كتَّاب إيلاف

الفوضي أم الاستبداد، قدر المنطقة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تدخل الحرب في العراق عامها السادس هذا الإسبوع، بينما الجدل مايزال مستعرا داخل الولايات المتحدة حول الإبقاء علي القوات الأمريكية وتدعيمها أو اعادتها نهائيا ودون تردد، حيث يخوض المرشحان اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية وهما هيلاري كلينتون وباراك اوباما حملتيهما على أساس إعادة القوات الامريكية إلى الوطن، بينما يؤيد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين الإبقاء على عدد كبير من القوات في العراق إلى ان يصبح هذا البلد أكثر استقرارا.
وهو ما أكده، وزاد عليه، نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني اليوم، وقال أمام نحو 3000 جندي أمريكي في قاعدة بلد الجوية شمالي بغداد: " أن جميع الأمريكيين يمكنهم أن يثقوا في اننا نعتزم استكمال المهمة حتى لا يتعين على جيل آخر من الأمريكيين ان يعود إلى هنا ليقوم بها من جديد". " ليس لدينا نية للتخلي عن أصدقائنا أو السماح لهذا البلد... ان يصبح نقطة انطلاق لشن مزيد من الهجمات ضد الأمريكيين". ذلك ان الانسحاب من العراق سيقوض المكاسب الأمنية ويسمح لمتشددي القاعدة هناك بإعادة تنظيم صفوفهم وهو ما يمثل خطرا في المستقبل على الولايات المتحدة ".
وتشيني هو من أبرز مهندسي الحرب في عام 2003، وهو يطبق ببراعة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام rlm;2002، والتي أعلنت موت استراتيجية الردع العسكري خلال الحرب الباردةrlm;، وبالتالي معاهدة ويست فاليا عامrlm;1648rlm; والتي تحددت بموجبها قواعد اللعبة الدولية،rlm; والانتقال إلي استراتيجية الحرب الاستباقية أو الوقائيةrlm;.rlm; والتي تعطي الحق لأمريكا في التصرف قبل وقوع الحدثrlm;، وهي تستند إلي عالمية الولايات المتحدة الأمريكيةrlm;، وتسير وفق مبدأrlm;:rlm; بالقوة العسكرية تفرض القيم الديمقراطيةrlm;.rlm; وفي تعليقه عليهاrlm;،rlm; قال الصحفي المخضرم وليم فاف:rlm; التنكر الأمريكي ضمنيا لنظام الدولة الحديثة الذي كان يحكم العلاقات الدولية منذ عامrlm;1648,rlm; وذلك بهدف الحلول مكان مبدأ الشرعية الدولية القائمة. وهي تستدعي في الشرق الأوسط تحديدا، والذي حل مكان أوروبا كمحور للسياسة العالميةrlm;، تغييرا جذريا في مجري التاريخrlm;، عبر تشجيعها اعتماد القيم السياسية ــ الاقتصادية الأمريكيةrlm;،rlm; علي أمل أن تعقبها قيم مكملةrlm;:rlm; أخلاقية وثقافية وحتي دينية. rlm;(rlm;راجعrlm;:rlm; الاسلام المدني الديمقراطيrlm;:rlm; شركاء وموارد واستراتيجيات ــ ورقة بحثية مطولةrlm;,rlm; صادرة عن وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز راند بالولايات المتحدةrlm;.rlm;). ويمثل العراق رأس الجسر لإعادة تركيب الشرق الأوسط علي أساس ديمقراطي، ووفقا لهذا السيناريو كان من المفترض أن يوقف احتلال العراق انتشار الأصولية الاسلامية rlm;،rlm; ويضعف دعم المقاومة الفلسطينية rlm;، ويحمل الفلسطينيين والعرب علي الموافقة علي مشروع سلام مع اسرائيلrlm;،rlm; ويضع الولايات المتحدة في قلب منظمة الدول المصدرة للبترول بغية تعزيز سياسة تحديد الأسعار الخام والوضع المركزي للدولار عالميا في آن معاrlm;.rlm; هكذا ربطت الولايات المتحدة مصير إدارتها للعالم وتغييرهrlm;، بنجاحها في العراقrlm;،rlm; وبالتالي فإذا لم تصبح بغداد،rlm; حسب الوعود الأمريكية، مركز استقطاب تتمحور حوله عملية الديمقراطية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستخسر دورها وستتعرض أكثر للخطرrlm;، فضلا عن إغراق المنطقة في الفوضي. لكن المشكلة أن التحولات الديناميكية المتوقعة في المنطقة ستصب في حال نجاحها ــ في عكس الاتجاه الذي تريده أمريكاrlm;.rlm; لأنها بمحاولاتها نشر أفكار الديمقراطية تضعف سلطة المستبدين من أصدقائهاrlm;، وتقوي ساعد المعارضة التي ستتحول ضدها في النهاية المطافrlm;.
أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أتفق/السطر الأخير
كركوك أوغلوا -

بأزالة أستبداد الأتحاد السوفيتي , كانت نتيجته طالابان الجهادية السلفية , وبالتخلص من أستبداد صدام حصلت على القاعدة والجهاد السلفي والتطرف الشيعي , وبأزالة آخرين ستحصل على الفوضى العارمة تحرق اليابس وما بقى من الأخضر !!!00أنه قدر جهادي مكتوب على المنطقة وبنصوص 000000؟؟!!00

بئس الديمقراطية
سعيد عبد الرحمن -

بئس الديمقراطية التي تأتي علي أسنةالجيوش المدججة بأحدث تكنولوجيات الدمار والخراب . بئس الديمقراطية التي جاءت بحكومة تابعة خاضعة للأمريكان والصهاينة . بئس المتأمركيين أعداء هذا الوطن يا أوغلو

الفوضي فقط
خالدة النوري -

من يتأمل حال الأمة بعد الغمة سيكتشف أن الفوضي قد حلت بالفعل منذ فترة فالعرب يفتقدون القيادة والإرادة ، والعراق ولبنان والسودان أبلغ دليل لمن يتشكك ، والقمة العربية المزمع عقدها عنوان صارخ علي الخلافات والتفاهات والخزعبلات التي نحياها بالفعل ، من فتاوي واملاءات وبيانات واعتذارات ... وانتظروا ما هو آآآآآآآآآآت

المستبد المستنير
الجبرتي -

في رأيي أن النموذج المطروح الآن داخل كواليس الإدار الأمريكية يا دكتور عبدالله هو النموذج المطبق في بعض إمارات دول الخليج ، وهو &; المستبد المستنير ; الذي يجمع بين القيم الليبرالية من الناحية الاقتصادية والاستبداد الشرقي الحديث من الناحية السياسية ، ويسمح بنوع من التعايش المنظم بين الاختلافات المذهبية والعقيدية ، وتلك نقطة خلافية مع قادة الحكومة العراقية اليوم ، حيث يريد اللامريكان تعميم هذا النموذج بدءا من العراق فسوريا فمصر .

سعيد عبد الرحمن/تحية
كركوك أوغلوا -

أذا عرفت السبب زال العجب (والأتهام الجائر) :- وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم000أين الديموقراطية في :- وأمرهم شورى بينهم 000؟؟!!00وهل هذه النصوص منسخة أيضا ؟؟!!00

الصيغتان معا
جمال محمود -

لماذا تفترض صيغة واحدة يا سيدي ؟ ولماذا لاتتعايش الصغتان معا ؟ فالفوضي الخلاقة من وحي الأمريكان كما تفتخر كوندي دائما ، والاستبداد معلم أصيل من معالمنا ، ونحن والأمريكان نشترك معا في ابداع صيغة فريدة هي استبداد الفوضي وفوضي الاستبداد .

المجد للمقاومة
الايلافي -

بالنهاية المقاومة انتصر لقد انتصرت العبوة الناسفة على الهمر والمريكافا ودوخت مواسير حماس الصهاينة المجد للمقاومة التي هزمت امبراطورية الشر وربيبتهاالصهيونية

ولا يحزنون
ماجد -

ليست مقاومة ولا يحزنون ، هذا هو الأرهاب المقنع حين يصرف أقذر تجارة وهي تجارة السلاح والدم ، وحين يستخدم الفتاوي باسم الله لقتل الأبرياء ، فأعداد القتلي من بداية تحرير العراق من أيدي أسوأ ديكتاتور عرفه التاريخ هم من المسلمين والعرب مقارنة بالأمريكان والأجانب ، واختراق العراق من الفرس أسوأ من وجود الأمريكان ، بل ان الغرب أثبت انه ارحم بنا من العرب عاربة ومستعربة

انها الفوضي
كريم شادر -

كل ما نمر به مقدمة وتمهيد للأسوأ والأصعب والأخطر .. سبع سنوات من 11 سبتمر 2001 غيرت وجه المنطقة أو قل نزعت قناعها وظهر وجهها الحقيقي . لا ننتظر الديموقراطية ولا المهلبية بل مزيدا من الفوضي .

عداء للديموقراطية
UNICEF -

المشكلة أن لدى العرب عداء شديد للديموقراطية والتسامح والتضامن. نحن نفتخر أن الحرب كلفت أمريكا 4000 قتيل عدا المصابين والمعوقين والمليارات التي خسرتها ولكننا لانريد أن نحصي عدد القتلى والمصابين والمعاقين العراقيين والبلاد التي تمزقت أشلاء وبأيادي عربية , لذا لانأمل خيرا بعد خروج الاحتلال فالتعصب الطائفي قتل إحساس الانتماء للوطن وحل محلة الانتماء للطائفة.