التكفير التركي على الحساب الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
التواصل القائم اليوم بين الحكومتين التركية والسورية المُفاجىء نسبيا لعلّ أساسه خوف الحكومتين المذكورتين من الاستقلال "الكردي " الذي دعمه الاحتلال الأميركي للعراق منذ العام 2003 حتى اليوم وتوسع حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي وتغلغله في الشمال العراقي المتاخم للحدود السورية التركية التي ينتشر فيها العديد من الجاليات الكردية، التي تعتبر بمثابة ألغامٍ موقوتةٍ بشكلٍ أو بآخر وتشهد مدينة القامشلي على العديد من التحركات الكردية المقموعة بسطوة العنف من قبل السلطة السورية التي تخشى ما تخشاه تمادي الحركات الكردية داخل أراضيها وهكذا الحال في الأراضي التركية التي تشهد بعض المواجهات بين الطرفين الكردي والتركي من وقت لآخر، إذا التحالف التركي السوري هو تحالف استراتيجي بالدرجة الأولى هدفه الأول تنسيق الجهود لقطع الطريق على القوّة الكردية التي تزداد شراسة بحكم إيمانها المطلق بقوميتها وشرعيتها وأحقيتها بإنشاء دولة مستقلة لها أرضها وحدودها وسيطرتها ونضالها وخصوصيتها وإن على حساب المنطقة، وربما لا يتلاءم الحلم الكردي ومصالح الدولتين التركية والسورية، وبذلك لا يُمكن أن تأتِ الوساطة التركية من فراغ، ومن يعلم ما هي طبيعة التنازلات التي حظيت بها تركيا من الحكومة السورية حتى تتسلّم مؤخرا ملفّ الجولان السوري وتقنع الحكومة الإسرائيلية بتسليم كامل الأراضي السورية دون قيد أو شرط، وإذا كان بمستطاع "أردوغان " التفاوض مع " أولمرت " حول الهضبة السورية المحتلة، فمن بوسعه التفاوض مع تركيا لاسترجاع الأراضي السورية المحتلة المتمثلة ب "لواء اسكندرون " ومدينة "ماردين " وغيرها من الشمال السوري؟
طبعا فكرة الحرب بين سوريا وإسرائيل فكرة مستهجنة نسبيا لأن سوريا التي تحمل شعار التصدي مع إسرائيل والتي تعمل على إمداد الجيش وتحويل /80 في المائة، من ناتج الدخل القومي بصفتها دولة عسكرية وذلك على حساب الشعب أولا وعلى حساب تطوير المؤسسات والنُظم الاجتماعية وتحقيق الإنماء المتوازن بين عموم المحافظات والنواحي والمناطق والقرى لتخفيف الضغط عن العاصمة " دمشق " التي شرّع النظام بتر الكثير من المعالم القديمة وتشريد أهل العاصمة إلى خارجها مقابل الزحف الداخلي الهائل الذي تسجله العاصمة على مدار الحركة وتواترها مما سهّل إلهاب الأسعار العقارية بشكل خارج عن المنطق والمعقول الذي خلق عجزا فادحا أمام أبناء العاصمة باقتناء سكنا شبه شرعي في العاصمة ليكون البديل أبناء الدولة فقط الذين لا يطالهم قانون "من أين لكَ هذا؟ " والذين استطاعوا من خلال رتبهم وشعاراتهم ومراكزهم الحيوية داخل الجيش والدولة أن يتحكموا بأسعار السوق العقارية لتصبح أسعار السكن في دمشق سواء للتمليك أم للإيجار من أعلى النسب قياسا لعواصم المنطقة العربية الأخرى قاطبة، إذا الجيش السوري ومخابراته وضباطه وأفراده ساهموا ربما في إنهاض الأسعار على حساب القضايا العربية المطروحة لتسقط فكرة المواجهة تخليدا لفكرة النظرية والشعار أولا، لقد خاضت سوريا حرب تشرين وحررت مدينة القنيطرة في العام 1973/ القنيطرة لا تزال على ركامها منذ ذلك العام حتى اليوم وأهالي القنيطرة لا يزالون يتمركزون في أرجاء العاصمة بظروف معيشيّة متفاوتة بين الوسط والعدم، يترحمون على ذكرياتهم وأملاكهم في القنيطرة المحررة نظريا المهمّشة فعليا، ترى من هو المسؤول تجاه استعادة القنيطرة كمدينة لها حيويتها وبريقها وعمرانها؟، أهاليها الذين يندبون الماضي ويترحمون عليه أم الدولة التي استطاعت أن تكسب دعم كافة الوفود الزائرة من مختلف أصقاع العالم ولم تستطع أن تباشر العمران حتى اليوم، وكأنها تحرص على دمارها للعن العدوان بدلا من الإنشاء والتعمير خشية النسيان ربما، بعد حرب تموز 2006 على الجنوب اللبناني لم يترك الأهالي قراهم أكثر من 33 يوم فترة الحرب الفعلية وفي اليوم ال 34 هرع الجميع لتفقد الخراب الشامل ومع كل الفظائع التي واجهتها الأراضي الجنوبية ظلّت الابتسامة والفرحة سيدة الموقف والشاهد الأوحد على تمسّك الجنوبي بأرضه كعِرضٍ وانتماء مطالبا الحكومة المتّهمة على الدوام،والمدانة أمامه بلا مبرر بعدم المصداقية والشرعية بسداد كافة التكاليف لإعادة الإعمار، في الوقت الذي مضى فيه أكثر من 33 عام على تحرير القنيطرة المحتلة سابقا وبالكاد نشهد مواطن يطالب بتصريح الجهات المسؤولة والذي لا بدّ منه لزيارة أرضه المحررة، ترى كيف الحال سيكون في الهضبة الجولانية، وهل سيكون التحالف التفاوضي السوري التركي مناسبة للحديث بشأن لواء اسكندرون وغيره من الأراضي التي ابتلعتها تركيا وشردت أهاليها داخل الأراضي السورية والذين لا يزالون يتمسكون بأرضهم وذاكرتهم ولا حياة لمن تنادي.
دمشقية مقيمة في لبنان
gaidoushka@yahoo.com
www.geocities.com/ghada
التعليقات
موقف سياسي؟
محمد تالاتي -لانعرف على اي اساس تطلق الكاتبة تسمية(جاليات كوردية)على الشعب الكوردي في ارضه الذي يصل عدده الى اكثر من ثلاثين مليون؟هل هو موقف سياسي من قضيةالشعب الكوردي ام الغاء لتاريخه وجغرافية موطنه؟للعلم، مزقت اتفاقية سايكس بيكو الشعب الكوردي وارضه ووزعته على تركيا وسوريا عند تشكيل حدود الدولتين،هو ليس جاليات، بل شعب واحد قسمه الانكليز والفرنسيون، لاسباب عديدة، عند الاستيلاء على تركة الدولة العثمانية،ومن حقه استعادة ارضه وقيام دولته المستقلة مثل باقي الشعوب.اما عن تنازلات دولة الاسد الابدية لتركيا ابرزه ما تم في اتفاقية اضنة 1988 بين الدولتين، التي تنازل فيها النظام السوري عن لواء اسكندرون بعد التهديد التركي بشن الحرب عليه،وما يؤكذ التنازل نشر خريطة سوريا الطبيعية في موقع رسمي للحكومة بعد الاتفاقية مقتطعا منها لواء اسكندرون،كما نشرت جريدة تشرين الحكومية خريطة لسوريا من دون اللواء في ايلول 2005 هذا غير غريب على النظام السوري الذي لديه الاستعداد عن تقديم كل تنازل مقابل احتفاظه بالسلطة.
لايا سيدة غادة
شيرين -الكورد ليسوا بجالية وهم موجودين على ارضهم قبل مجئ الاخرين اليها. ارض كوردستان هي واحدة وقسّمت على ايدي الاحتلال الفرنسي والبريطاني ووضعت الحدود عندئذ. كان جدي يملك اراضي زراعية واسعة وبعد التقسيم الاستعماري اصبح قسم من تلك الاراضي تابعة لتركيا وقسم تابع للدولة السورية. لم يأخذوا رأي الاهالي عند التقسيم وكانهم يقسمون تورتة عيد. اتمنى من السيدة غادة فهم القضية الكوردية جيدا واخذ معلوماتها من مصادر حيادية عديدة قبل ان تكتب عن الكورد.
احذروا التعصب
اسكندروني أصيل -بدايةأشكر الكاتبة غادا السمان التي تصدت للكتابة عن موضوع حساس وحيوي وهام في مرحلة مصيرية من تاريخ سورية اعتدنا فيها من المثقفين السوريين مباركة كل نهج للدولة وكل قرار دون أدنى تساؤل أو تعليق وكأن المثقف السوري قد تحول فقط إلى بوق من أبواق الدولة، لا أفهم هذه الحساسية الكوردية غير المبررة وهي وكما هو واضح أقرب للتحيز من الشرعية الكوردية أكثر منها تعارضا مع تحقيق شرعيتها، وقد نوّهت بشكل واضح وصريح عن أحقية وإيمان الكورد بقوميتهم، هكذا نحن نتمسك بالهوامش للقضاء على المتن، ومتن النص هو البحث في العلاقة السورية التركية، التي على الكورد أن يتحفظوا من سريانها أكثر من سريان كلمة "جاليات " قد أتت على ذكرها الكاتبة، الواضح أن الحياد عن التعليق بشأن المفاوضات السورية التركية الإسرائيلية الدائرة مؤخرا هي مدعاة للصمت من باب الحذر والخوف من متتبعي أثر المعلقين على النت أكثر منه عدم التفاعل بسؤال مواجه كالذي أشارت إليه الكاتبة مشكورة، فيما يخص الأراضي السورية المقتطعة لصالح الدولة التركية، وأهمها لواء اسكندرون وهي أرض أجدادي التي سلبها الاستعمار التركي ولم نجد من يطالب بها بعد. شكرا إيلاف على النشر.
احذروا التعصب
اسكندروني أصيل -بدايةأشكر الكاتبة غادا السمان التي تصدت للكتابة عن موضوع حساس وحيوي وهام في مرحلة مصيرية من تاريخ سورية اعتدنا فيها من المثقفين السوريين مباركة كل نهج للدولة وكل قرار دون أدنى تساؤل أو تعليق وكأن المثقف السوري قد تحول فقط إلى بوق من أبواق الدولة، لا أفهم هذه الحساسية الكوردية غير المبررة وهي وكما هو واضح أقرب للتحيز من الشرعية الكوردية أكثر منها تعارضا مع تحقيق شرعيتها، وقد نوّهت بشكل واضح وصريح عن أحقية وإيمان الكورد بقوميتهم، هكذا نحن نتمسك بالهوامش للقضاء على المتن، ومتن النص هو البحث في العلاقة السورية التركية، التي على الكورد أن يتحفظوا من سريانها أكثر من سريان كلمة "جاليات " قد أتت على ذكرها الكاتبة، الواضح أن الحياد عن التعليق بشأن المفاوضات السورية التركية الإسرائيلية الدائرة مؤخرا هي مدعاة للصمت من باب الحذر والخوف من متتبعي أثر المعلقين على النت أكثر منه عدم التفاعل بسؤال مواجه كالذي أشارت إليه الكاتبة مشكورة، فيما يخص الأراضي السورية المقتطعة لصالح الدولة التركية، وأهمها لواء اسكندرون وهي أرض أجدادي التي سلبها الاستعمار التركي ولم نجد من يطالب بها بعد. شكرا إيلاف على النشر.