كتَّاب إيلاف

حماس غزّة وفتح الاحتمالات الصعبة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يكفي أن تكون فلسطينيا يائسا على درجة عالية من التهجير المُزمن في دول الاغتراب والشتات، تتكاثر جيلا بعد جيل على بقايا لهجة محليّة وحلم ممزّق عنوانه الباهت "حقّ العودة " تعمل على ترميمه باستمرارية مزرية وجهد مملّ.
لا يكفي أن تكون فلسطينيا بائسا محكوما بالموت، حكما تسلّح فلسطيني لمواجهة فلسطينية مزدوجا بين القبضة الإسرائيلية الشرسة من جهة، والناب الإسرائيلي المسنون بالأطماع الأمريكية واللامُبالاة العربية من جهة أخرى.
لا يكفي أن تكون فلسطينيا مجردا من حقوقك الإنسانية في المخيمات المحرومة كما في لبنان البلد المُطالَب بأكثر مما يستطيع أن يُطالِب اعتبارا من ترسيم الحدود وانتهاءً باختيارٍ حرّ لرئيس غير مُرتهن للإرادة الدولية والعربية على حدّ سواء.
لا يكفي أن تكون فلسطينيا مُلاحقا أبدا بشبهة التوطين، تلك الصفقة الموعودة على مضض، وأنت تكابر لدرء الشبهة ببيان تلو الآخر وتصريح يتلوه التصريح.
لا يكفي أن تكون فلسطينيا منتفضا، ولا يكفي أن تكون فلسطينيا محايدا، ولا يكفي أن تكون فلسطينيا معتدلا كأن تقف مثلا بين بين، لا يكفي أن تُصارع على كافّة الجهات المُبيّتة أعلاه، بل ينبغي أن تضيف إلى صراعاتك المستفحلة هذه وتلك صراع إضافيّ جديد هو صراع "الفلسطينيين " للفلسطينيين أنفسهم، وهنا يحتّم الواجب عليك أن تتّخذ من فلسطينيّتك أحد الخندقين إمّا "الفتحاوي "وإمّا "الحمساوي"، كي تتقن فنّ التواطؤ على كيانك بجدارة، و تعلن انحيازك لخيبتك دون تردد، و تكون عِرضةً لقراءة متكررة مملّة وملتبسة وممجوجة في آن.
هكذا الحال وأنا لست أكثر من مجرد متلقٍ عاجز لواقعٍ آثم، لا يملك أيّة معجزة لأن يحرّك من الواقع الفلسطيني المفجوع ساكنا، ولا حتى أن يسكّن في هذا الواقع الفلسطيني وجعا يُذكر، لكنني لم أستطع التنصّل من الحرج الذاتي بسبب الرسائل العديدة التي تلقيتها على بريدي الشخصي في الآونة الأخيرة تحمل في طيات سطورها الصريحة عتبا مبطنا إن لم أقل مباشرا، وهي رسائل لا يمكن تصفية حساب بأيدي فلسطينية إلا أن أتوقف عندها مليا لأن كتّابها آثروا الكتابة بأسمائهم الصريحة بدلا من التلطّي بأسماء مستعارة، والعتب البالغ كوني لا أعير انتباها لما يجري في "غزّة " ولا أكترث للمذابح المؤلمة التي تعاقبت على يد الاحتلال في الهجوم المكثّف على غزّة في الأيام الفائتة، لم أكن على قدرٍ مماثلٍ لعتب العاتبين، ولا بأس أن أوجز ما استطعت إليه سبيلا،
فقد كرسّت عدّة حلقات من برنامجي "اختلاف " على إذاعة "صوت بيروت " عنوانها "للتضامن مع غزّة " كما حاولت

المساهمة في الحملة التي قامت بها "جمعية واتا الدولية " بصفتي العضوية في الجمعية ولا أخفي أن الحملة المحمومة التي قامت بها
جمعية واتا الدولية والتي استطاعت أن تستقطب مئات المشاركين في الحملة التي بلغ عدد التواقيع فيها ومساهمات الرأي والمواقف
الآلاف قد لفحتني وقتها بدوامة العناوين والروابط البريدية التي كانت تصبّ في بريدي بالعشرات يوميا أقرأها بنهم بالغ مما جعلني أساهم عبر صفحاتها بتلخيص مواكبتي الإذاعية، وكانت حملة واتا حملة ناجحة بكل المقاييس، استحوذت على انتباهنا واهتمامنا جميعا، أوصلت احتجاج الجمعية على التصعيد الإسرائيلي والتجاوزات والاجتياح للأراضي في غزّة إلى معظم "نشطاء" الحقوق الإنسانية في العالم.

وهكذا انتهت الحملة على صفحات واتا بكامل كثافتها وثقلها وإمضاءاتها وإملاءاتها، والأزمة "الغزاوية" آخذة في التفعيل لا التفاعل، وحماس انتقلت من طور الحركة الميدانية إلى الواجهة الرسمية، فتضاربت المهام وتضررّت الهمم، ودخلت حماس الحكومة وليس فقط حماس المقاومة، مرحلة الضبابية في بياناتها مرّة وتصاريحها أخرى.

ولستُ وحدي من كانت صدمته الكبرى عندما وقعت المواجهة بين الفتحاويين والحماسويين في الشارع الفلسطيني ثكلى القتل الاسرائيلي الذي واكبناه بأنفاس مقطوعة وشهقات متلاحقة وتنهيدات حارقة من أعماق الروح وأبعاد الاستياء، وقتها وعلى مرأى من أنظار العالم عبر الشاشة الصغيرة تابعنا كيف كانت عناصر حماس تقوم بتصفية بعض العملاء من عناصر فتح بدم بارد، ربما كان العملاء يستحقون الموت، لكن حماس التي آثرت العمل بجبهة مزدوجة موجّهة ضد الإسرائيلي من جهة وضد الفلسطيني لمجرد كونه في الطرف الآخر
من جهة أخرى، فهذه صلاحية أفقدتها مصداقيتها الجماهيرية المؤيدة لها سابقا في كل مكان، وهكذا أصبحتُ أؤثر الصمت على الكلام بخصوص الأزمة الفلسطينية، فأي نقد لسياسة حماس هو عرضة للاتهام بالتحوّل والتطبيع والعمالة، وخاصّة عندما كنتُ أطرح سؤالا ملحّا حول الاستياء البالغ الذي يُظهره دُعاة السخط على إسرائيل لدى أي عملية اغتيال؟،

وبالتأكيد وقطعا لا أقصد هنا مُباركة العمليات الإسرائيلية الغادرة، لكن تبقى مرارة الغدر بأداة إسرائيلية، أرحم بكثير من تلكَ الجولات المخجلة والتي لا تُنسى التي شهدتها الفصائل الفلسطينية المتناحرة وربما ستشهدها قادما على أثر التهدئة الإسرائيلية كل مرّة، وفي سياق كل هدنة أصبح لا بدّ من مواجهة فلسطينية فلسطينية أن تحصل، وأن تصيبنا باستنكار جديد تعمل الكثير من الأطراف العربية المُستفيدة من الصراع الناشب على "تهويم " تساؤلاتنا وتعويم "مبرراتها المراوغة" في أحسن الأحوال.

هل كان التشويش المشترك مثلا على شاشة الجزيرة من قِبَل "أنور رجا " المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية، المُتناحر شفهيا وليس المُتناظر منطقيا مع "جمال نزال " المسؤول الإعلامي في منظمة فتح، على مدار ساعة من الوقت والهذر والصخب والضجيج والعجيج والمُقاطعة التي لم تسفر عن لحظة موضوعية واحدة أو فقرة منطقية تُذكر وإن من باب السهو، فقد كانت جلسة مفاتحة وحوار تلفزيوني هزلي أشبه بحوار الطرشان، لتأتي الصرخة فيما بعد عبر الشاشة الصغيرة من أمّ ثكلى أو أبّ ملتاع
"وين العرب " سؤال يلسع كما اللهب المسعور ضمائرنا المُرهقة، وأنتهزها صرخة مماثلة لأسأل: وهل تمتثل الفصائل الفلسطينية لإرادة العرب كلّ العرب أم أنها تتلقى توجيهاتها ممن تشاء، لتلقي بدورها لعناتها على من تشاء؟... www.geocities.com/ghada_samman
gaidoushka@yahoo.com
ghaydanah@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بدنا الحقييقه
محمد محمد -

الحقيقه مرة ان حماس تعمل لصالح الغير وليس لصالح الشعب

السلام
منيرو -

رايي يجب ان يكون في غزه اماكن:للسياسهللاقتصادللثقافاتللصحهللرياضهللموسيقىللسينماللموضهللشبابللتكنولوجياللمنوعاتوالمزيد من الاماكن في غزه والضفه الغربيه والقدس

احتلال الى زوال
صلاح الدين المصري -

غاية منى الصهاينة ان تتحول قضية فلسطين من قضية شعب اغتصبت ارضه وشرد وهجر وقتل وعذب وقهر ويسعى الى الاستقلال وا لحرية الى قضية انسانية قضية لا جئين على المعونات الدولية ان القضية الفلسطينية عار في جبين الانسانية لقد تواطأ الغرب الديمقراطي والحداثي والانساني مع النظم الديكتاتورية في المنطقة لتمكين الصهاينة من ارض فلسطين العربية ان الاحتلال الصهيوني مصيره الى الزوال كأي احتلال في العالم ولكن قصيرو النظر وضيقي النفس يرونه مستحيلا ولقد زالت امبراطوريات ضن الناس انها ستعيش الى ابد الابدين لكنها سنة الله كونه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .

الحياد البارد
اوس العربي -

ما هذا الحياد البارد يا سيدتي ؟!! ان في المنطقة الان مشرعان مشروع هزيمة واستسلام ومشروع مقاومة وعدم مساومة لقد اطالت الفرقة الفلسطينية من عمر الاحتلال الصهيوني لو فعلت المقاومة الفلسطينية ما فعلته الثورة الجزائرية او حتى الفيتنامية من توحيد للكلمة والهدف على المقاومه وتم التخلص من كل انصاف وارباع الرجال لقد نجح العدو في تفريق الفلسطينين على اكثر من سبع منظمات كل لها راية وطريقه ان الفلسطينيين اسود تقودها ضباع في السلطة الامنية الاوسلوية المارقه والعميله من كبار التجار الباطون والاسمنت .

الفلسطيني إلى أين؟؟؟
عبدالعزيز طارقجي -

أولاً أشكر الاخت المناضله غادة السمان على موضوعها الرائع وأتمنى من جميع القراء لاسيما في الاراضي الفلسطينيه أن يقرؤه بتمعن، وعليهم أن يقولوا أن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أقوى من حركتي حماس وفتح ، كما أود أن أسال الساسه الفلسطينيين :الفلسطيني إلى أين؟؟؟إلى أين تريدون أن تاخذون الشعب ضمن مشاكلكم وإرتباطاتكم الخارجية ، لا إيران ولا سورية ولا الولايات المتحدة الامريكية يهمها مصلحة القضية ، فالقضية الان بعد إستشهاد الرموز والقادة الفلسطينيين العظام أصبحت تجارة ، عودوا إلى رشدكم وأثبوا للعالم أجمع أن فلسطين أقوى من كل شي فالإحتلال الاسرائيلي لا يوفر أحد لا حماساوي ولا فتحاوي ولا جهادي ولا إبن اي تنظيم أخر ، أما على صعيد لبنان ، فلا بد أن نذكر أن الفلسطييني في لبنان هم ضيوف لاجئين على الاراضي اللبنانية ولهؤلاء الللاجئين حقوق وواجبات يجب أن ندافع عنها وعلى جميع الاطراف المحلية المختلفة في فلسطين التوحد في لبنان لمصلحة الشعب ولعدم الانجرار وراء الفتنة فالفتنة قادمة لامحالة ، وليدركوا جيدا أن التطرف والارهاب ليس له مكان في صفوف المناضلين الذين يؤمنون بالقضية الفلسطينية ويدافعون عنها ، وتقبلوا تحياتي

فلسطين الى الابد
بنت القدس عرب 48 -

بكفي مواضيع تفرق شعبنا بكفي تفتحو ابواب لحتى تزيدو نار الفتنه بين شعبنا نحنا الفلسطينيه بايدنا رح نحرر بلادنا بس ما بدنا العرب من الخارج يتدخلو لانه كل ما كان في تدخل عربي كل ما تعقدت القضيه اولا واخرا رح يزول الاحتلال عما قريب باذن الله

الحقيقة في غزة
حاتم -

الموضوع ليس بالفكرة الموجودة في المقال المشكلة الحقيقة هى ان حركة فتح جعلت لقمة الشعب ( الخبز) بيد اسرائيل وامريكا (((( حماس نعرفها منذ زمن اكثر من 20 سنة نعرف عنهم الصدق والامانة والاخلاص ولايوجد تغير . مقارنة بسيطة بين قناة الاقصى التابعة لحركة حماس وتلفزيون فلسطين نعرف الفرق ؟ الرجاء من كاتبة المقال مشاهدة قناة الاقصى وبعدها تحكم على ؟ كل شيء

فلسطين الى الابد
بنت القدس عرب 48 -

بكفي مواضيع تفرق شعبنا بكفي تفتحو ابواب لحتى تزيدو نار الفتنه بين شعبنا نحنا الفلسطينيه بايدنا رح نحرر بلادنا بس ما بدنا العرب من الخارج يتدخلو لانه كل ما كان في تدخل عربي كل ما تعقدت القضيه اولا واخرا رح يزول الاحتلال عما قريب باذن الله

عنوان رائع ونصااروع
سلطان القراءة -

شي رائع الأستاذة غادة فؤاد السمان تكتب عن الفلستينية و اشكرك كثيرا.

انحدار طبيعي
شلش/ غزة -

ما حصل ويحصل هو انحدار طبيعي في الصراع العربي الصهيوني لطالما أنه الصراع ذاته بدأ صهيوني اسرائيلي , ثم اصبح عربي اسرائيلي , ثم فلسطيني اسرائيلي في هذا التسلسل لابد ان تكون النتيجة ان الصراع فلسطيني فلسطيني اعجب لمن قال انه يعرف حماس منذ 20 عام ويعرف عنها الصدق والامانة !!! على هذا النحو اجزم انه لايعرف حماس مطلقا

الى محمد محمد
br -

اخي الكريم ماذا صنعوا من هم في رام الله ومن هو خلف خراب مالطه ارجوك خلي عينك عالوطن

انظروا الى الصوره!!!
غزاوي -

الى كافة الاخوه المعلقين وقراء ايلاف انظروا الى الصوره المكتوب تحتها تصفية حساب بايدي فلسطينية بماذا تذكركم!!!!!!

لم يبقى
maros -

كم تألمت عندما قرأت موضوعك ياسيدتيولم اعرف كيف سأرد ولكن سابدأ بالمثل القائل من لم يرى الشمس من الغربال فهو اعمىكيف لمثقفه مثلك تمسك بالنتائج وتترك تلابيب الاسباب ياسيدتي نحن من الذي يعرف تاريخنا الفلسطيني فعهد الاقتتال الفلسطيني قديم وليس ايام حماس فكل المشاريع السياسيه التي مرت علينا كانت ترفض بالدم وليس بالحوار من مشروع المرحليه (الرفض) مرورا بمشروع ريغان ومشروع فهد ومشروع ومشروع ولن تكون محطه اوسلو الاخيره واذا كانت حماس فد انهت الوجود الامني اللصوصي في غزه فهذ والله هو الحل بعينه راقبي ياسيدتي اليوم كيف ان المقاومه تتحرك بحريه افضل من السابق كمن من شبكه عملاء مسكها اللتنفيذيه كيف يعيش اهل غزه في امان لالصوص لاقطاعين طرق لامخدرات لادعاره ولاخوات شهريه ويوميه تدفع للدحلان وعصابته او الاشرار ياسيدتي رغم ان الثمن غالي الا ان الوطن ونظافته من هؤلاء الاشرار اغلى بكثير مهما كانت التظحيات