نكبة حماس... في الذكرى الستين لنكبة فلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أدرك الفلسطينيون متأخرين جدا معنى القرار الفلسطيني المستقل ومعنى التعاطي مع العالم ومع العرب ومع الأحتلال الأسرائيلي من منطلق أن هناك موازين للقوى لا يمكن تجاهلها وأن الحق وحده لا يصنع حلا ولا يعيد الحقوق. حسنا فعلوا في الذكرى الستين للنكبة بأن رفعوا شعارات تؤكد أنهم لم ينسوا، وحسنا أيضا فعلت السلطة الوطنية عندما وجه رئيسها السيد محمود عباس ( أبو مازن) كلمة ألى مواطنيه وألى الأسرائيليين يؤكد فيها التمسك بحل في أساسه قيام دولتين على أرض فلسطين مشدّدا في الوقت ذاته على أن أمن اسرائيل مرتبط بقيام الدولة الفلسطينية. يلتقي كلام الرئيس الفلسطيني مع الرغبة الدولية في قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. أنها مجرد رغبة لم تتحول بعد ألى أرادة دولية قادرة على فرض الدولة على أسرائيل. هل لا يزال في أستطاعة الفلسطينيين في هذه الأيام تحويل الرغبة ألى أرادة؟ هل في أستطاعتهم التمييز بين الرغبة من جهة والقدرة على تنفيذ هذه الرغبة من جهة أخرى؟
في ذكرى النكبة، يواجه الشعب الفلسطيني تحديات من نوع جديد عائدة ألى الفارق بين الرغبة وألقدرة أولا وألى وجدود كيانين فلسطينيين كل منهما مستقل عن الآخر ثانيا وأخيرا. الرغبة شيء وألقدرة شيء آخر. وقد استغلت أسرائيل هذا الفارق لتفرض أمرا واقعا جديدا يتمثل ب"الجدار الأمني" العنصري الذي لم يعد هناك من يتحدث عنه ألاّ من زاوية أنه وفّر لها حماية من العمليات الأنتحارية. مؤسف أنه لم يعد هناك من يتحدث عن "الجدار" الذي يكرس الأحتلال لجزء من الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وكأن الأمر مجرد تفصيل. صار تقطيع أوصال القرى والبلدات الفلسطينية مجرد تفصيل في حين أهتمام العالم "المتحضّر" منصب على حماية أمن أسرائيل.
هناك جانب كبير من الظلم في هذه المعادلة. أنه أستمرار للظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ ما قبل صدور وعد بلفور في العام 1917 من القرن الماضي وبدء النشاط الأستيطاني الكثيف لليهود في أرض فلسطين على حساب السكان الأصليين أصحاب الأرض الذين ما زالوا يمتلكون مفاتيح بيوتهم وصكوك ملكية الأراضي في كل أنحاء فلسطين. هذا لا يمنع من الأعتراف، شئنا أم أبينا، بأن هناك جانبا من المسؤولية يقع على الفلسطينيين أنفسهم الذين لم يتمكنوا يوما من التمييز بين الرغبة والقدرة. ألى الآن أستفادت أسرائيل في أستمرار من هذه الرغبة الفلسطينية التي لا تأخذ في الأعتبار الواقع القائم على الأرض من جهة وموازين القوى الأقليمية والدولية من جهة أخرى. أحتاج الشعب الفلسطيني في كل مرحلة من المراحل التي مرّت فيها قضيته ألى زعيم لا يكتفي بتسجيل أنتصارات عسكرية أو سياسية بمقدار ما أن الحاجة كانت دائما ألى زعيم قادر على الحسم وعدم الأنجرار وراء ما يسمّى الشارع. كان مطلوبا في أستمرار رفض الأنقياد للشارع، بل قيادته. ولهذا السبب، نجد أن ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني كان في أحيان كثيرا أسير الشارع وليس قائدا له. وهذا ما أغرق المقاومة الفلسطينية في الرمال المتحركة لعمان ثم بيروت وسمح لاحقا بأن تأخذ "حماس" كل راحتها في ضرب الأسس لأي أتفاق سلام ولو من النوع المرحلي كان في الأمكان التوصل اليه. فعلت "حماس" ذلك عبر عملياتها الأنتحارية وكأنها في تحالف ضمني مع اليمين الأسرائيلي ومع أرييل شارون تحديدا ومع كل المتطرفين العرب الذين يقتاتون من حال اللاحرب واللاسلم من عرب وغير عرب... في دمشق أو طهران.
ليس كافيا الدعوة ألى التمسك بحل الدولتين. صارت الدعوة هذه مجرد رغبة. لا مفر من الأعتراف بأن ثمة حاجة ألى قيادة فلسطينية لا تخاف من القرارات الشجاعة التي لا ترضي الشارع ولا تسترضيه. لو ترك الأمر للشارع لما كان أتفاق أوسلو ولكان "أبوعمار" أمضى أيامه الأخيرة في تونس وليس على أرض فلسطين. في حال كان مطلوبا تعلّم شيء من تجارب سنوات النكبة، فأن أول ما لابدّ من تعلمه أن الفلسطينيين، على غرار العرب لم يحصلوا يوما على عرض أفضل من الذي سبقه. الوقت لا يعمل لمصلحة العرب أو الفلسطينيين. ثمة من سيرد على هذا الكلام بأن أسرائيل ليست على أستعداد للقبول بتسوية معقولة ومقبولة. هذا صحيح. لكن الصحيح أيضا أن لا شيء يجب أن يحول دون قيام نموذج لدولة فلسطينية ناجحة ومسالمة في الضفة الغربية بغض النظر عن الوضع في غزة التي تسيطر عليها "حماس" عسكريا. لا فائدة من حكومة وحدة وطنية تستخدم للعرقلة فقط. لا فائدة من أستعادة غزة في ظل الشعارات العقيمة التي ترفعها "حماس". الأمل الوحيد في نهج سياسي جديد لا يخشى المزايدات والمزايدين، نهج فلسطيني لا يؤمن بالرغبة بمقدار ما يؤمن بتحويلها ألى قدرة. يكفي الفلسطينيين في الذكرى الستين للنكبة أنهم يوسطون القاهرة للتوصل ألى تهدئة ويرسلون أليها الوفد تلو الآخر، فيما أحدهم يهدد من دمشق بتحويل الغضب الفلسطيني في أتجاه الحدود بين غزة ومصر. أليس هناك في صفوف "حماس" قائد أو شبه قائد يمتلك ما يكفي من الشجاعة للأعتراف بأن نكبة جديدة تحا بالفلسطينيين في ذكرى النكبة. أسم النكبة الجديدة الأنقلاب الذي نفذته "حماس" في غزة والذي لم يجلب للفلسطينيين سوى المآسي. يكفي أن الأنقلاب كشف حقيقة "حماس". يكفي أنه كشف أن هدفها تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني بدل التصدي للأحتلال الأسرائيلي بالتحالف مع حركة الأخوان المسلمين في مصر وغير مصر. منذ متى هناك من يفرح بالنكبة ويمجدها ويعتبرها أنتصارا في حد ذاته ويسعى ألى تكرارها على حساب مستقبل شعبه؟ هل من خدمة تقدم لأسرائيل أكبر من هذه الخدمة؟
التعليقات
خيرالله
احمد العربي -يا أخ خيرالله أتوكل على الله 00 كتاباتك معرفه وأتجاهاتك معروفه ورأيك مش مفيد 0
يا خير الله الم اقل
ماجد -يا خير الله الم اقل كفى كتابة مالك وهذه المواضيع التي هي اكبر منك
الكاتب
foxmann -لماذا لا تهاجم ....العماد عون؟؟؟
نكبتنا الستين
سمير حسن -نكبتنا ---- الستين نعم لا يستغربن احدكم هذا العنوان فالجميع اما كتب او قرأ عن الذكرى الستين للنكبة و لكن الستم معي في ان هذه النكبة مثل الزلزال لها ضربات ارتدادية و استتباعية فلم يكن احتلال الارض عام 1948 بداية نكبة شعبنا الفلسطيني و انما البداية كانت عام 1917 العام المشؤوم عام وعد بلفور و ما النكبة عام 1948 الا هزة ارتدادية من اثر وعد بلفور سيئ الصيت. و من يعتقد ان تشريد شعبنا و انتزاع املاكه و اراضيه هو بداية و نهاية النكبة فهو حكما مخطئ جدا , ان قدوم اليهود الى فلسطين زرافا" و جماعات نكبة, شراء الاراضي باسعار خيالية نكبة, ان يقوم المستعمر البريطاني بتسليح قطعان اليهود نكبة, السكوت عن جرائم العصابات الصهيونية (اراغون-شتيرن)و غيرهما نكبة,صوت صراخ الاطفال و عويل النسا ء نكبة, وجودنا في مخيمات اللجوء العربي نكبة, وقوف اهلنا و مطاردتهم لسيارات الاعاشة نكبة, استجداء المعونات الغذائية نكبة, نعم انا لا ابالغ في هذا الكلام فمن عاش في مخيم للجوء يعرف هذه النكبات جيدا و هناك نكبات كثيرة مرت على شعبنا الصامد فمن استجداء خيمة اضافية الى تسول حصة تموينية اكثر لعلها تسد رمق الافواه الجائعة الصغيرة بعد ان كان شعبنا صاحب عز و شهامة نعم ان نظرات عيوننا الحائرة تحمل بصمات النكبة اوليس خروج المقاومة من لبنان نكبة اليست مجزرة صبرا و شاتيلا نكبة اليست مجزرة جنين نكبة اليس حصار رئيس عربي اب و قائد نكبة اليس اغتياله نكبة اليس ما يجري في غزة نكبة , و من سخرية القدر ان يطلق علينا دائما لقب لاجيء فلسطيني نعم انا لاجيء و لكني اعرف انني لاجيء انساني فقط كما يريد ويسعى المجتمع الدولي , و اليس لهذا كله انشئت لنا المنظمة الدولية كل هذه الهيئات و اللجان الدوليةحتى تحولنا الى شعب يطالب بحقها الانساني فقط و ليس السياسي و الوطني و القانوني و مرة اخرى انا لا ابالغ فمن عاش في خيمة من قماش يضربها المطر و الريح شتاء , وتحولها الشمس الى فرن قماشي صيفا ,و من ذاق طعم لسع الحشرات و لدغ الزواحف ليلا و هو نائم يعرف ما تكلم عنه,و كذلك من تذوق طعم الطحين الفاسد و الزيت القديم الذي كانت تقدمه الاعاشة الدولية يعرف معنى الالم و الجوع و التشرد, فحتى عندما طال انتظارنا و احببنا ان نستر عوائلنا ببيوت من الاسمنت لحين موعد العودة كانت مخيماتنا بحيرات من الماء شتاء و و مرتعا لللا تربة و ال
بقول الحقيقة
جواد شاكر -أليس غريبا وعجيبا ان كل ما يأتي كاتب ويقول الحقيقة المؤلمة يتم مهاجمة الكاتب بدل التأمل ودراسة ما يقول والتفكير بحلول للخروج من المأزق.
الحقيقة والغوغاء
ابراهيم -الم تلاحظ با اخ جواد شاكر ان هناك فئة من المعلقين لا يقرأون وما يهمهم هو مهاجمة الكاتب بلغة الشارع ومنطق التخلف. انها الزمر المعروفة والمدفوعة الاجر مسبقاً وتقوم بوظيفتها بتواظب واجتهاد ولكن دعك منهم