كتَّاب إيلاف

كيف تجعلك الأنثى حبيباً أو تصنع منها عاشقة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بالنسبة لي ومجايليّ كانت إيلاف تحدياً ذكورياً؛ كنا نشتهي جناحها الأيسر حيث تتناثر الغواني وأحلام شهوانتا المكبوتة فنقطف منها مانشاء عفة وبراءة دون ملامسة أو خلوة كما قد يتوجس أصحابنا أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي عودونا خشية الحلم تجنباً للشبهات.

في "إيلاف" لم تكن المرأة مجوناً خالصاً، رغم رائحة مناخات الجواري النفاذة، بل كانت نافذة المشاركة والحرية والإنطلاق حتى أنها توشك أن تكون لوثرية إسلامية في ثقافة غابت عنها المبادرات الريادية باستثناء ماسجله التاريخ من شواهد ماضوية منقطعة.
دخلنا "إيلاف" نصطاد نساءها فاحتبستنا معرفتها، وآفاقها الوضئية كأننا أسرى سكينة بنت الحسين وشجرة الدرة وزبيدة وصولاً إلى مي زيادة دون تجاهل لغالية البقمية. كنا نظنها فضاءاً نسائيا ماجنا ونحن المحرومون من رائحة الأنثى فوجدناها ساحة معرفة خلاقة فدخلنا، بغتةً، قفص الرؤية بعد أننا أن توهمنا أننا نقتنص الغواني.

علاقتي بـ"إيلاف" أنثوية؛ أنها تجربة الوقوع في فخاخ الأنثى حين تظن أنك سيدها بينما أنت أسيرها؛ استدرجني جناحها ألأنثوي إلى عوالم السلطة المعرفية، وحرية الرأي، وتشكيل الموقف؛ دخلتها ماجناً وخرجت منها مثقفاً ذي موقف ورؤية تماماً كأبطال "زوربا" و"شرق المتوسط" و "مائة عام من العزلة".

من لم يعرف "إيلاف" لن يغدو عاشقاً والأسوأ أنه لن يكون مثقفاً. إنها مناخ التمرد والسكون في عالم الثبات والاستقرار ولم يكن حتى نوسترامودوس يظن أن عثمان العمير النابت من " الشرق الأوسط" بكل مناخاتها السياسية الموجهة يمكن له أن يثمر، وهو الأعزب، ولودة تصنع أسساً متينة للحرية والرأي والاستقلال لتكون ساحة مفتوحة تستقطب أكراد العراق وإخوان مصر، ومكتومي سورية وحزانى الكويت، فضلاَ عن أطياف السعودية التي مرت بتقلبات عنيفة لم يعرفها سوى النساء في تجارب الحمل واعتيادات الشهر!

في " إيلاف" شعرت بالقوة والحرية والعنفوان؛ وباعتباري، سعوديأ، تحررت من قمع وزارة الثقافة الإعلام رغم فضاءاتها الرحبة، أخيراً، وشعرت بقدرتي الإعلامية، وسطوتي، وحضوري وأنا المرتهن لسنوات لقوى القمع والتغييب والحرمان والإسكات. مع "إيلاف" تملكت نياق الطاقة، ومغاور التحرر، ومسيرات العودة الظافرة بعد أن أرتهنت، أزماناً، لسطوة الإسكات القسري. لم يعد يهمني الإيقاف والإنقطاع عن الكتابة فصوتي حي ومتجدد إن عجزت الساحة المحلية الحلية عن رفع الكمامة عنه؛ شعرتُ بالأخوة والمشاركة، للمرة الأولى عربياً، مع أقطاب القومية، وتيارات الأصولية، وأنفاس الأخوان، وهواجس التقليدية، ونوازع الحداثة؛ إنها المكان الوحيد الذي يجمع تركي الحمد ومحمد آل الشيخ وسليمان الخراشي والعفيف الأخضر ووجيهة الحويدر وغيرهم من أصوات كنا نظنها منقرضة وفانية؛ إنها صوت الشعر والحب والتمرد والمجون؛ هي خبر السياسة والاقتصاد والرياضة دون انحياز.

صحيح أن "إيلاف" كعادة العاشقات متقلبة وقلقة إلا أن حبها ثابت ومستقر، والحب هو الوحيد القادر على مقاومة الخوف والحذر يشهد على ذلك كل من ذاق حلاوة "إيلاف" وتجرع مرارة هجرانها.

خاصية عثمان أنه يتذوق النساء والصحافة لذلك لم تنته تجربته المهنية بانتهاء علاقته المباشرة بالصحافة الرسمية بل صنع حوريته التي لايحكمها زمان أو مكان، ولاتمنح نفسها لعاشق وحيد بل كانت ساحة مرحة لكل محب للرأي والموقف والصدق فكثر عشاقها وإن لم تقر لهم بذاكا!

أقول لعثمان العمير: كيف روضتك " إيلاف" سبعاً طوال وأنتَ المستعصي على باقي النساء؟ وهل إيلافك وصل ما أنقطع من إيلاف قريش؟

لن تعرف النساء دون أن تلامسه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاأصدق
وحيد الأزلي -

مقال بمثابة قطعة موسيقية ، أين هذا الكاتب لانراه ، ولماذا لايكتب بإيلاف ، وأين يكتب لكي اقرأ له ؟

بلاغة
اميرة -

من اجمل ما قرأت في وصف ايلاف..تحياتي واعجابي بما جاد به قلمك

رائع
عبدالله عبدالعزيز -

الله.. الله .. الله، هذا القلم العذب الرائع نفتقده. حسبي الله على محمد التونسي الذي حرمنا منه، وحسبي الله على التلفزبون الذي حوله من الادب إلى كائن بيروقراطي.

قطعة موسيقية
أبو أكرم -

كلامك مقطوعة موسيقية ياجاسر. ولك أن تبحث لنا عدم السماح لإياف بالنشر في السعودية مع الفخر بسعودية القلئمين عليها.

مقال جيد
حداد-برلين -

هذه المقالة الجيدة تستحق أن تنشر في صفحة أيلاف الغراء ونرجو الاستمرار في ذلك.....

والله ماانا فاهم شيء
نديم -

النساء حبيبات من الطراز الاول والرجل تشكيلة قهوة فصدق كاجوا البدكياه

زير النساء
بنت الكويت -

كم هي راائعة هذه المقالة التي صاغ كاتبهااا العشق السرمدي لمعشوقته جولييت , هل تتحول المشاعر الى كلماات ام تتحول الى الحاان تطرب لهاااالاسماااع , اعترف اني من قراء ايلااف ولم افكر بالتعليق على اية مقالة لكن اجبرتني مشاعر جياشةعشتهااا انثويااا تلاطمت بين اضلعي..هنااك من يبعشق بالانثى كرجل يحب ان يفتل عضلاااته , وهناااك من يتعشق بهااا ثمالة لانوثتهااا..تحيااتي لك جاااسر الجااسر واسمح لقلمي المتوااضع ان يلقي ببقااياا توقيعه على صفحتك..

عودة إلى الأيام
سميشة -

أولا أشكر الكاتب على هذه الكلمات الرائعة والجميلة والتي جعلتني أرجع إلى أيام اللجوء إلى الروايات والكتب التي تحلق بمشاعركمند مدة لم أشعر بنشوة كهاتهشكرا لك وشكرا لإيلاف التي عودتنا اللقاء مع كتاب من الدرجة الرفييعة

عنوان المقالة
وسيم لبنان -

الكاتب العزيزلم افهم ما علاقة العنوان &; كيف تجعلك الأنثى حبيباُ او تصنع منها عاشقة" وبين وصف ايلاف او التغزل بأيلاف او او او.... ارى انك غير موفق في عنوان المقالة ولكن المقالة بحد ذاتها فيها شيء من المصداقية.مع تحياتياخوكم وسيم لبنان

yyy14444@hotmail.com
إحساس شاعر -

كاتب مبدع بكل ما تعنيه الكلمه ومتميز في الوصف وإنتقاء الكلمات الرقيقه التي لا تأتي إلا من شخص محب لحبيبته إلى حد الجنون وهذه الحبيبه ليست ككل الحبيبات محبها شخص واحد بل أشخاص كثر ولم يقتصر هذا الحب لها من الرجال بل حتى من الأناث .