اليونان: العنف السياسي في وجه الديمقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مدهشة هذه الدوامة السياسية في اليونان، ومقلقة ما تستطيع فعله في الديمقراطيات الغربية تنظيمات التطرف اليساري الفوضوي عندما تكون الحكومة غير قادرة على السيطرة.
إن اليونان معروفة من بين الدول الأوروبية بتمركز التجمعات والتنظيمات المتطرفة، وهي التي استغلت حدث مقتل صبي تحرش بالبوليس مع زمرة من المتطرفين؛ استغلته لإشعال حرب شوارع، وتأجيج عواطف الطلبة لينزلوا بالآلاف لمهاجمة الشرطة بقنال مولوتوف، وليحرقوا السيارات، وينهبوا ويدمروا البنوك والمخازن الكبرى، ويشعلوا الحرائق في عدد من المباني الرسمية وغير الرسمية.
إن مقتل الصبي البالغ 15 عاما كان حدثا مأساويا، والمفترض في هذه الحالة المطالبة بالتحقيق مع رجل البوليس المعين، ومعاقبته. هذا هو الطريق القانوني، المنسجم مع قواعد الديمقراطية، ومبدأ سيادة القانون، ولكن الفوضويين استغلوا الحدث لإثارة جماهير واسعة تمر في أزمة معيشية حادة، تزيد في تفاقمها الأزمة المالية - الاقتصادية العالمية.
إن اليونان تخلص من حكم الجنرالات عام 1974 وانتهج طريق الديمقراطية البرلمانية، وفي حينه، لعب الطلبة دورا مهما في إسقاط النظام العسكري، وهو ما زرع لدى فئات منهم عقيدة القدرة على إسقاط أية حكومة بالعنف واللجوء للشارع، بدلا من اعتماد الأساليب السلمية، وهي كثيرة.
إذا كان كله هكذا، فإن بقية القوى اليسارية المعارضة، وبالأخص الحزب الاشتراكي، استغلوا غليان الشارع للنزول بدورهم لتوسيع الحملة المعادية للحكومة، ودعوا لتحركات جماهيرية سلمية ولكن دون إدانة العمليات الفوضوية، التخريبية، وطلب وقفها، وهي التي أوقعت خسائر مادية كبيرة بينما البلد يمر مع العالم في أزمة اقتصادية كبرى. إن هذه المواقف الانتهازية تشجع على تحدي سيادة القانون، وتعطي الشرعية لما يقوم به من ينتهكونها.
الاشتراكيون في اليونان، كما في دول أخرى كفرنسا، قد برهنوا على انتهازية سياسية، واللجوء إلى الشارع لا للبرلمان لتصفية حساباتهم السياسية، وعندما لا يعجبهم قانون ما، اعتمده البرلمان، فإنهم يتعدون تحديه، كما يفعل الاشتراكيون الفرنسيون في انتهاك قانون ضمان الحد الأدنى من الخدمات المدرسية عند وقوع إضرابات المعلمين.
إن حكومة كراماليس، شأن الحكومات الاشتراكية قبلها، لم تستطع ترسيخ النظام الديمقراطي، والتكيف مع المتطلبات، فضلا عن كون الفساد الإداري والمالي قد انتشر في كل تلك العهود، وفضلا عن هذا لقد برهنت الحكومة الحالية على عدم القدرة على السيطرة التامة في وقت الأزمات، وهو ما تشير له بعض الصحف الفرنسية في ذكر حدث اندلاع حرائق الغابات عام 2007 وعجز الحكومة عن معالجة الموقف بكفاءة. أما أمام الأزمة السياسية الأخيرة، فالعجز أكبر، وأكثر خطورة. إن الحكومة قد سمحت لعمليات التخريب والحرق والنهب تستمر بلا استخدام الحزم، وذلك خوفا من زيادة النقمة، مع أن نتيجة هذه السياسة اللينة كانت بالعكس، نؤدي إلى استفحال الأزمة وانتقالها من أثينا إلى بقية أنحاء اليونان.
إن أزمة اليونان تؤكد لنا حقيقتين:
الأولى، إن استخدام العنف في العمل السياسي في دولة ديمقراطية يهدد أركان الديمقراطية نفسها خصوصا إذا أدى إلى حالة كحالة اليونان اليوم؛
الثانية، إن واجب الحكومات الديمقراطية هو كفالة وضمان تطبيق الدستور ومبادئ الديمقراطية، ومكافحة الفساد، ولكن عليها، من الجهة الأخرى، ضمان سيادة القانون، وانتهاج الحزم في وجه أعمال التخريب والحرق، ومعاقبة من ثبتت مشاركتهم في هذه الأعمال. إن كل تساهل مع أعمال كهذه يشجع على المزيد منها، وزيادة عدد مقترفيها.
إننا نتمنى أن يخرج اليونان من الأزمة بما يقوي أسس الديمقراطية، وبما يخدم المصالح الحقيقية للشعب والبلاد، وبما لا يلحق ضررا بالاتحاد الأوروبي.
التعليقات
الديمقراطيه
عمر الدليمي -من الملاحظ في احداث اليونان انه بينما الطلاب الفوضوين يرشقون رجال الشرطه بالحجاره و المولوتوف على بعد مئه متر باقي اليونانين يواصلون حياتهم بالتسوق و الجلوس في المقاهي,الشارع اليوناني متعود على هاذه المظاهر من التعبير العنيف ,و التي ربما تكون مفيده في بعض الاحيان لكي بعلم من يحكم ان الشارع يراقب و يعبر و لن يرضى باي تجاوز,و لا تعتقد ان الفوضوين هاجمو محلات التاس العاديين بل هاجمو مضاهر الراسماليه العالميه و هاذا فقط للتعبير عن موقف ضد الاستغلال و التفوذ الراسمالي
الديمقراطيه
عمر الدليمي -من الملاحظ في احداث اليونان انه بينما الطلاب الفوضوين يرشقون رجال الشرطه بالحجاره و المولوتوف على بعد مئه متر باقي اليونانين يواصلون حياتهم بالتسوق و الجلوس في المقاهي,الشارع اليوناني متعود على هاذه المظاهر من التعبير العنيف ,و التي ربما تكون مفيده في بعض الاحيان لكي بعلم من يحكم ان الشارع يراقب و يعبر و لن يرضى باي تجاوز,و لا تعتقد ان الفوضوين هاجمو محلات التاس العاديين بل هاجمو مضاهر الراسماليه العالميه و هاذا فقط للتعبير عن موقف ضد الاستغلال و التفوذ الراسمالي
الفوضويون والارهاب
مهدي -الفوضويون في اوربا ماهم الا الفاشلين في حياتهم الدراسية والمعيشية وجلهم من الصعاليك ومتعاطي المخدرات والمدمنين على الكحول والكسالى والاشقياء من الذين لايريدون الانضباط وحكم القانون. ووشعاراتهم ومطاليبهم هو ان تقوم الدولة باطعامهم وكسوتهم وهم يتسكعون في الملاهي والمقاهي بدون ان يقوموا بعمل نافع للدولة والشعب ولهم مطاليب لايقبلها حتى المجنون وهم يمثلون الطبقة الرثةكما وصفها لينين ويشبهون لحد ما جيش المهدي بالعراق وهم فوضيون ومستعدون ان يقومون باعمال فوضوية وارهابية لو كانت لهم القوة والمال. وهذا ما اراه في الدول الغربية. وطبعا هناك يسار عقلاني محترم من قبل اوساط واسعة من شعوب اوربا الغربية بعيدا من هذه الشراذم الفوضوية
الفوضويون والارهاب
مهدي -الفوضويون في اوربا ماهم الا الفاشلين في حياتهم الدراسية والمعيشية وجلهم من الصعاليك ومتعاطي المخدرات والمدمنين على الكحول والكسالى والاشقياء من الذين لايريدون الانضباط وحكم القانون. ووشعاراتهم ومطاليبهم هو ان تقوم الدولة باطعامهم وكسوتهم وهم يتسكعون في الملاهي والمقاهي بدون ان يقوموا بعمل نافع للدولة والشعب ولهم مطاليب لايقبلها حتى المجنون وهم يمثلون الطبقة الرثةكما وصفها لينين ويشبهون لحد ما جيش المهدي بالعراق وهم فوضيون ومستعدون ان يقومون باعمال فوضوية وارهابية لو كانت لهم القوة والمال. وهذا ما اراه في الدول الغربية. وطبعا هناك يسار عقلاني محترم من قبل اوساط واسعة من شعوب اوربا الغربية بعيدا من هذه الشراذم الفوضوية
بهدوء رجاءً
احمد -ما لا يعرفه الكاتب وهو البعيد جداً عن اليونان واليونانيين، ان الشرطة واغلب المؤسسات الامنية والمخابراتية اليونانية ما زالت تحمل الفكر الفاشي، الى جانب الممارسة ايضاً.. وهي الحاضنة لكل التيارات اليمينية المتطرفة. !
بهدوء رجاءً
احمد -ما لا يعرفه الكاتب وهو البعيد جداً عن اليونان واليونانيين، ان الشرطة واغلب المؤسسات الامنية والمخابراتية اليونانية ما زالت تحمل الفكر الفاشي، الى جانب الممارسة ايضاً.. وهي الحاضنة لكل التيارات اليمينية المتطرفة. !
مناقشة هادئة
سالم المطيري -الأستاذ عزيزي الحاج، غنيٌ عن التعريف، وقد عاش اليسار ، وهو من رواده، ثم أنفض عنه، تحت وطأة التعذيب ولم يصمد آنذاك. وعندما يبلغ الإنسان مرحلة من النضج فهو يسلك طريق العقلانية والتحليل الصائب!! ومثال الأستاذ الحاج عربياً وليس أوربي يجب أن يحتذى به لضرورات نفسرها من خلال رؤيته التحليلة:1- يدين الحاج كل التحركات السياسية التي تحمل طابعاً جماهيرا يصحبه العنف، لأنها جاءت من مجموعات فوضوية تحاول تخريب الإقتصاد، وتطيح بالمكتسبات التي أنجزها اليوناني عبر تاريخه الكفاحي.2- يدين الأستاذ الحاج كل الممارسات العنفيه التي تطرأ نتاج الأزمات الإقتصادية، بما في ذلك إنتفاضة طلاب باريس.3- يعتقد أن الأنظمة وأن كانت عاجزة عن تنفيذ برامجها الإقتصادية فهي على حق في البقاء والحياة، وما تواجهها من تعارض فهو يأتي من الفوضويون لا غير.يعتقد أن البرلمانات في أوربا تمارس ديمقراطية كافيه لحل المعضلات الإقتصادية. وقد فات الإستاذ الحاج، أن البرلمانات الأوربية هي المعقل الحقيقي للأحزاب التي ترسم السياسة الإقتصادية للشركات المتنفذة.نخلص إلى بعد قراءة متأنية : أن الكاتب قد أعتبر الأزمات الإقتصادية ظواهر لا يمكن تجاوزها وحلها بالفوضى ، بل بالمراهنة على حلول الحكومات ، وهذا ما فشلت حكومة كرماليس في إيجاد حل له.الصراعات الطبيقية والأزمات المالية والخراب والتسلط يقود إلى الإنتفاضة، حتى وأن تم تسميتها بالفوضى. فهل يشفي غليل هذا المقال بعض رواد الديمقراطية الذي لا زالوا يتذكرون جيداً أنهم خدموا الدكتاتوريات قبل رحيلها وهم على استعداد لإطلاق التنظريات بإدانة التحركات الجماهيرية حتى وأن حدثت في أوربا.أُذكرْ الأستاذ الحاج بمقطع من مقاله يحمل دلالات تفكيره وما وصل إليه بعد رحلته السياسية التي تقلبت وتعرفنا عليها جميعاً وقرأناها في الكتب، تلك التي تكللت بالعمل مع الدكتاتورية في العراق في أعوام السبعينات:يقول في بداية المقال: مدهشة هذه الدوامة السياسية في اليونان، ومقلقة ما تستطيع فعله في الديمقراطيات الأوربية تنظيمات التطرف اليساري والفوضوي...لقد قرأت وسمعت هذا التحليل من خلال الراديو وتحليلات الصحافة الأوربية المحافظة وكذلك من كرماليس نفسه.. فما هو العجب في مقالة الحاج وهو يدين التحركات الجماهيرية واصما مطالبتها بحقها في حياة بعيدة عن شبح الجوع بالفوضى.. وأحيل الأستاذ الحاج إلى أتحاد النقابات العمالية ف
مناقشة هادئة
سالم المطيري -الأستاذ عزيزي الحاج، غنيٌ عن التعريف، وقد عاش اليسار ، وهو من رواده، ثم أنفض عنه، تحت وطأة التعذيب ولم يصمد آنذاك. وعندما يبلغ الإنسان مرحلة من النضج فهو يسلك طريق العقلانية والتحليل الصائب!! ومثال الأستاذ الحاج عربياً وليس أوربي يجب أن يحتذى به لضرورات نفسرها من خلال رؤيته التحليلة:1- يدين الحاج كل التحركات السياسية التي تحمل طابعاً جماهيرا يصحبه العنف، لأنها جاءت من مجموعات فوضوية تحاول تخريب الإقتصاد، وتطيح بالمكتسبات التي أنجزها اليوناني عبر تاريخه الكفاحي.2- يدين الأستاذ الحاج كل الممارسات العنفيه التي تطرأ نتاج الأزمات الإقتصادية، بما في ذلك إنتفاضة طلاب باريس.3- يعتقد أن الأنظمة وأن كانت عاجزة عن تنفيذ برامجها الإقتصادية فهي على حق في البقاء والحياة، وما تواجهها من تعارض فهو يأتي من الفوضويون لا غير.يعتقد أن البرلمانات في أوربا تمارس ديمقراطية كافيه لحل المعضلات الإقتصادية. وقد فات الإستاذ الحاج، أن البرلمانات الأوربية هي المعقل الحقيقي للأحزاب التي ترسم السياسة الإقتصادية للشركات المتنفذة.نخلص إلى بعد قراءة متأنية : أن الكاتب قد أعتبر الأزمات الإقتصادية ظواهر لا يمكن تجاوزها وحلها بالفوضى ، بل بالمراهنة على حلول الحكومات ، وهذا ما فشلت حكومة كرماليس في إيجاد حل له.الصراعات الطبيقية والأزمات المالية والخراب والتسلط يقود إلى الإنتفاضة، حتى وأن تم تسميتها بالفوضى. فهل يشفي غليل هذا المقال بعض رواد الديمقراطية الذي لا زالوا يتذكرون جيداً أنهم خدموا الدكتاتوريات قبل رحيلها وهم على استعداد لإطلاق التنظريات بإدانة التحركات الجماهيرية حتى وأن حدثت في أوربا.أُذكرْ الأستاذ الحاج بمقطع من مقاله يحمل دلالات تفكيره وما وصل إليه بعد رحلته السياسية التي تقلبت وتعرفنا عليها جميعاً وقرأناها في الكتب، تلك التي تكللت بالعمل مع الدكتاتورية في العراق في أعوام السبعينات:يقول في بداية المقال: مدهشة هذه الدوامة السياسية في اليونان، ومقلقة ما تستطيع فعله في الديمقراطيات الأوربية تنظيمات التطرف اليساري والفوضوي...لقد قرأت وسمعت هذا التحليل من خلال الراديو وتحليلات الصحافة الأوربية المحافظة وكذلك من كرماليس نفسه.. فما هو العجب في مقالة الحاج وهو يدين التحركات الجماهيرية واصما مطالبتها بحقها في حياة بعيدة عن شبح الجوع بالفوضى.. وأحيل الأستاذ الحاج إلى أتحاد النقابات العمالية ف
متطرف عتيق
خليل جلال -بالامس كنت متطرف وبعده بعثي والنوب يساري وهسة صاير ديمقراطي وتقدمي وشفاف شنو بعد البقة ماراح تسوية ياعزيز اللحاح ؟؟ انتبة النفسك وبعدين انتبة لديمقراطية الشعوب تحياتي لك ....
متطرف عتيق
خليل جلال -بالامس كنت متطرف وبعده بعثي والنوب يساري وهسة صاير ديمقراطي وتقدمي وشفاف شنو بعد البقة ماراح تسوية ياعزيز اللحاح ؟؟ انتبة النفسك وبعدين انتبة لديمقراطية الشعوب تحياتي لك ....