كتَّاب إيلاف

النظام السوري واللعب في الوقت الضائع...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لعل أهم ما في الأعتداء الذي نفذته قوات أميركية على موقع داخل الأراضي السورية، التوقيت الذي جاء فيه، أضافة بالطبع الى المواقف العربية المائعة أو حتى غياب المواقف التي تدين ما حصل. التوقيت مهم نظرا ألى أنه جاء لتذكير النظام السوري بأنه لا يستطيع اللعب في الوقت الضائع وأن من الأفضل بالنسبة أليه أن يكون حذرا في كل تصرفاته. كذلك عليه أن يكون حذرا في كل الأتجاهات، خصوصا في ما يخص العراق ولبنان، وأن من المفترض ألا يعتمد على الأوهام ويتصرف أنطلاقا منها. على رأس الأوهام التي ترسخت في ذهن غير مسؤول سوري أن أكثرية اللبنانيين تقف مع النظام في دمشق وان حركة الرابع عشر من آذار ليست سوى أكثرية وهمية! واهم من لديه مثل هذه الأوهام، وواهم من يعتقد أن في الأمكان حشد قوات على الحدود مع لبنان كي يعيش اللبنانيون في ظل كابوس أسمه عودة نظام الوصاية وكي يشعر يتامى الوصاية وأجهزتها الأمنية بأن التاريخ يمكن أن يكرر نفسه وأن القوات السورية عائدة ألى وطن الأرز عاجلا أم آجلا... من أجل أن تلعب دمشق دور الآمر والناهي في الوطن الصغير.
كان مفيدا أن تدين الحكومة اللبنانية الأعتداء على الموقع السوري. وكان مفيدا أن يتضمن البيان الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء تذكيرا بأن لبنان يقف مع الدول الصغيرة، مثل الشقيقة سوريا، عندما تتعرض لعدوان مصدره دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة الأميركية. أنها أدانة في محلها، خصوصا أن لبنان يرفض أن يلحق أي أذى بسوريا وهو حريص عليها وعلى الشعب السوري أكثر من حرصه على أي أمر آخر بأستثناء الحرية والسيادة والأستقلال وصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين والتمسك بالعروبة الحقيقية طبعا. لبنان ومن خلال تجربته مع سوريا، تماما كما كانت للكويت تجربة مع نظام صدّام حسين البعثي- العائلي، أو على الأصح العائلي- البعثي، يدرك قبل غيره معنى أعتداء دولة كبيرة على دولة صغيرة والظلم الناجم عن ذلك. لبنان يتضامن من هذا المنطلق مع سوريا، علما أن الظروف المحيطة بما حصل داخل الأراضي السورية في منطقة قريبة من الحدود العراقية لا تزال موضع أخذ ورد ولا يزال مبكرا التكهن بما أذا كان الجانب السوري بريئا أم لا وأن ما أقدم عليه الأميركيون كان زورا وبهتانا و"عملا أرهابيا" على حد تعبير وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم في لندن. لقد توعّد المعلم بالرد على العدوان الأميركي في حال "تكراره" وهذا يعني أن النظام السوري لن يرد على العدوان الأخير وسيعتبره مسألة منتهية. ربما قال الوزير السوري ذلك من باب الحرص على العلاقات الأميركية -السورية التي يأمل في تحسينها في يوم من الأيام على حساب لبنان واللبنانيين طبعا.
بعيدا من الزاوية اللبنانية، يفترض النظر ألى الأعتداء الأميركي من زاوية أوسع. تتمثل هذه الزاوية في الدور الأقليمي لسوريا وشعور النظام فيها أن في أستطاعته الأستفادة من الفراغ في الولايات المتحدة بسبب الأنتخابات الرئاسية التي ستأتي بالمرشح الديموقراطي باراك أوباما، على الأرجح، ألى البيت الأبيض. مثل هذا الفراغ ليس قائما. كل ما في الأمر أن النظام السوري لا يزال تحت المراقبة الشديدة والصارمة وأن كل رهاناته على دور أقليمي يلعبه، يظن أنه معدّ له سلفا، ليست في محلها. عليه التنبه ألى أنه لا زال وضعه يراوح مكانه وعليه ألا ينتظر مكافآت في أي مكان في المنطقة، خصوصا في لبنان والعراق. عليه بكل بساطة، رأفة بالسوريين أولا ألا يعتقد أن الأنفتاح الفرنسي سيقوده ألى مكان ما في حال لم ينفّذ المطلوب منها حرفيا، أي تبادل العلاقات الديبلوماسية مع لبنان ثم ترسيم الحدود بين البلدين ومنع تهريب الأسلحة ألى لبنان لمصلحة كل من له علاقة بأثارة الغرائزالمذهبية وكل أنواع التطرف والأرهاب بدءا بميليشيا "حزب الله" الأيرانية... وأنتهاء بمن يدور في فلك "القاعدة" وماشابه ذلك من عصابات أرهابية. أول ما تفعله العصابات الدائرة في فلك "القاعدة" هو الأرتداد في أقرب فرصة وعند أول منعطف على من ساعدها وركب موجتها معتقدا أن في أستطاعته أستغلالها وتوظيفها في خدمة مصالحه.
هذه ليست مرحلة فراغ في المنطقة. ليس في الأمكان الرهان على الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع أسرائيل عن طريق تركيا والتظاهر بتنفيذ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن من أجل القول للعالم أن في أستطاعة سوريا تجاوز المرحلة الماضية، أي تجاوز المرحلة التي نجمت عن القرار المشؤوم بالتمديد للرئيس اللبناني أميل لحود في العام 2004 ثم أغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط- فبراير من السنة 2005. كل ما هو مطروح أمام النظام السوري تنفيذ سلسلة من الشروط لا أكثر ولا أقل. أنها الشروط التي تستطيع سوريا أن تتحول من خلالها ألى دولة طبيعية من دول المنطقة. دولة لا تعيش على الأبتزاز وتصدير الأمن، في مفهومها، والذي يعتبره الآخرون تصديرا للأرهاب للأسف الشديد. لم تعد اللعبة السورية تنطلي على أحد. أنه اوان الأختيار. هل سوريا دولة طبيعية أم لا؟ هل تريد العيش في أمان في محيطها أم تظن أنها تستطيع العيش من ثقافة الأبتزاز القائمة على تصدير الفوضى؟
جاء العدوان الأخير على الأراضي السورية، وهو عدوان بكل معنى الكلمة، ليؤكد الحاجة ألى التخلي عن الأوهام السورية أكان ذلك في لبنان أو العراق أو فلسطين. سوريا دولة عادية عليها التصرف بطريقة طبيعية، أي عليها الأنصراف قبل كل شيء ألى معالجة مشاكلها الداخلية بدل ممارسة لعبة الهروب ألى أمام في شكل مستمر. تبقى مسألة المحكمة الدولية في قضية أغتيال الرئيس الحريري والجرائم الأخرى التي تلتها. هذه مسألة مختلفة ذات أطار مختلف لم تعد له علاقة له لا بلبنان ولا بالعراق ولا بفلسطين ولا بالمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع أسرائيل ولا بالأنفتاح على فرنسا ولا بالتظاهر بلعب دور في الحرب على الأرهاب ولا حتى بالمحور القائم بين دمشق وطهران. هل يفهم النظام السوري الرسالة أم يعتقد ان في أستطاعته معالجة أخطائه، أو على الأصح جرائمه، بأخطاء وجرائم أكبر. الخطأ لا يغطيه خطأ أآخر. الجريمة لا تغطيها جريمة أخرى أكبر منها. الرسالة الأميركية تبدو واضحة كل الوضوح. هل من يريد تسلم الرسالة وفهم أبعادها، بما في ذلك ان ليس مسموحا للنظام السوري اللعب في الوقت الضائع؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القتيل رقم8 المستهدف
كركوك أوغلوا -

زعيم الأرهاب والأنتحاريين !!..ويذكر أيضا عن أخذ معتقلين معهم ؟؟!!..

الحل واحد
الانباري -

كل النصائح والعبر لا تفيد مع نظام انشىء على سفك الدماء وهذا نهج هو فكرة المؤمن بها ومفتاح الامان للعراق ولبنان والمنطقة هو تغير هذا النظام الدموي ولكن هذا قرار يتطلب موافقة اسرائيل لان اسرائيل مرتاحة لتصرفات النظام السوري واثارتة المشاكل لدول عربية فانا كان مواطن عربي وعراقي انتظر الحظ لعلة يخلصة من هذا نظام النكرة

يا آسفاه
سوري ولا فخر -

أولاً أن كاتب المقال هنا غير موضوعي وهو متحامل جداً على سوريا وأعتقد أن المواطن العربي بشكل عام إذا حقد على شخص أو شعب أونظام أو ما شابه فإنه يفقد بذلك موضوعيته وصبح منحاذاً مهما كان ما ينتقده على صح أو خطأ .ثانياً إذا قالت الولايات المتحدةللعالم عموماً وللعرب خصوصاً أن اللبن أسود فيجب على الجميع أن يوافقها الرأي رغماً عنهم . وهكذا عندما ادعت أنها كانت تلاحق شبكة للارهابيين في منطقة البوكمال وأصبح بعدها الكورس العربي يردد ورائها وكأن ما تقوله واشنطن هو كتاب منزل من السماء .ثالثاً وأخيراً لقد طغت الولايات المتحدة كثيراً على العالم وخصوصاً الدول الضعيفة وليس هناك من يقف في وجهها سوى الخالق وقد أمهلها الله كثيراً وهاهو الآن يعاقبها على سوء أعمالها من عواصف وأعاصير وأخيراً وليس آخراً الأزمة المالية ويعاقب معها كل من اصطف إلى جانبها ولحق في ركابها ومن بينهم بعض الانظمة العربية والخليجية وما الخسائر المالية التي تتكبدها تلك الدول إلا دليل على ذلك والقادم أعظم . ألا تتعظوا يا عرب !!!

فزلكات
ابو شبلي -

لماذا كل هذا الحقد فسوريا هي سوريا وامريكه هيا امريكه كفانا مزوداتهل اصبحت سوريا الممول للارهاب هل تلعب بلاوقات كما تتفضل كل ما هنالك ان امريكا افهام العالم انها مازالت قادره على لعب دور الشرطي في كل مكان في العالم وقادره على انتهاك الحرمات رغم كل المشكلات سوريا بلد عربي لايريد سو السلام بغض النضر عما مضى

ركب العرب الى اين
عربي حتى الممات -

الى اين يذهب بنا السيد خير الله هل اصبحت سوريا المعتدي هل اصبحت امريكا معتدا عليها لماذا كل هذا الحقد ياسيدي لقد خلطت كل الاوراق دون ان تعرف ماذا تريد ان تقول كفانا ندب ولنكون جريئين في كتاباتنا بكلام الحق ولا بترديد اصطوانت المنضومات المعتدله التي سوف تجر على العرب اهوال الغرب فسوريا دوله صغيره واميركه دولاه عضمه تريد اسكات كل من له رائي غير رائيها لاتاخذونا بعيد عن الحقائق

attention
ahmad -

عندما لا يكون هناك تضامن عربي فهذه هي النتائج. القيادة السورية لا يمكن ان ان تفعل الكثير في ظل هذا التشرذم. بدلا من الحقد و التشفي ابحثوا عن حلول لزيادة التضامن العربي. اسرائيل ستزول و امريكا سوف تطرد من المنطقة ونحن سنبقى معا لأن هذا قدرنا.

نهج النظام السوري
راجح الحكيم -

دأب هذا النظام في سوريا على مر السنين على افتعال الفتن و المشاكل في الدول المحيطة و من ثمة بيع الحلول لأي طرف مستعد للدفع المعنوي و المادي سواء كانت دولة عربية و غربية لا يهم , المهم بقاء النظام و اعتقد ان النظام السوري لا يجيد طريقة اخرى يقتات عليها............

عباس بدباس
جاسم -

لا ارى سوى حقد وتشفي على سوريا وشعبها اليوم امريكا اعتدت على قرية سورية امنة والضحايا مدنين لاحول ولاقوة لهم سوى انهم كانوا بالمكان الغير مناسب...لماذا هذا التشفي والحقد على هؤلاء المساكين اهم الذين يمثلون النظام السوري ....كفى تحجر وخبص عباس بدباس...اغلب المعلقين من نوعيية واحدة لهم ثار بكل ماهو سوري....

نظرة ثاقبة
أبو جاد -

ما قاله الزميل الكبير خيرالله خيرالله هو الحقيقة بعينها وليت النظام في دمشق يتعظون قبل أن تقع الفأس بالرأس ويقع الشعب السوري المسكين والشجاع ضحية لتلك المؤامرة التي يصوغها خفافيش النظام المتهالك وقد حانت ساعته بإذن واحد أحد قولوا آمين

syria
magedddd -

السيد خيرالله يقف الى جانب سوريا الوطن والشعب والمستقبل ،ولايحقد على سوريا ،بل له موقف سياسي من النظام الحاكم في دمشق،ولا أعرف كيف فهم بعض أصحاب التعليقات السيد خيرالله حاقد على سوريا؟

سوريا
عائدة -

الكاتب موضوعي ، وهو يقصد النظام السوري وليس الشعب السوري فهذا النظام لا يأتي سوى بالبلاء للشعوب كلها تلى به الشعب العراقي وهو يصدر له الإرهاب والشعب اللبناني لنفس السبب وشعبه السوري في إمساكه من رقبته . وهو يحاول فعلا اللعب على الحبال . لا ينفعه سوى المحكمة الدولية وتكرار الضربات للإرهابيين التابعين له .

تساؤل
ماجد أبو الخروب -

أتساءل لماذا لا يضرب الأمريكان المخابرات السورية في وسط دمشق بصاروخ توماهوك من البحر المتوسط فيتعلم الأسد أن دماء العراقيين ليست رخيصة

نظام مخابرات
سيمون -

للنظام العائلي نقول ارفعوا ايديكم عن لبنان والعراق وفلسطين. تحية نضال الى الشعب السوري الحر.

سوريا مسيئه
العراقي -

قسم من الاخوان عندما يدافعوا عن سوريه يخلطوا بين سوريه النظام وسوريه الشعب والحقيقه ان سوريا النظام مجموعه متسلطه قاتله بعثيه والدليل هو طريقه وصول بشار للسلطه وبقاؤه فيهااما الامريكان فالكل يعرف انهم اقوياء ويستطيعوا ان يعاقبوا اي دوله تسبب لهم الاذى

تعليق
عصام -

ان سوريا دوله شقيقه لكل العرب ونتمنى على النظام السوري ان يعود بسوريا الى الحضيره العربيه وان لايسير مع المغامرين الذين لا يرحمون شعوبهم ونهايتهم معروفه منذ الآن. ونتمنى ايضا على النطام السوري ان ينتبه لكيلا يقع في الحفرة التي وقعت فيها بعض الأنطمه السابقه عندما تحدّت المجتمع العربي والدولي

القصد شريف
علي -

الكاتب قصدأنقاذ سوريا وشعبها بدل السقوط في لعبة الأرهاب. القصد شريف من كاتب يحب سوريا وليس حاقدا عليها.

واجب سوريا
سيف بوزبر -

استاذ خيرالله صاحب راي ثابت في سورية التي يجب ان تتوقف عن عدائيتها تجاه لبنان والديمقراطية.