كتَّاب إيلاف

ماذا ستفعل إيران بأنتصارها الجديد في العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن القادة العسكريين الأميركيين بدأوا يستخلصون النتائج من معركة البصرة. وقد دفع ذلك بالجنرال بتريوس ألقائد العسكري الأميركي ألى التوصية بأستمرار الوجود العسكري الأميركي ألى أجل غير مسمى في ضوء أدراكه أن الأنسحاب يعني، أقله في الوقت الراهن، السيطرة الكاملة ل"جيش المهدي" الموالي للنظام الأيراني على البلاد بأستثناء منطقة كردستان.
على الصعيد الميداني، كانت المعركة الأخيرة التي شهدتها مدينة البصرة عاصمة الجنوب العراقي، أختبارا حقيقيا لحكومة السيد نوري المالكي. تلقت القوات التي كانت بأمرة المالكي دعما عسكريا مكشوفا من الأميركيين والبريطانيين في المواجهة مع ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. كل ما سمح به الدعم الأميركي والبريطاني هو أخراج القوات الحكومية من المأزق الذي وجدت نفسها فيه وذلك عبر توفير دعم لها مكنها من الأنسحاب أو التراجع ألى مواقع آمنة. سقطت الحكومة في الأختبار بعدما تبين أن "جيش المهدي" أقوى بكثير مما يعتقد وأن التطمينات التي أعطاها المالكي للأميركيين في شأن القدرة على تنظيف البصرة من ميليشيا الصدر لم تكن في محلها. تبين أن حسابات رئيس الحكومة العراقية خاطئة كليا. قبل كل شيء، لم تستطع القوات الحكومية من شرطة وجيش دخول أي من أحياء البصرة والبقاء فيه. على العكس من ذلك، أظهر مقتدى الصدر أن الميليشسيا التابعة له والميليشيات الأخرى التي في البصرة وعددها نحو ثماني عشرة ليست قادرة على المقاومة فحسب، بل على شق الجيش والشرطة أيضا. هناك عناصر من الجيش والشرطة رفضت القتال وثمة من أنضم ألى صفوف "جيش المهدي". يقول أشخاص كانوا شهودا على ما دار في البصرة وخرجوا منها حديثا أن السيطرة الكاملة على المدينة هي ل"جيش المهدي" والميليشيات الأخرى التي تدور في فلكه وأن ما ينطبق على البصرة ينطبق الى حد كبير على سائر أنحاء الجنوب العراقي الذي صار أقرب ألى محافظة أيرانية من أي شيء آخر...
أذا كانت النتائج العسكرية لمعركة البصرة بدأت في الظهور على الأرض، فان النتائج السياسية بدأت تطل برأسها. قبل كل شيء، لا بدّ من الأعتراف بأن ايران اظهرت مرة أخرى أنها تتحكم بالوضع العراقي، أقله في الجنوب الغني بالنفط. لا بد من الأشارة في هذا المجال ألى أمر بالغ الأهمية يتمثل في أن الأتفاق على وقف النار في البصرة تم التوصل أليه في الثلاثين من مارس- آذار الماضي في مدينة قم الأيرانية وليس في أي مكان آخر. وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية في هذا المجال أن ثلاثة مبعوثين لرئيس الحكومة العراقية تفاوضوا في قم مع ممثلين عن مقتدى الصدر. وأشرف على المفاوضات الجنرال قاسم سليماني أحد أبرز قادة "الحرس الثوري" في أيران أذ يقف على رأس "فيلق القدس". وكشفت في الوقت ذاته أن أثنين من مبعوثي المالكي يحملان الجنسية المزدوجة (الأيرانية والعراقية). أحدهما علي أديب من حزب "الدعوة"، أي حزب المالكي والآخر هادي العامري قائد "منظمة بدر" التابعة للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم. ومعروف أن "منظمة بدر" كانت في الماضي ميليشيا معارضة لنظام البعث في العراق وهي نشأت في أيران وكان يشرف على تدريبها أيرانيون. أما الآن، فأن معظم اعضاء الميليشيا أنضموا ألى الجيش العراقي الجديد!
لم يخف ريان كروكر، السفير الأميركي في بغداد، أن رئيس الحكومة العراقية فاجأ الأميركيين عندما أنطلق لخوض معركة البصرة من دون أستعداد جدي لها. أعتبر عملية أعادة سلطة الحكومة ألى ثاني أكبر مدينة عراقية مهمة سهلة ومجرد نزهة. واضح أن في ذهن رئيس الحكومة العراقية الأنتخابات المحلية المقرر أن تجري في أول أكتوبر - تشرين الأول المقبل والتي يبدو أن مقتدى الصدر قادر على كسبها على حساب حزب "الدعوة" و "المجلس الأعلى للثورة الأسلامية" الذي يشارك في السلطة ويمتلك مواقع أساسية على كل المستويات. لم يتوقع المالكي أنه سيضطر ألى العودة سريعا ألى بغداد بخفي حنين وأنه سيضطر ألى الأستعانة بالأيرانيين كي لا يقصم مقتدى الصدر ظهر الجيش العراقي الجديد الذي بناه الأميركيون. تبين بكل بساطة أن على الأميركيين التعاطي مع الواقع المتمثل في أن النظام الأيراني يتحكم بالوضع العراقي عبر سيطرته على كل الأحزاب الشيعية الكبيرة أكانت في السلطة أو خارجها. ويذهب أحد الظرفاء ألى حدّ القول أن موالين لأيران كانوا يتقاتلون مع موالين لأيران... وكان الحكم في اللعبة أيرانيا أيضا!
ماذا سيفعل الأميركيون بالأنتصار الأيراني الجديد في العراق؟ هذا هو السؤال الكبير المطروح حاليا بعدما تبين لهم أن الجيش الجديد الذي بنوه سقط في أول أمتحان واجهه وأن حكومة المالكي تجهل تماما ما يدور على الأرض، أضافة ألى أنها مخترقة أيرانيا من رأسها ألى أخمص قدميها. من الواضح أن الأدارة الأميركية قررت أعادة النظر في أستراتيجيتها. هل تسير في أتجاه صفقة ما مع أيران بعدما تبين أنها صاحبة اليد الطولى في العراق وان"جيش المهدي" الذي تتحكم به صار القوة الفعلية على الأرض بدليل أنه فتح جبهات عدة في وقت واحد، بما في ذلك جبهة في بغداد نفسها، بمجرد تعرضه لهجوم في البصرة؟ أم تقرر واشنطن الذهاب بعيدا في المواجهة مع طهران ونقلها ألى مكان آخر، أي ألى داخل أيران ذاتها علما بأن في ذلك مغامرة كبيرة؟ في أنتظار تحديد ما ستفعله أدارة تنتهي قدرتها على أتخاذ قرارات كبيرة في نوفمبر- تشرين الثاني المقبل، يظهر أن التوجه ألى تأجيل الأنسحاب أو حتى خفض عديد القوات يعكس ألى حدّ كبير الحيرة الأميركية...
في كل الأحوال، تبدو معركة البصرة نقطة تحول في العراق. بغض النظر عن الموقف الذي سيتخذه الأميركيون من الأيرانيين، هناك خاسر كبير هو نوري المالكي ومعه حليفه في السلطة "المجلس الأعلى للثورة الأسلامية" الساعي ألى أقرار نظام الأقاليم في العراق. ستتكرس هذه الخسارة في الأنتخابات المحلية المقبلة التي ستجعل من مقتدى الصدر، في حال أجرائها في موعدها، رجل أيران الأول. سيكون مقتدى الصدر رجل البلاد القوي في ضوء قدرته على حشد الآلاف من أنصاره في مختلف المناطق العراقية بأستثناء كردستان. كيف سيواجه الأميركيون الوضع المستجد... ولكن أيضا ماذا ستفعل أيران بأنتصارها العراقي الجديد وفي أي مجال ستوظفه؟ أقل ما يمكن قوله أن هناك معطيات جديدة في العراق تثير أسئلة أكثر بكثير مما توفّر أجوبة عشية مرور خمس سنوات على دخول الأميركيين بغداد وسقوط نظام صدّام حسين العائلي- البعثي!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبالغه
سلام محمد علي -

لماذا هذه المبالغه وتضخيم شخصيه هزيله ورعناء وجاهله لهذا المدعو مقتدى الصدر وعصاباته الاجراميه التي ترتكب افضع الاعمال الوحشيه بحق الابرياء وكان الحل والربط اصبح بيد هذا ..... يبدو ان السيد خير الله يريد اشاعة الخوف وخيبة الامل والياس في الحكومه والشعب ولم يتطرق لامن بعيد ولا من قريب للاعمال البطوليه التي يقوم بها قوى الامن واعداد القتلى يوميا من هذه الزمر الاجراميه التي تريد عودة العراق الى العصور الوبطى ودولة شبيهه بدولة طالبان كريهه ومنبوذه فهل تريد ياسيدي خير الله مثل هذه الدوله ام ماذا ؟؟؟؟؟؟

أيران المنتصرة
عمر العراقي -

علينا أن نواجه الحقيقة والتي هي أن أيران أنتصرت منذ أن دخلت القوات الامريكية الى ألعراق. نظام صدام حسين كان الجدار الواقي ضد محاولات الاختراق الايرانيه للعراق, ربما كان العراق البلد الوحيد من ضمن الدول المطلة على الخليج خالي من التواجد الايراني بشقيهه الاستيطاني والسياسي. العراق ليس المشكلة الوحيدة لامريكا, المشكلة الاكبر هي التواجد الايراني الكبير في بعض دول الخليج ..... أيران الان أخطبوبط رأسه في طهران وأذرعه في دول الخليج والعراق.

الوضع الميداني
احمد -

اثناء المواجهات التي اندلعت في بغداد وتحديدا في مناطق جيش المهدي فبالاضافة الى ان كثيرا من عناصر الشرطة والجيش تركوا اماكنهم والتحقوا بجيش المهدي وبعضهم ترك مكانه وذهب الى بيته بعد ان سلم السلاح الذي بحوزته الى ميليشيا جيش المهدي جرى اتفاق بين جيش المهدي ومن تبقى من عناصر الجيش والشرطة على ان يتم اطلاق النار في الهواء اي لايصوب احد على الاخر ليظهر الجيش والشرطة امام الامريكان وكانهم يقاتلون جيش المهدي ولكن في الحقيقة هي خدعة للامريكان وكذلك تم نقل العبوات الناسفة بسيارات الجيش والشرطة ويتم التحدث بين وحدات جيش المهدي بواسطة اجهزة اللاسلكي التابعة للجيش والشرطة مما دفع الامريكان لانتباههم اخيرا الى هذا الخرق الخطير الى سحب اجهزة اللاسلكي من افراد الجيش والشرطة في مدينة الصدر والامين والبلديات هذه هي حقيقة الجيش والشرطة الجديدتين اللتين بنيتا على عجل .... وجواسيس لايران

توضيح وتصحيح
عبد الله العراقي -

، نحن في البصرة وعشنا احداثها يوميا ، رغم كل شيء فقد قصم الجيش العراقي وقوات الأمن العراقية ظهر العصابات واسقط هيبتها في الوحل ..لقد القي القبض على مجرمي ثأر الله وعصابات آل العاشور التي لم يكن يجرؤ احد على قول كلمة ضدها في الماضي وغيرها من زمر القتل والرذيلة ..هذا فخر عظيم للجيش العراقي وقوات الأمن العراقية وخيبة امل كبيرة لبريطانيا لأن قواتها في البصرة كانت تدعم هذه العصابات وتتستر عليها بعلم الأمريكان ولهذا الحملة البريطانية - الأمريكية ضد معركة المالكي مع هؤلاء السفاحين ..هذه هي الحقائق ..وماعداها اقاويل ومهاترات وصراع مصالح

المهزلة العراقية
محمد احمد القريشي -

والله هو العراق انته من نهاية الرئيس العراقي صدام واكبر خطأ ارتكبتة االامريكان هو اطاحتة نظام صدام لان جان الوحيد القادر على دحر الوجود الايراني و اصلان حكومة العراق هي حكومة ايران

سؤال للكاتب
العاني -

ماذا عن السنه العرب ارجوا منك ان تتذكر ان هناك حوالي 10 ملايين عربي سني وهؤلاء ليسو اشباح .ارجوا من الكتاب عند الكتابه عن العراق ان يكون لهم حدادنى من المعرفه بالعراق .

الى الستاذ العاني
lمحمد البغدادي -

انا معك ان الكاتب في واد و العراق في واد اخر و صور لنا ان جيش المهدي هو من يحكم الجنوب و بغداد ؟؟؟سيدي الكاتب ان جيش المهدي اليوم في البصره و الناصريه و الكوت و الديوانيه و النجف و كربلاء مطاردون باوامر قبض قضائيه و اغلب قادتهم في السجن لما ارتكبو بحق شعبهم من جرائم و هم اسوء من القاعده حسب تعبير المالكي كما افرزت معركه البصره عوده اللحمه بين جبهه التوافق السنيه و الحكومه اما في بغداد فانهم محاصرون في معاقلهم في الثوره و الشعله بانتضار عمليه كبرى لنزع الاسلحه بالقوه فاي انتصار ايراني هذا اتمنى على الاخوه في الخليج ان يفرقو بين الايراني و العراقي

شكرا
زياد طارق عزيز -

الاخ خير الله الان بعد مرور 5 سنوات على الاحتلال البغيض تكتشف الحقائق انها منذ اليوم الاول تحتفل هذه الدولة والكويت بهذا الان الانتصار المزيف والله لناظره بقريب سوف تطال هذه الاحتفالات كثير من دول المنطقة ...وسوف يكثر المحتفلون ان شاء الله.. تحياتي

سؤال محير
رعد الحافظ -

اموت وافهم ..كما يقول الاحبة المصريين..الدور الايراني في العراق ولعبتهم الخبيثة وحقد الفرس الدفين..حتى عندما قصف الدكتاتور صدام اسرائيل ..لم اؤيده لان ذلك كان لغاية في نفس يعقوب وليس لوجه الله..لكن فقط اعطيته الحق عندما يقول الريح الصفراء..ماذا يريدون..؟؟؟يسلحون مقتدى وجيش الرعاع ومن جهة اخرى يدعمون الحكيم بعمامته وعصابته..اي خباثة هذه ؟؟

جذورنا الراسخة
محمد الجواد -

لن نموت مهما فعلتم لقد تعودنا على مجارات الظلم واخرهم الطاغية الجديد نورى صدام المالكى وعبد العزيز الحكيم لسنا موالين للصفويين ولا للامويين ولا لبنى صهيون نحن موالين للاهل البيت عليهم السلام ولدجلة والفرات وللعراق العظيم نحن باقون حتى قيام الساعة لان جذورنا راسخة كنخيل العراق