هل لبنان هو الضحية البديل؟
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"hellip;hellip;. كي يتدارك نهب المدينة
كي يخدم بيته، ويفتدي أبناءه،
يضحي بأحدهم لينقذ الآخرين
قد يمكن الصفح عنه حينذاك
لكن كلا: ها هي هيلين فاجرة hellip;"ان التضحية البشرية كقربان للآلهة، السماوية والأرضية، أنتجت الكثير من الآراء المضادة في حقب مختلفة من التاريخ، ووصلت الي حدود نفي صفة المقدس عن هذا الفعل، والذي يمكن اعتباره إرهاب غير مباشر للجماعة من أجل الاستمرار في أخضاعهم للسلطة التي كانت تقوم علي ركيزتي الدين والقوة، إذ كان الحاكم قديما يأخذ إحدي صفات الإله، وربما يفعل البعض اليوم علي استحياء.
بيد أن التجربة الانسانية أدت الي أنتاج فكرة إبدال الضحية، أو خداع العنف، يقول "جيرار": في العهد القديم والأساطير الأغريقية، الأخوة هم تقريبا علي الدوام متعاونون، والعنف الذي يبدو أنهم مدعوون لامحالة لممارسته ضد بعضهم البعض، لا يمكنه ان يتبدد أبدا إلا علي ضحية "تكون طرفا ثالثا"، يمكن التضحية بها، إذ لا يمكن خداع العنف الا بالقدر الذي لايحال فيه بينه وبين كل متنفس، وذلك بشئ يقدم اليه ليضعه تحت ضرسه".
ان الضحية المقبلة حسب جيرار تأتي من الخارج، من المقدس غير المتميز، وهي غريبة عن المجموعة إلى درجةٍ لايجوز فيها أن تكون أضحية على الفور.ومن أجل أن تصبحَ قابلةً لتمثيل الضحية الأصلية، لابد من حصولها على ماينقصها، وهو الحصول على إنتماءٍ ما إلى المجموعة، أن تصبح " داخل " المجموعة دون أن تزول عنها تماماً صفتها الخارجية، لأن كونها من الخارج هو الذي يؤهلها كشيء قدسي لأن تقومَ بهذا الدور. هكذا يصبح القتل (العنف) الجماعي ينبوعاً للإزدهار، وشاهداً على أنه لا ولادة بدون العنف، ليحصدَ النظامُ/السلم، أو بالأحري لنحصد نحن السلم والنظام، وفي معظم الميثولوجيات يكون هذا الإله الذي يزرع الفوضى هو المنقذ بنفس الوقت، إنه ينذر نفسه ليكونَ قرباناً على مذبح العنف، ليخلّص الناس من شره ".
بيد ان نظرية جيرار ترتكز على حدث رئيسي وهو: أن الرغبات الإنسانية هي رغبات تخضع لقانون المحاكاة، أي أنها رغبات محاكاتية، أو بمعنى آخر أنها رغبات تتجه نحو موضوعات يرغب فيها الناس الآخرون أيضا. وكلما كانت رغبة الآخرين قوية وشديدة كانت رغبتي أنا أيضا قوية وشديدة. وفي خضم هذا التنازع يمكن أن يأتي حين تكون فيه رغبة الآخر في الشيء أهم بالنسبة لي من الموضوع المرغوب فيه نفسه: وعندئذ يصبح التنافس صراعا شخصيا وتتنامى احتمالات اندلاع عنف مفتوح. إن الصراع الإنساني هو بالأساس نتاج للتنافس.
لدى الحيوانات نجد أن الصراعات الناتجة عن التنافس، كالتنافس الجنسي مثلا، تجد حلها، على وجه العموم، عن طريق فرض علاقات سيطرة: فالحيوان الأضعف يخضع للحيوان الأقوى، وينتج عن ذلك استتباب نظام تراتبي مستقر إلى حد ما. أما لدى الإنسان فالأمر لا يسير بالطريقة نفسها: ذلك أن الناس لا يخضعون تلقائيا. بل يقومون بأعمال عنف لا تنتهي داخل النوع. وهكذا يمارسون الانتقام المؤجل ويجعلون منه، عبر التقليد والمحاكاة، قضية الجماعة.
إن العنف الإنساني - عند جيرار - عنف معدي: فهو ينتشر في الجماعة من فرد لفرد. وهذا ما يسميه "أزمة المحاكاة" والتي يمكن أن تؤدي إلى قيام مذابح جماعية، مثلما حدث في يوغسلافيا سابقا وبورندي، ويحدث في العراق ودارفور والصومال، وأخشي أن ينتشر في لبنان اليوم.
وهناك من يفترض أن العديد من المجموعات الإنسانية البدائية ربما تكون قد اختفت فقط نتيجة للعنف الممارس بين بني البشر. وربما كانت استمرارية الجنس البشري وبقاءه مهددين لو لم تكن هناك ميكانيزمات وآليات لإيقاف دورة الانتقام هذه.
وهذه الآلية التي يتناولها جيرار بالتفصيل في كتابه "العنف والمقدس" هي آلية القتل المؤسس التي اكتشف الناس من خلالها الدواء المؤقت، لأزمة المحاكاة: وذلك بنقل العداء إلى ضحية واحدة وحيدة، حاملة لكل الرغبات المتنافسة، التي أصبحت موضوع كراهية جماعية؟.
إن الفدية المضحى بها تضفي عليها صبغة العدو من طرف الجماعة كلها، وبذلك يتم إيقاف الصراعات بين الطوائف والارادات والقوي. وكل أساطير المجتمعات القديمة تضم مراحل من هذا النوع: عندما تحل المصائب بمدينة ما، أو أمة ما، تتم التضحية بإنسان أو " ببلد " محتفظ به لهذا الغرض! أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
dressamabdalla@yahoo.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رينيه جيرارد
رعد الحافظ -هل نفهم انك تقصد من طرح فكرة رينيه جيرارد عن ثقافة الانتقام في المجتمعات الانسانية ان ذلك ينطبق على ما تفعله ايدي الغدر والخبث في لبنان من حرق وتدمير وقتل واغتيال باوامر اسيادهم الملالي؟؟اذا كان قصدك كذلك فانت محق وما تقراه مفيد لكشف الغمة عن العيون..لكن المشكلة ان الكثير من العامة مازالوا مخدوعينبحسن نصرالله ويعتبرون من ينتقد تصرفاته اما خائناو عميل..انها لاتعمى الابصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور..