كتَّاب إيلاف

معجم المفاهيم الضرورية: الأب هل هو رمز الله؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الأب في المخيال الفردي والجمعي هو رمز القوة والسلطان. متى استحق الأب هذه المنزلة السامية؟ ربما منذ ظهور المجتمع البطريقي (= الأبوي). منذ 10 آلاف عام عندما دشن الإنسان الثورة الزراعية الأولى فاستقر في المدن وفي المسكن لينصّب نفسه رئيسا للعائلة؟ قبل ظهور الزراعة والاستقرار كان الأب يذهب في رحلات صيد. وكانت الأم المستقرة في المنزل تشرف على العائلة وتدبر شؤونها. لم يكن أب الأطفال دائما معروفا. فاختيار الشريك الجنسي كان حرا وغير مقيّد بزمان محدد. بانتهاء عصر الصيد وبداية عصر الزراعة اكتسب الأب سلطات واسعة على العائلة الموسعة التي تضم الزوجات والأطفال والوالدين وذوي القربى. برئاسة الأب للعائلة وباستقراره الدائم في المنزل غدا الطفل ينتسب لعشيرة الأب ويحمل اسمه. والأب هو الذي يملي على زوجاته وأطفاله الحلال والحرام فهو رب البيت يحميه ويُعيله. تجلّت وظيفة الأب هذه في الأديان خاصة التوحيدية مثل اليهودية والإسلام. في اليهودية الأب هو رب العائلة. الابن المولود في منزله هو بالضرورة ابنه. والابن الذي يعترف بنسبه هو ابنه. لكن إذا نسبت له امرأة بنوة طفل فلا تلزمه. وهو المُعيل للعائلة. وسلطته عليها شبه مطلقة. لا أحد يقاطعه عندما يتكلم ولا يجلس أحد من اعضاء العائلة في كرسيّيه حتى إذا كان غائبا. خصّه الإسلام أيضا بنفس المكانة؛ تفسيرا للآية 23 من سورة الإسراء "وبالوالدين إحسانا" يروي السيوطي عن عائشة: "أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعه شيخ فقال: من هذا معك؟ قال: أبي (فقال له): لا تمش أمامه، ولا تقعد قبله، ولا تدعوه باسمه" (السيوطي: الدر المنثور).
كيف يفسر علم النفس هذه المكانة الرفيعة التي يحتلها الأب في اللاشعور الفردي والجمعي؟ الأب السيد الآمر الناهي في المنزل أصبح مثلا أعلى لابنه أي، أسوة حسنة للنسج على منواله. فهو الذي يملي عليه النواهي وفي مقدمتها تحريم نكاح المحارم أي الأم المرصودة حصرا للأب. بين سنّ الثالثة والخامسة يميل الابن ميلا جنسيا لأمه وتميل البنت ميلا جنسيا لأبيها. الابن ينجذب لأمه ليندمج فيها والبنت تنجذب لأبيها لتندمج فيه. وظيفة الأب هي أن يعرف كيف ينهي، نفسيا، علاقة الابن الاندماجية بأمه. كما أن وظيفة الأم هي إنهاء علامة البنت الاندماجية بأبيها. عجز الأب عن القيام بهذه الوظيفة الرمزية هو من منظور التحليل النفسي، "نواة العُصاب" أي، الاختلال النفسي والسلوكي الذي لا يؤثر سلبا على الشخصية النفسية والقوى العقلية ولكنه يسبب آلاما مبرّحة للعصابي مثل المخاوف اللامعقولة، والقلق، والوساوس والهفوات... نشر، سنة 1903، القاضي الألماني Scherber مذكراته بعنوان "مذكرات عُصابي" كاشفا عن هذيانه أي رغبته في أن يحوله الله إلى امرأة قادرة على إنجاب عالم جديد...، استنتج فرويد من قراءتها تحليليا، سنة 1911، أن والد القاضي الألماني عجز عن الفصل الرمزي بينه وبين أمه فتقمّص دورها في الإنجاب الذي عبر عنه في هذيانه البارانوئي بإنجاب عالم جديد. بعض النفسانيين الأمريكيين يفسرون انتشار الجريمة في الولايات المتحدة باستقالة الأب أي غيابه عن المنزل، في العمل ثم في الحانات، فلم يستطع أن يربّي في أبنائه الضمير الأخلاقي أي ذلك الوازع الداخلي الذي يردعهم عن انتهاك القانون: أوامر الدولة ونواهيها التي هي المعادل النفسي لأوامر الأب ونواهيه وأوامر الله ونواهيه.
الأب الذي يمنع اندماج الابن في الأم لا يحرّم عليه النكاح مطلقا بتحويله إلى مصدر للشعور بالذنب والخطيئة، كما هو الحال عند بعض النّحل الدينية الذهانية، بل يُحرّم عليه نكاح الأم فقط، لكنّ يفتح له الطريق للإشباع الجنسي مع من أحب غيرها. الفصل بين الابن والأم ضروري لتسهيل اندماج الابن في الوسط الاجتماعي والثقافي أو الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة. يؤكد النفساني جيرار ماندل أن جميع الأبناء الذين نكحوا أمهاتهم جُنّوا. الأب ليس الأب الوالد، الأب البايلوجي فقط، فهذا أقل الآباء أهمية، بل هو الأب المربي، الأب الخيالي والأب الرمزي. فرويد عند تحليله للطفل Hans لعب دور الأب الخيالي، الذي عوَّض الأب الوالد العاجز عن القيام بوظيفة الفصل بين الابن والأم، فأملى على هانس تحريم الأم التي تعلّق بها منقذا له من السقوط في الهذيان البارانوئي الذي سقط فيه القاضي شربير. أما الأب الرمزي فهو الأب الميت، الأب الشهيد الذي يملي على أبنائه من وراء قبره قوانينه وشرائعه ويورثهم شعورا دائما بالذنب والخطيئة. تخلّي العراقيين عن الحسين الذي استقدموه وسقوطه شهيدا، في مشهد مروِّع، أورث الشيعة حدادا دائما وشعورا ساحقا بالخطيئة ينفَجِر دموعا ودماء في كل عاشوراء منذ 14 قرنا. في التحليل النفسي الأب الرمزي هو الأب القتيل الذي قتله أبناؤه قتلا ليس بالضرورة فعليا بل رمزيا، أي شعورهم بالتقصير في حقه وخذلانه أو عدم التقيّد بأوامره ونواهيه. حاول السنة تحويل النبي إلى شهيد بأسطورة تسميم امرأة يهودية له فمات بعد عام من تناول اللحم المسموم. يرجح المؤرخ المصري حسين مؤنس أنه مات بالملاريا. لكن الأسطورة لم تفعل مفعولها لتخلي المؤرخين السنة عنها ففقدت مصداقية لا غنى عنها لتحويل محمد إلى أب شهيد. يفترض المحلل النفسي الفرنسي دانيال سيبوني أن افتقاد العرب في تاريخهم الديني إلى أب شهيد، على غرار موسى ويسوع، حولهم إلى مجتمع أخوة يتامى لا ضابط لغيرتهم الجنونية من بعضهم التي تتجلّى في نزاعاتهم وفتنهم الدائمة داخل بلدانهم وبينها وبحثهم المسعور عن أب اجتماعي، اب للجميع، يجترح لهم المعجزات ليشفيهم من جروحهم النرجسية المتعفنة "حتى أنك لو وضعت 10 عرب في غرفة فإنهم سيخرجون منها بـ10 أفكار متناقضة". هل يمكن لنا أن نأمل في تحويل عقدة اليتم من عائق لدخول الحداثة إلى حافز للإقبال عليها؟ هل يستطيع اليتيم أن يصبح أب نفسه فينتفض على جموده الذهني ويتحرر من عبادة أسلافه والتسلي بأوهام ماضيه؟ لماذا لا؟ إذا طبق في تعليمه واعلامه وسياسته الداخلية والخارجية ما اسماه الطبيب النفساني B. Cyralnik "القفزة" Reacute;sillience أي القدرة على التصدي للصدمات واستئناف التطور النفسي الطبيعي رغم الظروف المعادية التي تحّولها إرادة الحياة من عقبة إلى مِرقاة. كيف يُسقط الأب الرمزي على أب سماوي؟
الأب الرمزي، الأب القتيل، الأب الشهيد هو الذي يرفعه أبناؤه الذين خطأوا في حقه إلى منزلة الشهداء والأولياء والأبطال والآلهة... حتى ليمكن القول بأن آلاف بل عشرات آلاف الآلهة التي عبدها الإنسان منذ أقدم العصور هم في الواقع رموز أبوية اسقط عليهم المؤمنون بهم صفات أبائهم الرمزيين: الحماية وإملاء القوانين والشرائع وعقابهم، في الحياة أو بعد الممات، إذا انتهكوها. يقول النفساني الفرنسي P. Daco : "بالامكان اسقاط: فكرة الأب أو الرئيس في المطلق والاعتقاد بوجود اله منتقم، ومعاقب وغضوب وأيضا غفور رحيم... وباختصار تُنسب اليه خصال ونواقص ليست في الواقع الا إسقاطا لمشاعر بشرية. لو حاولت سمكة اختراع اله - سمكة لرأته على الأرجح في صورة سمكة هائلة" (بيار داكو: انتصارات التحليل النفسي، ص 171) ويضيف مُحللا ميكانزم إسقاط الأب الفاني على أب رمزي لا يحول ولا يزول: "قد تكون فكرة الله أكثر الأفكار قدما في تاريخ البشر. انغرست في اللاشعور انطلاقا من انفعالات عنيفة دائرة حول قوة غيبية، سلطان خلاق ومدمر، طاقة أبدية... رمز الله مرتبط ارتباطا حميميا برمز الأب الذي تبلورت حوله الانفعالات الخفية التي تنتابُنا منذ الطفولة أمام فكرة كائن قوي، بطولي، مجيد؛ يهدي خطانا، ينير طريقنا، فكرة كائن نحن أبناؤه المستحقون للعقاب والثواب، للغفران، للرضى والحب (...) (الله) هو رمز الأب البصير بكل شيء والعليم بكل شيء والذي يعاقب الابن المنتهك لقانونه" (ن. م. ص 282).
واضح اليوم أن قيم المجتمع البطريقي الاجتماعية والأخلاقية تنحسر تدريجيا فهل يعني ذلك أن الأب لن يُصبح قادرا على أداء وظيفته: فصل الابن عن الأم وتاليا ظهور مجتمع من المختلين ذهنيا؟ في المجتمع المعاصر، مجتمع القيم والأخلاق ما بعد البطريقية، الأب والأم، التي تأهلت أخيرا نفسيا وعلميا واقتصاديا لتغدو مساوية له، يتبادلان الأدوار في الأسرة ويتشاركان في الوظيفة الرمزية: فصل الاب للابن عن الأم وفصل الأم للبنت عن الأب. مِن تفاوض الأب والأم، في مناخ ودي، على اقتسام وظيفتهما الرمزية، يتدرب الأبناء على التفاوض بدلا من النزاع وعلى قيم الضيافة والمشاركة بدلا من الاستئثار الأناني وقيمه الانتحارية: "إذا متُّ ظمآنا فلأنزل القطر". هذه القيم التي توشك أن تقود البشرية الى عالم تستحيل فيه الحياة. وظيفة الأب الرمزية مازالت حية لكنها، في البلدان المتحضرة، تطورت لتسمح بظهور دور الأم التي خرجت من قصورها الأبدي الذي سجنتها فيه الأخلاق البطريقية الدينية الآفلة. في السيناريو المتفائل، قد تشهد البشرية مجتمعات ما بعد بطريقية يتعاون فيها الأب والأم والأطفال أيضا على إدارة العائلة التي لا تعود مشتقة من عالَ يعول أي جار وبغى. آمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
افتراض
محسن المالكي -

لو افترضنا ان محمد قتل شهيدا مثل الحسين فهل سيكون المجتمع الاسلامي مثل المجتمع اليهودي والمسيحي

معنى الاب او الآب
مسيحي -

الاب لو الآب في المسيحية معناها الوجود اي ان الله حاضر وموجود في اي مكان او زمان , وكون الله يختلف عن اللاباء كونه يستطيع ان يكسر قوانين الطبيعة بتجسده بجسم يسوع الذي من خلاله اثبت معنى الابوة وهي في تواضعه وانه بلا خطيئة وبالقيم الذي علمنا اياها مثل احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم , وهذا ما ينفي الشهادة بمنظور اسلامي , خاصة ان ااشهادة في المسيح او في المسيحية هي الاذى او القتل من اجل اعلان كلمة الله , فالمسيح صلب وتعذب ومات ثم قام , فهم قتلوه وهو لم يحمل بعمره سيفا , ارايت الفرق بمعنى الابوة والشهادة , حقا ان المسيح مخلصنا

توضيح للمقالة
مسيحي -

الاذى او القتل الذي يصيب المسيحي كونه يبشر ويعلن كلمة الله, هذا هو معنى الشهادة في المسيحية وليس للسيف مكان في ديننا مهما تعددت المبررات , لانه لا مبرر للقتل هو من خلقك هو من ياخذ وداعاتكاما كسر قوانين الطبيعة بمشي المسيح فوق الماء وتهدئة البحر وكافة المعجزات

ightirab
mohamed almaghribi -

التحليل النفسي لا اساس علمي له ولهذا يجب الحذر من نظرياته، ولمن يهمه الامر فعليه قراءة الكتاب الاسود للتحليل النفسي ـ بالفرنسيةـ فكل ما يقال عن شخصية شعب ما يجب ان يعد اجتهادا شخصيا نسبيا لاحقيقة مطلقة. فما قول الكاتب في التبجيل الذي يكنه الابناء لاباءهم في الحضارة الصينية حتى انه وصل الى بتر الاعضاء لتقديمها غذاء للوالدين في السنوات العجاف. اما المقاربات التحليل نفسية للاسلام التي قام بها صيبوني او بنسلامة فهي مجرد هذيان يخبرنا اكثر على ما فعله الاغتراب الفكري ببعض المثقفين العرب ـصيبوني يهودي مغربي ـ

ملاحظات
رعد الحافظ -

تحليل استشهاد الحسين (ع) صحيح وواقعي.تحليل بعض النفسانين بأنتشار الجريمة عند غياب الأب واقعي أيضا.بحث العرب عن أب روحي صحيح ,اضيف أو بحثهم عن القائد التأريخي عقدة لديهم.(لو وضعت 10 عرب في غرفة لخرجوا ب 10 أفكار متناقضة) حقيقة أو تكاد.مثال بيار داكو حول السمكة وتصورها ل اله سمكة ضخمة صحيح ومعقول..وفكرة كون الله أقدم الافكار في تاريخ البشر صحيحة جدا,لكن قد تكون ليس بسبب فكرة الاسقاط الابوي بل بسبب الاعتقاد بوجود خالق ومدبر لهذا الكونوهذا مايريح العقل على الاقل ففكرة الاله والخالق منطقية جدا..وهذا يقودني الى صعوبة التفكير بصورة الاله الآبعلى الطريقة المسيحية , ناهيك عن دراماتيكية طريقة التجسد والحلول الالهي في الانسان من أجل الفداء والتخليص ,فكان أمام الاله طرق كثيرة أسهل على الادراك الآدمي.وهذا اعتراضي على الاخ المعلق الثاني ..

الحائط القصير
يونس حميدو -

يقول الكاتب ( لو وضعت 10 عرب في غرفة واحدة لخرجوا ب 10 أفكار متناقضة)، في مسعى منه لتبخيس العربي، والتنقيص من شأنه، واعتبار هذه القيمة نقيصة ملتصقة وخاصة بالعربي. وبشيء من التأمل يجوز اعتبار خروج 10 عرب ب 10 أفكار متناقضة أمرا طبيعيا، فالكائن البشري تتداخل عوامل متعددة نفسية وتربوية ووراثية وثقافية واجتماعية لتجعل منه كائنا مختلفا عن غيره، وله مميزاته الخاصة به التي تجعله ينظر للأشياء من منظوره الخاص، ليكون عنها أفكاره التي تتماشى مع تكوينه، وإذا تجاوزنا هذا الاعتبار الشخصي وتحدثنا بلغة السياسة، فإن الإخوة الليبراليين يؤاخذون على العربي أنه يتصرف بعقلية القطيع، ويمشي بهوس في الجموع، وأنه لا يتصرف كفرد له شخصيته التي تميزه عن غيره، فلماذا الاستغراب الآن من حالة ( 10 عرب ب 10 أفكار)؟ وما هو رأي الكاتب في المثل اليهودي القائل: ( لو وضعت 3 يهود في مكان واحد ستحصل على 5 أفكار؟)، هل يستهجن هذه العقلية ويسخر من أصحابها، أم أنه لا يتجرأ إلا على العرب، أي الحائط القصير؟

كلام ملاحدة لا يلزم
حسين ابو اليزيد -

كلام الملاحدة لا يلزمنا نحن ابناء الاديان الابراهيمية الثلاثة نعتقد ان الله وحده لا شريك له خلق ادم وخلق منه زوجته وعلمه الاسماء كلها ويعتبر ادم ابو البشرية واول نبي وانه من اول يوم خلق الله الانسان على الفطرة السوية فهي تجري في جيناته مالم يؤثر فيها مؤثر يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة . خلق الله الانسان وارسل الرسل وانزل الكتب فيها تبيان لكل شيء الحلال والحرام

ذوبان الفردفي القطيع
كركوك أوغلوا -

أي الجماعة , والأتكالية والأيمان بالقضاء والقدر هي أيضا من أسباب فقدان الأب الرمزي بلأب الروحي في الدنيا والآخرة ؟؟!!..وهل السراب الصحراوي وسكون الصحراء وسيطرة النجوم المتلالأة في السماء تتحكم بعقلية البدوي ؟؟!!..

لذا اليتيم خلق الأب
الأنساني -

وليس العكس ؟؟..أي فكرة الألهة صناعة الأنسان لحمايته من الطبيعة وطلب الأمن من الآعاصير والزلازل وأهوال السماء كالبرق والرعد والرياح العاتية والصحاري القاحلة وحرارتها الملتهبة ؟؟..

بداية غيث عفيف
عبد البا سط البيك -

يبدو أن تخوفنا من مشروع معجم مصطلحات المفاهيم الذي بشر به السيد العفيف الأخضر في مقاله السابق كان في محله.تسليم مهمة تفسير المفاهيم لشخص ذو لون فكري معارض للأديان أمر خطير و لا يجوز السكوت عنه . ها هو السيد الأخضر يبدأ مقاله الأول بتساؤل غريب و مثير : الأب هل هو رمز الله ...؟ مثل هذا التساؤل يثير سخط معتنقي الأديان لأن يساوي بين مفهوم الخالق و المخلوق بالمكانة والصلاحيات و السلطات و الأثر و التاثير .. مهما حاول الباحث الأخضر صبغ بحثه بتحليلات نفسية مصدرها مفكريين يماثلونه في إلحاده و نظرته الى الأديان فإن ما ورد في مقال السيد الأخضر يتعارض جملة و تفصيلا مع النظرة الدينية لرمز الأب و رمز الله الذي حاول الأخضر تفسيره , فقد قارن بين رمزيين لا يتساويان و لا يتشابهان بالقيمة و المقدرة من وجهة الديانة الإسلامية . الطاعة لرمز لله و الخضوع له تكون بدون قيد أو شرط يقابلها طاعة و خضوع مشروط لرمز الأب , فلا يجوز للإنسان أن يخضع لرمز الأب إذا تعارض دوره و سلطاته مع شرع رمز الله . السيد الأخضر يضع الخالق و المخلوق في كفة واحدة و مقام متساو و ينطلق بالرد على تساؤله من هذا الموقع ومن تلك الرؤية ... و هذا المقال هو أول الغيث و سيعقبه مطرا ملوث بأصبغة مرفوضة كثيف ينزله الأخضر عبر صفحات إيلاف ...أتوقع هجوم كبير يشنه علي غواة فكر الأخضر و سوف ينعتوني بالظلامي الجاهل المتخلف ...و قد حفظت هذه الكلمات عن ظهر قلب ...لكن فكر و مفاهيم الأخضر ستبقى منكرة مرفوضة و سنرد عليها كما فعل قبلي عددا من السادة القراء و جزاهم الله خيرا.

هل يعقل هدا؟
الکوردستانية -

کان الشيعة في مدينتنا يقومون بأحياء مراسيم الأمام حسين عليه السلام وکنت أسأل والدتي رحمها الله لماذا يبکون ويلطمون، فکانت ترد علي بأنهم أي الشيعة يشعرون بالذنب لأنهم من قتلوا الحسين. ولکنني حين وعيت ما حولي تأکدت من ذلك وها أنا أقرأ في مقالتك نفس ما ذکرته أمي.لقد توارثوا الحزن عليه بشکل لا يمکن تفسيره؟ رجالهم يبکون بشدة وألم علی حدث مر عليه 1400 سنة مما يثير القلق حول أحوالهم النفسية، أما نسائهم تتأرجح عواطفهن بين الفرح والبکاء المفرطين لا ثالث بينهما وقد دعيت کذا مرة لتلك المراسيـم ومن ثم رفضتها مع کل أحترامي لهم. وعودة الی رمز النبي الشهيد ، حيث يؤمن الشيعة بعودة المهدي وهو قد أختفی في بئر ما ويصرون علی عودته وذلك يحدث عندما تسوء أحوال البشر ولا يبقی ألا الطالح، فلماذا إذن ينتظرون الخراب ليخلصهم وتنتهي حينئذ البشرية؟ وما يحدث من کوارث وقتل وقطع للرؤوس ومصائب في العراق خصوصا يفوق تصورات العقل، يهدئون من روعهم بقولهم بفرح ، يجب أن يحدث هذا لکي يعود الغائب أي المهدي! ولکنني أتسائل هل يعقل هذا؟

شكرا للعفيف
بهاء -

كل التقدير للعفيف، الذي يتقن صياغة الفكرة المعقدة بأسلوب مبسط واضح، ومهما اختلف المرء معه إلا أن غزارة علمه وأخلاقيته الحوارية تفرض احترامها. ما الخطير يا سيد عبد الباسط أن يتناول ملحد كما تسميه (معجم مصطلحات المفاهيم )؟ العفيف يجتهد فيوثق ويحلل ويطرح فكره على طاولة النقاش دون إساءة، ناقشه ورد عليه لكن لا ترفع سيف التحذير والتكفير، ما قاله العفيف ينطلق من بحث مقارن للتاريخ يثبت ارتباط رمز الأبوة بالإله منذ بابل إلى الآن! لكن سؤالي للعفيف كيف يرى الآلهة الأنثى عند الشعوب القديمة والتي منحت قوى تفوق بعض الآلهة الذكر؟

عمق المحيط
خوليو -

لايمكن أن يكتب مقالة كهذه إلا شخص يعرف عمق المحيط، أي يعرف تاريخ البشرية وتاريخ الأديان وعلاقة العقل بالدين، العقول التي استوعبت قصة الوجود والمنشأ وتاريخ ذلك الوجود تفهم بسهولة هذه العلاقة الجدلية بين الحياة والتطور البيولوجي والفكري، العقول السائرة دوما نحو السهل البسيط الممكن فهمه بأن هناك خالق ثم خلق الأشياء كما تراها العيون،وهذا هو كل شيئ، وكل شيئ صعب غير مفهوم- لنقص في الاستيعاب- ترجعه لذلك الخالق، وتنام بشخير عميق،العقول التي فهمت قصة الحضارة والإنسان، سيطرت على جميع المفاتيح، ومن أحدى هذه المفاتيح هو فهم التصرفات الإنسانية، إن كان على مستوى العائلة وأفرادها أم على مستوى المجتمع، وعندما فهمت النساء تلك المعادلة أيضاً، استماتت في تحصيل حقوقها من سيطرة المجتمع البطريركي، فقفزت تلك المجتمعات بسرعة مذهلة نحو السيطرة على قوانين الطبيعة والكائنات الموجودة فيها، أما مجتمعات نظرية الخالق الذي بيده كل شيئ، وما الإنسان إلا مخلوق خلق ليعبد ذلك الخالق، فشخيرها لايزال مسموعاً، ومن الصعب أن تفهم مقالة كهذه ، في المستقبل، الاحتمال سيكون أكبر.

تمخض الجبل
SABER -

تمخض الجبل فولد فأرا

نضوج عقلي
سامان محمد -

من لم يصل لمرحلة النضوج العقلي والسؤال عن المبهمات ومعرفة المزيد عن أسرار الأديان والأساطير عدم الخوض في محاوره.

بهاء و خوليو
عبد البا سط البيك -

نحن لسنا نياما و نشخر يا خوليو وزعمكم القائم على التعلق بالعقل الذي تحملونه كل فلسفتكم لن ينفعكم لأنه ثمة قوى خفية تعمل عملها في الطبيعة و لم يستطع عقلكم و علمكم و خبراتكم التي تفاخرون بها ضبط تلك القوى و السيطرة عليها رغم أنكم نجحتم برصد بعض مظاهرها المادية . و هناك أمثلة كثيرة تقفون أمامها دون أن تمنحونا أي تفسير رغم التقدم العلمي الذي عرفته البشرية معرفيا و بأدوات البحث المعقدة و المتطورة . و مع ذلك فإنكم تتخذون عقلكم مطية ستؤدي بكم الى الردى . علينا العمل و التحصيل العلمي , و النجاح و التنمية ليس بالضرورة أن يقوم بناؤها على صروح الكفر و الإلحاد الذي تشجعون عليه و تعملون على بلورة مفاهيمه للعقول الناشئة.

تكلم يا ابوا الحداثة
ايوب المصري -

ما اعظم ما تقول وما اصعب علي انصاف الجهلة الفهم تكلما ياسيدي فكن نشتاق لمعلم وقدوة قد جمعتهم تكلم قانت الحكمة والعلم والحداثة يا ثالوث المستقبل الافضل تكلم واكتب فيوما ما سيندم العرب علي عدم سماع كلامك ولكن بعد فوات الاوان تكلم واشهد عليهم مداد فهو شاهد امين اسود مثل يوم اتي لا ريب فية يوم الندم الاكبر تحية الي العفيف الاخضر سيد القلم ومبدع فلسفة الفهم وسليل الحكمة وابن سليمان البكر

ماهذا؟
إحسان وسيم -

هل يحسب عبد الباسط نفسه حاكما او جلادا على المعلقين؟ .

العقيده والغيب
عبدالعزيز -

يغيب عن ذهن الكاتب ان الايمان بالغيب بعد اساسى فى العقيده وان ليس كل شى يمكن ادراكه وتحليله حسيا او ارجاعه الى قوه وجوديه ملموسه

إلى SABER
ن ف -

لنرى عن ماذا سيتمخّض جبلك!

الرؤية الاسلامية
هبه رؤوف -

يرتبط استخدام مفهوم الأبوية بالغرب بتيارين رئيسين : تيار العلمانية الذي رأى في الدين الدعامة الأساسية؛ لتبرير الممارسة الأبوية للرجل وإضفاء الشرعية عليها، حيث إن الرب ذاته سلطوي وأبوي God the Father ، كما استخدمه التيار الماركسي في نقد هيراركية المجتمع والدولة، ورأى أنها كلها أبنية أبوية، الدولة والاقتصاد والأسرة، متخذاً من الشيوعية نموذجاً مثاليًّا لكل هذه المستويات، أي أن الأبوية كمفهوم يقترن في الاستخدام المعاصر برفض الدين ونقض الدولة، ويتعارض بذلك مع الرؤية الإسلامية التي تحكم بالشريعة وتؤمن بوجوب ترتيب للإدارة السياسية، واضعة بهذا الأمر ضوابط ومعايير تختلف تماماً عن فهم الرؤية الغربية للدين والدولة على حدٍّ سواء.

الفلسفة
غيور -

في ان مايثلج الصدر فعلا ان ليس لليبراليون جمهور في الاوساط العربية

لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
الايلافي -

تساءلت بينى وبين نفسى .. وأنا أقرأ هذا الأسبوع عن رفع أسماء علماء الذرة المصريين من شبكات الإنترنت خشية أن تتعقبهم المخابرات الأمريكية والصهيونية بالقتل .. لماذا يحاول الغرب والصهاينة قتل علماء الذرة المسلمين ..!!!!

لماذا ؟؟؟!!!!!!!!2
الايلافي -

فيما تركت الالحاديين والعلمانيين واللبراليين والمتصهينين والمتهودين يصولون ويجولون ؟!!

الي الايلافي
ايوب المصري -

معك حق ولكن حانبك الصواب في ان امركا واسرائيل تقتل العلماء المسلمين فقط بل كل العملاء العرب واتذكر عالم فيزياء مسيحي قبطي اسمة سميح سليمان الديب وهو صعيدي وكان في امريكا ووصل الي معادلات هامة في التخصيب ولكنة قتل في ظروف غامضة لانة قبطي لم يهتم بة احد ولكن بعض الجرائد افردت صفحات لة مستنكرة ما حدث ومعك حق فقط اريدك ان تتوخي العدل والدقة معا فاسرائيل لا هم لها الا قتل كل من ياخلفها وهو امر معروف لكن لا يهمها كونة مسيحي او مسلم فارجوك ارفع غشاوة التعصب عن عينيك فكلنا اخوة ومصيرنا وحد شئنا ام ابينا

كن و سيما يا صاح ...
عبد الباسط البيك -

الى السيد إحسان وسيم صاحب التعليق رقم 18 أقول بأنني مثل باقي القراء و المعلقين , يسعى للرد حسب منهجه الفكري و رؤيته العلمية و قناعتة الذاتية. و أنا لا أزعم بأنني أستطيع أن أرضي كل القراء و المعلقين , و لكن يحق لي أن أدلو بدلوي بين الدلاء , و لا داع لمحاولات البعض التأثير على إيلاف لمنعي من نشر ما أريد قوله .إيلاف وحدها هي التي تقرر ما ينشر و ما لا ينشر , و هم ليسوا بقاصرين أو عديمي الخبرة و لا ناقصوها في هذا في هذا المجال . عجبي من تكاثر عدد المطالبين بمنعي , وهذا دليل على أن ما أكتبه يزعجهم و الا لماإلتفتوا إليه و تركوه في مكانه كاسدا في سوق الآراء .

الى رقم 5 رعد الحافظ
مسيحي -

صديقي , لا اعلم ما الغريب وما هو فوق الادراك العقلي عندما نقول ان الله تجسد في انسان حتى يفهمه الناس عن قرب وقد ضحى بهذا الجسد البشري لمحو خطيئة ادم الوراثية وبقيت روحه الى الابد , ولا تنسى ان الله تجسد بشجرة وحتى في جبل عندما كلم موسى فهل نستكثر ان يتجسد في انسان وهو ارقى المخلوقات , لا اعلم ماذا يريد البشر من الله حتى يقتنعوا به عن قرب اكثر من ذلك ولا ننسى ان المسيح باعاجيبه الفريدة من احياء الموتى وشفاء المرضى وغيرها وكسره لقوانين الطبيعة بالمشي فوق الماء وتهدئة البحار خير دليل على انها اعمال الهية نفذت بجسد بشري وذلك لان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة

معجم فرويد الداروني
سلسبيل -

أن تقول أنك تضيف إلى المكتبة العربية معجما عاما جامعا مانعا لتفسير المصطلحات الفكرية أمر مرغوب فيه وتشكر عليه ولكن أن تحجز على الفكر مسار محدد دون سواه منطلقا من فرويد المادي وتقتبس في كل مناسبة ومن كل ثقافة فقط ما يخدم الفكرة مستثنيا كل ما من شأنه أن يعكر الهدف ثم منتهزا الفرصة لربط الفكرة بما ترنو إليه في حلم الحداثة -وهو ما فهمه كثيرين منذ لحظة إعلانك عن المشروع فالهدف الأول من هذا المشروع و الذي وجد من أجله هو تمرير والتأكيد فقط على الفكر المادي الخالص فعذرا هذا لا يمكن أن نطلق عليه تسمية معجم علمي مع وجود هذا الزخم العظيم في تنوع الفكر الإنساني .. بل أن الماديين وقفوا عاجزين أمام الغيبيات ولما لم يستطيعوا تفسيرها في إطار منهجهم دعوا تابعيهم إلى تقبلها هكذا كما هي دون تفسير!!... تبهر طريقة الإنتقاء العلمانية وإتخاذ حوادث فردية إستثنائية للخروج بقاعدة عامة !!** اذا النظام الباتريركي فرضته الزراعة .. أليس المجتمع الزراعي أرقى وأكثر تقدما من الأكثر بدائية مجتمع الصيد والذي سبقه بحقب تاريخية!!؟ ألا نحتاج إلى بطاقة هوية في زمن النظم الإجتماعية المعقدة؟؟ لماذا تجاهل الكاتب إشمال المسئولية الأخلاقية في المفهوم؟ أم أن الحداثة مجتمع فوضوي كما رأه فرويد البيولوجي؟؟ !! ***أخيرا فلاسفة العقل أمثال كانط وديكارت وبرغسون وغيرهم أقروا بوجود الله بناء على وجود الفكرة بالفطرة في العقل البشري.. يعني سابقة لوجود الفرد دنيويا لا أب ولا أم !! ألم يكن من الواجب أن تشمل المفهوم بنظرية الضرورة العقلية في منهج كانط؟ وأن فكرة الله موجودة في العقل البشري بصورة محضة وليس مجردة ومستنبطة من العالم المادي؟!! كانط الذي طالما تغنى بالعقل عنده فلاسفة المادة!!! بل قد بدأت مشروعك إنطلاقا من مطالبته بضرورة تحديد المفاهيم..( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض!)!!

صحيح
خوليو -

صحيح ياسيد عبد الباسط-16- أن هناك قوة خفية في الطبيعة تعمل عملها ونحن نسميها قوة لاتزال مجهولة ، ولكن هل أنت متأكد أن العلم الحقيقي لن يستطع كشف سرها؟ ألم تكن تلك القوى والتي تعترف حضرتك بأن العلم سيطر عليها وكشف مظاهرها المادية كما تقول، كانت خفية على الأجيال السابقة ويعتبرونها من علوم الغيب لايعرفها إلا الإله القابع في السماء؟ لنضرب لك مثلاً :لايعلم مافي الأرحام إلا الله ،وهذا كلام الله حسب الملايين من الناس أليس كذلك؟ الإنسان أصبح اليوم يعلم مافي الأرحام وغدا قريباً سيتحكم بجنس الجنين أي إذا كان حضرتك تريد ذكراً خليفة فستحصل على ما تريد،(أراهن أنه ستنقص نسبة الأناث عند المسلمين)،موضوع النقاش هو أن هذا الأمر كان يعتبر في حقل علوم الغيب أو من فعل القوى المجهولة، واليوم أصبح معلوماً للعقل العلمي، فما الذي يمنع من استمرار هذه المعادلة؟ هذا هو التفكير العلمي. ربما يرد السيد بهاء بطريقته القوية ليكتمل الرد على السيد عبد الباسط الذي وبدون شك له الحق بالرد والكتابة كما لنا أيضاً هذا الحق.

النقاش
بهاء -

سأخبرك سرا يا سيد عبد الباسط إن نشرته إيلاف، لقد حجبت إيلاف تعليقاتي لأني كنت أنتقد بشدة بعض الكتاب الذين يدعون الليبرالية ويهاجمون الشعوب العربية بأسلوب الشتم والإهانة على أنها متخلفة وجاهلة بينما كانت إيلاف تمرر الكثير من تعليقات التكفير وحل الدماء!! ثانياالعلم والفلسفة لم يجدا جوابا شافيا لبعض الأسئلة، لكن ما هو جواب الدين الشافي غير (هذه مشيئة الله، والله أعلم)!فليست الغاية أن تزعج الآخر بنقاشك وإلا أصبح النقاش قتالا وتنابذا بالألقاب وهذا لا يجوز حتى دينيا، الغاية من النقاش مقارعة الحجة بالحجة تحت راية حرية الرأي واحترام الآخر ! لقد بعثت لإيلاف منذ يومين بتعليق أطالب به بنشر مقالات لإسلاميين لموازنة حرية الرأي على أن يحترم الكاتب أصول النقاش فلا يكون كتابه تكفيرا وترهيبا. وشكرا لإيلاف إن نشرت

معجم فرويد الداروني
سلسبيل -

أن تقول أنك تضيف إلى المكتبة العربية معجما عاما جامعا مانعا لتحديد مفاهيم المصطلحات الفكرية الغائبة في ثقافتنا العربية فهو أمر مرغوب فيه وتشكر عليه ولكن أن تحجز على الفكر مسار محدد دون سواه منطلقا من فرويد المادي وتقتبس في كل مناسبة ومن كل ثقافة فقط ما يخدم الفكرة مستثنيا كل ما من شأنه أن يعكر الهدف ثم منتهزا الفرصة لربط الفكرة بما ترنو إليه في حلم الحداثة -وهو ما فهمه كثيرين منذ لحظة إعلانك عن المشروع فالهدف الأول من هذا المشروع و الذي وجد من أجله هو تمرير والتأكيد فقط على الفكر المادي الخالص فعذرا هذا لا يمكن أن نطلق عليه تسمية معجم صالح مع وجود تنوع الفكر الإنساني .. بل أن الماديين وقفوا عاجزين أمام الغيبيات ولما لم يستطيعوا تفسيرها في إطار منهجهم دعوا إلى تقبلها كما هي دون تفسير!!... تبهر طريقة الإنتقاء العلمانية وإتخاذ حوادث فردية إستثنائية للخروج بقاعدة عامة !! اذا النظام الباتريركي فرضته الزراعة .. أليس المجتمع الزراعي أرقى وأكثر تقدما من الأكثر بدائية مجتمع الصيد والذي سبقه بحقب تاريخية!!؟ ألا نحتاج إلى بطاقة هوية في زمن النظم الإجتماعية المعقدة؟؟ لماذا تجاهل الكاتب إشمال المسئولية الأخلاقية في المفهوم على من تقع هذه المسئولية؟ أم أن الحداثة مجتمع فوضوي كما رأه فرويد البيولوجي؟؟ !! أخيرا فلاسفة العقل أمثال كانط وديكارت وبرغسون وغيرهم أقروا بوجود الله بناء على وجود الفكرة بالفطرة في العقل البشري.. يعني سابقة لوجود الفرد دنيويا لا أب ولا أم !! ألم يكن من الواجب أن تشمل المفهوم بفكرة الضرورة العقلية في منهج كانط؟ وأن فكرة الله موجودة في العقل البشري بصورة محضة وليس مجردة ومستنبطة من العالم المادي؟!! كانط الذي طالما تغنى بالعقل عنده فلاسفة المادة!!! بل قد بدأت مشروعك إنطلاقا من مطالبته بضرورة تحديد المفاهيم قبل أن نتحدث في أي موضوع!!(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض!)!!

خوليو و بهاء معا
عبد البا سط البيك -

جميل منك أن تكتب هذه الفكرة يا خوليو لأنني سأرد عليك مما كتبته أنت شخصيا و ليس غيرك . إذا كنت تؤمن بأن العلم قادر على كشف القوى الطبيعة عبر المعرفة العلمية التي تزداد تطورا بلا خلاف ...ألا يمكن لذلك التقدم أن يؤكد وجود الله بدل تعميق فكره رفض وجوده و إشهار الإلحاد ..؟ ألا يمكن لعالم سليم الفطرة و نقي التحصيل و التحليل أن يقول لنا إن هذه الإكتشافات العلمية لا يمكن الا أن يكون ورائها خالق لها مسيطر عليها يحركها بقدرته و إمكانياته حسب مشيئتة . و نحن جزء من تلك المخلوقات التي تسكن هذا الكون العجيب..؟ أنت تسمي هذه القوى التي إعترفت بوجودها بالطبيعة , و نحن نسميها الله . إذن نحن متفقون معا بوجودها و مختلفون فقط بإسمها ...أليس كذلك ..؟ ثم أنت يا سيد بهاء أقحمت نفسكم بمجادلتي على أمر يبدو أنك لا تختلف معي حوله . لنترك حرية الحوار بين من يريد أن يساهم , و كل حسب علمه و فهمه . أنا أردد دائما هذا القول و لا أدعو إيلاف لحجب مقالات فلان أو تعليقات أحد ما دام حق الرد لي مكفول .و لنتبادل الآراء دون أن يصيب أحد منا الزعل و النرفزة من كاتب مقال أو تعليق , أو من إيلاف التي فتحت أبوابها لحرية المناقشة ...إبتعدوا عن فكرة الحجر و الإقصاء إذا كان صدركم واسعا و يمكنكم تحمل سماع الرأي الآخر . مع تحياتي لبهاء و خوليو

تسامح عبد الباسط!!!
جميل رزوق -

يبدو ان تسامح السيد عبد الباسط اخذ يدفعه الى كتابة تعلبقات ركيكة وغير مفهومة واصبح إرتجاف يديه وتلعثم لسانه السليط والذي يستعمله كالسوط ضد ايا من ينتقده, حيث اصبح ذلك واضحا من خلال تهجمه على كل من إنتقده, كحال باقي المتعصبين المتطرفين. ان مطالبة الكثير بمنع تعليقاتك في إيلاف ليست مبنية على اساس انها, كما تزعم تزعجهم, بل لانها تفتقر لابسط قواعد واداب واخلاقية النقاش العلمي الرصين الهاديء وملانة بكل انواع السب والقذف والتطاول والاستهزاء, كعادة المتطرفين المتعصبين, ايضا, ثم ان إيلاف منبر حر, ولكن وجوب إحترام هذه الحرية وإحترام الغير هي الاساسيات التي تفتقدها في كل تعليقاتك, ثم لا احد يملي على إيلاف القوية إرادتها, ولكننا حرصا على جعل هذه الزاوية الكريمة دائمة وبصورة صحيحة, وجب تشخيص وكشف وحصر المسيئين بكل إتجاهاتهم وميولهم وفضح اساليبهم غير المنطقية في التعالمل مع القراء والمعلقين وكاتبي المقالات المحترمين, وانت تتراس هذه القائمة, فكن متسامحا, كما تدعي, ومحبا للسلام, كما تزعم وتقبل الانتقادات بصدر رحب, مع انك لا تؤمن بما ذكر سابقا لكن حاول لترى انك كنت على باطل طوال الوقت الماضي. وشكرا للجميع

عبد الباسط والضفدعة
علي أمزيغ -

السيد عبد الباسط البيك (وأمثاله) ينظر إلى العالم والكون من نافذته الدينية الضيقة، ويريد من الآخرين أن يفعلوا مثله. إنه مثل تلك الضفدعة (مع كامل الاحترام لهذا الحيوان الذي قدم خدمات جليلة للعلم، وبالتالي للإنسان)، التي لا ترى من السماء إلا ذلك الجزء اليسير، الذي تسمح به فتحة البئر، فتعتقد أن تلك هي السماء كلها.

الى رقم 2 و 27
رعد الحافظ -

أجمل ما في أيلاف هي أنها وفرت واحة أعلامية للتحاور الجاد ( للبعض )والتراشق بالكلمات والالفاظ النابية (عند البعض الاخر), وبما أنك يا أخي من النوع الأول , المحترم والجاد فأنا لامانع لدي من النقاش معك طويلا ,طبعا خارج ايلاف كي لا نزعج الآخرين ,فما ذنبهم ؟ولا أعرف طريقة ايصال عنواني لك ,لكن سألخص لك فكرتي..أولا أنت تقول لمحو خطيئة آدم الوراثية,وأنا أقول من خلق تلك الخطيئة ؟ ولماذا؟ وما الذي يجبره على اكتشاف طريقة غريبة لمحوها؟لماذا مثلا لم يتجاوزها منذ البدء؟هل صعب عليه ذلك؟ألم يكن يعلم أن من صنعه ستظهر الخطيئة ؟أسئلة كثيرة لامجال للاسترسال بها ,اعذرني , وساعدني كي نجد وسيلة للحوار المباشر بيننا ,أيها العزيز (مسيحي ).وعلي أن أنهي تعليقي بأني لا أحتاج أكثر من عقلي البسيط كي أومن بالله الخالق المدبر لهذا الكون ,وهذا جواب سؤالك الثاني , ماذا يريد الناس من الله كي يصدقوا به؟فأنا لا أحتاج أن أراه أمامي بصورة رجل مثلي ثم يعامل بتلك الطريقة الشنيعة من سب وشتم وبصق وصلب ,بل ان ذلك لم يساعدني في ادراك الخالق بل خلق داخلي عقدة الجرم الانساني ومحاربته للخير..

توضيح
بهاء -

العفيف سأل هل الأب رمز الله، ولم يسأل هل الله رمز الأب! وبين هذا وذاك فرق شاسع. تتفق الأديان على أن الله قوي ورحيم وعادل... وهذا لم يمنع منح هذه الصفات للبشر وإن بدرجة أقل، فأن يكون الأب كمفهوم رمز للقوة والحماية لا يناقض الإيمان بالله الذي يحمي بقوته ويحاسب بعدله! فالإيمان عند المتدين هو فكرة صدقها وليس شيئا محسوسا يمكن برهنة وجوده ماديا، وبالتالي تطور مفهوم الأب إلى آلهة أو إله واحد لا يتناقض مع الفهم الديني، فالأديان الثلاثة أقرت بأن البشر عبدوا آلهة أخرين لاتقاء الشر ولطلب الخير لكنها رفضت هذا التدين الوثني ودعت للتوحيد حسبما رأته الصراط المستقيم! من ناحية ثانية الأب يرمز للسلف القادر العالم المبارك، وهذا نراه عند كل المتدينين من تقديس للأولياء الصالحين والقديسين والمفسرين القدامى، سواء قبل متدينو العصر الحديث هذا أم رفضوه فالناس مازالت تطلب بركات السلف الصالح والقديسين المطوبين لأنهم الآباء المباركون.

لا إقصاء
بهاء -

لم ولن أطلب حجب تعليقات السيد عبد الباسط أو غيره، لكن احتجاجي كان على تعليقه الأول (ذو لون فكري معارض للأديان أمر خطير و لا يجوز السكوت عنه) لماذا يكون الرأي المعارض للأديان خطيرا؟ إذا ما هو النقاش؟ تناقش مسلما مؤمنا فقط؟ وبأحسن الأحوال مؤمنين بالله فقط؟ التحذير من فكر إنسان ما لأنه ;ملحد ; وتخويف الناس منه لا يحترم أصول النقاش لأن معظم القارئين مؤمنين وبهذا لا يتم الرد على الحجة بالحجة بل يتم توجيه العواطف نحو المتناقشين. من ناحية ثانية لا يمكن للعلم أن يثبت وجود الله حسب الفهم الديني المتداول، لأن الله فوق المادة وغير مدرك بالتجربة والقياس اللذان هما أساس العلم، فالله حسب الفهم الإسلامي أو المسيحي ليس الطبيعة أو القوة الخفية لأنه فوق الطبيعة وحقيقة للمؤمنين! فالعلم يؤكد أن الديناصورات عاشت على الأرض لكنه يضع عدة احتمالات لتفسير اختفائها (تغير مناخي حاد، نيازك..الخ) لكنه لا يمكن أن يصيغ (هذه كانت إرادة الله) بمعادلة رياضية!! أخيرا الفطرة ليست معيار الصحة: فالنبي موسى اتبع فطرته كطفل فلمس الجمرة الحمراء وبالتالي حرق لسانه! وبعض قبائل أفريقيا مازالت تعيش على فطرتها بعيدا عن ماركس وكانط وفرويد ولذلك فهي تعبد المطر والشمس والأرواح... وشكرا للسيد عبد الباسط على أجوبته ولإيلاف على سعة صدرها اليوم

اللاشعور
عادل -

الاستاذ الكريم العفيف الاخضرهل هناك فرق بين اللاوعي واللاشعور أم هما يشيران الى معنى واحد بعينه ؟وشكرا

تعقيب
سلسبيل -

الفطرة التي أشار إليهافلاسفة العقل والذين هم معظمهم أطباء وعلماء فلك وفسيولوجيا وبيولوجيا وجيولجيا ...... الخ قصدوا بها المعرفة المسبقة للتجربة والإتصال بالعالم الحسي أي أنهم قد توصلوا إلى هذا بإستخدام عقولهم وجاءت تفسيراتهم تتفق مع المنطق العقلي للمفاهيم التي تليق بالخالق الصانع المصور المبدع الذي لا يستطيع أحد أن يماثله, لم يقصد بالفطرة إتباع الغريزةوالحواس مع تعطيل وتحديد دور العقل والرضا بأي تفسير كان حسب علمهم المحدود بالعالم الحسي كالقبائل مثلا!! .. العقل الذي قاد الفلاسفة إلى تعريف العالم بالمعرفة العظمى والميتافيزيقا والمعرفة الحدسية وواجب الوجود وممكن الوجود والجوهر والصورة واللامتناه وغيرها من المفاهيم التي أدت إلى الإقرار ;بضرورة; وجود إله بالنسبة لهم ولأنهم عجزوا عن إثبات ذلك بالعلم الوضعي فكان دليلهم متفق مع ما نسميه دين الفطرة لتلقائية الفكرة في العقل البشري.أما بالنسبة لسيدنا موسى عليه السلام فقد قادته العناية الإلهية إلى إختيار الجمرة بدلا من التمرة أي أن فطرته كانت سليمة لانه كان سيقتل لو لم يختارها,وهذا من إعجاز نبوته وفي هذا حكمة وعبرة لمن يعتبر!!والهداية إلى الخالق أمر يعود إلى كل شخص على حده وليس بالضرورة أن يتم عن طريق الفلاسفة العقلانيين ولكنه من المفارقة أن نمجدهم في كل إنتاجهم بإستثناء الجزء الإيماني من فلسفتهم.. أيضا التعليق كان أساسا عن أن المعجم ليس لتحديد المفاهيم بقدر ما هو خادم برغماتي وذاتي النزعة والمعروف أن تحديد المفاهيم يتطلب درجة عالية من الشفافية حتى يستحق أن نطلق عليه تسمية معجم .. هكذا تعودنا من معاجمنا العربية العريقة!!

الى رعد حافظ
مسيحي -

اخي رعد , اتمنى ان نكون مثالا للجدال في الاديان , ولكن اعذرني الان من ايجاد طريقة لتواصلنا خارج ايلاف واعدك انها ستكون في المستقبل والسبب هو انني لا اريد ذكر اسمي لاسباب انت تعرفها كوني في بلاد اسلامية وشعب مسلم احبه. اما بالنسبة لخطيئة ادم , ان الله كان قد اخل ادم الجنة وكانت سائر البشر مصيرها الجنة ولكن الله اراد ان يختبر ادم, وبالتالي ادم اخطأ فسقط على الارض نتيجة هذا الاختبار وعقابه بانه سياكل رزقه بعرق جبينه وحواء ستحبليت وتلدين بالاوجاع كما هو مذكور في الكتاب المقدس , والله يحبنا ويحب ان يرى حبنا له لذلك مازلنا نقع في اختبارات يومية , فاذن الله اعطانا طرق الخير وطريق الشر وانت تختار اما بسماع الشيطان او كلام الله , انا ضد مقولة انت مسير ولست مخير , فكل واحد منا يلقي نفسه من البلكونة ويقول الله يريد ذلك.اما بالنسبة لتجسد الله في المسيح , هي اخر مرحلة واخر فرصة للبشر للايمان بالله , وماذا يريد البشر اكثر من اعظم العجائب الالهية وكسر قوانين الطبيعة قد تمت بام عينهم , فليس للبشر بعدها اي عذر لعدم الايمان بالمسيح , اخي المسيح الذي صلب هو جسده البشري اما روحه هي نفسها روح الله التي سكنت فيه , فنحن نعبد روحه وليس جسده , لان الروح ابدية , والحكمة الالهية تقتضي بالتضحية عن الذنوب لان الله يحبنا بعث من روحه تجسد بالمسيح ليفدينا ونبقى مع بالفردوس والنعيم , والنعيم عندنا التمتع بوجودنا مع الله بطريقة روحانية لا جسدية , مع احترامي

سؤال
الحبيب هنانة -

صباح النور إذا كان الأب هو رمز الله هل هذا يعني ان الله غير موجود?

خواطر
أبوفيروز -

ولم لا يكون الله هو رمز الأب ؟ نبدأ من المجتمع الزراعي ولماذا لا نبدأ من المجتمع السابق عليه حين كانت الأم تشرف على العائلة وتدبر شؤونهابالسكن وحاضرة بقوة دون الأب الغائب ؟ وحين كان الإنسان أكثر وحشة وغرابة وعجزاً وعراء وحاجة إلى ركن يستند إليه؟ وبالمناسبة فالأم أسبق من الأب دائماً واليوم وإلى الأبد وأقرب من وإلى الطفل. وفي العقيدة والفقه الإسلامي ثمة تربية وحديث شريف يولي الأم أهمية أعلى وأقوى من الأب ومضاعفة أيضاً حد إرهاقها(أمك ثم أمك ثم أمك) .(النبي ص يأذن لأتباعه بزيارة قبور موتاهم بعد أن زار قبر أمه ، ويقول ما أنا إلا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ، الجنة تحت أقدام الأمهات).ولكنك استشهدت بحديث يؤيد فكرتك . ومع ذلك لم تكن مرة واحدة إلهة أو رمز إله ، والله هذا اللفظ مذكر لفظاً فالله في العقيدة ليس كمثله شيء فضلاً عن الجنس أو النوع ، وهل سيكون للمؤمنين إلهان ذكر وأنثى رمزهما الأب والأم بعد أن أخذت الأم موقعها الجديد؟.أم سيكون للإناث إله وللذكور آخر ؟ وإن اشتبه الله والأب يوماً ما أو استعان الإنسان بذلك للوصول إلى الله فإن الوعي الديني قد تطور وكبر بلا حدود هو الآخر حتى أن شعار المسلمين والذي لا يفهمه للأسف كثير منهم هو(الله أكبر) . ويضرب لنا القرآن مثلاً بحكاية إبراهيم ع وبحثه عن الله في النجم والقمر ثم الشمس رغم أن الكواكب لا تذهب لتصطاد له أو تجلب له الكيكوز من الدكان ، فيقول (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ...) ولا أظنه يحسب أن أباه يملك شيئاً من ذلك . فـ(الله أكبر) وسمه ما شئت إنه إلهي . وشكراً لك وعذراً لتعليقي الذي أتوقع أن يجد صدى في مقال جميل من مقالاتك أيها المستنير . والسلام .