كتَّاب إيلاف

كيف نقرأ وكيف يقرأون؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
-1-
أنكر بعض الليبراليين المتطرفين كزكي نجيب محمود التراث، وخيّر الليبراليين بين أمرين:
إما عصرنا، وإما تراثنا.
وقال:
"إما أن نعيش عصرنا بفكره ومشكلاته، وإما أن نرفضه ونوصد دونه الأبواب لنعيش تراثنا. نحن في ذلك أحرار، لكننا لا نملك الحرية في أن نوحّد بين الفكرين" ("تجديد الفكر العربي"، ص 189).
ولكن مفكراً ليبرالياً آخر كالسوري جورج طرابيشي، يأخذ على محمود - رئيس قسم الفلسفة السابق بجامعة القاهرة - هذه المقولة، وينكرها عليه. ("مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة"، ص 65).
فهنالك فروقات كثيرة بين طريقة قراءة الأصوليين للتراث وطريقة الليبراليين. الأصوليون يقرأون التراث من خلال المفردات والشكل والبنية النحوية والأسلوب، كما يقول محمد أركون في كتابه (محاضرات في القرآن) أما الليبراليون فيقرأون التراث بربطه أولاً بالعقل، كما قرأه ابن رشد، ثم بربطه بالقيم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي كانت سائدة عندما تشكل النص التراثي. ولذا يقول محمد أركون، إن نقد العقل الإسلامي غير ممكن من خلال القراءة اللغوية الشكلية فقط، لإن العقل ليس نتاج النصوص، ولإن الحقيقة عملية تواصلية تراكمية، وليست عملية منقطعة ومرتبطة بزمان ومكان معينين. -2-
كان وما زال مشكل العقل والنقل، هو محل الخلاف بين الأصولية والليبرالية. ففي حين أن الأصولية تتشبث بالنص، وتلتزم به دون أي اعتبار للتغيرات التي طرأت على الإنسان الذي جاء النص لخدمته ومصلحته، ودون أي اعتبار للتغيرات التي طرأت على الزمان والمكان الذي وُجد له وفيه هذا النص. ولم يكن الليبراليون في هذا العصر هم وحدهم الذين رفضوا دعوى الأصولية للتشبث بالنص. فقد كان قُدامى الفقهاء التنويريون يخالفون النص في سبيل مصلحة الإنسان.
فقد ظهر في القرن العاشر الميلادي، فقيه مجتهد وقاض مشهور، وهو أبو بكر الباقلاني، سفير الدولة البويهية في عهد أهم حكامها، وهو عضد الدولة (949- 983 م). وكان الباقلاني يُلقّب بـ "سيف السنة"، ورأس المتكلمين على مذهب الشافعي، ولسان أهل الأرض، ومؤلف الكتاب المهم والفريد "إعجاز القرآن". ورغم هذا، فقد كان فقهياً ليبرالياً إلى الحد الذي كان فقهاء الأصولية يحذرون منه، وإلى يومنا هذا. وقد سبق لأبي حامد الغزالي أن حذر منه، رغم أن الباقلاني كان من فقهاء الأشاعرة، إلا أن آراءه الجريئة كانت تخالف أهل السلف من السنة والجماعة. وكان الفقيه الباقلاني يقول، بأن شرط الاجتهاد السليم، يقوم على تعلُّم الفلسفة وعلم الكلام، وأن على المجتهد أن يضع مصلحة العباد فوق كل اعتبار. رغم أن الباقلاني تخلّى عن كثير من آرائه، وتراجع عن التأويل، وعاد إلى منهج السلف، تحت ضغط فقهاء السُنَّة في عصره. وظهر هذا واضحاً في كتابيه: "تمهيد الأوائل وتلخيص البدائل"، وكتاب " الإبانة"، اللذين كانا مرجعاً مهماً لابن تيمية، وابن القيّم. وهذا يذكرنا في العصر الحديث بتخلّي خالد محمد خالد عن كثير من آرائه بخصوص الدين والدولة في الإسلام، تحت ضغط الإخوان المسلمين في مصر. وظهر هذا واضحاً في كتابه ("الدولة في الإسلام"، 1981).
-3- وفي القرن العاشر الميلادي أيضاً، جاء الفقيه والإمام عبد الملك الجويني (1028- 1087 م)، إمام الحرمين وأشهر أئمة الأشعرية، وصاحب الكتاب السياسي المهم "غياث الأمم في التياث الظلم"، وكتاب "نهاية المطلب في دراية المذهب"، وهو فقيه ليبرالي آخر، يقول بضرورة تطبيق مقاصد الشريعة على واقع كل مجتمع مع الأخذ بالمستجدات والتغيرات. وأن لا تطبيق ثابت. وأن التطبيق متغير بتغير المجتمعات. والهدف من هذا كله أولوية مصلحة الإنسان، التي تُعرف بالعقل السليم والبراهين التطبيقية، وليست بتطبيق ما أفتى به السلف فقط، لأجيال عاشت حياة مختلفة، وهو ما نفتقده هذه الأيام في فقهاء عصرنا السلفيين.
وفي القرن الثالث عشر الميلادي ظهر الفقيه نجم الدين الطوفي الحنبلي (1258- 1316م) الذي تجاوز أهم القواعد الفقهية القائلة: "لا اجتهاد مع النص". فأباح الاجتهاد حتى مع النصوص الواضحة القاطعة المجتمع عليها، استناداً لاجتهادات الخليفة عمر بن الخطاب، مع نصوص قاطعة بالتعطيل وبالمخالفة وبالإلغاء، كما في إلغائه فريضة متعة الحج وفريضة متعة النساء وفريضة المؤلفة قلوبهم، لاختلاف المصالح بدوران الأزمان. وأن رعاية مصالح الناس تعلو على النص والإجماع و تقدم عليهما، (سيد القمني، خريطة الطريق نحو الإصلاح).
وفي القرن الثاني عشر، ظهر الإمام إبراهيم الشاطبي (1189- 1388م)، المولود بمدينة شاطبة شرق الأندلس، وهو فقيه ليبرالي بامتياز وسبق زمانه و تجاوز فقهاء عصرنا مجتمعين، وهو الذي فعل كما فعل الجويني والباقلاني والطوفي الحنبلي. وبنى فكره على المقاصد الكلية للشريعة، واستخرج منها فتاوى لمصالح الناس، ملاحظاً الزمان الذي هو فيه وعاداته. واشترط معرفة زمان الفتوى وظروفها قبل الإدلاء بها. وأن ليس هناك فتوى شرعية سابقة الإعداد للزمان الذي هي فيه. ويجب اختلاف الفتوى في الحالة الواحدة باختلاف الزمان والمكان. وأن مصلحة الإنسان في كل فتوى هي العليا. وأن الأصل في الأشياء الإباحة. ويقول عن الشاطبي المفكر المغربي والأستاذ في جامعة محمد الخامس سالم يفوت "تجمع سائر الكتب المؤرخة للفقه والتشريع الإسلاميين أو المتعرضة لأصول الفقه وأدلة الأحكام الشرعية على اعتبار الإمام الشاطبي من أعظم المجددين في الإسلام" (حفريات المعرفة العربية الإسلامية، ص161). وقال عنه محمد رشيد رضا "إن كتابه [ الموافقات] لا ندَّ له في بابه، ولولا أنه ألف في عصر ضعف العلم والدين في المسلمين، لكان مبدأ نهضة جديدة لإحياء السُنَّة وإصلاح شؤون الأخلاق والاجتماع" (من مقدمة رشيد رضا لكتاب الشاطبي "الإعتصام"، ج1،ص 4). وأكمل تقويم الشاطبي محيي الدين عبد الحميد بقوله: "لا سيما أنه انتبه إلى ما لم ينتبه إليه غيره؛ أي أسرار التكليف. وأن الشريعة على وفق مصالح العباد، مما يفسح المجال، ويتيح الفرصة لتعليل الأحكام بما يفهم من مقاصد النص، أو بما تدل عليه عموميات الشريعة وتطرد عليه فروعها وتفصيلاتها" (من المقدمة التي كتبها عبد الحميد لكتاب الشاطبي، "الموافقات"، ج1،ص 4).
-4- تتبنى الليبرالية الحداثة، وترفض الأصولية الدينية الحداثة، بما هي اعتراف بحرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني التي تصفها الأصولية الدينية الإسلامية بالردة. ورفض الأصولية للحداثة، ناتج عن أن الحداثة غلّبت العقل على النقل، بينما تتشبث الأصولية بالنص، ولو كذّبته جميع الحقائق العلمية تكذيباً ساحقاً ماحقاً.
ولعل من عوائق تقدم الحداثة في العالم العربي اعتبار الأصولية الدينية، أن الحداثـة ضد التراث، وهادمـة له، ومفصولة عنه، ومتناقضـة معه. وهذا مفهوم خاطئ. فالحداثــة لا بُدَّ لها من أساس، وأساسهـا هو التراث الصالح كأساس مكين، والذي يقوى على حمل كيان فكري وحضاري كبير كالحداثـة، كما يقول العفيف الأخضر. كذلك، فإن من عوائق تقدم الحداثة في المجتمع العربي الفهم الخاطئ للتراث نفسه. فمعظمنا يفهم التراث على أنه فترة زمنية مقدسة ومحددة، (يركز معظم التراثيين المتشددين على أن الفترة الزمنية القدوة التي يجب أن تُستعاد، هي فترة حياة النبي والخلفاء الراشدين فقط، وهي فترة لا تتجاوز الثلاثين عاماً بما فيها عهد الخليفة عثمان وعلي) وليس نصوصاً قابلـة أو غير قابلـة للتنفيذ في العصر الحديث. وعلينا أن نستعيد هذه الفترة المقدسـة دون نقاش، ودون تمحيص، ودون غربلـة أو فرز، فلا نأخذ منها ما يُيسر حياتنا ويدفعهـا إلى التقدم، ولا نترك منها ما يُعيق هذه الحياة وسيرها إلى الأمام.
السلام عليكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اراء وتعليق
مراد -

حاليا في عالمنا العربي والاسلامي عدده تيارات دينية تحاول كل واحدة منها ان تبث انها الاصح وهذة التيارات هي تيارات تعتمد على الاسس التالية : عبادة الماضي والعيش في الخرافة وتقديس التخلف ونبذ التعيير وتيار يدعو خلاف ما ورد اعلاه باعتبار ان الاسلام يلائم كل زمان ومكان ورغم ذلك فان انتشار التخلف الفكري بين المسلمين مرتفع بشكل يدعو الى الاستغراب والدهشة وهذا التخلف الفكري هو المسؤول الاول والاخير عن الارهاب الذي ظهر في فكر بن لادن الوهابي التكفيري الذي كان عميلا امريكيا بقصد او بدون قصد في افغانستان منما الحق ضررا بالغا بسماحة الاسلام هذا الدين الالهي الذي جاء خدمة للبشرية جمعاء وما ورد في هذا المقال فيه شئ من الحقيقة رغم انني قرأت ضلالات ابن تيمية وقد اصبت بالدهشة لمدى تخلف هذا الرجل الذي كان في حواره مع علماء عصرة يجيب اقصد هذا وما اقصد هذا وهذا الرجل اصبح في نظر البعض شيخ الاسلام او شيخ التخلف وشكرا

تعليق
أبو سفيان -

التعليق على الكتابة هو إعتراف ضمني بأهمية الكاتب ، لذا نرجو من السادة الكتاب، أن يتحملوا بعض النقد والتقريع ، فجوهر التنوير والحداثة ( يقوم على النقد، ونقد العقل.ونقد الذات ) عليه أود أن أشيد بنص الكاتب، وأهنئه على هذا الإختصار المفيد النافع ( فخيركم من نفع الناس ).وبمناسبة ذكر الناس أرى أنها غير معنية بما يُكتب، ولايهمها العقل أو النقل ولا الأصولية ولا الليبرالية ، فهي تئن تحت سياط الغلاء والبحث عن لقمة الخبز، وهي مهتمة بالباقلاء ( الفول ) أكثر من كتب الباقلاني!!وبشطب الديون أكثر من الشاطبي، وكي لايبدو حديثي متهربا بدون ( نقد ) أود تذكير الجميع بفتوى لفقيه ( وهراني من القرن 16) آنذاك أجاز هذا الفقيه الجليل لمن بقي من مسلمي الأندلس، والذين يتعرضون لإضطهاد محاكم التفتيش المسيحية، أجاز لهم بإعتناق المسيحية ظاهرا ، والإحتفاظ بالإسلام في قلوبهم؟؟ فأرجو ألا تكون دعوات التنوير هذه فرصة لإعتناق الديانة (الدك تشينية)، وفق شروط مذهب (دانييل بايب).

مجرد رأي
رضوان -

أعتقد أن الليبراليين الجدد لن يكون لهم تاثير على الشارع العربي مادامت أجندتهم مسنودة من الامريكان وخاصة من طرف المحافظين الجدد كما أن كتاباتهم غالبا ماتنهش في الدين وتمارس الاقصاء على الراي الاخر في مخاولة لاستئصاله

زكي نجيب محمود
George Rizkalla -

أنكر بعض الليبراليين المتطرفين كزكي نجيب محمود التراث، وخيّر الليبراليين بين أمرين:إما عصرنا، وإما تراثنا.

للعلم فقط
أرسطو -

المقال به بعض الأخطاء التاريخية ، وبعض بعض المغيبات العلمية !!!أما الأخطاء التاريخية فإن زكي نجيب محمود لم يتولّ رئاسة قسم الفلسفة بجامعة القاهرة ، فقد عاد من السودان إلى مصر وحصل من مدرسة المعلمين العليا على درجة الليسانس في الآداب والتربية العام 1930م ، وفي العام 1936م سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية مدتها ستة شهور ، ثم سافر إليها مرة أخرى العام 1944م لدراسة الدكتوراة في الفلسفة حيث أعفي من إعداد الماجستير نظراً لحصوله العام 1945م على البكالوريوس الشرفية من الطبقة الأولى في الفلسفة ، وهذه درجة علمية تعفي صاحبها من الحصول على الماجستير للتسجيل للدكتوراة التي سجلها بعنوان " الجبر الذاتي " وتمت إجازتها من جامعة الملك بلندن العام 1947م. عاد لمصر ليعمل في قسم الفلسفة الفترة من العام 1947م حتى بلوغه سن التقاعد العام 1965م ، واستمر بكلية الآداب أستاذاً متفرغاً ثم أستاذاً غير متفرغ حتى وفاته العام 1993م.أما المغيبات فإن الكاتب ذكر المرحلة الأولى من حياة زكي نجيب محمود والمتمثلة بكتابيه المعقول والتجديد ، فماذا عن مرحلته الفكرية المتأخرة المتمثلة بكتبه قيم من التراث ورؤية إسلامية وقصة عقل وحصاد السنين ؟

مرد
عربي -

الي صاحب تعليق رقم 1 انت قرأت عن ابن تيمية من وجهة نظر اعداءة من الشيعة والصوفية اتمنى عليك انتفرا في كتابات ابن تيمية نفسها وبعدعا ستصل لنتيجة انك انت ومن تتبعهم متخلفين

الشورى والديمقراطيه
عروبى -

يري بعض علماء المسلمين أن مبايعة أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ كانت هي التجسيد العملي لمبدأ (الأمة مصدر السلطات)، وتأكيدا علي حق الأمة في اختيار حاكمها، كما يري هؤلاء أن نظرية (العقد الاجتماعي) ما هي إلا تطبيق معاصر لنظام البيعة. ومن الطبيعي حين يعترف للأمة بحقها في اختيار حاكمها وفق شروطها أن يكون لها حق مساءلته، وهناك آيات وأحاديث كثيرة تجعل من مقاومة الظلم واجبا شرعيا.يقول خالد محمد خالد: إن المفهوم الحديث للشوري التي زكاها الإسلام هو الديمقراطية البرلمانية، التي بها ينتخب الشعب نواباً عنه يمثلون إرادته ومشيئته، وهؤلاء النواب عندي هم أهل الحل والعقد.ونحن نتفق كليا مع هذا الرأي لأن النظام الديمقراطي يقوم علي مجموعة مبادئ وأسس لا يتعارض أي منها مع تعاليم الإسلام أهمها: المواطنة وحكم القانون والتعددية وتداول السلطة والفصل بين السلطات.

اراء
فاضل -

العالم العربي والاسلامي يمر في ازمة ... البعض يريد الانطلاق الى الامام والبعض يريد الرجوع الى الخلف ودعاة الانظلاق الى الامام يريدون الاسلام الوسطي الذي يلائم تطورات العصر من حيت رفاهية الشعوب العربية وازدهارها في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لان العلم هو لغة العصر والاسلام المعتدل هو ضمير العصر واما دعاة الرجوع الى الخلف فهم اللذين يريدون الشعوب العربية والاسلامية اغناما يقودهم كما يشاؤا وكما يريدون ويجدون ان الزمن وقف في عصر ما لا يجوز تجاوزه لانه نوع من الكفر مدعومين بالمال وشراء النفوس وكتابة الكتب المؤيدة لافكرهم المتجمد والغير قابل للتغيير وهنا يأتي دور الشعوب العربية والاسلامية التي لا تزال في حيرة من امرها ولكن الدلائل والشواهد بدأت تظهر للعيان من على ارض الواقع ان المستقبل هو للعلم والاختصاص من خلال الوسطية في الاسلام العظيم لا في الجاهلية الظلامية مثل افغانستان والعراق وغزة والجزائر

ممتارزو رائع
darvan -

مقالة رائعة ومفيدة و جريئة و فعلا انت مفكربارع و جريء و انتمى ان نقرا المزيد و الجديد من افكارك الرائعة و القيمة

الى رقم 6 للعلم
مراد -

الى رقم 6 اللذين جادلوا ابن تيمية هم علماء المذاهب الاربعة وشكرا

كفانا ظلماً للرجل
أرسطو -

إلى الفاضل / صاحب التعليق رقم4: لم يكن الدكتور زكي نجيب محمود مطرفاً ، بل كان صادقاً مع نفسه ، وليتنا - ونحن بصدد الحكم على مفكر بحجم زكي نجيب محمود - أن نقرأ " كل " كتبه لا بعضها !!! ولو كان الأمر أمر قراءة بعض الكتب لإدانة الرجل لاكتفينا - على سبيل المثال - بقراءة خرافة المينافيزيقا ، بل حتى هذا الكتاب لا يدين الرجل بحال !!! وكل ما في الأمر أننا نتمنى أن نقرأ بغير خلفية مسبقة حتى لا نقع في ظلم آخرين كانت غايتهم أن يفهموا ثم يُفهموا الأخرين.

لأبي سفيان
بهاء -

لا ليس التعليق اعترافا ضمنيا بأهمية الكاتب، لكن بأهمية أداة التوصيل (إيلاف)والأهمية ليست بالضرورة صفة إيجابية، فأهم شخصين بالعالم الآن هما جورج بوش وابن لادن لأنهما يدمران القيم الإنسانية الراقية. ولا أقصد هنا النيل من إيلاف لكن عليها الكثير من الملاحظات تتعلق بانحياز مواقفها السياسية وعلمانيتها الشكلية التي تسري على الكثيرين ممن يكتبون بها وعلى مقص رقيبها الجائر الذي دفعني للامتناع عن التعليق إلا بما ندر وعند سماع بعض الأصوات المحببة كأبي سفيان أو المنكرة ك.... أما مقال اليوم وبغض النظر عن تاريخ كاتبه هو مختصر مفيد يستحق بعض الشكر.

ولو لن يرضوا عنا ؟!!
اوس العربي -

لماذا يريد منا مثقفونا ان ننزع كل اظافرنا وانيابنا وربما نزع جهاز المناعة منا ؟!! هل لكي يرضى الغرب عنا ؟؟ ايها المثقف المحترم اقول لك واثقا ان الغرب لن يرضا عنا حتى ولو تجردنا من ملابسنا التي تقينا الحر والبرد ولو اننا شقرنا شعرنا وبيضنا بشرتنا على طريقة مايكل جاكسون ففي نخاع الغرب هناك صورة نمطية عنا نحن في قاموسه ملونون همج سفاكون لنا رائحة مميزه واوصاف اخرى اعف عن ذكرها ، مقالة الكاتب تذكرني ببابو الباكستاني الذي وفد الى انجلترا ومن اجل ان يندمج في الحضارة الغربية بدل اسمه الى بوب وحاول ان يتحدث كغربي وان يأكل كغربي وان يفكر كغربي وان يذهب الى المرحاض كغربي وحينما سأله صحبه الغربيون عن دينه قال لهم مسلم سابق ؟! فهل رحموه لا فعندما يسكر هؤلاء المتحضرون تغيب عقولهم وتحضر حقيقتهم لقد سخروا من بابو المسلم السابق وصعد احدهم على كرسي وحاول تقليد الاذان واصطف رفاقه وراءه يسخرون من صلاة ا لمسلمين هنا استفاق بابو من خمرته وعرف حقيقة امره انه ملون وانه مسلم وانه صاحب رائحة خاصة وانه مهما حاول ارضاء القوم فلن يرضوا عنه انهم يرموننا بدوائهم وامراضهم وتعصبهم انها عقلية المستعمر والرجل الابيض المتفوق المترفع على خلق الله ينظر اليك بصغار وكلما تضاءلت طلب من مزيدا من التضاءل اننا امام نوع المثقفين المنهزمين نفسيا وقدموا من ذاتهم ودينهم وحضارتهم تنازلات ليست مطلوبة منهم ؟ّّّ!!

نقطة نظام
عبد الله -

1- للأسف لم يحدد لنا الكاتب في بداية مقاله مفهومه ولو باختصار شديد لمصطلح "الليبرالية" أو الحداثة" ومصطلح " الأصولية" ومن ثم خلق عائقا في التواصل مع القراء 2- الكاتب تحدث عن علماء لهم مكانتهم الكبيرة وعدهم في صف الليبرالية، ولو قامو ا من قبرهم لتبرأوا منه، لأنهم لم يكونو ليبرليين من وجهة نظر السيد النابلسي، بل كانوا مجتهدين بغض النظر عن صواب الاجتهاد او خطأه، فهو محمود في الجملة لأن فيه حركة فكرية وعقلية وحوار بين النص والعقل إذا جاز التعبير، خاصة عندما تكون النية سليمة 3- عندما تحدث الكاتب عن الإمام أبو إسحاق الشاطبي صاحب الموافقات نسي أن يتكلم عن الذين سبقوه في علم المقاصد وكانوا الملهم له لمتابعة الطريق، ويتعلق الأمر بالإمام ابن القيم الجوزية والأمام العز بن عبد السلام ، وكل هؤلاء الأعلام رحمة الله عليهم لم تكن عندهم عقدة النص /النقل والعقل، فقد سرح عقلهم في حرية الاجتهاد وسبقوا زمنهم وتحديدا الإمام الشاطبي، الذي قلص من الشروط المطلوبة في المجتهد وجعلها أربعة بدل 12 شرطا عند البعض، وأبدع قواعد تبدو ظاهريا عقلية، لكنها في العمق من صميم النقل من قبيل : اعتبار المآل في إطلاق الأحكام، فقد لا تكون المشكلة حاليا في فعل ما ولكنها قد تتولد عنه في المستقبل تداعيات فيحكم بمنعه مثلا، وقس على ذلك من القواعد الفقهية والأصولية الرائعة من قبيل الضرر يزال ، والضرورة تقدر بقدرها و....................لكن السؤال المطروح من له القدرة على الحكم، هل يعد سلوكا ما مضر أو فيه مصلحة؟ ، ماهي الاعتبارات الكامنة وراء ذلك الحكم الفقهي؟وهذه مشكلة"ليبرليي" اليوم وكذالك بعض التيارات الإسلامية، وهما في الواقع وجهان لعملة واحدة. 4- الكاتب قال في الأسطر الأخيرة من مقاله " كيف نقرأ وكيف يقرأون " :" بينما تتشبث الأصولية بالنص، ولو كذّبته جميع الحقائق العلمية تكذيباً ساحقاً ماحقاً" ولم يحدد أي نص يقصد هل هو فتوى معينة تفسير معين وهذا أمر، أم آيات قطعية الدلالة والورود ينظر في أسباب نزولها و... أم أحدايث نبوية قطعية الورود عن النبيى صلى الله عليه وسلم ولها علاقة بالأحكام وبعموم المسلمين وهذا أمر مختلف تماما عن الاول.وطبعا السيدي النابلسي يعمم ليرتاح و يترك الأمر غامضا، والحال أن النص بالمفهوم الديني والأصولي ( من أصول الفقه ولي

المذاهب الاربعة
رامي -

الذين جادلو وناقشو ابن تيمية هم علماء المذاهب الاربعة # يا رقم 6 عربي راجيا النشر يا إيلاف .

تكامل العقل و النقل
مرتاد ايلاف -

من الشبهات التي يثيرها خصوم الإسلام في الداخل والخارج التناقض المزعوم بين “العقل” و”النقل” والادعاء بأن الاسلام لا يحترم العقل وأن الثقافة الإسلامية ثقافة نقلية لا عقلية وأن جميع علماء المسلمين من دون استثناء غير مؤهلين لأنهم اعتمدوا على النقل وليس التفكير، ويطالب هؤلاء بإخضاع كل أمور الدين للعقل وإلغاء كل الأساسيات الموجودة التي تعتبرها الأمة من المسلمات، والبحث من جديد عن الحقيقة معتمدين على العقل فقط. ويفند المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة هذه الشبهات ويرد بأسلوب علمي مقنع على هذه الاشكاليات التي يرددها المستشرقون من الغرب وخدعوا بها كثيرا من المثقفين من عالمنا العربي والإسلامي. ويقول: للأسف هذا الكلام الساذج يردده نفر غير قليل من المثقفين في بلادنا العربية والاسلامية مع أنهم لو قرأوا القرآن الكريم مجرد قراءة عابرة، ولو اطلعوا على كتاب واحد من كتب الأحاديث النبوية الشريفة لأدركوا ان الاسلام بلغ درجة عالية من التفوق والتميز في احترام عقل الانسان، فمقام العقل في الاسلام مكان عال وفريد ولا نظير له في الشرائع السابقة على الشريعة الاسلامية الخاتمة، إذ إن العقل في الاسلام هو مناط التكليف بكل فرائض وأحكام الاسلام، أي أنه شرط التدين بدين الاسلام. معجزة عقلية ويوضح الدكتور عمارة أن النقل الاسلامي والمتمثل في المعجزة القرآنية الخالدة هو في حقيقة الأمر معجزة عقلية ارتضت العقل حكماً في فهمها، وفي التصديق بها، وفي التمييز بين المحكم والمتشابه من آياتها، وأيضاً في تفسير هذه الآيات، فليس للقرآن الكريم كهنوت يحتكر تفسيره، وإنما هو ثمرة لنظر عقول العلماء المفسرين، وعلى حين كانت معجزات الرسالات السابقة معجزات مادية تدهش العقول فتشلها عن التفكير والتعقل جاءت معجزة الاسلام الأولى وهي القرآن الكريم معجزة عقلية، تستنفر العقل كي يتعقل ويتفكر ويتدبر وتحتكم اليه باعتباره القاضي في تفسير آياتها، فكان النقل الاسلامي سبيلا لتنمية العقلانية الاسلامية، وكان هذا التطور من طبيعة المعجزة متناسباً ومتسقاً مع مرحلة النضج التي بلغتها الانسانية. فالعقل في الاسلام كما يؤكد مفكرنا الكبير هو سبيل الايمان بوجود الله ووحدانيته وصفاته، لأن الإيمان بالله سابق على التصديق بالرسول وبالكتاب الذي جاء به الرسول، لأنه شرط لهما، ومقدم عليهما، فالتصديق بالكتاب النقل متوقف على صدق الرسول الذي أتى به، والتصديق

تكامل العقل والنقل2
مرتاد ايلاف -

ثنائية لا يعرفها الإسلام ويشير الدكتور عمارة الى خرافة المقابلة بين العقل والنقل في ثقافتنا الاسلامية وجعل العقل مضاداً أو مواجهاً للنقل. ويقول: إن المقابلة بين “العقل” و”النقل” هي في حقيقة الأمر أثر من آثار الثنائيات المتناقضة التي تميزت بها المسيرة الفكرية للحضارة الغربية، حيث جاءت عقلانيتها في عصر النهضة والتنوير الوضعي العلماني ثورة على النقل اللاعقلاني ونقضاً له. أما في الاسلام والمسيرة الفكرية لحضارته، وأمته وخاصة في عصر الازدهار والابداع فإن النقل لم يكن ابدا مقابلا للعقل، لأن المقابل للعقل هو الجنون وليس النقل، ولأن النقل الاسلامي والمتمثل أساساً في القرآن الكريم هو مصدر العقلانية المؤمنة والباعث عليها، والداعي لاستخدام العقل والتفكر والتدبر في آيات الله المنظورة والمسطورة جميعاً. معان قرآنية وآيات القرآن التي تحض على العقل والتعقل تبلغ 49 آية، أما الآيات التي تتحدث عن “اللُّب” بمعنى عقل وجوهر الانسان فهي 16 آية. كما يتحدث القرآن عن “النهى” بمعنى العقل في آيتين، وعن الفكر والتفكر في 18 آية، ويذكر الفقه والتفقه بمعنى العقل والتعقل في 20 موضعاً في القرآن ويأتي العقل بمعنى التدبر في اربع آيات، وبمعنى الاعتبار في سبع آيات، أما الآيات التي تحض على الحكمة فهي 19 آية. ويذكر القلب كأداة للفقه والعقل في 132 موضعا، ناهيك عن آيات العلم والتعلم والعلماء التي تبلغ في القرآن اكثر من 800 آية.. وبهذا يتضح لكل مَنْ له عقل ان النقل الاسلامي وهو الشرع الالهي هو الداعي للتعقل والتدبر والتفقه والتعلم، والعقل الانساني هو أداة فقه الشرع، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الالهي ولذلك لا أثر للشرع من دون العقل، كما انه لا غنى للعقل عن الشرع وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين، ذلك ان العقل مهما بلغ من العظمة والتألق في الحكمة والابداع هو ملكة من ملكات الانسان، وكل ملكات الانسان بالخبرة التاريخية والمعاصرة هي نسبة الادراك والقدرات تجهل اليوم ما تعلمه غدا، وما يقصر عنه عقل الواحد يبلغه عقل الآخر.. الهدايات الأربع وإذا كانت ميادين عالم الشهادة الكون بكل ما فيه ومَنْ فيه مفتوحة على مصاريعها أمام العقل وأمام التجربة بالنسبة للإنسان، فإن هناك ميادين، وخاصة في معارف عالم الغيب، سبيل معرفتها النقل أي الوحي فالهدايات التي يهتدي بها الانسان هي “العقل” و”النقل” و”الت