كتَّاب إيلاف

الاستثمار في الإنسان: التجربة الأردنية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن مطروحا عندي الكتابة في هذا الموضوع لولا صدور تقرير البنك الدولي في الرابع من فبراير الحالي بعنوان"الطريق غير المسلوك: إصلاح التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهو عبارة عن دراسة تحليلية اقتصادية شاملة عن أثر الاستثمارات في قطاع التعليم على المنطقة، فضلا عن التغيرات السكانية والعولمة وهجرة العمالة ودور أسواق العمل". وهذا التقرير المنشور باللغتين الإنجليزية والعربية في أربعة وعشرين صفحة من المهم دراسته لوضع ألآليات الخاصة لمعالجة الخلل الذي توصل إليه التقرير، خاصة أن البنى التعليمية السائدة في أية دولة هي التي تقود خط التنمية السياسية والاجتماعية، و ما إن كانت ستوصل لتنمية بشرية أو تخلف عن كافة مناحي التطور في ظل العولمة التي ما عادت تسمح لأية دولة أو مجتمع أن يعيش منعزلا بعيدا عن تأثيرات الجوار القريب والبعيد، وكما يقول التقرير فإن"التعليم هو المصدر الرئيسي لخلق المعرفة، فإن هذه المهمة واضحة جلية، ولذا فمن اللازم تغيير أنظمة التعليم حتى يمكنها توفير المهارات والخبرات الجديدة اللازمة للتفوق في بيئة أكثر تنافسية".

مثال الأردن

استنادا للنتائج التي توصل إليها التقرير بعد دراسة أوضاع 14 دولة عربية وشرق أوسطية، ف (إن أفضل البلدان أداء هي الأردن والكويت، وأدنى البلدان أداء هي (جيبوتي واليمن والعراق والمغرب)، أما المتوسطة فهي (تونس ولبنان وإيران ومصر والضفة الغربية و قطاع غزة والجزائر). والنقطة الملفتة للنظر فيما يخص الأردن كونه احتل المرتبة الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهي توصل التقرير إلى أنه (لا يرتبط النجاح في تحقيق الأهداف التعليمية دائما بمستوى دخل الفرد. من المؤكد أنّ أداء الكويت كان أفضل من أداء جيبوتي أو الجمهورية اليمنية، غير أن أداء الجزائر والمملكة العربية السعودية اللتين تتمتعان بمتوسط دخل عال نسبيا، كان أدنى من أداء الأردن وتونس اللتين لديهما متوسط أدنى لدخل الفرد، ولذلك فلا الصراع ولا نقص الموارد يمتلكان عنق الزجاجة مطلقا أمام إحراز تقدم في تنفيذ إصلاحات التعليم)، وهذا ما يمكن أن يقودنا لدراسة الحالة التي يمكن تسميتها (الاستثمار في البشر).

من المعروف أن سكان الأردن حسب إحصاء عام 2005 حوالي خمسة ملايين و سبعمائة ألف نسمة، في مساحة تبلغ حوالي 92 ألف كيلو متر مربع تشكل الجبال والتلال والصحراء نسبة كبيرة منها، وتفتقر البلاد للثروات المعدنية والنفطية، ولا تشكل الثروة الزراعية نسبة كبيرة من مردودات الدخل القومي للبلاد، مما جعل الاستثمار في ميادين أخرى هي الأساس الذي يعتمد عليه الأردن، ومن هذه الميادين ما يمكن تسميته بالاستثمار في الإنسان، خاصة في ظل الانعكاسات السلبية للظروف السياسية في منطقة الشرق الأوسط ومجاورة الأردن لأسخن بقعتين متوترين: العراق في الشرق والمناطق الفلسطينية في الغرب، والارتفاع غير المسبوق لأسعار النفط في الأسواق العالمية، مما شكّل ضغوطا هائلة على الموازنة العامة للدولة. ومن مظاهر الاستثمار في الإنسان التي تتميز بها التجربة الأردنية وهي من نتائج أن أصبحت الأردن في المرتبة الأولى من حيث مستوى التعليم كما ورد في تقرير البنك الدولي المشار إليه.

الجامعات ومستواها

إن شحّ الموارد الطبيعية لم يؤثر على مستوى التعليم الذي جعل الأردن يتفوق على غالبية الدول العربية الأكثر منه دخلا والمتوسطة كذلك، ومن مظاهر ذلك الجامعات الأردنية، فقد أنشئت أول جامعة عام 1962 وهي (الجامعة الأردنية) الحكومية، واليوم في عام 2008 وحسب بيانات"إتحاد الجامعات العربية"ففي الأردن عشرون جامعة منها تسع جامعات حكومية وإحدى عشرة جامعة خاصة، يبلغ عد أعضاء التدريس فيها مجتمعة 6214 من كافة الرتب الجامعية، وعدد الطلاب فيها من مختلف الجنسيات 199379 طالبا وطالبة، غالبية الطلاب غير الأردنيين من دول الخليج العربي و من الفلسطينيين في دولة إسرائيل (الخط الأخضر كما يطلق عليهم) حيث نسبة منهم يدرسون بمنح حكومية أردنية، وطلاب الضفة الغربية حيث تراعي الجهات المسؤولة أوضاعهم الاقتصادية كما حدث قبل أسابيع قليلة حيث أعلن وزير التعليم العالي الأردني أن الحكومة قررت تأجيل دفع الرسوم الجامعية للطلبة الفلسطينيين في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، نظرا للظروف الصعبة السائدة في المناطق الفلسطينية. ومن الطلبة الأجانب غير العرب من يرتاد مركز اللغات في الجامعة الأردنية لدراسة اللغة العربية في دورات مركزة لغير الناطقين بها في شهور الصيف خاصة. ولمجاراة القفزة العالمية في مجال تقنية المعلومات هناك ثلاثة جامعات أردنية اكتسبت شهرة عربية وعالمية في هذا الميدان وهي جامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة البلقاء التطبيقية، وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا (خاصة).

مستوى استعمال الكومبيوتر وخدمات الإنترنت

هذا المستوى التعليمي أدى إلى تميز أردني في استعمال الكومبيوتر وخدمات الانترنت، فحسب تقارير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لعام 2004 اعتمادا على دراسة عالمية (أن مستخدمي الإنترنت في الأردن يبلغ 19 لكل ألف شخص في عام 2003، وحتى عام 2001 كانت كثافة الحاسبات في الأردن تصل إلى 3.28 حاسب لكل مائة نسمة وهو ما يعني أن الأردن كانت تحتل المرتبة الخامسة بعد الإمارات والكويت والسعودية وعُمان) وتعتبر المرتبة الخامسة متقدمة للغاية قياسا بثروة البلدان الأربعة السابقة ودخل الفرد فيها. وحسب إحصائيات موقع النادي العربي لتقنية المعلومات والإعلام فقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن نحو نصف مليون عام 2004 وهي نسبة تعدّ متقدمة جدا، وقد دخل في العام نفسه شارع الجامعة في مدينة إربد شمال الأردن موسوعة جينس بالنسبة لعدد مقاهي الإنترنت المتوفرة في الشارع، ولتشجيع الاستثمار في مجال تقنية المعلومات وافقت الحكومة الأردنية على قرارات جديدة منها السماح لمن تجاوز سن الثالثة عشرة الدخول لمقاهي الانترنت دون موافقة الأهل، كما خفضت الشروط الواجب توفرها في مراكز الانترنت ومساحتها، ويخلص تقرير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى نتيجة مفادها"ويبقى الأردن ورغم بعض التخبط الذي يعانيه قطاع الاتصالات، ضمن الدول المبشرة في العالم العربي، ليأتي كاستثناء ومثال يمكن لدول أخرى الإقتداء به)، و"في إطار التطور التكنولوجي تسعى الأردن لتجاوز النقص أو الضعف لديها وذلك من خلال الشبكة التعليمية التي تهدف إلى ربط ما يزيد على مليون ونصف طالب بحلول عام 2006 بشبكة معلومات وبحث واسع، وهو ما يعني زيادة نسبة عدد مستخدمي الانترنت وزيادة القادرين على استخدام الكومبيوتر إلى 210 مستخدم لكل ألف شخص)، وتبلغ نسبة التصدير من التكنولوجيا المتطورة ما يعادل 8% من إجمالي صادراتها الصناعية، حسب دراسة رشاد مصطفى عوض لواقع المعلوماتية في الدول العربية في المجلة العربية للعلوم والمعلومات، العدد الأول بتاريخ 1 يونيو 2003 ص 15.

الخدمات الصحية

ومن المظاهر المميزة للاستثمار في الإنسان الخدمات الصحية في الأردن حيث هي من أفضل الخدمات والمقاييس في المنطقة العربية، وكمثال فالأردن الأول الذي تُجرى فيها عمليات القلب المفتوح وزراعة القلب، وتبلغ نسبة الأطباء إلى السكان 16.1 طبيب لكل ألف نسمة، وهي متقدمة في ذلك على بريطانيا التي النسبة فيها 15.1 لكل ألف نسمة، واكتسبت المستشفيات والخدمات الصحية الأردنية سمعة عربية وعالمية عالية المستوى، ويوجد حاليا في الأردن حوالي 47 مستشفى وحوالي خمسة قيد الإنشاء، واكتسبت من بينها (المدينة الطبية الملكية) سمعة ذائعة الصيت في مستوى تقنياتها وتخصصية الأطباء العاملين فيها، مما جعلها مقصد طالبي العلاج من الشخصيات الخليجية الغنية القادرة على الذهاب لأية عاصمة أوربية، وممن عولج فيها الشهور القليلة الماضية الرئيس العراقي السيد جلال الطالباني.

العقبة بوابة الأردن الاستثمارية

تأسست منطقة العقبة الاقتصادية في عام 2001، وكان من ضمن أهدافها عام التأسيس أن تستقطب ستة مليارات من الدولارات خلال عشرين عاما أي حتى عام 2020، وبرئاسة المهندس نادر الذهبي رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، تمكنت المنطقة أن تستقطب حتى عام 2007 أي بعد ستة أعوام من تأسيسها مبلغ سبعة مليارات من الدولارات كاستثمارات في مجالات مختلفة، وحسب تصريحات سابقة للمهندس الذهبي لمجلة أريبيان بيزنس"فإن المنطقة تقوم بعملية مراجعة ودراسة لوضع هدف رقمي جديد للسنوات الخمس القادمة لاستقطاب استثمارات جديدة تصل إلى ستة مليارات دولار عدا تلك التي تم استقطابها في السابق"، وهو يشخّص الظروف التي قاد فيها المنطقة قائلا:"في ضوء التسارع المضطرد في استقطاب الاستثمارات إلى المنطقة نواجه تحديا كبيرا لتطوير البنية التحتية التي كان مخططا لتنفيذها خلال عشرين عاما لاستقطاب ستة مليارات دولار، أما ألآن ومع وصول حجم الاستثمارات خلال ست سنوات إلى سبعة مليارات، أصبح من الضروري جدا أن يتم إنجاز وتأهيل هذه البنية خلال فترة زمنية قياسية أقصر وتوفير المال اللازم لها أيضا، لذا فإننا نحاول جاهدين العمل مع جميع الجهات والمؤسسات التي تنفذ عمليات تطوير التسهيلات والخدمات من كهرباء وماء وطرق، لكي يتسارع تنفيذ هذه المشاريع ويتم إنجازها بالتوازي مع الاستثمارات القائمة والمستقبلية الأخرى في المنطقة".

نجاحات ذهبية

لذلك جاء تصنيف الأردن ضمن أول 20 دولة من أصل 141 في مؤشر أداء تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في تقرير الاستثمار العالمي لعام 2006، وهذا النجاح هو الذي قاد المهندس نادر الذهبي من رئاسة منطقة العقبة الاستثمارية إلى رئاسة الوزراء في الأردن منذ 22 نوفمبر من عام 2007 بناءا على التكليف الملكي الأردني، والمؤمل أردنيا أن ينقل أداءه المتميز في منطقة العقبة لرئاسة الوزراء خاصة في عام 2008 الذي يعتبره كثيرون عام التحديات بالنسبة للاقتصاد الأردني لأسباب عديدة منها التوتر السائد في المنطقة والارتفاع الجنوني لأسعار النفط عالميا خاصة أن ألأردن يعتمد على الاستيراد في كل ما يحتاجه من النفط. وهو من الأشخاص المعروفين بمهنيتهم العالية منذ بدأ حياته العملية عام 1964 مكلفا في سلاح الجو الملكي، وتدرج إلى أن أصبح مساعد القائد العام للشؤون اللوجستية، وحصل عام 1982 على ماجستير في هندسة الطيران من جامعة كرانفيلد البريطانية، ثم ماجستير في الإدارة العامة من جامعة أوبرن الأمريكية، وترأس عام 1994 مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية حتى عام 2001، ثم تعين وزيرا للنقل حتى عام 2003، قبل أن يترأس مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية، ومنها لرئاسة الوزراء.

ليست دعاية بل اهتمام بإنسانية الإنسان،

الذي يمكنه أن يحقق إنجازات غير متوقعة إن أُعطي الاهتمام اللازم عبر الدراسات التي تحدد احتياجاته وقدراته ضمن قدرات البلد، وكيفية استغلال هذه القدرات للقفز على الشح في الموارد الاقتصادية، خاصة في ظل غياب التنسيق العربي في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات، فمن يصدق أن الدول الأوربية الغنية دفعت مئات المليارات من الدولارات للدول ألأوربية الأقل دخلا كي تؤهلها لدخول الوحدة الأوربية، بينما في عالمنا العربي هناك من يعاير بعض الدول العربية بأنها فقيرة وفيها نقص للمياه والغذاء مثلا. وما ينبغي معرفته أن الاستقرار الاقتصادي يعني في النتيجة بنسبة عالية الاستقرار الأمني خاصة في الدول التي تشهد توترات مزمنة كالمناطق الفلسطينية والعراق وهذا يؤثر على الأردن الواقع بينهما، وكمثال ميداني ما زالت صوره في الأذهان من كان يتصور تهديم الحواجز والجدران والمعابر وتدفق سبعمائة ألف فلسطيني عبر الحدود المصرية خلال يومين فقط؟ لو كانت هذه الجموع مؤَمنة بالحد الأدنى من اقتصاديات الحياة، هل كان من الممكن اللجوء لهذا الأسلوب؟. بدليل أنه في السنوات الماضية رغم الاشتباك اليومي مع جيش الاحتلال، لم تلجأ هذه الجموع لهذا الأسلوب، ولكن عندما يجتمع الموت والقتل مع الجوع والعطش والظلام، ونتيجة فقدان أي أمل في حياة كريمة بحدها الأدنى، لا بد من اللجوء لهذا الأسلوب وحسب ظروف كل دولة لجموعها أساليبها الخاصة، لهذا لا بد من الوعي أن الاستثمار في الإنسان يعني الاستقرار الأمني والاجتماعي، وقد عبّر الشاعر العربي منذ مئات السنين عن ذلك عندما قال:

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وقد أثبتت العديد من الدراسات أن نسبة من العنف والإرهاب الذي يسود العديد من بلدان العالم من أسبابه أيضا فقدان الأمل في حياة حرة كريمة، مما يجعل لا فرق بين الموت وهذه الحياة الذليلة، فيلجأ للموت بدليل أن الدول الغنية إن عرفت إرهابا من بعض مواطنيها فغالبا يعود لتعبئة تربوية دينية معينة تعده أيضا بحياة أفضل من حياته رغم أنها حياة مريحة قياسا بدول أخرى.

مثال الأردن ومشكلة اللاجئين والعمالة الوافدة

وبدون شك فإن ما يزيد وضع الأردن الاقتصادي صعوبة رغم كل هذا الاستثمار الناجح في ميدان الإنسان، هو نسبة اللاجئين العراقيين الذين لا يقلون عن سبعمائة ألف مواطن، وهذه نسبة عالية جدا من مجموع الشعب الأردني، وكذلك العمالة الوافدة خاصة من مصر حيث تقدرهم أغلب الإحصائيات بما لا يقل عن مائة و عشرين ألفا. ولا أحد يستطيع أن يلوم المواطن العراقي الذي يهرب من الموت الذي يعمّ بلاده، ومن حقه أن يلجأ إلى أية دولة يستطيع دخولها بما فيها ألأردن، وفي الوقت نفسه لا بد من تقديم الدعم الكافي للدول المضيفة خاصة الأردن وسوريا التي تستقبل أيضا ما لا يقل عن مليون وربع مواطن عراقي، والغريب أن الكثيرين يتطلعون لدعم دولتين كالأردن وسورية من الدول الأوربية أو ألأمم المتحدة، متناسين أن هذه مسؤولية الحكومة العراقية أولا وأخيرا، فهي التي لم تؤمن الأمن لمواطنيها مما دفعهم للجوء للدول المجاورة، في الوقت نفسه فإن الفساد المستشري في كافة مؤسسات الحكومة العراقية، وسرقات بعض وزرائها يكفي لإعاشة ملايين من المواطنين العراقيين في الخارج الذين هربوا بحياتهم من موت يومي لا يوفر أحدا. ورغم ذلك تتعثر المحادثات العراقية ألأردنية حول الديون ألأردنية على العراق، ولا ينتظم وصول النفط العراقي للأردن بأسعار مخفضة تبلغ حوالي 18 دولارا أقل من السعر العالمي، وهو نسبة بسيطة للغاية في ظل الضغوط التي يتحملها الاقتصاد الأردني من واقع وجود سبعمائة ألف لاجىء عراقي دون أي اهتمام بهم من الحكومات العراقية المتعاقبة، وتتجاهل الحكومات العراقية مسألة كم يكلف السبعمائة ألف لاجىء عراقي البنية التحتية والاقتصاد العراقي لو بقوا في مدنهم وقراهم العراقية، فلماذا لا توجه هذه التكلفة التي تقدر بمئات الملايين شهريا لدعم حياتهم في الأردن وسوريا؟ السبب في ذلك أن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق غير مهتمة إلا بالمحاصصة الطائفية في الحكم، وبالتالي فشعار غالبية الوزراء هو خدمة الطائفة ومحاربة الطائفة، وبالتالي فالشعار الذي يسعى غالبيتهم لتنفيذه هو (أسرق ما تستطيع بأسرع ما تستطيع، فأيامك في الوزارة معدودة). أما بالنسبة للعمالة المصرية فأغلبها يعمل في قطاع البناء والزراعة وهي غالبا ميادين يستنكف العمال الأردنيون عن العمل فيها، وهذه مشكلة تربوية في الأساس تحتاج لتوعية خاصة ليس من السهل نجاحها في وقت سريع، ورغم ذلك هناك مباحثات أردنية مصرية لتنظيم تنقل العمالة بين البلدين، وهذا من شأنه أن يضع حلولا لمشكلة البطالة التي يعاني منها سوق العمل الأردني في ظل العاملين السابقين، لأنه ليست صحيحة الفكرة الشائعة أن كل مئات ألاف العراقيين في الأردن وسورية هم من أصحاب الملايين الذين يستثمرون ملايينهم بما يفيد الاقتصاد الأردني والسوري، لأن تقديرنا للظروف التي ألجأتهم للهجرة ومطالبتنا خاصة حكومة العراق بمساعدتهم، لا يمنع التأكيد على أنهم أثروا في فرص العمل المتاحة في البلدين.


كخلاصة مستقبلية،

تخلص هذه الدراسة إلى أن التجربة الأردنية في ميدان الاستثمار في الإنسان تستطيع أن تكون مثالا وتعطي المزيد من النتائج في المستقبل، كما هو مرجو من رئيس الوزراء الجديد المهندس نادر الذهبي بعد نجاحه المثير في تجربة منطقة العقبة الاستثمارية، لذلك أوردت وكالة التصنيف الائتماني الأمريكي (موديز) وهي وكالة عالمية متخصصة في تقييم أداء الاقتصاد والشركات الوطنية في مختلف دول العالم، وكما ذكر المحلل الاقتصادي الأردني الدكتور فهد الفانك في جريدة الرأي الأردنية يوم العاشر من فبراير الحالي، أن (أهم إيجابية في نظر الوكالة هي السياسات التقدمية للحكومة الأردنية واستمرار عملية الإصلاح المباشر بدفع مباشر من الملك عبد الله شخصيا، هذه السياسة التي سمحت بتحقيق نسب نمو جيدة في الناتج المحلي الإجمالي، وأدت إلى تدفق الاستثمارات الأجنبية).

وكم هو مهم في هذا الميدان التنسيق العربي للاستثمار في البلاد العربية بدلا من البلدان الأجنبية التي ما زالت تستقطب الغالبية العظمى من الاستثمارات العربية، فإذا تأكد للمستثمر العربي أنه يجني نفس الفوائد والأرباح من الاستثمار في دولة عربية، فلماذا الهروب بالمليارات لدول أجنبية؟.....فهل نثبت فعلا أننا أمة عربية واحدة؟ و نعرف أن الأمن الاقتصادي يؤدي إلى أمن بشري وهو ما يعني الاستقرار والنمو في كافة مناحي حياة الإنسان العربي.
ahmad64@hotmail.com

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صمت دهرا ونطق عهرا
raed_baylasoni29@yah -

يا عزيزي لا أعلم عن أي تجربة تتككلم!! فالتعليم الذي تتحدث عنه ترتفع رسومه كل سنة حتى اصبح العديدون لا يستطيعون ارسال ابنائهم للجامعات واصبح التعليم" الذي هو مجاني في معظم دول العالم" حكرا على الاغنياء،تتكلم عن الصحةوالطب؟ يبدو انك لم ترى الطوابير التي تنام علب باب القصر الملكي أملا بالحصول على اعفاء ملكي للعلاج!!نسبة الفقراء بالاردن فوق ال 60%! عن أي نجاحات ذهبية تتكلم؟ أم لم تعلم ان معظم الاردن قد بيع من أراض ومؤسسات حتى الجبال بيعت,.

لولا
مروان -

لولا التطرف الارهابي الاسلامي الاهوج لكان تقدم الاردن بخطوات اوسع نحو التطور العالمي, ولكن كالعادة, الحقد الاسلامي المتطرف الارهابي يقف دائما في طريق الحق والعدالة والتطور, مع الشكر

الإنسان
خوليو -

الدول العصرية هي الدول التي تبني إنساناً يتلقف ويستوعب ثقافة ومعلومات العصر الذي يعيش فيه، مشكلتنا كعرب أننا نعيش بأجسادنا في القرن الواحد والعشرين وبعقولنا في القرن الاول للهجرة، وصراعنا اليومي هو محاولة تطبيق ايديولوجية ما أفرزته تلك الهجرة من تعاليم وحدود على عصر الألفية الثالثة الذي يسود فيه أفكار هجرة من نوع آخر: العلم الحقيقي وحقوق الإنسان والتقنيات المختلفة، في هذا المجال كل دولنا العربية والاسلامية بالهوى سوى من حيث التقصير، أفضل استثمار هو تثقيف الإنسان بثقافة العصر الذي يعيش فيه، وأرشفة الماضي في متاحف التراث

مقهور
اردني مقهور -

حتى يكون مقالك موضوعوعي كان الادى ان تعتمد على بعض الدراسات الميدانية ولا تعتمد على تقارير المنظمات الدولية والتي يقدم لها بيانات حكومية غير صحيحة لتكون النتيجة مؤشرات غير حقيقة عن الاوضاع في الاردن ...هذه الاستثمارات في الانسان يسيطر عليها حيتان رؤوس الاموال في البلد يمتصون عرق ودماء هذا الشعب الفقير ليكدسوا مدخراتهم وعند اول هزة يخرجونها الى الخارج ...اذا كان الاستثمار في الانسان كما تقول ما بال الانسان الاردني يزداد شقاءا وفقرا وقهرا..التعليم في بلاد اخرى شبه مجاني اما عندنا فهم وهم وهم الى الممات ..

إتقي الله يا رائد /1
مـهــا نـور -

شكراً للكاتب أحمد أبو مطـرالذي قدّم مقالاً معتمداً على تقرير دولي قد يكون من الصعب علينا الإحاطة بمضمونه بنصيه الإنجليزي والعربي لإنشغالنا الجبري بالأحداث الساخنة من شرقنا الملتهب في العراق والذي ينذر بالطائفية العفنة ومن غربتا المتفجر الذي يتصارع فيه الإشقاء ما بين رام الله فتح والسلطة من جهة وغـزّة حماس وصواريخها على سيدروت التي ما قتلت فأراً ولا ذبابة فاستدار النضال غرباً لتحرير معبر رفح من مصر باستخدام الجرافات لتحريره بحركة ذكرتني بمساعي لقذافي لتحقيق الوحدة الإجبارية مع مصر بواسطة الجرافات على الحدود المصرية كما نحن مسكونين بالخوف ومشغولين بالأحداث الحالية والمتوقعة في شمالنا الأبعد وأقصد حتماً لبناننا الجريح بعدما انكفأ ابطال النصر الإلهي نحو الداخل واتجهوا للتمترس في قلب بيروت !! يتبع

إتقي الله يا رائد /2
مـهــا نـور -

وللسيد رائد اقول بان عنوان ومضمون تعليقك كان ظالماً فهل المقال الذي اعتمد كلياً على دراسة دولية موثقة ومقارنة يعتبر في نظرك عهراً ؟ فهل لو جاء المقال بصورة مختلفة ومليئاً بالسلبيات سيكون رائعـاً وواقعياً؟ نعم اتـّقي الله وأقرأ جيداً معاني اسهامات الإنسان الأردني المدرب والمؤهل وعالي الكفأة في دوران عجلة التقدم والتطور في العديد من الدول العربية الشقيقة . وكم من الالاف من الأخوة العرب الذين يقصدون الأردن لتلقي العلاج من مختلف الأمراض والشفاء أولاً واخيراًمن الله .. اما بالنسبة للفقر فلا احد يدّعي ان الاردن من الدول الغنية ولكنه يعمل بشتى الوسائل المتاحة لمحاربة آفـةالفقر ومن ضمنها تهيئة الإنسان ليكون واحداً من مصادر الدخل وهذا ما هو قائم ومحقق فعلياً ..فان تشعل شمعة افضل من ان تلعن الظلام.. شكراً لإيلاف

الاردني متناقض
صياد المعاتيه -

مع اعتقادي بان الانسان الاردني هو من بين الاكثر تاهيلا من العرب اكاديميا و عمليا للبناء المادي للعصرنة ولكنه وعلى راي المشارك خوليو مثله مثل بقية العرب غير مثقف بثقافة العصر الذي يعيش فيه اي انه متعلم ولكنه غير مثقف وهو معاصر ولكنه غير متحضر

سامحهم الله
dr mohd -

الاردن بلاد جميله واهله والله طيبين ولكن المشكلة بوجود اشخاص حملوا جنسيته وشوهوا سمعته مرة باسم الدين واخرى بالشعارات الفارغة والاكاذيب وهم يعرفون انفسهم

الأردن أولاً
معتصم برماوي -

هل وصلت درجة الحقد على الأردن التشكيك حتى بالحقائق والتقارير الدولية التي لم نتدخل بها ولم نستشار بها هل يضيركم نجاح الأردن وهل يضيركم السمعة الطيبة التي يحظى بها في الأمن والتعليم والصحة والحرية، يا أخوان هذه هي الحقيقة فمهما كانت الأسعار مرتفعة (وهي مرتفعة حتى في الدول الغنية ) فالأردني مستعد أن ينام بدون عشاء والأهم توفير قسط الجامعة لابنه أو ابنته حتى يتعلموا والطوابير التي تقف على باب القصر الملكي ليست للعلاج إنما هي لحوائج مختلفة فالشعب الأردني 75 بالمئة مؤمن صحياً بأعرق المستشفيات ، عيب التجريح في نجاحات هذا البلد فما حققه الأردن رغم شح الإمكانات عجزت عنه أغنى الدول بل ودول متقدمةوهذا الاستثمار في الأردن هو منذ عقود خلت وليس من اليوم انظروا إلى الأردنيين في الدول العربية بل والأجنبية من أطباء ومهندسين وإعلاميين ومعلمين وغيرهم وانظروا مدى حرفيتهم العالية ونجاحاتهم ، هذا استثمارنا وهذا رصيدنا فالإنسان أغلى وأعز وأثمن ما نملك ، وسيبقى الأردن الحضن الدافى والملاذ الآمن لكل الأشقاء العرب .

لولا العراق
واحد -

لما سمعنا عن دولة اسمها الاردن ؟؟ كله من جيب العراق ,,,,,,,,,,

اللهم لاحسد،والفساد؟
نضال -

لا احد ينكر ان الاردن نموذجا في مسائل كثيرة ،كما اشار المقال السابق المستند الى تقرير دولي، والاردن بألف ألف خير لو سلم من الحرامية من بعض المتنفذين الذين لا يهمهم سوى نهب خيرات هذا البلد وهي محدودة كما يعلم الجميع.الفساد والمحسوبيات ستؤدي الى تدمير الاقصاد في بلدنا، سيطرة اشخاص محدودين على القرار الاقتصادي والسياسي في الاردن ستكون الفساد القادم بعينه، انه فساد من نوع خاص محجوب عن عموم الناس.المشكلة في صناعة وصياغة التوجهات الاقصتصادية والسياسات الخارجية ،ان صانعها في الاردن رجل واحد، وهو الذي اوعز الى الحكومة و؟أقنع الملك برفع الاسعار مؤخرا، الارتفاع الذي قد يؤدي الى فساد الترابط الاجتماعي الاردني، والى تراجع النموذج الاردني على مستوى المنطقة.كما ساهم بخصخصة وبيع كثير من الشركات التي كانت تمتلكها او تساهم فيهاالدولة الاردنية، مثل الفوسفات ومصفاة البترول،وقطاع الاتصالات وغيرها..نتمنى على جلالة الملك ان يخرج الفاسدين من الاردن، وان يوعز بمحاسبة كل الذين يختلسون اموال الشعب بغض النظر عن شخوصهم ونسبهم، وقد حدث ذلك فعلا أكثر من مرة.وان لا يسمح لاي كان ان يتولى الامور وحده، فجميعنا نعمل بمبدأ الثواب والعقاب سواء المواطن العادي او رئيس الديوان الملكي أو رئيس الوزراء.كلنا شركاء. كلنا الاردن.

ايها المقهور 1
مـهـا نـور -

إرجو من الأردني المقهور ان ينصف التجربة الأردنية غي إنماء وتفعيل دور الإنسان في عجلة التنمية والتقدم , والكل يدرك خطورة آفة الفقر , والتي من اهمها ان يصبح الفقير مقهوراً وان يتحوّل المقهور الى فريسة وصيداً سهلاً لأصحاب الأجندات الخاصـّة الخارجية فتنهال السكاكين على جسد الوطن دونما اعمال للعقل او وقفة صادقة مع الذات !! ومن هنا فإنني انظر بصفة شخصية للمقال بانه موضوعي - وللاخرين الحق في مخالفة الرأي - ولكنه يبيّن لكل ذي بصر وبصيرة بان هناك جهود ومساع حثيثةللتعامل مع هذه الآفة ومن ثم التغلب عليها . يتبع

ايها المقهور 2
مـهـا نـور -

ولكن بالله عليك كيف للاردن بموارده الذاتية المحدودة ان يحقق ذلك وهو بين كل ليلة وضحاها يتلقّى الآثار السلبية لللأحداث الجسام من حوله فلقد كان على مدى 8 سنوات ميداناً لقادسية صدام مع ايرن الذي لـمّـا تنامت لديه مشاعر النصر ( الذي لم يكن إلهياً في ذلك الوقت لحسن الحظ ) فأقدم على إحتلال الكويت صبيحة 2/8/1990 ..يتبع

ايها المقهور 3
مـهـا نـور -

فادت تلك البطولة بطبيعة الحال الى ما اطلق عليه الراحل الملك الحسين الهجرة الثالثة بتهجير نحو (450000) مواطن من دول الخليج محملين بهمومهم ومتاعبهم وخساراتهم , وهؤلاء العدد ما جاؤا للإجازة كالمعتاد بل للإستقرار فكان حتما والحالة هذه ان تنهار اعظم خطط التنمية الخماسية أو السباعية ثم جاءت حسب رأيي الهجرة الرابعة بدخول نحو(250000) مواطن عراقي للأردن فكان ازدياد عدد سكان الأردن خلال 10 سنوات نحو( 700000)انسان في غفلة من الزمن امراً يفوق طاقة المحللين الإستراتيجين مهما عظـُم علمهم . هذا عدا عن التلويح المتكرر بالسيف المسلط على الرقبة الأردنية وأقصد به خيار الوطن البديل . ومع كل هذه التحديات حقق الأردن ما جاء بالتقرير والمقال المنصف , وإن كنتم في شك أو ريب من ذلك فاسألوا الأخوة المصريين والعراقيين وايضاً السوريين لماذا هم في الأردن .انهم كذلك بسبب نعمتي الأمن والإستقرار .. فاتقوا الله في هذا الوطن . شكراً لإيـلاف

خاص لـ د0أحمد مطر
إنجي -

أعتذر مسبقاً إن كان تعليقي غير متفق والمقال-ولكن أرى أن مقالك اليوم هو ثاني مقال لك-بعد الرؤية المُغبرة للأخوة الفلسطينيين على حدود مصر!-ولم أجدك كتبت شيئاً عن هذا الحدث-فلي رغبة الإتطلاع على رؤيتك في هذا الأمر-وملحوظة هامة ولا أرغب بها وإن كنت مضطرة لها..إني لست في موضع شكك في إنتمائي للقضية الفلسطينية-لكني أرفض طفولة تصرف الكبار-كما لا أقبل على جندي مصري إلقاء عليه ولو الغبار-حتى وإن كان غبار فلسطيني!!-وإخترتك خصيصاً لهذا الإتطلاع-لأنك تغازل القومييون بترديدك(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)-كما أرى بك إختلافاً وإن كان ليس ثابتاً بعد!؟-تحياتي0

نيالكم يااردنيين
سوري يانيالي -

انا كسوري اتمنى لو اعيش في الاردن واكون اردنيا, نعم ويشاركني الكثيرين ممن اعرفهم , الاردن يتفوق كثيرا على سوريا في مجال الدخل والتعليم والصحة والمواصلات والنظافة والامان والاستقرار النفسي لمواطنيه, سوريا بلد ازمات مذلة للمواطن لاتنتهي, تصوروا انه لليوم ومنذ ثلاثين عاما على المواطن الوقوف ساعات امام افران الخبز للحصول على قوت اطفاله , ازمة في المازوت واخرى بالغاز وعن المواصلات داخل المدن لاتحدث, الاف السوريين يقصدون الاردن للتطبب بعدما استحالت المستشفيات السورية الى مسالخ الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود, الفساد والرشوة في سوريا عند مئة بالمئة من الموظفين حتى الموظفات ورجال الامن , المواطن السوري مقموع ويائس ومحبط ومراقب تلفونه وبريده وتكتب التقارير به من قبل مخبري المخابرات في اماكن عمله او دراسته او اذا كان مجندا في الجيش او مغتربا في الخارج, حياة السوري ببساطة سقم وبلاء اسود وتضرب هالعيشة

الاردن يتفوق علينا
عثمان الديري -

التعليم في سوريا قسمان مجاني حكومي وخاص بدأ ينتشر بقوة في السنوات الاخيرة, في المدارس الحكومية التعليم يتركز حول انشاء جيل محب للبعث وللقائد المفدى ,تتولى منظمة طلائع البعث وهي منظمة شبه عسكرية تتبع للمخابرات غسل عقول الاطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية , ينحشر اكثر من ستين طالبا في الصف امام استاذ غير مهتم البتة سوى بتسجيل حضوره وهو تعب بشكل دائم نتيجة عمله بأكثر من عمل ـ سائق تاكسي مثلا ـ, ويستفاد من المبنى الدراسي لفوجين من الاطفال خلال اليوم, اي يداوم الاطفال نصف يوم فقط لان اطفالا اخرين يبدأون الدوام في نصف اليوم الثاني وعليك رشوة المدير ليضع لك طفلك في الفوج الصباحي المرغوب, التعليم الخاص وان كان افضل الا ان معظم الشعب السوري لايقوى على تكاليفه العالية وحيث متوسط دخل الفرد السوري مئة وعشرين دولارا لكل الشهر لاتكفي ثمنا للخبز والفلافل لان سعر الكيلو الواحد من اللحم هو 12 دولار, يعني دخل السوري الشهري يكفي فقط لشراء عشرة كيلوات من اللحم , لذلك ترى سوء التغذية وشحوب الوجوه واصفرار الاسنان والبشرة منتشرة بين اوساط الشعب السوري حتى ان قاماتهم بدأت بالقصر والضمور نتيجة سوء تغذيتهم وفقرهم المدقع,اذهب الى الارياف والمدن المهملة المنسية في شرق سوريا وشمالها خاصة لتتأكد من الكارثة المعيشية التي اصابت السوريين في الخمس وثلاثين سنة الأخيرة

كلامك صحيح ولكن00
ام ادهم -

استاذ احمد ابو مطر كلامك صحيح حول الخدمات الصحية والتعليمية في الاردن وانا عشت اكثر سني عمري فيها واحمل جنسيتها وازورها باستمرار000ولكن اشك ان يظل مستوى الاقبال على الجامعات بين الشباب وذويهم في تصاعد00والسبب هو الغلاء المتصاعد00 فالرسوم هذا العام ارتفعت واجور نقل الطلاب ارتفعت000والكتب والساعات الدراسية ارتعت بل تضاعفت في بعض الجامعات00هذا عدا المصروف الشخصي والنشاطات000برغم ذلك فشباب الاردن فعلا مكافح ومثابر وبما لي شقيقة محاضرة جامعة اردنية خاصة00 فتحدثني عن طلابهاالذين يعملون في شتى المهن كي يعينوا اهاليهم في الانفاق على دراستهم وغالبيتهم من الاسر المتوسطة الحال 0فمنهم من يعمل في اسواق الخضار او البناء بل ان منهم من شكل فرقا غنائية تغني للناس في افراحهم000فالف تحية لهكذا شباب قهروا الجهل والفقر معا0 ونتمنى فقط على حكوماتهم الحفاظ على ما اكتسبوه من سمعة جيد عربيا في مجال العلم كما في مجال العلاج ايضا بتخفيض اجور الدراسة والعاج ايضا ولو بحد معقول

الاردن تفوق على نفس
الخرشه -الكرك -

لغة الارقام هي اقوى لغة اقناع على وجه البسيطه. كنا نتأمل من الاخوة العاقين ان يبرهنوا على خطأ ما ذهب اليه الكاتب بلغة الارقام . اما تهميش الانجاز وتهويل الاخطاء ليس من الحكمة في شيء . ان كثرة الردود المعاكسه للمقال لا تعني راي الاغلبيه بل ان الملايين من الاردنيين يصمتوا لانهم يترفعوا عن التفاهات التي تقال هنا وهناك ةلان شمس الارقام الصادره من هيئات محايده لا تقبل النقد المبالغ فيه . من ينكر ان الاردن من اعلى نسب العالم في التعليم وحصة الفرد من اسرة المستشفى والاطباء الى الامام يا اردن وانتم موتوا بغيضكم

الاردن
محمد -

أنتم لا تدرون ما الذي يحدث لاهل فلسطين ارجوكم ساعدوهم

الاردت ديمقراطي
غسان الخكيم -

الاردن اقوى ديمقراطي والدكتور احمد لم ياتي بش من عنده فهذه المعلومات من بيانات البنك الدولي وبالتالي هذه افضل مقاله اقرهالانها محايده ولانها تاتي في وقت يصدر بها البنك الدولي تقريره عن الاردن بانه الاول عربيا

مقهووووور
أردني ثاني مقهور -

أتفق مع الكثير مما جاء في المقال، وأختلف مع الكثير أيضاً، فاستثمار الأردن في الإنسان كان وما يزال حتى اللحظة متميزاً، والتعليم في الأردن هو مفخرة لكل أردني كما هو مفخرة لكل عربي، لكني أختلف مع كل من يقول إن الأردن بلد محدود الموارد، فالأردن غني بالغاز فالتقرير الذي أصدرته المؤسسة الأمريكية التي كانت مكلفة بدراسة كمات الغاز في الأردن أوضح أننا أغنى من قطر بهذه المادة لكن أجهزة الأمن الأردنية منعت أي وسيلة إعلام الحديث بالأمر، كميات اليورانيوم الموجودة في شرق الأردن وحدها تكفي لأن يعيش الأردنيون برفاهية، الزيت الصخري الأعلى في العالم والموجود في الأردن والذي تتشدق الحكومة بأن تكاليف انتاجه مرتفعة تبلغ تكلفة البرميل الواحد 17 دولاراً فقط ... والكثر الكثير .. السيد الذهبي رئيس الوزراء عندما كان رئيس الملكية باع اسطولها واستأجر طائرات جديدة، ثم باع منطقة العقبة الاقتصادية وهاهو يبيع ما تبقى من الأردن بعدما ماعت الحكومات السابقة جزءاً كبيراً منه ...

جريمة في نطر البعض
عياض -

الاشادة بمنجرات الاردن في اي مجال ومن اي كاتب او باحث جريمة في نظر البعض ! ولكن الشئ الجيد ان الاردن لا يبالي بهذة ... لذا فهو يمضي قدوما في عملية البناء رغم كل المعوقات والتحديات التي تعترض مسيرته الاقثصادية وشكرا لكاتب احمد ابو مطر . حفظ الله الاردن والاردن اولا .

إلى مها نور
EYAD -

أجمل تحية ومحبة وإعتزاز وتأييد لكل ردود النشمية مها نور (وسيبقى الأردن بعون اللة دائماً أولاً)

العوائد فين ؟!!
العبادي -

لكن عوائد هذه الاستثمار تذهب الى جنوب افريقيا والشاطر يفهم ؟!!

الى كل مقهووور1
مـهـا نـور -

يا اخي , اجدد القول ان الفقر لبس عيباً ولكن العيب في عدم محاربته.وثق بان الإنسان الأردني ونطراً لعلمه وثقافته وثقته بنفسه ولعلو كعبه وشموخه واخيرا لأن جبهته لا تنحني إلاّ للـه قد أصبح عملة نادرة في نظر الآخرين , كما واصبح محط ثقة كبريات الشركات والمؤسسات في الداخل والخارج . ولولا الظروف الخارجة عن الإرادة والتي قمت بتوضيحها سابقاً لكان الحال غير هذي الحال بكل تأكيد.. الأردن ليس غنياً نعم ولكنه حاول وما يزال فهاهي مشاريع محاربة الفقر تسير بشكل مقبول وهاهي مشاريع اسكان ذوي الدخول المتدنية تطرق ابواب البادية قبل الحضر وهاهي لغة العصر ( الحاسوب ) تدخل المدارس النائية في الصحراء والأرياف تماماً مثل مدارس المدن . الأردن يا اخي واحة امن واستقرار وذو حضور دولي وما عقد مؤتمر دولي مثل دافوس لمرتين متتاليتين إلاّ خير دليل على ذلك

الى كل مقهووور2
مـهـا نـور -

يااخي إنني من انصار النقد البنّاء الذي يهدف إلى إيجاد الدواء للداء ولكنني حتما لست من انصار جلد الذات وتقزيم المنجزات أو التشكيك في النوايا أو الحكم على الأشياء حسب منظور الغيـر لاسيما إذا كان هذا الغير لا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان , ثم إن علينا ان نقـرّ بان نسبة معينة من الفقر الذي نشكو منه يعود لما يعرف بالبطالة المقنعة أي الإحجام عن قبول الوطائف التي لاتأتي على المقاس من ذات الياقات البيضاء , وهذا يعني ان بعض الوظائف ما زال يحكمها قانون العيب على الرغم من تحقيقها لدخول مرتفعة!! قوموا بجولة على قطاع عمال البناء و محطات الوقود والتنظيفات فستجدون الجواب بكل تأكيد ..وأرجو من الأردني المقهووور الثاني افادتنا عن المصادر التي اعتمد عليها في قهره من نفطنا وغازنا , وأُحب ان اعود به إلى ما قبل هزيمة 1967 المخزية فلقد قيل الكثير عن تدفق النفط التجاري من حقول قرية حلحول في الخليل وان الأردن وبايعاز من جهة ما قد صبـّت ذلك الحقل بالإسمنت والباطون!!وحتـّى اليوم 15/2 لم اسمع أو أقرأ ان إسرائيل قامت أو تقوم بتصدير النفط واغراق العالم بالبترول من ذلك الحقل!! فكفانا الإعتماد على مواقع مثل أل arab times وغيرها لجلد الأردن بايدي ابنائه. شكراً لإيـلاف

الآمال الكبيرة
جمال -

أوافق الأخ عثمان ديري والأخ ;سوري يانيالي; بأن الأوضاع في سوريا أصبحت يرثى لها. المواطن السوري تحت حصار رهيب لم يتعرض له أي مواطن من اي جنسية أخرى عبر التاريخ، فهو يلاقي أشد المعاناة في توفير احتياجاته الأساسية اليومية، وهو محروم من اي فرصة للحصول على تعليم جيد ينسجم مع الحد الأدنى من المعايير الدولية، ثم أنه لايستطيع التعبير عن معاناته والا اعتبر عميلاً متصهينا وتم حشره في زنزانة لايعلم بها الا الله وبعض رجال المخابرات، وفوق كل هذا وذاك، وحينما يتوفر له مايكفي من النقود للسفر والرحيل توصد بوجهه أبواب السفارات الأجنبية والعربية لكونه "ارهابي" خريج نظام قمعي ديكتاتوري يصدر العنف والارهاب الى كافة دول المنطقة، وهذا المواطن المسكين غير آمن لاعلى نفسه ولاعلى أفراد أسرته ولاحياته ولاعلى مستقبله ولاعلى شيخوخته، أمنيته الوحيدة في الحياة أن تدهسه سيارة أو يتعثر فيسقط فيموت، كم هي كبيرة آمال الشعب السوري؟

حقائق ومشكلة الولاء
الشخاترة -

اولا بالنسبة للموضوع وما كتب فية من ارقام ومعلومات هي دون شك صحيحة .لان نحن كمواطنين نلمس هاذا الشيء.ومن يزور البلدان العربية او الشرق اوسطية يعرف الفرق. اما بالنسبة لاراء بعض القراء التي احترمها فهناك بعض الاجحاف يعني ان تنكر كل شىء وان الاردن لا يوجد فية اي خدمات وان وان وان, هاذا ظلم كبير للاردن وواهالي الاردن الطيبيين الذين تحملوا اكثر مما يحتملو من لاجئين ووافدين ونازحين رغم الامكانات المحدودة.واود الرد على مها نور القارئة المتحمسة ان الاردن ليس المدينة الفاضلة سيدتي وهناك بعض الامور التي فيها فساد .اما الاخوة السوريون اود ان اقول لهم ان لا تقعوا كما وقع اهل العراق فمهما كان الفساد مستشري فالوحدة تحت قيادة واحدة على جميع مساوئها هي افضل نحن كعرب مشكلتنا في سايكس بيكو التي قسمت البلاد العربية التي تجمها لغة ودين وثقافة وحضارة واحدةالتي تفتقر اليها اوروبا والصين واكبر الدول.الاخ مروان اود ان اعرف عن التطرف الاسلامي اهو الرد على الاساءة على رسول الله اما هو التطرف الذي اجبر اسبانيا على الانسحاب من العراق او اي تطرف تقصد.وما علاقة الاسلام بعدم تقدم الاردن عالميا اخي انت توصل رسالة خاطئة عن اهل الاردن اخي مصدر التشريع في الدستور الاردني الاسلام والاردن دولة اسلامية لان معضم سكانها مسلمين اتقي الله اخي مروان.