كتَّاب إيلاف

هل العدة في الإسلام حبس للمرأة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقف وراء تطور التفسير القرآني سؤال ممض عات قديم متجدد هو كيف السبيل إلى النهوض بالتفسير بواسطة قراءة جديدة لآيات قرآنية ذات أحكام فقهية تجاوزها الزمن وجدت منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام وأصبحت هذه الأحكام في حاجة أكيدة للتجديد لأسباب كثيرة منها:
إصرار الكثير من فقهاء العصر على التشبث بتلك الأحكام والعض عليها بالنواجذ.
والأخطر اكتساح المعرفة الدينية الشعبية العقول والتحكم فيها كما تشاء تدعمها الفتاوى الضعيفة التي تسيء للدين. ويرفضها التطور الكبير الذي تشهده العلوم في شتى المجلات وتغير حياة الناس وتجدد قضاياهم التي تبحث عن حلول معاصرة واخترت من قضاياهم قضية عدة المتوفى عنها زوجها بسبب ما رأيته وما سمعته من معاناة النساء في بعض البلدان الإسلامية اللاتي يحكم عليهن بالحبس أي العدة وتسمى في بعض البلدان حبس تعتد فيه المرأة أربعة اشهر وعشرة ليال.
دخل حكم عدة المتوفى عنها زوجها في فوضى الفتاوى المعاصرة ومالها من انعكاس سيء على حياة الناس وعلى حياة المرأة والأسرة في كثير من البلاد الإسلامية.
ومن المعاناة التي تعرضت لها النّساء أذكر مثالين:

امرأة حبست في بيتها ولم يجد أبناؤها الستة ما يأكلون فاضطرت أختهم بنت الأربعة عشرة سنة أن تسرق لتطعم إخوتها واضطرت الأم أن تتهم نفسها لتدخل السجن عوض ابنتها. و الحال أن الأم قادرة على العمل ولو لا إساءة تطبيق حكم العدة هذا لعملت الأم وأطعمت أبناها وجنبت ابنتها السرقة وجنبت نفسها الكذب والسجن. هل يرضى الإسلام بهذا؟
امرأة ثانية في حالة عدة أصيبت بمرض عضال وطلب منها أبناؤها أخذها إلى الطبيب أو استدعاءه فرفضت بعد أن استشارت من تسمين أنفسهن داعيات فحكمن عليها بعدم الخروج لأنها معتدة دون أن يفكرن في تدهور حالتها الصحية التي قد تؤدي بها إلى الموت.
أمام هذه الحالات وأمام فوضى الفتاوى أراني مضطرة للعودة إلى كتب الفقه والتفسير للنظر فيها وربطها بمستجدات الزمن لاستجلاء المسألة حتى يعرفها من لا يعرفها فيكف عن إصدار مثل هذه الفتاوى.
بحث في حكم العدة في الإسلام، والحكمة منها، وإقامة المعتدة.
حكم العدة في الإسلام:
العدة نوعان: عدة المطلقة ثلاثة قروء-بضم القاف وفتحها-واللفظ مشترك بين الحيض والطهر. وفي القرآن الكريم: " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن إن أرادوا إصلاحا" (البقرة: 228).
والكلام عام في المطلقات ذوات القروء لأن النساء اللاتي لم يبلغن سن الحيض والآيسات من المحيض والحوامل جاء حكم عدتهن في هذه الآية: "واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن"(الطلاق: 4).
وقد أوجدت هذه الآيات حلولا صا لحة للمرأة المطلقة قديما ولعلها لاتزال صالحة في البلدان التى لم تصدر قوانين للأحوال الشخصيةإ لى حد الساعة، أما البلدان التي تحترم الأسرة والمرأة فقد أصدرت قوانين الأحوال الشخصية وجعلت الطلاق قضائيا فلا تتلاعب به الأهواء.
النوع الثاني من أنواع العدة هو عدة المتوفى عنها زوجها وهو الموضوع الذي أخصه بالكتابة ولذلك لم أطل الكلام في عدة المطلقة.
ذكر القرآن الكريم هذه العدة مفصلة في الآية التالية: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإن بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير"(البقرة: 234).
اتفق الفقهاء على أن عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا وأن عدة الحامل أن تضع حملها بدلالة الآية: "وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن"(الطلاق: 4).
وفي الخبر أن أم سلمة قالت: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل فخطبت إلى شاب. فقال الكهل: لم تحلل- وكان أهلها غيبا ورجاء إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها- فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: قد حللت فانكحي من شئت.
وسئل ابن عمر عن المرأة الحامل يتوفى زوجها فقل: إذا وضعت حملها فقد حلت، فأخبره رجلا من الأنصار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لو ولد ت وزوجها على سريره لم يدفن لحلت. (كتاب الأم للشافعي 5/224).

الحكمة من العدة:
ذكر الفقهاء والمفسرون حكما لعدة الوفاة توضح سبب اختلافها في المدة الزمنية عن عدة الطلاق حيث تمتد إلي أكثر من ثلاثة قروء أي ثلاثة حيضات.
والحكمة الأولى هي استبراء الرحم وكان حكم براءة رحم المطلقة ثلاثة قروء دلالالة ظنية قديما لأن المطلق يعلم حال مطلقته من طهر وعدمه ومن قربانه إياها قبل الطلاق وعدمه، وكذلك العلوق لا يخفى عليه فلو أنها ادعت عليه نسبا وهو يوقن بانتفائه كان له في اللعان مندوحة، أما الميت فلا يدافع عن نفسه، فجعلت عدتهأ مدة مقطوعا بانتفاء الحمل في مثله وهو الأربعة أشهر والعشرة، فإن الحمل يكون نطفة أربعين يوما، ثم علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ثم ينفخ فيه الروح، فمابين استقرار النطفة في الرحم إلى نفخ الروح في الحنبن اربعة أشهر وإذ قد كان الجنين عقب نفخ الروح فيه يقوى تدريجيا جعلت العشر الليالي الزائدة على الأربعة الأشهر لتحقق تحرك الجنين تحركا بينا فإذا مضت هذه المدة حصل اليقين بانتفاء الحمل إذ لو كان ثمة حمل لتحرك لا محالة، وهو يتحرك لأربعة أشهر وزيدت العشرة احتياطا لاختلاف حركة الجنين قوة وضعفا باختلاف قوى الأمزجة. (محمد الطاهر ابن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، 2/442).
وبراءة الرحم بهذه المدة قابلة للنقاش لان المرأة -اليوم- لم تعد في حاجة لأربعة أشهر وعشرا لتثبت أنها حامل لأن الطب الحديث تطور كثيرا في هذا المجال وأصبح قادرا علي إثبات الحمل أو نفيه في دقائق.
فلماذا يصر الفقهاء والمفسرون على هذا الحكم الذي لا يسير التطور العلمي الكبير في هذا الزمن. فإن كان الفقهاء والمفسرون -قديما- محقون في فرض العدة على المرأة خوفا من اختلاط المياه واختلاط الأنساب ولا يتحقق ذلك إلا بمضي فترة العدة فالأمر يختلف اليوم عن البارحة بما أن التطور العلمي أثر في مجرى حياة الناس، فلا عذر لمن يتشبث بمدة العدة هذه، ويكفي فيها الكشف الطبي.
يدعم قولنا هذا القرآن الكريم والسنة النبوية بإقرارهما أن عدة الحامل المتوفى عنها زوجها هي وضع الحمل إذ يمكنها التزوج دون انتظار نهاية أربعة أشهر وعشرا حتى أن عمر أحلها للزواج متى وضعت وزجها على سريره لم يدفن.
في هذا الغرض يقول ابن عاشور: "ولأن الفقهاء اتفقوا على أن عدة الحامل من الوفاة وضع حملها فلو كانت عدة غير الحامل لقصد استبقاء الحزن لاستوتا في العدة فتعين أن حكمة عدة الوفاة هي تحقق الحمل أو عدمه"(التحرير والتنوير2/443).
الحكمة الثانية هي الإحداد على الزوج، ذهب الفقهاء والمفسرون الي أن سبب طول مدة عدة الوفاة عن مدة عدة الطلاق هو ما يحصل للمرأة من حزن وكآبة من فراق الزوج وما تحتاجه نفسيتها من مدة طويلة تبرأ فيها النفس من ذاك الحزن كما تمنع هذه المدة المرأة من التعجل بالزواج مما يسيء لأهل الزوج الميت، ويفضي إلى الخوض في المرأة بالنسبة إلى ما ينبغي أن تكون من عدم التهافت غلى الزواج وما يليق بها من الوفاء للزوج والحزن عليه(محمد عبده، تفسير المنار، 2/419).
نفهم من هذه الحكمة أنه يجب على المرأة الوفاء للزوج المتوفى ورعاية حرمته ومراعاة مشاعر أهله.
هذه حكمة بدورها تقبل النقاش فنسأل من يقول بها هل نفس الحكم يطبق على الرجل أم أن الذي تموت زوجته يخاف أن يموت وهو أعزب فيسارع للزواج بأخرى. أ لا تستحق الزوجة أن يحزن عليها زوجها لحبها له وصبرها عليه ولوفاء ها له ولقيامها على بيته وأبنائه... الايستحق أهل الزوجة المتوفاة الاحترام وأ ن يراعي الزو ج مشاعرهم أليست المتوفاة ابنتهم، ألا يراعي مشاعر ابنائه و ابنائها. فكيف يفرض الحزن على الزوجة ولا يفرض على الزوج والحال أن الإسلام دين المساواة وان الاحترام والمحبة ليستا بالأنوثة أو الذكورة فالكل سواسيا أمام الله. وقد أحسن ابن عاشور لما قال: "مشروعية عدة الوفاة إما أن تكون لحكمة تحقق النسب أو عدمه، وإما أن تكون لقصد الإحداد على الزوج لما نسخ الإسلام ما كان عليه أهل الجاهلية من الإحداد حولا كاملا فأبقى لهن ثلث الحول وليس لها حكمة غير هذين"(التحرير والتنوير2/443).
ثم يعلق على قوله رافضا تعليل عدة الوفاة بالحزن على الزوج قائلا: "وليس هذا الوجه الثاني بصالح للتعليل لأنه لا يظن بالشريعة أن تقرر أوهام الجاهلية فتبقي منه تراثا سيئا، ولأنه قد عهد من تصرف الإسلام إبطال تهويل أمر الموت والجزع له الذي كان عند الجاهلية عرف في غير موضع من تصرفات الشريعة"(التحرير والتنوير، 2/443).
كما يبطل تعلة الحزن هذه أن التي تضع حملها إثر وفاة زوجها يحق لها أن تتزين وتتزوج فلوكان الحزن فرضا حقا لاستوت فيه مع غير الحامل ولذلك قال ابن مسعود: "أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة" يريد أنه لو طال أمد حملها لما حلت (التحرير والتنوير، 2/444).

إقامة المعتدة عدة وفاة:
هل تقيم المتوفى عنها زوجها في بيت الزوجية لا تخرج منه حتى مضي أربعة أشهر وعشرا؟
هل حقا تمنع من الخروج منه ليلا ونهارا مثلما يحدث اليوم في بعض البلدان الإسلامية إلى درجة سموا فيها العدة "الحبس"؟
لتوضيح المسألة رجعت إلي أقوال الفقهاء والمفسرين فيها، فوجدتها مختلفة: قالت الحنفية لا تنتقل المتوفى عنها زوجها عن بيتها الذي كانت تسكنه، وتخرج بالنهار ولا تبيت في غير منزلها.
وقال عطاء: إن شاءت اعتدت عند أهلها وسكنت منزلها، وإن شاءت خرجت لقوله: "فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن". وقال: ثم جاء الميراث فنسخ السكنى فتعتد حيث شاءت (الجصاص، أحكام القرآن، 1/418).
وقال الشافعي: ولم يكن الإحداد في سكنى البيوت فتسكن المتوفى عنها زوجها أي بيت كانت فيه... وإنما الإحداد في الزينة والتربص في الوفاة هو الإحداد وهو الامتناع عن الزينة ولبس المصبوغ والتجميل والطيب ونحوه. (القرطبي، الجامع للحكام القرآن، 3/116).
وقال ابن عباس: قال الله تعالى: "يتربصن بانفسهن أربعة أشهر وعشرا" ولم يقل: يعتددن في بيوتهن. ولتعتد حيث شاءت.
وهذا خبر عن مالك عن يحي بن سعيد انه بلغه أن السائب بن خباب توفي وأن امرأته جاءت إلى عبد الله بن عمر فذكرت له وفاة زوجها وذكرت له حرثا لهم بعيدا عن منزلها وسألته هل يصلح لها أن تبيت فيه فنهاها عن ذلك، فكانت تخرج سحرا من المدينة فتصبح في حرثهم فتظل فيه يومها ثم تدخل المدينة إذا أمست فتبيت في بيتها(تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك، كتاب الطلاق، 2/107) وروي مثل ذلك عن جماعة من السلف وأم سلمة وعثمان أنهم قالوا: المتوفى عنها زوجها تخرج بالنهار ولا تبيت إلا في بيتها.
وروى مجاهد قال: استشهد رجال يوم أحد فآمت نساؤهم وكن متجاورات فآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: نبيت عند إحدانا. فقال: تزاورن بالنهار فإذا كان الليل فلتأو كل واحدة منكن إلى بيتها.
وذهب داوود إلى أن المتوفى عنها زوجها ليس عليها أن تعتد في بيتها وتعتد حيث شاءت لان السكنى إنما وردت في المطلقات.
ومن حجته أن المسالة مسألة خلاف.
وروي مثله عن علي وابن عباس وجابروعائشة وبه قال عطاء والحسن البصري.
ويحق للمتوفى عنها زوجها الخروج للعمل لان نفقتها على نفسها فهي في حاجة إلى الخروج وليست نفقتها على زوجها مثل المطلقة (أحكام القرآن للجصاص، 1/418-419).
ومن أكبر الأدلة على جواز خروج المعتدة عدة وفاة خروج عائشة رضي الله عنها بأختها أم كلثوم وهي فى عدة وفاة إلى مكة لأداء العمرة. وكانت تفتي النساء بالخروج أثناء عدة وفاة الزوج. (الجامع لأحكام القرآن، 3/117).
تلاحظون إجماع الأدلة على خروج المعتدد عند وفاة زوجها.
فمن أين أتى منع المرأة من الخروج من بيتها ليلا ونهارا إلى أن تنقضي أربعة اشهر وعشرا؟
جاء من فهم خاطىء لبعض الأخبار ومن خلط بين الآيات. فمن الأخبار خبر عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ارجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان في طرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسول الله أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة. فقالت: فقال لي: نعم. فانصرفت حتى إذا أتيت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمربي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف قلت؟. قالت: فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شان زوجي فقال: " امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله". قالت: فاعتددت فيه أربعة اشهر وعشرا، قالت فلما كان عثمان رضي الله عنه أرسل إلي فسألني عن ذلك فاتبعه وقضى به، وبهذا نأخذ. (الأم5/227).
ونجد خبرا آخر عند مالك مفاده أن عمر بن الخطاب كان يرد المعتدات يمنعهن من الحج، ثم يذكر كذلك خبر المرأة التي سألت الرسول أن ترعى حرثها وأنها كانت تخرج في الصباح الباكر من بيتها بالمدينة وتعود مساء فتبيت فيه. وخبر المرأة البدوية يتوفى زوجها أنها تنتوي -اى تنزل- أين انتوى أهلها. وقال مالك: وهذا الأمر عندنا.
وقال مالك: لا تبيت المتوفى عنها زوجها ولا المبتوته إلا في بيتها (تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك، الموطأ، كتاب الطلاق، 2/106).
فمالك الذي يحتج به البعض لحبس المرأة يجيز لها الخروج من بيتها وهي في العدة.
فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله".
المراد من الحديث أن للمتوفى عنها زوجها السكنى (الأم، 5/227).
وقد اختلف الفقهاء في حق المتوفى عنها زوجها لأن السكنى ثابتة بالنص للمطلقة وليست ثابتة للمتوفى عنها زوجها ولذلك لها أن تعتد في أي بيت شاءت.
ولعل " الحبس" للمرأة في ألبيت مصدره الأخبار التي رواها الجصاص: "وقال مالك: لا تنتقل المطلقة المبتوتة ولا الرجعية ولا المتوفى عنها زوجها ولا يخرجن بالنهار ولا يبتن عن بيوتهن، "(أحكام القرآن، 1/418). ونحن رأينا أن مالكا -في الموطأ- لم يقل بهذا الرأي الذي ذكره الجصاص وأجاز للمعتدة عدة وفاة الخروج بالنهار.
هذا فيما يخص سوء الفهم لبعض الأخبار وننظر الآن في الخلط بين الآيات. آية العدة تأمرهن بالتربص في أنفسهن"يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا" فملازمة المعتدة بيتها ليست مأخوذة من هذه الآية لأن التربص تربص الزمان فلا يدل على ملازمة المكان، والظاهرأن الذين فرضوا على المرأة لزوم البيت بعد وفاة زوجها أخذوا هذا الحكم من هذه الآية: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج"(البقرة: 240).
لم يقصد بهذا الحكم -قبل نسخه-إلا حفظ المعتدة، ثم نسخ الحكم بالحول ليعوض بأربعة أشهر وعشرا ولكن بعض الفقهاء رأوا أن الإخراج في قوله: "غير إخراج" لم ينسخ وهم مخطئون لأنه نسخ بقوله في آية العدة: فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف". أي للمرأة أن تخرج وأن تتزوج.
هذه جملة من الآيات والأحاديث والأخبار بفهم متواضع، فهم امرأة تدافع عن حقوق المرأة وتريد من الدين أن يساير تطور الزمن ونهضة العلوم. وتبين أن الحكم بحبس العتدة فى بيتها بعد وفاة زوجها ليس من أصول الإسلام وإنما يعود إلى نوع من الاجتهاد وفيه اختلاف وهناك من أخذ بفقه عائشة في المسألة فأجاز لها الخروج وهناك من أخذ باجتهاد عمر فمنعها من الخروج من بيتها.
واتفق الكل على جواز خروجها نهارا لقضاء حوائجها بدءا من انتشار الناس بكرة إلى وقت هدوئهم بعد العتمة ولا تبيت إلا في بيتها (التحرير والتنوير، 2/448).
بعد هذا العرض الذي تعمد ت فيه نقل الأخبار بأسانيدها هل من حجة لمن يفرض على المرأة الحبس في بيتها ويحكم عليها بإقامة جبرية قد تضيع معها مصالحها ومصا لح أبنائها.

منجية السوايحي، أكاديمية من تونس


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلام
محمد مصطفى -

اولا البيت ليس سجن للمراة بل هو جنتها اذا كانت السعادة تملاه واطفالها معها وتربيتهم اهم مهمة سامية للنساء وبخصوص خروجها من البيت للعلاج ولقضاء حاجة ملحة لم تجد من يلبيها لها فلا اتوقع ان الدين يمنع ذلك ولا علاقة للعادات والتقاليد بالدين الاسلامي وبخصوص المفسرين وتحديث التفسير فانت رجعت لاقوال الصحابة وكبار العلماء ويجب ان نعلم بانه بتطبيق الشريعة الاسلامية اصبحنا سادة العالم ونحن الان ضعفاء بسبب ابتعادنا عن الاسلام والغرب يهاب الدول الاسلامية التي انتهت اكثر من دولنا العديدة حاليا ونرجو من الله ان يكرمنا بان نعود لديننا وامجادنا وهذا المقال يناقش بموقع دينى وليس هنا لانه قد يحمل الشبهات اكثر من الصدق في طرحه

بيت المال بيت المال
ali -

السلام عليكم لماذا التهجم على الاحكام و ليس التهجم على الحكام نعم المرأة المطلقة و المتوفى زوجها عليها عدة لتطهير جسدها و رحمها و الاطمئنان من عدم حملها و تهيئتها للحياة من جديد او لزواج اخر .... نعم على الحاكم و الحكومات تعين نفقه و مرتب خاص و يكفي و يغني للمرأة التي تقضي عدتها ... و اذا تهاونت الحكومات من دفع النفقات يجب ان لا ياخذ هذا التهاون على الدين و انما على الحكومات ... هناك شئ في الاسلام اسمه بيت المال يجب اولا يوزع صحيح و بالتساوي بين المسلمين و اذا طرأ أي تناقض او ظلم يأخذ على الدين اظن الفكرة وصلت

تنوير وتوعية
ام خالد -

الحل في توعية و تنوير النساء المسلمات بأحكام العدة من الكتاب والسنة عبر منهاج التعليم والمحاضرة والندوة وليس بالطعن في احكام الاسلام بدعوى التطوير كلمة حق يراد بها الباطل ؟!!

العدة علميا
مرتاد ايلاف -

المعجزة الربانية في جسد المرأة فسر العلماء فترة (العدة) للنساء ,والمحدده في القران ,عقب الطلاق أو وفاه الزوج, بانها للتأكد من خلو الرحم من جنين، وأنها مهلة للصلح بين الزوجين، وهذا صحيح، ولكن هناك سبباً آخر اكتشفه العلم الحديث، وهو : أن السائل الذكري يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف بصمة الإصبع،وإن لكل رجل شفرة خاصة به.. وأن جميع ممارِسات مهنة الدعارة، يصبن بمرض سرطانالرحم.. وأن المرأة تحمل داخل جسدها ما أشبه بالكمبيوتر، يختزن شفرة الرجل الذي يعاشرها.. وإذا دخل على هذا الكمبيوتر أكثر من شفرة، كأنما دخل فيروس إلىالكمبيوتر، ويصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة.. ومع الدراسات المكثفةللوصول لحل أو علاج لهذه المشكلة، اكتشف الإعجاز، واكتشفوا أن الإسلام يعلم مايجهلونه.. وهو أن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام، حتى تستطيع استقبال شفرة جديدة بدون إصابتها بأذى.. كما فسر هذا الاكتشاف، لماذا تتزوج المرأةرجلاً واحداً، ولا تعدد أزواج.. وهنا سئل العلماء سؤالاً : لماذا تختلف مدةالعدة بين المطلقة والأرملة؟.. أجريت الدراسات على المطلقات والأرامل، فأثبتت التحاليل : أن الأرملة تحتاج وقتاً أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجعإلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على فقدان زوجها، إذ لم تصب منه بضررالطلاق بل توفاه الله.. فلذلك هي لا تستطيع نسيان ذلك الزوج، الذي عاش معها حياة السعادة.. حياة الفرح.. حياة الحب لأن من طبع المرأة الغريزي الوفاء والإخلاص،وأن الخيانة طبع دخيل على صاحبة القلب الكبير.. المرأة.. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم استغفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الأحياء منهم والأموات ألي يوم الدين اللهم انى اسألك ايمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية فى كل بلية ، وأسألك تمام العافية ، وأسالك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك الغنى عن الناس__________________سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم استغفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الأحياء منهم والأموات ألي يوم الدين

المرتعدة فرائضهم
ابو فراس -

عجيب امر هؤلاء الذين يدعون الباس والشدة والصلابة, فما ان يتم مواجهتهم بالحقائق حتى ترتعد فرائضهم ويتحججون بمختلف الحجج غير المنطقية في سبيل التملص من الحقائق. وقراءة واحدة لتعليقات اول مجموعة من المرتعدة فرائضهم, التعليقات الثلاث الاولى تظهر وبوضوح هشاشة ما يدعون انهم يؤمنون به,

الفتاوي
غيور -

بعض الليبراليون ينسبون اي حكم واضح في الاسلام لاصحاب الفتوي فالحجاب والخمور والميراث والحدود والصلاة والزكاه والربا والميسر او القمار لاتحتاج لفتوي لانها امور معروفة فلا تتهموا رجال الدين فيما هم فيه براء .... اما بخصوص العده فقد تناولتها الكاتبه بسطحيه كما هي عادة الليبراليون فمعروف ان المرأه في العده تخرج للضرورة ولاتموت ويموت ابناءها من الجوع كما بالغت الكاتبه

النبي
محمد البدري -

الاعجاز العلمي في القرآن حقيقة لا ينكرها سوي جاهل او منكر لوجود الله,

تحرير المراة اولا!
اشور بيث شليمون -

ان المراة مهضومة الحقوق ولا يعوزنا العودة الى الفقهاء في هذا الخصوص وتاكيدا لقولي ان الرجل له حق النقض -veto - ما دام الرجل يجمع عدة من النساء وبوسعه لاسلام وللاخوة ان يطلق اي منهن في اي لحظة وفي راي هذا الشئ المراة ليست قديرة به فالرسالة واضحة لكل الباحثين وخصوصا النساء بان يكون تحرير المراة الهدف الاسمى في الالفية الثالثة هذه ومطلوب من النساء بالاخص ان تنزعوا الغشاوة من اعينكم وان الفقهاء ليس بوسعهم من حجب الشمس عبر غرابيلهم الفقهية والسلام

الى رقم 4
احمد -

كلامك غير علمي فالدراسة التي تتحدث عنها من أجراها؟؟ ومتى ؟؟ لدي صديق طبيب قال لي انه لم يسمع بهذه الدراسة. على كل حال اظن ان المراءة الان تستطيع الزواج مباشرة بعد ان تجري فحص الكشف عن الحمل الذي هو اكييد مئة بالمئة. على كل حال اذا حدث اي شك في ابوية اي وليد فلدينا الان فحص ال د ان اي . اذا كفى عبودية للمراءة. العلم الحديث يحررها من متعصبينا

الملل
المصري افندي -

اقسم لكم اننا قد مللنا هذا الصداع الفكري الذي لا نهايه له . معرفة الله لا تحتاج لكل هذه التشريعات ولا لكل هذه المحاذير.

مراعاة العلم
رمضان عيسى -

اذا ناقشت مسلما في العلم يقول القرآن كله علم والاٍسلام لايتعارض مع العلم ، نقول له حسنا ولكن كثير من الممارسات والفتاوي لا تعير العلم ولا تعترف به وتتمسك نالحرفية ، فمثلا عجز زوجان عن الاتيان بطفل فلجأوا للزراعة وأنجبوا طفل وتماسكت الأسرة ، واٍذ بمفتى يقول هذا حرام وذلك لانعدام السرية ، ولا ندري كم من المشاكل تترتب على هذه الفتوى ، وفى الحالة التى نحن بصددها وكلها تدور على فراغ الرحم من أي جنين ، فالعلم يكشف ذلك وبسرعة ، فلماذا وضع المررات ورفض العلم اٍذا كان وضع المرأة يتطلب ذلك ،مثل وجودها في الغربة مثلا ، ولا تستطيع العودة لبلدها ، فلماذا الحرفية ونكران العلم ، فكيف يتكيف مع الزمن اٍذالم يأخذ بالعلم ومتطلبات الحياة .

the light
Rose -

Dear Muslims, Jesus said I am the light of the world, whoever beleives in me shall not remain in darkness, . whever beleives in him shall be set free from the law of death which says ; do not kill, do not steal, do not commit adultry..... because man in his sins do all these , but shall have the law of life that regects all sins because whoever beleives in Jesus becomes new creature and will grow until he or she becomes like Jesus because this is what the Lord God wants

تجربة علمية
نــ النهري ـــزار -

الى كل من يتكلم عن التجارب التي ينسجها من وحي خياله عليه ان يذكر المصدر لكي نطلع عليه فالناس هنا ليسوا أميين

to Rose
ahmad -

I am fighting always against the fanatics weither they are muslim or christians . so please don''t tell me that just islam has fanatics. the history show us that the christian were very good at fanatisms . and deven now we have some christians ( like sarah palin ) that believe the world is only 6000 years old. God protect us from all the fanatics ( jews, christians or muslims)

الخالق المقدر
عبدالسلام -

لك الحق أن تدافعي عن بنات جنسك لكن بما يضمن لهن العفة والكرامة والعزة ويرضي رب العزة خالق العباد والعارف بما يصلح لهم والورع يقتضي الاستجابة لما دعا إليه الله ورسوله والعمل بما كان عليه السلف الصالح لأنهم أعرف منا بحقائق التنزيل والخروج على ما كان العمل به في عهدهم خروج عن الدين إلا فيما استد ولم يكن على عهدهم . فالمرأة لم يتغير شيئ في جوهرها هي اليوم كما كانت في عهد التنزيل من هذه الناحية غير أن المرأة كانت إذاك امرأة ورعة تقية تنشد مرضاة الله وترجوا الدار الآخرة وأمرأة اليوم همها متاع الدنيا تلهث وراءه بكل السبل مهما كانت مخالفة للدين .ولسنا أيتها الأخت الكريمة أكثر ورعا من الفقهاء في العهود السالفة فأين نحن من فهم أبي حنيفة أو الشافعي أو نجم العلماء الذي شدت إليه الرحال إمام دار الهجرة الإمام مالك رضي الله عنهم ولامن الذين أخذوا عنهم العلم ، لو أنا وأنت نستطيع فهم فقههم وما عملوا به وأفتوا لما كان لشكوى اتكثير من نساء المسلمين محل ولرضين كل الرضى بأحكام شريعتهن الغراء ،إن الذي يحتاج إلى التجديد ليشت أحكام الشريعة بل عقولنا وقلوبنا الذي يجب أن نطهرها من حب الدنيا ومغرياتها وأن نعمل على إعطاء الحقوق لأصاحابها رجالا ونساء فلو أنصف كل من الرجل والمرأة بعضهما البعض لعشنا في سعادة نحسد عليها .. أما قولك بأن الكشف في الوقت الحاضر يبين هل رحم المرأة خال من الحمل فهذه الوسيلة لايكن أن تتوفر لكل النساء فهناك نساء ورجالا لايعرفن لهذه الوسائل طريقا إما لعجز مادي أو لبعدهن الكبير عن مراكزها. وعليه فقول مالك في المعتدة للوفاة والذي نقله الفهاء التونسيون وغيرهم من الفقهاء الذين عملوا على نشر مذهبه الأكثر اعتدالا والمتوافق وعمل أهل المدينة والذي لايمنع المرأة من الخروج إلى قضاء حوائجها في غير شبهة هو الذي يحسن العمل به.

بين الحزن والسعادة
شاكر-الى مرتاد ايلا -

: أن الأرملة تحتاج وقتاً أطول من المطلقة للنسيان وذلك يرجعإلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على فقدان زوجها، إذ لم تصب منه بضررالطلاق بل توفاه الله.. فلذلك هي لا تستطيع نسيان ذلك الزوج، الذي عاش معها حياة السعادة.. حياة الفرح.. حياة الحب ))تقول ذلك..من اين لك علم كامل وشامل بان جميع المتزوجات يعشن في حب وسعادة وغرام مع ازواجهن؟؟؟لتحل عليهن حكم العدة اذا وبالاستناد الى كلامكم اذا كانت الزوجة غير سعيدة مع زوجها ولم تجد الحب والراحة مع زوجها لها الحق في عدم اكمال العدة وهذا شئ منطقي واستنادا فقط الى كلامك...شكرا للسيدة منجية واشد على يديها على هذا البحث المهم جدا وبالنسبة لمسالة ان هناك اناس في العالم العربي (وهذه ايضا قد تكون في القرى البعيدة فكم عدد القرى التي لم تصلها هذه التقنية الحديثة ؟؟؟طبعا قليل جدا ))لا يعرفون كيف يستخدمون هذه التقنية اذان واستنادا الى كلامك فان معرفة تقنية معرفة الحمل خلال دقائق تلغي مسالة العدة ..فيا عالم اتقوا الله فيما تفتون اذا كنت تستخدم كل شئ حديث في حياتك ومن ضمنه الانترنيت والكومبيوتر الذي كتبت عليه كلامك هذا فلماذا ترفض التقنية في مجالات اخرى في الحياة وعجبي!!!

الجهل هو السبب
منذر حمدان -

الموضوع هام جدا والمقال جرئ ويضع الأمور في نصابها الصحيح فهناك أخطاء جمة في تطبيق العدة تفرض على النساء وذلك بسبب جهلهن وجهل ابناءهن بالأحتكام الى الشرعية الصحيحة ولنا مشاهدات عدة في المجتمع تشير الى الأخطاء في تطبيق عدة المرأه المتوفى عنها زوجها حيث بعض النساء يتوفى أزواجهن بعد أن يكن قد بلغن من الكبر عتيا فتفرض عليهن المكوث في البيوت مدة العدة ولا يؤخذ بالآية الكريمة (أما القواعد من النساء )وفي جميع الأحوال هناك تطبيقات خاطئه في عصرنا الحديث حيث تمنع المرأة من الخروج من البيت لأي سبب كان سواء للعمل أو قضاء حاجة شخصية والأولى في يومنا هذا أن يتم متابعة أحوال أخرى هامة للمرأة .

مغالطات الليبرالية!!
سلسبيل -

ترويج مزايا التحرر على حساب تصرفات بعض الجهلاء ليس بالفكرة الجيدة!! هذا منهج ركيك ومنتشر بين الليبراليين يتخذون ممن يسيء التصرف تحت لواء الشرع حجة لتقويض القواعد والواجبات الشرعية!! الأمثلة التي أوردتها الكاتبة وانطلقت منها هي إستثناءات تنم عن عدم وعي وجهل لمن قام بها بما هو مباح وما هو جائز وما هو مكروه وما هو محرم فلا يلوموا إلا أنفسهم!!**من قال إن العدة فرضت للتأكد من الحمل فقط؟ حتى الوفاة قبل الدخول لها نفس العدة بينما المطلقة قبل الدخول لا عدة لها! وحتى التي يئست من المحيض لها عدة. وعدة الأرملة لا تحسب بعدد مرات الحيض ولكنها تحسب بالشهور والأشهر هنا كاملة بالأهلة إذا ابتدأت العدة من أول شهر تنتهي في نهاية اليوم العاشر بعد الأربعة شهور فهي ليست عدة قروء مثل عدة المطلقة.*** من قال إن اختبارات الحمل عرفت فقط في عصرنا؟؟ الحمل أمر حيوي ولابد انه قد اهتم له كل مجتمع بشري منذ بدء الخليقة!! ثبت عن الفراعنة والأغريق أساليب تعتبر اختبارات للحمل!!واستخدم ابن سينا وغيره من أطباء المسلمين كذلك اختبار فحص للحمل!! وهل يغيب عن الخالق أمر كهذا؟؟؟***هل من أجل جهل البعض نبرر تعطيل التشريعات خصوصا التي ورد بها نص قاطع؟ وهل زواج المرأة بشخص آخر بسرعة بعد وفاة زوجها يعتبر مساواة تحررا من العبودية وكسب لمزيد من الحقوق؟؟ لا أدري ما المطلوب بالضبط ؟؟اليوم نتفلسف عن آية العدة الواضحة لكل من تصنف نفسها مسلمة, غدا يصبح بمقدور المرأة المعاصرة المتحررة بالزواج من أربع وربما أكثر ونقوم بفحص الدي ان ايه لتنسب الأولاد لأيهم كان أبوهم لان العصر يسمح بالإختبار ولانه يجب ان تكون هناك مساواة!! ثبتنا الله وإياك على الحق يا دكتورة.

الاسلام دين يسر
Mona S. Bseiso -

شكرا للكاتبة انها ارادت القاء الضوء على قضية مهمة يأخذها البعض حرفيا ويطبقها بشكل قد يبعد عن حكمة الخالق التي توخاها جل جلاله من مجمل الاحكام التي نزلت في كتاب الله المجيد القرأن الكريم والدين يسر وليس عسر. ولكن قد يكون التطبيق في بعض المجتمعات المنغلقة اكثر تشددا وخروجا عن الهدف الاصلي من هذه الاحكام. ان الاحكام الواردة في كتاب الله القرأن الكريم واضحة ومنطقية وترتبط بدرجة كاملة مع المتطلبات الحياتية والاحتياجات النفسية والانسانية وتراعي طبيعة البشر في مواجهة الازضاع الاجتماعية المختلفة...و لاشك ان وضع عدة الارملة ضروري لجهة اثبات الحمل والاهم خاصة لمن قطعهن المحيض الحالة الالنفسية والاجتماعية المنطقية فالمرأة المخلصة ان توفى شريك حياتها عنها وكانت حياته معها كريمة فان حزنها على الفراق رغم أن الموت حق علينا يطغى على العودة الطبيعية لمشاركة في امور الدنيا واحوالها والنفس بحاجة للبراء من الفراغ الكبير وتوطين حالة التصديق للوضع الجديد ولا شك ان الفترة الزمنية التي جاءت بالقرأن صحيحية كحد ادنى لان البعض قد يعيش حياته كلها وقلبه في حلة عدةان الله مع الصابرين ويعلم ما في النفوس.

إجتهادات .....ولكن
أحمد سعدية -

قرأت جميع التعليقات من 1-18 للطرح الذي أتحفتنا به الأخت (منجية) وإن شاء الله تكون من المنجيات يوم العرض عليه.. ببساطة الأمر يتعلق بالعبادات وهذا صالح لكل مكان وزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تماما كقصة تقبيل الحجر الأسود.إن الأمور التعبدية يا أخت منجية لا نقاش فيها وعلينا الإمتثال لأوامر الله ونواهيه بدون تردد أو أن نترك لعقولنا العنان وهي قاصرة فخالقها وخالقنا يقول ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )أقول للإخوان أصحاب الرقم 9 و 13 أنه بغض النظر عن صحة ما ورد في تعليق الأخ رقم 4 مع أنني قرأته واطلعت عليه من مصدره وكنت أود أن أضيف هذه المعلومة في تعليقي هذا إلا أنه سبقني إليه أما استشهادك (9) بصديقك الطبيب وإنكاره لهذه المعلومة ! فلا تنكرها على رقم(4) لأنه نقلها كما وردت وعلى صديقك كونه طبيب أن يتحقق من هذا الأمر بنفسه .. ولكن الثوابت في ديننا تبقى ولا تتغير الأحكام بتغير العلوم والتكنولوجيا.

الى 19 و 20
احمد -

كلامكم غير منطقي فاولا اذا كان حزن المراءة على موت زوجها هو سبب العدة فلماذا لانطبقه على الرجل الارمل عندما تتوفى حبيبة قلبه وام اولاده الجواب واضح (الرجال اهم من النساء ). واذا كان الحزن هو السبب فان الهندوس سبقونا في ذلك حيث ان النساء كن يدفنا احياء مع حبيب قلبهن المتوفي كفانا سخافات ولنسمي الامور باسمائها ( المتعصبون يعاملون النساء معاملة الخدم ). اما الاخ احمد سعدية فهو قد اتحفنا بتعليق علمي عجز عنه اينشتاين فكيف يا استاذ تريدني ان اثبت لك نطرية اقول لك انها مختلقة وغير موجودة. اوليس الدين يطلب منا ان ناتي بالبينات بايدينا فاسأل صاحبك الذي يتحدث عن العلم والنظريات المختلقة. دعوكم سخافات وامتهان للنساء.

توضيح
سلسبيل -

لا الرجال ليسوا أهم من النساء في الإسلام! في الإسلام التكاليف على الرجال أكثر والمرأة لها رخص عديدة بسبب تركيبتها وطبيعتها.. ولا يعني الزواج السريع عدم الوفاء لزوجته السابقة بالضرورة وما دام ليس هناك ما يمنعه شرعاً فهذا شأنه وربما خاف الفتنة!!.. ولا يجب أن ننسى إن للرجل الزواج بأكثر من واحدة حتى في وجودها معه فهل هذا يعني عدم وفائه لها؟..وبالعكس قد يكون غيابها الفجائي سببا في زيادة حزنه ووحدته وعدم قدرته على مواجهة الحياة بدونها فيبحث هو أو يبحث له عمن تؤنس وحدته.. وقد يكون لديه اطفال أو رضع محتاجين لعناية إمرأة فهي أكثر خبرة في هذا بالطبع.. أما المرأة فبالإضافة إلى النص الصريح الواجب عليها طاعته وإن عليها الإنتظار للتأكد من وجود حمل من عدمه وحتى يثبت نسب جنينها فهي أكثر قدرة على الصبر وتجاوز الصدمة والمدة ليست بالطويلة حتى نفتعل من أجلها كل هذا اللغط!!.. كما أن أطفالها ليسوا محتاجين لرجل إلى جوارها بقدر ما هم محتاجين لها في هذه الفترة.. وعموما هي تمتثل لأمر الله وليس لغيره. والواقع شاهد على رجال صبروا ورفضوا أن تحل محل زوجاتهم أخريات بقية عمرهم .. ونساء وما صدقوا ينتهي اليوم العاشر بعد أربعة أشهر أو ربما انسلخوا وعملوا فحص معاصر ولم ينتظروا ويضيعوا وقت!!! في النهاية الإحتكام إلى أمر الله أفضل وأأمن للمرأة بكثير من البروتوكلات النسوية التي لن توفر للمرأة أية حماية إذا ما احتاجت لها في أوقات عصيبة في حياتها اللهم إلا الزج بها في متاهات التحرر التي لا تناسبنا والتي تنتهي بها وحيدة كئيبة ليس فقط أربع أشهر وعشرة أيام بل ربما ما تبقى من عمرها!!! وأهل التحرر يعلمون ما أقصد!!

الى 22
احمد -

طبعا المراءة( مساوية) للرجل والدليل جئت على ذكر قسم منه في مداخلتك:فانت كتبت -فيبحث هو أو يبحث له عمن تؤنس وحدته( اما وحدة المراءة ومعاناتها؟؟؟؟)-الواجب عليها طاعته(ونسيت انه يحق له ضربها ايضالتقويمها اما هي فلا يحق لها رفع الصوت بحضوره ناهيك عن رفع اليد عليه) واخيرا كتبت-والتي تنتهي بها وحيدة كئيبة ليس فقط أربع أشهر وعشرة أيام بل ربما ما تبقى من عمرها!!! وأهل التحرر يعلمون ما أقصد( طبعا ما تقصد هو الطلاق وتهديد الزوجة به ويحق لك طلاقها بكلمتين اي بثانيتين بينما اذا ارادت الزوجة الطلاق فعليها الذهاب للمحاكم لسنتين واكثر وعليها ان تثبت ان زوجها سيء بينما احقر رجل يستطيع ان يطلق افضل امراءة بالعالم بثانية)هل مازلت تقول ان الرجال ليسوا بأفضل من النساء؟؟؟؟؟

لا زلنا بخير!
سلسبيل -

المرأة الصابرة أجرها عند ربها عظيم وهذا أفضل من العصيان والإنجرار وراء التحريض الذي سيجر عليها مزيدا من الأسى والحزن والندم على ما ستجنيه يداها دنيا وآخرة على ما اقترفت من أجل مساواة وقتية تتحصل عليها في مرحلة عمرية محددة ثم تنبذ وترمى في بيوت العجزة او تعيش عالة على أحد او تبقى منفردة في بيت حتى تموت ولا يسمع بها أحد !! ولنا في ذلك عبر عديدة تناقلتها الأجيال لتكون عظة! الرسول عليه الصلاة والسلام لم يضرب أي من زوجاته, كما إنه لم يسيء استخدام حق القوامة التي حُبى بها الرجال بل كان كريماً ودوداً صبوراً في معاملتهن.. وهو ومن سار على نهجه يكفينا قدوة للرجل المسلم الصالح. النماذج التي تستغل حق القوامة وتسيء معاملة الزوجة وتظلمها يعود ذلك إلى مشاكل شخصية في الزوج نفسه بسبب التربية أو الجهل بحقوق وواجبات الزوجين في الإسلام وقد تكون الزوجة نفسها سيئة ومستفزة فتشجع هذا النوع من الأزواج لينتقم منها باسم الشرع!! ومع هذا لا يسمح الإسلام أبدا للزوج أن يطغى على المرأة بسبب قوامته لان القوامة تكليف وليس تشريف .. ولا أحد ينكر وجود هذه النوعيات في بيوتنا ولكن الإسلام منها براء!! وما دمت محامي مستميت عن المرأة فلماذا لا تتوسع في أساليب معاملة المرأة في سائر الأديان؟؟ صراحة معظم مادتك التي تهاجم بها مستوردة ومعروفة المصدر وتدل على عدم وجود إلمام حتى بسيط بوضع المرأة الفعلي في الإسلام. كما أن معاملة المرأة في المجتمعات التحررية الليبرالية وما جره ذلك على المرأة والمجتمع كله من ضياع للقيم وتفسخ في الأخلاق و فوضى العلاقات وأمور يقشعر منها البدن , ورغم التقدم والحداثة والقوانين التي سنت فالمرأة عندهم لا زالت دون الرجل بكل المقاييس وبالنسبة لما يدعونه من مساواة وندية بينهم..

الى 24
احمد -

يا اخي انني اتحدث عن رجال اليوم وعن معاملتهم للنساء وبماذا تجيبني : ارجو ان تعطيني امثلة من الحياة الان وساساعدك بذلك فانا ملم باوضاع المحكمة الشريعية بدمشق ورأيت بام عيني مئات او الاف الماسي اليومية وانصحك بالتوجه لهناك وسترى وتسمع ماسي النساء ووقتها اتحاداك ان تكتب ما كتبت. نقطة اخرى ادعوك للذهاب كل يوم خميس لادارة الرؤية ( اين تقابل المطلقات اطفالهن لساعتين وسترى الماسي ووقتها لن تتكلم عن اوروبا. النقطة الاخيرة انني مهتم بهذا الموضوع لانه لدي ابنة ولا اريد ان اعطيها كخادمة لكائن من كان.

الى 25
سلسبيل -

هذا بسبب حالة الفصام بين قانون الأحوال الشخصية في الدول العربية الذي يستمد من الشريعة- فالزواج والطلاق يتم حسب الشرع - وبين آلية تطبيق الأحكام المترتبة على الطلاق والتي تخضع للقانون العام ولسنا في حاجة إلى تكرار فساد الذمم وإستغلال الثغرات والتي تنتهي غالبا بظلم المرأة. مرة أخرى الإسلام ليس مسئول عن عديمي الضمير الذين يتسببون في حرمان المرأة من حقوقها المشروعة.** أنت تعمم على كل المسلمين بناء على مشاهد المحاكم السورية في الأحوال الشخصية!! ما الذي أوصل هؤلاء إلى هذا المكان لولا أن هناك ظلم ما! هل المسلمين فقط يرتادون المحاكم؟؟ أليس هناك آخرون هانئون؟؟ في كل مكان وفي كل ثقافة وفي كل ديانة هناك الجيد وهناك الرديء.*** إذا انت مسلم وتقيم المسلمين بهذه الصورة المعممة فلابد انك تعتبر نفسك أفضل منهم , وبالتأكيد ستعثر لأبنتك على الأقل على شخص واحد مثلك أذن حتى يعاملها كملكة وليس كخادمة!!

الى 26
احمد -

اولا ليست المشكلة في (حالة الانفصام ) لانه حسب علمي فان اكبر المشاكل مع النساء هي في السعودية وبالنسبة لسوريا فالوضع افضل بكثير من بقية الدول الاسلامية ولقد اخذتها كمثال لانني اعرف الوضع جيدا.والمشكلة هي اننا نريد ان نطبق الشريعة كما كانت في القرن الاول الهجري واننا لانحاول ان ناخذ بعين الاعتبار تغير الظروف والاحوال واليك ببعض المسائل : فمثلا الشهادة في المحاكم امرئتين لكل رجل هذا كان منطقي في بداية الاسلام اما الان فهل تتصور ان سيدة دكتورة في الاقتصاد مثلا تعتبر شهادتها نصف شهادة بائع متجول قد وجد معها وقد شهدا خلافا بين تاجرين على صفقة استيراد دولي. طبعا انا اخذ مثال متطرف ولكنه يحدث مع الاسف وكذلك علينا في امور القانون ان ندرس كل الاحتمالات للذلك في امثال هذه الحالات يجب ان نقرر انه عندما تكون السيدة متعلمة ومطلعة فان شهادتها ستقبل مثل شهادة الرجل. اما حول التعميم على كل المسلمن فانني لا اعمم ولكن اقول ان الكثيرين الذين يقومون بذلك واليك امثلة : اوليس رفض زوج من قبيلة اخرى هو ضد الدين, اوليس القضاء على مستقبل الفتيات بسبب جشع الاباء وطلبهم لمهر مرتفع اوليس هذا ضد الدين. طبعا قد تقول ان العلماء يهاجمون هذه المواقف ولكن هذا لا يكفي لانه كما ترى فان الغالبية لايستمعون بل يجب ان نصدر قوانين تمنع هكذا تصرفات وتعرض الاباء (العنصريون او الجشعون ) الى العقاب وستقول ان ذلك لم يرد عند الخلف الصالح فاقول لك يجب ان نستعمل عقلنا ونجد حلولا لمشاكل العصر ولا يجب ان نكون فقط الة نسخ فقط. اما بخصوص ابنتي فانني اشكرك على تمنياتك واقول لك انني لا ابحث عن شخص يعاملها معاملة الملكة بل فقط ان يعاملها معاملة انسانية : أي ان لايضربها ولو اخطاءت الا اذا سمح لها او لي ان نضربه عندما يخطيءوانني اريد ان تكون العدة بيدها اي ان تستطيع الطلاق اذا ارادت ذلك.

العدة في الاسلام
مدحت حسين صالح -

العدة متفق عليها بين الفقهاء لانها شرع الله و امر بها في كتابه و امرنا بما نص عليه لا نتعدى اوامره و لكن الامر مختلف عليه في التطبيق بين الفقهاء فهذا دليل على ان الامر فيه سعة فلا نحجر واسعا و لا نجعل الامر على مطلقة فمن كانت تخرج لقضاء حوائجها او للعمل او مثل ذلك فلا بأس من خروجها بان تلتزم بالضوابط و ان ترجع و تبيت في بيت زوجها اما ان كانت عندها اضطرار بعدم الاستطاعه في بيت زوجها فالامر به سعة و تقاس الامور بين كل زوجه في ايام العدة على حسب ظروفها تكون لها الفتوى التي لا تجعل عليها ضرر و للكن الامر فيه سعة في الخروج و المبيت على حسب حاجتهن لان الشارع جعل ذلك للصيانه و ليس للعقاب . اما بالنسبه لايام العدة و تطور العلم فإذا عرف السبب اتضح الامر فنحن علي يقين مهما بلغ العلم فانه علم بالماضي و الحاضر اما كلام الله يخاطب جميع العصور فلذلك نلتزم بما تم تحديده لان العلة قائمة ثم القول بان تقدم العلم و تعليم المراءة و ان تكون تساوي الرجل في الشهادة بعلمها لقد خالف الصواب من ظن بان العلة في العلم و لم يقل صلي الله عليه وسلم بان السيدة عائشة او السيدة حفصة او من كان على قدر علمهم بان شهادتهن برجل و كما قال الامام علي رضي الله عنه لو كان الحكم على اوامر الله بالعلم و القياس لمسحنا اسفل الخف و ليس اعلاه انما هي اوامر نجتهد في فهمها و فهم النصوص للتيسير ع المسلمين و للكن بعدم المساس بالاصول و طمسها لاننا ننظر لحاضرنا و للكن الله عزوجل خاطب العصور من عصر سيدنا محمد الي يوم الساعة و ان هذه الرسالة خاتمه لما قبلها و موافقه لجميع العصور و من ارسل الكتاب احط علمه بكل شئ ثم ان كان بعض المشايخ يفتون بتحجر فهذا ليس الدين او هو وقوف على الفقه و نظرتم الي فتاوي مشايخنا بالازهر يتكلمون بتفريد جميع الاراء امام السائل ثم يعطيه ما يناسبه و لا يضره و كم من الاف الباحثين و الرسائل في كثير من المواضيع التي قائمه على فهم فقه الواقع لتيسير بدون طمس او وضع اوامر في رف الزمن لان العلم تطور و لكن تطور العلم يتماشى ويخدم فهم ماهية النص للتيسير و ليس لتعديل النصوص و الله اعلم و اشكر أ . منجيه السويحي على هذا الاجتهاد و اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتها و ان ينفعنا و ينفع به المسلمين