كتَّاب إيلاف

من ينقذ غزة من غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مليون ونصف مليون إنسان، بين رجل وامرأة وطفل، قرروا كما تقول الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، أن يتحولوا إلى وقود، يبقي النيران مشتعلة في الشرق الأوسط، ولا يهم هنا أن تأتي أعواد الثقاب وتداعياتها من صبيان المنظمات الإرهابية، أم تأتي من دولة إسرائيل المدججة بالسلاح، من أخمص القدمين حتى هامة الرأس.
لا يهم أيضاً من يتأذى، ولا حجم الضرر الواقع على هذا الطرف أو ذاك، ولا يهم أن تقذف عدوك بحصاة، فيرد عليك بقنبلة، أو أن تخدش ظفره فيقطع رقبتك، وربما معها رقاب أطفالك، فقواعد اللعبة التي أسلم الغزاويون رقابهم للاعبيها، هو أن تظل المنطقة مشتعلة دوماً بالنيران والتفجيرات، وأن تسيل فيها الدماء، أي دماء وكل دماء.
فقادة التنظيمات الإرهابية التي يأويها الغزاويون بين ظهرانيهم، ويسمحون لها بإطلاق ما يسمونه صواريخ من داخل بيوتهم، وربما من غرف نومهم، ليهرب المجاهدون والصناديد بعد ذلك إلى جحورهم، لتأتي إسرائيل بعدها وتقصف مواقع إطلاق تلك المواسير، على رؤوس من فيها من نساء وأطفال، هؤلاء القادة ليسوا بلهاء يسيل لعابهم على ذقونهم، حتى يتصوروا أنهم بما يفعلون يجاهدون في سبيل الله، أو يناضلون من أجل تحرير وطن، بل إن البلاهة هي ما يتصف به كل من يصدق تلك المقولات، التي يجأرون بها أمام الجماهير وكاميرات الفضائيات، ولعلهم يستديرون بعد ذلك، ويتندرون على ما قالوا بينهم وبين أنفسهم.
هؤلاء القادة، سواء في داخل غزة، أو القابعون في عاصمة الممانعة، صاحبة المبدأ النضالي المسمى "الاحتفاظ بحق الرد"، الجاهز كلما تلقت صفعة من الكيان الصهيوني، هؤلاء القادة يعرفون واجباتهم جيداً، ويؤدون بكفاءة عالية ما هو موكل إليهم، وما هم مأجورون عنه نعم الأجر وأجزله، وهو بقاء النيران مشتعلة، ليس مهماً أين، ولا في من تشتعل.
هؤلاء مسموح لهم فقط من قبل أسيادهم الممولين لهم بالدولارات والمتفجرات، أن يكون هناك هدوء لبعض الوقت ولفترات محدودة، ريثما يلتقطوا أنفاسهم المقطوعة، ليسارعوا بعدها لأداء واجبهم غير المقدس.
ماذا يضير قادة الجماعات الإرهابية إذا سقط المئات أو حتى الآلاف من أهاليهم، قتلى وجرحي جراء القصف الإسرائيلي؟
سوف يسقط بعض من الصبية الذين جندوهم، وهناك غيرهم كثيرون تلدهم الأمهات الفلسطينيات المتضورات جوعاً، ويسقط معهم العشرات والمئات من الأبرياء والأطفال، وسوف تصرخ وتولول الأمهات، وستكون هذه فرصة رائعة لمحاربة العدو الصهيوني، أن تأتي كاميرات قناة التحريض والترويج للإرهاب، لتصور وتعرض على العالم جرائم إسرائيل، والأهم أن ترى الشعوب العربية تلك المناظر، فتزداد نيران العداء والكراهية اشتعالاً، وهذا بالتحديد هو المطلوب.
هم إذن الرابحون على أية حال، إن فجروا في إسرائيل حافلة، واغتالوا من بها من الأبرياء فهم الرابحون، وإن اغتالت قنابل إسرائيل النساء والأطفال، فهم أكثر ربحاً، بقدر ما حققوا من تأجيج الصراع والعداء والكراهية.
السادة رؤوس التنظيمات الإرهابية الممسكة برقبة الغزاويين إذن ليسوا حمقى، كما أن السيد حسن نصر الله لم يكن أحمق حين أعلن نصره الإلهي، رغم كل الدمار والخراب الذي حل بلبنان، فهو أيضاً مأجور، على الأرض وليس في السماء، على أن يحدث أكبر قدر ممكن من الخراب والدمار، ولن يسأله من استأجره في أي جانب أحدث خرابه، في جانب من نلقبه بالعدو، أم في جانب شعوبنا المهيضة والمخدوعة بشعارات الكراهية والقتل.
النسوة اللاتي يظهرن على شاشات فضائية الإرهاب، يصرخن ويولولن على ما حاق بهن من خراب وقتل، ثم لا ينسين في النهاية أن يؤكدن أنهن صامدات، وأن شوكة حماس لن تنكسر، من ينقذ هؤلاء النسوة من أنفسهن، سواء كن مجبرات أم مأجورات أم مخدوعات؟
من ينقذ أهالي غزة ممن يحتضنون، من عقارب وثعابين وذئاب؟
بالتأكيد لا يستطيع محمود عباس أن ينقذهم.
وبالتأكيد أيضاً لن تفلح في ذلك إسرائيل، ولن تصل بحملتها هذه على غزة، لأكثر مما وصلت إليه من حملتها على حزب الله، فتكتيكات الإرهابيين واحدة أينما كانوا، أن يمسكوا بأهاليهم وناسهم كرهينة، يستترون خلفها، ليرتكبوا جرائمهم، وإذا حاول أحد أن يطلق عليهم الرصاص، سيكون عليه أولاً أن يغتال الرهينة، يغتال أخت أو ابن المناضل والمجاهد، الذي يختفي خلف أنثى أو طفل من أهله، فيا له من نضال، وما أقدسه من جهاد!!!
الحقيقة أن هذا التكتيك قد سبق اختباره، وإن لم يصمد حتى النهاية، فقد سبق أن جربه صنديد الأمة العربية وبطلها صدام حسين، حين فرش قصره بالعائلات التي أحضرها عنوة، ليمنع الطائرات الأمريكية من ضربه، لكنه ما لبث أن فر، ليختبئ في جحر فأر، فنعم البطولة، ونعم الجهاد، ونعم الشهامة والإباء والأخلاق العربية!!!
الأرجح أن يظل مجاهدو حماس وأذنابها صامدون، إلى آخر دولار إيراني، وآخر طفل أو امرأة فلسطينية يختبئون خلفها، وآخر غرفة نوم في غزة، يجدون فيها مأوى، يطلقون منه مواسيرهم على إسرائيل.
من ينقذ غزة من غزة، من ينقذ العرب من أنفسهم، من ينقذ الأطفال من الغباء والكراهية التي تمكنت من قلوب آبائهم؟!!!
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أين مصداقيتك؟
علي أمزيغ -

أين مصداقيتك يا سيد غبريال؟؟المقال كله هجوم على حماس وعلى سوريا وإيران، وهؤلاء ليسوا أبرياء بالتأكيد، لكن السيد غبريال حرص جيدا على عدم كتابة أي كلمة يمكن أن تشتم منها رائحة الإدانة لإسرائيل، ولا لأميركا، التي تسلحها وتحميها حتى من مجرد إدانة لفظية في مجلس الأمن.

ماعلاقتك بالموضوع
الحسناوي -

هدا الصراع صراع عربي اسلامي يهودي و انت قبطي مسيحي.شئتم ام ابيتم النصر كما وعدنا في النهاية لامة المصطفي. المجد و الخلود للمرابطين في غزة العزة. هل انتم متقبلون للراي الاخر. ادا انشروا

TREE
FREE MAN -

It is true, you know what you sayingThanks

اصحى ياريس مبارك
مصرى عبيط -

قامت المظاهرات الصاخبة فى سوريا وايران والاردن ولبنان و مصر ايضا تسب مصر المتخاذلة والتى لم تعلن الحرب على اسرائيل وتلغى المعاهدة و تطرد السفير الاسرائيلى وتلقى بالمصريين فى معركة غير متكافئة مع الة الحرب الاسرائيلية الجهنمية فتقضى على اخر جندى مصرى واخر جنيه مصرى و تفسح المجال لقطف الثمرة واعلان نفسه خليفة المسلمين المنتظر بدولة خمينية متحالفة مع ايران لاكتساح المنطقة بالكامل - تسخين الجبهه المصرية وتصريحات عاكف عن ترحيبة بالمد الايرانى داخل مصر و تصريحه عن خيانة مصر ومساعدتها لاسرائيل تهدف لهذا الهدف القريب -- وللعرب والمسلمين اقول لماذا لم تثوروا على قتل مسلمى دارفور و اغتصاب نسائهم و بيع اطفالهم عبيد؟؟ لماذا لم تثوروا وتتظاهروا ضد قتل الاكراد والشيعة فى العراق على يد صدام؟؟ اليسوا مسلمين ايضا مثلكم؟؟ ولماذا لم تطلق ايران ولا سوريا ولا حزب الله طلقة واحدة على اسرائيل للدفاع عن حماس ام انه نضال الحناجر فقط ومصر فقط هى المقصودة لتسقط بيد عاكف واخوانه؟؟ وهل الريس صاحى للمؤامرة و لجرجرة مصر لمصير مظلم؟؟؟

وما كتبه ضمير وحقائق
عبد الباري فردوس -

الكاتب عظيم وما كتبه ضمير وحقائق لا أحلام والاخوان المسلمين مرض الامة واندحارها

العرب
fol -

العرب على استعداد لمحاربة اسرائيل حتى اخر جندى مصرى حزب ايران بلبنان يستطيع هو واسياده فى ايران ان يمحوا اسرائيل من على الخريطه على كد علمى عرفت انه هزم اسرائيل ولحق بيها العار واحتل 90% من ارضها

من ينقذها
سعد الجعفري -

ينقذ حماس من ينقذ مصر من أمثالك .

بهتان
محمد كمال -

سيد غابريال.انت لا تقيم وزنا لروح شهداء الارض_ هوسك ازاء قيادات حماس احجب عنك تقدير معاناة اناس غزة العزل.فلا تستهتر بدمائهم و التي هي ثمن مقاومتهم.اليس المقاومة هي كل ما بقي يملكون بعد ان تخلى الكل عنهم...

اصبت عين الحقيقه
صابرعبد الرحيم غزه ا -

لك كل التحيه ايها الكاتب الجرىء والذى اصاب عين الحقيقه لقد مللنا تجارة المزاوده ونحن فى غزه ثلاثة ارباعناكانوا ينتظرون الضربه الاسرائيليه كى تنقذهم من حكم حماس الجائروا لمستبد وكنا نشك فى نوايااسرائيل تجاه حماس لانها خدمتها اكثر من عشرين جنرال ويكفى الدمار الذى لحق بنا الان نتيجه صواريخها التى كانت تطلق على المعابركى تغلقها اسرائيل وتروج هى بضاعة الانفاقالتى يتاجربها كادرها الذى تفوق على ممن سبقوهم فى التجاره والبذخ والمواكب والبيوت الفارهه لك كل التحيه

لمادا الزعل
كريم العراقي -

اليس الشهداء متواهم الجنه. فلم الزعل يا أخوان أوليس أنتم تتمنون الشهاده في سبيل الله.لقد جئتم الى العراق أفواجا أفواجا من أجل ألشهاده فيجب أن تفرحوا كلما سار كتيبه من الشهداء منكم. فما لكم بهده الحياة الفانيه أتركوها لنا نحن الخونه والعملاء وأصعدوا الى عليين مع الشهداء

من ينقذ غزه من حماس
سعد العراقي -

شكراً لكم أستاذ كمال على هذا المقال الصادق.أتمنىأن يتعلم العرب سماع الحقيقه بدون هستيريا وبعيداًعن الأنفعالات الزائفه.

موقف علماني مخز
قاريء -

عزمي بشارة يكتب بيان غزة العدوان على قطاع غزة استمرار للحصار بوسائل أخرى، فالحصار عدوان والقصف عدوان. وعندما فشل الحصار التجويعي على القطاع في كسر إرادة أهلها، لم يعد ممكنا الاستمرار في إحكامه فترة طويلة، وأصبح محتما لمن يريد الاستمرار في نفس النهج لتحقيق نفس الهدف أن يقوم بعملية عسكرية.كان واضحا أن هذا الاستحقاق سيحل مع نهاية مرحلة ما سميت زورا وبهتانا بالتهدئة. كانت التهدئة عدوانا مسكوتا عنه، كانت عدوانا يرد عليه بتهدئة، كانت حصارا تجويعيا دون رد. وكان واضحا أن العدوان سيحل مع المزاودة بين القوى السياسية الإسرائيلية في التنافس الدموي على كسب قلب الشارع الإسرائيلي المجروح الكرامة من لبنان.كان واضحا أن من لم يأت إلى حوار القاهرة للاعتراف بانتصار الحصار وبنتائجه السياسية المستحقة سيدفع الثمنكان واضحا أن من لم يأت إلى حوار القاهرة للاعتراف بانتصار الحصار وبنتائجه السياسية المستحقة سيدفع الثمن. كانت هذه هي الفرصة الأخيرة التي يلام عليها من لم يستغلها. تماما كما أعذر من أنذر ياسر عرفات عندما لم يقبل بكامب ديفد، وكما أعذر من أنذر سوريا بعد الحرب على العراق، ومن أنذر حزب الله على طاولة الحوار التي سبقت يوليو/تموز 2006. جرى التحضير للعدوان بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية، أو إعلامها على الأقل، حسب نوع ومستوى العلاقة.

الى امزيغ
حدوقه -

وماذا تتوقع من مارينزي غير ذلك ؟

what a loser
what a none sense -

the smart writer of this editorial forgot that Israel started bombarding Gaza after a long period of siege , the great strategist Kamal Gabriel forgot even a single and or slight condemnation of the Israeli military machine ,that being said it doesn''t mean that , I support Hamas, simply because i am a secularist, the whole scenario of bombarding Gaza is about capitalizing on how many Palestinians were killed, and who is a better as the next prime minister Barak or Levni,and there is legit question whcih side are you on the Palestinians who are dying in thousands every day under siege,starvtion and bombrdment or the Israeli side.

و ظلم ذوي القربى
حدّة منّاع -تبسّة- -

نختلف مع حماس في الكثير من تصرّفاتها اللّا مسؤولة أحيانا،لكنّ أن نحمّلها كلّما يحدث في غزّة من تدمير و تطهير فهذاغير معقول و غريب والأغرب أن نبرّا إسرائيل من كل الجرائم الّتي إرتكبتها.

كلهم غبريال
عـــــــــزت -

باختصار شديد : كتاب هذا الموقع والقائمون عليه غبريال آخر لا فرق بين أميركي ولا صهيوني ولا صاحب دشداشة .

اكيد انت لست كمال
زياد -

ان يكتب مثل هذا الكلام خاصة في هذا الوقت بالذات حيث الجراح تنزف والعيون تبكي

...................
أحمد -

.وكنت اتمنى ان ....الكاتب من المظاهرات التي قام بها الشيعيون الذين لا يتفقون مع حماس في اي نقطة ولكن وللاسف الشديد حتى هذا لم نجده انه لم يعد يمييز الضحية من الجلاد

...................
أبو شويفة -

كلما أقرأ ...... أزداد دراية وقناعة بما يفعله اليهود والغرب فينا نحن العرب .....فلا بئس على إسرائيل أن تفعل ما تفعل...ومصر العزيزة

May God...
Free Spirit -

هدا الصراع صراع عربي اسلامي يهودي....So, why do you get upset with us and call us traitors!Why, should I, as a Christian support you, the militant Muslim Brother since your eventual goal is also to turn against me?May God !

abc
Danur-Shug -

Thank you for a crystal clear analysisHow can Hamas be serving the Lord Almightty be murdering innocent people - both Israeli and Palestinians ??Then , when time to fight Jihad has come, they hide among wommen and childern Holy Jihad is fighting your lower see