مش عايز حقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في الأغلب هذه الفكرة الطريفة للفيلم، هي التي أوحت لحكومتنا الرشيدة، بفكرة طريفة مشابهة، هي أن توزع على أفراد الشعب أسهماً في شركات قطاع الأعمال العام، التي تنتوي التخلص منها بالبيع.
لا أنكر أنني فشلت في أن أفهم ما تطرحه علينا الحكومة بالتحديد، ربما لتواضع قدراتي الذهنية، وربما لأن الحكومة نفسها، لا تعرف بالتحديد ماذا تنتوي أن تفعل، أو أنها تعرف، وتبقي ذلك سراً، لغرض في نفس يعقوب، رغم أنها صرحت بغرضها من تلك الفكرة، وهو التخلص من الصداع الذي تسببه لها معارضة عملية الخصخصة، وتوفيق أوضاع الاقتصاد المصري مع متطلبات السوق الحر.
رغم أن الموضوع يبدو اقتصادياً بحتاً، إلا أنه عندما يكون الحديث عن ثروة أو اقتصاد وطن، فإن الجانب الاقتصادي لابد وأن تلتحق به جوانب سياسية ودستورية، تدخل في صميم مفهوم الوطن والمواطنة، وهي الجوانب الأكثر بروزاً في الحرب التي تشنها المعارضة على عمليات التحول الاقتصادي، ولا تجد من جانب الحكومة إلا الصمت، المصحوب بالتحرك البطيء والمتردد والخجول، في الاتجاه الذي ترى الحكومة أن عليها السير فيه.
فلننحي في هذه المقاربة الجانب الاقتصادي رغم أهميته، لمجرد أن كاتب هذه السطور لا يكاد يفقه شيئاً في الاقتصاد، رغم أنه يدعي وعيه بالحقوق والواجبات المترتبة على صفة المواطن التي يتمتع بها.
ما ظهر جلياً في تلك الفكرة الطريفة التي طرحتها الحكومة، هو أن مفهومها لمعنى الوطن والمواطنة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، لا يقل تشوهاً عن مفاهيم معارضيها، والذين يشنعون ويلطمون الخدود، على ما تقوم به الحكومة من بيع لمؤسساتها، وهو ذات التشوه في الفهم الذي يتبدى في فيلم "عايز حقي"، سواء في اتجاه البطل لبيع نصيبه في المال العام، أو في تراجعه حتى لا يبيع مصر للأجانب.
لدينا مفاهيم "الوطن" و"الملكية العامة" و"الملكية الخاصة" و"السيادة الوطنية"، ويتوقف على فهمنا الصحيح لكل من هذه المفاهيم، مصير البلاد والعباد، في مرحلة التحول والتغيير المصيري هذه، والتي لابد أن نجتازها، إذا أردنا أن يكون لنا مكان في الألفية الثالثة.
"الوطن" هو الكيان الجغرافي، بكل ما عليه ومن عليه، وما يمكن أن يكون عليه في المستقبل، من مواطنين ومقومات مادية.. فرغم أن الوطن كيان متعين حاضر هنا والآن، بمكوناته البشرية والمادية، إلا أنه أيضاً ممتد زمانياً إلى مالانهاية، وهذا يقلص إلى حد كبير من حجم ملكية وحقوق الجيل الحالي من المواطنين، والتي تقترب نظرياً من الصفر، إذا ما حسبنا نصيب الجيل الحالي، على أساس حجم ممتلكات الوطن، مضروباً في كسر اعتيادي، بسطه عدد المواطنين الحالي، ومقامه عدد الأجيال المقبلة إلى ما شاء الله.. يعني هذا من الناحية العملية أن أصول المال العام، لا يجوز اقتسامها بين أبناء الجيل الحالي، وأن النسبة التي لم تحددها الدولة بعد في مشروعها، لتحتفظ بها للأجيال القادمة، ستكون مهما كان حجمها، جائرة بالنسبة للمستقبل.. يعني هذا أيضاً أن أقصى ما يحق للجيل الحالي الاستفادة به من الأملاك العامة، هو ريعها الجاري، بعد اقتطاع ما يفي بصيانة وتنمية تلك الأصول.
يترتب على هذا أن الدولة يجوز لها أن تستخدم ما تدره عليها ممتلكاتها لتغطية عجز موازنتها، لكن لا يجوز أن تستخدم حصيلة بيعها لتك الممتلكات في الإنفاق العام، بل يقتصر توظيف تلك الحصيلة على مشروعات تنموية، تؤدي لتعظيم الملك العام، مثل تأسيس بنية تحتية تساعد على التنمية، إذا ما كنا في مرحلة تخلي الدولة عن دور المنتج المباشر.
رغم أن طبيعة الملكية العامة أنها ملكية مشتركة بين المواطنين، إلا أنها ملكية غير قابلة للاقتسام بين مجموع مالكيها، فهذه النوعية من الاقتسام تقتصر على الملكية الخاصة لعدد من المساهمين، أما الملكية العامة فمفهومها مختلف تماماً، فالمواطن الواحد لا يمتلك كسراً عشرياً من وطنه، نسبة إلى عدد المواطنين، وإنما كل مواطن يمتلك الوطن كله كاملاً، لكن يشاركه في ذات الملكية الكاملة جميع المواطنين، الأمر أشبه بأبوة وأمومة الوالدين للأبناء، فمن غير الجائز اقتسام الأبناء بين الوالدين، ليأخذ كل منهما نصيبه من الأبناء، وهنا المغالطة الرئيسية في فيلم "عايز حقي"، وفي مشروع حكومتنا الرشيدة.
"الملكية الخاصة" هي ما يمتلكه أفراد، سواء كانوا مواطنين أم أجانب، وهي ليست ملكية مطلقة لأصحابها، ذلك أنها تفتقر لعنصر مهم هو "السيادة"، فحقوق الملكية تقتصر على الاستفادة من عائدات الممتلكات، أو بيعها أو توريثها، لكنها خلال كل ذلك تكون خاضعة لسيادة الشعب صاحب الوطن، ممثلاً في دولته، فأنت في دارك لا تملك أن تفتح نافذة جديدة، أو تلغي قديمة، دون أخذ التصاريح اللازمة من الجهات السيادية.
"السيادة الوطنية" هي سيادة المواطنين على وطنهم، وتمثلهم في ممارسة هذه السيادة الدولة، التي تضع القوانين واللوائح المنظمة والمحددة لكل ما يجري على أرض الوطن من نشاط، وهي سيادة دائمة وشاملة لكل الوطن، بملكياته العامة والخاصة، وأيضاً الأفراد ذاتهم، سواء كانوا مواطنين أو أجانب.. بهذا يكون من قبيل الخلط وسوء الفهم أن يتصايح البعض حين تبيع الدولة أصولاً أو أراض للأجانب، بأنها تبيع الوطن، فكلمة الوطن هنا تعني "السيادة الوطنية"، وهي غير قابلة للبيع أو التنازل، فما يباع أو يشترى هو الماديات، أو بالأصح حقوق الانتفاع بالماديات، دون أن يصاحب انتقال الملكية بين أطراف عديدة، انتقال مماثل للسيادة.
للدولة إذن أن تبيع ما تشاء من أصول أو أراض، للمواطنين أو للأجانب، على ألا تنفق حصيلة ما باعت على الإنفاق الجاري، وألا توزعها على الشعب كرشوة، لكن تستخدم تلك الأموال في تنمية وتعظيم الممتلكات العامة.. هكذا أجدني أصرخ بأعلى صوت: "مش عايز حقي"!!
kghobrial@yahoo.com
التعليقات
خساره يا ايلاف
مواطن مصري -هو الجدع ده محدش بيفهم منه حاجه ليهكل مقالاته غريبه يا بيهاجم اشخاص وينتقد فيهم لكن يقدم حلول مافيش
ليس كل الكتابة
سمير -ليس الجميع قادرين قراة بين السطور ودة مستوى ليس للجميع والاخ مواطن مصرى يظهر من الانواع دة
ليس ذنبك يا مواطن يا
نبيل -ليس ذنبك يا مواطن مصرى، فيبدو أنك من مواليد الثورة المباركة التى أنتجت أجيالا بالكاد تفك الخط، لاتخجل فهناك الملايين غيرك يتمتعون بنفس إمكاناتك
سؤال !!!!!!
ahmad -سؤال لللاخوة المصريين ! هل صحيح ان المصريين الاقباط اغنياء بنسبة كبيرة وعاليه مقارنة بالمسلمين ! وماهو السبب ياترى!
جواب للتعلق4 أحمد
زياد الأسود -عزيزي أحمد: إن ما تقرأه في هذا الجواب هو واقعة حقيقية (وأرجوك أن تقرأها بروح رياضية وليس القصد منها النيل أو المديح ): إتفق أن رجلين سوريين جالسين على مقعدين متجاورين سافرا على متن طيارة وبنفس الرحلة وكلاهما يقصدان باريس ومن دمشق . الواحد رجل دين مسيحي والآخر ضابط عسكري مسلم وبرتبة عالية .. بدأ حديث بالتحيات والمجاملة العربية , ثم إلى أن قذف الضابط بهذا السؤال في سلة رجل الدين المسيحي حضرة المحترم لي سؤال فحواه أننابالعموم نرى إخوتنا المسيحيين يتسمون بذكاء خاص وأهلية علمية وميول ثقافية أكثر مما تجد هذا القبيل عندنا نحن معشر المسلمين . لماذا الأمر هكذا ؟ أما تجيبني وبصراحة من فضلك ! أجاب الرجل المسيحي ; اخي, لا يوجد شيء من هذا القبيل . ما لك وهذا الحديث ! قال الضابط:بلى فالأمر واضح وبمقدور أبسط الناس أن يراه في مجتمعاتنا .. لا تأبه !وقل قل فإننا إخوان أمسلمين كنا أم مسيحيين فنحن في سوريا عرب وإخوان ولك الأمان في قولة الحقيقة فقال الرجل المسيحي إن كان ولابدّ أن أقول لك شيئاً فأرجوك أن تأخذها على سبيل المزاح !فالأمر وما فيه هو أنه عندما يولد طفل مسيحي يؤتى به عند الكاهن في الكنيسة ليعتمذ وفي مراسيم المعموذيةيقوم الكاهن بغسل الطفل بماء المعموذية ثم يمسح رأس الطفل بالزيت المقدّس ويقول له إذهب وشغّل راسك .. أما ما يحصل للطفل المسلم فإنه يُذهب به إلى الملاّ وهذا يقوم وبحسب الشريعة الإسلامية بتطهير الطفل ويقول له إذهب واشتغل بهذا .. وهذا هو الفرق وكل حزب بما لديهم فرحون !
دستور وحقيقة
خوليو -دساتير كل دول هذه المنطقة المسماة عربية من المحيط إلى الخليج تنص نظرياًعلى الملكية العامة للوطن وممثلها الرئيس المرسل من قبل العناية الإلهية ومباركة رجال الدين، ولكن بالعملي يتصرفون على أساس أن الملك كله لله وكل مايصيبهم هي رزقة منه،وبيعهم للوطن إرادة منه، وهو موزع الأرزاق،وهم دائمون دوام إلههم، وماتصرف بطل الفيلم إلا على أساس هذه الثقافة الدينية، فهو يطالب برزقته من ملك الله، كل حكام تلك المنطقة يغرفون من نبع هذه الثقافة الوحيدة بالعالم الحالي،جيد جداًأن ترفض حصتك يا أستاذ كمال
انا
سعد -انا لاريد اسهما بل اريد وظائف للعاطلين ومساكن للمشردين وارضازراعية للفلاحين المعدومين بدل من توزيعها على المطبلين والمزمرين للنظام
انا
سعد -انا لاريد اسهما بل اريد وظائف للعاطلين ومساكن للمشردين وارضازراعية للفلاحين المعدومين بدل من توزيعها على المطبلين والمزمرين للنظام
To Ahmad
ayman -It is true because the coptic man doesn''t spend his life to catch girls. He marry one woman for his rest of his life so once he married he focus on how to make moeny and secure a better life for his family.
الأخ رقم 4
المعلم الثاني -سأفترض حسن النية من السؤال و أفترض صحة ما أتيت به من أن المصريين الأقباط أكثر مالا من غيرهم...رغم أن هذا كلام لا دليل عليه...وأما الأسباب المحتملة فهي أولا أن من يفقر يضطر للرضوخ لضغوط المجتمع ( الحاكم قديما و الأغلبية حديثا)و يسهل عليه التنازل عما يؤمن به.....يزداد ذلك في حال انحطاط المستوى العلمي والثقافي والإجتماعي و ضعف الشخصية وكلها تأتي غالبا مع الفقر...والجوع كافر كما يقال...فإذا نظرنا لتاريخ مصر والمجاعات الفظيعة و الأوبئة التي مرت بها طوال 14 قرنا نفهم الأمر بل نتعجب لبقاء بعض المصريين على دينهم الأصلي (كما قال العبقري المغدور فرج فودة)....._هناك عامل آخر وهو إغلاق أبواب التعيين بالوظائف الحكومية أمام الأقباط مما اضطرهم للعمل بالقطاع الخاص الذي،و بسبب انقشاع الشيوعية وما شابهها أثبت أنه المصدر الحقيقي للثروة...المعروف أن الأقباط كانوا و ما زالوا يتمنون الوظيفة الحكومية لكن (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) !
لا حاجة للقراءة
ناقد لغوي -أول جملة متناقضة:(كثيرون شاهدوا أو لم يشاهدوا فيلم...). ماهذا المنطق؟--- كيف يكون هذا؟ شاهدوا أو لم يشاهدوا... إمّا شاهدوا وإمّا لم يشاهدوا. لا يمكن تبني مقولات على خطأ لغوي مسبقًا.
الأخ رقم 4
المعلم الثاني -سأفترض حسن النية من السؤال و أفترض صحة ما أتيت به من أن المصريين الأقباط أكثر مالا من غيرهم...رغم أن هذا كلام لا دليل عليه...وأما الأسباب المحتملة فهي أولا أن من يفقر يضطر للرضوخ لضغوط المجتمع ( الحاكم قديما و الأغلبية حديثا)و يسهل عليه التنازل عما يؤمن به.....يزداد ذلك في حال انحطاط المستوى العلمي والثقافي والإجتماعي و ضعف الشخصية وكلها تأتي غالبا مع الفقر...والجوع كافر كما يقال...فإذا نظرنا لتاريخ مصر والمجاعات الفظيعة و الأوبئة التي مرت بها طوال 14 قرنا نفهم الأمر بل نتعجب لبقاء بعض المصريين على دينهم الأصلي (كما قال العبقري المغدور فرج فودة)....._هناك عامل آخر وهو إغلاق أبواب التعيين بالوظائف الحكومية أمام الأقباط مما اضطرهم للعمل بالقطاع الخاص الذي،و بسبب انقشاع الشيوعية وما شابهها أثبت أنه المصدر الحقيقي للثروة...المعروف أن الأقباط كانوا و ما زالوا يتمنون الوظيفة الحكومية لكن (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) !
عاوز حقي
عبد الله علي -عايزجزء صغبر من حقي علشان اتجوز