مغزى مباركة البابا للولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روجي غارودي نداء جديد الى الأحياء بعد 29 سنة يزور شخصية دينية هامة أخرى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إضفاء المشروعية لدولة فقدت صدقيتها في النادي الدولي بفضل عدائيتها وإتباعها سياسة توسعية وتدخلها في شؤون الآخرين وتأثرا بالعولمة الاختراقية ذات النمط الإمبراطوري التي تطبقها على الكوكب ولم يسلم منها حتى الفضاء الخارجي بعد إطلاق النازا برنامج حرب النجوم وبدأت الرحلات السياحية الى القمر والمريخ والكواكب المجاورة للأرض الأخرى.
بوش استقبل البابا في حديقة تشبه الى حد ما كنيسة أثرية وتحدث عن الحرية والديمقراطية والتسامح والحب والسلم وعن ضرورة تقيد الساسة بالقيم الدينية وإباحة استشارة المرجعية الدينية في القضايا السياسية وأكد على ضرورة وضع قيودا أمام الإجهاض والزواج المثلي والاستنساخ لاعتدائها على التعاليم الدينية المحافظة ولتناقضها مع قوانين الطبيعة الأصلية.
رد البابا على هذه الكلمات المطمئنة على وفاء الإدارة الأمريكية المطلق للتعاليم المسيحية الكاثوليكية ونيتها الشروع الفوري في طقوس تطهيرية واعترافات قصد الخلاص من كل الذنوب والخطايا ولذلك فانه لم يتردد في الدعوة بالتبريكات على هذا النظام والتضرع لله بحمايته ومساندته من أجل قيادة الانسانية نحو المزيد من التقدم والرقي في كنف العيش المشترك والتحالف بين الشعوب والحوار.
مغزى الزيارة البابوية الى أمريكا هو حاجة الولايات المتحدة لبعض الاشراقات القدسية من أجل إنقاذ الورطات السياسية التي وقعت فيها وتعويلها على رأس مال رمزي يحتوي على فائض في القيمة من أجل إنقاذ رأس مال مادي هو بصدد الانحدار والتقهقر ويعاني من أزمات تتراوح بين التضخم والانكماش.
نفهم من هذه الزيارة المفاجئة ومن حفاوة الاستقبال والترحيب الكبير أن إدارة بوش تريد أن تلمع صورتها المشوهة أمام الرأي العام بعد تكاثر الأخطاء والمساوئ من خلال الالتزام أمام البابا بالتعهد برعاية السلام في العالم والكف من التسلح ومنع اندلاع الحروب ومواجهة نزعات التطرف والإرهاب.
لكن ينبغي أن ننتبه الى أن الولايات المتحدة تشهد حضور عدد غير محدود من الأديان والمذاهب والطوائف وأن الدولة تحاول أن تكون فوق قيم هذه الأديان كلها وأنها تدعو دائما الى قيام حوار وتسامح بين منتسبي هذه الأديان وأن المذهب البروتستانتي هو المذهب المسيحي الأكثر انتشارا في العالم الأنجلوساكسوني عكس انتشار المذهب الكاثوليكي في أمريكا اللاتينية وانتشار المذهب الأرثوذوكسي في البلدان الشرقية ومن المعلوم كذلك أن البابا بنديكت هو على رأس الكنيسة الكاثوليكية ولكن ربما يوجد تناغم بين قناعات بوش الدينية التي لها منحى إنجيلي يميني محافظ وقناعات البابا المؤيدة للانتشار الاقتصاد الحر في العالم ومكافحة بقايا الشيوعية وكل النزعات الإيديولوجية المخالفة.
المفارقة أن دعم البابا اللامشروط لواشنطن جاء في نفس المدة التي عاد فيها برلسكوني زعيم التيار اليميني في ايطاليا الى سدة الحكم وقبل ذلك بقليل كانت ستيفي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائلية قد حلت فيها ببعض الدول المعتدلة مثل قطر وتصريحاتها بأن الصراع الحقيقي ليس ذلك الدائر بين العرب وإسرائيل بل هو الصراع الدائر مع التيار المتطرف في المنطقة والتي تقوده كل من ايران وسوريا والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية والعراقية المقاومة وأتى أيضا في نفس الأيام التي يزور فيها جيمي كارتر بعض الدول العربية المحسوبة على الممانعة ومقابلته بعض الشخصيات الفلسطينية التي تنتمي الى حماس ودعوته الصريحة الى رفع الحصار عن الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم الشرعية معبرا عن براءة الشعب الأمريكي من جرائم الإدارة السياسية والفضائح التي اقترفها الجيش الأمريكي وشركات البلاك ووتر في أبو غريب والفلوجة وبغداد.
بعض الملاحظات التي يمكن أن نبديها بخصوص دعم بابا فاتيكان لنظام إمبراطوري توسعي يحمل إيديولوجيا معلومة للكون تحقق له مصلحته الخاصة ولو بالتضحية وبإضرار مصالح الآخرين هي أن المسيحية الأولى تحمل دعوة الى المحبة والصداقة بين الشعوب وتفرض منظومة قيمية تنص على العدالة والمساواة والحرية وتشرع للمظلوم حق استعمال جميع الوسائل للدفاع عن نفسه، زد على ذلك أن بعض التجارب في أمريكا اللاتينية بينت أنه مثلما يوجد يمين ديني يخدم مصالح رأسمال يوجد يسار ديني يخدم حقوق الشعوب ويناضل من أجل أممية عادلة وحقوق مادية للإنسان ولنا في تجارب الكنائس الشعبية والآباء الحمر مثل الأب كاميليو توريز أهم منظري لاهوت التحرير خير مثال.
أما بخصوص جيمي كارتر من أجل تحقيق السلام بين العرب واسرئيل فهي جهود ذات نية حسنة وتعبر عن صحوة ضمير وجاءت لتنصف القوى الفاعلة في المنطقة والتي تعاني من عدم الاعتراف والإقصاء وهي خطوة في الاتجاه الصحيح تتبع أسلوب الحوار غير المشروط مع جميع الأطراف والإشراك والإدماج بدل التمييز والتهميش والإبعاد بسبب الانتماء الإيديولوجي، لكن كيف صمت العرب عن الزيارة المغامرة لليفني؟ ولماذا اقتصرت ردود الأفعال على بعض المقالات الصحفية المحتشمة؟ أليس التحاق برلسكوني بالحلف المسيحي اليهودي الذي يضم كل من بوش وساركوزي ميركيل وأولمرت يمثل تدعيما هاما لمحور أوروبي أمريكي ضد حقوق الشعوب الشرقية والعربية المستضعفة؟ هل تكفي النوايا الحسنة لبعض الشخصيات الاعتبارية غير المؤثرة على القرار السياسي لأوطانهم من أجل إنقاذ الموقف وإعادة التوازن لمنطقة تقف على حافة الحرب الكارثية؟ * كاتب فلسفي
التعليقات
المهم التنفيذ
Amir Baky -الكلام الجيد من عدل و مساواة و حرية و ديمقراطية كلام يجب أن يستحسنه أى عاقل. والسياسة الأمريكية هى سياسة مؤسسات و فكرها علمانى أى فصل السياسة عن الدين. فتكريم رجال الدين أمر لا ينفى علمانية الدولة. لأن العلمانية ليست ضد الدين بل ضد أن يكون رجل الدين رجل سياسة بخلط الأوراق بين السياسة البشرية و الدين الربانى.
كان عليه ألا يزورها
أحمد -كما قاطعنا في الماضي عرب ال 48 لأنهم قبلوا العيش في إسرائيل ولم يرحلوا عن الدولة العداونية. فقد كان على البابا مقاطعة أتباع الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا وعددهم يقرب من 30% وعدم القيام بأي زيارة لهم كي لا يعطي أمريكا شرعية، وكي نرضى عنه. ولكن لن يرضى عنك المسلمون أيها البابا حتى تتبع ملتهم، قاطعت أمريكا أم لم تقاطعها.
سؤال بسيط
نعيم -جاء في المقال (رد البابا على هذه الكلمات المطمئنة على وفاء الإدارة الأمريكية المطلق للتعاليم المسيحية الكاثوليكية ) على حد علمي الولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الدينية هي دولة ذات أغلبية بروتستاتية فكيف ستلتزم بالكاثوليكية , ثانيا (وأن المذهب البروتستانتي هو المذهب المسيحي الأكثر انتشارا في العالم الأنجلوساكسوني عكس انتشار المذهب الكاثوليكي في أمريكا اللاتينية وانتشار المذهب الأرثوذوكسي في البلدان الشرقية) كلام غير صحيح , فالكاثوليك أكثر طوائف المسيحية و موجودين في كل العالم و ليس فقط في امريكا اللاتينية ماذا عن الدول الأوروبيةالتالية :اسبانيا,ايطاليا,فرنسا,بلجيكا,البرتغال,بولونيا ,المانيا,كرواتيا, و غيرها كلها دول كاثوليكية , ماذا عن الفلبين في آسيا , و ماذا عن الكاثوليك في أفريقيا , ناهيك عن الوجود الكاثوليكي في الشرق الاوسط كلبنان و سوريا .
الى الكاتب
Daniel al irqai -اخي العزيز لا اعرف ادا كان من قصدك انه البابا بمباركته لامريكا فقد بارك سياستها وما يتبعها. فمباركته كانت للشعب الامريكي بمسيحييه واليهود وحتى مسلميه فمن اين اتيت او ربط مباركته بانها مباركه لسياستها. مع العلم ان البابا من المعارضين لسياست امريكا وبوش والحرب في العراق. اماعن تكشف رسالة يسوع عندما لا يضفي عليها بولس الطابع اليهودي وقسطنطين الطابع الروماني عن كونيتها الحقيقية.. فالملكوت ثمرة تحررنا الداخلي من قيود الممتلكات والسلطة عندما يزول الأنا ويحل محله الكل أو الذات والاضافات التي تتكلم عنها
قبل الزيارة
مازن -صرح الفاتكان قبل الزيارة ان زيارة البابا للولايات المتحدة لا يعني انه موافق على سياستها, فليس من المنطق ان تقاطع شعوب باكملها كما يريد السيد احمد تعليق رقم 2,ما المغزى من مقاطعة عرب اسرائيل...اما مسألة الرضى فهذا مسألة معقدة لان ارضاء الجميع مسألة صعبة خصوصا اذا كان مطلوب من الواحد انه يقلب حياته و عاداتة و عقليته و مبادئه 180 درجةفي يوم و ليلة في سبيل ان يرضى عنه فلان و علنتان..اخيرا ان التحاور و الانفتاح و التحاور على الآخر مهما كان مذهبة او لونه او جنسه و القدره على الاندماج اينما كان يحتاج لقدرات عقلية و مستوى ذكاء عالي IQ اعلى من 120 و خصوصا ال social IQ
النص هو الفيصل
مدمن ايلاف القبطي -سفر الاعمال 18 عدد 5 ولما انحدر سيلا وتيمو ثاوس من مكودنية كانبولس منحصرا بالروح وهو يشهد لليهود بالمسيح يسوع 6 واذ كانوايقاومونة ويجدفون نفض ثيابة وقال لهم دمكم علبي روءوسكم انا بريء من الان اذهب للامم ) --اعمال 21 عدد 27 وملا قاربت الايام السبعة ان تتم راة اليهود الذين من اسيا في الهيكل فاهاجوا كل الجموع والقوا علية الايادي --واضح لاي من يقرأ ان اليهود كانوا وراء بولس لقتله حتى خارج اورشليم- اعمال الاصحاح 23 عدد 12 ولما صار النهار صنع بعض اليهود اتفاقا وحرموا على انفسهم ان لا ياكلوا ولا يشربوا حتي قتلوا بولس )))--والان هنا القول الفيصل اقرا يا اخي المعلق والقاري رسالة بولس لاهل رومية الاصحاح الثاني من العدد 9شدة وضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني - 10 مجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح اليهودي اولا ثم اليوناني 11 لان ليس عند الله محاباة ونفس الاصحاح عدد 28 لان اليهودي في الظاهر ليس يهوديا ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي ختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحةليس من الناس بل من الله-------والان يا سادة هنا القول الفيصل الكاتب العزيز --رسالة رومية الاصحاح الثالث عدد 1 (( اذا ما هو فضل اليهودي وما هو نفع الختا ن)واتحدي اي كاتب ومعلق ان يقولها لاي اسرائيلي متدين دون ان يفقد رقبتة ان اليهودي يموت لو ساويتة بغير اليهودي فهل صحيح بولس اضفي اليهودية علي المسيحية وشكرا لايلاف للسماح بنشر تعليقي
sweeden
abdelhadi -حتى كارتر بعثوه ليلعب الدور ,وهو واحد يجرح وأخر يداوي راجع المقال جيدا ياقارئ