياقوت الحموي )(مخطوطة يوحنا النقيوسي )(هوامش الفتح العربى - للكاتبة سناء المصري) وادا توصلت الى ان كل ما كتب هنا هو صحيح فاتمنا ان تسال نفسك ادا التريخ قد حرف فما بالك بالباقي والاحداث التي تحصل والى يومنا هدا. لي رجاء عند كاتبنا العزبز ان لا يتوقف عند تاريخ مصر وان يكتب في طريقه عن احتلال اراميا(العراق) بلاد الشام، فارس ، الاناضول السند حيث قامت هناك ابشع المجازر في تاريخ البشريه واسبانيا. رجاء من العزيزه ايلاف النشر وشكرا.

معاهدة بقط !
فؤاد شباكا النوبى -

من المعروف ان المسيحية دخلت إلى النوبة عن طريق البعثات التبشيرية، واذا بمنطقة الشلال النوبية تموج بالديانة المسيحية، وليس معنى أن الوثنية اندثرتت تماما من المنطفة النوبية ـ تطورت المسيحية فى النوبة السفلى فى القرن السابع الميلادى .. شهدت النوبة بعد انتهاء عصر الوثنية، ميلاد جديد ببناء الكنائس النوبية ، وأشهرها كاتدرائية مريم المباركة فى أبريم - فسادت المسيحية بالنوبة السفلى وتحولت منها إلى النوبة العليا بالسودان ـ وكانت فى النوبة ثلاثة ممالك نوبية مسيحية ـ وليست مملكة واحدة كما ورد فى مقال سابق للأستاذ الجندى ـ والممالك الثلاته هى مملكة نوبة وعاصمتها مريس ـ والمقر وعاصمتها دنقلة ـ ومملكة علوة أوسوبا وعاصمتها سوبا ـ وعندما تم غزو العرب لمصر ـ بعث عمرو بن العاص نافع بن الفهرى بغزو النوبة ، ورجع بن الفهرى مع جنوده ممن حيث أتوا بعد أن حلت بهم هزيمة قاسية على أيدى النوبيين واستمر العرب يشنون الإغارات المتقطعة على النوبة الأمر الذى أجبر النوبيين على طلب ايقاف القتال ، وانتهت بمعاهدة عرفت بالبقط المشهورة ـ وقد جاء بند فى تلك المعاهدة على الا يقوم العرب بغزو النوبة، ولا يغزو أهل النوبة مصر، وأن يقدموا ملوك النوبة عبيد للعرب، والمعروف عن العرب بحبهم باقتناء العبيد وحتى اليوم ـ ولم يغزو حكام النوبة الحبشة (مملكة أكسوم ) لجلب الرقيق لحكام العرب فى مصر أيام عثمان ابن عفان، بسبب انتماء الدولتين للعقيدة المسيحية ، وعلاقة الاخوة المسيحية التى كانت تربط بالبلدين / فؤاد شباكا النوبى

الاسلام امر واقع
ابو الرشد -

الظلم ان وجد فانه كان عاما ولم تختص به طائفة عن طائفة ، مالنا وللتاريخ ونبش القبور اننا ابناء اليوم الاسلام والمسلمين في مصر امر واقع مثلما هي المسيحية والمسيحيون في امريكا فضوها سيرة وخلونا نربي اولادنا بعيدا عن الاحقاد والثارات التاريخية يا دكاترة يا متنورين ؟!!!!!

التاريخ المخفى!!!!!!
سمير المصرى -

الى المشاغب طبعا لكم الحق ان تستعجبوا من قراءة التاريخ الحقيقى الذى لم تسمعوا عنه من قبل وظل مخفيا مئات السنين والآن يجب ان تعرفوه وان تتيقنوا ان التاريخ المفبرك الذى يلقنونه لكم فى المدارس المصرية هو مجرد سراب وخيال كاتبيه وما يقوله عادل جندى هو التاريخ الحقيقى شئيتم ام ابيتم؟؟؟؟؟

إلي دانيال العراقي
ابو جلامبو -

أنا علقت علي من سموا انفسهم بـ نعيم وناجي وفوجئت بأنك الذي ترد عنهما ؟؟واقول لك إنك حشدت عدد كبير من المصادرللايهام بأنك قاريء للتاريخ وللاسف مصادرك وتتعارض مع ماتقوله انت وما يرويه عادل جندي في مقالاته من وقائع تمثل رؤية احادية للتاريخ لم يتم التحقق منها وهي محل شك كبير لوجود مراجع تاريخية مسيحية وغربية تقول العكس ،وعلي سبيل المثال المؤرخ المسيحي المصري يوحنا النقيوسي الذي استشهدت به يقول عكس ماتريد فهو يقول في كتابه بالنص (إن فتح العرب الاسماعيلين لمصر هو عقاب الله للرومان الذين ظلموا الارثوذكس ،وكان عمرو بن العاص يقوي كل يوم في عمله ولم يأخذ شيئا من مال الكنائس ولم يرتكب شيئا سلبا او نهبا وحافظ علي الكنائس طوال الايام وامن البطريك بنيامين وحرركنائس مصر لاليتخذها مساجد وانما ردها إلي الاقباط يتعبدون فيها)وهناك مؤرخون مسيحيون مصريون اكدوا نفس الحقائق التي تكذب (تاريخ البطاركة ) المزعوم ومنهم يعقوب نخلة في كتابه (تاريخ الامة القبطية )،والدكتور جاك تاجر في رسالته للدكتوراة تحت عنوان (اقباط ومسلمون من الفتح الاسلامي إلي عام1922 )وهناك من المؤرخين الغربيين جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب )الذي وصف فيه الجرائم الرهيبة التي مارسها جنود الرب واحباب المسيح القادمين من اوربا لاحتلال القدس وانهم لم يفلت من مذابحهم الاطفال الرضع ولاالنساء الحوامل وذكر فضل العلماء المسلمين علي الحضارة الاوربية ، إلي جانب المؤرخ البريطاني سير توماس آرنولد في كتابه (الدعوة إلي الاسلام )الذي يقول في كتابه بالنص :(إنه من الحق أن نقول أن غير المسلمين قد نعموا بوجه الاجمال في ظل الحكم الاسلامي بدرجة من التسامح لانجد لها معادلا في اوربا قبل الازمنة الحديثة ) وهذه الحقيقة اكد عليها الشخصية القبطية المرموقة في مصر الدكتور ميلاد حنا الاستاذ بكلية الهندسة في مؤتمر (العلمانيين الاقباط الثالث )الذي عقد بالقاهرة مؤخراوكلامه نشر في جريدة الاهرام العربي العدد 590بتاريخ 12 يوليو 2008 ويقول نصا (إن المسلمين عندما دخلوا مصر كان يمكنهم التخلص من الاقباط نهائيا ولكنهم لم يفعلوا،وعاش المسلمون والمسيحيون جنبا إلي جنب في جو من المودة والتسامح )وكان نتيجة الجهر بهذه الحقيقة أنه تعرض للتهديدات من جانب اقباط المهجروقال في نفس المؤتمر( أن هذه التهديدات لن تثنيه عن قول الحقيقة )برجاء النشر اثراء للحوار وانتصارا ل

إلي دانيال العراقي
ابو جلامبو -

أنا علقت علي من سموا انفسهم بـ نعيم وناجي وفوجئت بأنك الذي ترد عنهما ؟؟واقول لك إنك حشدت عدد كبير من المصادرللايهام بأنك قاريء للتاريخ وللاسف مصادرك وتتعارض مع ماتقوله انت وما يرويه عادل جندي في مقالاته من وقائع تمثل رؤية احادية للتاريخ لم يتم التحقق منها وهي محل شك كبير لوجود مراجع تاريخية مسيحية وغربية تقول العكس ،وعلي سبيل المثال المؤرخ المسيحي المصري يوحنا النقيوسي الذي استشهدت به يقول عكس ماتريد فهو يقول في كتابه بالنص (إن فتح العرب الاسماعيلين لمصر هو عقاب الله للرومان الذين ظلموا الارثوذكس ،وكان عمرو بن العاص يقوي كل يوم في عمله ولم يأخذ شيئا من مال الكنائس ولم يرتكب شيئا سلبا او نهبا وحافظ علي الكنائس طوال الايام وامن البطريك بنيامين وحرركنائس مصر لاليتخذها مساجد وانما ردها إلي الاقباط يتعبدون فيها)وهناك مؤرخون مسيحيون مصريون اكدوا نفس الحقائق التي تكذب (تاريخ البطاركة ) المزعوم ومنهم يعقوب نخلة في كتابه (تاريخ الامة القبطية )،والدكتور جاك تاجر في رسالته للدكتوراة تحت عنوان (اقباط ومسلمون من الفتح الاسلامي إلي عام1922 )وهناك من المؤرخين الغربيين جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب )الذي وصف فيه الجرائم الرهيبة التي مارسها جنود الرب واحباب المسيح القادمين من اوربا لاحتلال القدس وانهم لم يفلت من مذابحهم الاطفال الرضع ولاالنساء الحوامل وذكر فضل العلماء المسلمين علي الحضارة الاوربية ، إلي جانب المؤرخ البريطاني سير توماس آرنولد في كتابه (الدعوة إلي الاسلام )الذي يقول في كتابه بالنص :(إنه من الحق أن نقول أن غير المسلمين قد نعموا بوجه الاجمال في ظل الحكم الاسلامي بدرجة من التسامح لانجد لها معادلا في اوربا قبل الازمنة الحديثة ) وهذه الحقيقة اكد عليها الشخصية القبطية المرموقة في مصر الدكتور ميلاد حنا الاستاذ بكلية الهندسة في مؤتمر (العلمانيين الاقباط الثالث )الذي عقد بالقاهرة مؤخراوكلامه نشر في جريدة الاهرام العربي العدد 590بتاريخ 12 يوليو 2008 ويقول نصا (إن المسلمين عندما دخلوا مصر كان يمكنهم التخلص من الاقباط نهائيا ولكنهم لم يفعلوا،وعاش المسلمون والمسيحيون جنبا إلي جنب في جو من المودة والتسامح )وكان نتيجة الجهر بهذه الحقيقة أنه تعرض للتهديدات من جانب اقباط المهجروقال في نفس المؤتمر( أن هذه التهديدات لن تثنيه عن قول الحقيقة )برجاء النشر اثراء للحوار وانتصارا ل

نظر الله وجه الاسلام
قاريء ايلاف -

وفق منطق ذلك الزمان لم تكن الابادات البشرية مستنكرة فقد اباد اليهود الشعوب التي حاربوها او ادخلوها قسرا في اليهودية ومثلهم فعل المسيحيون الذين ابادوا ملايين البشر من الوثنيين او من المخالفين اوارغموهم على المسيحية وكان بامكان الاسلام ان يفعل نفس الشيء لكنه تعاليم الاسلام تأبى ذلك فقد اوصى الرسول الكريم قادة جيوش الفتح وجنودهم بالرأفة والرحمة وتحييد المدنيين والمتدينين والمزارعين والطير والشجر والحيوان ان الزعم بأن المسلمين ابادوا الشعوب الاصلية للعراق والشام ومصر وغيرها لايصمد امام البحث العلمي الرصين كما ان تجاوزات الحكام المسلمين ليست حجة على الاسلام بل حجة عليهم وسيعاقبون في الاخرة مع العلم ان الاضطهادات كانت عامة ولم يكن يقصد بها فئة من الناس على عكس ما فعلته وتفعله حاليا اليهودية والمسيحية كما في محاكم التفيش مثلا التي يضطهد الشعوب وتعاقب البريء بذنب المتهم فمثلا من اجل القبض على شخص واحد يجري تدمير قرية كاملة واحيانا مدنية واحيانا بلد مثل ما لاحظنا في العراق وافغانستان ان حضارة الغرب قائمة على الابادة الجماعية للشعوب وقد استقاها الغرب من العهد القديم وطورها لتكون اشد فتكا وتدميرا

نظر الله وجه الاسلام
قاريء ايلاف -

وفق منطق ذلك الزمان لم تكن الابادات البشرية مستنكرة فقد اباد اليهود الشعوب التي حاربوها او ادخلوها قسرا في اليهودية ومثلهم فعل المسيحيون الذين ابادوا ملايين البشر من الوثنيين او من المخالفين اوارغموهم على المسيحية وكان بامكان الاسلام ان يفعل نفس الشيء لكنه تعاليم الاسلام تأبى ذلك فقد اوصى الرسول الكريم قادة جيوش الفتح وجنودهم بالرأفة والرحمة وتحييد المدنيين والمتدينين والمزارعين والطير والشجر والحيوان ان الزعم بأن المسلمين ابادوا الشعوب الاصلية للعراق والشام ومصر وغيرها لايصمد امام البحث العلمي الرصين كما ان تجاوزات الحكام المسلمين ليست حجة على الاسلام بل حجة عليهم وسيعاقبون في الاخرة مع العلم ان الاضطهادات كانت عامة ولم يكن يقصد بها فئة من الناس على عكس ما فعلته وتفعله حاليا اليهودية والمسيحية كما في محاكم التفيش مثلا التي يضطهد الشعوب وتعاقب البريء بذنب المتهم فمثلا من اجل القبض على شخص واحد يجري تدمير قرية كاملة واحيانا مدنية واحيانا بلد مثل ما لاحظنا في العراق وافغانستان ان حضارة الغرب قائمة على الابادة الجماعية للشعوب وقد استقاها الغرب من العهد القديم وطورها لتكون اشد فتكا وتدميرا

اعطونا حق الرد ؟!!!!
صلاح الدين المصري -

نقول بالله التوفيق ان العالم عرف التاريخ للمسيحيين ابان فتوحاتهم في الامريكتين واستراليا اذ ابيدت شعوب ذات حضارات باسقة ومتميزه ومترفة ..... وان رسل السلام والمحبة كما يدعون لم تطرف لهم عين وهم يبيدون تلك الشعوب بالبارود عن طريق المدافع والبنادق والديناميت وعبر تسميم مساقط المياه والابار وعبر المجاعات عندم قتلوا ملايين الجواميس ـ البافلو ـ التي هي مرتكز حياة السكان الاصليين وكيف انهم وضعو تعريفه وجائزة لكل فروة رأس تجلب ؟!! وان من لم يستطيعوا هزيمته في الحر ب سالموه ثم ارسلوا اليه ببطاطين محشوة بجراثيم الطاعون ؟!! وان من نجا من المذابح من الاطفال والنساء فان الاطفال سلموا الى الاديرة لتنصرهم وتغير اسمائهم وازيائهم وثقافتهم وقبل كل شيء حرمانهم من احضان امهاتهم الذين اجبرن على العمل في الدعارة ؟!! كما تم نشر المسكرات بين من تبقى من فلول الرجال ؟!!

اعطونا حق الرد ؟!!!!
صلاح الدين المصري -

نقول بالله التوفيق ان العالم عرف التاريخ للمسيحيين ابان فتوحاتهم في الامريكتين واستراليا اذ ابيدت شعوب ذات حضارات باسقة ومتميزه ومترفة ..... وان رسل السلام والمحبة كما يدعون لم تطرف لهم عين وهم يبيدون تلك الشعوب بالبارود عن طريق المدافع والبنادق والديناميت وعبر تسميم مساقط المياه والابار وعبر المجاعات عندم قتلوا ملايين الجواميس ـ البافلو ـ التي هي مرتكز حياة السكان الاصليين وكيف انهم وضعو تعريفه وجائزة لكل فروة رأس تجلب ؟!! وان من لم يستطيعوا هزيمته في الحر ب سالموه ثم ارسلوا اليه ببطاطين محشوة بجراثيم الطاعون ؟!! وان من نجا من المذابح من الاطفال والنساء فان الاطفال سلموا الى الاديرة لتنصرهم وتغير اسمائهم وازيائهم وثقافتهم وقبل كل شيء حرمانهم من احضان امهاتهم الذين اجبرن على العمل في الدعارة ؟!! كما تم نشر المسكرات بين من تبقى من فلول الرجال ؟!!