كتَّاب إيلاف

حكايات الاحتلال: الصدمة البونابرتيه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حكايات الاحتلال وتصحيح بعض المفاهيم (١٣)

وصلت أحوال مصر في "جنة العثمانلية" المتعفنة الدموية إلى مداها. ولكن كان هناك من يستعد ليطرق الأبواب.

***
كانت "دولة الفرنسيس قد عظمت وكبر سلطانها على يدي قائد عسكرها بونابرته الكبير، بعد انتصاراته في الحملة الإيطالية، فكان لا ينكف عن تدبير الحيل لكسر شوكة دولة الإنجليز، العدو الذى لم يبق من معاد سواه؛ وذلك بنزع المملكة الهندية من يدهم. ورأى أن هذا الأمر لا يتم إلا بنزوله على مصر واستخلاصها من يد المماليك، وجعلها مقرا لحركاته الحربية ومناوشاته السياسية".
خرج بونابرت في أسطول من ٥٥٠ مركبا، على رأس جيش من ٢٨ ألف مقاتل وفارس، و١٧ ألف طاقم معاون، وأربعين من نخبة القواد و١٦٠ من المهندسين وأهل العلم بتخطيط الأرض وأصحاب الكيمياء والطبيعة ومعهم مطبعة عربية وفرنسية، وجماعة من الكتاب والمترجمين والأطباء والجراحين والكحالين ومن الصناع وأصحاب العمل والحفر والنقش.
وفي ليلة ٢ يوليو١٧٩٨ نزل بونابرت وجيشه في أبي قير. ومع الصباح كان بالإسكندرية، حيث قابل أعيان الثغر.
وحرر منشورا يُتلى على الأهالي حيثما يتحرك الجيش، ليؤمِّنهم ويطمئنهم، يستهله بـ [بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله ولا ولد له ولا شريك له. من طرف الفرنساوية، المبني على الحرية والتسوية (المساواة) السرعسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابرته]. ثم يُعرِّف أهالي مصر بأسباب الحملة وهي القضاء على المماليك الظالمين [وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم]. ثم يبشرهم بمباديء الثورة الفرنسية [أن جميع الناس متساوون عند الله لا يفرقهم إلا العقل والفضائل والعلوم]، ويطمئن الجميع بشأن نواياه [يا أيها المشايخ والقضاة والأئمة والجربجية وأعيان البلد، قولوا لأمتكم أن الفرنسوية هم أيضا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا (..) وكانوا في كل وقت محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني وأعداء لأعدائه]. ويحذر من مساندة المماليك وضرورة الالتزام بالهدوء.
أخذ مراد بك، كبير المماليك، يستعد بجيشه للقاء الفرنسوية. وكان العلماء ومشايخ فقراء الأحمدية والرفاعية والابراهيمية والقادرية وغيرهم يعملون الأذكار بالأزهر، وأطفال (الكتاتيب) يضجون كل يوم بـ "يالطيف". وخرج الفقراء بالطبول والزمور والأعلام والكاسات وهم يضجون ويصيحون بأذكار مختلفة. وصعد السيد عمر مكرم، نقيب الأشراف، إلى قلعة الجبل فأنزل منها البيرق النبوي ونشره وحولُه الألوف المؤلفة من العامة وبأيديهم النبابيت والعصي وهم يهللون ويكبرون. وجلس العلماء والمشايخ ببولاق القاهرة يدعون ويبتهلون إلى الله بالنصر. وأرسل ابراهيم بك إلى العربان المجاورين لمصر ليكونوا في المقدمة بنواحي شبرا، ثم جمع الفرنجة الذين بمصر والقاهرة فحبسهم وفتشوا بيوتهم لعلهم يجدوا فيها شيئا من السلاح، وكذلك فتشوا جميع بيوت الشوام والقبط والروم وجميع الكنائس والأديرة؛ والعامة لا ترضى إلا أن يقتلوا النصارى واليهود، فمنعهم الحكام.
وبعد معركة أولى مع الفرنسوية عند (شبراخيت)، دامت أقل من ساعة، هرب مراد بك وجيشه. ثم ألقى بونابرته على جنوده خطبته الشهيرة قرب سفح الأهرام (أربعون قرنا ....) قبل معركة ثانية قصيرة عند إنبابه في ٢١ يوليو، هزم وفر بعدها مراد للصعيد الأعلى. ودخل بونابرت القاهرة في ٢٤ يوليو.
اجتمع مع المشايخ لتدبير الأمور وأمر بتقليد الوظائف لمن يرون فيه الأهلية، فألحوا بإعطاء منصب والي الشرطة لأحد المماليك خلافا لما أشار به بونابرته، "لأن سوقة (رعاع) مصر لا يخافون إلا من الترك ولا يحكمهم سواهم".
(الكافي ج٣ ص ٢٧٩ـ ٣٠٠ وهوامش ١١٤٨ـ١١٨٢)
وفي أول أغسطس، تحطم الأسطول الفرنسي في أبي قير على يد القائد البريطاني نيلسون، فانقطعت سبل التموين الخارجي ولزم الاعتماد على الذات. وفي منتصف الشهر نفسه، أتم "السلطان الكبير بونابرته"، الذي أصبح يقيم بمقر قيادته في قصر الألفي بك بالأزبكية، العام التاسع والعشرين من عمره.

***
بدأ بونارت في إجراءات لتنظيم مصر، أثارت معظمُها حفيظة الأهلين الذين اعتادوا طريقة حياة معينة منذ قرون، مثل شق أو توسيع الطرق في المدن، وإزالة أبواب الحارات، وإضاءة الشوارع والحارات والأسواق بالفوانيس، وإجراءات صحية بخصوص النظافة ومكافحة الأوبئة ودفن الموتي، وإجراءات تراخيص المحلات والملكية. كما رتب ديوانا سماه "محكمة القضايا" للفصل في أمور التجارة العامة والمواريث والدعاوي، وضع له أصولا وقواعد وعين له اثني عشر عضوا، من المسلمين والقبط، وجعل رئيسه المعلم ملطي القبطي. كما رتب دواوين بالأقاليم وديوان مصر العام من ممثلي أهالي البلاد، ومهمته النظر في شئون البلاد وترتيب الضرائب على العقارات والأملاك والحوانيت.
وأسس بونابرت المعهد العلمي المصري وشارك في أعماله، كما أنشأ مستشفيات في الروضة والإسكندرية ورشيد ودمياط، وأنشأ جريدتين بالفرنسية وواحدة بالعربية ومعامل لصناعة الأسلحة والورق والأقمشة وسائر ما يلزم البلاد، وجعلوا بيت حسن كاشف مكتبة للمطالعة. "وفعلوا جميع هذه الأعمال العظيمة في مدة يسيرة جدا مع همة غريبة".
وفي نفس الوقت حرص بونابرت على اتباع "سياسته الإسلامية" ("لكسب عقول وقلوب الناس")، مثل احترام المناسبات الدينية والاحتفال بها، كالمولد النبوي واحتفالات رمضان. ونقل الوظائف الدينية من العثمانيين إلى المشايخ المصريين. وفي إطار هذه السياسة كان حريصا على ألا يتسبب حصول غير المسلمين على بعض الحقوق المدنية في "إثارة" المسلمين. وقد حدث أن حرر غير المسلمين أنفسهم من بعض القيود المذلة التي كان المسلمون يعدونها شرطا من شروط بقاء الإسلام (!)، لكن بونابرت أدرك ما في هذا التحرر من إساءة للشعور الإسلامي إذ قال في مذكراته: "لا فائدة في إظهارنا الاحترام العميق للدين الإسلامي إذا كنا نسمح للأقباط والروم والمسيحيين الغربيين بقدر من التحرر يغير من منزلتهم الماضية. وقد أردت أن يكونوا أكثر خضوعا وأكثر احتراما لكل ما يتعلق بالإسلام وبالمسلمين كما كانوا في الماضي". ونجد في الجبرتي تأييدا لذلك، فيذكر في حوادث (فبراير ١٧٩٩): "رجع نصارى الشوام عن لبس العمائم البيض والشيلان الكشمير الملونة والمشجرة وذلك بمنع الفرنسيس لهم من ذلك، ونبهوا (الفرنسيون) أيضا بالمناداة في أول رمضان بأن نصارى البلد يمشون على عادتهم مع المسلمين أولا، ولا يتجاهرون بالأكل والشرب في الأسواق ولا يشربون الدخان..." (هوامش ج٤ ص ١٣١٩).

***
والآن نتابع الأمور من زاوية كُتّاب حوليات مخطوطات "تاريخ البطاركة":
٤٣ـ ثم تولى الأنبا (مرقس الثامن) (١٧٩٦ـ١٨٠٩) وكان راهبا من دير الأنبا أنطونيوس، وعاصر الحملة الفرنسية ثم مجيء محمد علي.
[[وقد نظر (الأب) شيئا من البلايا التي حاقت بسلفه، وقاسم المؤمنين مصائب ذلك الجيل المشئوم الطالع، وتفطرت أحشاؤه حزنا وقاسى بسماع الأذن ونظر العين تلك الصروف التي أبهظت ظهور المسيحيين، وقد زادت طينتُها بلة وشدتُها قساوة ومرارتُها علقما حينما احتلت عساكر نابليون بونابرته هذا القطر (١٧٩٨)، وذلك أنه لما وطأت أرجل جنود فرنسا أرض أبو قير والاسكندرية هاج في القاهرة رعاع المسلمين وشرعوا يجرعون النصارى كؤوس المرارة رغما عن (محاولات) أمرائهم الذين أخبروهم بأن هؤلاء المسيحيين هم من رعايا الدولة وأن من مس شرفهم فقد مس شرف الدولة نفسها (!!) فلم يرهبهم ذلك ولم يخشوا سطوة بونابرت وجنوده الباطشة]].
[[ولما حارب (الفرنسيون) المماليك وانتصروا عليهم وملكوا القاهرة وظن النصارى أن الجو المعكر قد صفا، قام على أثر ذلك معظم شيوخ الجامع الأزهر وتجمعوا فيه وأرسلوا (من) يطوفون في الأسواق منادين "فليذهب كل من يوحّد الله إلى الجامع الأزهر، هذا اليوم يوم الجهاد في محاربة الكفار وأخذ الثأر"، فهاجت المدينة لذلك وماجت وقفل المسلمون حوانيتهم وتقلدوا أسلحتهم واجتمعوا في الجامع الأزهر (*)، ثم جالوا ينهبون بيوت المسيحيين على اختلاف أجناسهم ويقتلون كل من صادفوه بغير تمييز بين الرجل والمرأة والطفل والشيخ. وكان الوجه القبلي الذي صار ملجأ لكل متمرد ومهربا لكل عاص ليس بأقل وطأة، فإنه لما هرب المماليك أخذوا يعيثون في الناس ظلما وينهبون أموال النصارى]].

(*) اجتمع الديوان العام لمصر في أكتوبر واقترع على اختيار الشيخ الشرقاوي رئيسا، وعين الديوان جماعة شرعوا في الإحصاء، فلما شاع الخبر بين الناس استعظموه واجتمع جمع عظيم حول رجل اسمه السيد بدر ومعه حرافيش الحسينية وزمر الحارات وهم ينادون "نصر الله دين الإسلام"، وساروا لبيت القاضي فرجموه لأنه لم يراودهم، واجتمع بالجامع الأزهر عديد من أولئك السوقة والغوغاء، وقُتل بعض فرسان الفرنسيس وأقيمت المتاريس بالقاهرة، ولم يشارك في هذا الحادث أهل مصر القديمة ولا بولاق. وخرج جنود الفرنسيس فقاتلهم المغاربة وخرجت العامة وبالغوا في الإفساد وتطاولت أيديهم إلى النهب ونهبوا دور النصارى الروم والشوام وما جاورها من بيوت المسلمين وسلبوا النساء والبنات. وانتظر بونابرت رد المشايخ على طلبه رد العامة فلم يردوا وبعد الظهر أمر بإطلاق مدافعه على قلب القاهرة وتوقفت الفتنة (ثورة القاهرة الأولى). وأرسل المشايخ منشورات للأهالي بشتى الأقاليم لكي لا يسمعوا كلام المفسدين فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. (الكافي ج٣ ص ٣٦٠)

***
[[وما ظن النصارى أنهم نجوا من تلك الرزية حتى وقعوا بأشر منها، وذلك أنه لما نقضت المعاهدة التي عقدت بين القائد كليبر الفرنساوي والصدر الأعظم (رئيس وزراء الدولة العثمانية)، (التي تنظم شروط انسحاب الجيش الفرنسي من مصر) بأمر من الباب العالي، دارت رحى القتال بين الجانبين في المطرية، واغتنم المسلمون فرصة خروج عسكر فرنسا من القاهرة وثاروا على النصارى. وجاء ناصيف باشا، أحد قواد الجيش العثماني، إلى المدينة بجماعة من المماليك ونادى فيهم بأنهم قد غلبوا الإفرنج، وأمر بقتل باقي النصارى فشرعوا يجزرونهم (*) غير مميزين بين القبطي والسوري والإفرنجي. فاستدرك حالهم عثمان بك، أحد ضباط الأتراك، وجاء إلى ناصيف باشا وقال له "ليس من العدالة أن تهرقوا دماء رعايا الدولة فإن ذلك مخالف للأرادة السنية" فأمر عند ذلك بكف أيدي المسلمين من قتلهم]].

(*) كان بونابرت قد خرج سرا عائدا لبلاده (٢٢ أغسطس ١٧٩٩) بسبب تطورات الأحداث في أوروبا، وولىّ الجنرال كليبير مكانه. وكان الجيش قد أصبح نصف العدد الأصلي، وليس لديه من المعدات ما يكفي. وتحت ضغوط العثمانيين والإنجليز اتُفق على رحيل الفرنسيين. لكن شروط الاتفاق نُقضت. وبعد محاربة الباشا للفرنسيين (مارس ١٨٠٠)، قال للعامة "اقتلوا النصارى وجاهدوا فيهم"، فعندما سمعوا صاحوا وهاجوا ومروا مسرعين يقتلون من يصادفونه من نصارى القبط والشوام وغيرهم. فذهبت طائفة إلى حارة النصارى وبيوتهم التي بناحية بين الصورين وباب الشعرية وجهة الموسكي فصاروا يكبسون الدور ويقتلون من يصادفهم من الرجال والنساء والصبيان وينهبون ويأسرون (...) فتخوف النصارى جدا، وجمع كل منهم ما قدر عليه من العساكر الفرنسوية والروم (للاحتماء بهم) ووقعت الحرب بين الفريقين وصارت النصارى تقاتل وترمي بالبنادق والآخرون يرمون من أسفل ويكبسون الدور و(يقفزون فوق أسوارها) حتى اليوم التالي (..) ولبث عثمان كتخدا بالجمالية، فكان كل من قبض على نصراني أو يهودي أو فرنسوي ذهب به عند عثمان بك ويأخذ عليه البخشيش (..)
وظهر رجل مغربي واجتمع إليه طائفة من المغاربة ففعل ما لا خير فيه من النهب والقتل والسبي وكان يتجسس على البيوت التي بها الفرنسيس والنصارى فيكبسها ومعه جمع من العوام وأسافل الناس فيقتلون من يجدونه منهم وينهبون الدار ويسجنون النساء ويسلبون ما عليهن وكانوا يقطعون رؤوس الأطفال وبعض البنات (..) وقام ببولاق رجل اسمه الحاج مصطفى البشتيلي وجمع إليه طوائف السوقة وحرافيش السبتية وساروا نحو معسكر الفرنسيس الذي كان بساحل بولاق وهجموا عليه فقتلوا منهم من أدركوه ونهبوا ما فيه من متاع ورجعوا وتترسوا حول بولاق واستطالوا على كل من كان بها من القبط والشوام فأوقعوا فيهم القتل والنهب فكان البلاء عاما والخطب شديدا جدا (..) (وهرب الباشا العثماني من مصر وحاول كليبير فرض سيطرته على الوضع وتمترس الناس) وأما أكابر القبط مثل جرجس الجوهري وفلتاؤوس وملطي فإنهم طلبوا الأمان من (كبراء) المسلمين لكونهم انحصروا في دورهم وهم في وسطهم فأرسلوا لهم الأمان فحضروا (أكابر القبط) وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء وأعانوهم بالمال واللوازم.
وأما (المعلم) يعقوب فإنه كرنك في داره بالدرب الواسع جهة الرويعي واستعد استعدادا كبيرا بالسلاح والعسكر المحاربين وتحصن بقلعته التى كان شيدها بعد الواقعة الأولى فكان معظم حرب حسن بك الجداوي معه، والمناداة في كل يوم بالعربية والتركية على الناس بالجهاد. وبعد بعض المجابهات وقع صلح بين كليبر والشيوخ لكن الإنكشارية والأتراك رفضوه فهاجم الفرنسيس المدينة. ووقع صلح جديد مع المشايخ.
(الكافي ص ٣٢٨ـ ٣٣٩ عن عجائب الآثار) (أنظر أدناه حول المعلم يعقوب).

***
[[وآخر ضيق طرأ على الأقباط في أيام هذا الأب (البطريرك) هو رفت المستخدمين منهم في دواوين الحكومة. وذلك أن الجنرال مينو لما تولى قيادة الجيش الفرنساوي بعد قتل كليبر، اعتنق الدين الإسلامي ودعى نفسه عبد الله (..) وكان ديوان القاهرة مؤلفا يومئذ من الأقباط (والمسلمين) فرفت (الأقباط) وعهد (للمسلمين) جباية الخراج]].
[[وكانت إقامة الفرنساوية في مصر ثلاث سنين (*)، وكانوا يُعرفون عند العامة بالفرنسيس]].

(*) بعد خروج بواقي الحملة الفرنسية (سبتمبر ١٨٠١ بما في ذلك عبد الله مينو، الذي عاد لفرنسا وتقلد مناصب فيها) عادت السلطة للدولة العثمانية؛ فضيّق الوالي، محمد باشا، على الناس وشدد وأرهب وأخذ بالشبهات وأكثر من القتل والصلب والحرق وزاد في المغارم والمكوس وتتبع الأعيان بالمدن لا فرق بين القبطي والمسلم إذ كانوا عنده فريسة واحدة. وأمر بالقبض على ثلاثة من عظماء الأقباط وهم المعلم أنطون أبو طقية والمعلم إبراهيم زيدان والمعلم عبد الله بركات فقتلهم وختم على دورهم وأملاكهم ونقلوا ما فيها إلى بيت الدفتردار ليباع في المزاد. واستفحل أمر الأمراء المماليك بالصعيد واجتمت إليهم طوائف كثيرة من الهوارة وقبائل العربان وتحصنوا عند الهِوّ بسفح الجبل (قرب نجع حمادي) وطالبوا أن يعطيهم الوالي المنطقة من أسيوط إلى الصعيد الأعلى فيأخذوا خراجها، وعجز العثمانيون عن ردهم. واختل النظام من توالي هجمات الأمراء على البلاد وعبث الجنود السلطانية وتجاوزهم الحدود في القتل والنهب والتخريب والفحش. وتطاولت أيدي العربان في السلب والقتل. وهاجم المماليك وأعوانُهم العساكر العثمانية بالمنيا ودخلوا البلد عنوة وأعملوا فيها السيف وأحرقوا وخربوا وقتلوا خلقا كثيرا من أهلها. (الكافي ٣٥٩ـ٣٦٥)
ويبدو أن الجزية على الأقباط كانت قد ألغيت لمدة ثلاثة سنوات في عهد الحملة الفرنسية على مصر، ولكن بعد خروج الحملة تم تحصيلها بأثر رجعي، فكان عليهم أن يدفعوا جزية ثلاث سنوات دفعة واحدة (رسالة دكتوراه "الجزية في مصر وتأثيرها على أهل الذمة ما بين 1713 و 1856"، أيمن أحمد محمود، كلية الآداب جامعة القاهرة (نوفمبر ٢٠٠٨)).
وثار عسكر العثمانيين بالقاهرة لعدم دفع رواتبهم لخلو الخزانة فانخلع الوالي محمد باشا وتولى نائبُه طاهر باشا فضيّق على أصحاب الميسرة وضرب على القبط غرامة خمسمائة كيس، ثم اعتقل جماعة من الكتاب القباط وقتل من أعاظم القبط والشوام خلقا ونهب دورا كثيرة. ثم قتله جنود الإنكشارية، وكثر فساد طوائف الأرناؤوط في الأرض فظهر نجم محمد علي سرجشمه (بكباشي في الجيش العثماني)، والتجأ إليه الأمراء والأعيان. ثم وصل الوالي الجديد علي باشا الطرابلسي وكان سيئ الخلق طاغية عنيدا جبارا معجبا بنفسه. وعاد (المملوك) الألفي بك الكبير من لندن بعد قضاء سنة (كان قد صحب القوات الإنجليزية التي أجبرت الفرنسيس على الرحيل) فطلب الوالي أن يقتله. ولدفع الأجور المتأخرة لجنود الأرناؤوط، فرض الأمراء مائتي ألف ريال على أقباط مصر منها خمسون ألفا على المعلم غالي كاتب الألفي وثلاثون على تركة المعلم بقطر كاتب البرديسي، واشتدت حركة الأرناؤوط وقتلوا ونهبوا واغتصبوا. ثم قُتل الطرابلسي باشا وتولى أحمد خورشيد باشا فضرب على أهل مصر والقاهرة خمسة آلاف كيس نقرة، منها ألف وخمسمائة على أعيان القبط. ووصل طلائع المماليك والعربان من الصعيد إلى مصر والقاهرة فحاربهم جنود محمد علي. ووصل رسول من دار السلطنة بتقليد محمد علي ولاية جدة فتمنع عن السفر. واجتمع جماعة من المشايخ والعامة ببيت القاضي يصرخون "يارب يا متجلي أهلك طائفة العثمانلي" وحرروا ورقة بطلبات الرعية. (الكافي ٣٦٥ـ٤٠٥)

***
وكالعادة، دفع القبط ثمن مجئ الفرنسيس وثمن رحيلهم، وثمن عودة الجزارين العثمانيين وثمن إفساد المماليك.
لكن حدة العداء الشعبي ضد العثمانيين، بسبب حملات القتل والنهب التي أطلقوها، زادت لدرجة أن علماء الأزهر رحبوا في (أكتوبر ١٨٠٢) بالوزير المفوض من قبل بونابرت، المسيو سباستياني، وصارحوه بتمنياتهم بعودة الحكم الفرنسي مرة أخرى (!!). وفي تقريره لحكومته، أبدى المبعوث الفرنسي دهشته مما أبداه المشايخ من شجاعة في إعلان رغبتهم تلك.
فكما يقول الجبرتي، يبدو أن مفهوما جديدا للعدالة بدأ يتسرب لعقول المصريين: "فالفرنسوية الذين لا يتدينون بدين يقولون بالحرية والتسوية (المساواة)" وكانوا أعدل من الحكام العثمانيين المسلمين. وباستثناء ظروف الحروب والثورات، يندهش الجبرتي (في عجائب الآثار) لنزاهة الفرنسيين في المعاملات اليومية ودفعهم نقدا ثمن ما يقدم لهم من خدمات أو بضائع ومنعهم احتكار السلع، ويذكر بإعجاب موقف السلطات الفرنسية وعدالتها في محاكمة سليمان الحلبي قاتل الجنرال كليبر "بخلاف ما رأيناه بعد ذلك من أفعال أوباش العسكر، الذين يدعون الإسلام ويزعمون أنهم مجاهدون، وقتلهم الأنفس وتجاريهم على هدم البنية الإنسانية بمجرد شهواتهم الحيوانية".
لقد شكلت المحن عوامل يقظة جماهيرية، وأخذت تسقط من الأذهان فكرة الدين الذي يجمع بين المصريين والعثمانيين، (هوامش ج٤ ص ١٢٠٣).
وبينما أصبح علماء الأزهر على استعداد لإخضاع مصر مرة أخرى للحكم الفرنسي، في سبيل خلاصها، كان "المعلم يعقوب" يطرح فكرة مختلفة: استقلال مصر كوطن للمصريين...

***
ولن تكتمل صورة الأحداث في تلك الفترة الفاصلة إلا بمراجعة قصة المعلم يعقوب المثيرة للجدل. وليس هناك أفضل من محمد شفيق غربال، عميد المؤرخين المصريين المحدثين، لكي نأخذ عنه ملخصا لدراسته الهامة والفريدة عن يعقوب:
[لا يرى التاريخ الصحيح لمصر، في مواقف العامة وزعمائها وأهل الرأي فيها، أثرا لفكرة الاستقلال الوطني ولا يسجل إلا لمصري واحد من أهل هذا العصر فضل اعتبار الاحتلال الفرنسي لا فترة نحس يُرجى زوالها وعودة ما سبقها، بل بدء حياة جديدة لمصر المصريين، مهدت لها الحملة الفرنسية بقطع التبعية العثمانية وهدم قوة المماليك. وذلك المصري هو: المعلم يعقوب حنا.
لا أحب أن أغلو فأزعم أن يعقوب فهم تماما كل الاحتمالات التي انطوى عليها هدم النظم القائمة في مصر وحُكم أمة غريبة لها أو أنه تحول في هذه الأشهر القليلة التي قضاها مخالطا للفرنسيين من جاب من جباة الأموال، نشأ ودرج في بيت من بيوت الأمراء المماليك في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، إلى داع من دعاة الحركات الوطنية التي يعرفها الغرب في القرن التاسع عشر، بل أجد يعقوب يحتفظ حتى بعد مخالطة الفرنسيين ببعض صفات الجباة وعمال الإدارة المالية من أبناء طائفته في ذلك الوقت. يذكر الجبرتي عنه تأييده الحكم الفرنسي أثناء ثورة القاهرة الثانية "بينما الرويسا الأقباط الآخرون بما فيهم أكبرهم جميعا جرجس الجوهري يدارون الثوار ويمدونهم بالمال واللوازم، صيانة لأرواحهم لا عطفا على حركتهم". أما يعقوب ـ كما سجل الجبرتي ـ فإنه "كرنك في داره بالدرب الواسع جهة الرويعي واستعد استعدادا كبيرا العسكر والسلاح وتحصن بقلعته التي كان شيدها بعد الواقعة الأولى (أي الثورة الأولى أيام بونابرت) فكان معظم حرب حسن بك الجداوي معه".
لكن القارئ لا يجد في (كتابات) الجبرتي ولا في غيره أن يعقوب في سنة ١٨٠١ لما انتهى الاحتلال الفرنسي هاجر وتبع الجيش الفرنسي إلى فرنسا لتحقيق مشروع خطير، هو الحصول على اعتراف الدول باستقلال مصر.
وقد عثرتُ على الأوراق الخاصة بهذا المشروع في سجلات وزارتي الخارجية الإنجليزية والفرنسية بعد أن كدتُ أطرح الأمل في العثور على تفكير مصري أو غير مصري في حل المسألة المصرية بالاعتراف باستقلال مصر. وهذه الوثائق أربعة: الأولى كتاب بالإنجليزية من القبطان إدموندس للورد الأول للبحرية الإنجليزية مؤرخ عن جزيرة منورقة في ٤ أكتوبر ١٨٠١ يتضمن أحاديثه مع يعقوب في الطريق إلى فرنسا؛ الثانية مذكرة مشروع استقلال مصر، مكتوبة بالفرنسية وملحقة بالكتاب المذكور بقلم الفارس لاسكاريس؛ والثالثة كتاب من لاسكاريس (بتوقيع نمر أفندي) للقنصل الأول لفرنسا (بونابرت، الذي تولى المنصب في نوفمبر ١٧٩٩) بتاريخ ٢٣ سبتمبر ١٨٠١؛ والرابعة بنفس التوقيع لتليران وزير الخارجية الفرنسي.
وبدأتُ بعد العثور على هذه الأوراق في تكوين رأي آخر في يعقوب وفي طبيعة علاقاته بالفرنسيين.
كانت خدمات يعقوب للحكم الفرنسي من نوعين: خدمات من نوع ما كان يقوم به للفرنسيين جرجس جوهري وملطي وأبو طاقية وغيرهم من كبار الأقباط، وأساسها السعي للنفع الشخصي من جهة، والخلاص مما كانوا فيه من امتهان لا يرفعهم من حضيضه ما ملكوه من مال وجاه ولا يفارقهم مهما زادت حاجة الحكام إليهم؛ وخدمات من نوع آخر أساسها التمهيد لمستقبل البلاد السياسي بالتعضيد المؤقت للحكم الغربي.
في تأييد يعقوب للتدخل الغربي كان يرى: أولاـ تخليص وطنه من حكم (عثماني مملوكي) هو مزيج من مساوئ الفوضى والعنف والإسراف ولا خير فيه للمحكومين ولا للحاكمين. فقد رأى يعقوب أن أي نوع من أنواع الحكم لا يمكن أن يكون أسوأ مما خضعت له مصر قبل قدوم بونابرت. وثانيا ـ أنه أتاح فرصة الاتصال بالغرب والتعلم منه، ولا يقل عن هذا شأنا ـ في نظره ـ ما أتاحه هذا الاحتلال من إنشاء قوة حربية مصرية مدربة على النظم العسكرية الغربية.
وكان وجود الفرقة القبطية إذن أول شرط أساسي ُيمكّن رجلا من أفراد الأمة المصرية، يتبعه جند من أهل الفلاحة والصناعة، من أن يكون له أثر في أحوال هذه الأمة إذا تركها الفرنسيون وعادت للعثمانيين والمماليك يتنازعونها ويعيثون فيها فسادا، علي الرغم من أنه لا ينتمي لأهل السيف من المماليك والعثمانيين. وبغير هذه القوة يبقى المصريون حيثما كانوا بالأمس: الصبر على مضض أو الإلتجاء لوساطة المشايخ أو الهياج الشعبي الذي لا يؤدي لتغيير جوهري والذي يدفعون هم ثمنه دون سواهم. وهنا الفرق الأكبر بين يعقوب وعمر مكرم: يعقوب يرمي إلى الاعتماد على القوة المدربة، بينما السيد عمر يعتمد على الهياج الشعبي الذي تسهل إثارته ولا يسهل كبح جماحه؛ إذ أن يعقوب لا يريد عودة المماليك والعثمانيين وإنما يعمل على أن تكون لفئة من المصريين يد في تقرير مصير البلاد..
ذكر الجبرتي في أحداث (مايو ١٨٠٣) في كلامه عن اشتباك العسكر الألبان بأتراك الوالي العثماني خسرو أنهم (الألبان) كانوا يقولون لأهل القاهرة: "نحن (نتحارب) مع بعضنا وأنتم رعية... تخضعون لمن ينتصر منا". أراد يعقوب أن يكون الأمر غير ذلك، وعوّل على أن تكون القوة الحربية المصرية الجديدة مدربة على النظم الغربية، فكان سباقا إلى تفهم درس انتصار الفرنسيين على المماليك، وهو ما أدركه محمد علي بعد قليل.
وقد سار يعقوب في مسلكه إزاء الحكم الفرنسي في خطة تخالف ما كان عليه أبناء جنسه من حيث الهدوء والسكينة والصبر والاحتمال وافتداء أرواحهم وأعراضهم في بعض الأحوال ببذل المال والعطايا. ولم يكن البطريرك ورجال الدين راضين عن تصرفات يعقوب، ونصحه المرات العديدة عن هذه الخطة وأن يعيش كسائر إخوانه، فلم يقبل. وقد أثبت التاريخ ميله منذ أيام شبابه لأعمال القتال والفروسية على طريقة المماليك واشترك أيام كان يدبر التزام سليمان بك الأغا في بعض حروب المماليك ضد جنود القبطان حسن باشا العثماني. ولما جاء الفرنسيون، عمل مرافقا للجنرال ديزيه في فتح الصعيد، وهنا رفض أن يقصر همه على ما عُيّن له، من تدبير المال والغذاء ونقل الرسائل، بل راقب سير الحرب وحارب مرة تحت عيني ديزيه نفسه على رأس طائفة من الفرسان الفرنسيين ضد جماعة من المماليك وأبلى بلاء حسنا، حمل قائده على تقليده سيفا؛ ولم يكن المعلمون الأقباط يُقلدون السيوف بل يُكسون الفراء أو يُمنحون بالمال.
كان يعقوب ينصت لحوارات الفرنسيين وأفكارهم. وقد ساعده الفارس الإيطالي النبيل ثيودور لاسكاريس الذي حضر مع بونابرت وتقلد بعض المناصب الإدارية وتعلم العربية (وكانت له أفكار كثيرة مثل إنشاء قناطر القاهرة وضرورة التقدم نحو منابع النيل؛ وكلاهما تم على يد محمد علي). وكان يرى أن الحكومة الفرنسية يجب أن تعمل على تحقيق استقلال مصر بأن تُقوّي الفرقة المصرية تحت قيادة يعقوب بحيث تكون العنصر المرجح في تقاتل العثمانيين والمماليك.
عند جلاء الفرنسيين كان من شروط التسليم أن يكون لأي مصري ممن خدم السلطة الفرنسية البقاء في أمان أو الرحيل مع الجيش. أما يعقوب فإنه برغم إغراءات ووعود القبطان باشا حسين فقد سافر (مع زوجته وبعض أقربائه وجماعة من المترجمين ومن المسلمين وكثير من النصارى الشوام والأروام) بهدف السعي لدى الحكومات الأوروبية لتحقيق استقلال مصر، بعد أن رأى تشتت الجند القبطي، وأن القيادة الفرنسية لم تُعدّ شيئا لمستقبل الفرقة القبطية أو لمستقبل مصر. وكان الفارس لاسكاريس في صحبته على الباخرة الإنجليزية بلاس.
أصيب يعقوب، وهو على ظهر "بلاس"، بمرض (غامض) وتوفي في ١٦ أغسطس ١٨٠١ وقد راعي القبطان مقامه فلم يلق جثته في البحر كالمعتاد بل حفظها حتى مرسيليا حيث دفن هناك.
وقد استمر صديقه الفارس لاسكاريس في المهمة وأعد مذكرات مفصلة أرسلها للحكومتين البريطانية للفرنسية حول أهمية معاونة مصر على الاستقلال. لكنها وجدت طريقها إلى الأرشيفات...].
انتهى (ملخص) كلام محمد شفيق غربال الذي لا يحتاج لمزيد من التعليق، سوى تذكير المحدَثين الذين يتهمون "المعلم يعقوب" بالخيانة، بأنه في الحقيقة أكثر وطنية من معظمهم، وبأنه لا يقل وطنية عن أمثال "عزيز باشا المصري" الذي اتُهم بالاتصال (بمساندة بعض "الضباط الأحرار") بالألمان أثناء الحرب العالمية الثانية ليعاونهم، تخلصا من الاحتلال البريطاني...

***
باختصار، فبرغم قصر فترة بقاء الحملة الفرنسية (١١٣٠ يوما بين دخول القاهرة ومغادرتها، منها بالكاد ٤٠٠ يوما في وجود بونابرت)، فإنها كانت بمثابة الصدمة على مصر، إذ حاولت إفاقتها من غيبوبتها وزرعت فيها، بين أشياء أخرى، عددا من الأفكار الغريبة التي لم تعرفها منذ الغزو العربي (عبر ١١٦٠ عاما)؛ مثل الاستقلال والحرية، أو تلك "الهدامة" مثل "المساواة أمام القانون"؛ كما فتحت أمامها الباب للتأثر بالحضارة (الغربية) بعد قرون طويلة من السجن في قبور الظلمات والتخلف.
لم يعد ممكنا لمصر بعد الحملة الفرنسية أن تبقى مثلما كانت قبلها. لكن هل هناك من يمكنه أن يبني على ما حدث، ويبدأ مرحلة جديدة تضع مصر على طريق الخروج من النفق؟
adel.guindy@gmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بين الحضارة والهمجية
مصرى وبس -

عندما أتى الأتراك العثمانلية أخذوا كل الحرفيين المصريين لكى يعمروا الأستانة وعندما جاء الفرنساوية أحضروا معهم علماء وكتبوا موسوعة وصف مصر.. هذا هو الفرق بين الحضارة والتحضر والإستعباد.

الغواية الاستعمارية1
مرتاد ايلاف -

غواية بونابرت للأقليات كتاب المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة (الفتنة الطائفية.. متى، وكيف، ولماذا) الحلقة الثالثة: غواية بونابرتللأقليات..وإذا نحن نظرنا - تحديدًا - إلى عامل الغواية الاستعمارية لشرائح من أبناء الأقليات الدينية - في الشرق الإسلامي - بعصرنا الحديث، وإذا نحن نظرنا - تحديدًا - إلى عامل الغواية الاستعمارية لشرائح من أبناء الأقليات الدينية - في الشرق الإسلامي - بعصرنا الحديث، فإننا نستطيع أن نشير إلى محطات في التوترات التي صنعتها هذه الغواية - بعد قرون من مثيلاتها التي صنعتها الغزوة الصليبية (489-690هـ=1096-1291م) في تاريخنا الوسيط[1]. ـ فبونابرت (1769-1821م) الذي قاد الحملة الفرنسية على مصر (1213هـ=1798م) والشام، والذي حلم بإعادة إمبراطورية الإسكندر الأكبر (356-323ق. م) الشرقية، وتحقيق حلم الملك الصليبي القديس لويس التاسع (1214-1270م)، قد أعلن - وهو في طريقه من مرسيليا إلى الإسكندرية - أنه سيجند 20.000 من أبناء الأقليات المسيحية في مصر والشرق؛ ليتخذ منهم مواطئ أقدام لغزوته وإمبراطوريته الاستعمارية الفرنسية. ولقد أثمرت غوايته الاستعمارية هذه ثمرات مُرَّة، عندما سقط في مستنقعها قطاع من الأرثوذكس المصريين - الأقباط[2] - الذين كانوا فيلقًا قبطيًّا ضم ألفين من شباب الأقباط - تزيا بزي الجيش الغازي، وحارب معه ضد الشعب المصري، تحت قيادة المعلم يعقوب حنا (1745-1801م) - الذي أصبح جنرالاً في الجيش الفرنسي الغازي - والذي يسميه الجبرتي (1167-1237هـ=1754-1822م) - وهو مؤرخ العصر -: ;يعقوب اللعين ولقاء هذه الخيانة - التي تركت جراحات عميقة في الصف الإسلامي، وفي الوحدة الوطنية، والتي بدأت مسيرة السقوط في غواية التبعية للاستعمار الغربي، والمراهنة على دعمه لتغيير هوية الأمة وانتمائها الحضاري - أعطى بونابرت وخلفاؤه للأقلية النصرانية - من القبط والشوام - بمصر - الوزن الأكبر في إدارة شئون البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، كما عهد الجنرال كليبر (1753-1800م) - الذي خلف بونابرت في قيادة الحملة وحكم مصر - إلى المعلم يعقوب حنا أن يفعل بالمسلمين ما يشاء! فتطاولت النصارى من القبط ونصارى الشوام على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم، ولم يُبقوا للصلح مكانًا، كما صرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين

سرقوا آثار مصر
حدوقه -

وعندما غادروا سرقوا آثار مصر ووضعوها في اللوفر ؟!!

مرتاد
سامي -

لم تجد غير عمارة لتنقل عنه هذه الأحقاد؟

لماذا ولماذا ؟؟!!
نباش القبور -

لماذايلاتعتبر الحملة الفرنسية غزوا والمسيحية دخيلة ؟!!! كتب مينو لنابليون إني وجدت رجلا ذا دراية ومعرفة واسعة اسمهالمعلم يعقوب وهو الذي يؤدى لنا خدمات باهرة منها تعزيز قوة الجيشالفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا كان المعلم يعقوب يعمل لدى المماليك في الجباية كمعظم المسيحيينحيث برعوا في التعلم والإدارة وجمع الأموال قبل الحملة الفرنسية، المؤكدانه من المرضي عنهم فهو يعمل لدى سليمان بك من رجال مراد بك وليس مذكورافي التاريخ انه اعترض أو قاوم سلطة المماليك بل انه كون ثروة من عملهبالجباية كما كان معتادا ساعتها،رغم أن مراد بك هذا قال عنهالجبرتي;كان يغلب على طبعه الخوف والجبن مع التهور والطيش والتورط فيالإقدام مع عدم الشجاعة وكان من أعظم الأسباب في خراب الأقاليم المصرية إلاإننا لم نقرا عن رفض أو مقاومة من جانب المعلم يعقوب لحكم المماليك. رغم مقولة نابليون الإسلام كالمسيحية تفسدهما السياسة ويلعب القائمونعليهما بالنار إذا تخطوا حدود أماكن العبادة إلا انه استخدم ما حذر منه،فلقد حاول التمسح بالإسلام كما نعلم وحاول تذويب الكنيسة الأرثوذكسية فيالكاثوليك إلا أن الكنيسة المصرية أصرت على استقلالها. اختار جرجس الجوهري خمسا من الأقباط واختار المسلمون خمسا ليساعدواالفرنسيين في حكم البلاد منهم يعقوب الذي استمر في أداء هذا الدور وأضافإليه تشكيل جيشا من القبط لمساعدة الاحتلال واشتكاه الأقباط للبابا الذيكان على خلاف معه يدعى المؤرخون المسيحيون انه بسب زيه وحركاته وسلوكهالمخالف لما اعتادوا عليه وكذا لزواجه الثاني بعد وفاة زوجته من مسيحيةسورية من ملة أخرى لم تعترف الكنيسة بهذا الزواج ولدخوله الكنيسةبالحصان والسيف أضيف وقد يكون هذا الخلاف بسبب موقفه المؤيد بشدة للاحتلالالفرنسي المؤكد انه بني قلعة بالقاهرة واستولى على بيوت كثيرة مهدمةليبنيها، قال البعض انه استخدمها لحماية من أيده من بطش العامة. المؤكد انه ساعد ديزيه في مطاردة مراد بكالذي كان يعمل عنده وكانالناس يعانون من مراد لجمعه الضرائب ثم يمر جيش ديزيه ويعقوب ليجمعوهامرة ثانية حتى تم اتفاق الفرنسيين مع مراد على أن يكون رجلهم في الصعيدوقام بها مراد على خير وجه إذ منع المؤن عن القاهرة أثناء الثورة الثانية. كانت نساء أهل الكتاب يلبسن الحجاب قبل الحملة وأثناء الحملة خلعوهويقال إنهن تبرجن تقليدا للفرنسيس إلا أن

الا صحيح ياولاد ؟!!
حدوقه -

الا صحيح يا ولاد ؟! لماذالاتعتبر الحملة الفرنسية غزوا والمسيحية دخيلة على مصر و المصريين ؟!!!

الغواية الاستعمارية2
مرتاد ايلاف -

ولقد أثمرت غوايته الاستعمارية هذه ثمرات مُرَّة، عندما سقط في مستنقعها قطاع من الأرثوذكس المصريين - الأقباط[2] - الذين كانوا فيلقًا قبطيًّا; ضم ألفين من شباب الأقباط - تزيا بزي الجيش الغازي، وحارب معه ضد الشعب المصري، تحت قيادة المعلم يعقوب حنا (1745-1801م) - الذي أصبح جنرالاً في الجيش الفرنسي الغازي - والذي يسميه الجبرتي (1167-1237هـ=1754-1822م) - وهو مؤرخ العصر -: يعقوب ولقاء هذه الخيانة - التي تركت جراحات عميقة في الصف الإسلامي، وفي الوحدة الوطنية، والتي بدأت مسيرة السقوط في غواية التبعية للاستعمار الغربي، والمراهنة على دعمه لتغيير هوية الأمة وانتمائها الحضاري - أعطى بونابرت وخلفاؤه للأقلية النصرانية - من القبط - بمصر - الوزن الأكبر في إدارة شئون البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، كما عهد الجنرال كليبر (1753-1800م) - الذي خلف بونابرت في قيادة الحملة وحكم مصر - إلى المعلم يعقوب حنا أن يفعل بالمسلمين ما يشاء! فتطاولت النصارى من القبط ونصارى على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم، ولم يُبقوا للصلح مكانًا، كما صرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين وبعد مشاركة ;الفيلق القبطي للفرنسيين الغزاة في إبادة 7/1 الشعب المصري - (300.000 من شعب كان تعداده أقل من 3.000.000) - احتفلوا بانتصارات بونابرت على أهل غزة (1213هـ 1799م)، وكما يقول الجبرتي: فأظهر النصارى الفرح والسرور في الأسواق والدور، وأولموا في بيوتهم الولايم، وغيروا الملابس والعمايم، وتجمعوا للهو وزادوا في الشناعة;[3].

الاتراك في مصر
قاريء -

حاز كتاب ;الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي; جائزة الملك عبدالله للترجمة، التي تمنحها مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض، ضمن أنشطة وفقرات مهرجان الجنادرية. وتأتي الجائزة ضمن مرتبة ;الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية; ومنحت للدكتور صالح سعداوي صالح (مصري الجنسية) الباحث في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن ترجمته لكتاب ;الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي لمؤلفه أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، والكتاب صدر باللغة التركية. ويعد من أهم المصادر التي تناولت موضوع الأتراك العثمانيين في مصر والحضور الثقافي لهم منذ بدايته ومراحل تطوره. وتبرز أهمية الترجمة من منظور تأريخي وثقافي.

فليكن
عادل -

فليكن ان الحملة الفرنسية احتلال لكنه رحل بعد ثلاث سنين ولم يكبس علي صدور المصريين اتناشر قرن وأجبر اهل مصر علي تغيير هويتهم ودينهم ولغتهم

فليكن
عادل -

فليكن ان الحملة الفرنسية احتلال لكنه رحل بعد ثلاث سنين ولم يكبس علي انفاس المصريين اتناشر قرن من القهر والاذلال وسفك الدماء والنهب والسلب واجبروهم علي تغيير الهوية واللغة والدين. انشري يا ايلاف. فيه ايه غلط الكلام ده؟ اشمعني كلام حدوقة والنباشين بيعدي؟

الغواية الاستعمارية3
مرتاد ايلاف -

وفي حماية المستعمر الفرنسي، وفي ظلال سيوفه، أظهروا الكيد للأغلبية المسلمة، وبعبارة الجبرتي: ;فترفع أسافل النصارى من القبط والأروام واليهود، فركبوا الخيول، وتقلدوا السيوف بسبب خدمتهم للفرنسيس، ومشوا بالخيل، وتلفظوا بفاحش القول، واستذلوا المسلمين مع عدم اعتبارهم للدين، إلى غير ذلك مما لا يحيط به الحساب، ولا يسطر في الكتاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم;[4]. ولم تنته هذه الغواية - وهذا السقوط - بهزيمة الحملة الفرنسية على مصر، وجلاء جيشها (1216هـ-1801م)، ورحيل المعلم يعقوب حنا وزمرته مع جيش الاحتلال، وإنما خلف يعقوب - عقب هلاكه - من سَمَّوْا أنفسهم الوفد المصري; - أي اللا عربي واللا إسلامي - الذي ذهب إلى فرنسا - بقيادة نمر أفندي - عارضًا العمالة على الإمبراطورية الفرنسية، حتى بعد هزيمتها! ومعلنًا عن استعداده لتطبيق القانون الفرنسي بمصر، بدلاً من القانون الوطني والفقه الإسلامي! بل وعارضًا تسخير الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لتحقيق حلم فرنسا الكاثوليكية اختراق إفريقيا دينيًّا. وفي هذا الصدد، عرض هذا الوفد المصري الولاء لبونابرت، وقالوا له: ;إن الوفد المصري - الذي فوضه المصريون الباقون على ولائهم لك - سيشرع لمصر ما ترضاه لها من نظم عندما يعود إليها من فرنسا، وإن الجمهورية الفرنسية اليوم - إذا أرادت - يمكنها عن طريق الأمة المصرية - التي ستكون موالية لها - مدَّ نفوذها نحو أواسط أفريقيا، وبذلك تحقق ما عجزت عن تحقيقه الملكية;[5]! ـ وفي الوقت الذي كان هذا الوفد المصري يراهن على فرنسا المهزومة، كان المعلم يعقوب - قبيل هلاكه - قد كتب وصيته إلى إنجلترا الاستعمارية، لتحل محل فرنسا في ضم مصر إلى السيطرة الغربية؛ لتغيير هوية مصر، وانتمائها، وعلاقاتها الإقليمية والدولية، فطلب - في هذه الوصية - التي بعث بها إلى وزير الحرب الإنجليزي - أن ترث إنجلترا مصر من الدولة العثمانية، وقال: ;توشك الإمبراطورية العثمانية على الانهيار؛ ولذا فَيَهِمُّ الإنجليز - قبل أن تقع الواقعة - أن يلتمسوا لأنفسهم من الوسائل المؤكدة ما يكفل لهم الإفادة من ذلك الحدث عند وقوعه، فيحققوا مصالحهم السياسية. وإذا كان من المستحيل عليهم أن يستعمروا مصر - كما استحال ذلك من قبل على فرنسا - فيكفي أن تخضع مصر المستقلة لنفوذ بريطانية، صاحبة التفوق في البحار المحيطة بها، إن بريطانيا لها من سيادتها البحرية ما يجعلها

الاحتلال الغريغي
الايلافي -

من الثابت تاريخيا ان مصر اجبرت على المسيحية من جهة الغريغيين ـ اليونانيين عند احتلالهم لمصر ؟! قبل هذا الاحتلال كان المصريون لهم معتقداتهم الخاصة والمصريون الخلص رحبوا بالفتح العربي ليخلصهم من الاستعمار اليوناني

دعاء
saeed -

الفتنة نائمة، لعن الله من ايقظها

من الذاكره الهندسيه.
م.طـــــــارق الوزير -

قبل الحملة الفرنسية كانت هناك قلاقل وفترة صعبة علي المستوي السياسي في مصر‏,‏ ومع ذلك فأنت تستطيع ـ بكل اطمئنان ـ أن تقول إن الوضع الاقتصادي لم يكن بذلك الاضطراب السياسي‏,‏ والعمارة هي شاهدنا‏,‏ بل هي التي تؤرخ بصدق لأية فترة تاريخية‏,‏ وقد تم تشييد (بيت الســــحيمي )قبل الحملة بعشرين سنة‏,‏ وهو من أروع المباني التي استخدم الحجر والخشب في بنائها‏,‏ وكان مملوكا لما يمكن تسميته شهبندر تجار‏,‏ وليس بيتا لأمير أو حاكم‏.‏مثل هذا البناء البديع هو إشارة لثقافة المجتمع‏,‏ وحالته الاقتصادية‏,‏ وهو يقف إلي جوار المباني التي يختلط فيها النشاط الانساني بالنشاط السكني وقد ارتبط بها صاحب السحيمي ...و(بيت السحيمى )تفتخر وزاره الثقافه به الان وهو شاهد عيان على عصر المماليك الذى منهم قطز وبيبرس من دافعوا عن مصر ......وجرائم الحمله الفرنسيه لاتُنكر من مقاومه ....وحرق القرى والنجوع ....حتى انه سجلها الابنودى فى (نجع البارود )بصعيد مصر ! ومن همجيه الغزو اخذوا جثه الشهيد البطل سليمان الحلبى قاتل كليبر بعد اعدامه على الخاذوق وحرق حثث بعض الشيوخ من كانوا يعلمون ...والان الهيكل العظمى للشهيد معروض باحد متاحف فرنسا ! ....اما العميل الخائن يعقوب عندما مات على الباخره احتفظوا بجثته فى ( برميل خمر )حتى يدفن مجهولا بفرنسا !

ممنوع المصري
سامي -

الوفد المصري - أي اللا عربي واللا إسلامي و تطبيق القانون الفرنسي (يعني المدني) بمصر، بدلاً من القانون الإسلامي يعني ممنوع الخروج عن طاعة الاستعمار العربي الاسلامي الي الابد؟؟؟

الغواية الاستعمارية
مرتاد ايلاف -

فالوصية اليعقوبية، هي باستقلال مصر عن ذاتها الحضارية، وماضيها وحاضرها الإسلامي، ومحيطها القومي والحضاري - أي الانسلاخ عن العروبة والإسلام - وإخضاعها لنفوذ إنجلترا؛ لتكون موالية لبريطانيا، التي تستأثر بتجارتها الخارجية، هذا الاستقلال الذي تفرضه القوات الأجنبية على المصريين المسالمين الجهلاء كما قال المعلم يعقوب اللعين. هذا عن جبهة الأقلية الأرثوذكسية بمصر، في أولى محطات السقوط في غواية الاستعمار الغربي في عصرنا الحديث. وعلى جبهة الأقليات اليهودية رمى بونابرت حبال هذه الغواية الاستعمارية أيضًا؛ وذلك عندما أذاع - وهو على أسوار عكا (1213-1799م) - نداءه إلى يهود العالم، طالبًا منهم التأييد والدعم لطموحاته الاستعمارية في الشرق الإسلامي، لقاء إعادة زرعهم في فلسطين، فقال في هذا النداء: أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، انهضوا بقوة، أيها المشردون في التيه، لا بد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة. إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به قد اختار القدس مقرًّا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة، التي استهانت طويلاً بمدينة داود وأذلتها. يا ورثة فلسطين الشرعيين، إن الأمة الفرنسية تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كلا الدخلاء ;[7]! تلك كانت المحطة الأولى من محطات الغواية الاستعمارية للأقليات الدينية الشرقية في عصرنا الحديث. صحيفة المصريون 20 / 10 / 2008م [1] انظر كتابنا (الدراما التاريخية وتحديات الواقع المعاصر) طبعة القاهرة - مكتبة الشروق الدولية سنة 2005م. [2] القبطي هو المصري، فالمسلمون المصريون هم: أقباط مسلمون. والمسيحيون - النصارى - المصريون هم: أقباط مسيحيون، لكننا - مجاراة للخطأ الشائع - سنستخدم مصطلح الأقباط للتعبير عن النصارى. [3] الجبرتي : (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) 5/134، 136 - طبعة القاهرة سنة 1965م. [4] الجبرتي: (مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس) ص117 - طبعة القاهرة سنة 1969م. [5] المصدر السابق ص112. [6] د. أحمد حسين الصاوي: (المعلم يعقوب بين الحقيقة والأسطورة) ص129، 132 - طبعة القاهرة سنة 1986م. [7] المصدر السابق. ص123 - 125 - ملحق رقم 6.

تحاولون عبثا ؟!!
نباش القبور -

استغرب ممن يدعي العلمانية واللبرالية وممن يدعي ان الرب محبه وسلام وتسامح ؟!! التوجه نحو التأجيج الطائفي وشحن النفوس بالكراهية ونبش الماضي وبعث تصرفات لم نعاصرها وغير مسؤلين عنها وندينها ونرفضها الاضطهاد لم يكن انتقائيا الكل عانى منه المسلم والمسيحي ولعل معاناة المسلمين اعظم وقد ادانه المؤرخون المسلمين هذا النبش التاريخي لا يقدم ولا يؤخر الاسلام والمسلمون في مصر امر واقع مثل المسيحية والمسيحيون في امريكا اوضاع المسيحيين المصريين حاليا افضل من احوال الاغلبية المسلمة في مصر تحاولون عبثا لن تعود عجلة الزمن الى الوراء ومشروع نظير جيد المستنسخ من تجربة طرد المسلمين من الاندلس على يد المحاكم التفيش المسيحية في الاندلس وطرد الفلسطينين على يدعصابات الارغون والهاجاناه الصهيونية غير قابل للاستنساخ.

لحسن الحظ
الايلافي -

ياسلام لولا ان البلد ممسوكة بقانون الطواري والمليون ضابط وجندي امن مركزي كان ... دا من حسن حظكم يا غريغ مصر ؟!!

الي إيلاف
ميريم -

أرجو من إيلاف إيقاف هذا التهريج في التعليقات علي هذه السلسله من هذا الشخص الواحد الذي يكتب بأسماء مختلفه وأحب أن أطمئن هذا الشخص سواء كان أسمه نباش القبور أو إيلافي أو حدقه أن أثر هذه السلسله أبعد من ما يتصور وكل هذه الترهات التي يكتبها بعيدا عن الموضوع لا تقرأ كلها لأنها مليئة بالمغالطات التي يستطيع أن يكتشفها طفل وكذلك التكرار فهي بعينها التي يكتبها كل مره وشكرا مره ثانيه وثالثه ورابعه للأستاذ عادل علي هذه السلسله الرائعه التي أنارت أذهان كثيرين وأدت الي ردود عصابيه كالتي نراها هنا في التعليقات ولكن هكذا الحقيقه دائما ...صادمه... أتمني أن تنتقل هذه المقالات من السرد الي التحليل .... تحليل ما حدث في السابق وانعكاساته علي الحاضر ... تحليل للشخصيه القبطيه والسلوك وعلاقة الكنيسه بالأقباط والمجتمع....الخ أعتقد أن هذا الجزء سيغني دراستك جدا.

وقانا الله شر انيابك
الايلافي -

لا داعي لتحريض ايلاف العزيزة علينا يا اخت مريم فهي فضاء ليبرالي لمناقشة الكتاب والمفكرين ، ليتك تلتزمين بوصايا مخلصك وتلتزمي بالمحبة والسماحة والوداعه فقد كشرتي عن انياب ومخالب لا تليق بإنثى

الي السيد إيلافي
ميريم -

سيد إيلافي ليتك تحترم هذا ;الفضاء الليبرالي بالبعد عن الأكاذيب وإعاده نشر نفس المداخلات المليئه بالمغالطات كل مره.... وما علاقه وصايا مخلصي برغبتي في أحترام المساحه المخصصه للتعقيب وعدم الأستيلاء عليها من شخص واحد كتب تقريبا 15 تعليق وغرضه تخريب المناقشه وتشتيت القارئ بعيدا عن الموضوع وأين هذه الأنياب والمخالب التي رأيتها في تعليقي ؟؟؟ لماذا لا تتبع أنت وصايا رسولك وتجادلهم بالتي هي أحسن؟؟

وبعدين يا مريم ؟؟
الايلافي -

وكيف تعرفين انها اكاذيب مركبة جهاز كشف الكذب حضرتك ؟!! لا يليق بانثى مثلك ـ ان كنتي كذلك ـ ان تصف الاخرين بالكذب ردي ان كانت لديك حجة اما شتم الاخرين فهذا لا يقبله منك مخلصك بالتاكيد اليس كذلك

الي إيلافي أخر مره
ميريم -

أنا فعلا متعجبة من مداخلاتك أنت ترد الهجوم دائما بالهجوم المضاد وليس بالتفنيد (أي الحجة بالحجة)وهذا يتجلي في كل مداخلاتك علي مقالات الكتاب الأقباط بالأخص .. لأني لا أري مداخلات لك في أي من المواضيع المنشورة الأخرى - هل أنت مداخل تخصص أقباط أم ماذا؟. عموما مواجهة الهجوم بهجوم مضاد مقبول أذا كان الرد أيضا يحمل تفنيد لكن الهجوم كوسيلة دفاع وحيده يضعف من محاجاجاتك ويقلل من مستوي المناقشة لتصبح مجرد تلاسن أو تراشق - وهذا يضعف من الفضاء الليبرالي الذي يعجبك - أنا لا أتهمك بأي اتهامات هنا ولكنها مجرد ملاحظه - بمحبه كما قال مخلصي - لأني أقرأ مداخلات كثيرة لك ويبدو أنك متابع جيد للموضوعات - أبتعد عن العصبية - أو التعصب - وحاول مناقشة الموضوعات بهدوء فهذه السلسلة أن اختلفنا أو اتفقنا علي ما ورد فيها- وطبعا التاريخ حمال أوجه- تحمل الكثير من الحقائق وهذه الأحداث ليست بعيده تماما وانعكاساتها مازلت موجودة في اللاوعي الجماعي سواء للأقباط أو المسلمين .... الحقيقة لا تؤذي أحد يا سيدي مهما كانت قاسيه ومعيبة ونتمنى إغفالها فكما قال مخلصي -- الحق يحرر -- شكرا وأسفه أن كان هناك شئ مما كتبه قد أساء أليك.

إلي عادل جندي ومريم
المشاغب !! -

جميل ان تنحازي لهذ السرد التاريخي المملؤء بالاباطيل التي لايؤيدها اي دليل تاريخي من مصادر اخري محايدة وموثوق فيها وتفترضي انها صادقة وهي بالتأكيد ليست كذلك ، ولكن الاجمل أن تسألي نفسك وكاتب المقال لماذا لم يسرد لنا اي شيء عن الحقبة التي كانت مصر فيها وثنية وكيف عامل المسيحيون الوافدون علي مصر اهل البلاد الاصليين من الوثنيين ؟؟ولماذا لايروي لنا في حلقات قادمة مامارسه هؤلاء النصاري من اعمال الابادة والقتل والاستيلاءعلي الممتلكات الخاصة بهؤلاء الوثنيين رغم انهم يرفعون شعار (الله محبة )إلي جانب مصادرة معابد هؤلاء الوثنيين وتحويلها إلي كنائس بالقوة والغصب ؟؟ ويقول لنا الكيفية التي قام بها البابا (كيرلس عمود الدين) بابا الاسكندرية ومعه شعب الكنيسة بسحل وقتل عالمة الرياضيات ومديرة مكتبة الاسكندرية (هيباتيا )لانها كانت وثنية وجسدوا بذلك شعار الله محبة تجسيدا عمليا علي ارض الواقع ،ولمزيد من التفاصيل يمكنكما قراءة رواية مدير ادارة المخطوطات في مكتبة الاسكندرية والباحث في التاريخ الدكتور يوسف زيدان المسماة (عزازيل )معتمدا فيها علي مخطوطات تاريخية موثقة وسؤالي لك يامريم لماذا لم نري مقالا لـ عادل جندي يغطي هذه الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ مصر ولماذا اهمل ذكر الحقائق التي اوردها يوسف زيدان عن قتل الوثنيين المصريين اهل مصر الاصليين علي يد المسيحين وتحويل معابدهم إلي كنائس ترفع شعار( الله محبة )ولماذا اهمل الاشارة إلي تلك الحقائق التاريخية الموثقة بالمخطوطات اذا كان بالفعل حريص علي ذكر الحقائق المتعلقة بتاريخ مصر كما يزعم ؟؟!!

إلي عادل جندي ومريم
المشاغب !! -

ووفقا لصحيفة اليوم السابع المصرية أضاف الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية (عزازيل )التي كشفت خبايا الحقبة الدموية التي اباد فيها المسيحيين المصريون اهل مصر الاصليين من الوثنيين (الكنيسة القبطية المصرية تصورت لزمن طويل أن الخمسة قرون السابقة على دخول الإسلام (فى عام 640 ميلادية)، هى تاريخ خاص للكنيسة القبطية، وأنا لا أقدر أن أقبل هذا ولا أرى له معنى ولا منطق وفى روايته التى أصبحت ضمن الكتب المرشحة للفوز بجائزة بوكر فى الرواية العربية، وأعيد طباعتها خمس مرات الآن فى أقل من عام بعد ظهورها يراقب الراهب هيبا، حشدا مسيحيا يقتل الباحثة السكندرية الوثنية هيباتيا فى الإسكندرية فى عام 415 بعد الميلاد.ويتحدث المؤلف عن الخلاف بين القديس كيرلس وهو من الإسكندرية وباحث اللاهوت السورى المولد نسطور، بشأن ما إذا كانت مريم العذراء ولدت الله أم المسيح.وكان نسطور يري ويؤمن ببشرية المسيح وانه عبد اله ورسوله وليس الها ولا ابن إله .

الي مشاغب 2
ميريم -

في اعتقادي - وأرجو تصويبي أذا كنت خاطئه - ان ردود الفعل العصابيه هذه التي أراها ليس هنا في إيلاف فقط بل حيثما ذكرت هذه الاحداث التاريخيه -لان هناك كثير من المسلمين يملكون الضمير والنزاهه الاخلاقيه للاعتراف بها أنظر مقالة الشاعر عبد المعطي حجازي في اليوم السابع منذ بضعة أسابيع وما أثارته من ردود - بسبب علم يقيني أنها لم تكن وليدة تصرفات فرديه بالقدر من أنها وصايا دينيه نفذها من فعلوها بضمير صافي خالص متبعين فيها خطي من سبقوهم ومعلميهم لذلك عندما تذكر الان بكل قسوتها ودمويتها يكون رد الفعل المبدئ الدفاعي: هذه أكاذيب بالرغم من أن:- في كثير من الأحيان المصدر أو الreference لها يكون كتاب ومؤرخين مسلمين مثل الجابرتي وغيره - الخلفاء المسلمين كان لهم مؤرخين لتدوين سيرتهم وفتوحاتهم ففتح عاموريه وما قام به الخليفه المأمون من فظائع مسجل ومدون كله ليس بواسطة عادل جندي بكل تأكيد لكن بواسطة كاتب سيرته لا أذكر أسمه- حرق مكتبة الأسكندريه ومكاتبات عمرو بن العاص للخليفه عمر بشأنها معروفه ومدونه مع هذا يخرج علينا من يقول - بتبجح - أنها ليست حقيقيه أو أكاذيب أو مبالغات. ما الدافع الذي يدفع ساويرس بن المقفع للكذب منذ عشرة قرون ويدفع عادل جندي لاستكمال مسيرة الكذب في رأيك؟ هل تريد معرفة قائمة الكذابين : مسز بوتشر (أنجليزيه) - أيريس حبيب المصري - جاك تاجر - منسي يوحنا - الجابرتي (مسلم) والقائمه تطول - هم جميعا كاذبون وأنت صادق !

الي مشاغب 1
ميريم -

هذا هو الجزء الأول من تعليقي - ما الذي يجعل كلام عادل جندي بالرغم من كل الاستشهادات أكاذيب ورواية - أكرر - رواية يوسف زيدان هي الحقائق ؟ نعم نعرف أن هيباتيا تم قتلها في الأسكندريه - وهي حادثه واحده وحيده لم تتكرر بمثل هذا العنف - ونعرف أيضا أحداث جزيرة فيله لكنك أكيد تعرف بما أنك قارئ الي هذا الحد أنها تمت بمعرفة السلطات الرومانية التي كانت كثيرا ما تتدخل لتأجيج الصراع الطائفي واللاهوتي فالدين لعبه سياسيه قديمه جدا يا عزيزي وقد أستخدمه الرومان قبل وبعد ان أصبحت المسيحية ديانة رسميه. قد تسألني أذا كلنا في الهوا سوا فما الفرق ؟ الفرق في رؤية كل طرف للأحداث الان نحن نعترف بها ونقول أنها أخطاء.. البابا جون بول جاب العالم كله يعترف ويعتذر عن أخطاء وخطايا الكنيسة الكاثوليكية - بينما أنتم تنكرون كل ما ذكره مؤرخيكم - لن أذكر هنا المستشرقين ومؤرخي الشعوب الأخرى فالاتهام بالكذب موجود وحاضر فورا- ولكن حتي مؤرخيكم!!

الى ميرام
الايلافي -

مسز بوتشر (أنجليزيه) - أيريس حبيب المصري - جاك تاجر - منسي يوحنا مؤرخون قالوا ان مصر كانت وثنية وان اليونانيين والرومان هم الذين فرضوا عليها المسيحية وكان عامل ـ حاكم ـ مصر من جهة الامبراطورية الرومانية يجبي الجزية من المصريين كل عام عشرون مليونا يحتفظ بمليون لجيبه الخاص ـ عمولة اتعاب ـ ويرسل الباقي الى روما لقد كانت مصر على وشك الهلاك والمصريون على وشك الانقراض سقط منهم ثمانمائة الف مصري على يد اخوانهم في العقيدة وفر اباؤهم الى الصحراء والكهوف حتى جاء الفتح العربي معجزة الرب لاهل مصر لعن الله التعصب الاعمى والاخرق والاحمق رجاءا التزموا بوصايا مخلصكم يا احباب المسيح عبدالله ورسوله ؟؟

إلي مريم وعادل جندي
المشاغب !! -

لم اكن اتصور أن تستشهدي بهذا الكم من المعلومات المغلوطة ، فبابا روما الذي تقولين انه اعتذر عن اخطاء الحروب الصليبية اعتذر لليهود فقط ولم يعتذر للمسلمين رغم انهم هم الذين دفعوا فاتورة الحقد المسيحي المغلف بشعار الصليب و(الله محبة) من دماء مئات الالاف من النساء والاطفال في القدس الذين سالت دماؤهم انهار ولم يرحم اتباع المسيح عليه السلام الحوامل والهاربين إلي دور العبادة للاحتماء بهامن الذبح ،اما الدكتور (جاك تاجر) المؤرخ المسيحي المصري الذي استشهدت به للتدليل علي الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين ،فإنه في رسالته للدكتوراة بعنوان (اقباط ومسلمون من الفتح الاسلامي إلي عام 1922م) يقول ما يدينك فهو يقول عن هذا الفتح الاسلامي لمصر نصا (إن الاقباط استقبلوا العرب كمحررين بعد أن ضمن لهم العرب الفاتحين عند دخولهم مصر الحرية الدينية وخففوا عنهم الضرائب ) ويواصل المؤرح المسيحي المصري ويقول نصا (اما الذين يزعمون أن المسلمين اجبروا المسيحيين علي الدخول في الاسلام سواء بالجزية او القهر نقول لهم : إن الاقباط قبل الاسلام تمسكوا بعقيدتهم حتي وهم يذبحون ويحرقون ويرمي بهم إلي السباع والاسود فهل يتصور من هؤلاء أن يبيعوا عقيدتهم من اجل دراهم معدودة)انتهي الاقتباس وهو هنا يقصد بالدراهم المعدودة الجزية ،ولنري ماذا يقول مؤرخ مصري مسيحي آخر وهو يعقوب نخلة المتوفي عام 1905م في كتابه ( تاريخ الأمة القبطية )انقل عنه قوله إن عمرو بن العاص هو اول حاكم في تاريخ مصر يشرك الاقباط في حكم مصرويقول بالحرف (واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلاءهم علي تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الاهالي ) ويشهد يعقوب نخلة بأن الفتح الاسلامي كان اول نظام سياسي يربط الضرائب بوفاء النيل فإذا ارتفع النيل وزرعت الارض يدفع الناس الضريبة والا فلايدفعون )ارايت يا مريم هانم كم التزوير والتجني علي الفاتحين المسلمين ومحاولة طمس حقائق التاريخ التي يعترف بها المسيحيون المنصفون انفسهم إلي حانب المؤرخين الغربيين وللاسف فإنك تسيرين علي خطي اقباط المهجر ومتطرفي المسيحيين الذين يزورون التاريخ عمدا ويمارسون الشحن الطائفي لاشعال الفتنة بين المصريين لاعطاء ذريعة للاجنبي للقدوم إلي مصر واحتلالها بزعم انقاذ المسيحيين وتكرار سيناريو الغزو الامريكي للعراق الذي تم بذرائع مماثلة ، ومرة اخري ادعوك لقرأة رواية الدكتور يوسف زيدان (عزازي

إلى المشاغب
مصري -

لو كنت فعلا تريد الوصول الى الحقيقة ما كنت إستشهدت برواية أدبية مسروقة من فكرة رواية أخري لكاتب إنجليزي إسمها هيباشيا و فوق ذلك تخلط الحقيقة بالكذب حتى تمرر أفكار معينة.أيضا ما هذا التناقض ؟ هل فرضت المسيحية بالغصب علي المصريون ام أن ( إن الاقباط قبل الاسلام تمسكوا بعقيدتهم حتي وهم يذبحون ويحرقون ويرمي بهم إلي السباع والاسود ) كما ذكرت انت؟بفرض إن البابا (وحش) و لم يعتذر للمسلمين عن الحروب الصليبية، ما تطلعوا إنتم حلوين و تعتذروا عن الحروب الأسلامية بدلا من تقديس مجرمي الحروب. ثم لماذا اساسا يعتذر عن حروب هي رد فعل للحروب الإسلامية التي إستولى بها العرب على هذة البلاد؟أما عن القديس عمرو بن العاص فلا تعليق - يكفي أن تقرأ مقالة نبيل شرف الدين في إيلاف بعنوان ( البقرة الحلوب و الثور اللناطح)

إلي مصري
المشاغب !! -

المخطوطات التي اعتمد عليها الدكتور يوسف زيدان مدير ادارة المخطوطات في مكتبة الاسكندرية ومؤلف رواية( عزازيل )تؤكد أن المسيحيين المصريين الذين آمنوا بالمسيحية الوافدة علي مصر شنوا حملة ابادة وقتل ونهب للممتلكات الخاصة باهل مصر الاصليين وهم الوثنيين وحولوا معابد هؤلاء الوثنيين إلي كنائس بالقوة والغصب ورفعوا عليها شعار (الله محبة) علي جثث اصحابها من الوثنيين ولم تستقر المسيحية في مصر الا بعد مرور خمسة قرون كاملة وهذه الفترة التاريخية التي تم فيها التخلص من الوثنيين بكل وحشية هي ماتحرصون علي اخفائه لبشاعته واجرامه بكل المقاييس بما فيها تعاليم السيد المسيح الذي هو بريء منها ومنكم ،ويكفي ما راوه يوسف زيدان من واقع المخطوطات الموثقة عن وحشية البابا كيرلس عمود الدين وشعب الكنيسة وهم يقتلون عالمة الرياضيات الوثنية مديرة مكتبة الاسكندرية في هذا الوقت (هيباتيا ) ،واذا كان البابا الخاص بالفاتيكان قد قام بالحروب الصليبية انتقاما من حروب المسلمين ضدهم فلماذا قام جنود الرب اتباع (الله محبة) الذي جاء بهم البابا إلي ارض العرب بعمل مذابح لليهود العرب في فلسطين اثناء الحروب الصليبية ؟؟فهل قام اليهود بغزو اوروبا ليتم الانتقام منهم بهذه الوحشية علي يد اتباع الله محبة يا مصري بك ؟؟اريت حجم التزوير الذي تصرون عليه ، واذا كنت تتحدث عن الاعتذار فهل ننتظر من قتلة اهل مصر الاصليين من الوثنيين الاعتذار عن جرائمهم الوحشية طوال خمسة قرون كاملة تحرص الكنيسة علي التستر عليها ولذلك جاءرد فعلها علي الرواية التي كشفت الحقيقة غاضبا وثائرا إلي الدرجة التي اتهموا فيها مؤلف الرواية بأنه يسعي لهدم العقيدة المسيحية اما القول بأن الرواية منقولة فهذه حجة رد عليها المؤلف وفندها واثبت ايضا كذبها، فمارأيك فيمن لايقتنعون حتي بالمصادر التاريخية المسيحية المنصفة التي اشادت بفاتح مصر عمرو بن العاص وعدالته وفضله عليكم لانه ايقي لكم كنائسكم ولم يحولها إلي مساجد كما فعلتم انتم مع الوثنيين ؟؟!!