كتَّاب إيلاف

لقاء مع شيرين عبادي في سقف العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اطلت لتحية مستقبليها وفي ملامحها تصميم محاربة واثقة من النصر، سيدة في الخمسينيات من عمرها محامية متفانية تدافع عن النساء والاطفال وسجناء الرأي وضحايا عسف السلطة، اول قاضية في ايران منذ العام 1969. عصفت بها رياح الثورة الاسلامية فاقصتها عن منصة القضاء لان السلطة الدينية لاتجيز للنساء اعتلاءها، كما منعت من ممارسة المحاماة بعد ان اغلق الفقهاء نقابة المحامين وتولوا مهامها، رفضت العمل كخبيرة في وزارة العدل فتقاعدت وانصرفت للكتابة عن القانون وحقوق الانسان ومساعدة اليونيسيف في طهران وانشاء جمعية تعنى بحقوق الطفل. ومازالت تناضل على ارضها وقد اثمر سعيها بان حصلت على اجازة المحاماة في العام 1992، وكان لدعوتها الى تحريم العنف ضد الاطفال اثر مهم في اقرار تشريع بشانه. اطلقت حملة المليون توقيع للمطالبة بتغيير القوانين التي تحط من قدر المراة كاعتبار ديتها نصف دية الرجل، وتحديد مسؤليتها الجنائية بتسع سنوات واجازة تزويجها في سن الثالثة عشر، بالاضافة الى اعتبار شهادة امراتين تعادل شهادة رجل واحد. تلك هي الدكتورة شيرين عبادي، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام في العام 2003، وجوائز عالمية اخرى تقديرا لمجموع انجازاتها .
في مركز سقف العالم، كان لي لقاء معها وحديث قصير عن المرأة الايرانية، رأيها ان وضع النساء تحسن قليلا قياسا الى الحال التي اعقبت الثورة وان العمل من اجل حقوقهن يجري في غاية الصعوبة وهي لاتجد عونا من قبل النساء في البرلمان، بل على العكس فقد تقدم بعضهن بطلب الى البرلمان لتقليص عدد الفتيات في الجامعات، لان نسبتهن وصلت الى ثلاثة وستين بالمئة. هي متفائلة بشكل عام لان المفاهيم التحررية كحقوق الانسان اصبحت اكثر تداولا من قبل، واثمر نضال النساء مثلا عن اصدار قانون جديد لصالحهن في قضية الحضانة. ولدى مقارنتها الراهن بالماضي تجد ان الفكر الاصلاحي قد قويت دعائمه. ولهذا المركز الذي يسمى بالفرنسية ( توات دو مونت )، قصة روتها لي المنشطة الاجتماعية والثقافية الدكتورة رابحة الناشي، فقد اسسه القس جورج شاربونيه لخدمة المهاجرين في العام 1982 ليكون لهم ملتقى يصلون فيه، على اختلاف اديانهم. وبمرور الزمن تحولت الصلاة الى صلات اجتماعية واحتفاليات ثقافية تجلب الفرح الى قلوب اتعبها الاغتراب. وهو يحظى بدعم الحكومة وبعض المنظمات وينشط في مناهضة العنصرية وتشجيع المغتربين على الاندماج في المجتمع الفرنسي عبر التعريف بالحضارات المختلفة وتقريب المسافات فيما بينها.
تحدثت شيرين الى من تجمعوا تحت ذلك السقف من الايرانيين والعراقيين والافارقة والصينيين وغيرهم فقالت انها آمنت دائما بحق الانسان في الحرية، اياً كان لونه ودينه اوا صله، وانها تساند قضايا اللاجئين الباحثين عن اجواء اكثر امنا وحرية واعترافا بحقوقهم الاساسية. والعالم بنظرها، بسكانه الاصليين والمهاجرين، اشبه بسفينة تحاول الوصول الى مرساها، فان هي غرقت يهلك سائر البشر، وعلينا ان نقودها الى بر الامان بان نكبح نزعات العنصرية والتفرد ونجعل السلام غايتنا. ويذكر لهذه السيدة المكافحة انها فوق مشاغلها وقضايا السجناء التي تدافع عنهم تطوعا، ساهمت مع مجموعة من النشطاء، في انشاء منظمة ( المشاركة ضد الالغام ) واثمر نشاطها جزئيا عن قرار الحكومة بزيادة الميزانية المخصصة لازالة الالغام، ففي ايران اربعة ملايين هكتار من الاراضي، مزروعة بالالغام، بقيت حتى الان على الرغم من نهاية الحرب مع العراق.
شيرين عبادي مع شهرتها العالمية وكثرة المحافل الدولية التي تستضيفها، تعتز بكونها امراة مسلمة ولكن مستنيرة، فهي لاترى ان الاسلام يتعارض مع الديمقراطية والسبب فيما يحصل من انتهاكات لحقوق الانسان في بعض البلدان الاسلامية، هو الفهم الخاطئ للاسلام. تلك الانتهاكات تحصل ايضا في دول بعيدة عن الدين، مثل كوبا والصين." ان الديمقراطية تتعثر وتتراجع حيثما تحجب حقوق المراة، الديمقراطية تساوي مكانة المراة". و " مع كل مدرسة نبنيها للبنات، نتقدم خطوة الى الامام نحو مكانة ارفع في تاريخ الحضارة." تلك الافكار، عبرت عنها شيرين في محاضرتها التي القتها في جامعة بواتيه في الثالث من ديسمبر، وكان عنوانها الاسلام وحقوق المراة. احتفاء الجامعة بها كان مميزا فقد منحتها الدكتوراه الفخرية.
bdourdadah@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحية لشيرين
عمر/كردستان العراق -

أحي شيرين عبادي هذه المرأة الجريئة الناشطة الإيرانية البطلة في مجال الحقوق الإنسان، التي ضحى معظم حياتها في سبيل ذلك الهدف المنشود الإنساني.

Great Woman
Hala -

I respect this woman and would like to support her...How? Allah bless you

محامية فدائية
المهدي المتظر -

أحذروا نساء مجاهدي خلق، فهن بيزنطيات من جماعة القادسية.

معاناة مشترکة
متابعة -

کانت إيران دولة أوروپية أيام الشاه صديق الغرب، ولکن مع تهيئة طبخة صدام ليعلوا صوت القومجية في 79 ، تم تغيير مسار قيادة الشعب الإيراني للعودة الی مستنقع الجهل وذبح أبنائه، وعمل من صدام أسطورة لحماية المنطقة من المد الشيعي القادم من الشرق، وهکذا 8 سنوات بأيامها المـرة قارع الشعبين الموت وحصدوا مرارته وتجرعوا الحزن والألم معا، واليوم مع أنفتاح حکومة الدولتين علی بعضهما، نجد أن معانات الشعبين کانت دوما ذاتها، لقد هجر من العراقيين والإيرانيين الأعداد الکبيرة ليسهموا في بناء حضارة الغرب اللاعب بنصب الدکتاتوريات في دولتيهما، لأنه يعلم جيدا بمقدرات وأمکانيات الشعبين الجارين في أن يکون معتمدا علی نفسه حرا مستقلا. نتطلع أن فهم من يقودون الدولتين مـن وراء تعکير الأجواء ولمصلحة مـن تعود؟ الجواب بسيط جدا، الوصول الی مصادر الطاقة والنفط، أذن کم يستفاد من بيده مسار الأمور عندما يکون الحکام غير عادلين مع شعوبهم أو وقعوا في فخ شعوبهم؟

حرية المرأة واجب
أبو سمير -

كل التحيةو التقدير للسيدة شيرين عبادي ولكل النساء الواتي يناضلن من أجل حقوقهن في عالمنا المقموع أن السيدة عبادي من الأسماء اللامعة في مجالالدفاع عن حقوق الأنسان بشكل عام والمرأة والطفلبشكل خاص اهنئها لأجل خدماتها الجليلة وأتنا يتكاثرعدد النساء من أمثال السيدة شيرين عبادي وبالمناسبةأذكر في الحكم الذي صدر حديثا بحق البرلمانية الكرديةالسابقة ليلى زانا(بعشر سنوات ) علما أنها أمضتأكثر من 10 سنين في السجون التركية عندما كانتعضوا في البرلمان التركي هيا ورفاقها في التسعيناتمن القرن الماضي عندما رفعت عنهم الحصانة وأودعالسجون وأثناء وجود السيدة ليلى داخل السجنحصلت على جائيزة زخاروف من البرلمان الأوروبيفأستلمت جائيزتها بعد خروجها من السجن اللعين وفيأحتفال رسمي داخل البرلمان الأوروبي فشكرا لكم إيلافوكل الشكر لكاتبة المقال وكل الأحترام للسيدة شيرينعبادي وأتمنا من نسائنا أن يحذون حذوها

ماذا عن حقوق الشعب
ابن الاحواز -

مع تحياتي الى السيدة بدور زكي محمد التي عملت على هذا اللقاء الثمين مع السيدة شيرين عبادي التي هي فارسية من ايران .كنت قد قرءات كل ما اتى في هذا اللقاء حرفا بحرف و كنت اتمنى ان اجد السيدة شيرين عبادي و ليس فقط في هذا اللقاء بل انما في جميع تحركاتها ان تدافع عن الشعوب المضطهدة من قبل النظام الفارسي الحاكم في طهران الذين يحتلهم قهرا و يعمل عليهم ابشع و افضع الجرائم دون ان يسمح لاي صوت يخرج عن حدوده ففي الاحواز و كمثال بسيط لمرة واحدة حضرت قناة الجزيرة بكاميرتها و كادرها لتنقل القليل من معانات شعبنا العربي في الاحواز اغقت ابواب مكتب الجزيرة في طهران لاكثر من 14 شهرا.ما اريد ان اقول هنا هو بان السيدة شيرين عبادي لا تستحق اي من الشهادات التي استلمتها لانها تعرف بكل ذلك لكنها تساعد الاحتلال الفارسي على ما يعمله مع الشعوب الغير فارسية في جغرافية بما تسمى ايران .تحياتي الى موقع ايلاف و كل العاملين فيه