الآخر، هل سيبقى دائما قاتلا وقتيلا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
معجم المفاهيم الضرورية (5):
لقد كنتُ قبل اليوم أنكر صاحبى إذا لم يكن دينى إلى دينه دانى
وقد صار قلبى قابلاً كل ملّة فمرعى لغزلان وبيـت لأوثان
وديـر لرهبان وكعبة طائـف وألواح تـوراة ومصحف قرآن
أديـن بدين الحبّ أنىّ توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى
ابن عربى
في اليونانية "الآخر هو احد الشيْئين المتعارضين"، هو ضد الأنا. معنى الآخر في العبرية لا يختلف عنه في اليونانية. في العبرية هو المغاير مغايرة راديكالية. للصديق شمعون بلاص رواية في العبرية "وهو آخر"، أي مرتد وملعون. عرّبت العربية القرآنية، فيما عربت من العبرية، الآخر بلفظه ومعناه" الآخر (هو) أحد الشيئين". ويضيف "لسان العرب": "وهو الآخر بمعنى، غير، كقولك رجل آخر وثوب آخر. والآخر صفة" وليس اسما. بهذا المعنى اليوناني - العبري - العربي نجده في ثلاث آيات قرآنية: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا" (102 التوبة)، "وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ" (41 يوسف)، "الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ" (96 الحِجر). الفرق بين الصالح والسيء، وبين مَن يقدم الخمر قربانا لربه ومن يُصلب وبين الشرك بالله وتوحيده، فرق صارخ.
أما الآخر - الشريك Autrui الذي حولته الفرنسية إلى مفهوم فهو غير الآخر Lrsquo;Autre العدو الذي لا تُرجى مودته. الآخر - الشريك "اوتروي" ليس أنا آخر غير الأنا، بل هو انا آخر للأنا. هما روحان حَلَلنا بدنا واحدا كما يقول ابن الفارض عن إتّحاده بربه. لكن الآخر في اليونانية والعبرية والعربية هو القريب من الحقيقة التاريخية. وهو الذي استشفّه الخيال الفلسفي. هيجل اعتبر الآخر "منافسا بلْهَ عدوا". علاقة الإنسان بالإنسان هي علاقة صراع و"حرب الجميع ضد الجميع" كما تخيّل هوبز حالة التوحش، "حالة الطبيعة" الافتراضية التي عاشها الإنسان قبل توقيع "العقد الاجتماعي" بين المتوحشين وحكامهم، تخلّى فيه هؤلاء عن حريتهم مقابل الأمن الذي تعهد حكامهم بضمانه لهم.
حالة التوحش ليست افتراضية إلا بالمخرج العقلاني الذي وضعه الفلاسفة لها. كثير من القرائن التاريخية والحفريات الباليونتولوجية (علم الأحافير) تشير إلى أن أشباه الإنسان - بريمات Primates - منذ انفصلوا عن ابن عمهم الشامبانزي قبل 8 أو 6 مليون عام وهم يكابدون فوضى دامية. لمن ما زال يشك في القرابة البايلوجية بين الإنسان والقرود العليا، خاصة الشامبانزي، أذكّره بهذه الواقعة البايلوجية المقنعة: الفارق البايلوجي بين الحمار والفرس هو 4 جينات ومع ذلك ينزو عليها فتنجب منه البغل العقيم والحال أن الفارق بين الشامبانزي والإنسان هو جينة (= مورّثة) واحدة. وهكذا فبإمكان القرد والإنسان أن يتزاوجا فينجبان "القرد سان" غير العقيم ربما. نعلم من علوم الأعصاب والسايكولوجيا التطورية أن الإنسان عاش على الصيد وجني الثمار طوال 2,5 مليون عام. خرج من هذا العصر منذ 10 او 7,50 آلاف عام ليبدأ الاستقرار في حواضر ويعيش من الزراعة. لكنه لم يخرج من التعود على قتل الآخر (الحيوان والإنسان والطبيعة) الذي ظل مبرمجا في دماغه إلى اليوم. هل لم يعرف الإنسان - القرد والإنسان البدائي الآخر إلا كعدو مرصود للقتل؟ كلا. بل عرف أيضا التعاطف مع الآخر؛ مع الإنسان المتألم. لكن غالبا عندما يكون من ذوي قرباه. ما كان بإمكانه أن يحافظ على نسله، الذي يتطلبه قانون الانتخاب الطبيعي، لو كان يقتله بانتظام. الحيوان أيضا عرف التعاطف مع نسله إلى حد المجازفة بحياته أحيانا من أجله. وعرف أيضا، مثل الإنسان، حالات غير نادرة من التعاون والتضامن مع بني جنسه وكما اثبتت ذلك الإثولوجيا Ethologie أي علم دراسة سلوك الحيوانات الوحشية الطليقة، بوقائع لا شك فيها. ليس فقط لدى القرود العليا بل أيضا لدى بعض الحيوانات الأخرى كالطيور. إذن قتل الآخر والتعاون معه، حسب متطلبات الانتخاب الطبيعي، مبرمجان كلاهما في دماغ كل من الإنسان وشقيقه الحيوان الذي يعيش هو الآخر في مجتمعات وسلوكيات شبيهة بمجمعات الإنسان وسلوكياته في كثير من جوانبها: مما يشير إلى أن الإنسان قد مرّ في مسار تطوره، من باكتيريا وحيدة الخلية في المحيط البدائي منذ ما يقرب من 4 مليار عام، إلى الإنسان كما هو الآن، بأطوار المجتمعات الحيوانية التي يدرسها العلماء اليوم.
التعاطف مع ذوي القربى أو "حب القريب": "تحب قريبك كما تحب نفسك" موجود أيضا في اليهودية كما في الديانات القديمة المسكونة بالاثنية المركزية أو النرجسية الجمعية، لكن "القريب" لم يكن لا العبد ولا المرأة ولا الغريب عن الدين، الذين كانوا يعاملون كشيء، كسقط المتاع. الإسلام أيضا عامل "القريب" كما عاملته اليهودية. "القريب" هو المؤمن: "لن تؤمن حتى تحب لأخيك (= المؤمن مثلك) ما تحب لنفسك" يقول حديث. ويقول حديث آخر: "دم المسلم على المسلم حرام". لكن ماذا عن دماء غيْر المسلمين؟ لا شيء. "لا يقتل مسلم بكافر" وديّة غير المسلم والعبد والمرأة نصف دية الرجل المسلم الحر.
دشنت الفلسفة الرواقية في القرن الرابع قبل الميلاد التآخي مع الآخر بلا قيد و لا شرط. وقدمت على ذلك رمزين قويّين. ابرز ممثليْ الفلسفة الرواقية هما Epicegrave;te (القرن الأول قبل الميلاد) الذي تفلسف وهو عبد قبل أن يُعتق وقيل أنه لم يُعتق، والرمز الثاني هو MARC AUREL (القرن الثاني بعد الميلاد). لكن هذا الإمبراطور الرواقي لم يتدخل لإيقاف اضطهاد المسيحيين في إمبراطوريته. هل لدواع سياسية. أم كاستثناء غريب من الفلسفة الإنسانية الكونية الرواقية؟ من الصعب مطالبة امبراطور بالأمس، ولو كان فيلسوفا، وزملائه اليوم بأن يكونوا منطقيين مع أنفسهم!
الاختراق الحقيقي لاضطهاد الآخر ولتدشين حب الإنسان بما هو إنسان كان في المسيحية. مسيحية المسيح. "القريب" لم يعد العشيرة القريبة ولا المؤمن بل غدا جميع الناس بمن فيهم العدو. خطبة الجبل أو "عظة الجبل" تمثل عن جدارة أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان منذ ألفي عام "تعلمتم، قال السيد المسيح، "أحبب قريبك واكره عدوك" وأنا أقول "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، واعملوا المعروف مع من يكرهونكم، صلّوا من أجل من يسيئون إليكم ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي هو في السموات؛ لأنه يجعل شمسه تشرق على الأشرار والأخيار، وينزل مطره على العادلين والظالمين". كلمات يسوع المضيئة هذه جديرة بأن يتعلمها النشء مهما كان دينه منذ نعومة أظفاره لينس الرد على الحقد بالحقد وعلى الثأر بالثأر وعلى السيئة بمثلها. وهي ردود فعل ضد الآخر "المنافس والعدو" مبرمجة في أدمغتنا منذ 2,5 مليون عام؛ بل ربما منذ ليل التاريخ، منذ كنا قرودا نعيش في قطعان بدائية تمارس البطش وتكابده في آن. لكن هل قسوة الإنسان على الإنسان الآخر، وقتل الإنسان للإنسان الآخر وقتل الإنسان للحيوان الآخر، وتدمير الإنسان للطبيعة الأخرى والاستهتار بحقوق أجيال المستقبل قدر مَقدور علينا إلى الأبد الأبيد؟ في السيناريو المتفائل: لا. أكيد، دماغنا مبرمج لارتكاب هذه الجرائم ولم يقصّر في ارتكابها على مر العصور. لكن علوم الأعصاب والسايكولوجيا التطورية تقدم لنا بشارة ثمينة: هذا الدماغ قابل لإعادة البرمجة بالتعليم والإعلام. دماغ الحيوان يولد مبرمجا فيمشي الحيوان الوليد غالبا فور ولادته. أما دماغ الإنسان فيولد بكرا إذن قابلا لإعادة البرمجة، لإعادة التأهيل، للتشبع بقيم جديدة تزرع فيه حب الآخر: "احبو أعدائكم وباركوا لاعنيكم، صلوا من أجلهم". أعيدوا برمجة أدمغة الصغار - وهم على مقاعد الدراسة - ، أعيدوا تشكيل نظرتهم للآخر؛ جددوا في العمق رؤاهم للآخر، للفرد، علموهم إلقاء نظرة جديدة على الماضي ونظرة واقعية على الحاضر ونظرة متفائلة على المستقبل، علموهم المغامرة بارتياد ثنايا الفكر الواعدة ليتشجعوا على ارتياد آفاق أخرى ممكنة تغير رؤيا الأجيال الطالعة للآخر. رهان البشرية المعاصرة هو التعليم. تعليم يعلّم النشء الفكر النقدي الذي يستدعي جميع الادعاءات للمثول أمام محكمة العقل، يعلمه أن يكون حرا ومسؤولا، مستقلا في تفكيره ونمط حياته وفي الوقت ذاته متضامنا مع البشرية المتألمة حيث كانت، ومحترما للآخر بما هو آخر، يؤمن إيمانا مختلفا عنا ويفكر تفكيرا مغايرا لتفكيرنا ويقوم بتصرفات لا ترضينا دائما، في أرض الإسلام حيث تسود نرجسية جمعية دينية هاذية لا ترضى بأقل من إدخال البشرية كلها في الإسلام طوعا أو كرها، لم نتعلم بعد احترام الآخر بما هو فعلا آخر، أي كما يقدم نفسه لا كما نريد نحن أن يكون على صورتنا التي يخيّل لنا الهذيان النرجسي الديني أنها أحسن صورة ممكنة. ضرورة تعليم وإعلام يصححان هذا التصور للآخر وللذات هي اليوم ملحة. في مدارسنا بل وأيضا في رياض أطفالنا نُعلّم الأطفال الجهاد والاستشهاد وكراهية النساء والكفار والمتغربين والمتفرنسين والعَلمانيين. ماذا أقول؟ بل حتى كراهية الأم التي لا تحمل الحجاب والنقاب والأب الذي لا يرتدي الجلباب الأفغاني الأبيض كالكفن. واليكم: "هذه القصة التي تناولت موضوع الحضانة كمثال: للمؤسسات التي تدعو لهذا الفكر (السلفي). عندي مثال حي لاستدلال عليها. كنت جالسا... وإذا بتليفون المنزل يرن فأخذت السماعة وقبل أن أتكلم وجدت شقيقيتي تقول وبسرعة: إن أبنتي قالت لي إن التلفزيون حرام، كما سألتني لماذا لا تلبسين نقابا؟ ولماذا أبي ليس له لحية كبيرة؟ ولماذا لا يلبس جلبابا قصيرا..؟ وأسئلة كثيرة تعلمتها في الحضانة التي كنا نعتقد أنها ستعلم ابنتي القراءة والكتابة فقط. ولكن قبل أن تتعلم القراءة والكتابة تعلمت كيف تكفر كل شيء حولها. وكيف تريد أن تحول كل من حولها إلى النموذج الذي شاهدته في الحضانة ورسخ في ذهنها. وبالتالي سيظهر كل من حولها أنهم على خطأ.... كيف أتصرف؟ بصراحة.. أجبتها: لا ترسلي ابنتك إلى تلك الحضانة بعد اليوم لأنها الشهر القادم من الممكن أن تكفرك أنت ووالدها.." (رضا عبد الرحمن علي: نشر الفكر السلفي يبدأ من الروض، اليومية "الأحداث المغربية).
يحدث هذا في مصر المسلمة. أما في بريطانيا الكافرة فيتعلم الطفل كراهية جميع أشكال العنف ، وتعيد المدرسة صياغة شعوره ولا شعوره باحترام الآخر بإطيقا الضيافة. الآخر المعاصر هو الإنسان والحيوان والطبيعة والأجيال المقبلة. عدم انتهاك حقوق هذا الآخر وعدم السكوت عن انتهاكها هو ما يجب أن تقدمه المؤسستان المدرسية والإعلامية - وفي حدود الإمكان الدينية - لمعاصرينا. من الضروري تدريس مبادئ التنمية المستدامة التي تضمن حقوق الآخر، أي أجيال المستقبل في كوكب تطيب فيه الحياة، وتدريس اللاعنف وفوائد نزع أسلحة الدمار الشامل وتحريم امتلاكها ونزع السلاح تدريجيا بقدر ما تقوم مؤسسات دولية وعالمية تتكفل بضمان حقوق جميع الدول والشعوب والتآخي مع المؤمنين بجميع الأديان بما فيها الوثنية التي يؤمن بها 56% من ساكنة الكوكب، ووضع الذات موضع الآخر كوسيلة مثالية للتخلص من الجمود الذهني الذي جعلنا لا نتفاوض إلا مع أنفسنا ولا ندخل في أي حوار سوى حوار الطرشان، حتى حوار الأديان الجاري رسم له ملك السعودية هدفا "هو مقاومة الإلحاد في العالم"! دائما لا نعرّف أنفسنا إلا تعريفا سالبا ضد الآخر.
أعلن أمس (11/ 12/ 2008) جلالة ملك المغرب محمد السادس "عن سحب المملكة المغربية للتحفظات المسجلة بشأن الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة" التي سجلتها الدول العربية التي قبلتها متحفظة على المساواة في الإرث وغيرها من التمييزات الشرعية ضد المرأة. تحديث هذه الذهنية الإسلامية العتيقة يمكن أن يتحقق خلال جيل واحد بتدريس هذه الاتفاقية في الإعدادي والثانوي وكذلك الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأقليات والـ 31 مادة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان - كما تفعل تونس والمغرب - هذه المواثيق احتوت على المبادئ الأساسية لقيم الفلسفة الإنسانية التي قامت عليها الحضارة الحديثة والتي من دونها نعود إلى الشريعة؛ شريعة الغاب.
تواجه البشرية المعاصرة تحديات في مقدمتها تحدي النكوص الى الهمجية على طريق صوْملة الإرهاب الإسلامي للعالم الإسلامي وربما للعالم؛ أو عن طريق حرب عالمية نووية ثالثة تجد البشرية نفسها واقفة أمامها سنة 2014 عندما يتضاعف عدد الدول النووية؛ أو كارثة ايكولوجية سنة 2029 عندما تصاب الطبيعة بدمار لا إصلاح له.
إذا لم نتعلم احترام الآخر: الإنسان، الحيوان والطبيعة وأجيال المستقبل فسنقف في مستقبل منظور على شفير الهاوية وفي الساعة الخامسة والعشرين: عندما يصبح كل إنقاذ ضربا من المحال!
التعليقات
هل سينصلح الحال؟!
مصي في أمريكاس -أيها المعلم العظيم العفيف الأخضر، ليطيل الله عمرك ويعطيك الصحة والقوة لاستكمال مشروعك العظيم حول هذه المفاهيم الأساسية التي ضاعت أو على الاقل غابت وتشوهت في ذهنية عدة أجيال منذ سبعينات القرن الماضي وإلى الآن بسبب هذيان المفاهيم الأصولية المتمركزة حول الذات الجماعية والتي لا ترى إلا نفسها ولا تعترف بغيرها وتري أن وجود الآخر هو تهديد مباشر لوجودها حتى صار الصدام العنيف والتناحر الغوغائي هما اساس الثقافة السائدة في العقلية الجماعية لشعوب الشرق الأوسط. فبعد أن كان قد طرأ بعض التحسن فى النصف الأول من القرن العشرين، عاد وصار التمييز والاضطهاد ضد المختلف في الجنس أو العقيدة أو الدين أو العرق أمراً مبرراً بل وممدوحاً من الناحية الدينية. وصار الوعي الجماعي حتى عند كثير من الساسة والمحللين والمثقفين مصاباً بوسواس قهري اسمه فقة المؤامرة التي يخططها الآخر، أي آخر، على الدوام ضد الأنا الجماعية التي يرون أنها ضحية الآخر الكافر الزنديق اللاأخلاقي. وهكذا صارت أفكار التسامح وقبول الآخر عند الغالبية هو نوع من الهلاوس إذ كيف تطلب من الضحية المؤمنة المستهدفة أن تتسامح مع من تراه جلادها الكافر وتقبله. فالدعوة لقبول الآخر هي إنكار للحقوق وإبطال لدعوة الجهاد وخنوع وخذلان بل هي كفر بالله وخيانة لرسوله وضد دعوة حي على الفلاح ونشر دين الله. بل هي سلاح يسلطه أعداء الدين وعملاؤهم ضدنا حتي نظل أذلاء واذناباً. رغم أن لا بضاعة لنا ننتجها للعالم سوى المنازعات والحروب والأحقاد، فضلاً عن جعجعة حنجورية لا طائل من ورائها غير مزيد من خداع النفس وتزييف الوعي حتى إلى عنصرية هذيان خير أمة أخرجت للناس، وتسلط رغبة قاهرة على الذهنية العربية والاسلامية بتصدير الشريعة للعالم طوعاً أم كرهاً كي ينصلح حاله دون ما يدل على نجاعة الدواء لأصحابه أولاً حتي يقبل به الآخر. إن قلب كاتب التعليق حزين على الحال الذي وصل إليه بلده بل وكل المنطقة من تخلف في كل مناحي الحياة وتغييب للوعي الجماعي لشعوب المنطقة وتزييفه. متى ينصلح حال التعليم والإعلام في المنطقة فينتقلان من الأيدلوجية المغرضة إلى الليبرالية الموضوعية؟ متى تدرس حقوق الإنسان في مدارسنا ويبشر بها في أعلامنا المرئي والمقروء؟ متي ينتصر صوت الواقع المتعقل على ضوضاء الزيف الهاذي؟ مع الاسف لا أظن أن هذا سيأتي سريعاً فهذا ضد بقاء حكامنا في كراسيهم التي يسعون لتوريثها ل
ألفا الدماغية
خوليو -تبدأ عملية غسل الأدمغة في المراحل المبكرة من عمر الأطفال وتعتمد على الترهيب والتخويف والقمع، النتيجة هي سلب إمكانية اتخاذ القرارات حتى على المستوى الشخصي عند البلوغ وخاصة عند الأناث، الجميع بحاجة لمشاورة في تصرفاتهم الشخصية ناهيك عن اتخاذ المواقف، يتجلى هذا التصرف بملايين الأسئلة التي توجه لما يسمونهم مفاتي وعلماء دين، مقدرة عقول السائلين هي صفر حتى في أبسط الأشياء ،وباسم الحلال والحرام تغسل أدمغة جماعية لاينجوا منها سوى القادرين على السباحة في هذا المحيط من التخلف والتبعية، الأدمغة بحالة ألفا كما يعبر عنها تخطيط الدماغ الكهربائي، أي في حالة راحة تنتظر التعليمات لتتصرف،فهم بحاجة دائمة للقائد الملهم الذي يعطي توجيهاته.. بحكم مهنتي أجريت أسئلة ل 500 شخص عما إذا كانوا قد قرأوا صحيح البخاري والأحاديث الموجودة في أبوابه، النتيجة صفر ،لا أحد قرأ منه شيئاً، وعندما تذكر لهم حديث لايعجبهم ينكرون ذلك ويقولون سنسأل أهل العلم، النتيجة أن الأدمغة في معظمها في حالة ألفا وسهلة القيادة، وهكذا أدمغة سهلة التهييج بتنبيه مراكز العاطفة عندهم، المفكر الكبير العفيف أصاب كبد الحقيقة :إذا أردنا أن نلعب دوراً ما في المستقبل علينا بإعادة البرمجة لتستطيع اتخاذ قرارات صائبة، خبر الصحفي قاذف الأحذية يعبر أحسن تعبير عن حالة ألفا لللأدمغة.
هل سينصلح الحال؟!
مصي في أمريكاس -أيها المعلم العظيم العفيف الأخضر، ليطيل الله عمرك ويعطيك الصحة والقوة لاستكمال مشروعك العظيم حول هذه المفاهيم الأساسية التي ضاعت أو على الاقل غابت وتشوهت في ذهنية عدة أجيال منذ سبعينات القرن الماضي وإلى الآن بسبب هذيان المفاهيم الأصولية المتمركزة حول الذات الجماعية والتي لا ترى إلا نفسها ولا تعترف بغيرها وتري أن وجود الآخر هو تهديد مباشر لوجودها حتى صار الصدام العنيف والتناحر الغوغائي هما اساس الثقافة السائدة في العقلية الجماعية لشعوب الشرق الأوسط. فبعد أن كان قد طرأ بعض التحسن فى النصف الأول من القرن العشرين، عاد وصار التمييز والاضطهاد ضد المختلف في الجنس أو العقيدة أو الدين أو العرق أمراً مبرراً بل وممدوحاً من الناحية الدينية. وصار الوعي الجماعي حتى عند كثير من الساسة والمحللين والمثقفين مصاباً بوسواس قهري اسمه فقة المؤامرة التي يخططها الآخر، أي آخر، على الدوام ضد الأنا الجماعية التي يرون أنها ضحية الآخر الكافر الزنديق اللاأخلاقي. وهكذا صارت أفكار التسامح وقبول الآخر عند الغالبية هو نوع من الهلاوس إذ كيف تطلب من الضحية المؤمنة المستهدفة أن تتسامح مع من تراه جلادها الكافر وتقبله. فالدعوة لقبول الآخر هي إنكار للحقوق وإبطال لدعوة الجهاد وخنوع وخذلان بل هي كفر بالله وخيانة لرسوله وضد دعوة حي على الفلاح ونشر دين الله. بل هي سلاح يسلطه أعداء الدين وعملاؤهم ضدنا حتي نظل أذلاء واذناباً. رغم أن لا بضاعة لنا ننتجها للعالم سوى المنازعات والحروب والأحقاد، فضلاً عن جعجعة حنجورية لا طائل من ورائها غير مزيد من خداع النفس وتزييف الوعي حتى إلى عنصرية هذيان خير أمة أخرجت للناس، وتسلط رغبة قاهرة على الذهنية العربية والاسلامية بتصدير الشريعة للعالم طوعاً أم كرهاً كي ينصلح حاله دون ما يدل على نجاعة الدواء لأصحابه أولاً حتي يقبل به الآخر. إن قلب كاتب التعليق حزين على الحال الذي وصل إليه بلده بل وكل المنطقة من تخلف في كل مناحي الحياة وتغييب للوعي الجماعي لشعوب المنطقة وتزييفه. متى ينصلح حال التعليم والإعلام في المنطقة فينتقلان من الأيدلوجية المغرضة إلى الليبرالية الموضوعية؟ متى تدرس حقوق الإنسان في مدارسنا ويبشر بها في أعلامنا المرئي والمقروء؟ متي ينتصر صوت الواقع المتعقل على ضوضاء الزيف الهاذي؟ مع الاسف لا أظن أن هذا سيأتي سريعاً فهذا ضد بقاء حكامنا في كراسيهم التي يسعون لتوريثها ل
رحم الله زمانا
تونسية -لطالما حاول الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة التوجه بتونس نحو الغرب وابعادها قدر المستطاع عن المشرق العربي ..وقد كان محقا ..اليوم لما بدانا التوجه الطفيف نحوالشرق..صارت تونس تعج بالجلابيب والمحجبات والافكار الظلامية..المسشتقبل الى اين؟الله يرحم زمانا لم نكن نسمع كلمة كافر وكل شىء حرام ومع دلك كانت الاخلاق والتربية احسن من اليوم ..حتى رجال الدين بتونس كنت ترى البشاشة والتسامح على وجوههم .
رحم الله زمانا
تونسية -لطالما حاول الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة التوجه بتونس نحو الغرب وابعادها قدر المستطاع عن المشرق العربي ..وقد كان محقا ..اليوم لما بدانا التوجه الطفيف نحوالشرق..صارت تونس تعج بالجلابيب والمحجبات والافكار الظلامية..المسشتقبل الى اين؟الله يرحم زمانا لم نكن نسمع كلمة كافر وكل شىء حرام ومع دلك كانت الاخلاق والتربية احسن من اليوم ..حتى رجال الدين بتونس كنت ترى البشاشة والتسامح على وجوههم .
أطلبواالعلم/في الصين
كركوك أوغلوا -العلم المطلوب لبس علوم ......, ولكن علوم الحياة من المهد الى اللحد ؟؟!!..
كيف فاتتك؟
جبا ياسين -كيف فات العفيف الاخضر ان البيت الشعري هو للحسين بن منصور الحلاج وليس لأبن الفارض المصري.انا من اهوى ومن اهوى انا نحن روحان حللنا بدنا . الدقة ياعباد الشمس ...
كيف فاتتك؟
جبا ياسين -كيف فات العفيف الاخضر ان البيت الشعري هو للحسين بن منصور الحلاج وليس لأبن الفارض المصري.انا من اهوى ومن اهوى انا نحن روحان حللنا بدنا . الدقة ياعباد الشمس ...
تعقيب
ناطق فرج -فإذا أبصرتني أبصرته/ وإذا أبصرته أبصرتنا .. نعم إنه للحلاج. تحياتي للمفكر العفيف الاخضر وتمنياتي له بوافر الصحة.
تعقيب
ناطق فرج -فإذا أبصرتني أبصرته/ وإذا أبصرته أبصرتنا .. نعم إنه للحلاج. تحياتي للمفكر العفيف الاخضر وتمنياتي له بوافر الصحة.
مـِـــن الآخـِـــــر
نقطة -سيدي الكريم العفيف الأخضرمع كامل احترامي لشخصك الكريم ولما قرأته أعلاه انتابتني الدهشة العارمةسيدي الكريم نحن في عام 2009 وللتوضيح سأسرد تعليقي في نقاط أربع:1- من يصب الخمر لربه لا يصبه لإلهه بل يصبه لسيده لأن الذي يصب في الآية الكريمة هو عبد لسيد وليس لإله فالرجاء الاطلاع على تفسير قرآني معتمد.2- سيدي الكريم من كان منذ عشرات الأعوام متبنيا و متشبثا بنظرية التطور الطبيعي (التي هي نظرية وليست حقيقة لم تثبت حتى الآن) تركها وتنكر لها لأنه أدرك أن اللاعقلانية موجودة في هذه النظرية وأدرك أن الانسان انسان وأن القرد قرد ولا يجوز استجلاب مثال حصان وحمار لاسقاطه على الانسان3- مع احترامي لشعوب اوروبا الذين نتغنى بهم وبأفكارهم فبنظرة سريعة للتاريخ تتوضح لك الفكرة المعاكسة للتي ذكرتها والحال المتردي لكل دول اقليم المغرب العربي كلها ومعظم أقطار الوطن العربي ماهو إلا حصيلة أفكار أوروبا النيرة مع التحية، نـقـطــة