كتَّاب إيلاف

حرب لبنان... الهوية والجذور

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحرب في لينان... ما هي هويتها... نكهتها... حقيقتها... هل حرب سنية شيعية، أم حرب بين إمريكا وإيران، أم حرب بين المقاومة والمساومة، أم حرب بين إسرائيل وحزب الله، أم حرب بين الجبل والساحل، أم حرب بين سوريا والسعودية، أم حرب بين طهران والرياض، أم حرب بين المسلمين والمسيحين، أم حرب بين الشرعية والانقلابية....؟
تتوالى الاسئلة حول ما هية وهوية وحقيقة هذه الحرب المجنونة، التي قد يقدر لها أن تكون مدخلا لحرب إقليمية، طائفية بإمتياز تجتاح العالم الإسلامي كل، حرب إمريكية إ يرانية فعليه، حرب الطائرات والبوارج والصواريخ والقنابل، حرب السلاح الفتاك الذي لا يبقي ولا يذر...
أي حرب هي يا ترى؟
لست من دعاة الجواب المطلق، فلا شي خالص في هذه الحياة، حتى رحمة الخالق جل وعلا، مشوبة بشي من الألم، لا بداية خالصة، كما قال الراحل أدوار سعيد، ولا شي خام في هذ االوجود الكبير...
حرب سياسية بحتة، إذن ما ذا نقول عن شبه الاصطفاف الطائفي في تضاعيف الحرب؟ وأ نا هنا أستخدم كلمة (طائفي ليس بالمعنى التهويني بل بمعنى الإ نتماء إلى طائفة)، هل هي حرب طائفية خالصة؟ إذن أين نضع اصطفاف عون مع السيد حسن نصرالله، كذلك ماهر حمود، كذلك فتحي يكن وهو الداعية الاسلامي السني الكبير؟ هل هي حرب بين المقاومة والاستسلام، مقاومة المشروع الامريكي والإستسلام للمشروع الامريكي؟ ترى هل هناك جرأة أن نتهم الطرف الاخر كله بالعمالة لأمريكا؟ المطلقات عمرها لم تقدم تحليلا دقيقا للأمور، هي إذن حرب بين الطرف المحافظ في العالم العربي ضد الطرف الثوري، ولكن لماذا ترفض قطر، نعم، قطر بالذات رفضت إدانة مشروع الدول المحافظة القاضي بإدانة حزب الله وإن من طرف خفي؟ هي حرب بين الله والشيطان، يا رب، ولكن الجميع يؤمن بالله والملائكة وأنبياء الله، وربما الكثير منهم يؤمن بأن الإسلام نظام شامل كامل، هي حرب إ ذن بين إيران وأمريكا، نقترب من الصواب هنا في تصوري، ولكن هل مثل هذه الدائرة من الصراع لا تفرز دوائر أصغر شاذة، تجعلنا نفكر حيارى بحل التناقض الرهيب، وإلاّ لماذا هذا الموقف الإسرائيلي المتسم بغض الطرف نهائيا؟!
هذه الحرب ذات هوية كليانية، هي الحرب الطائفية السياسية الاقتصادية الأقليمية العالمية، كل مفردة من هذه المفرادت لها وجود في هذه الحرب، نكهتها تجمع كل النكهات، هويتها مختلطة، مدجنة، سفاح بين شارك فيه أكثر من وحش كاسر، والمرأة واحدة، هي بيروت، هي الوحيدة التي تتمتع باسمها خا لصا، فيما الزناة كثيرون، لا عد لهم ولا حصر، فكيف ستكون الولادة يا ترى؟
ولكن هل هي بلا جذور؟
ما هي الاسباب البعيدة لهذه الحرب، التي طالما تنشب، وطالما تتجدد في لبنان، وفي بيرو ت بالذات، طالما تتفجر بين عشية وضحاها، تستمر شهور، وربما سنوات، ثم تخفت، ثم تعود للإنفجار، ربما بأقوى مما سبق، وربما بحاصل من المآسي يفوق السابق، وأقل من اللا حق!
في تصوري أن الأصل الذي هو أس التحليل هنا، إن هناك طائفة مسلمة، عنوانها العلني والسري، العام والخاص، هو ( الشيعة)، هذه الطائفة الشيعية في لبنان هي جزء من طائفة أكبر، أسمها كذلك (الشيعة)، توجد في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي الإمارات العربية، وفي السعودية، وفي المغرب، وفي اكثر البلدان الاسلامية، هذه الطا ئفة يتعامل معها الاخ الا كبر بلغة الاقصاء، فهم را فضة، وهم خونة الاوطان، وهم أبناء سفاح، وهم مشركون، وهم غير مؤهلين لامانة الصلاة ولا لامانة طهارة الذبيحة...
هذا هو الاصل، هذا هو الأس، هذا هو الجذر، فكا ن الطوفان، ولو أ ن هذه الطائفة قدمت كل ما تملك لفلسطين، وحاربت تحت ظل قيادة صدام حسين سبع سنين ضد الغزو الايراني البغيض، ولو أنها قاتلت الا مريكان بالايدي العارية في العراق...
تبقى طائفة خائنة...
هذه الطائفة لو استمرت تزعق وتنعق وتصيح وتقول نحن نؤمن بان القرآن كامل، وإن الصحابة عدول، وإننا لا نكفر أحدا، وأننا نريد وحدة إسلامية...
تبقى طائفة مشركة...
هذه الطائفة لو أن الكثير من شبابها وعلمائها تقول وتصيح أننا لا نؤمن بالولاية التكويينة، وأننا نختصر التشيع في كلمتين لا أكثر ولا أقل، الرجوع لاهل البيت في الاحكام، والإيمان بالمهدي النمتظر، والباقي كله ترهات، لا نؤمن به، ولا نصدقه....
تبقى طائفة خارجة عن حريم الاسلام...
هذا هو الاصل، طائفة محكوم عليها بالاعدام العقدي والاقتصادي والسياسي والحضاري والاخلاقي والإنساني والوجودي...
الحرب في لبنان هذا جذرها البعيد، وهي حرب تترجم واقعا مستورا في العراق، وفي الكويت، وفي البحرين، وفي السعودية، وفي كل بقعة من بقاع ا لارض الملعونة التي فيها سنة وشيعة، فيها أتباع أبي بكر وعلي، وكلاهما بريئان من السنة ومن الشيعة معا!!
الشيعة لا يمكن أن يقودوا المسلمين، هذه خرافة، حتى إذا سقطت بيروت بيد الشيعة كما يقول بعضهم، يبقى الشيعة أقل عددا، وأقل امتدادا جغرافيا، وأقل خبرة في ا لعمل السياسي، وأقل حضورا لدى العالم باسم الإسلام والمسلمين، فإن السنة هم القادة، وهم الحضور الاقوى، وبالتالي، كان حل مشكلة الحرب السنية / الشيعية، بيد السنة قبل الشيعة، ولو أن السنة العرب أحتضنوا الشيعة العرب... لما حصل كل هذا... وسوف يحصل ما هو أتعس وأخطر من هذا، إذا بقي السنة العرب على موقفهم ا لنا فر، القاطع من الشيعة العرب...
هل يفكر عقلاء السنة العرب بهذه النقطة ليقودوا سفنية هذه الامة الى شاطئ البر والأمان؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اليوم منطق اخر يحكم
ســامي الجــابري -

الافعال العدوانيه لابد ان تقابلها مايدفع عدوانيتها واذا كان الشيعه مهمشين في مامضى من الزمان ومحرومون من كل حق فاليوم تغير كل شي وتوقفت عجلة الزمن الماضي لتنطلق من جديد تفاصيل اخرى لحياة جديده مثالها ان يقوم الحق لياخذ مكانه فلا يمكن للباطل ان ينتصر الى اخر المطاف , اساليب التهميش والحرمان والظلم وسلب الحقوق لابد ان تنتهي ولابد ان يأخذ كل ذي حق حقه و اذا امن الطرف الاخر بالعيش المشترك فهذا مكسب يحسب للجميع

50%
فادي أنس -

. السنه مثلما الشيعه يتحملون مانسبته 50% والباقي يتحمله الشيعه العرب. فالموضوع ليس أكثريه وأقليه بل صراع قومي بين الفرس والعرب وقد نجح الفرس في أقناع نسبه كبيره من الشيعه العرب بأن لاظهير لهم سوى دولة فارس. حزب الله لايتحرك الا بأوامر الفرس وقد قالها نصرالله يوما أن جندي في جيش الأمام (خميني) شكرا لأيلاف

سلمت يداك ايها الكاتب
احمد سالم -

لاول مره اقراء الحقيقه بل هى الحقيقه بعينها - كل ما يدور فى العراق و لبنان و باقى الدول و اينما وجد الشيعه تنحصر المشكله فى الممانعه هى الممانعه التى يصر عليها الجانب الاخر لهدفين اساسيين 1. نظام الحكم يغذي الطائفيه ليحسن صورته امام الفريق السنى و يثبت لهم بانه حامى حمى الدين و الرعيه ليستتب له الوضع ليعمل ما يشاء - 2. رجال الدين السنه همهم الوحيد فى تعميق الخلاف لا خدمة للدين بل للتمكن من السيطرة على عامة الناس -- كذالك يغمل رجال الدين الشيعه لنفس الهدف و لا يهم اى طرف منهم التقارب بل العكس محاربة من يدعوا له لاهداف معروفه -- انهم يقولون روافض اقول و لما لا اننا نرفض كل ما هو غير صحيح و هدا يحسب للشيعه لا عليهم و لاكنهم لم و لن يكونوا يوما سلطوييون مما يعطيهم الشرف فى رفض الباطل و لا يصح الا الصحيح .

لي سؤال
حسون -

اقرأ هنا اول مقال يكتبه كاتب شيعي عن حرب لبنان... أرى صمتا غريبا لدي حتى لالكتاب العلمانيين الشيعة حول حزب الله... هل هذا الغياب او السكوت دليل على ميل طائفي في اللاوعي... مجرد سؤال، آمل ان يجاب عليه بأعصاب هادئة

دعواتنا للبنان
الموسوية -

من المبكر جدا اصدار الحكم على ما يجري في لبنان الغالي.بعض الاعلام منحاز جدا و انحيازه واضح و ليس بحاجة الى تفسير ..و حزب الله صامت ..و هو في الواجهة رغم انه لا يشكل المعارضة الوحيدة .اذن اي قرار سيصدر بهذا الشأن سيكون ظالما بحق جهة معينة .لذا ..برأيي ان الايام القادمة ستكون كفيلة بكشف المحجوب .تحياتي

كيف؟؟
متابع -

وكيف قاوم الشيعة في العراق الأمريكان؟؟ وهناك فتوى منعت الشيعة من مقاومة الغزاة الأمريكيين اثناء اجتياحهم بغداد!!!

لو كان ..
abdul samaade -

بداية هذا المقال عبارة عن تخـاريـف من ذهن الكاتب اللذى يسعى من فترة الى صياغة وجهة نظر تطعن فى السنة من طرف خفى ويحاول ان يظهر نفسه بالحياد .. بودى حقيقة ان اعرف هوية الكاتب الطائفية .. لو كان سنيا فيمكن تقبل فكرة انه محيايد فعلا , لا بل وجرىْ فى الطرح , ولو كان شيعيا فعندها لن تفيد البلاغه فى التعبير لدى الكاتب فى اخفاء طائفيته وانحيازه _ اسوة بكل المثقفين الشيعة _ بما فيهم الشيوعيين اللذين يفتون في كل شىْ ولكن متى ما وصل الامر الى ادانة مسلكيات لدى هذه الطائفة فهم -اى هؤلاء المثقفين - خـرس وصـم ولاينطقون . ارجو ان يؤكد احد العارفين بهوية هذا الكاتب الطائفية لكى نعرف حقيقة توجهاته .

العلمانية الحضارية
كركوك أوغلوا -

هي الحل الوحيد للتعايش على أساس المواطنة للجميع بالحقوق والواجبات وبدساتير مدنية ؟؟!! مختصر مفيد

الى عبدالصمد 7
ابو سلام -

اخي انا اعرفك بالكاتب انه شيعي- علماني- وللاسف ان الذي تقوله هو التخريف بذاته لان نفسك الطائفي الذي تنطق من خلاله هو البلاء الذي يجر الامة الى الفرقة والتمزق- ولو اطلعت بشكل صحيح لعرفت الحقيقة لان الكتاب والمثقفين الشيعة تراهم اكثر اعتدال في كتاباتهم ولا يضربون على وتر الطائفية المقيته التي لا تخدم سوى المتربصين بالسوء لهذه الامة -فلنكن منصفين بالحكم لان الطائفية مرض خبيث بجب على كل انسان واعي ان يجتثه من تلافيف دماغه ليستطيع ان يقول شيْ من الحقيقة الضائعة في زمن كثرت به الفتاوى الزائفة وعلماء السوء المنتفعين من هذه الفرقة وشكرا--------

الحزب وليس الشيعة
غلباوى وكثير الكلام -

الى الاستاذ غالب حسن الشابندر الذى احترمه كثيرا واحرص دائما على متابعة مقالاته واعجب بافكاره غالبا، عندما ذكرت ان الحرب فى لبنان هي الحرب الطائفية السياسية الاقتصادية الأقليمية العالمية و كل مفردة من هذه المفرادت لها وجود في هذه الحرب كنت اتفق معك تماما ولكنك وفى باقى المقال اوحيت بغلبة مفردة الطائفية على هذه الحرب وهنا اسمح لى ان اختلف معك، ففى الوقت الذى كانت المقاومة اللبنانية والتى كان يقودها حزب الله ببسالة فى لبنان كان كل اللبنانيين بل كل العرب بجميع مذاهبهم بل وجميع اديانهم يبجلون ويحترمون ما تقوم به من بطولة ومن لم يكن يفعل ذلك كان يستشيط غيظا من باب الحسد المحمود لماذا لا يكون سنى هو الذى يقود المقاومة ويظهر كل هذه البطولة؟ ولكن فى داخل اعماقه كان لا يظل يبجل ويحترم المقاومة وما تقوم به ولا يتمنى ذوالها طبعا. وهكذا هل يستطيع عاقل ان يقول ان المقاومة فعلت ما فعلته بدون الدعم اللبنانى العام والسنى الخاص؟ لقد كان الكل يدعم ويقاوم حتى وان لم يكن على الجبهة ويحمل السلاح، فقد كان رئيس الوزراء السنى مهما كان اسمه يوفر الغطاء والدعم السياسى للمقاومة ولم نسمع ابدا ان اى من رؤساء الوزراء السنة قد سمح مثلا بوصف المقاومة فيما مضى وفى اى محفل بانها ارهاب او مليشيا مسلحة او غير ذلك وحتى السنى البسيط كان يفتخر ويتباهى ويدعم المقاومة حتى بالدعاء فقط ان قلة حيلته على فعل شيئ، وهل يستطيع عاقل ان يخون احد اطراف الصراع الان على العموم والاطلاق؟ لا يمكن، فكما تكرمت بالذكر ان المطلقات عمرها ما قدمت تحليلا دقيقا للامورمااريد التأكيد عليه ان السنة كانوا دائما الحصن الحصين للمقاومة كما ذكر بعض الكتاب ولقد قدمت الحكومة مثالا على ماذا يمكن ان يحدث للمقاومة اذا لم يكن الداخل يدعمها ويقف بظهرها وذلك عندما اوقفت شحنة سلاح كانت متوجهة لحزب الله فماذا كان يمكن ان يحدث اذا كان هذا هو السلوك العام فى لبنان وقت احتلال اسرائيل للجنوب؟ بالتاكيد كانت المقاومة وحدها لن تقوى على فعل الكثير بدون الدعم العام. ما اريد ابرازه هنا ان لبنان كل لبنان كان يقاوم وان اختلفت الوسائل ووسيلة حزب الله كانت حمل السلاح. بعد هذه المقدمة اتى على ذكر سبب الازمة البنانية بما فيها الحرب الاخيرة تحديدا والسبب هو ان حزب الله (وللاسف بشكل او اخر تم اختزال الطائفة الشيعية بهذا الحزب) ارتضى ان يكون رهينة ايران وسوريا عل

رحم الله من سمع فوعی
شیخ جلال-شیعی ایرانی -

تحیاتی للکاتب و لایلاف و للقراء جمیعاسیدی الاستاذ غالب، بارک الله فی رؤیتک الواضحة و المعمقة فی جذور حرب احتلال بیروت الاخیرة، من ابعد ذالک حتی اقربها و هی التدخل الاجنبی و خاصة الآتیة من تهران المحتل ایضاً بقبضة الآیات الحدیدیة. و لیکن هناک نقطتان:الاول: اسفی من قرائة بعض المعلقین السطحیة حیث ما تفطنوا بغیة الکاتب...و الثانی: هل یبقی المفکرون الکبار، الاستاذ الکاتب مثلاً، مکتوفی الایدی طالما لیس هناک آذان صاغیة یهتم بقلع تلک الجذور القدیمة لمثل هذه الفتنة؟ فحسب رأیی، فمن الحق ان نطالب من مفکری السنة و ولاتها الصالحین، نطالبهم بما انهم الاخ الاکبر بایفاء دورهم قبال تلک الجذور.. و لکن الاوجب الفعلی الاهم الفوری فی ظروفنا الراهنة ان نمد اصابعنا علی مرتکبی الجریمة الحالیین و ندینهم بدون ای اغماض، ممن اشار الیهم الاستاذ. فهم لیسوا الا الحکم المتأسلم فی تهران حتی نصل الی ایادیهم المجرمة هنا و هناک من بغداد و... بما فیهم الفئة الباغیة هذه فی لبنان و فی بیروت نفسها خاصة. و ذالک بمصداق ما فی الکتاب الکریم قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَقاتلُونَكُم... من اعداء و کفرة.