كتَّاب إيلاف

الخليج والعالم 2009

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي مدار يومي 28 - 29 يناير 2009، يعقد بالولايات المتحدة الأمريكية (أنابوليس - ميرلاند) مؤتمر مهم حول: "الخليج والعالم 2009". من محاوره، قضايا الأمن والدفاع في الخليج، التطور السياسي في دول الخليج، التعليم ووسائل الإعلام، النفط ومصادر الطاقة البديلة، مستقبل التكنولوجيا في دول الخليج، تأثير القوي الإقليمية والدولية علي الثروة والرخاء في الخليج والتاريخ العسكري لدول الخليج.
أهمية هذا المؤتمر لا تأتي فقط من الجهة المنظمة (الأكاديمية البحرية الأمريكية) أو النخبة المتميزة المشاركة في أعمال المؤتمر، وإنما وبالأساس من الأجواء المصاحبة له (الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة أوباما)، والمستجدات الإقليمية والدولية (الأزمة الاقتصادية العالمية) التي ستفرض نفسها علي أجندة المشاركين.
وحين كتبت قبل أيام في "إيلاف" عن دعوة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي إلي التعامل مع القرصنة كالإرهاب تماما، لأنها تمثل مرضا في مواجهة الجميع، وعلى الكل الاتحاد لمواجهته، ووصفت هذه الدعوة بأنها "فاصلة"، لم أخض في تفاصيل ترتيبات معينة يجري الإعداد لها منذ فترة للمنطقة، وأكتفيت بالقول بأنها " فاصلة " لأن الجريمة الدولية (وسبل مجابهتها) قبل 2008 ليست هي نفسها بعد هذا التاريخ!
ففي الوقت الذي ساد فيه الصمت والتجاهل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هؤلاء القراصنة، وعدم التحرك لحماية البحر الأحمر أهم الممرات البحرية في العالم، كان يجري الأتفاق الروسي الأمريكي علي محاربة القرصنة في المضايق والممرات البحرية في المنطقة، وبموجب هذا الاتفاق أعلنت روسيا أنها بصدد إرسال مزيد من السفن الحربية إلى المنطقة للتنسيق مع باقي القطع البحرية التابعة لدول أخرى، ومنها الهند، في مواجهة تنامي ظاهرة القرصنة.
هذه المقدمات لا تتعلق ب" تدويل البحر الأحمر " فحسب (ست دول عربية تطل عليه)، وإنما بالخليج العربي في المقام الأول خاصة مع تهديد إيران المستمر بإغلاق مضيق هرمز وقطع إمدادات النفط وتدمير دول الخليج المطلة عليه.
المؤتمر القادم في (أنابوليس - ميرلاند) يناير 2009، سيناقش أمن البحار وهويتها أساسا، وسيخرج بتوصيات وآليات للتنفيذ الفوري، وسيلعب فيها "الناتو" دورا رئيسيا. فقد كشفت الأحداث الاخيرة عن أن الانتقال من الجغرافيا السياسية إلي الجغرافيا الثقافيةrlm;، شمل معظم دول العالم يإستثناء الدول العربية والإسلامية (السعودية والصومال ودول الخليج وإيران)، وأبرز مثال على ذلك هو استمرار حلف الناتوrlm;، إذ أن عوامل الجغرافيا ـ الثقافية هي التي تبرر استمرار هذا الحلف أكثر مما تبرره عوامل الجغرافيا ـ السياسيةrlm;
اليوم.

dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف