جحيم غزة يستقبل أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلال المظاهرة التي تمت أمام المقر الحالي لإدارة أوباما بسبب العدوان الجديد على غزة، كان صوت سيدة كبيرة في السن يأتي متهدجاً يكاد أن ينطفئ، وهي تقول لإحدى المحطات الإخبارية "يجب أن يفعل شيئاً، أي شيء، أي إشارة، إنهم يقتلون هناك في كل مكان". وفي الوقت الحالي خصوصاً، لا يتوقع أحد أن تقوم إدارة أوباما بعمل شيء، حتى لو أن لديها ما تقدمه، فهو قد أعلن في فترة سابقة أن للبلاد رئيس واحد رسمياً. لكن مع مأساوية الوضع وتفاقمه، يكون للكثير أن يتساءلوا هل من الممكن لأوباما أن يكون جزءاً من الحل للصراع المعضلة بعد تقلده الرئاسة؟
في الرابع من ديسمبر الجاري ذكرت صحيفة الواشنطن بوست نقلاً عن مساعدي أوباما أن هذا الأخير يعتزم في المائة يوم الأولى من رئاسته أن يلقي كلمة تاريخية يتوجه فيها إلى المسلمين، وأنها ستعقد في إحدى العواصم الإسلامية، ويرجح كاتب المقال أنها قد تكون القاهرة. وهذا الخبر محتمل الحدوث إلى درجة كبيرة، فأوباما كان قد ذكر أثناء حملته الانتخابية أنه يعتزم التحاور المباشر والصريح مع قيادات بعض الدول الإسلامية، ولابد أنه أيضاً يريد الاستفادة مما يسمّى "بـسحر البدايات" حيث أن للبدايات زخمها ووهجها الذي قد يساعد في تحقيق القفزات، وإذ لم ترم إدارة أوباما بثقلها في البداية لتحقيق خطوة جريئة لإنهاء هذا الصراع المعضلة في بداية فترته الرئاسية، فإن الأمر سيكون أكثر صعوبة في الأوقات اللاحقة. وغير هذا كان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قد ذكر في مقابلة له مع شبكة السي إن إن الشهر الماضي أنه تلقى وعداً شخصياً من أوباما في أن يسارع إلى التصدي للنزاع العربي الإسرائيلي حال توليه الرئاسة.
وإيجابية هذا الخبر في حال حدوثه تكمن في أن أوباما لن يقدم على مثل هذه الكلمة ما لم يكن في جعبته شيئاً يريد أن يطرحه ويضعه على طاولة العرب. لذا فلابد أن يكون العرب أيضاً مستعدين من جهتهم للتعامل مع مثل هذا الحدث، فرغبتنا لإنهاء هذا النزاع هي بالطبع أمتن من رغبة أوباما وفريقه، فحل مثل هذا النزاع يستطيع أن يرسم بوابة عبور لمرحلة تاريخية جديدة لدينا. والحال أننا في الطريق للحصول على أفضل نتائج المحتملة في الأوقات المقبلة لابد من تغيير إطار التفكير السابق لدينا، وزاوية رؤيتنا السابقة للأمور، فالتمسك بهما لن يأتي لنا إلا بنتائج مشابهة للوضع السابق، والذي كان الكيان الإسرائيلي أكبر المستفيدين منه. واليهود كما يعرف عنهم أنهم دوماً ما يحظون بالامتيازات في أميركا والعالم، وقد قال بعض الباحثين أن هذا ليس عائدا بالضرورة لأن الوقائع والأحداث تحدث دوماً من أجل صالحهم، بل هم يتكيفون بذكاء مع الوقائع فيجعلونها تبدو وكأنها أتت من أجل صالحهم، فيضاعفون بذلك هالة سطوتهم وينفخون في حجمها. فهكذا استفادوا من هجمات سبتمبر وما بعدها من حروب، واستفادوا من مجيء أوباما نفسه. فقبل فترات غير بعيدة كان كل مراقب يعرف أن أوباما كان آخر رئيس تتمناه إسرائيل، لكن حين فرض الواقع المعقد مجيء أوباما، سارعت البروباغندا الصهيونية لتروج الإشارات والدلائل أنه خادم أمين لمصالح إسرائيل، وأولى تلك البوادر تمثلت في تعيين أوباما لرام إيمانويل المعروف بولائه لإسرائيل، بجانب التصريح الأرعن لأوباما أمام منظمة "إيباك" بأن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل، رغم أنه تراجع عن ذلك وصرح لقناة السي إن إن فيما بعد بأن مصير القدس سيبقى رهيناً بالمفاوضات. ولنا أن نلاحظ أن المسارعة في ترسيم هذه الصورة عن أوباما هي هدف أثير لدى تلك البروباغندا ليفقد العرب الأمل مبكراً في الحصول على بعض الإنصاف في قضاياهم، لذا فلابد أن نعرف من جهتنا أن الوقت لايزال مبكراً على إصدار مثل هذه الأحكام.
وعلى العكس من العقلية اليهودية، نجد الشخصية العربية تسارع دوماً لتفسير الوقائع على أنها ليست في صالحها، وتعتاد النظر إلى السطح المظلم من أي واقعة وظاهرة مركبة. فنجد أن العرب سارعوا لنسف أوباما بإثبات شكوكهم حوله بعد أن نصب إيمانويل كرئيس للبيت الأبيض، فنحن قوم تعشوشب فينا الآراء المسبقة، ولا نحب أن نصادم مسبق قناعاتنا. والقناعة السابقة عندنا كانت تقول أن أي رئيس أميركي خادم لإسرائيل، لذا كان الكثير ينتظر مثل هذه الخطوة من أوباما ليعزز قناعته. ولذا سارع جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي لكتابة مقال يخفف فيه من غلواء هذه النظرة، ففي مقاله الذي نشر في صحيفة الوطن السعودية في الرابع من ديسمبر الجاري، أعلن زغبي أنه يرى أن اختيار إيمانويل ليس عائدا إلى صهيونيته بقدر ما أنه قد يكون عائداً إلى كفاءته السياسية التي أثبتها في البيت الأبيض في أوقات سابقة.
إن أوباما لا هو طفل لإسرائيل، ولا هو بخدن للعرب، وقراءة الواقع كما هو ستقدم لنا أكبر استنارة نرجوها على الدرب. والمفاوضة مع إسرائيل محفوفة بالعديد من الخسائر، لا أحد يشك في هذا. لذا فالعقلية العربية المعنية بهذه المفاوضات لابد أن يكون لها نصيب من اللياقة التي تتيح لها رؤية أخف الشرور، وأوساط الحلول. فالنسبية نظرية اخترقت كافة الميادين، والعقل الذي لا يعتبر بها في مداولاته يخسر كلياً حيث لا يريد أن يخسر جزئياً، ووضع نسبية الأمور في الحسبان يتيح لنا إلى درجة كبيرة اختيار أفضل الحلول الممكنة، فتفاحة أوباما أيضاً لن تخلو من الدود. ونستطيع أن نرى في الوقت الحالي صعوبة الرؤية النسبية على العقل العربي، فعلى سبيل المثال نجد أنه إلى وقت قريب كانت الجامعة العربية تتطلب الإجماع لا الأغلبية حين تريد اعتماد أي قرار. والعقلية العربية لا تزال في صورتها الكبيرة عقلية الشاعر العربي، فالشعر كان رفيقها منذ ولدت، ونديمها الذي التصقت به لقرون. وعقلية الشاعر لا تستطيع أن تتدبر الموازنات حال النظر، فهي ذات رؤية متطرفة، تجنح دوماً إلى الحدود والتخوم، فحبيبته تكون أجمل نساء الكون، وعدوه يكون أرذل العالمين. ولذا ليس بمستغرب أن نجد - بحسب استفتاء إحدى القنوات الإخبارية العربية - أن نسبة المشاهدين العرب الذين لا يريدون التفاوض مع إسرائيل تتجاوز التسعين بالمائة، وأن تكون الصورة الشعبية المتسيدة ذات الزخم هي صورة إلقاء إٍسرائيل في البحر. وهي صورة متفهمة لكنها في نفس الوقت تأتي من أناس هم أنفسهم مستغنين عن المفاوضات، الرئيس أحمدي نجاد على سبيل المثال. تماماً كما إن إسرائيل نفسها تبدي استغناءها عن المفاوضات، حين تظل تتكسب من أوهام المفاوضات، ويظل استيطانها السرطاني متمدداً بلا توقف، وتعتدي متى ما أرادت الاعتداء. إن الوضع الرافض من الأغلبية يكون موضوعياً بناء على واقع استمرار اعتداءات وهمجية إسرائيل، وعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة، لكنه للأسف لا يقدم الحلول، ومادام أن هناك أناسا يدفعون الثمن الآن من دمائهم وأوجاعهم، فلابد إذن توجد الحلول ولو أن تنحت نحتاً، والفلسطينيون قبل غيرهم أعلنوا حاجتهم إلى عملية السلام.
إن المظاهرات الحاشدة المتعاطفة، وفتاوى العلماء التي تحاول جاهدة أن تأتي بصيغ جديدة تكون أعمق من سابقاتها، والقمم العاجلة التي تريد أن تعقد، وغيرها من ردود الأفعال، لا تمثل حلاً أجدى وأعمق من ردة الفعل التي يستطيع اتخاذها مسؤولو غزة أنفسهم. فإذا كانت إسرائيل تتعذر أمام العالم وتتبجح أن ما تفعله كان ردة فعل من أجل إيقاف إطلاق الصواريخ على جنوبها من القطاع الخاضع لحماس. فلماذا لا تعلن حماس إيقاف هذه الصواريخ إذن؟!! إن هذه الصواريخ محلية الصنع لم تستطع منذ بدء إطلاقها قبل ثمان سنوات وحتى الأسبوع الماضي سوى قتل عشرين إسرائيلياً، فلماذا المراهنة على المعادلات الخاسرة، والحديث عن تهدئة ووقف التهدئة وكأننا نشهد واقعة بين جيشين متكاملين. لذا كانت الشجاعة المنتظرة من هنية تتمثل في أن يراجع تحت الضغط الحاصل أمثال هذه الأدبيات المعتادة التي قام بإطلاقها، وأن ينهي القطيعة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، تلك التي رفضت حماس الاجتماع معها ولو للتشاور، وأيضاً أن يوقف مثل هذه الصواريخ التي يكون ضررها أكبر من نفعها. لم يكن منتظراً منه أن يجعل الشجاعة تتمثل في ذهابه لأقصى مدى حين أعلن أن حركته لن تتراجع ولو "أبيدت غزة بالكامل". فقد يقوم قائد بالمغامرة بأرواح جنود كتيبته، لا بأرواح الشعب، فهي ليست ملكاً لأحد. لقد كانت حماس تنتظر مثل شجاعة الرئيس الراحل علي عزت بيغوفتش، الذي أدرك أبعاد قضيته وقبل حزيناً ذلك السلام الظالم، حين لم يرد المزايدة على دماء شعبه، وقال بعد توقيعه لاتفاقية دايتون في منتصف التسعينات "فلتذهب الأرض، وليبق الشعب".
وعوداً إلى موضوعنا الرئيس هنا، نجد أن مجيء أوباما إلى السلطة يتضمن احتمالية تغيير كبيرة في السياسة الخارجية الأميركية، ومن ذلك أنه حين التقى ممثلي المنظمات اليهودية الأسبوع الماضي، دعا معهم ممثلين لمنظمات تعني بالسلام، بينما في السابق كان بوش يجتمع فقط بالمنظمات اليهودية المتطرفة. ويبدو أن إسرائيل تستشعر الضغط المقبل عليها، لذا تحاول أن تصفي حساباتها بقوة مع حماس، إضافة إلى أنها تريد أن تقدم وضعا متأزماً تستقبل به الإدارة الجديدة، فيساعد ذلك في عملية استقطاب هذه الإدارة عبر نزاع قائم. وقد كان واضحاً أن الإدارات الأميركية السابقة كانت فقط مديرة للصراع، بينما نحمل الأمل أن تكون الإدارة الجديدة منهية له، وأملنا هذا قد يكون في غير محله، لكن وليكن فلنحمله ابتداءاً. وفي المقابل لأي بوادر تغيير إيجابية قد تتبدى في كيان السياسة الخارجية الأميركية، يكون الدور على العرب والمسلمين من داخل فلسطين وخارجها لأن يحدثوا من جهتهم نوعاً من التغيير، فيركزوا على ما يريدون لا ما لا يريدون كما هي العادة، فالوضع الآن لدينا يبدو منقسما على أكثر من صورة، ويتوزع على مطالب متباينة، والمبادرة الجازمة والاتفاق على صورة واضحة للمطالب سيختصر الطريق من الجهة العربية بكل تأكيد. وتبقى كل الاحتمالات واردة، لكن يبدو أن المبادرة التي قام بتقديمها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحت مسمّى المبادرة العربية تمثل أهم الخيارات المطروحة، فقد ذكرت جريدة الصن تايمز البريطانية أن أوباما قد أعلن لأبو مازن حين التقاه في شهر يوليو الماضي أن الإسرائيليين يكونون حمقى إذا ما رفضوا هذه المبادرة التي تمثل أفضل سبيل محتمل للسلام. ولأن هذه المبادرة قد قدمت بجرأة، فإنها مثلت أكبر إرباك للكيان الإسرائيلي، ولا تزال تثير انقساماً في داخله، وهي حتى الآن تعتبر القمينة بتحقيق أفضل حل ممكن، يستطيع أن ينهي هذه المعضلة المزمنة في الشرق الأوسط.
إن الغرب نفسه لم يحقق النقلة الاجتماعية والسياسية في تاريخه إلا بعد أن أتقن فن التفاوض والمساومة مع أوضاعه القائمة. فعمل الفيلسوف السياسي الفرنسي مونتسيكو "روح الشرائع" اعتبر بحسب بعض الباحثين أنه ليس إلا "روح للمساومة"، وهو العمل الذي أصّل النظام السياسي الحديث في الغرب. فمونتسيكو لم يكن مندفعاً وميالاً مثل كثيرين غيره في القرن الثامن عشر إلى الحلول الحدية، بل كان ميالاً إلى إيجاد حلول وسطى تجيد التفاوض مع الأوضاع القائمة، مثل الإقطاع وامتيازات النبلاء. إضافة إلى أنه كان متقبلاً إلى درجة كبيرة النظامين الملكي والجمهوري بجانب تفضيله للحكم الديمقراطي الشعبي، حيث كان يرى أن كلاً منهما يستطيع إقامة الحكم المعتدل. لذا نجد أن هذا العمل لمونتسيكو بجانب "العقد الاجتماعي" لروسو كانا قد مثلا ثقلاً مركزياً، وقنطرة عبور مهمة لمرحلة مهمة في التاريخ الغربي. لقد كان مونتسيكو صاحب تجربة مثل ابن خلدون، فكلاهما كانا قد تقلدا المناصب السياسية، وخاضا في الحياة الاجتماعية، قبل أن يكتبا أعمالهما الأصيلة. ومن يبني محاجته عبر واقع حياته، هو أعمق بكثير ممن يبنيها بالكلمات فقط.
لقد أعلن أوباما أثناء حملته الانتخابية أنه يعتزم الاجتماع مع قادة العالم الإسلامي، حيث قال "لابد أن نحصل على حوار مباشر وصريح معهم حتى نستطيع أن نردم هذه الهوة المتنامية بين الغرب والعالم الإسلامي". ونحن بدورنا لابد أن نكون حريصين على مثل هذا الأمر، ولنفترض ولو افتراضاً أن الأمور قد تسير إلى حال أفضل، داعمين ومشجعين لمثل هذه الصورة، فهذا هو السبيل لكي تتحرك العربة. فنحن اليوم نشاهد مختلف الأقوام في العالم يسارعون إلى التغيير وإلى التفاوض والجدل مع واقعهم. وإن لم نفعل نحن، فأخشى ما أخشاه أن ينطبق علينا وصف هيجل، حين وصفنا بأننا مجتمعات "خارج التاريخ"، لا يختلف يومها عن أمسها، ولا تستطيع أن تخلق لمستقبلها صورة أفضل من حاضرها.
التعليقات
التجهيز بدا فعلا
المصري افندي -الكلام المكتوب كله حقيقي مائةفي المائة وفعلا بدا الاعداد لتحرك القيادة الامريكية بعد تولي اوباما مقاليد الامر والنهي في الدولة الام امريكا بلد التقدم والحرية وبداية الامر هو تغيير الوضع في غزة لكي يكون فرض الامر الواقع علي الفلسطينيين والعرب اسهل وبدون اي مقاومة تذكر ولان حماس يجب ان تذهب حيث ذهب صدام حسين وكذلك فليذهب من لايعجبه هذا الامر الواقع الي النار؟
السلام ليس هدفا
عبدالمحسن -يا أخي الكاتب أشكرك على هذا المقال. أريد أن أوضح أن إنهاء الصراع ليس هو الخيار الاستراتيجي و الهدف المرجو. ربما يكون السلام مرحلة جزئية نختلف أو نتفق معهاو لكن نحن نريد كلنا استعادة الأرض و بقاء الشعب في أرضه لا تهجيره و قهره.لنجتهد في الكتابة و البحث كما كتب ماجد عرسان الكيلاني هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس جلبت كثيراً من أقوال الفلاسفة و غيرهم و اسمح لي أن أجلب لك قول السلطان عبدالحميد: إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل ، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية، و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع أخي الكريم فلسطين ليست قطعة من أوربا كي تقارنها بموقف علي عزت بيجوفيتش. مشكلة حماس الكبرى أنها رأس الحربة الوحيد في مواجهة اسرائيل لأن بني العرب تخلو عن ثقافة مقاومة الأعداء و الاعتداء على الصهاينة عمل يتوجب أن يقوم به الآخرين و ليس أفراد من حماس لا قوة لهم. شاء من شاء و أبى من أبى. الصهاينة أعداء للأبد و على مدى التاريخ و نحن لسنا دعاة سلام معهم لأنهم ليسو دعاة سلام معنا و اقرأو سيرة أبو القاسم صلى الله عليه و سلم. باختصار استعادة الأرض هو الهدف الاستراتيجي