كتَّاب إيلاف

(الإِتِيكِيت)..!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رحم الله شَيخنا الجليل أحمد إبراهيم الغزَّاوي، فقد مَات وهو يَعتذر عن استخدام كَلمة "الإتيكيت" (Etiquette) في كِتَابَاته، وقد حَاول ترجمتها إلى عدَّة معاني، مثل (القواعد/ التقاليد/ الأعراف)، ولكنّ.. كُل هذه المُحاولات باءت بالفشل، واضطر أن يستخدمها بصيغتها "الإنجليزية" رغم أنَّه "العَلَّامة بِلُغَة الضَّاد"!
وقد عَرَّب البعض مُصطلح "الإتيكيت" بـ"آداب السّلوك"، وهذه كلمة عامّة، ويبدو - والله عِنده العِلم والتّرجمة - أنّ الكلمة يُمكن أن تُعرَّب بـ"مُراعاة الذّوق العام"، أو "اتِّباع الذّوق الحَضاري"!.. وكما يرى القارئ، يحتاج المُتلقِّي إلى عدد كبير من الكلمات، ليُعوِّض غياب كلمة "إتيكيت"، التي أصبحت مشهورة أكثر من "النَّمارق"، أو "السُندس"، أو "عِم صَبَاحاً" التي تتحدَّر من لسانٍ عَربي مُبين!
ولكن.. هل هذا المُصطلح "الإتيكيت" من مُحدثات العصر؟!
لا أظن ذلك، لأن العرب وخاصة بعد مجيء الإسلام، كانوا لا يخلون من حضارة وثقافة، وسلوك وقواعد، وذوق في التَّعامل والملبس والمأكل، والقصَّة التالية شَاهد على ذلك:
قال زياد بن معاوية لحاجبه عَجلان: "كيف تَأْذَن للنَّاس"؟.. أي ما المواصفات التي تتَّبعها في تقييم النَّاس حين رغبتهم في الدخول عليّ؟!
فقال الحاجب عَجلان: (على البيوتات "أي أسماء الأُسر"، ثُمَّ على الأسنان "أي الأعمار، ثم على الآداب...)!
فقال زياد: فَمَنْ تُؤخِّر؟!
قال: مَنْ لا يعبأ الله بهم..
قال: ومَنْ هُم؟!
قال: "الذين يَلبسون كسوة الشّتاء في الصّيف أو كسوة الصّيف في الشّتاء".
من هذه القصّة، يبدو أمر "الإتيكيت"، أو "مُراعاة الذّوق العام"، أمراً لا محالة من الرِّضوخ له، فمن يلبس ملابس الصّيف في الشّتاء، وملابس النَّهار في المساء، دخل في قائمة "الذين لا يعبأ الله بهم"، كما صرح بذلك الوالي زياد بن معاوية، فهل من مُعتبر، يا مَنْ لا تعرفون من "الإتيكيت"، إلَّا أنَّ العصير يُشرب على دُفعات، وأن لي الشِّيشة يُمَدّ باليد اليُمنى؟!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نحن اهل التفاصيل
ابو الزين -

الاستاذ الفاضل الاتكيت ضرورة وليس رفاهية هذا هو العنوان الذي استخدمه في محاضراتي نتيجة لتقارب الحضارات ومحاولاتنا العقيمة لإحترام الآخرين فالالتزام صعب والتسيب سهل والاساس هنا هو احترام خصوصية الانسان للإنسان اما بخصوص المصطلح فأتمنى ان نتقيد بشروطه وليس مهما ان نحصل على ترجمة تحتوي المصطلح الاستاذ الفاضل سلمت يداك ولا تبخل علينا بفكرك وقلمك تحياتي