كتَّاب إيلاف

على النظام العربي حذو العراق الجديد وليس العكس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طريق الألغام هناك أراء لم يكف أصحابها، وهم كثيرون جدا، من التأكيد عليها خلال السنوات الخمس الماضية، بشأن الاحتلال الأميركي للعراق. من هذه الآراء، أن أميركا خربت العراق، وقتلت مليون عراقي، وشردت ملايين إلى الخارج، وأطاحت بنظام شرعي قائم، وأدخلت القوى الإرهابية، وخلقت النزاعات الطائفية داخله، وأبعدت العراق من محيطه العربي وأضعفت اهتمامه بالقضية الفلسطينية، ورهنت ثرواته لأجال طويلة، وأدخلت البلاد في طريق التقسيم والتفتت، وأشاعت الفوضى في ربوعه، وتنكرت لإقامة النظام الديمقراطي الذي وعدت به. هل هذه حقائق أم مجرد أقاويل؟ نعرف إن الإجابة على هذا السؤال ستكون بمثابة السير على حقل من الألغام، لا يعرف السائر فيه متى تنفجر تحت أقدامه.وهذه الألغام كثيرة ومتنوعة، منها لغم أسمه العمالة لأميركا وأخر أسمه الخيانة الوطنية وثالث أسمه بيع الضمير لقاء الحصول على عمولة. مع ذلك، سنحاول. عندما دخلت القوات الأميركية إلى العراق كان الاقتصاد العراقي واحدا من أسوء اقتصاديات المنطقة. وذاك التردي لم تخلقه الولايات المتحدة، ولم يخلقه الحصار الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة بعد حرب الكويت. الخراب الاقتصادي خلقته سياسات النظام العراقي السابق. فقد دخل العراق الحرب العراقية الإيرانية وله احتياطي هائل، وخرج مثقلا بالديون. والعامل الاقتصادي هو الذي دفع صدام حسين لاحتلال الكويت. ونعرف جميعا أن صدام حسين خاض الحرب ضد إيران بدافع استعادة أراضي عراقية، وتعديلا لاتفاقية الجزائر التي عقدها بنفسه مع شاه إيران. لكن صدام عاد وتنازل لإيران عن ما كانت تطالب به، وفرط بالسيادة العراقية التي قال أنه دخل تلك الحرب لاستعادتها. وبعد حرب الكويت رهن صدام مقدرات البلاد وكل سيادتها للقرارات الأجنبية، كشرط لوقف النار، وبقاءه في السلطة. وقبل أن تصل القوات الأميركية إلى العراق وتحتله قبل خمس سنوات، كان العراق محتلا، أصلا، وكان مفتشو الأسلحة يملكون حق الدخول حتى إلى القصور الرئاسية، وهي، كما نعلم، رمز سيادة البلاد. وكان صدام يقول أن قبوله لتلك الشروط أملته الظروف، وهو ثمن لأن يكون العراق مستقبلا "يابان الشرق الأوسط." وطوال الأشهر الأولى، بعد التواجد الأميركي، لم يهاجر عراقي واحد من بلاده، بعد أن كانت هجرة العراقيين خلال حكم صدام حسين، في تزايد مستمر. ولم يبدأ العراقيون بالهجرة مرة أخرى من بلادهم إلا بعد أن بدأ تنظيم القاعدة نشاطه الدموي داخل البلاد، ونجح في خلق ردود أفعال مضادة قادت البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية. وفيما يتعلق بالمسألتين، الطائفية والقومية، فأن الولايات المتحدة لم تخلقهما من العدم داخل العراق. إنهما خلقا مع بناء اللبنات الأولى للدولة العراقية الحديثة. وكانت السياسات الرسمية لجميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق تتعامل مع هاتين المسألتين، إما بتجاهل وجودهما، أو بمعالجتهما ب"المهدئات"، أو بإنكار وجودهما، أصلا، عن طريق تطبيق سياسة الهروب للأمام. وكل ما فعلته الولايات المتحدة هو، فتح القمقم العراقي وإفراغ كل ما يحتويه أمام الجميع، وتسمية المسميات بأسمائها بعيدا عن اللغة الخشبية الشائخة التي تؤجل انفجار الأوضاع ولا تقدم الحلول، فراح العراقيون يجربون الحلول التي تلائمهم. إما من يقول إن العراق كان خاليا من الإرهاب طوال حقبة نظام صدام حسين، وإن الولايات المتحدة هي التي أدخلت الجماعات الإرهابية إلى العراق حتى يشغل الإرهابيون أنفسهم بالشأن العراقي ويتركوا الداخل الأميركي بسلام، فهو قول نصفه الأول صحيح لا نناقشه، وسنناقش الشق الآخر لمعرفة مدى صحته.
قد تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن دخول الجماعات الإرهابية عندما تركت حدود العراق سائبة خلال فترة طويلة بعد دخول قواتها إلى العراق. ولكن القوات الأميركية هي التي قضت على قائد تنظيم القاعدة، الزرقاوي، وهي التي نبهت العراقيين لما يضمره الزرقاوي من إشعال حرب طائفية داخل العراق، عندما عمدت إلى نشر رسالته الشهيرة لمريده بن لادن. والقوات الأميركية هي التي خلقت الصحوات العشائرية وأمدتها بالمال وبالسلاح لمواجهة تنظيم القاعدة، ونجحت في مسعاها نجاحا لا ينكره أحد. وبخصوص إبعاد العراقيين عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وإبعاد العراق عن محيطه العربي، فأن أصحاب هذا الرأي لا يريدون أن يتذكروا ما سببه النظام العراق السابق، بكل شعاراته القومية، من أذى بقضية التضامن العربي، بدءا من تشكيله لجبهة الصمود والتحدي، ومرورا بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الحكومة السورية، وهي الشقيقة الروحية للنظام السابق، ثم احتلاله لدولة جارة وشقيقة هي الكويت، وقبل ذلك طرده للمنظمات الفلسطينية العاملة في العراق وإمهالها ساعات محدودة لإخلاء مكاتبها في بغداد، ومحاولاته لشق الوحدة الفلسطينية، عن طريق تكوينه لمنظمات فلسطينية تابعة له، وكذلك رفضه لزيارة الرئيس المصري السابق، أنور السادات، إلى إسرائيل، وتسميته لها (زيارة العار)، وكيف أن النظام نفسه عاد وطلب من الرئيس السادات أن يمده بالأسلحة، عندما بدأت الحرب العراقية الإيرانية. وحتى قبل سقوط النظام السابق بفترة قصيرة كان وزير خارجيته، السيد طارق عزيز، يردد، تعليقا على مفاوضات الفلسطينيين مع الإدارة الأميركية، بأن الفلسطينيين أعرف بقضيتهم، وهم أحرار فيما يفعلون. ولم يعرف عن قادة العراق الجدد رفضهم لتوثيق العلاقات مع العالم العربي، بل أن الدول العربية هي التي أدارات بظهرها للنظام الجديد، وما تزال الكثير من هذه الدول ترفض فتح سفارتها داخل العراق. وعلى صعيد الخراب الاجتماعي، فأن عدد الثكالى والأيتام والمعوقين والعاطلين عن العمل داخل العراق، لم يعرف زيادة مريعة طوال تاريخ العراق الحديث مثلما عرفها في ظل حكم صدام حسين. هذه حقيقة تؤكدها الإحصائيات، وهي حقيقة لم يخلقها الاحتلال الأميركي، إنما خلقتها سياسة النظام السابق، نتيجة الحروب العبثية التي خاضها. وهناك حقيقة أخرى هي، حرمان العراقيين من استخدام أبسط ما استجد في ميادين ثورة المعلومات والانجازات والمعارف التي تحققت. فقد ظل العراقيون، حتى اللحظات الأخيرة من سقوط النظام السابق، محرومين من استخدام الهاتف النقال، والحاسوب، ومشاهدة الفضائيات، في وقت كانت فيه شعوب العالم كلها تتمتع بهذه الإنجازات. وإذا صار الحديث عن غياب الحريات في العهد السابق، فأن القضية يمكن إجمالها بالقول إن نظام صدام حسين حول (العقل) و(الضمير) من نعم كبرى إلى نقم كبرى، وأصبح العقل والضمير من الأعباء الكبرى التي يريد صاحبهما أن يتخلص منهما، حتى لا يقطع رأسه. فأنت أن أدليت برأيك وكشفت عن معرفة أو معلومات لا يرضى عنها النظام عوقبت، وأن أنت شخصت الخطأ وقلت ما تراه حقا وصائبا حق عليك العقاب. ما ذكرناه توا ليس كلاما إنشائيا، ولا مجرد شتائم، إنما هي حقائق ملموسة وقائمة، وهي حقائق لم يخلقها الاحتلال الأميركي، إنما وجدها أمامه، وهي ثمار مرة أنتجتها شجرة النظام الصدامي. مع ذلك، فأن سقوط ذاك النظام أدخل الهلع إلى قلب النظام العربي الرسمي، وكذلك داخل قطاعات واسعة جدا من المجتمعات المدنية في العالم العربي، فراح الطرفان يقفان ضد التجربة السياسية الجديدة. لماذا؟ النظام العربي الرسمي رأى تهشم صورته عندما سقط النظام الصدامي، فأصيب بالذعرالواقع، إن نظام صدام حسين لم يكن فريدا من نوعه داخل النظام العربي الرسمي. وإذا كان هناك اختلاف فأنه يكمن في "الكمية" وليس في "النوعية". نظام صدام حسين، مثلما النظام العربي الرسمي، ينتمي إلى النظام العالمي (القديم)، أي إلى حقبة الحرب الباردة. وهو نظام أقيم، في غالبيته، على شرعية (الثورة)، وليس على شرعية صناديق الانتخابات. وفي كثير من البلدان العربية كان يصار إلى تغيير الدستور، أو "خياطة" دستور وفقا لمقاسات خاصة لكي يتم التمديد للحاكم، لأطول فترة زمنية ممكنة. والسبب الرئيسي لتطبيق هذا الأسلوب هو، الخوف من المجهول الذي قد يأتي به غياب الحاكم. وقد تكون هذه المخاوف، أو بعضها، حقيقية. فهناك الكثير من المسائل الكبرى في جميع البلدان العربية، لم يتم حلها، ولا حتى التفكير بحلها، لأن الإقدام على ذلك قد يقود إلى صراعات وحروب أهلية. ورغم أن هذه المشاكل موجودة، وتطفو على سطح الأحداث بين آونة وأخرى، إلا أن التعامل معها يتم بالطريقة القديمة نفسها، إما نكرانها تماما أو، إذا عبرت عن نفسها، وضع أسبابها على عاتق (التدخلات الأجنبية التي لا تريد لبلداننا استقرارا). وتناغما مع هذه التبريرات، يتم تبرير غياب الحريات، والتعامل بسلبية مع مسألة حقوق الإنسان، وغياب الديمقراطية بمعناها المطبق حاليا داخل العراق، بأن بلداننا العربية ليست مؤهلة للنظام الديمقراطي، وأن ما يحدث داخل العراق بعد تغيير النظام السابق، لا يمت إلى الديمقراطية بصلة، بل هو الفوضى بعينها.
إنها نفس الطريقة القديمة إياها: الهجوم خير وسيلة للدفاع. ولكن الهجوم أصبح، هذه المرة، شرسا لأن النظام العربي الرسمي رأى صورته هو في صورة النظام العراقي السابق، وهي تتهشم. سقوط نظام صدام خلق فراغا فكريا أمام الرأي العام العربي وإذا كان النظام العربي الرسمي يعتبر نتاج حقبة الحرب الباردة، والحارس الأمين جدا لمبادئ ومواقف تلك الحقبة، فأن الأفكار والمواقف التي تتداولها وما تزال تتبناها النخب العربية، وخصوصا داخل الأوساط اليسارية والقومية المتزمتة وهي تشكل غالبية الرأي العام العربي، تعود في مجملها، ليست إلى فترة الحرب الباردة، وإنما إلى عصور أكثر قدما منها.
فمنذ أن نشبت الخلافات بين رجال الثورة الفرنسية، وظهور اليسار واليمين، راحت هذه الثنائية تقسم الأفراد والجماعات. و ساهمت، لاحقا، عوامل كثيرة ومختلفة في تكريس وتعميق هذه الثنائية، منها الثورات العديدة التي شهدها العالم، وما أفرزته الثورة الصناعية من تفاوت في دخول الأفراد، وما عرفه العالم من تنظيرات على صعيد الفكر السياسي الاقتصادي، وما أحدثته الحقب الاستعمارية من مظالم وما نتج عنها من حروب وطنية مضادة، وما حدث من خلافات داخل المدرسة السياسية الواحدة. ومع بداية القرن الماضي بدأت هذه الثنائية تتعمق وتتجذر وتأخذ أبعادا جديدة: رجعي وتقدمي، انتهازي ومبدأي، وطني وعميل، مناضل و متخاذل، بروليتاري نقي وبرجوازي تحريفي، ليبرالي واشتراكي ... الخ.
وما كانت تلك المصطلحات مجرد ألفاظ كلامية، ولم تكن من المسلمات فحسب، وإنما كانت "خنادق" حربية تفصل بينها برك من الدماء، وقادت إلى حروب عالمية، وإقليمية، ومعارك أهلية خيضت أحيانا بالسلاح الأبيض، حتى بين أبناء الوطن الواحد. كانت تلك المفردات تعني الشيء ونقيضه، بالضبط. أبيض وأسود. خير و شر، ولا ثالث بينهما، ولا حل تسووي يوفق أو يقرب بين النقيضين. وكيف تكون التسوية و (الحقيقة) يجب أن يملكها طرف واحد، وكيف يكون التوفيق و(الحق) يجب أن يكون، وبالضرورة، حكرا على طرف واحد. لكن ذاك (العالم)، بكل مفاهيمه وقيمه، تحجر بما فيه الكفاية، ولم يعد صالحا للتطبيق. ومنذ العقد الأخير من القرن الماضي وحتى هذه اللحظة، يشهد عالمنا تغيرات صاخبة وعاصفة في جميع ميادين الحياة، وفي مقدمتها الميدان السياسي. وهذه التغيرات الكونية الكبرى التي تمت خلال عقدين من السنين ما كان أحدنا يتوقع حدوثها حتى خلال قرن كامل، لكنها حدثت وأصبحت من المسلمات. ولو ظهر في هذه الأيام البلاشفة والمناشفة، اليعاقبة والجيندريون، لينين وتروتسكي وماو، أو ظهر أولاءك الساسة الذين غيروا جغرافية العالم عندما بصموا بأصابعهم على معاهدة فرساي عشية انتهاء الحرب العالمية الأولى، أو على اتفاقية يالطة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لو أن هولاء جميعا خرجوا من قبورهم هذه الأيام، لصعقوا، ولأصيبوا بالجنون، لهول ما سيجدون من متغيرات طالت كل شيء. بالطبع، أن الإشارة إلى هذه المتغيرات الكونية العاصفة لا تعني، بأي حال من الأحوال، أن السلام والخير سادا المعمورة، وعلى الشعوب أن تكف عن المطالبة بحقوقها، وتوقف نضالاتها. العكس هو الصحيح، تماما. لكن، طرائق ووسائل تحقيق المطالب تغيرت، بسبب تغير (نوعية) المطالب، وتداخل وتشابك قوى التغيير، وتغير طرق التفكير نفسها. فالشعوب والمجتمعات لم تعد تهتدي ب(النظريات) وحدها، أو بنظريات محددة، كمنارات تدلها على الطريق الذي يتوجب أن تسلكه، وإنما تحاول الاستفادة من جميع الإرث الإنساني على الصعيد الفكري والسياسي. والمشاكل التي تواجه البشرية هذه الأيام وتحاول أن تبحث عن حلول لها هي، ليست المشاكل نفسها التي كانت موجودة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وحتى في القرن العشرين. وهذا التحول بدأ ينعكس على الفكر السياسي، وعلى طبيعة الأحزاب السياسية، فيحولها من أحزاب (عقائدية) تتسلح بالشعارات، إلى أحزاب (جيوبوليتكية) وأخرى ذات صفات مطلبية، كالنزاعات الجغرافية والعرقية ومشاكل الأقليات، و وندرة المياه وعدالة توزيعها، و تلوث البيئة، والعنف العابر للقارات، وثورة المعلوماتية والاتصالات. وقضايا كهذه لا تتمترس خلف المطالبة بها طبقة اجتماعية واحدة، أو فئة اجتماعية بعينها، وإنما طبقات وفئات اجتماعية متفاوتة.
وقد وصلت التغيرات حتى داخل القلاع الأيديولوجية المحصنة. فالصين الشيوعية التي حاربت فكريا الاتحاد السوفيتي، بسبب ميوله (التحريفية)، بدأت هي نفسها (تنحرف) و تتكيف لمستجدات العصر. والمدافعون الأشداء عن الرأسمالية وحرية السوق بدؤوا يطالبون، من داخل قلاع الرأسمالية، بتدخل الدولة للجم تقلبات السوق. وفي كل الأحوال فأن المطالبة بالديمقراطية والحريات أصبحت سمة العصر الحديث. وفي مقابل ذلك يشهد عالمنا اليوم تراجعا واضحا عن التمترسات الشعاراتية الدوغماتية التي سادت سابقا. لكن هذه التغيرات العاصفة لم تصل رياحها بعد إلى عالمنا العربي، لأسباب تتعلق بالبنية الاقتصادية، وغياب ثورة ثقافية فلسفية كتلك التي شهدتها أوربا في عصور التنوير، بالإضافة إلى أسباب مهمة أخرى. التغيير الحقيقي الوحيد الذي يكاد أن يشبه القطيعة، هو الذي تم في العراق بعد 9 نيسان 2003. وقد قوبل هذا التغيير من قبل أغلبية النخب العربية والغالبية الساحقة في الشارع العربي، برفض هستيري مطلق، بل وبعداء لا حدود له.
هذه المواقف العدائية لا يمكن نعتها إلا بأنها مفارقة صارخة. فالذي حدث في العراق هو، ديمقراطية حقيقية، وبرلمان منتخب، وإطلاق واسع للحريات، وحرية لا حدود لها لوسائل الإعلام، وفتح الأبواب أمام جميع المكونات الاجتماعية والسياسية للحصول على حقوقها، وطلاق بائن لكل نزعة ديكتاتورية، وفتح الأبواب أمام تنمية اقتصادية، وكسر احتكار الحقيقة من طرف واحد. وهذه الانجازات يفترض أن تحظى بتأييد النخب العربية، خصوصا اليسارية منها، وكذلك الشارع العربي الذي يشكو من ظلم أنظمته الحاكمة. لكن الذي حدث هو العكس، تماما بالطبع، السبب الرئيسي لهذه المواقف المعادية هو، سقوط النظام بفعل احتلال أجنبي أميركي. وهذا سبب مبرر ومفهوم، لكنه لا يشرح كل شيء. في رأينا، أن الفكر العربي التقليدي السائد وجد نفسه أمام حال فريدة من نوعها، فاجأته على حين غرة، وسحبت البساط من تحت قدميه، بعد أن (عطلت) كل المقاييس الشعاراتية التقليدية، الجاهزة التي كان يقيس بها الأمور. التجربة العراقية سلبت من الفكر العربي كل مبررات وجوده، بعد أن حققت له كل الشعارات التي ظل يتغنى بها، فما عاد يعرف ما الذي عليه أن يفعله بكل تلك الشعارات والأغاني (الأغاني بالمعنى الحقيقي والمجازي) الذي دأب على حفظها عن ظهر قلب، فوجد نفسه، بين ليلة وضحاها، أمام فراغ مخيف.
والذي يزيد من هذه المخاوف، وبالتالي من هوة الفراغ، هو عدم انهيار التجربة العراقية الجديدة، أقله حتى هذه الساعة، وعدم سقوطها، مثلما كانت تتوقع وتتمنى النخب العربية. ومن المؤكد أن النقاشات الصاخبة داخل البرلمان العراقي، والمنقولة مباشرة على الهواء، بما في ذلك التشابك بالأيدي والضرب على الطاولات تعبيرا عن الاحتجاج، سببت الدوران والغثيان للنخب العربية، مثلما خلقت الذعر في قلب النظام العربي الرسمي. فهذا (الهرج والمرج) البرلماني، كانت النخب العربية تتوقع حدوثه في العواصم الغربية. إما أن يحدث في بلد عربي كان إلى سنوات خمس خلت يرزح تحت قبضة حديدية واحدة، فهو أمر ما كان الفكر العربي يتوقع حدوثه حتى في الخيال.
إن (الفوضى) التي يشاهد العالم وقائعها تحت قبة البرلمان العراقي لم تحدث في الديمقراطيات الغربية العريقة إلا بعد مخاضات طويلة وعسيرة ومعقدة، استغرقت زمنا طويلا وتضحيات هائلة. وها هو بلد عربي يحرق كل هذه المراحل، فيطبق نفس (الآلية الديمقراطية) الغربية، ويضع أقدامه في بداية الطريق نحو بناء نظام ديمقراطي شامل.
حسنا، والمقاومة العراقية ضد الاحتلال التي كانت رهان النخب العربية في إسقاط التجربة الجديدة؟ هذه المقاومة نفسها تحولت إلى داعم للعملية الديمقراطية. إننا نجدها في صحوات العشائر التي تحول قسم من أفرادها إلى القوات الأمنية المكلفة بحماية الديمقراطية، ونجدها داخل قبة البرلمان، مجسدة في مطالب بعض النواب القريبين منها، والمتمثلة في عدم تصديق الاتفاقية الأمنية إلا بعد إطلاق سراح المقاومين وتعديل بعض فقرات الدستور، وضمان المشاركة الحقيقية لكل المكونات العراقية في حكم البلاد.
وهكذا، بعد مرور خمس سنوات، وهي كما نرى فترة قصيرة جدا في عمر الشعوب، يسير جميع العراقيين، ليس في طريق رفض الديمقراطية، وإنما في طريق تبنيها كحل وحيد لمسألة الحكم. باختصار، العراقيون يظهرون يوما بعد أخر، قدرا واضحا من التغيير والنضج السياسي، ويغذون الخطى للأمام، بينما يظل النظام العربي الرسمي والفكر العربي يراوحان في نفس المكان. والمعروف دائما، في الحياة، أن الذي يتقدم هو الذي يحق له حمل البوصلة، وإرشاد الآخرين، وليس العكس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم ولا
نوخذ -

نعم هنالك ديمفراطية في العراق ولكن في القسم الكردي اقل بكثير من بقية العراق فهناك حكم العوائل طالباني وبرزاني الذين لايجرؤ احد على مناقشتهم وربما نفس الشى يوجد في نجف ايضا اذ ان اتباع صدر وحكيم يعرفون كيف يتخلصون من معارضيهم وبسرعة وبشدة .بغداد هي واحة الديمقراطية في العراق باستثناء مدينة صدر والمناطق المحاذية الى رمادي بغداد دفعت ثمنا باهضا لذلك .

صبحان الله
عليم فهيم -

صبحان الله، لقد قرأت مشروع دستور كتبه عراقي ونشره في مواقع عديدة عدا ايلاف التي رفضت نشره. وكان هذا الدستور في صياغته اجابة لتشخيصات الكاتب في مقاله. فلماذا لم يقم السيد كركوش بالعمل على نشره. هل ستتجرأ ايلاف على نشر هذا التعقيب ؟؟؟؟؟

صبحان الله
عليم فهيم -

صبحان الله، لقد قرأت مشروع دستور كتبه عراقي ونشره في مواقع عديدة عدا ايلاف التي رفضت نشره. وكان هذا الدستور في صياغته اجابة لتشخيصات الكاتب في مقاله. فلماذا لم يقم السيد كركوش بالعمل على نشره. هل ستتجرأ ايلاف على نشر هذا التعقيب ؟؟؟؟؟

بورك فيك
فرات -

مقاله رائعه ولكن تنادي ولاحياه لمن تنادي والى صاحب التعلق رقم 2 يااخي سبحان الله وليس صبحان الله وسامحك الله

صحوه
أبو عمار هولندا -

تحية حب وتقدير اتمنى ياسيدي العزيز ان يصحوا العرب قبل فوات الاوان وأن الصحوه تأتي في كل الازمنه من كتابها ومفكريهاومبدعيها ولكن ومع الاسف لايزال قسم كبير من هؤولاءهم صوت للانظمه الدكتاتوريه الشموليه ورغم القناعات الحقيقيه والمنطقيه بالعراق الديمقراطي الجديد نجدهم لازالوا متخوفين من ذكر الحقيه أيها الكتاب وياأصحاب الاقلام الشريفه ان التاريخ سوف يحاسبكم لانكم لاتكتبون عن التجربه الديمقراطيه في العراق الجديد واتمنى أن تصحوا ضمائركم لانكم اعلام الامة ومفكريها واكرر شكري مرة اخرى للاستاذ صاحب المقال ولي الامل في المزيد من الكتابات التي تنصف الحق ولو لقلت سالكيه.... وشكرا

مقالة هادئة
رعد الحافظ -

لاأستطيع في الواقع وصف سعادتي كلما اكتشف كاتبا صريحا جريئا يقول الحق ولا تأخذه في ذلك لومة لائم..ومع أني قد قرأت سابقا للسيد حسين كركوش واعجبت بمقالاته , الا أن هذه شيء آخر ..انها مقالة شاملة للوضع العراقي ,غير متشنجة وغير مبالغة وهادئة وهذا أجمل ما فيها..لان الصراخ واثارة العامة أسلوب ثورجي قديم عفا عليه الزمن , وحل محله الحوار الهاديء الحر الديمقراطي وسماع الرأي الاخر حتى لو كان من التيار الصدري الذي لا احبه شخصيا وأكره أفعاله وتصرفاته الصبيانية في البرلمان ,لكن كما قال الكاتب الرائع هذه هي الديمقراطية فلا يوجد شيء في الدنيا كله خير أو كله شر .حتى الطاغية صدام كانت لديه حسنة واحدة هي أنه جعل كركوك مدينة عراقية عصية على التقسيم والاستحواذ من أي طرف لتبقى مدينة عراقية مثالية بأمتياز..

صحوه
أبو عمار هولندا -

تحية حب وتقدير اتمنى ياسيدي العزيز ان يصحوا العرب قبل فوات الاوان وأن الصحوه تأتي في كل الازمنه من كتابها ومفكريهاومبدعيها ولكن ومع الاسف لايزال قسم كبير من هؤولاءهم صوت للانظمه الدكتاتوريه الشموليه ورغم القناعات الحقيقيه والمنطقيه بالعراق الديمقراطي الجديد نجدهم لازالوا متخوفين من ذكر الحقيه أيها الكتاب وياأصحاب الاقلام الشريفه ان التاريخ سوف يحاسبكم لانكم لاتكتبون عن التجربه الديمقراطيه في العراق الجديد واتمنى أن تصحوا ضمائركم لانكم اعلام الامة ومفكريها واكرر شكري مرة اخرى للاستاذ صاحب المقال ولي الامل في المزيد من الكتابات التي تنصف الحق ولو لقلت سالكيه.... وشكرا

رعد الجافظ
الان جاف -

السيد رعد الحافظ ان قومجي وثورجي بامتياز، انت تؤيد السيد الكاتب في كل الكلام المنطقي الذي كتبه ، والذي يناقض آخر تعليقك في تعريب كركوك فانت تؤيد المجرم المقبور في تعريب كركوك ، الا ترى بهدوء انت شوفيني عنصري بامتياز ؟

رعد الجافظ
الان جاف -

السيد رعد الحافظ ان قومجي وثورجي بامتياز، انت تؤيد السيد الكاتب في كل الكلام المنطقي الذي كتبه ، والذي يناقض آخر تعليقك في تعريب كركوك فانت تؤيد المجرم المقبور في تعريب كركوك ، الا ترى بهدوء انت شوفيني عنصري بامتياز ؟

الكرد الشوفينيين
ابن الرافدين -

كركوك هي في العراق وليس في موطنكم الاصلي القوقاز حتى نتنازع عليها والعراقي من حقه ان يسكن في زاخو او اربيل او البصرة لان كل هذه الارض تعود لااجدادنا البابليين اما انتم اذا لم تحترموا انفسكم عليكم الرجوع الى القوقاز وهناك تنازعوا مع الروس على الشيشان وليس مع العراقيين على كركوك اوكي كل من لايحب العراق عليه والرجوع الى القوقاز (نحن ساميين وانتم اريين)ولا يوجد هذا الجنس في العراق

الشعب سيد نفسه
الکوردستانية -

أحسنت سيد حسين كركوش في نقل حالة التغيير العراقية وولادة الديمقراطية وسط محيط من أنظمة بقايا الحرب الباردة. لقد صورت المشهد الجديد بشکل مفصل شکرا علی رؤيتك الثاقبة السليمة، وحقا أن الديمقراطية هي فوضی لأن الحکم ليس بيد فرد مستبد ليلقی کل اللوم علی کتفه فهو فأن أجرم أنما ليبقی لأنه يعلم بأنه غير شرعي. والحمد لله ورغم کل التضحيات تمکن العراقيون وهم من کل الأطياف تفهم بعضهم لبعض وهي ليس کما يزعم البعض من القاصرين بأنها المحاصصة بل مشارکة لکل فئة لمنع إحتکاره من قبل طرف واحد ليصول ويجول علی کيفه. ولکن المهم في تجربة الديمقراطية العراقية المحافظة علی بقائه في ظل محيط ملیء بالأستبداد في کل جهاته الأربعة والأتفاقية الأمنية حماية للتجربة الوليدة من الأنهيار ومن کيد دول الجوار والأمتدادات القومية المستبدة بحق أقلياتها. فأنظمة دولهم اللاشرعية مستمدة من هضمها لحقوق باقي أبناء شعوبهم المصادرة أصواتها علی حساب الفئة التي تحکم وتملك زمام کل الأمور بيدها. فرغم کل الصعاب والعداء اللامتناهي من کل حدب وصوب تمکن الشعب العراقي من الوصول الی مبتغاه في نيل الحرية وأختيار ممثليه في پرلمان عن طريق حق التصويت الحر.وبنفس تلك الأرادة الحرة سيتمکنون من ردم الهوة ومجابهة الصعاب والتحديات من أنقاض وترکات الأنظمة السابقة وکل الطروحات الهدامة العالقة التي نالت من حقوق کثيرين دون وجه حق. والشعب العراقي بکافة طوائفه هو سيد نفسه فلا مجال لحاکم مستبد ونظام مرکزي ليحکم هذا البلد المتعدد الأعراق والأطياف. والشعب الحي الناضج سياسيا وفکريا لن يقبل بدکتاتور ونظام مرکزي مستبد.

الشعب سيد نفسه
الکوردستانية -

أحسنت سيد حسين كركوش في نقل حالة التغيير العراقية وولادة الديمقراطية وسط محيط من أنظمة بقايا الحرب الباردة. لقد صورت المشهد الجديد بشکل مفصل شکرا علی رؤيتك الثاقبة السليمة، وحقا أن الديمقراطية هي فوضی لأن الحکم ليس بيد فرد مستبد ليلقی کل اللوم علی کتفه فهو فأن أجرم أنما ليبقی لأنه يعلم بأنه غير شرعي. والحمد لله ورغم کل التضحيات تمکن العراقيون وهم من کل الأطياف تفهم بعضهم لبعض وهي ليس کما يزعم البعض من القاصرين بأنها المحاصصة بل مشارکة لکل فئة لمنع إحتکاره من قبل طرف واحد ليصول ويجول علی کيفه. ولکن المهم في تجربة الديمقراطية العراقية المحافظة علی بقائه في ظل محيط ملیء بالأستبداد في کل جهاته الأربعة والأتفاقية الأمنية حماية للتجربة الوليدة من الأنهيار ومن کيد دول الجوار والأمتدادات القومية المستبدة بحق أقلياتها. فأنظمة دولهم اللاشرعية مستمدة من هضمها لحقوق باقي أبناء شعوبهم المصادرة أصواتها علی حساب الفئة التي تحکم وتملك زمام کل الأمور بيدها. فرغم کل الصعاب والعداء اللامتناهي من کل حدب وصوب تمکن الشعب العراقي من الوصول الی مبتغاه في نيل الحرية وأختيار ممثليه في پرلمان عن طريق حق التصويت الحر.وبنفس تلك الأرادة الحرة سيتمکنون من ردم الهوة ومجابهة الصعاب والتحديات من أنقاض وترکات الأنظمة السابقة وکل الطروحات الهدامة العالقة التي نالت من حقوق کثيرين دون وجه حق. والشعب العراقي بکافة طوائفه هو سيد نفسه فلا مجال لحاکم مستبد ونظام مرکزي ليحکم هذا البلد المتعدد الأعراق والأطياف. والشعب الحي الناضج سياسيا وفکريا لن يقبل بدکتاتور ونظام مرکزي مستبد.

ابن الرافدين
الکوردستانية -

رأي طفولي والله کم أحزن لأنك تکتب کالقاصرين ولم تفطم من حليب الشوفينية بعد ، نصيحة لك إذا لديك الوقت قراءة مقالة السيد حسين کرکوش في صفحة کتاب اليوم لکنها طويلة بل ومفيدة لمرضی الفکر الواحد لعلها تساعدك من التخلص من عقدة کراهية الکورد.

بصراحة مع كل العرب
احمد عباس -

بمنتهى الوضوح والصراحة فيما يتعلق بموضوعة الرابط بين عراق اليوم والعرب اذ انه من المهم وقبل ان نبحث في الوقت الضائع عن مثل هذا الرابط والدخول في تفاصيله المتشعبة والتي تعتبر مسالة الخوف من (تصدير الديمقراطية)من العراق الى البلاد العربية اخطرها انه لا خوف لا من العراق ولا من العرب في هذه المسالة فالعراق لا يزال يحبو على مسار الديمقراطية ويتعثر وهو ليس بكل الاحوال بوزن دول الارث الديمقراطي العتيد (بريطانيا ،امريكا،فرنسا) حتى يخاف منه الى هذه الدرجة والشعوب العربية الى اليوم ونحن نعيش زمن (العوالمة الكونية) راضية بالقسمة والنصيب في مسالة الحكم بل وتفضله حتى على الزواج فالزواج له وجه اخر هو الطلاق والحكم لدى العرب ملكيا اكان ام جمهوريا ليس له الا وجه واحد هو ان يموت الحاكم ليوارث من قبل ابنه وعموم الشعب العربي قد اقتنع بهذه الحقيقة وهو لا يحب التغيير على مايبدو بعد ان تم تخويفه حد الذعر والرعب من (الحالة العراقية) وقيل له ان الديكتاتورية خير له من الارهاب .ما نطلبه اليوم كعراقيين من العرب ونحن لانزال نعشق العروبة الحقة كما يمثلها لنا النبي الاكرم (ص) لا عروبة الشعارات الفارغة والمزايدات الرخيصة ان يكفوا عنا شرهم ولا يكونوا لنا ك(حمالة الحطب) كي لا ياتي اليوم الذي نقول لهم فيه (لكم دينكم ولي دين).

اقرأوا وافهموا
عراقي حقيقي -

هذا المقال يجب على كل عربي اني يقرأه بتمعن ويفهم محتواه جيدا ويعترف بدون ادنى تردد ان ما يحدث في العراق من ديمقراطية ولدت وبدات تكبر يوما بعد يوم هي شعاع الامل الذي يجب ان يتبعه كي يتحرر من عبوديته ..العراقيين اليوم وبعد ان ذاقوا طعم ان تكون حرا فانهم لن يفرطوا به ولو فني اخر شخص منهم فلا اجمل من طعم الحرية قد تكون كردستان هي الوحيدة التي لاتزال تمارس ديكاتورية الحرب الباردة كما اسماها الكاتب الا ان الاكراد لايلبثوا ان يتخلصوا من سيطرة البارزاني وعائلته بعد ان يشموا عبق التحرر القادم من بقية انحاء العراق..عاش العراق وعاشت ديمقراطيتنا الوليدة

أين مصلحة أمريكا
سمير -

تحليلك سيدي مخادع، لأنك لم تذكر ماذا أخذت أمريكا من العراق، هل كان كل ما قدمت دون مقابل، أم أن المقابل أكبر من أن يستوعبه تحليلك. مشكلتي مع ما يسمون بالمفكرين العرب هو مدى الطفيلية التي يتمتعون بها، فهم يعيشون بتحليل الوقائع في حين أن المفكرين الحقيقيين يخلقون الواقع. بئسا لكم من مفكرين.

شکرا
حسام الدين -

مقال رائع،لقد اصبت الحقيقه‌، ثلاثون سنه‌ من الحکم الشمولي للعراق ترك اثره النفسي السيئ والذي يحتاج وقتا لتجاوزه‌. قل الحق ولا تأبه‌ کثيرا لمن يتهمك بهذا و ذاك، ارجو منك الاستمرار في الکتابه‌ فأنك منار،و شكرا جزيلا‌

إلى الكوردستانية
ن ف -

هناك مادة على صفحة نساء إيلاف بعوان (شيرين وسيرين ومي كسّاب في حفل روتانا كليب) جديرة بالقراءة. كذلك هناك مادة لا تقل أهمية عن الموضوع الأول وهي، مقتل ابنة ليلى غفران في ظروف غامضة.. وأخبار اخرى عن آخر الألبومات الغنائية للفنانات.. يا ليت.. أقول يا ليت تتصفحي تلك الموضوعات فإنها، على أقل تقدير، لا تسبب في ارتفاع ضغط الدم.

الی ن ف
الکوردستانية -

لست من هذا الصنف الفني . وحقيقي أنك يائس و لا تملك أي رأي ناضج لأنك مصاب بالأحباط ولا تملك کلاما غير التفاهات.

الى إبن الرافدين
مناف -

نعرف أن الساميين أصلهم من اليمن والجزيرة وها أنت تكشف عن أوراقك. أذن أنت لست عراقي أصلا، لذا ابحث عن أصلك قبل أن تبحث عن أصل الأكراد. وإذا بحثت عن أصل الأكراد فأسأل جبال حصاروست وبرادوست وأرارات عنهم( ولعلمك أسماء هذه الجبال جميعها كردية) فهل نصدقك ونكذب الجبال يا أبن الرافدين.

عتاب جاد ..
رعد الحافظ -

لا أدري لماذا لاتطبق العزيزة ايلاف شروط النشر التي وضعتها هي بنفسها ..ففي تعليق رقم 6 من السيد ألان جاف , يصفني بالشوفينية والعنصريةفقط لاني أقول بعراقية كركوك . وهو أوضح السبب بصراحة الاخوة الاكراد وطيبتهم المعهودة..وأنا غير منزعج من (الاخ ألان )قدر أستغرابي من أيلاف أرجو النشر

رعد الحافظ مجددا
الان جاف -

سيدي العزيز انت تعطي الحق لنفسك بتعريب كركوك وتضرب عرض الحائط جميع الوثائق والاحصاءات والثوابت التاريخية ، وتتناسى كل العذابات التي اذاقها النظام المقبور للكرد في كركوك ، وعمليات التعريب ، انت تحلل التعريب ، ولا تتحمل عودة الحق الى اصحابه ، لنكن هادئين في نقاشنا هل تعتبر هذا الاجراء حقيقة اجراءا عادلا ؟ بدون تعصب الا تعتقد ان قتل عشرات الالوف من الاكراد من سكنة قرى كركوك كان اجراءا شوفينيا عنصريا ، الا ترى معي ان كل من يؤيد او يعيد اجراءات علي كيمياوي انما يساويه ويدخل معه في خانة الجريمة والتحريض عليها ؟ الا تعتقد معي ان خمسة وثلاثين سنة من محاربة الكرد لم تات بنتيجة وكان الاجدى الاعراف بوجود الكرد في وطنهم التاريخي دون اللجوء الى القتل والتهجير والكيمياوي ؟ هل من انسان اوتي ذرة من العقل يعيد ما كان يعيده البعث البائد في محاولة نفي الاخر؟ هل تعتقد ان اراء البعث والكيمياوي والمقبور صدام سيكون لها مكان في العراق الجديد ؟ اذا كان جوابكم نعم فقد قرات تعريفي لك .

فعلا كردي..
رعد الحافظ -

الاخ ألان فعلا كردي وهذا واضح من برائته وطيبته في النقاش , وأنا قد عرفتهم عن كثب وكانوا غالبيتهم طيبين وكرماء معي ,وكان قديما لي صديق مهم منهم أتوقع الان أنه في السلطة ,لكن هذا لايهم ..فقط اقول للسيد ألان ربما أنه لم يقرأ تعليقي جيدا أو غيره بحيث لم يعرف كم أمقت الدكتاتورية والطاغية صدام وكل القتلة الاخرين علي الكيمياوي وحتى الفيزياوي , لكن هذا شيء وعراقية كركوك شيء آخر.وأنا لم أقل يوما أنها عربية واذا شئت الحقيقة فقبل 45 عام زرتها في صغري وكانت مسحتها تركمانية غالبا , وبالنسبة لصدام فقد حاول تعريبها , ولكنك لم تفهم قولي ابدا وسوف لن تفهمه هذه المرة أيضا لانك طيب أكثر من اللازم ..فأنا قلت حتى الطاغيةله حسنة واحدة هي أنه جعل من المستحيل استحواذ فئة بعينها على كركوك.وهذا معناه أنه تلاعب بتركيبتها الديموغرافية .لكن أنظر جيدا وأفهم لماذا هذا العمل جيد..لأنه لو لم يفعل هذا ولنفرض اصبحت كركوك كردية في الدولة الموعودة(التي لا ننكرها عليكم ونتمنى أن تعلنوها بأقرب وقت)فمعنى هذا أن وجود اقلية عربية في كركوكواكثرية تركمانية أيضا سيجعلهم كسكين الخاصرة في الدولة الجديدة وهذا مجحف للجميع حتى الكرد وهذا ما حصل في البوسنة وغيرها كثير..المشكلة عويصة فعلاولا حل لكركوك بنظري الا عراقيتها وتحييدها من أطماع الجميع..أما اذا اردت أعادة التاريخ الى الوراء 40 عام لتحق الحق فعليك مناقشة أولا الاكراد الذين هبوا الى الموصل مثلا وغيرها بعد سقوط النظام ليرفعوا نسبتهم ويستحوذوا على مجلس المحافظة..انت لاتفهم أن الساسة غالبا فاسدون بينما الشعب الكردي الطيب ينساق ورائهملانه يريد تعويض الظلم الذي لحق به ايام الطاغيةوهذا خطأ آخر ولن يدوم أيضا مثل الطاغية..وهل تنكر أن كثير من الاكراد أصبحوا يكرهوا كل شيء عربي من جراء تصرفات صدام معهم ,حتى اللاعب زيدان يكرهوه بسبب اصله مع ان الرجل امازيغي .و سيحدث العكس اذا استغل ساسة الكرد ضعف العراق الحالي واستحوذوا على كل شيء..

الی الان جاف
الپاچچي -

. وکرکوك کوردستانية أرضا وشعبا.