دولة العبيد وأيامها السوداء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان المماليك عبيدا يُخطفون (وأحيانا يُشترون) من بلدان غير اسلامية، أطفالاً؛ ثم يتم تربيتهم تربية عسكرية دينية صارمة في ثكنات معزولة عن العالم الخارجي، لضمان ولائهم التام للحاكم. وعندما يتحرر المملوك ويصبح أميرا كان من حقه أن يقتني بدوره عددا من المماليك يتناسب مع درجته. ويعتمد المملوك في حياته على الإقطاعيات التي يهبها السلطان إياه، وهي زمام قرية أو مدينة أو أكثر. ولذا لم يبق للفلاحين سوى العمل والسخرة ودفع الأموال.
وبعد أن زادت أعداد المماليك وقوتهم استولوا على الحكم من الأيوبيين، ولكن كانت تحكمهم دائما عقد نقص مصدرها كونهم رقيقا في الأصل، وكانوا غالبا ما يغطون عليها بالتزيّد الديني (أحد ركيزتي تربيتهم)، كما حرصوا على استضافة الخلفاء العباسيين لإضفاء الشرعية الدينية على حكمهم.
وقد استمر حكم هؤلاء العبيد لمصر لأكثر من قرنين ونصف، وكانت دولتهم متعفنة متسمة بالطغيان والاستبداد والفتن يحكمها أرباب السيوف ومحترفوا التآمر. ولم يكن الحكم وراثيا بالأساس؛ بل عند موت (و غالبا قتل) السلطان، يتولى بعده الأمير الأقوى. وقد توالى ٢٤ سلطانا من المماليك "البحرية" (الأتراك الأصل الذين كانوا يقيمون في قلعة الروضة بالنيل، ولذا سموا بالبحرية) بين ١٢٥٠ و١٣٨٢ ولكن آخرهم، السلطان المنصور قلاوون، أراد تكوين طائفة جديدة من المماليك تختصه بولائها وترتبط به دون غيره من الأمراء المنافسين؛ وكان الشراكسة هم الأكثر توافرا في أسواق الرقيق بعد أن شردهم المغول من بلادهم شمالي بحر قزوين وشرقي البحر الأسود (شركاسي = شرق آسيا). ولكنه أكثر منهم فاستولوا على الحكم بعد مقتله، وتوالى منهم ٢٢ سلطانا حتى الغزو العثماني (١٥١٧). واستمر نفوذ المماليك بعدها في الأقاليم حتى القضاء عليهم بواسطة محمد علي في مطلع القرن التاسع عشر.
وقد تدهورت الأحوال في أيامهم واستشرى عدم الانضباط وأمسوا رمزا للفوضى وللسلب والنهب. ووصفهم المقريزي (ت ١٤٤١) على أيامه بأنه "ليس فيهم إلا من هو أزنى من قرد وألص من فأر وأفسد من ذئب". وقال في موضع آخر: "فنزل بالناس من (المماليك) بلاء لا يوصف، ما بين قتل ونهب وسبي، بحيث لو ملك الفرنج بلاد مصر ما زادوا على ما فعله (المماليك)" (الخطط ج٣ ص ١٢٤). ومن أسباب تدهور الأحوال في عهودهم، العربان الذين كانوا ينافسونهم في السيطرة على البلاد، وخاصة في الأقاليم، واستغلالها ونهبها وقتل الفلاحين وقطع الطرق. وكانت هجرات قبائلهم قد توالت منذ الغزو العربي وحاول بعض الحكام، بلا جدوى، التخلص منهم؛ (بل حاول بدر الجمالي، وزير المستنصر، استئصالهم حيث شبههم بالوحوش وليسوا من البشر). (هوامش تاريخ البطاركة ج٤ ص ٤١).
وبالإجمال، وكأنه لم يكفِ معاناة القرون السابقة، فقد دخلت مصر في غيبوبة كاملة دامت خمسة قرون ونصف، ولم تفق منها إلا على صوت نابليون وهو يقرع أبوابها في ١٧٩٨. ***
وبعد ما عرضناه لأحداث واكبت نهاية الدولة الأيوبية، نتابع قراءة تاريخ مصر والقبط من خلال مخطوطات "تاريخ البطاركة" لساوري (ساويرس) ابن المقفع التي استمر في تسجيلها كتاب آخرون بعد وفاته حوالي سنة ١٠٠٠ ولكننا نجد أن الحوليات أصبحت، عبر فترات تمتد أحيانا لأكثر من قرنين، لا تزيد عن عبارات شديدة الاقتضاب. وهذا في حد ذاته دليل على الأيام السوداء الحالكة التي مرت على القبط الذين يبدو أنه لم يعد لديهم حتى من يقدر على تسجيل الأحداث بالتفصيل. ولذا سنلجأ إلى استكمال الصورة بالرجوع لمصادر أخرى.
*** ٢٩ـ وبعد إتمام القرعة الهيكلية، اختير الأنبا غبريال (١٢٦٢)، لكن بعض أراخنة مصر كانوا قد اتفقوا على آخر يدعى يوأنس فأقاموه ما يقرب من سبعة سنين، وكانت هي المرة الوحيدة التي يجلس فيها اثنان من البطاركة على الكرسي المرقسي في نفس الوقت. ثم عزل يوأنس وتولى غبريال مرة أخرى لسنتين. ثم عزل غبريال وأعيد يوأنس (١٢٧١) بأمر السلطنة وبقي معزولا حتى وفاته، واستمر يوأنس حتي وفاته (١٢٩٣).
[[ وفي (١٢٦٤) أمر السلطان (الظاهر بيبرس) أن يحفروا حفرة كبيرة ويجمعوا النصارى ويحرقوهم فيها (*). وطلب البطرك وقرر عليه خمسين ألف دينار، ثم أطلقوا النصارى. وبقوا سنتين يجمعون (المبلغ). وجرى على النصارى شدائد كثيرة يطول شرحها وقاسى الأساقفة شيئا يطول شرحه]].(*) هذه العبارات المقتضبة تستحق التوضيح استنادا إلى مصادر أخرى: [كان كاتب قبطي، يعمل عند أمير خاصكي يعرف بعين الغزال، قد سأل يوما سمسارا عن مال متأخر عليه للأمير الذي يعمل عنده، ثم أمر غلامه فاقتاد السمسار نحو دار الأمير فصاح السمسار وتجمع الناس وكثرت الضوضاء. وكان الكاتب قد قرب من بيت أستاذه (الأمير) فأحاط به العامة وألقوه عن دابته وخلصوا السمسار، فجاء غلمان الأمير للنجدة فأسرع العامة إلى قلعة الجبل وهم يصيحون. ولما عرف السلطان بالخبر غضب وأمر الأمير بيدر والأمير سنجر الشجاعي بإحضار جميع النصارى بين يديه ليقتلهم، فما زالا به حتى استقر الحال على أن ينادى في القاهرة ومصر بأن لا يخدم أحد من النصارى واليهود عند أمير. وأمر الأمراء كافة بأن يعرضوا على من عندهم من الكتاب النصارى الإسلام فمن امتنع ضُربت عنقه ومن أسلم استخدموه عندهم. ورسم للنائب السلطاني بأن يفعل نفس الشيء مع مباشري الديوان السلطاني، فنزل الطلب لكافة الكُتّاب، فصارت العامة والحرافيش تسبق إلى بيوتهم وتنهبها حتى عم النهب بيوت جميع النصارى واليهود وأخرجوا نساءهم سبايا وقتلوا جماعة منهم بأيديهم، ونهبوا كنيسة المعلقة وقتلوا جماعة بها. ثم قام الأمير بيدر لكف العامة، فانكفوا. فكانت تلك من أشد الأحوال، مات فيها من الأطفال والشيوخ والرجال عدد كثير. ثم جمع النائب جماعة من كتاب السلطان والأمراء وأوقفوهم بين يدي السلطان، فأمر الشجاعي والأمير جاندار بأن ينزلوا إلى سوق الخيل تحت قلعة الجبل ويحفروا حفرة كبيرة ويلقوا فيها الكتّاب الحاضرين ويضرموا عليهم الحطب نارا فتقدم الأمير بيدر وتشفع، فأبي السلطان وقال: ما أريد في دولتي ديوانا نصرانيا. فلم يزل به بيدر حتى سمح بأن من أسلم منهم يبقى في الخدمة ومن امتنع ضربت عنقه. فخرج الأمير بيدر إلى الكُتّاب وأخبرهم، فاستسلموا (أسلموا) جميعا وكتب شهادات عليهم ودخل بها للسلطان....] (الكافي ج٢ ص ٥٣٨).
ما أروعه من نموذج تاريخي على "العدالة" الوحشية!! وفي ١٢٧٣ أرسل ملك الحبشة يطلب مطرانا، وحرص في رسالته على أن يوضح للسلطان بيبرس أنه يحسن معاملة المسلمين في بلاده وأن منهم في جيشه مائة ألف فارس مسلم "وكل من يصل من المسلمين إلى بلادنا نحفظهم ونسفرهم كما يحبون". لكن بيبرس رفض طلبه (هوامش ج ٣ ص ١٥٧٨).
وفي (١٢٧٤) انتصر المسلمون على التتار في أرض الشام عند "بيرة"، ثم ساروا منها إلى أرمينية ففتحوها عنوة وأباحها بيبرس أياما فغنموا وسبوا وقتلوا وأراقوا فيها الدماء الكثيرة. ثم تاقت نفس الملك بيبرس إلى فتح النوبة والصعيد الأعلى فأنفذ الأمير آق سنقر في جيش عظيم إلى أسوان فقاتلها ومازال بها حتى استولى عليها، وترفع إلى الصعيد الأعلى يغزو ويفتح ويحرق ويخرب ويسفك الدماء حتى ملك جميع مصر العليا وأخضعها لحكم الملك الظاهر بيبرس وقفل راجعا مثقلا بالغنائم من الذهب والفضة وسن الفيل والريش والعبيد والإماء والخصيان والخيل والدواب. (الكافي ج٢ ص ٥٣٠)
٣٠ـ وبعد خلو الكرسي لسنة، رُسم الأنبا تاوضروس (١٢٩٤ـ١٣٠٠) وكان من دير أبو فانا [[وذُكر أنه أخذ البطريركية بما يخالف الناموس وكان محبا لأخذ الرشوة (*). وحدث في أيامه فناء وغلاء عظيم وأكل الناس الميتة (..)]].
(*) أي الشرطونية (السيمونية التي تعتبرها قوانين الكنيسة جريمة فادحة) وكانت لسداد المبالغ الكبيرة التي يفرضها السلاطين على الكنيسة مقابل موافقتهم على رسامة البطرك أو لسد النفقات ودفع المبالغ الفادحة التي كانت تبتز عند حدوث المجاعات أو عند إرغام الرهبان ورجال الكنيسة على دفع الجزية، أو عند تحويل جزية من أسلم على بقية القبط الذين بقوا على دينهم (هوامش ج٤ ص ٦) ٣١ـ ثم تولى الأنبا يوأنس الثامن (١٣٠٠ـ١٣٢٠) [[وكان في أيامه لبس العمائم الزرقاء (*) وما جرى مجراه. وحدثت زلزلة عظيمة (أغسطس ١٣٠٣) (..) وقد حضر تجنيز الأب القديس برسوم العريان]].
(*) في أواخر سلطنة خليل بن قلاوون (١٢٩٠ـ ١٢٩٢) أُغلقت الكنائس في كل البلاد ما عدا الإسكندرية، وصدر الأمر لكل القبط بلبس العمائم الزرقاء. أما برسوم هذا، فقد أمر الوالي بجلده وحبسه لأنه كان متوحدا يصلي، بدون إذن، بإحدى الكنائس المغلقة، ثم أطلقه فسكن على سطح تلك الكنيسة. وقد تعرض للضرب بالسياط والحبس مرة أخرى لأنه رفض لبس العمامة الزرقاء.
وفي ١٢٩٩ قام بالحبشة رجل يدعى أبو عبد الله محمد يدعو للإسلام واجتمع معه نحو مائتي ألف رجل من الأعراب وحارب الملك. وعندما اشتدت وطأة المعارك سعى الفقيه عبد الله الزيلعي لدي السلطان ليتدخل لمساعدة العرب الغزاة في الحبشة، فوسط بطريرك الأقباط في ذلك، فأرسل هذا إلى ملك الحبشة يطلب منه ترك محاربة العرب في بلاده، لكن الحروب استمرت أمدا طويلا. (هوامش ج٣ ص ١٥٨٨)
وفي ١٣١٢ أرسل ملك الحبشة هدية إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون بلغت قيمتها مائة ألف دينار (؟)، حتى عُدّت من النوادر، ليطلب رسامة مطران لبلاده، فوافق.... ٣٢ـ ثم تولى الأنبا يوأنس التاسع (١٣٢٠ـ١٣٢٧) [[وفي أيامه جرت شدائد كثيرة على النصارى وقُتل منهم وحُرق منهم، وسمروا منهم وأشهروهم على الجمال وألبسوهم العمائم الزرق. ثم فرج (الله) عن الشعب برحمته]].
هذه العبارات المختصرة المكثفة لا تشفي غليلا، لكن مصادر التاريخ تقول أنه في يوم الجمعة (١٦ مايو ١٣٢٠) وفي وقت واحد (*) حدثت حرائق بكنائس كثيرة في القاهرة ومصر واسكندرية وجهات أخرى، وحدث نهب وقتل. وبعد ذلك بشهر وقع حريق في عدة حارات وكثير من الدور والربوع والجوامع، واتهم في ذلك بعض النصارى وقُبض عليهم وعوقبوا بالحرق والقتل (**). وبعدها أُلزم النصارى بلبس العمائم الزرقاء ونودي بأنه من وجد نصرانيا لابسا عمامة بيضاء أو راكبا فرسا أو بغلا حل له دمه وماله، وإذا ركب حمارا فليركبه مقلوبا، ولا يدخل نصراني الحمام وإلا في عنقه جرس ولا يتزيا أحد منهم بزي المسلمين، ومنع الأمراء من استخدامهم وكثر إيقاع المسلمين بهم (هوامش ج٤ ص ٨٣٩).
(*) كان قد بدأ، بأمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون (١٣٠٩ـ١٣٤٠)، بناء زريبة في التل الأعظم بجوار الجامع الطيبرسي، فلما انتهي الحفر إلى جانب كنيسة الزهرى، أخذ الفعلة في الحفر حولها حتى تعلقت الكنيسة لكنها لم تسقط، وصار العامة من غلمان الأمراء العاملين في الحفر وغيرهم يصرخون في طلب هدمها. إلى أن كان يوم الجمعة وكان السلطان يصلي بجامع قلعة الجبل فقام رجل فقير (وليّ؟) يصيح "اهدموا الكنيسة التي في القلعة" وأكثر من الصياح حتى أضجر الناس، فتعجب السلطان من قوله وأرسل نقيب الجيوش لفحص الأمر فوجدوا في خرائب التتار، قريبا من القلعة، كنيسة؛ فهدموها. ولما وصل الأمر للعامة، تجمع عدة من الغوغاء وصاحوا بصوت مرتفع الله أكبر، وهدموا كنيسة الزهرى (حيث الحفر) حتى بقيت كوما وقتلوا من كان بها من النصارى وأخذوا ما كان بها، ثم امتدت أيديهم إلى الكنائس الأخرى فهدموا كنيسة بو مينا بالحمراء، وكانت معظمة جدا من قديم الزمن، ثم مضوا إلى كنيستين أخريين بجوار السبع سقايات تعرف إحداهنا بكنيسة البنات وكان بها كثير من الراهبات المتعبدات فكسروا أبواب الكنيستين وسبوا (الراهبات) سبيا وكن يزدن عن ستين بنتا، ونهبوا سائر ما ظفروا به وأحرقوا وهدموا تلك الكنائس كلها. قال المقريزي: فعندما خرج الناس من الجوامع شاهدوا هولا كبيرا من كثرة الغبار ودخان الحريق وهرج الناس وشدة حركتهم ومعهم ما نهبوه فكان ذلك اليوم أشبه بيوم القيامة فلما بلغ السلطان انزعج وغضب من تجرؤ العامة بغير أمره، وأمر أيدغمش أميراخور أن يركب بجماعة الوشاقية ويتدارك الخلل، فإذا بخبر ورد بأن العامة قد خربت كنيسة بحارة الروم وكنيسة بحارة زويلة، كما زحفت العامة في جمع كثير جدا إلى كنيسة المعلقة فقفلها الموكلون بها وهم محصورون بها وهي على وشك أن تؤخذ، فنزل أربعة أمراء من القلعة في عدة وافرة ففر الناهبون ولم يظفر الأمراء إلا بمن عجز عن الحركة، وذهب الوالي إلى المعلقة فأخذه الناهبون بالرجم (بالحجارة) حتى فر منهم، وكانوا على وشك حرق باب الكنيسة فجرد أيدغمش ومن معه السيوف يريدون الفتك بالعامة فوجدوا عالما لا يحصر وخاف سوء العاقبة فأمسك عن القتل. وأخيرا فر العامة وتفرقوا. ثم جاءت الأخبار أيضا بأن العامة هدمت أربع كنائس بالإسكندرية وكنيستين بدمنهور وأربع كنائس بالغربية وثلاث بالشرقية وست بالبهنساوية وبأسيوط ومنفلوط ومنية أبي خصيب ثمان كنائس، وست كنائس بقوص وخمس بأسوان وبالأطفيحية كنيسة وبسوق وردان وقصر الشمع ثمان كنائس. وتواترت الأخبار بكثرة ما هدم من الكنائس والديارات فكانت شدة عظيمة للغاية]. (الكافي ج٢ ص ٥٥٣)
(**) وقع حريق بحارة الشوائين بالقاهرة، وكان يوما شديد الريح حتى قلعت النخيل وأغرقت المراكب، فسرت النيران في كل ناحية وعجز الناس عن إطفائها إلا بعد أيام. واتهم بعض النصارى بالتسبب في الحريق، فاعترفوا بعد أن عوقبوا (عذبوا) بفعلتهم انتقاما لهدم الكنائس. فحُرق (المتهمون) يوم الجمعة واجتمع لمشاهدتهم جمع كثير، واجترأ من ذلك اليوم جمهور الناس على النصارى وفتكوا بهم. ولما ركب السلطان إلى الميدان كعادته وجد خلقا كثيرا جدا من العامة قد صبغوا خرقا من القماش بلون أزرق وعملوا فيها صلبانا بيضا وصاحوا: "لا دين إلا دين محمد بن عبد الله، يا ملك الناصر يا سلطان الإسلام انصرنا على أهل الكفر". فأمر السلطان الحاجب أن يخرج وينادى أن "من وجد نصرانيا فله ماله ودمه"، فصاحت العامة وصرخت نصرك الله وضجوا بالدعاء. وكثر إيقاع المسلمين بالنصارى ولبث الحال هكذا أياما ثم نودي في الناس بعد ذلك بالأمان وذلك لكثرة ما أوقعوا بالمسيحيين وزادوا في الخروج عن الحد. (الكافي ج٢ ص ٥٥٤ـ٥٥٧). وفي ١٣٢٦ أرسل ملك الحبشة رسلا إلى قلاوون يطلب منه "إعادة ما خرب من كنائس (القبط) ومعاملتهم بالإكرام والاحترام، ويهدد بأنه سيخرب ما عنده من مساجد المسلمين ويسد النيل حتى لا يعبر إلى مصر" فسخر السلطان وردّ رسله. وتكرر الأمر في السنة التالية. (هوامش ج ٣ ص ١٥٨٧) ٣٣ـ ثم جاء الأنبا بنيامين (١٣٢٧ـ١٣٣٩) [[وفي أيامه تولى شرف الدين النشوا ابن التاج، وجرت شدائد كثيرة وأهانوا النساء والأولاد والرهبان والراهبات والأساقفة. ومات النشوا وحل الانتقام من الله على جميع فاعلي السوء]].
وقد استمرت السلطنة المملوكية في اضطهاد القبط وفصل من كان يعمل منهم في دواوين الدولة؛ ففر البعض منهم إلى بلاد الحبشة وعلى رأسهم فخر الدولة الكاتب فرحب به ملك الحبشة (حيث قام بإعادة تنظيم ديوان الملك ووضع قواعد الضرائب) (هوامش ج٣ ص ١٥٨٩). ٣٤ـ وتوالي عدد من البطاركة هم بطرس (١٣٤٠ـ١٣٤٨) ومرقس (١٣٤٨ـ١٣٦٣) ويوأنس (١٣٦٣ـ١٣٦٩) وغبريال (١٣٧٠ـ١٣٧٨) لا يذكُر كُتّاب الحوليات أي أحداث في أيامهم!
لكن مصادر التاريخ تشير أحيانا لأحوال القبط فتقول مثلا أنه في ١٣٥٤ قرر الأمراء شيخو وصرغتمش وطاز، وكانوا قائمين بتدبير الدولة، الاستيلاء على راضي أوقاف أديرة وكنائس النصارى (خمسة وعشرين ألف فدان) والإنعام بها على الأمراء، وهدموا للنصارى عدة كنائس. وعاد العامة إلى تخريب الكنائس وهدم الديارات كما فعلوا أيام السلطان قلاوون. ومُنع اليهود والنصارى من مباشرة الدواوين. وتقرر ألا يزيد قماش عمائم النصاري عن عشرة أذرع (!) وألا يدخل أحد منهم الحمام وإلا في رقبته صليب ولا تدخل نساؤهم مع نساء المسلمين، وأن يكون إزار النصارى أزرق واليهود أصفر والسامرية أحمر، وأن يلبسوا الخف لونين، كل فردة من لون. ثم خرج الأمير علاء الدين والي القاهرة إلى ناحية شبرى الخيام فهدم كنيسة للنصارى وأخذ منها أصبع الشهيد المحفوظ في صندوق وأحضره للملك فأحرقه وذر رماده وبطل عيد الشهيد من يومئذ. واشتد العامة على النصارى شدة بالغة وتطاولت أيديهم إلى السلب والنهب وغير ذلك، والسلطان لا يرد للعامة كلمة ولا يوقفهم عند حد. ثم سكنت الفتنة وهمّ السلطان بتولية موفق الدين مسند الوزارة، وهو قبطي مرتد، فعارضه الأمراء وطلبوا تولية علم الدين وهو قبطي مرتد. (هوامش ج٤ ص ٨٥٥، والكافي ج٢ ص ٥٧٢) ٣٥ـ ثم تولى الأنبا متى (متاؤوس) (١٣٧٨ـ١٤٠٨). وقبلها كان راهبا في جبل أنطونيوس (بالصحراء الشرقية) ولم يقبل بالدعوة لتولي البطريركية وهرب، لكنه أُجبر عليها. وكان روحانيا فاعل خير متصدقا ومتواضعا [[يعمل مع الفعلة في معاجن الطين وينزح المراحيض مع العمالين ويشيل الغلال مع التراسين (..) ومع هذا لم ينحط عن هيبته ووقاره في أعين الناس]].
[[وكان هناك راهب سرياني يسمى ابراهيم خرج من الإيمان قدام الملك وصار جنديا وتكلم في حق الأب وفي حق جماعة الرهبان المجروحين بالبرية وقبض على جماعة منهم وأوثقهم وحملهم إلى مصر (..) ولم يبرح يعاند الأب البطرك ويقاومه حتى ضجر الشعب منه وسألوا الأب أن يدعو عليه فلم يقبل وقال لهم: "يا أولادي لا تدعو عليه بل أنا أدعو له" (..) وبعد وقت ندم ذاك الراهب السابق (ورجع لدينه ومات مقتولا لارتداده)]].
[[وكان أنه لما حارب الأمير منطاش السلطان برقوق وغلبه، (وشى له أحدهم) بأن تحت يد هذا الأب أموال وذخائر كان أودعها عنده برقوق قبل رحيله، فطلب الأب وعصره فلم يجد تحت يده شيئا (..). ومرة أخرى تسلط أميرٌ يسمى يلبغا الساملي وقصد أن (يفرض على الشعب أمورا صعبة) فلم يوافقه الأب، فجرد الأمير سيفه بغضب يريد أن ضرب رقبته، فمد عنقه للسيف (..) فلما رأى شجاعته تراجع (..) وحاول جماعة من المعاندين أن يهدموا كنيسة العذراء بالمعلقة (..) ثم أخذوا جفنة نار أطلقوها تحت أساساتها يريدون إحراقها (لكن المطر أطفأها) (..)]].
[[ثم تسلط جماعة من (المسلمين) على دير شهران (يريدون) أن يهدموه، وأنهوا إلى الملك كلاما كثيرا باطلا عن رهبان الدير فأذن لهم، فاجتمعوا لهدمه وكانوا خلقا كثيرا لا يحصى عدده لكن الأب (البطريرك) لم يخف منهم بل برح يناصبهم وقال لهم: "من منكم له يد وسلطان فليجرد سيفه ويقتلني، لأني ما دمت حيا لا أُمَكّنكُم من هدم طوبة واحدة من الدير حتى أقف أنا وأنتم قدام السلطان وأُظهر له باطل كلامكم" (..) ثم مضى إلى القلعة واستغاث بالسلطان برقوق. ولما وصله صوت صراخه، أرسل قضاة أربعة للكشف عن الدير فلم يجدوا شيئا مما (ادعاه) المعاندون]].
[[وأرسل الأمير سودون يطلب الأب وخاطبه بما أضمره، ومن جملته أن تلبس النسوة (القبطيات) الإزارات الزرق وغير ذلك، (فاستنكر الأب) أن يُشهّر ببنات شعبه وتصير عارا وأضحوكة لصغار عوام الناس وقال: "الحق أقول لك أيها الأمير أنك متى شهّرت بواحدة من بنات شعبي، لن أبرح أطلق التشهير في بلادكم من أطراف (السودان) وإلى أقاصي مصر. وأنا أخبرك أيها الأمير أن النصارى ما هم بغير ملوك على الأرض و(ليسوا مستضعفين) كما تحكمون عليهم" (..) فأطلق الأمير سبيله ولم يعد يخاطبه بشيء (في هذا الأمر)]].
[[ثم تكلم أحد الأمراء مع الملك (برقوق) والقضاة أن لا يبقوا نصرانيا على الأرض (لكنه مات بعدها)]].
[[وكان كثير من الشعب قد اختلطوا وتنجسوا بنجاسات كثيرة. وكان الأب يتنهد ويبكي على الشقاء الذي يحل بالمصريين (..) وأخذ ينذر شعبه قائلا "تيقظوا يا أولادي وتحذروا من ذلك اليوم الذي يأتي فيه الانتقام على المصريين" (..) وكان كلما خاطبنا بهذا لا نحذر ولا نزداد إلا طغيانا ووقاحة وعدم خوف من الله (..)]].
** من كثرة ما كان يحدث من مصائب تفوق العقل والاحتمال، لجأ الأقباط للاحتماء بالشعور الديني وتفسير الأمر بكونه بسبب خطاياهم وبعدهم عن مخافة الله...
وفي ١٣٨٢ أرسل ملك الحبشة هدايا على أحد وعشرين جملا للسلطان الظاهر برقوق ليطلب مطرانا لبلاده (ج٤ ص ١٥٨٠). وحدث في ١٣٩٦ أن العرب الأحمدية اتحدوا مع العرب الكنوز والهوارة وقاموا على حاكم أسوان ونهبوا منه المدينة وسبوا أهلها وظلت سنوات بلا حاكم (ج٤ ص ٨٧٥). وقد كان للسلطان برقوق (١٣٨٢ـ١٣٩٩) أكثر من مائة ولد، تولى بعده منهم خمسة. ٣٦ـ ثم توالى عدد من البطاركة في الفترة من ١٤٠٩ حتى ١٦٧٥ لا يسجل كُتّاب الحوليات شيئا يذكر عن أيامهم، باستثناء الأنبا يوأنس الثاني عشر (١٤٧٨ـ١٤٨٣) الذي وصلته [[رسالة من البطريرك البابا بمدينة رومية (روما)، و (رد عليه) برسالة ثلاثة كراريس ورق، وجوهر الكلام فيها يتضمن ترك العناد والصلح والسلام بين كافة طوائف المسيحيين]].
ولكن كتب التاريخ تذكر لنا استمرار الاضطهاد وحالات فرار الأقباط للحبشة هروبا منه. وقد حدثت خلال القرن الخامس عشر مشاحنات بين مصر والحبشة، ورفض السلاطين إرسال مطارنة أقباط فولى ملك الحبشة وجهه شطر روما، ولم تعترض الكنيسة القبطية حرصا على بقاء كنيسة الحبشة (١٤٤٠).
وفي عهد البطريرك يوأنس الحادي عشر (١٤٢٧ـ١٤٥٢) قتل وأحرق عدد كبير من الأقباط بينما سُمِّر آخرون في ألواح خشبية وكانوا يُساقون في شوارع القاهرة على ظهور الجمال (هوامش ج٤ ص٧). وكان ذلك في عصر السلطان الظاهر جقمق (١٤٣٨ـ ١٤٥٣) "الذي عُرف عنه أنه كان معتدلا في حكمة إذا قيس بسلفه برسباي، كما عرف عنه تدينه وورعه فحرّم المعاصي وشُرب الخمر" (!!)
وفي (١٤٤٣) أرسل ملك الحبشة للسلطان جقمق رسالة (مشفوعة بهدايا تشمل سبعين جارية) لاستعادة العلاقات الطيبة مع مصر، ويلفت نظره فيها لمعاملة القبط: [(..) وأنتم عارفون ما يلزم الراعي (الحاكم) من النظر في حال رعيته وأن الله يطالبه بذلك. وأبونا البطريرك والنصارى الذين تحت عز سلطانكم ومملكتكم الشريفة نفر قليل وضعفاء الحال ومساكين في كل الجهات ولا يمكن أن يكونوا قدر قيراط من المسلمين القاطنين بإقليم واحد من بلادنا. وأنتم حفظكم الله لا يخفى عليكم ما في بلادنا الواسعة من المسلمين تحت حكمنا ولم نزل نحسن إليهم في كل حين (..) وليس يخفى على سلطانكم أن بحر النيل ينجر إليكم من بلادنا ولنا استطاعة على أن نمنع الزيادة (الفيضان) التي تروي بلادكم ولا يمنعنا من ذلك إلا تقوى الله والمشقة على عباد الله (..)]. وقد رد السلطان برفض طلبات الملك (بتحسين معاملة القبط)، وإن أرسل له هدايا مناسبة... ويبدو أن ملك الحبشة استاء من الرد فحجز الرسول عنده وهدد بقتل (أحد ولاة الأقاليم المسلمين). ولما بلغ السلطان جقمق ذلك استحضر بطريرك الأقباط وضربه وهدده بالقتل، فأسرع ذاك بكتابة رسالة لملك الحبشة (..). (هوامش ج٣ ص ١٥٩٥ عن السخاوي).
وفي (١٤٦٣) كتب النجاشي داود إلى السلطان برقوق رسالة طويلة، ردا على رسالتين: واحدة من السلطان، حملها القاضي برهان الدين، والأخرى من البطريرك الأنبا متاؤوس حملها الأسقف إبراهام. ويشير النجاشي إلى أن مقاصد ملوك الحبشة [هي الخير لكل الناس والعدل والإنصاف والشفقة وردع الظالمين ومنع المفسدين وإيصال الحقوق للمستحقين] وكأنه يغمز بأن هذا ليس الحال في مصر. ثم يرد على ما ذُكر في رسالتي السلطان والبطريرك [من أن قوما أنهوا عندكم بأننا تسلطنا على المسلمين في بلادنا بالقتل والإساءة والإكراه على دخول ديننا] بأنها أمور سقيمة يستحق قائلوها القصاص الواجب على الكاذبين [لأنهم مقيمون في بلادنا راضين غير كارهين، وكانوا فقراء فصاروا تجارا مثقلين يتاجرون ويمشون شرقا وغربا من غير جزية ولا مكوس (..) وأما الإكراه على الدخول في ديننا فهذا غير واجب في كتبنا (..)] (أي الكلام لكِ يا جارة). ويشير إلى جهود حفظ الطرق، مؤكدا أن من جرت محاربتهم هم العربان المفسدون، بالضبط كما يُقاومهم السلطان في مصر. ونوه بوجود العديد من الملوك (حكام أقاليم) المسلمين على مناطق يسكنها نصارى يدفعون لهم الخراج كرعية، وكيف أن [جماعة المسلمين (في الحبشة) عليهم مزيد الأمن والأمان، (بينما) تعاملون الرعية وأهل الذمة (في مصر) بضد ذلك..] وذكّر بما حدث للقبط وأوصى [بمراعاتهم وإكرامهم وإعادة كنائسهم وأديرتهم التي أخذتموها وجعلتموها مساجد، وهذا بخلاف ما أمر به صاحب شريعتكم من حفط الذمة]. ثم يستعمل لغة التهديد المبطن: [فإن كنتم تقرونهم على عوائدهم من حفظ كنائسهم وأرزاقهم وأموالهم ومواشيهم وركوبهم معتدلين كجاري العوائد القديمة، فالعهد باق بيننا وبينكم ونعامل المسلمين بأكثر من ذلك. ومهما فعلتموه مع أبينا البطريرك وأخوتنا النصارى من الخير والشر فنحن فاعلوه مع سائر المسلمين الذين في سلطاننا (..)] ويضيف أن [النصارى تحت سلطانكم بالديار المصرية ما يوازون أكثر من إقليم واحد من أقاليم المسلمين الذين تحت سلطاننا (..)]. ثم يشتكي النجاشي مما يحدث للأحباش التجار أو المسافرين للحج إلى القدس عبر مصر وكيف أسيئت معاملتهم أو [أخذوا باليد العالية ليعملوهم مسلمين، وهذا غير واجب في الشريعة ولا جرت به عادة في زمن المسلمين السالفين]. (ج٣ ملحق ٩ ص ١٨٠٨ عن مخطوطة بمكتبة بطريركية الأقباط)
ومثل هذه الرسائل تبين بصورة واضحة، وإن كانت غير مباشرة، ما كان يحدث للقبط أيام المماليك؛ وكيف كان اضطهادهم، إن لم يكن القضاء عليهم، سياسة عامة ثابتة، برغبة السلاطين أو تحت ضغط "الشارع الإسلامي" من العوام والرعاع...
وما أشبه اليوم بالبارحة!! وفي أيام السلطان قايتباي (١٤٦٨ـ١٤٩٦) والبطريرك يوأنس الثاني عشر (١٤٧٨ـ١٤٨٣) قام العامة على النصارى بالقاهرة وأغلقت جميع كنائسهم ومُنعوا من إقامة شعائر دينهم ثم عمّ الأمر جميع الأقاليم القبلية والبحرية واشتدت نار الفتنة فوقع القتل والسبي والنهب والتخريب وأريقت الدماء هدرا في الأزقة والحارات وعجز ولاة الأمر عن ردع العامة. وما زال الحال على ذلك أياما كثيرة حتى سكنت الفتنة، وكان الخطب شديدا. وكانت مدة هذا الأب البطريرك حوالي ست سنين قضاها في أنكد عيش وأضيق حال بين أسر واسترقاق، وقد ذاق في أيامه النصارى من الرزايا والمحن أنواعا وصنوفا. (الكافي ج٢ ص ٦١١ـ٦١٣).ثم اشتد السلطان الأشرف قانصوه الغوري (١٥٠١ـ١٥١٦) على النصارى شدة بالغة فصادر أموال الكثير منهم وضيق عليهم وزاد في نكايتهم حتى عاقب بعض النساء بالجلد. (الكافي ج٢ ص ٦١٦). ***
والخلاصة هي أن دولة المماليك العبيد كانت أحلك فترات التاريخ على القبط وأكثرها وحشية؛ تحالف، بل تنافس، ضدهم فيها الحكام الدمويون مع الرعاع الغوغاء...
وهنا كان السلطان العثماني سليم يُعدّ العدة لفتح مصر، بعد أن استولى على حلب ثم دمشق وعاث فيهما، وكان هذا إيذانا بكابوس جديد! adel.guindy@gmail.com
التعليقات
تحاولون عبثا
نباش القبور -استغرب ممن يدعي العلمانية واللبرالية التوجه نحو التأجيج الطائفي وشحن النفوس بالكراهية ونبش الماضي وبعث تصرفات لم نعاصرها وغير مسؤلين عنها وندينها ونرفضها الاضطهاد لم يكن انتقائيا الكل عانى من المماليك المسلم والمسيحي ولعل معاناة المسلمين اعظم وقد ادانه المؤرخون المسلمين هذا النبش التاريخي لا يقدم ولا يؤخر الاسلام والمسلمون في مصر امر واقع مثل المسيحية والمسيحيون في امريكا اوضاع المسيحيين المصريين حاليا افضل من احوال الاغلبية المسلمة في مصر تحاولون عبثا لن تعود عجلة الزمن الى الوراء ومشروع نظير جيد المستنسخ من تجربة طرد المسلمين من الاندلس على يد المحاكم التفيش المسيحية في الاندلس وطرد الفلسطينين على يدعصابات الارغون والهاجاناه الصهيونية غير قابل للاستنساخ.
شكرا
ميريم -قالت الكاتبه الانجليزيه مسز بوتشر التي ألفت كتاب تاريخ الامه القبطيه في بدايات القرن العشرين أذا اراد العالم ان يري معجزه فهي بقاء قبطي واحد الي الان ; شكرا علي هذه السلسله الممتعه التي - وأن قلبت علينا المواجع والألم - الا أنها فرصه أن يري الأخوه المسلمين التاريخ الحقيقي لدولتهم وهو مختلف تماما عن الاكاذيب التي ملوا بها رأسنا.
اين هذا
ابو ايمان -من حمايةملك الحبشه النصراني اصحاب رسول الله من قريش والذي رفض تسليمهم لهم بالرغم من الهدايه التي حملوها له وهل هذا من قبيل وما جزاء الاحسان الا الاحسان.
أسطورة التاريخ
بهاء -لا يوجد عموما بالتاريخ البشري ما يستحق الفخر، فهو مليء بالدماء والظلم والقهر. لكن الأقوياء يحولونه لمصلحتهم، فيقول المسلمون (الفتح الإسلامي)، ويقول الفرنسيون الإمبراطور العظيم نابوليون، والبريطانيون (نقل الحضارة للمتخلفين)... من المهم كسر الصورة الأسطورية الناصعة التي درسناها بالمدارس عن تاريخ الدولة الإسلامية، التي لم تختلف عن غيرها من إمبراطوريات الظلم والتعسف. وذلك ليس بهدف تجييش المشاعر الآن ضد الإنسان المسلم لكن بهدف الحد من تأثير الإسلامويين الذين يفرزون مبادئ الإرهاب الإسلاموي في مقابل الإرهاب الإمبريالي. فمثلا لا تعني قراءة تاريخ مصر بكل مآسيه وظلمه ضد عامة الناس وظلمه المضاعف ضد الأقباط تغيير هوية مصر أو دينها أو الانتقام من الأبناء لما فعله الآباء (لن تنتهي السلسلة إذا عدنا لانتصار المسيحية على ديانات مصر القديمة)، بل يعني ببساطة أن مصر أرض لمن يعيش بها تضمن تساوي الحقوق والواجبات النفسية قبل المادية. وأن ما يسمى الدولة الإسلامية كان بالواقع مملكة ترضخ للأقوى الذي يقود الناس بالحديد والنار ولكن حدث أن معظم هؤلاء الناس كانوا مسلمين على دين ملكهم، كما حدث مع المسيحية عندما استلم السلطة أول إمبراطور روماني مسيحي!!
حصاد الكراهية
حسين ابو اليزيد -هل تحب المسلمين ؟ خلال الثلاثين سنة الماضية رعى راعي الكنيسة المصرية الحالي مدرسة الكراهية فكان هذانتاجها وحصادها صرح الأنبا ''''مكسيموس'''' المنشق على الكنيسة الأرثوذكسية بمصر لصحيفة '''' الوفد'''' خلال افتتاحه لحلقات الصالون الثقافي التابع للمجمع المقدس للأقباط الأرثوذكس بمصر والشرق الأوسط, إنه وهو طفل صغير كان يتعلم مع أقرانه هذا الفكر الطائفي الذي صرح به بابا الفاتيكان.الحالي وأضاف ''''كانوا يغرسون فينا أن كل الديانات على خطأ، ونحن على صواب , وبعد ذلك ندخل إلى ديانتنا المسيحية لنجد الطوائف فيقولون لنا أن كل الطوائف علي خطأ وطائفتنا الأرثوذكسية على صواب''''. أكمل قائلاً ''''ثم ندخل في الطائفة الأرثوذكسية ليقولوا لنا أن العديد من الطوائف الأرثوذكسية كلها هرطقات فيما عدا أرثوذكسيتنا، والآن يقولون أن طائفة أرثوذكسية مكسيموس كلها على خطأ وهم على صواب''''. ووصف مكسيموس تصريحات ''''بنيديكت'''' ضد الإسلام بأنها تنم عن عنصرية واضحة, وأكد أن بنيديكت ألماني الأصل والمعروف أن بلده تأصلت فيها العنصرية ونمت بصورة لا تقبل الآخر. واعترف مكسيموس بما تعرض له في سن الثلاثين قائلا: واجهتني الكنيسة في مطلع شبابي بسؤال أحدث تغييرًا في حياتي وأتى بي إلى هنا. وكان السؤال ينم عن طائفية بحتة وهو هل تحب المسلمين؟. مما دعاه إلى أن يتضرع إلي الله بصلوات عميقة أن يبرئ نفسه من القبح ومن العنصرية,
هكذا انتشرت المحبة ؟
مرتاد ايلاف -و بما أن الإمبراطورية الرومانية كانت تسيطر على كل أوروبا فكان فرضها للنصرانية بالسيف على كل أوروبا هو المتبع من قبل الأباطرة الرومان و قد ظل شارلمان يحارب السكسونيين ثلاثة و ثلاثين سنة كلها عنف و دموية حتى أخضعهم و حولهم قسرا إلى الديانة النصرانية كما تطلب ثمانى رحلات حسوما متتابعة حتى هزم الأفاريين الذين قيل عن أسلاب كنوزهم المكدسة أنها رفعت شالالمان من أعالى الغنى و الثروة إلى شاهق الفيض و الوفرة و كان فرض النصرانية على السكسونيين على اليد النجيس ليودجر و ويليهاد. و قد أكرهت مصر على إعتناق النصرانية و لكنها هبطت بذلك إلى الحضيض الذى لم ينقذها منه سوى الفتح الإسلامى فدخل الناس فى دين الله أفواجا و حتى الذين ظلو على الكفر كان الفتح الإسلامى منقذ لهم من إضطهاد الروم (الكاثوليك) فكان فتح مصر و تسامح الإسلام سببا فى خروجهم من الكهوف التى كانوا يختبئون فيها و سوف نوضح بإذن الله تفاصيل دخول الإسلام فى مصر عندما نتحدث لاحقا عن فتوحات الإسلام و تسامح هذا الدين العظيم تسامحا لا يخل بمفاهيم الولاء و البراء و عزة الإسلام و فى نفس الوقت يؤمن الأخرين و يحسن إليهم . و فى الدنمارك كان للملك كونت دورا خطيرا فى نشر النصرانية فى ممتلكاته بالقوة و الإرهاب و من ثم أخضع الأمم المغلوبة على أمرها للقانون المسيحى بعد أن إشتبك مع الممالك المتبربرة فى حروب طاحنة مدفوعا بما كان يضطرم فى نفسه من الشوق إلى نشر العقيدة و فى روسيا إنتشرت المسيحية على يد جماعة إسمها (( إخوان السيف )) أما كيف دخلت النصرانية إلى روسيا فيبدو أولا على يد فلاديمير دوق كييف (985-1015) و هو سليل رورك و يضرب به المثل فى الوحشية و الشهوانية إذ جاء إلى الدوقية فوق جثة أخر إخوته و إقتنى من النسوة ثلاثة ألاف و خمسما ئة على أن ذلك كله لم يمنع من تسجيله قديسا فى عداد قديسى الكنيسة الأرثوذوكسية !!لأنه الرجل الذى جعل كييف نصرانية و قد أمر فلاديمير بتعميد أهل دوقية روسية كلهم كرها فى مياة نهر الدنيبرو قد سمل باسيليوس الثانى و هو من أكبر ناشرى النصرانية فى روسيا أعين 15 ألف من الأسرى البلغار إلا مئة و خمسين منهم أبقى لكل منهم عينا واحدة ليقودوا إخوانهم فى عودتهم لبلادهم أما فى النرويج فقد قام الملك أولاف ترايفيسون بذبح الذين أبو الدخول فى المسيحية أو بتقطيع أيديهم و أرجلهم أو نفيهم و تشريدهم و بهذه الوسائل( السمحة ) نشر النصرانية
القتل الحقيقي ؟!!
حدوقه -الإمبراطور الروماني دقلديانوس أكثر من أضهد الكنيسة المسيحية خاصة في مصر إذ بلغ عدد الذين قتلهم 800,000 مسيحي مصري؟!!!!!
تاريخ محزن وبائس!!!
سمير المصرى -تاريخ محزن وبائس هذاالذى تعرض فيه الأقباط لأقصى انواع الهوان والذل ولكن كلنا نعرف قول الكتاب المقدس فى العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا ان قد غلبت العالم لذلك نحن متيقنين ان هذه الأعمال الأجرامية اللآدمية التى تعرض لها جدودنا ومازال البعض يتعرض لها الآن من آن لآخر كلها كتب عنها الأنجيل وفى آية اخرى قال لنا الكتاب ستأتى ساعة يظن فيه كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله
اكرهونا على التنصر1
حاتم محمد -الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في العالم، عادة ما تتميز بالقلق ومحاولة تخطي الحواجز وفي هذه المحاولة يصبح التاريخ عبئاً والتخلص منه ضرورياً، ويتم اختيار الأسطورة بديلا للحقيقة؛ لأنها تعين على الانتصاف من ذلك التاريخ. وفي ظل ذلك السياق لا تتعثر فقط في إقامة الحجج على صدق دعواها بل تقوم باستصناع التاريخ وتزييفه إذ لم تستطع تطويعه لخدمتها ليصبح جزءاً من قواعد لعبة سياسية تهدف للهيمنة، مما يوقعها في التناقض العلمي والتاريخي وأيضا التناقض مع دعاويها الفكرية. ولا يخفى أن المجتمع المسيحي المصري يمر الآن بأزمة نفسية حرجة ومعقدة فمن جهة تحديد هويته اختار لنفسه نسبة (إيجي أو إيجه) أقامها على فكرة أسطورية تزعم اختلاف الأصل العرقي بين المسيحيين والمسلمين معتمدا قراءة تاريخية مفادها أن المسلمين هم أحفاد الغزاة العرب ، وبعد فتحهم لمصر تزاوجوا مع أعداد كبيرة من سكان مصر المسيحيين، بالإضافة إلى تحول جزء آخر من المسيحيين إلى الإسلام بسبب عجزهم عن دفع الجزية. وهكذا تستمر تلك الرؤية حتى تخلص إلى أن سكان مصر الحاليين من مسيحيين هم السكان الأصليون للبلاد والذين تعود أصولهم بدون أي ;شوائب عرقية إلى المصريين القدماء أصحاب الحضارة الفرعونية العظيمة، بينما لا يتمتع مسلمو مصر بهذاالنسب العريق بسبب اختلاطهم. وتمضي الأسطورة حتى تصور القوم أنفسهم وكلاء عن شعب مصر في ماضيه وحاضره، كما زينت لهم الأساطير أن شعب مصر كان على ما هم عليه من اعتقاد اليوم، كما تزين لهم اليوم أعداد وأحوال وأهوال لا ليس لها واقع إلا في أذهانهم. فما هي الحقيقة؟ وما هي طبيعة الجغرافيا السكانية لمصر في ذلك الزمان؟ كم كان عدد المصريين حين الفتح الإسلامي؟
اكرهونا على التنصر2
حاتم محمد -نقاء العنصر على الرغم من عنصرية الفكرة وسخافتها ورفضها دينيا وحضاريا؛ إلا أنها لا تخدم مسيحيي بلادنا في دعواهم، فقد اختلط المصريون بشعوب شتى من المناطق المجاورة لهم، فلم يكن كل من كان يعيش في مصر قبل دخول الإسلام من أصل فرعوني، فسكان مصر كانوا عبارة عن خليط من أجناس وأديان وأعراق عدة، وأغلبهم كان من الإغريق واليهود بالإضافة إلى أعداد من آسيا الصغرى، وكذلك العرب. يقول المؤرخ د.محمد شفيق غربال في كتابه تكوين مصر عبر العصور ص (14): أعني بالمصري: كل رجل يصف نفسه بهذا الوصف، ولا يحس بشيء ما يربطه بشعب آخر، ولا يعرف وطناً له غير هذا الوطن، مهما كان أسلافه غرباء عن مصر في واقع الأمرثم يقول في بيانه للأسلاف ص (27) إنهم: ;ا لإغريق واليهود ومَن إليهم من الغرباء يؤكد ذلك ما هو ثابت من كون اليهود والإغريق كانوا يعملون كمرتزقة في جيش أبسماتيك الثاني (593-589 ق.م)، إضافة إلى أن ملوك الأسرة السادسة والعشرين الذين كان أبسماتيك ينتمي إليهم ذوو أصول ليبية .وقد عرف عصرهم بالعصر الصاوي نسبة إلى صالحجر. ويذكر د. مصطفى عبد العليم أن: ملوك العصر الصاوي كانوا يشجعون الأجانب على القدوم إلى مصر للاشتغال بالتجارة والجندية . وقد وقف أولئك اليهود الذين كانوا يتمتعون بتمام الحرية موقفا سلبيا من المصريين حين الغزو الفارسي (525 ق.م) لها وكذلك حين شاركوا في إخماد ثورة المصريين ضد الفرس ؛ وأما الإغريق فقد رحبوا بالإسكندر واحتفوا به حال دخوله لمصر عام (332ق.م)، مما أوغر صدور المصريين ضدهم ولذا لم يقبلوا الديانة المسيحية التي جاءتهم على يد المبشرين اليهود واليونان. ;وما أن دخل الإسكندر الأكبر مصر حتى حرص على فتح أبوابها للمهاجرين الإغريق خاصة المقدونيين .وعلى الرغم من قصر الفترة التي قضاها بمصر إلا أنها حولت مصر إلى فلك الحضارة الإغريقية.ثم قام بطليموس (305ق.م) من بعده بإنشاء مدينة جديدة في صعيد مصر ليوطن فيها الجنود المسرحين المقدونيين ...... ومكانها الآن المنشأة بمحافظة سوهاج، ...... وقد أقام هذه المدينة لكي تكون مركزا لنشر الحضارة الهيلينية في قلب مصر. وقد فعل الرومان نفس الأمر أيضا فقد كان الجندي بعد أن يقضي حوالي ربع قرن في الخدمة يقوم بالتوطن في البلاد وشراء الأراضي وربما الزواج أيضا في أثناء الخدمة إلا أن الاعتراف القانوني كان يتم بعد الانتهاء من الخدمة بالجيش.وعند
اكرهونا على التنصر3
حاتم محمد -وهكذا فإن مصر لم تعرف العنصرية منذ القدم وامتزجت بسماحتها مع جميع الأجناس، إلا أن الأكثرية كانت لليهود والإغريق القادمين من جزر بحر إيجة والذين بلغوا من الكثرة حدا جعلهم ينازعون المصريين في بلادهم وبخاصة الإغريق الذين قاموا بتغيير اسم البلاد من أرض مصر إلى أرض ;إيجي(إيجبتوس). وكذلك ما تم من تغيير لأسماء المدن فمثلا إرسنيوي بدلا من الفيوم وبانوبوليس بدلا من أخميم، وهيراكليوبوليس بدلا من أهناسيا، وهرموبوليس بدلا من الأشمونين. إضافة نوكراتيس وبطلمية وغيرها من المدن. مما يبين لك مدى ما كان للإغريق من غلبة على سكان مصر الأصليين ليوضح لك عميق حزنهم وجرحهم من المسلمين حين فتحوا مصر فعادت لأهلها وفقدوا ما كانوا عليه من غلبة وتمييز. كثرة اليهود والإغريق بمصر تقول بتشر: أن سكان مصر قبل استيلاء الرومان على مصر، كانوا ثلاثة طوائف: اليونان واليهود والمصريين. وأن ذلك كان بسبب موجات الهجرة في العهد البطلمي حتى أصبح كل فريق منهم أمة أجنبية مستقرة في البلاد ممتازة بشريعتها ولغتها عن سواها .ولك أن تتخيل ذلك عندما تعلم أن المؤرخ اليهودي يوسفيوس (يوسف) ذكر أن عدد اليهود بمصر كان لا يقل عن مليون نسمة في عهد فلاكوس حاكم مصر عام 38م ؛ وقد تابعته على ذلك بتشر في كتابها تاريخ الأمة القبطية (1/8) وأضافت في (1/38): أنه في عام 70م بعد سقوط الهيكل اقتيد لمصر 97 ألف يهودي ليعملوا في معادن مصر بالأخص، بالإضافة إلى عدد غفير تبعهم رجاء أن يجدوا عونا لدى يهود مصر الأغنياء. هذا مع العلم أن يوسفيوس قدر عدد سكان مصر في ذلك الوقت بسبعة ملايين ونصف.أي أن ما يقرب من عشرين بالمائة من السكان كانوا يهودا ولم يكونوا مصريين.وأما الإغريق فكانوا أكثر عددا من اليهود ولم يكونوا يرون أنفسهم أمة أجنبية كما تقول بتشر، بل منذ دخول الإسكندر لمصر كانوا يرون أنفسهم أهل البلاد وأصحابها؛ وقد كانت السلطة تتعامل معهم أيضا من هذا المنطلق ;فكانوا يتمتعون بجميع أنواع الحريات في ذلك العصر من حمل للسلاح وعضوية المجلس البلدي الشعبي وغيرها من الحريات. أوضاع طبقات المجتمع المصري وعلى الرغم من أن الإغريق بعد دخول الرومان إلى مصر 31ق.م وحتى الفتح الإسلامي قد فقدوا بعضا من امتيازاتهم إلا أنهم ظلوا في وضع أفضل من جميع السكان ويليهم اليهود، فكانوا هم أصحاب المناصب والإقطاعات (أي الإغريق) وكان يسمح لهم بالانخراط في الجيش
اكرهونا على التنصر3
حاتم محمد -الهوية الحقيقية لمسيحي مصر وهذا يقودنا إلى الحقيقة المقررة تاريخيًا وتخفى على الكثير من المصريين وهي ما يصرح به كل من لوفيفر وشميدت وشولتز على أن المسيحية ظلت غريبة على أهل مصر الأصليين ، وإنما انتشرت بين الغرباء عن الأصول المصرية من اليهود واليونان.يقول جاك تاجر في كتابه مسلمون وأقباط ص(11): ;ظل الشعب القبطي، بعد انتشار المسيحية على يد الرومان والبيزنطيين يعبد بحرارة آلهته الفرعونية ويكرم آثار ماضية التليد......كما أنه لم يقبل المسيحية إلا بتحفظ شديد لأنها جاءته من الخارج يعرف ذلك من بين سطور كتب التاريخ فيذكر الشماس منسي: أن بطرس الرسول أتى مصر لتبشير اليهود المتشتتين فيها كما هي خدمته فتقابل معه مرقس في مدينة بابيليون التي فيها حرر رسالته الأولى . ومن المعلوم تاريخا أن مدينة بابيليون أقامها اليهود القادمون من مدينة بابل الفارسية واختصت بإقامتهم فيها ولذا أطلق عليها اسمهم.فالهدف الأساسي إذن هو خراف بني إسرائيل الضالة، وأما إلى طريق أمم فلا يذهبوا. ولذا كتب مرقس المبشر بالمسيحية في أرض مصر إنجيله باليونانية (الإغريقية) التي كانت هي لغة اليهود في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت والتي كانت التوراة ترجمت إليها في وقت سابق فيما عرف بالتوراة السبعينية أو الترجمة السبعينية والتي صارت نصا مقدسًا. ولذا اتخذ مرقس من الإسكندرية مقرا لخدمته حيث كانت حينذاك تعج باليهود إضافة إلى اليونان وأجناس أخرى مختلفة من مصريين وحبش ونوبيين وغيرهم. وتقول بتشر في تاريخ الأمة القبطية (1/45) أن: اليهود بعد أن قمعت ثورتهم (كانت في الفترة من 115م إلى 117م) في عهد الإمبراطور ترجان أصبحوا يعتنقون الديانة المسيحية أفواجا أفواجا. فلعل فيما ذكرته بتشر يكشف لم يستنجد المتظاهرون منهم بشارون وبوش؟إضافة إلى كون البطريرك الأول لكنيسة الإسكندرية بعد مرقص أنيانوس (حنانيا) كان يهوديا . وأما اليونان (الإغريق) فقد دخلوا في الدين الجديد أفواجا أفواجا أيضا، يقول منسي ص (29): ;وفي عهد البابا أنيانوس نجحت التعاليم المسيحية واتسع نطاقها وتمذهب بها الكثيرون من أرباب المناصب العالية والأكابر والأعيان وبعض رجال الدولةوهؤلاء الأكابر وأصحاب المناصب إنما كانوا إما من الإغريق أو الرومان. وتتضح الصورة أكثر إذا نظرت في قائمة أسماء آباء كنيسة الإسكندرية أو مديري المدرسة اللاهوتية فلا تجد غير الأسم
اكرهونا على التنصر4
حاتم محمد -وأما المصريون الخلص من الفلاحين فلم يكن يأبه لهم أي من السلطة أو الإغريق أو اليهود، ويؤكد ذلك ما وقع من اضطهاد عام للمسيحيين في الإمبراطورية لما كثرت محاولات الخروج على السلطة في بلدان عدة بأنحاء المملكة ،وربما عانت مصر منه بصورة أشد من غيرها وهو ما عرف باضطهاد دقلديانوس وتطلق عليه الكنيسة عصر الشهداء؛ ولقد قاسى من هذا الاضطهاد علية القوم وأكابرهم، وكان منهم كبار موظفي وضباط الجيش والأغنياء، ومن المعلوم أن المصريين الخلص كانوا محرومين من الخدمة في الجيش أو تقلد الوظائف الرسمية بالدولة. ولذا فطبقة المسيحيين من العمال والفقراء والذي كان أغلبهم من المصريين لم يمسهم كبير سوء . الغرباء يكرهون أهل البلاد على ترك ديانتهم وحقيقة أن السوء قد مس المصريين الخلص من المسيحيين والوثنيين على حد سواء حين أعلن الإمبراطور الروماني ثيوديوس في عام 391م المسيحية ديانة رسمية ولكن طبقا لقانون الإيمان النيقاوي، والذي ينص على تأليه المسيح: يقول جاك تاجر في كتابه مسلمون وأقباط ص(11) أن: مسيحيو مصر تركوا ديانة أجدادهم مكرهين لأن ديانة الفراعنة ومعابد الفراعنة وآلهة الفراعنة كانت تذكرهم بمجد مصر في مختلف عهودها. أي أن المصريين بداية من القرن الخامس إنما دخلوا في المسيحية مكرهين حينما تم الاستيلاء على معابدهم وحولت إلى كنائس وأديرة، تلك المعابد التي هي ملك للمصريين وليس لليونان واليهود فيها أي حق حتى وإن كانوا مسيحيين.حيث يقول جاك: ولما زالت عبادة الأصنام وكفت السلطة عن حمايتها لم يستطع المصريون تلافي المسيحية . هذا بالنسبة للوثنيين، أما المسيحيون من المصريين الخلص فحدث ولا حرج حيث كانوا يختلفون عن اليهود والإغريق في المعتقد وفي الأناجيل المعترف بها، يرشد إلى ذلك مجموعة المخطوطات التي وجدت بالقرب من نجع حمادي بمحافظة قنا التي تقع في أقصى جنوب مصر وفي ذلك دلالته، إذ أنها لم توجد بمدينة الإسكندرية ذات الأغلبية اليونانية والهوية الإغريقية أو في بطليمية (سوهاج) أو إرسينوي (الفيوم) أو غيرها من المدن التي كان يكثر بها أولئك المسيحيين الأغراب وإنما وجدت في مدينة بعيدة عن السلطة المركزية ويضعف فيها سلطان أولئك القائلين بالصلب وألوهية المسيح، في حين أن تلك المخطوطات تهزأ من تلك المعتقدات. ففي بعض مما ورد بمكتبة نجع حمادي القبطية عن موت يسوع المسيح في كتاب (كشف) بطرس (يقول الكتاب الذي
اكرهونا على التنصر5
حاتم محمد -وكان للأريوسيين بمصر ثلاث كنائس باسمه والذي قتله الوثنيون لشدته عليهم، وقد صُوِّرَ راكبا على ظهر جواد وتحت سنابكه تنين قد أغمد فيه سيفه في إشارة إلى تغلبه على أثناسيوس (صاحب قانون الإيمان النيقاوي) بقوته ومهارته. ومن هذه الكنائس كنيسة مار جرجس المقامة داخل أسوار القلعة الرومانية بمصر القديمة. وكذا الكنيسة المقامة بمصر الوسطى بسوهاج (بطليمية) وقد تغلب اسم القديس الأريوسي المصري على الاسم اليوناني فصارت تدعى جرجا إلى يومنا هذا .وما أن بدأ اضطهاد المصريين من أصحاب المذهب الأريوسي حتى تم الاستيلاء على تلك الكنائس من قبل المسيحيين ذوي الأصول اليونانية واليهودية. فهل يملك مسيحيو اليوم الشجاعة ويتقدموا لأهل البلاد من المصريين بالاعتذار عما أصابهم من بلاء على أيدي أجدادهم، أم أن العرق دساس؟. عموما نحن بالسماحة المصرية المعهودة والتي عمقها الإسلام نغلق ملف الماضي، ولا نبحث عن أصول أقوام مضى عليهم ما يقرب من ألفي عام سواء كانوا مصريين أم إغريق أم يهود فالجميع اليوم مصريين. ولكن، كلمة أخيرة إن عودة العرب لمصر هي عودة لنقاء العنصر لمن يبحث عن نقاء العنصر حيث أن العرب نصفهم مصري إذا أن العرب هم من أبناء إسماعيل عليه السلام الذي هو بدوره ابن إبراهيم عليه السلام وهاجر رضي الله عنها المصرية الخالصة.ولو كانت العقائد يدان بها من أجل الجنس لكان الإسلام هو أولى ما يدين به المصريون والله عز وجل يقول: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم.
الألكترون
موسى الحلاق -لا حوله ولا قوه إلا بالله، يا أخي ياحاتم تستطيع تختصر وكثف التعليقات في تعليق واحد، فأنا أركض وراء تعليقاتك وكأني وقعت في موسوعة ليس من مؤلف لها.
شهد شاهد
المعلم الثاني -أمام شهادات المؤرخين المسلمين لا يجد دعاة الكراهية أعمياء القلب إلا نقل المقالات المطولة بطريقة القص واللزق لملأ الصفحة...والعتب هنا على إيلاف التي تنشر هذا ....فإلى متى ولمصلحة من ؟ !
الموعظة
الموعظة -بماذا نخرج من قراءة الموضوع ؟...هناك عدة نقاط تصب كلها في المحبة والتآخي:...أولها:أن يفهم القبط المسيحيون أن أخوانهم من المسلمين منهم وأنهم يستحقون كل احترام فهم لم يتنازلوا عن إيمانهم إلا لأسباب قاهرة فظيعة....ثانيا أن يعرف القبط المسلمون(أي أهل مصر المسلمون) أنهم من نفس طينة المسيحيين أي أنهم من عائلة واحدة ساقتها الظروف البشعة إلى الانقسام ....ليحترم المسيحي المسلم وليحترم المسلم المسيحي فهم في الأصل واحد...أمّا المسلم الذي يكذّب المقريزي وغيره فلا دواء له عند أهل العقل..أم أنه يريد أن نستشهد له بكتاب من ملة اليهود أو الهندوس فيصدّق ؟!!
التاريخ للعبرة
بهاء -لا أعرف نية الكاتب أو السيد حاتم، ما يهمني أن الخلاصة واحدة: ما ادعته المسيحية والإسلام أنهما انتشرا بالإقناع والرضى غير صحيح تماما وقد مارس رجال دين كلا الدينيين من خلال تحالفهما مع السلطة الحاكمة (إمبراطور، خليفة، أمير...) الكثير من الظلم والتعسف ضد الأديان الأخرى وحتى الطوائف الأخرى. الدرس المستقى أن هذا الظلم يجب ألا يتكرر وأحد خطوات منعه عدم تزوير التاريخ والادعاء أن الأقباط عاشوا بجنة أيام ما يسمى الحكم الإسلامي أو أن الكنيسة كانت رحيمة بالوثنيين عندما توصلت للسلطة!! الإدانة ليست للدين لأنه مقدس عند الملايين بل الإدانة لتزوير التاريخ ثم استخدامه كحجة لممارسة الظلم على الناس، الإدانة لمن يكذبون على الناس ويقولون أن (الإسلام هو الحل) متحججين بما يسمون دولة إسلامية التي لم تكن مختلفة عن أي إمبراطورية سبقتها أو لحقتها لا يربطها بالدين إلا كون معظم أتباعها كانوا مسلمين. نعم ليعتذر الجميع من الجميع وليعش الجميع تحت قانون عادل يساوي بين البشر كبشر وليس حسب دينهم أو عرقهم وهذا لا يضمنه إلا إقصاء واضح للدين السياسي.
فى النهاية
اسامة الخياط -لا استطيع الأ أن اقول سوى قول الكتاب المقدس فى نهاية العالم سوف ترجع الارض وما عليها الى السيد المسيح ملكها وفاديها
مجلد
نجيب عبيد -فالافضل ان تثقف ملتك حول اهمية نبذ التطرف والاجرام والاعتراف بما إقترفته اياديكم من اهوال بحق العالم اجمع بدلا من القصص الجيمس بوندية .
الحرية
احمد حسن -ان الذين يتشدقون بالمعاني السامية للديموقراطية الغربية هم يتناسون ان ملايين السود الموجودين في امريكا ان وجودهم كان بسبب ان المستوطنين الغربيين كانوا يسرقونهم من افريقيا ويبيعونهم لكي يعملوا كعبيد في المزارع التي يمتلكها الرجل الابيض وان عددهم ليس بلالاف بل بعشرات الملايين والى حد الخمسينات والستينات كان لا يسمح للسود بركوب الباصات او دخول المحلات المخصصة للبيض
الموعظة
المعلم الثاني -أتفق تماما مع كل كلمة ذكرها المعلق رقم 17 في (الموعظة)....ليت كلنا نتعلم
محمد
زليخه -هل محمد فرعوني يا حاتم محمد؟؟
القبط
عادل -إلي حاتم وأمثاله نهدي الآتي من الخطط المقريزية الجزء الثالث ص ٧٦٥ : ;إعلم أن أرض مصر لما دخلها المسلمون كانت بأجمعها مشحونة بالنصاري وهم علي قسمين متباينين في أجناسهم وعقائدهم: أحدهما أهل الدولة وكلهم روم من جند صاحب القسطنطينية ملك الروم ورأيهم وديانتهم بأجمعهم ديانة الملكية وكانت عدتهم تزيد علي ثلاثمائة ألف روميوالقسم الأخر عامة أهل مصر ـ ويقال لهم القبط ـ لا يكاد يتميز منهم القبطي من الحبشي من النوبي من الاسرائيلي الأصل وكلهم يعاقبة. فمنهم كتاب المملكة ومنهم التجار والباعة ومنهم الأساقفة والقسوس ونحوهم ومنهم أهل الفلاحة والزرع ومنهم أهل الخدمة والمهنة ويبلغ عددهم عشرات آلاف كثيرة جدا فإنهم في الحقيقة أهل أرض مصر أعلاها وأسفلها
إلى حاتم
قبطي معتز بمصريتة -كلامك من أوله لآخرة ملآن بالمغالطات و لهذا تسهب في الحديث )حتى يتوه القارىء، فمثلا القديس أثاناسيوس من العروف أنه هو الذي إضطهد من الاريوسيين و تم نفية ثلاث مرات من قبل أباطرة رومابإيعاز من أريوس و اتباعه. أيضا بخصوص تعليقك الأخير، على فرض ان كان هناك الكثير من الاعراق في مصر انذاك فإن هؤلاء قد تمصروا و كانولائهم لمصر كما هو الحال في أمريكا مثلا، كثير من الأجناس و لكن الإنتماء لأمريكا بعكس ما هو حادث من العروبيين الذين إنتمائهم ليس لمصر حتى و إن كان فيهم عرق مصري و ذلك لأسباب دينية. فذهنهم لازال تحت الإحتلال
قداسةالتاريخ
مصرى حقيقى. -شعبان فقط فى العالم كله و طوال التاريخ ..يكذبون و يكذبون...ثم يصدقوا أكاذبيهم و ألأدهى يقدسونها...هذان الشعبان هم اليهود...و العرب.
برافو حاتم
حدوقه -شكرا حاتم محمد ردودك مقنعة طيرت عقل التيار المسيحي الغريغي المتطرف
برافو
سامي -حاتم محمد يوقع باسم حدوقة ويشكر نفسه! بتضحكوا علي مين؟؟ كلامك يا سيد حاتم خارج الموضوع لانك تعجز عن الرد علي ما يقوله الكاتب
برافو حاتم
بولس ايوب -بتعمل copy و paste عشرة على عشرة... شكراً لتعبك... ... هكذا ببساطة
عروبة مصر
اسلام محي الدين -عروبة مصر ممتدة قبل ظهور الحضارة المصرية المؤرخة، حين كانت القبائل السامية في اليمن والحجاز تأتي إلى القرى المصرية للتجارة ، واختلطوا بالمصريين بصورة كبيرة حتى أن بعضهم استوطن مصر .. ثم تزوج سيدنا إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام ؛ تزوج السيدة هاجر من مصر لتنجب له سيدنا إسماعيل الذي ينسب إليه العرب المستعربون جميعاً ، ثم يتزوج سيدنا إسماعيل أيضاً من مصر مؤكداً تمازج الدماء العربية المصرية .. و يتزوج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة مارية القبطية لتنجب له ولده إبراهيم .. و يكفي للدلالة على صلة العرب بالمصريين منذ فجر التاريخ الإسلامي وصية نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمةً و رحما ) و عندما جاء الفتح الإسلامي إلى مصر إنقاذًا لها من الفكر الروماني الذي حاول الرومان فرضه على المصريين ؛ استقبله مائة و سبعون ألفاً من أهل مصر بالدفوف معلنين ترحيبهم بالهوية الإسلامية و القومية العربية ، و من حينها كانت مصر هي الحصن الحصين للذود عن الإسلام و العروبة على مر التاريخ الإسلامي ، و كانت دوماً هي قلب العروبة النابض بآماله و آلامه و أفراحه و مواجعه ، و كانت هي الصخرة التي تتحطم عليها أطماع أعداء العروبة و الإسلام من مغولِ و صليبيين و غيرهم .و عندما ظهرت نزعة الوطنية والقَومية مع بداية القرن العشرين و مع ضعف الخلافة الإسلامية ، كانت مصر في مواجهة هذا الخطر و هب رجالاتها و مفكروها و مثقفوها للدفاع عن القومية العربية و الهوية الإسلامية ، و التأكيد على وحدة الأمة ، و لتنطلق معها ثورة التجديد الأدبي و إحياء اللغة ، و ليبزغ فجر التنوير الإسلامي ليعم الأرض كلها مشرقاً من أرض مصر و فكر رجالاتها .. و لتنطلق الدعوات من أرض مصر لتخطي الحدود الجغرافية و التقسيمات السياسية و توحيد الأمة في هويتها و أهدافها و آمالها ليعود المسلمون و العرب أمة واحدة كما كانوا و كما أرادهم لهم الإسلام .و ما كان لهذا أن يحدث إلا من أرض مصر الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهلها : ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض .. فقالوا : ولم يا رسول الله ؟ .. قال لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة ).لكن الاستعمار الغربي و أذنابه الذين لا يعرفون من العروبة إلا اسمها و لا من الإسلام إلا رسمه ، ممن يح
رأي آخر
إنجي -لشيء من الإنصاف يوجد كتاب (المسيحية والإسلام..تاريخ المواجهات الفاشلة )لكاتبه: لودويغ هاغيمان فلا يبقى لنا إلا إنتظار الحلم بنهاية ميراث الغضب بأفعاله وكتاباته وبداية حياة ما بعد سقوط الأقنعة0
انصر اخاك ظالما
egyptian@yahoo.com -يجب ان تحاسب فيها ايلاف كل مقالات الكتاب الاقباط تليها ردود لاعلاقة بها بالموضوع من موتورين مؤجرين لدى موضوع عن ان الحج عادة وثنية وان المسلمين كانوا ومازالوا يطبقوا كل العادات الوثنية بحذافيرها وانهم كانوا يحجوا عرايا حتى عام الوداع فهل يمكن نشره لنلهى هؤلاء المؤجرين بشىء غير تخريب مقالات الاقباط بلا فائدة غير استمرار الاضطهاد حتى تحدث حرب اهلية دموية وتتفكك مصر الى دويلات طائفية
اسالوه
حدوقه -عن العري اسالوا برسوم المحروقي ؟!!
إلى الأستاذ حاتم
ابن السلام والمحبة -تعاليم المسيح تحث على الحب والسلام حتى للاعداء فهل يمكن للمسيحين ان يخالفوا تعاليم دينهم ويضطهدوا الاخريين لنشر دينهم ؟ كان كل التلاميذ والرسل الذى ارسلهم المسيح لنشر ديانتهم رجال فقراء لم يكن اى منهم رجل حرب فكيف اجبروا الاخريين على الايمان بدينهم كما قد يدعى البعض ؟ بل انهم حسبوا الاضطهاد والتعذيب والاستشهاد لأجل المسيح ربح ولم يقاوموا معانديهم ومضهديهم ابداً بل ان كثير منهم كان يمد عنقه للسياف فرحاً لأنه سيذهب للحياة الابدية والكثيرين أمنوا عندما شاهدوا العذابات التى لاقاها المسيحيين على ايدى الولاة والاباطرة.. المسيحيين المصريين طوال تاريخهم لم يصلوا لحكم مصر وبالتالى كيف بالله عليك اضطهدوا اخوانهم المصريين من اتباع الديانات الأخرى ؟ كانت الوثنية ديانة الدولة الرومانية عند دخول المسيحية مصر على يد مرقس الرسول الذى استشهد فى مصر ليلة عيد القيامة على يد الوثنيين فهل اجبر المسحيين المصريين على دخول المسيحية كما تقول؟ انيانوس أول من دخل المسيحية على يد مرقس الرسول والذى خلف مارمرقس على كرسى البطريركية كان اسكافى(صانع أحذية) مصرى ولم يكن يهودياً .. كان التبشير بالمسيح مفتوحاً للجميع يهود وأمم ولم يكن كما قلت مقتصراً على اليهود (السيد المسيح قال لتلاميذه قبل الصعود أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم) وعندما ذهب الرسولين بولس وبطرس إلى روما لم يكن ليبشروا اليهود بل الأمم بل ان كثير من اليهود فى ذلك الوقت كانوا يقاومون المسيحيين الأوائل وهم الذين اسلموا بولس الرسول إلى ايدى الرومان كما فعلوا مع المسيح .. يا سيدى لقد انتشرت المسيحية فى مصر فى وقت كانت تحارب فيه من أقوى امبراطورية فى العالم الا وهى الامبراطورية الرومانية واستشهد فى مصر أكثر من مليون مسيحى فى عهد دقلديانوس فقط فهل كانوا كل هؤلاء من اليونانيين أو اليهود ؟ وحتى بعد ان اصبحت المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية لم يصل مسيحى مصرى للجكم فى مصر فهل كان يستطيع اضطهاد غيرة من المصريين ؟ أن الباب اثناسيوس نفى أكثر من مرة بأمر من الامبراطور بسبب بدعة اريوس الذى تدعى انت انه من المصريين وهو فى الحقيقة قس ليبى الأصل ولم يكن اطلاقاً من المصريين اما اثناسيوس فهو مصرى الأصل عموماً ما يثبت عدم صحة ما تقول ان الاباطره الرومان انحازوا للأريوسية واضطهدوا المسيحيين المصريين لتمسكهم بالايمان الصحيح كما تسلموه من مرقس الرسول