كتَّاب إيلاف

أوقيانوس المجهول الانساني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ليس أعظم من قصص التاريخ تعبيرا عن هذه المسألة الوجودية؟ لماذا نموت؟ لماذا نشيخ؟ لماذا يعترينا المرض؟ ونتألم؟ ثم يأتينا الموت الذي كنا عنه نحيد؟
ولقد وصف المؤرخ البريطاني (هـ. ج. ولز ـ H . G . WELLS) هذه الأزمة الوجودية أثناء عبور الإمبراطور الفارسي (كزركسيس ـ XERXES) لمضيق الدردنيل (HELLESPONT) عام 480 قبل الميلاد لاجتياح بلاد اليونان في كتابه (معالم تاريخ الإنسانية) على الصورة التالية:
(حتى إذا نظر فرأى الهلسبونت تغطيه السفائن ورأى كل شواطئ سهول أبيدوس غاصة بالرجال، قال عن نفسه إنه لسعيد، وما لبث بعد ذلك أن هملت عيناه بالدموع؛ فسأله عمه أرطبانوس: إنك قد وصفت نفسك رجلاً سعيداً أفتذرف الدمع الآن؟
أجاب الملك: أجل.. إني بعد أن أحصيتهم عداً، دار بخلدي إحساس بالشفقة والحسرة، لتذكري كم حياة الإنسان قصيرة، لعلمي أنه من بين هذا الجمع الحاشد لن يكون واحد حياً بعد أن تمضي مائة من السنين!!) والسؤال لماذا نموت وينقضي الأجل وبسرعة؟؟
هل نموت لأننا نهتريء أم نهتريء لأننا نموت؟
بكلمة أخرى هل نموت لأننا نستهلك بدننا؟ أم نموت لأن ليس هناك ما يستهلك فقد اهتريء كل شيء بعد حين؟!
منذ مطلع الستينات تنافست مدرستان في تفسير ظاهرة الموت بيولوجياً
ـ الأولى من جامعة فيسكونسين (WISCONSIN) في ماديسون (MADISON).
ــ والثانية من جامعة تكساس المركز الطبي في الجنوب الغربي في دالاس (UNIVERSITY OF TEXASSOUTHWESTERN MEDICAL CENTER IN DALLAS ).
فأما المدرسة الأولى فمشت بثلاث مراحل من التطور:
1ـ (الأول): تجمعت قرائن قوية يذكرها الخبير بعلم الشيخوخة (ميشيل جازفنسكي MICHAL JAZWINSKI)، أن العضوية تتعرض الى نوع من الانتحار الداخلي البطيء؛ فكما يحصل في المفاعلات النووية يحصل مع المفاعلات الخلوية!!
والمشكلة في الجسم أنه لا يعثر على حكومات ترضى أن تدفن في أرضها النفايات النووية، فيقوم الجسم بدفن نفاياته الخلوية بطريقته الخاصة، بإفراز مواد معدلة لهذه السموم القاتلة، وعرف أن هذه النفايات محصلات طبيعية (من مخلفات مواد الأكسدة) من مصانع الطاقة في الخلية (الميتوكوندريا). وظهرت هنا مشكلتان:
ـ منها ما يخص المواد القاتلة الداخلية.
ـ والثانية كمية تعديلها؛ فلا يملك البدن الكفاية من تعديلها إلا بشكل جزئي، ولكنها أوحت بفكرة ثورية من جانبين؛ كل منهما خطوة في فهم الموت الزاحف نحونا، فهل الموت نوع من الانتحار الداخلي؟
2 ـ ( ثانياً) يبدو أن الجسم يمارس انتحاراً داخلياً بالغرق بمخلفاته و (زبالته) ويعالجه بطريقتين:
ـ تحديد كمية المواد الداخلة للجسم، فتخفف كمية المواد السامة الخارجة من الأكسدة، ويطلق عليها العلماء تعبيراً عجيباً (دورة تجويع) ولا يمكن أن يقارنها سوى (نظام الصيام الإسلامي). والثانية بزيادة المواد اللاجمة للسموم؟
وفي هذا الصدد كشف العلم عن قانون عجيب في الغذاء يختصر بجملة مضحكة؟: (كلما أكل أكثر مات أسرع)
ولتأكيد هذا المعنى فقد قام العالم ريشارد فاين درخ ( RICHARD WEINDRUCH) بثلاث تجارب مثيرة، كانت الثالثة منها عليه بالذات.
كانت الأوليتان على فئران الحقل؛ فقد لاحظ أن الحيوان يميل الى الموت أسرع كلما تغذى أكثر، وبمقارنة الحيوانات، وكم تستهلك من الطاقة؟ استطاع رصد قانون ملفت للنظر، فعمر الحيوان يحدد بمقدار ما يستهلك من الكالوري نسبة الى وزنه؛ فمثلا جرذ الحقل الذي يستهلك 250 كالوري لكل غرام من جسمه في اليوم، يعيش 18 شهراً فقط، في حين أن الخنزير الذي يستهلك 12 كالوري يعيش 25 سنة. الانسان يمثل استثناءً في الطبيعة بعدد دقات قلبه:
كما لوحظ قانون آخر، في علاقة دقات القلب مع فسحة الحياة؛ فكل حيوان عنده مليار من دقات القلب، يستهلكها كيفما أراد، فالفأر والأرنب المشغولان بنهم في القرض والالتهام طول النهار، وتضرب قلوبهم حوالي 500 ضربة في الدقيقة ينفقون بسرعة أكثر، في حين تعيش الفيلة والسلاحف أكثر من مائة سنة، بسبب ضربات القلب البطيئة، وعرف في هذا الصدد أن قلوب الرياضيين تضرب ببطء أكثر، وأن الله قد منح للبشر فترة حياة مضاعفة، فقلوبنا نحن البشر تضرب حوالي ملياران ونصف ضربة في متوسط الحياة. تطبيق (نظام الصوم) على الفئران!
قام العالم (ريشارد فاين درخ) بتجربة مثيرة على الفئران، فجوعها بتطبيق (نظام الصوم ) عليها ليرى مدى تأثيره؟
وكانت المفاجأة صاعقة، لأن الفئران عاشت أطول عمراً وبصحة أفضل. وكسبت 50 % زيادة في العمر، مما دفع العالم الى تطبيق هذا النظام على نفسه فقال: إذا عمرت الفئران أطول وأفضل بالصيام؛ فهو من بابٍ أولى أن يطبق على البشر، ومنذ ذلك الوقت خفَّض العالم كمية غذائه، باعتماد 1500 كالوري في نهاره، فيكسب كما كسبت الفئران زيادة 50 % في فسحة العمر؟zwj;!
ويقول العالم (فاين درخ) في هذا الصدد، وهو هنا يتفق مع مدرسة البرمجة الجينية، إذا كانت الانقسامات الخلوية تمنحنا حوالي 120 سنة من فسحة العمر، فإنه باعتماد نظام التجويع المستمر (الصوم) يمكن أن يعيش الانسان لفترة 180 سنة؟! . لماذا يموت الناس في المجاعات؟
3 ـ (ثالثاً) يمكن تطويق ظاهرة الموت من طرف آخر، ومد فسحة العمر عن طريق لجم السموم، وهذا ما فعله العالم (راجيندار سوهال RAJINDAR SOHAL ) وزميله ( ميشال روز MICHAL ROSE ) برفع مستوى المواد المضادة للسموم المنبعثة من تفاعلات الخلايا، بزيادة مواد (مضاد الأكسدة ANTIOXIDANTIEN). وكانت التجربة على ذباب الفاكهة، من خلال إقحام هذه المواد في نواة الخلية، وكانت المفاجأة قوية، عندما تم ملاحظة قوة الذباب المحقون بهذا الإكسير، نسبةً للفريق الآخر غير المعالج بهذه الطريقة؛ فطال عمره، واشتد عوده، وعظمت مقاومته للأمراض والسموم والجوع والغازات القاتلة وصدمات الحرارة.
كان ابن خلدون يقول: إن الناس في المجاعات لا يموتون من الجوع الجديد، بل من التخمة القديمة، من اعتياد الأمعاء القديم على فرط الرطوبات، ولذيذ المطاعم والمشارب، والتأنق في افتراس الطعام بدون توقف؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
برافو
عادل سعيد -

برافو خالص، أول مرة أرى مقالاً لك لا تدخل القرآن فيه!

برافو
عادل سعيد -

برافو خالص، أول مرة أرى مقالاً لك لا تدخل القرآن فيه!

الصوم الاسلامي دمار
ساهر الناي -

الصوم حسب الطريقة الاسلامية يدمر الجسم البشري لان الصيام في رمضان غير علمي والخطأ ليس في القرآن الحكيم بل في التفسير.... .....فقهاء الاسلام بالثقافة التغذوية والصحية . في وقت الافطار يكسب الجسم الشيعي والجسم البشري السني مليار كالوري بن الغروب الى السحور ومن هنا ترتفع نسبة وفاة المسلمين في شهر شوال من كل عام وفي الاخص مرضى السكر والضغط والقلب

الصوم الاسلامي دمار
ساهر الناي -

الصوم حسب الطريقة الاسلامية يدمر الجسم البشري لان الصيام في رمضان غير علمي والخطأ ليس في القرآن الحكيم بل في التفسير.... .....فقهاء الاسلام بالثقافة التغذوية والصحية . في وقت الافطار يكسب الجسم الشيعي والجسم البشري السني مليار كالوري بن الغروب الى السحور ومن هنا ترتفع نسبة وفاة المسلمين في شهر شوال من كل عام وفي الاخص مرضى السكر والضغط والقلب

للامانة
نـــ النهري ــزار -

للامانة نقول الصوم الاسلامي ماخوذ من الصوم اليهودي ولكي يكون الانسان اكثر دقة يجب ان يذكر المصدر الاقدم. هناك بحوث جمة تثبت مضار الصوم الكثيرة واهمها الجفاف فاكثر شيء يطيل الحياة هو تناول السوائل باستمرار خصوصا الماء وبمعدل لترين يوميا ولفترات لا تتجاوز الساعتين بين جرعة وجرعة. عموما التكلم عن بحوث علمية شيء جميل ولكن ما دخل ابن خلدون

للامانة
نـــ النهري ــزار -

للامانة نقول الصوم الاسلامي ماخوذ من الصوم اليهودي ولكي يكون الانسان اكثر دقة يجب ان يذكر المصدر الاقدم. هناك بحوث جمة تثبت مضار الصوم الكثيرة واهمها الجفاف فاكثر شيء يطيل الحياة هو تناول السوائل باستمرار خصوصا الماء وبمعدل لترين يوميا ولفترات لا تتجاوز الساعتين بين جرعة وجرعة. عموما التكلم عن بحوث علمية شيء جميل ولكن ما دخل ابن خلدون

رائد دائما.
سيف الاسلام ايفنطرس -

رائد دائما دكتور خالص بمقالاتك القيمة ، وبالمناسبة ما رأي سيادتك في التجارب العلميةالتي يقوم بها ثلة من العلماء حول امكانية جعل الانسان خالدا أو على الأقل يعيش فوق الألف سنة ، أظن أن هذا ليس غريبا في ديننا الحنيف اذا علمنا أن نوح عليه السلام قضى تسعمائةوخمسين سنة يدعو الى التوحيد والمحبة والسلام.

رائد دائما.
سيف الاسلام ايفنطرس -

رائد دائما دكتور خالص بمقالاتك القيمة ، وبالمناسبة ما رأي سيادتك في التجارب العلميةالتي يقوم بها ثلة من العلماء حول امكانية جعل الانسان خالدا أو على الأقل يعيش فوق الألف سنة ، أظن أن هذا ليس غريبا في ديننا الحنيف اذا علمنا أن نوح عليه السلام قضى تسعمائةوخمسين سنة يدعو الى التوحيد والمحبة والسلام.

برافو
عادل سعيد -

برافو خالص، أول مرة أرى مقالاً لك لا تدخل القرآن فيه!

الصوم الاسلامي دمار
ساهر الناي -

الصوم حسب الطريقة الاسلامية يدمر الجسم البشري لان الصيام في رمضان غير علمي والخطأ ليس في القرآن الحكيم بل في التفسير.... .....فقهاء الاسلام بالثقافة التغذوية والصحية . في وقت الافطار يكسب الجسم الشيعي والجسم البشري السني مليار كالوري بن الغروب الى السحور ومن هنا ترتفع نسبة وفاة المسلمين في شهر شوال من كل عام وفي الاخص مرضى السكر والضغط والقلب

للامانة
نـــ النهري ــزار -

للامانة نقول الصوم الاسلامي ماخوذ من الصوم اليهودي ولكي يكون الانسان اكثر دقة يجب ان يذكر المصدر الاقدم. هناك بحوث جمة تثبت مضار الصوم الكثيرة واهمها الجفاف فاكثر شيء يطيل الحياة هو تناول السوائل باستمرار خصوصا الماء وبمعدل لترين يوميا ولفترات لا تتجاوز الساعتين بين جرعة وجرعة. عموما التكلم عن بحوث علمية شيء جميل ولكن ما دخل ابن خلدون

رائد دائما.
سيف الاسلام ايفنطرس -

رائد دائما دكتور خالص بمقالاتك القيمة ، وبالمناسبة ما رأي سيادتك في التجارب العلميةالتي يقوم بها ثلة من العلماء حول امكانية جعل الانسان خالدا أو على الأقل يعيش فوق الألف سنة ، أظن أن هذا ليس غريبا في ديننا الحنيف اذا علمنا أن نوح عليه السلام قضى تسعمائةوخمسين سنة يدعو الى التوحيد والمحبة والسلام.

طول العمر و الزاهايم
ali-ali -

في المقال السابق تناول الكاتب طول العمر و الزاهايمر و السؤال لماذا اختفى اثر الزاهايمر في طول العمر هذا ؟

طول العمر و الزاهايم
ali-ali -

في المقال السابق تناول الكاتب طول العمر و الزاهايمر و السؤال لماذا اختفى اثر الزاهايمر في طول العمر هذا ؟

كاتب موسوعي
البـــ عصام ــــحري -

خالص جلبي عالم وكاتب موسوعي. يجتهد كثيراً في مقالاته.

كاتب موسوعي
البـــ عصام ــــحري -

خالص جلبي عالم وكاتب موسوعي. يجتهد كثيراً في مقالاته.

طول العمر و الزاهايم
ali-ali -

في المقال السابق تناول الكاتب طول العمر و الزاهايمر و السؤال لماذا اختفى اثر الزاهايمر في طول العمر هذا ؟

كاتب موسوعي
البـــ عصام ــــحري -

خالص جلبي عالم وكاتب موسوعي. يجتهد كثيراً في مقالاته.

المجهول والخلود
رمضان عيسى -

الخلود كهدف بعيد المنال وكل التجارب المعروفة لدينا باءت بالفشل ، والخوف من الموت ينبع من أنه خسارة كل شىء، أقصد كل شىء في هذه الحياة جربناه واستمتعنا به أكلا وشربا وعاشرناه وأحببناه انسانا ،ولما كان الموت لا مهرب منه لهذا نحاول أن نبعده عنا قدر استطاعتنا ، كأن لانعرض أنفستا للخطر الذي تكون نتيجته الموت أو الاٍقتراب منه ، فنحن منذ وجدنا في هذه الحياه ونحن نقاوم الموت منذ الطفولة اللاواعية الى أن وصلنا الى درجة الوعي ، والموت له شكلان مادي ومعنوي . فالمادي هو انعدام الحس بأي شىء كما في الحياة والتساوي مع المادة الجامدة ومن ثم التحلل والتلاشي . أما المعنوي فهو الاٍلقاء خارجا بعيدا عن الأحياء سواء في باطن الأرض أو في باطن أسماك البحر _ هناك قبيلة تدفن موتاها في البحر _ أو بالحرق _ كما هو في المعتقدات الهندوسية _، والاٍلقاء خارجا معنويا أي اعتباره شىء مهمل وليس له أية فائدة بين من هم أحياء . ونفسيا يولد هذا اٍحساس بالألم عند الكهول ،ولا ننكر أن الموت معنويا يثير شعور بالخوف من المجهول ، الما بعد ، ليس مهما الزمن في الما بعد ، بعد مليون سنة أو عشرة ملايين من السنين ، المهم ماذا بعد ؟ والجواب هو أن كل المعطيات العلمية والتجريبية منذ التاريخ المكتوب وعلم الاٍنثربولوجيا ومنذ أن وعى الاٍنسان نفسه كاٍنسان ، كل هذا يقول أن ليس هناك من اٍمتداد ما بعد الموت ، أي امتداد مادي ، جسدي ، حسي لهذا الجسد الذي مات وتحلل واندثر . أما الأديان فاٍن لها رأيا آخر ، حيث في الميثولوجيا الدينية نجد عالما آ خر يلبي نزوع الاٍنسان ورغبته في الخلود ، وهذا العالم الذي تنسجه الأديان يختلف من أمه الى أخرى باٍختلاف تاريخها وأساطيرها عن الحياة والموت .

المجهول والخلود
رمضان عيسى -

الخلود كهدف بعيد المنال وكل التجارب المعروفة لدينا باءت بالفشل ، والخوف من الموت ينبع من أنه خسارة كل شىء، أقصد كل شىء في هذه الحياة جربناه واستمتعنا به أكلا وشربا وعاشرناه وأحببناه انسانا ،ولما كان الموت لا مهرب منه لهذا نحاول أن نبعده عنا قدر استطاعتنا ، كأن لانعرض أنفستا للخطر الذي تكون نتيجته الموت أو الاٍقتراب منه ، فنحن منذ وجدنا في هذه الحياه ونحن نقاوم الموت منذ الطفولة اللاواعية الى أن وصلنا الى درجة الوعي ، والموت له شكلان مادي ومعنوي . فالمادي هو انعدام الحس بأي شىء كما في الحياة والتساوي مع المادة الجامدة ومن ثم التحلل والتلاشي . أما المعنوي فهو الاٍلقاء خارجا بعيدا عن الأحياء سواء في باطن الأرض أو في باطن أسماك البحر _ هناك قبيلة تدفن موتاها في البحر _ أو بالحرق _ كما هو في المعتقدات الهندوسية _، والاٍلقاء خارجا معنويا أي اعتباره شىء مهمل وليس له أية فائدة بين من هم أحياء . ونفسيا يولد هذا اٍحساس بالألم عند الكهول ،ولا ننكر أن الموت معنويا يثير شعور بالخوف من المجهول ، الما بعد ، ليس مهما الزمن في الما بعد ، بعد مليون سنة أو عشرة ملايين من السنين ، المهم ماذا بعد ؟ والجواب هو أن كل المعطيات العلمية والتجريبية منذ التاريخ المكتوب وعلم الاٍنثربولوجيا ومنذ أن وعى الاٍنسان نفسه كاٍنسان ، كل هذا يقول أن ليس هناك من اٍمتداد ما بعد الموت ، أي امتداد مادي ، جسدي ، حسي لهذا الجسد الذي مات وتحلل واندثر . أما الأديان فاٍن لها رأيا آخر ، حيث في الميثولوجيا الدينية نجد عالما آ خر يلبي نزوع الاٍنسان ورغبته في الخلود ، وهذا العالم الذي تنسجه الأديان يختلف من أمه الى أخرى باٍختلاف تاريخها وأساطيرها عن الحياة والموت .

المجهول والخلود
رمضان عيسى -

الخلود كهدف بعيد المنال وكل التجارب المعروفة لدينا باءت بالفشل ، والخوف من الموت ينبع من أنه خسارة كل شىء، أقصد كل شىء في هذه الحياة جربناه واستمتعنا به أكلا وشربا وعاشرناه وأحببناه انسانا ،ولما كان الموت لا مهرب منه لهذا نحاول أن نبعده عنا قدر استطاعتنا ، كأن لانعرض أنفستا للخطر الذي تكون نتيجته الموت أو الاٍقتراب منه ، فنحن منذ وجدنا في هذه الحياه ونحن نقاوم الموت منذ الطفولة اللاواعية الى أن وصلنا الى درجة الوعي ، والموت له شكلان مادي ومعنوي . فالمادي هو انعدام الحس بأي شىء كما في الحياة والتساوي مع المادة الجامدة ومن ثم التحلل والتلاشي . أما المعنوي فهو الاٍلقاء خارجا بعيدا عن الأحياء سواء في باطن الأرض أو في باطن أسماك البحر _ هناك قبيلة تدفن موتاها في البحر _ أو بالحرق _ كما هو في المعتقدات الهندوسية _، والاٍلقاء خارجا معنويا أي اعتباره شىء مهمل وليس له أية فائدة بين من هم أحياء . ونفسيا يولد هذا اٍحساس بالألم عند الكهول ،ولا ننكر أن الموت معنويا يثير شعور بالخوف من المجهول ، الما بعد ، ليس مهما الزمن في الما بعد ، بعد مليون سنة أو عشرة ملايين من السنين ، المهم ماذا بعد ؟ والجواب هو أن كل المعطيات العلمية والتجريبية منذ التاريخ المكتوب وعلم الاٍنثربولوجيا ومنذ أن وعى الاٍنسان نفسه كاٍنسان ، كل هذا يقول أن ليس هناك من اٍمتداد ما بعد الموت ، أي امتداد مادي ، جسدي ، حسي لهذا الجسد الذي مات وتحلل واندثر . أما الأديان فاٍن لها رأيا آخر ، حيث في الميثولوجيا الدينية نجد عالما آ خر يلبي نزوع الاٍنسان ورغبته في الخلود ، وهذا العالم الذي تنسجه الأديان يختلف من أمه الى أخرى باٍختلاف تاريخها وأساطيرها عن الحياة والموت .