كتَّاب إيلاف

التيار الصدري: من يشتري جماهير برخص الماء؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
(2/2) جماهير التيار الصدري (1/ 2) كنا قد أنهينا القسم الأول من هذا المقال بالسؤال التالي: " بعد مرور أكثر من عشر سنوات على انتفاضة شهر آذار الشعبية التي حدثت غب انتهاء حرب الكويت، سقط نظام صدام حسين وشعرت الطبقات الفقيرة المهمشة التي أشعلت شرارة الانتفاضة أن فرصة تاريخية كبرى توفرت أمامها ستنقلها من "الهامش" إلى الواجهة. فماذا كانت المحصلة؟".
كلنا نعرف أن نظام صدام حسين لم تسقطه أي قوة عراقية، وإنما أسقطته القوات الأميركية المحتلة أو المحررة أو الغازية أو المجرمة أو الملائكية (أطلقوا ما شئتم من نعوت، لأنها ليست مهمة كثيرا، بقدر ما يتعلق بالموضوع الذي نعالجه في هذه السطور). وحالما سقط تمثال صدام، فأن "شطار بغداد وعياروها" شرعوا بتنفيذ عمليات نهب لممتلكات الدولة، بما في ذلك أسرة المستشفيات، انتقاما وتشفيا، رغم أن تلك الممتلكات العامة تم شراؤها في نهاية المطاف من الخزينة العامة، أي بأموالهم هم وليس بأموال صدام حسين، وهم الذين يستفيدون منها وليست عائلة صدام. عمليات النهب تلك، شجعتها ورعتها القوات الأميركية لكي تثبت أميركا للعالم أن صدام معزول ومكروه من شعبه، ولتحصل بالتالي على غطاء شرعي، ولو أخلاقي معنوي كانت بأشد الحاجة إليه، لتبرير حربها بعد أن كانت قد فشلت في الحصول على غطاء قانوني من مجلس الأمن، وتأييد من المجموعة الدولية. بعد انتهاء عمليات النهب التي لم تكن على أي حال، أكثر من جمع فتات، التفت فقراء العراق أمامهم (ولنقل فقراء الشيعة مادمنا نتحدث عن التيار الصدري) فماذا سمعوا وماذا شاهدوا؟ سمعوا خطابات سياسية صاخبة رنانة تقول إن "المظلومية التاريخية" التي لحقت بالعراقيين الشيعة (هكذا، بصفة إطلاقية متعمدة، أي الشيعة كجسد واحد، يتساوى في ذلك المعدمون منهم وأصحاب الملايين) قد ولت ولم تعد، ومن الآن فصاعدا سيلتحف العراقيون الشيعة (أيضا كل العراقيين الشيعة) إستبرقا ويفطروا عسلا. وبما أن ليس جميع الناس يقرأون ما بين السطور، وبما أن أي (مظلومية) لا بد أن تقترن ب(ظالم )، فأن الظلم الذي لحق بالعراقيين الشيعة، وفقا لنفس خطاب الحركات الإسلامية غب السقوط، فهم منه سواد العراقيين الشيعة بأن وزره يتحمله العراقيون السنة (أيضا بشكل إطلاقي، هكذا كل العراقيين السنة).
خطاب المظلومية الشيعية الذي بدأت تردده الحركات السياسية الدينية مباشرة بعد سقوط نظام صدام، وجد له، على الأقل في الأوقات الأولى، هوى في نفوس الكثيرين في المناطق الجنوبية والوسطى في العراق( الآن، وفي خضم القتال الشرس الدائر في مدينة البصرة بين "شيعة الحكومة" وبين "شيعة التيار الصدري"، تقول الجهة الأولى سنحرر البصرة "المظلومة" من أيدي "الظلمة"، فترد الجهة الثانية، سنقاوم "الظلمة" حتى الرمق الأخير). وهولاء "الكثيرون" ليسوا من الطبقات الوسطى أو الثرية، وإنما من الطبقات المسحوقة التي تشكل أغلبية السكان،طبقا للظروف الاقتصادية للبلاد. لكن هيجان العواطف لم يمنع أفراد هذه الطبقات أن يرووا ويحاججوا ويقارنوا. وعندما (رفعوا) رؤوسهم فأنهم وجدوا أن الحركات والأحزاب الدينية السياسية العراقية الشيعية التي هبطت ب(البرشوت) خلال انتفاضة شهر آذار، وصادرت الانتفاضة لحسابها الخاص (هذه الحركات أسمتها لاحقا الانتفاضة "الشعبانية"، لإضفاء صبغة أيدولوجية دينية عليها، رغم أن بسطاء الجنود الذين فجروها لا يفرقون بين شوال وشعبان/ يقول علماء اللسانيات، رولان بارت مثلا، لا توجد مفردة بريئة) عادت وتصدرت مشهد الأحداث، من جديد، بعد أن تناسلت، خلال السنوات العشر الماضيات، وكثرت وزادت أعدادها. ومع هذه الحركات برزت شخصيات وحركات مدنية من أصول عراقية شيعية. الأمر الآخر الذي تيقن منه هولاء الفقراء هو، أن كثيرين من القادة (الشيعة) الجدد الذين تصدروا واجهة الأحداث ينتمون إلى نفس العائلات أو (البيوتات) الثرية الأرستقراطية الشيعية، سواء العلمانية التي كانت قد حكمت واستوزرت في عهد النظام الملكي السابق، أو العائلات الدينية التقليدية التي توارثت الجاه والحظوة أبا عن جد ( كلامنا هذا لا يعني أبدا الطعن، بقدر ما يعني وضع الأمور في نصابها الطبقي الاجتماعي، فتلك العائلات الكريمة قدمت للعراق خدمات كثيرة). مع ذلك، فأن الفئات الفقيرة شرعت منذ اللحظات الأولى تدافع عن التجربة الجديدة وتسندها. عمليات الإسناد تجسدت في ممارسات متنوعة، أهمها الإقبال الواسع على المشاركة في الانتخابات العامة، وغمس الأصابع بالحبر البنفسجي، اعتقادا من جموع الناخبين بأن هذا اللون سيساوي بين الجميع ويجعلهم سواسية كأسنان المشط، في المواطنة العراقية الشاملة، وفي تبوء الوظائف الحساسة داخل الدولة، وفي المأكل والملبس والسكن والتطبيب والتعليم.
وبعد الإسناد الانتخابي، أي إضفاء شرعية جماهيرية للحكم الجديد، ظهر شكل أخر من عمليات الإسناد هو، التصدي المسلح الذي قام به فقراء العاصمة بغداد ضد الحرب الشرسة التي شنها تنظيم القاعدة، ومعه بقايا الصداميين وأنصارهم وحلفائهم. وكلنا نتذكر أن تنظيم القاعدة وصل به الغرور والثقة بالنفس في تلك الأيام إلى حد إعلانه، رسميا، لدولة العراق الإسلامية، وأن الصداميين دفعتهم نشوة ما حققوه من انتصارات وقتذاك، إلى حد أن يطلبوا من خصومهم أن يعلنوا المغفرة والتوبة على رؤوس الإشهاد. ولكن تلك الموجات المسلحة بدأت تتكسر الواحدة إثر الأخرى، داخل العاصمة في بداية الأمر، ثم على أطراف العاصمة، وصولا إلى تشجيع العشائر في المناطق التي تنشط فيها القاعدة، وتشكيل "الصحوات" في المناطق الغربية من العراق، ولاحقا داخل العاصمة. وإذا أردنا أن نختصر فسنقول أن فقراء مدينة الثورة والشعلة والأحياء الشعبية الفقيرة الأخرى في بغداد وبقية مدن الجنوب والوسط، هم الذين يرجع لهم الفضل في حماية العملية السياسية الجارية، ومنعها من الانهيار. الآن وبعد مرور خمس سنوات، بماذا كافأت النخب العراقية الشيعية ناخبيها، وما هي المحصلة؟
لكي نجيب على هذا السؤال فأننا سنستعين، لا بالأرقام والإحصائيات، ولا بدراسات مراكز بحوث، وإنما بوقائع على الأرض تفيدنا أكثر من هذه الوسائل المعرفية كلها.
قبل أسبوع عرضت فضائية (العربية) زيارة أنجزها فريق تابع لها لمنطقة نائية في أعماق الأهوار جنوب العراق. جميع أفراد العائلة الذين قابلهم فريق الفضائية أكدوا أن ما من انجاز ايجابي واحد حققه لهم الحكم الجديد. وكرر رب العائلة بأسف وبمرارة أن وظائف الدولة، خصوصا داخل الجيش، توزع وفقا للولاءات، وقال أنه يشعر بأسف عندما يرى أشخاصا من الذين يعرفونهم، لا يقرأون ولا يكتبون، ولكنهم منحوا رتب عسكرية مهمة، فقط لأنهم يتبعون المجلس الأعلى. وعندما سأل مراسل الفضائية هذا الرجل الأمي، لماذا لا ينتمي إلى "البدريين"/ جماعة المجلس الأعلى بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم/، أو إلى "الصدريين" ليصبح هو الأخر ضابطا كبيرا،فأنه رد قائلا: لم انتم لحزب السلطة السابقة وبقيت هاربا من العسكرية وتريدني أن انتمي الآن لواحد من هذه الأحزاب. أنه يرفض الدخول في أي حزب من هذه الأحزاب الحاكمة.
ما يقوله هذا الرجل ليس مماحكة سياسية من طراز ما نشهده داخل البرلمان العراقي، ولا هو أدعاء نرجسي لمثقف بطر، ولا هو شتائم يطلقها يائس ليبرر بها عجزه، أو سياسي لم يحصل على ما كان يتمناه من جاه ومنصب وحظوة. نحن أمام وعي سياسي متطور يكمن وراءه وجع طبقي لأناس يشخصون بدقة مكامن الخلل، لكنهم لا يجدون الجهة السياسية التي تأخذ بأيديهم. نحن أمام سيل عارم سد الطريق أمامه، وسينفجر في أي لحظة بطريقة عشوائية مدمرة، إذا ظل على هذه الحال. وطوال حديث رب الأسرة وأفراد عائلته، لم يتحدثوا قط عن أي أمور دينية أو مذهبية أو طائفية أو فقهية شرعية. كانوا يتحدثون فقط عن معاناتهم اليومية، وفقدان الخدمات الأساسية، وتحدثوا بمرارة لاذعة عن خيباتهم من العهد "الجديد". وظل رب الأسرة يردد أمام عدسة الكاميرا بأنه هو وكل الناس في منطقته غير راضين على أداء الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد سقوط حكم صدام. وهذه ليست حالة فردية ولا هي استثنائية. وحتى لو كانت استثنائية فهو الاستثناء الذي يعزز القاعدة. والقاعدة هي أن هناك ملايين من العراقيين، هم "الأكثرية الصامتة" يجدون في هذا الرجل ناطقا بأسمهم، شرط أن يظلوا "أحرارا" بعيدا عن خبل التخندق الطائفي، ولوثة الغرائز المذهبية، كما نرى في هذا المشهد الثاني.
والمشهد الثاني هو، مجموعة من الشبان المدججين بالأسلحة ( في شريط ما يزال معروضا على مواقع الانترنيت ويعود تأريخه، على الأرجح، لفترة اشتداد القتال الطائفي)، يرتدون أسمالا بالية، وشبه حفاة، يجوبون (حي الفضل) ببغداد ويصرخون بأعلى أصواتهم: أخرجوا يا وهابية يا منو...، و ورائهم زميل منهم يشد من أزرهم، حاثا إياهم أن يقولوا علي (أي، أن استعينوا بالإمام علي لينصركم على أعدائكم). أو أليس هذا العمى الطبقي بعينه؟
"حي الفضل"، لمن لا يعرفه من غير العراقيين، هو واحد من أكثر الأحياء الشعبية البغدادية فقرا وبؤسا. كان هذا الحي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، يسكنه أثرياء بغداد والمنتمون إلى الطبقات الوسطى. وبعد التوسع العمراني هجره سكانه الأصليون إلى حيث المناطق السكنية الجديدة. وتحول الحي إلى مكان يسكنه الكسبة الصغار والباعة المتجولون والجنود، حتى أنك تجد ثلاث عائلات أو أكثر تتساكن في بيت واحد، بل قل تتكدس على بعضها كما السردين المعلب. وهذا الحي كان قبل وصول البعثيين إلى السلطة عام 1968، شأنه شأن بقية الأحياء الشعبية المجاورة له، وشأن جميع الأحياء الفقيرة، خزينا لقواعد وجماهير الأحزاب اليسارية، خصوصا الحزب الشيوعي. وهذه الأحياء دافعت، أسوة ببقية الأحياء الشعبية الفقيرة، عن ثورة 14 تموز عندما نفذ البعثيون انقلابهم الأول عام 1963، ونفذ حكم الإعدام ببعض من ساكنيها، وأشهرهم بطل الملاكمة وقتذاك نافع يونس.
استطردنا كثيرا في الحديث عن هذا الحي، عن عمد، حتى نقول أنه يعتبر رديفا، للأحياء الشعبية التي جاء منها الشبان المسلحون، كل ما في الأمر أن أكثرية سكانه من العراقيين السنة. إذن، ما هي المصلحة الطبقية لهولاء الشبان المعدمين الذين يستغيثون بالإمام علي، في قتالهم لسكان هذا الحي المعدمين مثلهم؟ وبالطبع، فان هذا الكلام ينطبق بحذافيره على الجهة الأخرى، أي على اولاءك الشباب المعدمين في حي الفضل والأحياء الفقيرة السنية الذين استطاع تنظيم القاعدة وحلفاءه من قوى التطرف تجنيدهم لصالحه.
ما المصلحة في قتال يدور بين أشقاء في الوطن وأشقاء في المعاناة الطبقية وأشقاء في التهميش؟ ما المصلحة في قتال يدور بين ضحايا؟ لا مصلحة إطلاقا. لكنه العمى الطبقي والضلال السياسي. والضلال السياسي يقودنا، ما دمنا نتحدث عن التيار الصدري، إلى سؤال محدد: ما الذي يريده التيار الصدري، وما هي أهدافه القريبة والإستراتيجية؟
فالمرء يشعر بحيرة حقا وهو يتمعن في "سياسة" التيار. فمنذ سقوط النظام السابق والتيار نصفه ثورة ونصفه الآخر دولة. نصفه مراهق سياسي ورومانتيكي ونصفه الآخر ناضج وواقعي. هو ضد العملية السياسية لأن البلاد تخضع للاحتلال، ولكنه شارك في الانتخابات التي جرت تحت الاحتلال وأوصل نوابه إلى البرلمان. هو ضد الحكومة، لكنه مع ذلك شارك في الحكومة بعدد من الوزراء ثم أمرهم بالانسحاب. هو ضد سياسة الإتلاف الشيعي ويكيل الاتهامات لأطرافه وبعض أطراف الإتلاف تسمي عناصر التيار (شراذم) و"خارجين عن القانون"، لكن التيار ما يزال عضوا في الإتلاف. هو ضد المحاصصة الطائفية ومع الوحدة الوطنية، لكن خطابه ما يزال يحتوي على تصنيفات طائفية تحريضية، كمفردة نواصب. هو يملك جيش أشبه بالنظامي يجمده زعيمه متى ما أراد، ويطلق يده متى أراد، لكنه يقول إن هذا الجيش هو جيش الإمام المهدي، و ليس بمقدور حتى زعيم التيار أن يحله. هو تنظيم سياسي بامتياز يفترض به أن يلم، شانه شأن أي تنظيم سياسي آخر، بكل قواعد اللعبة السياسية، سواء تنفيذا لوصايا (الأمير) الميكافيلية، أو تنفيذا لمبدأية (يا سيوف خذني)، لكن زعيمه يعلن بعد خمس سنوات "انعزاله" "أفراغا لذمتي أمام الله"، ولأن "الساحة السياسية العراقية حاليا عبارة عن ساحة للسياسية الدنوية وهي فتنة بطبيعة الحال". ونسأل مرة أخرى: ماذا يريد التيار الصدري؟ وما نفع هذه الجماهير الواسعة وهذا الجيش المنظم؟ إذا كان الهدف هو، إحراج الأعداء والخصوم والمنافسين فالأجدر، في هذه الحال، طرح مطالب واقعية تحرج هولاء. وأنصافا نقول، أن الأطراف في الإتلاف العراقي لم تمنع، حتى لو كانت راغبة في ذلك، التيار الصدري من النشاط السياسي، وأن يحذو حذوها. فهذه الأطراف سعت ونجحت في ضم الكثير من عناصر المليشيات التابعة لها إلى صفوف الجيش والشرطة والقوى الأمنية. وهذا يعني أنها تركت الثورة لصالح الدولة، أو لنقل صدرت الثورة إلى أجهزة الدولة، وأصبحت هي راعية "القانون". إما التيار الصدري ففضل أن يكون "خارج القانون". أما كان الأجدر إذا أراد التيار، لنقل، رفض أو تعديل قانون المحافظات، أو رفض إقليم جنوب بغداد، أن يكون داخل مجالس المحافظات، ويتصدى "من الداخل" وبقوة القانون لهذا القانون؟
لا يمكن لأحد، خصوصا إذا كان (دولة) أن يسمح بوجود دولتين. والتيار يريد أن يكون دولة داخل الدولة إلى ما لا نهاية. وهذه هي الطفولة السياسية بعينها، بل قل الانتحار الجماعي. وإذا ظل التيار الصدري سائرا بهذا الاتجاه فعليه أن يعرف أنه يسير قدما نحو الانتحار الجماعي. وما من طريق ينقذه من هذه الورطة إلا أن تقوم الكوادر والقيادات المتنورة الشجاعة داخل التيار بأخذ زمام المبادرة، وتحقق انقلاب حقيقي شامل على الذات، حتى لو قادها الأمر إلى انشقاقات داخل التيار، وإلا فأن قواعد التيار وجماهيره سيعرضون، آجلا أو عاجلا، إلى البيع، وهناك ألف جهة سياسية مستعدة للشراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
interesting
Rizgar Khoshnaw -

very interesting analyze. thanks

شكراً لإيلاف.
طعمة أبو مرداس -

تحية لكاتب المقال لما تضمنه من نقاط صحيحه، خاصة وأن صراع التيارات الدينية قائم على نقاط إرتكاز منها رجحان كفت وجودها سواء في قمة السلطة أو في مجلس النواب.والأكثرية تأتي من حقيقة الوجود الشيعي في الهرم الطائفي يليها السني، والطوائف الصغيرة، والعملية بأبعادها دينية تمت على أساس آيديولوجيات التيارات والنسب السكانية، المحاصصة،جنوب وسط وشمال، يعني واقع جغرافي لا غير. أما المناطق وولائاتها فيمكن التعرف على مناطق شعبية كحي الثورة، وهو يضم غالبية هاجرت الأرياف في جنوب العراق وأستقرت في العاصمة للبحث عن لقمة العيش، وقد نزع سكانها إلى لعبة التقلبات،الولاء لهذا النظام أو ذاك أو لهذا التنظيم والآخر كذلك عرفت مناطق الفضل صراعات سياسية كانت تنشب بين الأحزاب كالحزب الشيوعي بإنشقاقاته وحزب البعث ومدينة الفضل والثورة - الصدر الآن- هي حالة فردية لغيتو الأحزاب ودورها في تغييب الوعي عن الملايين التي تقطن حزام البؤس الذي ينام ويستيقظ كحجر الصوان على فلب العاصمة. ومن هنا لا تبدو ظاهرة الصدر وجماعاته المخترقه كدليل عياني وواقعي وصحي على أن قاعدته هي المثلى في عملية الصراع. فالتيارات الدينية تمضي أشهر السنة وفي التقويم الهجري تؤسس للتاريخ العراقي الحديث من خلال الواقعة الكربلائية وتشعباتها بحيث يدخل العراقي من لطم ويدخل إلى عزاء، وما بعد كل هذا إجتهادات لا تتعلق بالسياسة والإقتصاد، وأنما عقل مركب على إجترار الماضي كحدث وصقله وتجنيد المال والحواس والأجساد لذكراه بكاءا وصخباً. والخبر الأكيد أن الصراع الديني سوف يستمر وعلى قاعدة غياب الوعي وفقدان الأحزاب العلمانية لدورها، وهي التي كانت في الماضي ممسحة جماعية تناقلتها القيادات المهزومة لتبرر جرائم دكتاتور أهوج، والصدر وجيشه ظاهرة التشضي لأجنحةالسلطة التي هزمت قبل سنوات ولم يتم إنتزاع مخالبها القاتلة، والتاريخ لا يمكن أن يؤسس صراعه على التخلف حتى وإن كانت الأكثرية تقوده.فكم من رؤوس تدحرجت أما العملية التاريخية للصراع الطبقي. وسوف تفترس المجاميع بعضها البعض ، فالدكتاتورية ذهبت وسوف تذهب العصابات وسلطةالتناحر الديني والصراع مستمر حتى يأتي جيل يحمل للعراق عقول تهتم بالطبيعة وبحياة الإنسان العراقي كأثمن رأس مال وبالثروات وتوزيعهابالعدل،عراق ينعم بديمقراطية تستمد وجودها من مشروع ديمقراطي حقيقي يلغي هياكل تنظيمات البؤس التي عاشت الماضي والحاضر، وهذا

شكرا
حامد -

شكرا للكاتب وللاخ طعمة لاسهاماتهما . اقول الصراع في العراق سيكون طويل بسبب التخلف المجتمعي الكبير لدى الناس .المشكلة في العراق هي التخلف والذي هو مستوطن وليس طارئ ولهذا السبب نرى ان العراق بعد خمس سنوات يراوح مكانه ولو حصل التغيير في دولة غير العراق لكنا راينا قفزات هائلة .الذي يحصل في العراق الان ان قوى التخلف تقاوم التغيير وتستند في ذللك الى مجموعة لنسميها امراض مزمنة ومستفحلة كتخلف القيم والموروثات المعادية للمنطق والتقدم بالاضافة الى عدم وجود القيادات الاجتماعية والسياسية كما ان روح المبادرة لشعب سحق لالاف السنين غير موجودة اضف الى ذلك غياب التضامن المجتمعي .كل ذلك بسبب سنين تخلف رهيبةو بسبب الانقطاع عن العالم والحضارة والانكفاء على الموروث الديني ادى وسيودي الى ان التغيير في العراق سياخذ وقتا اطول هذا اذا لم تحدث انتكاسة الى الوراء

المالكي يعترف بالخطأ
متابع -

المؤسسة الشيعية العراقية ومنذ الاحتلال البريطاني وتخليص العراق من الهيمنة العثمانية في 1917 وقفت هذه المؤسسة الطائفية ضد الدولة وضد سيادة القانون... وحتى ان أحد "المتنوّرين الشيعة" وهو المرحوم صالح جبر رئيس وزراء العراق 1947 وعندما وقع "معاهدة بورتسموث" لتنظيم التواجد العسكري البريطاني في العراق وبعد ان تناهى الى مسامعه الاهزوجة التي اطلقت من مدينة النجف حيث مقر المؤسسة الشيعية رداً على هذه الاتفاقية والتي تلقفها وتبنى إشاعتها عملاء ستالين في العراق: " نوري سعيد وصالح جبر " انذاك قال صالح جبر كلمته الشهيرة "السوسة من النجف"... والآن التاريخ يعيد نفسه... على شيعة العراق كمؤسسة وكافراد ان "يتشيّعوا" لدولة القانون والمستقبل الأفضل لجميع العراقيين على أساس حقوق المواطنة وليس على اساس الثارات الطائفية الكاذبة.. جيش مهدي الصدر وجيش فيلق بدر وبقية جيوش وفيالق الارهاب الآن في العراق هي نتؤات من جسم مريض لابد من معالجته كلياً وليس جزئياً... السيد نوري المالكي قطع عهداً على نفسه ان لايغادر البصرة إلاّ وقد تمّ القضاء نهائياً على ميليشيات الخارجين عى القانون.. نطالبك ياسيد نوري المالكي وحال عودتك الى بغداد منتصراً ان تعلن استقالتك وتطالب بتشكيل "حكومة تكنوقراط" بعيدة عن المحاصصة الطائفية والحزبية.. حكومة تنهى عن تدخل "المؤسسات الدينية" في شؤون الدولة، حكومة مهمتها السهر على استتباب الأمن وتوفير الخدمات الاساسية للشعب.

تحليل صحيح
عراق عبدالحسين -

تحليل صحيحذكرني التحليل الرائع للكاتب بمقالة كتبها كاتب عراقي على ايلاف قبل احتلال العراق وبعد نشر بيان شيعة العراق الذي اعده يومها موفق الربيعي كاتب ايلاف قال يومها باسم اي شيعة كتب الربيعي بيانه شيعة لندن المترفين ام شيعة العمارة الكادحين الذين لايجدون لقمة الخبزهنا يتداول عجائز الانكليز مثلا قديما يقول ان من يلعب من بائع الفحم تتوسخ يداه ورجال الدين شيعة وسنة يتحدثون عن وسخ السياسة ويتعاطون معها انا كشيعي اقول ان من خرب العراق هو الاحتلال والاحزاب الدينية اما قضية المظلومية فهي تجارة اوصلت لصوصا واميين لمواقع لم يحلموا بها لقد شاهدت البرنامج الذي اشار له المحلل حول الاهوار وانا اعرفها جيدا وماقاله الرجل هو الصدق نتائج ( دعوات المظلومية صبت في جيوب رجال الدين وتجار السياسة ) ومازالت اوضاع فقراء الشيعة اسوأ بكثير عما كانت عليه ايام صدامشكرا لايلاف وشكرا لكاتب المقالة

تحيه للكاتب
العاني -

ايها الكاتب كانك تنطق بلساني . بركك الله وشكرا

الميليشيات
ابو سلام -

ان الذي ذكرته اخي كاتب المقال فيه الكثير من التشخيص المنطقي وكلنا نعرف ان الاحزاب الدينية التي جاءت الى السلطة او الاكثرية منها كان بما يسمى بالمعارضة ويجمعهم هدف وعدو واحد وعندما تمكنوا من زمام الامور اخذوا العمل على اجندتهم الضيقة حزبية او طائفية والبسطاء من الناس كانوا كما الضمئان من قيض الرمضاء وبحاجة لمن ينقذهم مما كانوا فيه فتراكضوا لصندوق الانتخابات - الصندوق السحري- الذي تخيلوه هو المنقذ الى هذه الامة وحتى نحن الذين في الخارج رغم ادراكنا للكثير من تلك الاحزاب التي تتصارع في المنفى على الفتات قبل استلام اي سلطة فهل بوسعهم اسعاد هؤلاء المسحوقين-- ولكن رغم كل شيْ خدعنا نحن ايضا وتوسمنا خيرا بالقادمين ويا اسفاه والعراق تتقاذفه اللصوص وتنحره- فالصدرين في البداية كما الاخرين لكنهم دخلوا اللعبة السياسية من اوسع ابوابها رغم سذاجتهم السياسية وكما ذكرت انهم لم يحددوا الهدف وعاشوا صراع مع كل ما يخص الدولة ودائما غير راضين ولا مقتنعين --وداخله خارجه-- اسحب الوزراء ورجع الجيش واسحب النواب -- وما موافقين وشاجبين الى الفترة الاخيرة وبعد التصويت على قانون المحافظات وكان قصدهم الاستفراد بمحافظة البصرة بمواردها وخيراتها ويستطيعوا فرض ارادتهم على الحكومة المركزية بهذه الطريقة-- الجماعة نايمين ورجليهم بالشمس-- ما يعرفون ان الاموال والخسائر التي دفعتها امريكا من جراء الحرب ليس من اجل سواد العيون --الذهب الاسود يا صدريون-- وانتوا كم حافي بهلسهوله تحاولون بهذه اللعبة الساذجه تخدعون الاميركان -- يا اخوان اصحوا وعودوا الى رشدكم واحفظوا دماء العراقيين وهؤلاء المخدوعين من اتباعكم ويا سته مع الستين والا لم تقم لكم قائمة بافكاركم العنفية هذه ودعوا الناس ترى طريقها لان الناس جزعت من الحروب والذبح والسلام ختام--------

اكثر من رائع
عادل عباس -

ادعوا كل اخواني الكتاب العراقيين السنه ان يكتبوا بهذا الرقي والنزاهه ، وليس على مبدأ هذا شيعي وهذا سني

بوركت يا كركوش
الدكتور يونس حنون -

كشيعي عراقي افضل حكما" سنيا" علمانيا" (غير عشائري) على حكم شيعي ديني يقودني فيه متخلفين من اهل العمائم يتاجرون بماساة حدثت قبل 1400 عام للسيطرة على العقول والثروات والمناصب.لكن الماساة ان نكون كشيعة بهذه الدرجة من الجهل كي تنقاد كل هذه الجموع منا خلف قائد نزق طائش لا يتوانى عن دفع المئات الى المحرقة كل مدة ليقول فقط (انا موجود)فمتى يصحو هؤلاء ويتخلصوا من هذه الافعى نهائيا"؟

رائع
عراق -

عشت يا استاذ حسين على هذا المقال, بالضبط ان جيش المهدي يريد ان يكون دولة داخل دولة العراق مثل ما فعل حزب الله في لبنان, ولكن المصيبة ان جيش المهدي ليس القوة الوحيدة في العراق التي تريد ان يكون لها نفوذ داخل الدولة والا ما معنى وجود منظمة بدر اليوم.الله يساعد العراقيين من صدام الى اهل العمائم, متى سوف يعيش هذا الشعب مثل باقي الشعوب المتحظرة.عاش قلمك يا أستاذ حسين

الحقيقة هي!!!!!!!!!!
ابن العراق المهجر -

احب ان اقول الى الاخ الكاتب ان الذي اسقط صدام هو غباء وحماقة صدام لانه حكم بالقوة والظلم وكان يظن انه سيدا على شعبه في حين ان الجميع وحتى البعثيين ملوا من حماقاتة وعنترياته فلم يقاوموا.وبعد اعلان الفتنة الكبرى الاجتثاث وحل الجيش واخذ فيلق بدر بالاختيالات والقتل وبعض الاطراف الاخرى اضطر البعثيين للدفاع عن انفسهم تحت اسم المقاومة وكان المحتل واعوانه فتحوا الحدود للقاعدة فتحالف معها كل من هو مطلوب للاجتثاث وهل كان يعقل ان يقف البعثيين صفا لينتظروا الاجتثاث بزعامة الجلبي.والحكيم.واليوم المطلوب اجتثاث الصدريين وهم افضل ما موجود في الساحة رغم كل اخطائهم وجرائمهم.لكن ينقصهم خباثة ومكر الحكيم والجلبي ونوري وعلاوي وكل اعوان المحتل