كتَّاب إيلاف

هكذا يكون الإرهاب الفكرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ عدة سنوات كنت فى زيارة للندن ودعانى صديق لحضور ندوة مسائية يعقدها بعض العرب هناك وبمجرد إعلان المضيف عن ترحيبه بوجودى إلا وسمعت صوتا عاليا يصرخ: مجدى خليل فى لندن يا ليلة سودة، كان هذا صوت الاستاذ احمد الجمال، الصحفى الناصرى، الذى كان يزور لندن وقتها. ويوم 7 مايو 2008 كتب الاستاذ الجمال فى صحيفة البديل المصرية مقالة توحى بنفس المعنى...مجدى خليل يكتب فى البديل يا ليلة سودة... المهم تتحقق أهداف احمد الجمال ورفاقه من إرهاب الضيف والمضيف بالصوت الحيانى الذى يطلقه ويجيده. فى لندن غادرت القاعة لأننى كنت فى مزاج سياحى لا يرغب فى مثل هذا النقاش، وهنا قررت تحدى إرهابه وهذا حقى فى الرد وحق القارئ فى المعرفة.
كنت اتساءل لماذا تقبل الكثير من الصحف والدوريات الدولية المحترمة،عربية واجنبية، كتاباتى ولا تقبلها الصحف المصرية؟.
فى السنوات العشر الأخيرة استضافتنى قناة الجزيرة وحدها اكثر من مائتى مرة سواء فى برامج أو فى نشرات الاخبار ولم تستضيفنى قناة مصرية سواء حكومية أو خاصة ولا مرة واحدة، وبالمناسبة لم اتحدث فى كل هذه اللقاءات عن أوضاع الأقباط إلا مرتين فقط.
بعد افتتاح منتدى الشرق الأوسط للحريات فى القاهرة فى نوفمبر 2007 اجري معى اكثر من خمس عشر حوارا من صحف مصرية معروفة حكومية وخاصة ولم ينشر ولا حوار منهم إلا حوار واحد فى جريدة غير معروفة، ولعله من حق المرء أن يتسائل أين هذه الساعات الطويلة التى سجلها هؤلاء؟، وهل لهم عمل آخر غير كونهم صحفيين؟،ولصالح من تمت هذه التسجيلات؟ ولماذا ارسلتهم صحفهم من الاساس؟.
صحيفة مصرية خاصة كانت تنشر لى مقالا كل عدة شهور وبعد تحالفها مع الاخوان امتنعت عن نشر اى مقال لى.
قال لى رئيس تحرير جريدة الحياة السابق منذ سنوات ان حكومة بلدك تحرض عليك عند ملاكها السعوديين لمنعك من الكتابة فى الحياة.
كل الصحف أو المحطات التليفزيونية العربية التى ظهرت فيها قال لى مسئولون فيها إنهم يتلقون مكالمات كثيرة عدائية ضدى سواء من أجهزة مصرية أو من أمثال السيد الجمال.
وسواء كان التعصب ذاتيا أو بتحريض من جهة ما فهكذا تسير الأمور معى فى مصر ومن بعض المصريين بدون أى مناقشة لافكارى... لأن اكثريتهم لا يصمد أمام أى نقاش عقلانى وإنما يمارسون الإرهاب الفكرى، بدليل أن الاستاذ الجمال يقول فى مقالته أن " مجدى خليل ومعه عينة مثل موريس صادق وجندى والنابلسى وغيرهم يعدون من متطرفى المسيحيين المتعصبين"، وبعيدا عن هذا التطاول اللفظى الذى لا يليق بسنه وخبرته فإن من يقول مثل هذا الكلام إما جاهل أو مغرض، ولأن الأستاذ الجمال كاتب له خبرته فأنا ارجح السبب الثانى.الدكتور شاكر النابلسى مفكر مسلم سنى فلسطينى فكيف تضعه ومجدى خليل والمهندس عادل جندى، وهو رئيس سابق لشركة بترول دولية كبرى فى باريس، مع الاستاذ موريس صادق- الذى لا يكتب وإنما يرسل بيانات إستفزازية جوفاء إلى الصحف المصرية- فى سلة واحدة وتصفهم بالمتعصبين المسيحيين إلا إذا كان هذا تحريضا مغرضا.
لماذا تقبل افكارا عن اقتصاد السوق والعلاقات المصرية الامريكية من عبد المنعم سعيد وترفض نفس الأفكار إذا قالها مجدى خليل؟.
لماذا نقبل مناقشة امور الديموقراطية والحريات والتمييز الدينى وحقوق الإنسان من سعيد النجار ولا تقبلها من مجدى خليل؟، أخر بحث كتبه استاذنا الراحل سعيد النجار كان عن حقوق المواطنة للأقباط وقدم فيه رؤية لا تختلف كثيرا عن ما اقوله.
الإجابة عن هذه الإسئلة اتركها لفطنة القارئ، بالإضافة إلى سبب آخر يقدمه سعد الدين إبراهيم وهو الشعور بالعار من مناقشة المشاكل الحقيقية خاصة تجاه الأقلية القبطية لأنها تضع المجتمع أمام صورة قبيحة تكشفه أمام نفسه وأمام العالم،ويلخص ذلك سعد الدين إبراهيم بعبارة بليغة " إنهم يخشون الفضيحة ولا يخشون الرزيلة".
فى مصر هناك أقباط يبررون للدولة كل تجاوزاتها ضد الأقباط وتستكتبهم الدولة فى صحفها وهم ما يسميهم ماجد عطية " نصارى الأمن"، وهناك أقباط يعملون على تذويب الأقباط فى المشروع الإسلامى وتهلل لهم صحف التيار الدينى وتنعتهم بالمفكرين، وهناك أقباط يصدقون على رؤية الأستاذ الجمال وفريقه فى إغراق مصر بمشاكل المنطقة وتحميل الخارج مشاكلنا الداخلية... وكل هؤلاء لا يقترب منهم الأستاذ الجمال بالنقد وإنما ينتقد من الأقباط من هو واضح الرؤية قوى الحجة وغير ايدولوجى ولا يخشى الإرهاب الفكرى أو الجسدى والذين يحتمون بمصريتهم فى مواجهة هؤلاء المؤدلجين.... ولا تتعجوا من تراجع مشاركة الأقباط فى المشهد الثقافى وعدم ظهور أمثال سلامة موسى ولويس عوض وغالى شكرى وغيرهم..المناخ الآن فى مصر لا يسمح بظهور أمثال هؤلاء الأقباط...إنهم يبحثون عن أدوات قبطية تعمل لصالح هذا الفريق أو ذاك.
تعزيتنا أن هذا الإرهاب الفكرى تعرض له من قبل اساتذتى العظام لطفى السيد وطه حسين وعلى عبد الرازق وسلامة موسى ولويس عوض وغيرهم... وهجوم الأستاذ الجمال ضدى يؤكد لى أننى أسير فى الاتجاه الصحيح...والخطأ فى النهاية يقع على من يستجيب لهذا التحريض والإرهاب الفكرى البغيض.
Magdi.khalil@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ولا يهمك يا استاذي
عبد صموئيل فارس -

استاذي العزيز سيبقي فكر مجدي خليل ومصداقيته داخل قلوبنا ومنصهره داخل افكارنا لانها من مواطن مصري مثقف وكاتب ومحلل بارع له مصداقيته داخل الشارع القبطي وبين زمرة المثقفين المحترمين في مصر لن انسي لقائك الشهير علي قناة الجزيره والذي تنبأت فيه بالكوارث التي ستصيب الشعب الفلسطيني وذلك جراء فوز حماس في الانتخابات وقد كان فلا تقلق من امثال هؤلاء الكتاب والمفكرين لانك انت مجدي خليل وستظل مجدي خليل صاحب القلم الحر

اغتصاب الى سرقة كلى
قبطى مشمانط -

هناك بعد دينى يقوده تصاعد تيار الاخوان وتغلغله بكل مفاصل الدولة بداية بكرسى الرئاسة نزولا الى الاعلام والفن والرياضة و العلم والقضاء والتعليم وحتى وسائل النقل و صارت ايضا تتكلم ارهاب -ولا ادرى مع الفقر الشديد الحادث بكل مجالات الحياة بمصر والعالم العربى فقرالفكر وفقر الاخلاق وفقر التوليرانس او قبول الحق فى التميز والاختلاف وفقر الاقتصاد والعلم ماذا سيفعل خمسة عشر مليون قبطى مسيحى بمصر والى متى سيستطيعوا الصمود وخصوصا ان اقباط الداخل تم تنويمهم مغناطيسيا بيد الحكومة و اجهزتها الامر يحتاج تنظيم وتعاون و تبادل خبرات واثارة مستمرة لكل ما يحدث على الارض بعد تصاعد وتطور خطف البنات من اغتصاب الى سرقة كلى وماخفى كان اعظم

الأقليات هم النوافذ
كركوك أوغلوا -

التي يدخل من خلالها النور وضوء الشمس وألوان الطيف , وبدونها يعم الظلام والظلامية ؟؟!!00

يا راجل ........
ayman -

الأستاذ مجدي كل يوم بيحكي عن الأقباط في مصر وكأن الأقباط في مصر معذبين أو كأن أحداً يمسك عصاة خلفهم يا عم مجدي مفهوم انت من فين بتتكلم وبلسان مين بتتكلم وعازين تعملوا بمصر ايه الاخوان المسلمين في مصر مضطهدين اكتر بكتير من الأقباط والفقراء في مصر مضطهدين اكتر بكتير من الأقباط وكل فئات المجتمع المصري مضطهدة عدا اللي معاها فلوس بس انت عاوز ايه من الأقباط في مصر يعملوا انقلاب ويكون رئيس مصر قبطي .... دة اللي حيريحك ؟؟؟

لا تغضب من العنصرية!
سمير -

يا استاذ مجدى استمر فى كتاباتك العظيمة واراءك الحرة كلنا معك انهم يريدون ان يكمموا افواهنا ولايحق لهم ان يشتكوا استمر فى كتابك فهؤلاء لايريدون ان تقوم لنا قائمة انهم يريدون من يهلل للظلم والعنصرية التى يمارسونها. انهم يريدون ان نظل كما نحن العالم يجهل ماكنا ومازلنا نتعرض له فى ارض اجدادنا من ظلم فى كل جوانب الحياة ولكن هذا لن يستمر طويلا انشاء الله فلا يضيع حق ورائه مطالب

أنا أعرف لماذا
مواطن عربي -

يتعجب الكاتب لماذا لا تتقبل الصحف المصرية كتاباته بينما تتقبلها جهات أخرى وصفها بالمحترمة. ولماذا استضافته قناة الجزيرة ولم تستضفه قناة مصرية ولماذا لا تنشر الصحف المصرية حواراته. أزعم أنني أعرف الجواب. الإجابة أن جماهير الشعب المصري رغم بساطتها تتمتع بحس مرهف يدلها على ما ينفعها وما يضرها. شعبنا شعب ذكي يستطيع في نكتة صغيرة تلخيص الوضع السياسي السائد أو وصف شخصية معروفة بأهم خصالها. ويستطيع الشعب المصري إصدار حكم صائب يميز المخلصين لبلدهم من غيرهم. كنت أشاهد التلفاز أكثر من مرة وسط مجموعة كبيرة يمثلون شرائح متعددة من أهل بلدي مصر عندما يطلع علينا ضيف لا يستسيغه عامة المصريين في برنامج حواري فأرى رد الفعل التلقائي من المشاهدين وتعليقاتهم المتفكهة الناقدة ثم لا يمر وقت طويل حتى يطالب بعضهم بتحويل القناة حتى لا يضطر إلى سماع كلام الضيف عسر الهضم. إن استضافة بعض القنوات مثل قناة الجزيرة لأمثال هؤلاء الضيوف لا تعني أن لهم مكانة مرموقة أو أن لهم شعبية جماهيرية فمثل هذه البرامج الحوارية تعمد إلى الإتيان بمن يمثلون التطرف من الجهتين بغرض خلق مناخ للحوار الساخن ليس إلا. تعرف وسائل الإعلام المصرية مزاج الشارع المصري ولا تقامر بنشر حوارات مع كتاب تعلم مسبقا أن أفكارهم وتوجهاتهم لا تلقى رواجا عند الناس. ويزيد الأمر تعقيدا عندما يدور الشك في رؤوس الناس حول كاتب بعينه يضعه الناس في خانة واحدة مع أمثال بطرس غالي باشا بطل حادثة دنشواي.