كتَّاب إيلاف

الدور الخليجي في الاقتصاد العالمي "شراكة " أم "ضخ الأموال"؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مطالب براون في غرفة الانعاش الخليجي

ثقيل هو الدور المنُتَظر من دول الخليج لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية، فالعيون الأميركية والأوروبية متجهة "بقوة" نحوالدول النفطية وهي تحثُ المسؤوليين الخليجيين "بشدة " للتدخل بهدف إنعاش الاقتصاد العالمي المتدهور، وقد جاءت زيارة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الأخيرة الى المنطقة لتؤكد الدور الذي تطمح له الدول الأوروبية طارحًا الخطة المطلوبة للنهوض "بحال البنوك المتعثرة".
وفيما نجد "الشيوخ العرب" يسعون للمشاركة الشفافة والمتوازنة، فإن براون تعاطى معهم باستراتيجية "خطة الطوارئ" التي تقتضي التدخل السريع، ففي وقت أشار حاكم دبي محمد بن راشد إلى ان "معطيات جديدة ومستجدة يجب توظيفها من قبل الطرفين من اجل بناء شراكة شفافة ومتوازنة بعيدا عن المنافسة وصولا الى تحقيق الاهداف والمصالح المشتركة"، فإن براون طرح اعادة ترتيب البنية التنظيمية للمؤسسات المالية العالمية، طالبًا تدخّلا أكبر من دول الخليج فاسحًا لها مقعدًا على "طاولة المال"؛ وقد صال من أجل ذلك وجال متنقلا من دولة خليجية لأخرى من السعودية الى قطر الى الامارات... في سبيل تحقيق وجهة نظره "الانقاذية" هذه.

غريب إذن، لقد استفاق العالم "فجأة" وأراد إشراك "عرب النفط" في مؤسساته ! ولماذا لم يشركهم في كعكته "الاقتصادية " طيلة الأعوام السابقة؟؟ فهل العرب شركاء في المغارم لا المغانم؟؟ أليس من حق المرء ان يتساءل عن سرّ هذا "الدلال المفاجئ" الذي ترسله الدول الاوروبية الآن لدول الخليج؟!
لا بأس على أية حال فالجواب معروف ! ومعلوم أيضًا ان العلاقات ليست "ندّية" لا "إقتصاديًّا" ولا غير "إقتصاديًا"!
بطبيعة الحال وبما ان تصريحات "العرب مدروسة وموزونة" خلال الزيارات الرسمية، ولا يستطيع "أجدع صحفي" أن "يفهم او يتصرف " بما أدلوا به، فقد جاء الموقف العربي واضحًا على لسان بيتر ماندلسون السكرتير الصحفي المرافق لبراون الذي أُعجب بتعاون العرب ووفائهم! حيث قال ان الدول الخليجية ابدت "انفتاحاً للمساعدة كما انهم يقدمون انفسهم كشركاء اوفياء يسعون لمشاركة بقية دول العالم في حل الازمة المالية العالمية" مضيفاً "حينما يتعلق الامر بصندوق النقد الدولي فإن ترحيبهم اكبر، ولكن عموماً كشركاء من حقهم المطالبة بأن يكون لهم دور في صنع القرار من اجل بناء المؤسسات والتجارب الجديدة".

وفي وقت لم تعلن المصادر الرسمية الخليجية عن حجم "الدعم" الخليجي والسيولة النقدية، فقد اكد ماندلسون "ذو اللسان الصريح" ان الزيارة للمنطقة اسفرت عن جمع نحو نصف مليار جنيه استرليني 790 مليون دولار كعقود وقعت بين دول المنطقة وبريطانيا مستفيداً من قدراته التفاوضية باعتباره وزير مالية سابق !

على أية حال، لا بأس من الشركة " ودخول نادي النقد الدولي " على أمل المشاركة في "القرار"، وإن كان السؤال يبقى قائمًا عن جدوى "المشاركة"،فعلى فرض وجود "الشراكة والتعاون" الذي جاء "طوعًا أو كرهًا لا ندري "، فهل مقعد واحد على الطاولة كفيل بصنع القرار؟؟؟
إذن المطلوب هو " السيولة الان " مقابل "الشراكة بمقعد" فيما بعد و على مهل !

ولعل إلقاء نظرة تحليلية لتوقعات خبراء "الاقتصاد العالمي" ورأيهم في الدور الخليجي المفترض توضح ذلك، حيث نجد عوامل عدّة يأخذها هؤلاء بالحسبان أهمها وبالدرجة الأولى "السيولة الكبيرة " التي وصفها أحد الخبراء ب"الهائلة" وأنها الدول الوحيدة في العالم القادرة على مقاومة الازمة الحالية.
وخلال تواجدي في إحدى الندوات المالية المنعقدة في دبي هذا الأسبوع لاحظت مدى تشديد هؤلاء على محدودية تأثير تدني اسعار النفط على الفوائض المحققة وليس على النظام المالي، فقد رأى رئيس مجلس ادارة شركة نوفليز للموارد الخاصة ان اسعار النفط مرشحة لتعاود الارتفاع فور عودة الاستقرار الاقتصادي إلى الغرب.
وبعبارة اكثر وضوحًا فإنه يريد ان يطمئن العرب بأن(أسعار نفطكم ستعود اذا انتم ساهمتم بضخ المال المؤدي الى الاستقرار الاقتصادي العالمي ) وهو نفسه أقر ان "الغرب بدأ يفقد رويدا رويدا ريادته العالمية، وان دولا في آسيا مثل الصين ودول الخليج بدأت تتحرك لتأخذ دورا محوريا في قيادة العالم اقتصاديا".

وبغض النظر عن دور الخليج وحجمه المرتقب في الاونة القادمة، فإن للازمة الحالية إيجابيات كونها أعادت الاقتصاد إلى جذوره الاساسية او أجرت عملية "تنظيف " في الأسواق المالية، خصوصا في ضوء تفاعل الحكومات العالمية مع هذه الازمة وسعيها إلى الامساك بزمام الامور واستعادة الثقة المفقودة في الأسواق المتأرجحة أو المنهارة.
لا شك إذن، في أن زيارة براون جاءت في سياق تشجيع دول الخليج على الاستمرار في "ضخ الأموال" إلى الأسواق الغربية المتعطشة للسيولة النقدية، واعدًا إياها بإعطائها دورا اساسيا و"محوريا" في صندوق "النقد الدولي" من اجل ضمان استقرار الاقتصاد العالمي.
ربما سيكون لهذا الطرح "ايجابيات مستقبلية كبيرة " إذا حقق "توازنات" جديدة بما فيها "المعادلات الاستراتيجية "، فهل سيستفيد العرب هذه المرة ويستطيعون "فرض معادلتهم " وتحقيق "مشاركة حقيقية إقتصادية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وما تحمله من أبعاد وانعكاسات على السياسة الدولية وصناعة القرار في العالم؟! ربما


Marwa_kreidieh@yahoo.fr
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دول النفط والازمة
نتتت النهري ـــزار -

السبب الرئيسي للازمة الاقتصادية العالمية هو دول النفط التي فرحت كثيرا لارتفاع اسعار النفط وكانت تظن ان ارتفاع النفط سوف ينعش اسواقها ولم تفكر بانه عندما يرتفع النفط سوف يرتفع معه كل شيء من الغذاء الى الدواء والمواد الخام والصناعة وغيرها الكثير ولحد الان نتذكر تصريح بعض وزراء البترول عندما تجاوز سعر النفط 120 دولارا للبرميل فكان البعض يقول ان سعر 150 دولار للبرميل يعتبر رخيصا جدا والان تغيرت الموازين واصبح سعر 70 دولارا طبيعيا. عندما ارتفعت اسعار النفط لم يكن لدول اوبك اهتمام بعقد مؤتمر طاريء والان وبعد مرور اقل من شهر على مؤتمرهم يريدون ان يعقدوا مؤتمرا عاجلا اخر وفاتهم ان سعر النفط تحدده الدول الصناعية وليست دولهم

what about Iran
lolo -

What about Iran role, The writer is craying for about one belion dolar contarcts between culf counties and UK, atleast Mr, brown has done something good for his country, what did your freined in lebanon do with 2 or 3 belion of the TAHIRA doalrat, shame on you and we didn;t know you as an expert in the global economy