كتَّاب إيلاف

حتى لا تصبح نقابة للمهووسين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انتظرت أياماً قبل التعليق على الواقعة المخجلة التي شهدتها نقابة الصحافيين المصرية أخيراً، لاستوعب الأمر من ناحية، وأتمكن من رصد ردود الفعل على الأمر من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن الكثيرين أدانوا واقعة منع انعقاد مؤتمر "مصريون ضد التمييز" بمقر النقابة، بعد اعتراض وصل إلى حد التلويح بالقوة من قبل نفر قليل من الصحافيين ـ لا يتجاوز عددهم سبعة أشخاص ـ لكن المصيبة أن يقودهم عضو منتخب في مجلس النقابة، بزعم أنها لن أن تسمح للبهائيين أو لأقباط المهجر بدخول النقابة، وعرض مظالمهم من خلال منبرها، لكن تبقى ثمة تساؤلات لا تخلو من الوجاهة في هذه الواقعة غير المسبوقة.
السؤال الأول هو: ماذا يعني أن يترك الصحافي قلمه، ويشهر بدلاً منه الشومة والنبوت ؟
وكيف يتبنى قادة الرأي العام الصراخ والتكفير منهجاً للاختلاف بدلاً من المناقشة الرصينة الهادئة، وهل تحولت نقابة الرأي وقلعة الحريات إلى نقابة للمتشنجين، يفرضون عليها أجنداتهم التنظيمية أو العقائدية، لتصبح شعبة من شعب الجماعة المحظورة "سابقاً" ؟
ثم ماذا يعني أن تصمت أجهزة الدولة حيال واقعة تشكل جريمة تمييز عنصري، وتصطدم بأبسط معايير المواطنة التي نص عليها الدستور، ويخرس القطاع العريض من الصحافيين المصريين عن واقعة اختطاف مقر نقابتهم بالقوة بواسطة عضو مجلسها الذي انتخبوه الأخ جمال عبدالرحيم ورفاقه السبعة الذين اتهمهم منظمو المؤتمر بحمل الشوم والنبابيب في وجوههم، فضلاً عن التطاول على نقيب الصحافيين الأستاذ مكرم محمد أحمد، وأهانته بألفاظ قبيحة وهتافات بذيئة، وهو رجل في عمر آبائهم، ناهيك عن مكانته الأدبية الرفيعة، وتاريخه المهني الحافل.
وماذا يعني تعرض المطالبين "بعدم التمييز" للتمييز الفج المصحوب بالقوة أو التلويح بها، وفي قلب القاهرة، وعلى رؤوس الأشهاد بينما دعاة التمييز يحتلون مقر النقابة عنوة، ومع ذلك يمر الحدث كأن شيئاً لم يكن اللهم إلا بعض مقالات تشجب وتستنكر من دون إجراء حاسم لمنع تكرار هذه الواقعة الخطيرة ؟
.....
تعرفون ماذا كان يمكن أن يحدث لو جرت في بلد تحكمه قوانين يقظة واقعة احتلال نقابة الصحفيين بالعصي ومنع المشاركين بمؤتمر عدم التمييز بالقوة، رغم حصولهم على موافقة مسبقة، وليس بينهم عضو تنظيم محظور كالإخوان، ولايرفعون شعارات عنصرية كالتي ترفعها الجماعة المحظورة "سابقاً"، أو غيرها من المنظمات والجماعات.
ولهؤلاء الذين يحاجون بأن جماعة "مصريون ضد التمييز" ليست مشهرة في الشؤون الاجتماعية، يحق لنا أن نتساءل: أليست جماعة الإخوان المسلمين محظورة ومع ذلك يعقد قادتها المؤتمرات وشاركوا مراراً في عدة فعاليات بمقر نقابة الصحافيين.
وهل حركة "كفاية" مشهرة بالشؤون الاجتماعية، ورغم الإجابة بالنفي فقد كادت النقابة أن تتحول إلى مقر للحركة وأنشطتها، وشخصياً ـ كعضو بالنقابة ـ لست ضد أن تستقبل نقابتنا الشيطان الرجيم، شريطة أن تكون بضاعته هي "الرأي" فقط، وليست النبابيت، فغاية ما نسعى إليه هو عدم الكيل بمكالين، وألا تفرض علينا قلة رؤيتها، فتمنع هذا وترحب بذاك، لاجتهادات تخصها وقناعات تعنيها ولا تلزم غيرها بالضرورة.
تخيلوا مثلاً واقعة كهذه حدثت في تركيا، ولن أذهب بعيداً واقول سويسرا أو ألمانيا أو حتى الهند، وأكاد أجزم بأنه كان سيحال أعضاء "فرقة الشوم والنبابيت" على المحاكمة الجنائية ليحاسبوا على انتهاكات صريحة للقوانين، في صدارتها السيطرة بالقوة على مرفق عام، والممارسات العنصرية التي تصطدم بالمواطنة، التي صدعنا جهابذة الحزب الوطني (الحاكم) باحترامها، لاسيما بعد أن أضيفت لأول مرة إلى النصوص الدستورية في التعديلات الأخيرة.
.....
مازلت أتساءل: ماذا يحدث لو انتشر سلوك الاختطاف في كافة مرافق الدولة، فيسطو مثلاً بعض المدرسين على مدرستهم لطرد تلاميذ بهائيين، ويحتل نفر من المحامين مقر محكمة لأن أحد أقباط المهجر رفع قضية أمام تلك المحكمة، ويختطف بعض الموظفين مقر شركتهم لأنها وظفت بهائية مثلاً، أو قبطية لها خال مهاجر لأميركا، وتخيل كل الاحتمالات الممكنة.
وهكذا تسود "ثقافة الاختطاف" في البلاد، لنجد أن ذلك سوف يؤدي حتماً إلى اختطاف مصر برمتها، وأخشى أن تكون هذه السلوكيات بمثابة إرهاصات مبكرة لسيناريو مرعب يجري خلاله اختطاف البلاد والعباد، في لحظة عبثية كالتي شهدتها نقابة الصحافيين، حين منع الأخ "كبير الرحيمية" وإخوانه من المجاهدين الأشاوس مؤتمراً سلمياً ـ مجرد مكلمة ـ يشارك فيها نفر من الكهول المتعبين، الذين لا طاقة بالتصدي لمعارك الشوم والنبابيت.
وبعد أن تقع مصر في لحظة اختطاف من هذا النوع، سيخرج علينا الاستراتيجيون (إياهم) ليتساءلوا مستنكرين: وماذا في الأمر لو حكمنا الإخوان؟ وايه يعني لما نجربهم بعد أن جربنا غيرهم طويلاً ؟
أكذب لو قلت إنني صدمت فيما حدث، لأني أتوقعه، وأحذر منه دائماً، فالإخوان قادمون والأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت لأن ممارسات الحكم تصب في اتجاه تسليم مقاليد الأمور للإخوان "تسليم أهالي"، هل تعرفون معنى "تسليم الأهالي" ؟، إسألوا عنها السادة المجاهدين الذين اختطفوا مقر النقابة بزعم التصدي للبهائيين وأقباط المهجر.
وليت الأمر توقف عند حد اختطاف النقابة بل تجاوزه لاختلاق وقائع كاذبة كالحديث عن تلفزيون إسرائيلي جاء لتغطية المؤتمر، وهذا كذب بواح، فقد كنت حاضراً ولم أشاهد سوى مصريين يضطهدون مصريين، فدعونا من فزاعة إسرائيل هذه التي يلجأ إليها باعة التشنج كلما ضاقت بهم الحيل، ثم إن أي كاميرا تلفزيونية تصور في أرض مصر لابد أن تحصل على موافقة أجهزة الأمن، فهل هبط هذا التلفزيون الإسرائيلي المزعوم من الفضاء ؟، لكن الذي حصل بشهادة عشرات الشهود، أن التلفزيون الوحيد الذي حضر لتصوير المؤتمر كانت محطة (O. TV) التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس.
وبعدما حدث أقترح على الجمعية العمومية للصحافيين المصريين أن تستبدل اسمها إلى "نقابة الشوم والنبابيت"، وشخصياً ربما أبدأ بالتفكير في الاتصال بالمعلم "عبدو عفريته"، قائمقام جمهورية العشوائيات، حتى يزودني بفريق مسلح بالجنازير والسيوف والصواعق الكهربائية، لاحتلال قاعتين بمقر النقابة أو حتى غرفتين، بغرض تأجيرها مفروشة، لتحسين الدخل والشهرة الإعلامية، فضلاً عن رضا الجماعة والحكومة معاً، وأي مكسب هائل هذا .
Nabil@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دعم الاعتدال
karem -

الزميل العزيز نبيل شرف الدين يذهب بعيدا جدا عما يمكن تصوره او تخيله ، فان كانت النقابة قد اضحت فى وضع قلق نتاج سيطرة بعض الذين يتواجدون فيها بحكم العادة فان هذا لايعنى ان هناك من يمكنه ان يسيطر عليها فعليا وخصوصا جماعة الاخوان ، وان التحذير واجب ومطلوب لكن المبالغة قد تنتهى لنتائج ليست دقيقة ، وتاريخ نقابة الصحفين حافل بالمعارك ، ولابد من التمييز بين نقابة الصحفين واى نقابة مهنيةاخرى لاسباب لاتسع المساحة المتاحة للتعليق لذكرها ودمت لنا حبيبا وزميلا وصديقا مع تمنياتى لك ان تسارع لدعم تيار الاعتدال فى النقابة .

التشخيص الخاطىء
عم مبارك -

لو ان فى مصر قنوات للتعبير عن حريه الرأى بطريقه سلميه ومكفوله ماحدث ما زكره الكاتب. مشكله مصر ليس فى المهوسيين كما يعرفهم الكاتب ولكنها فى ان الدوله ككل تم خطفها من الجيش والبوليس وهى طبقه انصاف متعلمين فرضوا انفسهم اوصياء على الشعب. المشكله هى مشكله الجيش والامن التى تتحكم فى المحافظات و المحليات حتى وزاره السياحه يقودها ضابط بوليس. ]أخونا فاقد الشيىء لا يعطيه. مصر الان اسواء من عهود المماليك المظلمه,

السيناريو المنتظر
M.Zapoa -

وهكذا تسود ثقافة الاختطاف في البلاد، لنجد أن ذلك سوف يؤدي حتماً إلى اختطاف مصر برمتها، وأخشى أن تكون هذه السلوكيات بمثابة إرهاصات مبكرة لسيناريو مرعب يجري خلاله اختطاف البلاد والعباد، بعد احداث المحلة الكل متخوف من مذا السيناريو

التشخيص الخاطئ !!
مسرور -

للتعليق المعنون بالتشخيص الخاطئ اود ان اطرح سؤالا علي تعليقك و انت - فيما فهمت تلقي تبعه اختطاف النقابه و رد فعل محاوري الشؤم علي خطف الدوله باكملها من قبل العسكريين - اي خطف مقابل خطف - هذا ما يفهم ضمنا من تعليقك او ان السبب في هذا هو الكبت - فأنت ضمنا تبيح للمقهورين التماس رد فعل مناسب للفعل - و هذه دعوه ضمنيه لأصحاب المؤتمر لا ستعمال القوه بأي من اشكالها وأود ان اطرح سؤالا هل الدوله تحت حكم الاخوان ستكون أ / افضل حالا من الآن رغم رد الفعل بالنقابه ب / اسوأ حالا من الآن ج / سيكون الحال كما هو عليه من جهه أخري نرسل رساله احترام للنقيب و نأمل بأن يكون رد الفعل حاسما مانعا من العوده لمثل هذه الأعمال الفاضحه بالمستقبل

الوطن نقابه كبيره
خوارج عن ال88 -

هذا هو حوار الاخوان و شعاراتهم و موارباتهم و تشكيهم من ظلم الحكام و يمارسون ما يشكون منه علي الأقليه اي ان كانت - كن اخوانيا او سنكرهك ملحوظه سيخرج علينا البعض لاستنكار فعله الشوم بدعوي ( ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين ) الله يرحم الخازندار

غرد يا بلبل النميل
مدمن ايلاف القبطي -

ما اعظم المسلمين الشرفاء افضل من الجميع غرد يا بلبل مصر فما احلي صوتك

الزمن المشئوم!!!!!!!
سمير -

استاذ نبييل للأسف انت تكتب فى زمن مشئوم ذهبت فيه العقول واصحاب الأقلام وجاءت بدلا منها اصحاب الشوم والسنج هؤلاء للأسف من يريدون ان يحكموننا باسم الدين ان السيناريو المظلم واضح وغير محتاج الى تبيان هؤلاء لو لاقدر الله شاءت لهم الظروف السوداء ان يتولوا زمام امورنا فقل على مصر السلام وليذهب اصحاب الديانات الأخرى او المثقفين ويبحثوا عن بلد اخرى محترمة تحترم آدميتهم وحريتهم

اين الانصاف ؟
صعيدى مصرى -

الكاتب يتكلم عن اشياء عجيبة يتكلم من طرف واحد يجب ان نكون منصفين و نحلل و نترك للقارئ ان يختار مع من يكون هل نترك البهائيين يعلنوا عن نفسهم فى نقابة الصحافيين مع ان المحكمة اعنت انهم فئة ضالةو علماء المسلمين الحكوميين قبل الاخريين ادانو البهائيين و قالوا عنهم انهم انهم مرتدون اين انت يا كاتب المقال الم تقرأ ماذا فعل ابوبكر الصديق بالمرتدين فقط لانهم منعوا الزكاة ايها الصحفى اقرا فكر البهائيين اولا و تعالى تحدث و اعطى النصائح كما تشاء مشكلتنا فى مصر نتكلم قبل ان نقرأ هى الطامة الكبرى و بلاش التهكم على الاخرين انت تناقض نفسك تكره اضطهاد رأيك و تضطهد اراء الاخرين و تتهكم عليهم و انا اقول ان الاخ جمال عبد الرحيم منذ فترة و هو يحاول ان يمنع اقامة هذا المؤتمر فى النقابة فلم يجد اذان صاغية يبدو ان اعضاء مجلس النقابة لا يعرفون ايضا ماذا فعل ابو بكر الصديق بالمرتدين يا جمال عبد الرحيم سر على بركه الله نحن وراءك

صياغة محضر
حمادة الجامد أوووووي -

الزميل شرف الدين يناقض نفسه بشدة فيما كتب فهو يطالب بغتاحة الفرصة للجميع لدخول النقابة ،وان يعتمد الحوار في كل القضايا ومع ذلك تجده يطالب بإبعاد الإخوان ،الامر الثاني كلمة اختطاف النقابة التي يرددها السيد نبيل ورءا المرددين كلمة ليست في محلها فأعضاء المجلس منتخبين من قبل الجمعية العمومية وبالتالي لايجوز إطلاق كلمة اختطاف

النقابات
مصرى فاهم -

الاستاذ/نبيل ب التاكيد حزنا لموقف حماة الحريات (الصحفيين)لانها نقابة اصحاب الاقلام التى من المفروض ان القلم يتحرك فى اتجاه تعميم الحريات وليس كبتها نعم البهائيه عقيده ليست منزله فى رائ ولكني والجميع لسنا اكثر حكمه من من خلقنا واعطانا الحريه حتى لانكار وجوده (لكنه من رحمته اعطانا مع الحريه العقل للتمييز والضمير لمحاسبة النفس ومحاسبة الحريه وعلى هذا لم يحاسب عبده حتى النفس الاخير لعل وعسى يفيق من غفوته فياتي واحد مثل تاع النقابه ويعتبر نفسه معه توكيل من الخالق عز وجل لمحاسبة البهائيين وغيرهم باسم الدين (وهل البلطجه من الدين فى شئ)؟؟لكن ياعزيزى لا تغضب هذا البلاء ليس فى نقابة الصحفيين فقط بل فى كل نقابات مصرنا الحبيبه الاخوان فردو جناحهم على معاقل الحريات فى مصرنا ونحن لا نغضب من الاخوان لاجل عقيدتهم بل لاجل كبتهم حريات الناس تحت ستار الدين لاجل الوصول للسلطه استباحو كل شئ من بلطجه للخداع للضحك على بسطاء الناس بشعارات دينيه وغيره وغيره ربنا يهديهم

نقابه الشوم
واحد -

النقابه بعدها الجديد و مفاهيمها الأكثر حداثه - مفاهيم موديل 1600 بأعضائها حاملي الأسلحه ( الشوميه ) من طراز شوماهوك - و شومه f15 - و شومه طراز طز 737 - المحاورات بمصر اليوم حوارات بالزي الرسمي بعد ان كانت زمان لأصحاب الياقات البيضاء اضحت لأصحاب ( المنتوفلي ) و البيجامه طراز ( كساء العاملين ) او طراز صيدناوي مع شومه لزوم المحاوره و الاقناع واه شوماه - الشـــومــــــه هــــي الــــــحـــــل

الشومه في غزه
كفراوي بيك ابو العز -

لفت نظري في الوقت الذي (يحاور) اعضاء نقابه الصحفيين من الاخوان باقي فصائل الشعب علي طريقتهم الخاصه فأن احصائيه صدرت عن ان 80% من ساكني غزه يرغبون بالهجره و ترك ارضهم كنتيجه للعنف المفرط و ( و الحوار ) الذي يجريه البعض بغزه بوسائل اخري و القاسم المشترك بين غزه و النقابه واحد

الغير محظورين
El Asmar -

لماذا يصر الجميع على تسمية الإضطهاد والعنصرية بالـتــمـيـز وتسمون إغتصاب النقابات والبلد باجمعها بالاخــتــطــاف؟ هل هذا نوع من انواع تجميل الوجه للحكومة وإصدقائها الغير محظورين؟