(إيلاف) عثمان العمير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لاشك في أن عثمان العمير لم يقع اختياره على أسم "إيلاف"، كاسم لأول جريدة اليكترونية يومية، لكونه مثقف و شاعري، ومعجب بالمتنبي، ومحب للشعراء الصعاليك فحسب، لكن عثمان العمير، التقط معنى إيلاف كصحافي متمكن من ناصية اللغة العربية ودلالاتها التاريخية والسياسية، فالإيلاف القرشي القديم، كما اثبت الدكتور فكثور سحاب، في كتابه الجميل، كان في الأصل مجموعة من العهود السياسية والتجارية، غرضها ضمان قيام قبيلة قريش بالتجارة عبر جزيرة العرب من خلال تسهيلات متفق عليها بين القبائل، لكن هذه المعاهدات تعدّت الغرض التجاري المؤقت فصارت مشروعا حضاريا وتجاريا، ودعمت العلاقات الدينية والسياسية واللغوية والاجتماعية والثقافية بين هذه القبائل العربية، فضمن "إيلاف قريش" انسياب العلاقات بين القبائل في سياق الصراع الدولي بين القوى الكبرى، وبخاصة دولة الساسانيين الفارسية والدولة البيزنطية الرومانية، و تسيير التجارة الدولية على هذه الطرق بتحييد القوانين والخلافات، وتحول إيلاف قريش إلى مشروع لتوحيد لغة القبائل العربية و أسواقها، من خلال إقامة المناسبات التجارية والثقافية التي عرفت بأسماء عدة، كان أشهرها سوق عكاظ. فسوق عكاظ في وقته لا يختلف كثيراً عن منتدى "دافوس" اليوم، بل ربما كان أكثر شمولية منه، فعكاظ كان مناسبة لتبادل ألأفكار والسلع في أن، أنها الفكرة ذاتها أو أكثر، و أقول بكل ثقة أن "دافوس" اقل إبداعا من "عكاظ" من دون مبالغة. قياساً بزمن الاثنين، لكن من يصدق أمة مهزومة، من يصدق!!
أن عظمة جريدة "إيلاف" انها جمعت الحسنين، دخلت عالم ألإيلاف الدولي الراهن اسماً ومضمونا، جمعت بين قرشية ألأصول في المضمون واللغة، وعالمية التفكير والرؤية. صدرت كجريدة "اليكترونية"، فوضعت اللغة العربية في الصدارة، وجعلتها تتعامل مع أحدث تقنيات العصر ولغته، وظلت "إيلاف" متمسكة بجذورها القرشية الأصيلة. وفية للأدب العربي، والفكر العربي، والهم العربي والإسلامي، والأهم تمسكها بحرية التعبير، وعدم التفريق بين الدول العربية، ووجهات نظر "القبائل" العربية، ففي "إيلاف" يقرأ الإنسان وجهات نظر الغساسنة والمناذرة، وغطفان وخزاعة، و كندة وجهينة، وربيعة وطئ، ويستمتع باختلاف الرؤية بين حازم صاغية و عبدا لرحمن الراشد من جهة، وبين فيصل القاسم وعبدا لباري عطوان من جهة مضادة، فـ"إيلاف" تشبه صاحبها، تشبه عثمان العمير... حرة ومثيرة في أن.
ألأكيد أنه يحق لنا نحن الصحافيين السعوديين أن يكون فخرنا مضاعفاً بهذه المناسبة الأثيرة لهذه الجريدة الراقية، فمؤسسها سعودي من أبناء الجزيرة العربية التي علمت الناس الإيلاف ولم تزل. من حقنا أن نفخر بجريدة "إيلاف" لأنها دليل على أن السعوديين أصبحوا رواداً في الإعلام العربي الحديث، ليس لأنهم يملكون المال فحسب، بل لامتلاكهم سعة الأفق، والرؤية التقدمية، وقبول الأخر كشريك في الانجاز والعمل والرؤية، وما نجاح جريدة "إيلاف" الاليكترونية، و "الحياة"، "والشرق الأوسط"، ومجموعة قنوات "أم بي سي"، وقناة "العربية"، التي أصبحت منابر لكل العرب عملاً ومشاهدة، إلا دليل على أن السعوديين أهل ألإيلاف في التجارة و الإعلام السياسية.
ماذا بقي أن أقول؟ أود هنا تهنئة الزميل عثمان العمير على تمسكه بالحرية، وقبول كل وجهات النظر، وإصراره على ترجمة اسم "إيلاف" من دون كلل، وأتمنى بهذه المناسبة على "مدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم والتقنية" المسئولة عن قضايا الانترنت في السعودية أن تفك ألحصار عن جريد "إيلاف" فنحن السعوديين لا نستطيع أن نقرأ "إيلاف" داخل السعودية، مثلما كنا لا نستطيع أن نقرأ روايات وكتب غازي القصيبي وتركي الحمد، لولا تدخل وزير الإعلام السعودي مؤخراً الأستاذ إياد مدني، الذي كسر هذا الحصار وسمح ببيع كتب القصيبي والحمد في المكتبات العامة. فهل نطمع بهذه المناسبة من "مدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم والتقنية" أن تستعيد إيلاف قريش، وتسمح لنا بمطالعة جريدة "إيلاف" من دون استخدام "بروكسي"، فهذه الخطوة ستجعل المدينة تسترد صفتها الحضارية، فليس من المنطقي أن مدينة يفترض انها مسئولة عن العلوم والتقنية، وتوطين التقنية الحديثة، ورعاية الاختراعات والمبدعين تتحول إلى حارس درك ضد الحرية و إيلافها. من المعيب أن نصنع مثل إيلاف ونحجبها عن الناس.
التعليقات
التاريخ سكين لاترحم
وحيد الأزلي -سيسجل التاريخ والرصاد بدأيات إيلاف وقصة الحجب لكل الدول ولن يرحم المتسبب بهذا الحجب .إيلاف بوقت قياسي فرضت نفسها على المتابع .فإلى الأمام إيلاف ، وشكراً لناشرها وطاقمها وكتابها وقراءها
من يوصل الرساله
وائل التميمي -هذا الكاتب من المع صحافيي بلادي كاتب حر ومستقل وعندما يكتب عن شي يكتب بتجرد .هذا الشعادة بلاشك شهادة صادقه ووسام لايلاف لانها اتت من صحافيي رائع وكاتب عربي مثير واكاديمي سبق ان درس في الجامعه.مانتمنى بالفعل من اعلاميي بلادي ومسؤليه قليلا من الانصاف لهذا الرجل الذي حان الوقت لاعطاءه جزء من حقه بتقليده احدى المناصب الاعلاميه فمن الظلم ان يعطى عثمان والراشد والسديري والمالك والوعيل وعبده وقينان وخاشقجي وحتى الذيابي والحميد والفايز ويبقى داود بعيدا. يجب ان لايفقد الصغار الثقه في اعلامهم عندما يرون الكبار كداود بعيدين.فمع احترامنا لادارة مكاتب الحياة والعربية في الخليح الا انها تبقى اصغر من قامة داود الاعلاميه الشاهقه.رجاء نتمنى ان يجد من يقراه ليوصله لمن بيده الحل قبل ان نردد مع يعقوب ماقاله في يوسف فنقول هذه المره"وحسرتاه على داود" عندها سيعلم كبار بلادي انهم اضاعوا فتى واي فتى
bravo
karima tunisie -تحية كبيرة على كل ما يبذل فى هذا الموقع من جهد لانارة الراي العام العربى كل عام وانتم يا معشر ايلاف بالف خير