فتش في المسلمات والثوابت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البنية التحتية لثقافة وحياة أي شعب تتكون مما يطلق عليه بلغة المنطق "البديهيات والمسلمات"، وبلغة الخطاب السياسي "ثوابت الأمة"، ويطلق عليها في المجال الاجتماعي "العادات والتقاليد والقيم"، وتتميز جميعاً بأنها مستقرة في ضمير وعقول الجماهير، وصارت بالنسبة لهم بمثابة المنظار الذي ينظرون من خلاله إلى العالم، أو الأبجدية التي يقرأون بها معالمه الموضوعية أو المادية، كما يفهمون من خلالها علاقاته، وهكذا ينخرطون في العالم وفق هذه الرؤية والفهم له، من هنا يتحتم علينا إذا رصدنا ما يمكن اعتباره "حالة فشل دائم" لشعب في إقامة حياة توفر له الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، ألا نكتفي بمحاولة تدريبه أو مساعدته على إعادة ترتيب حياته وفق ذات القواعد أي "المسلمات والبديهيات والثوابت"، مادام الفشل الدائم هو مصير كل ما سبق من محاولات.. علينا أن نبث فيه الشجاعة على التفتيش في الأرض التي يقف عليها، أن يقلب الصخور الراسخة منذ عصور، وأن يفتش تحتها عن الديدان والعفن الذي ينمو ويترعرع في هدوء واطمئنان، مادام لا أحد يقترب منها، ليسمح للضوء بالدخول، أو يرش بعض المطهرات والمبيدات الحشرية.. علينا أن نراجع معه طريقة فهمه لنفسه وللعالم، فربما كانت الصور الراسخة في ذهنه مغلوطة من الأساس، وربما تجاوزها الزمن منذ قرون تبدلت فيها كل الأحوال، ومازال هو يغني أغان لا يفهم كلماتها أحد، ويرى أشياء لا يراها غيره، بحيث فقد القدرة على رؤية ما يصرخ من واقع أمامه.
الأمر أشبه بأن يفشل أحدهم في الوصول إلى نتيجة صحيحة لعملية حسابية تتضمن عمليات ضرب وقسمة لعدد من الأرقام، رغم تكرار تعليمه جدول الضرب وكيفية إجراء عمليات الضرب والقسمة، هنا يتحتم علينا أن نراجع معه صحة قراءته للأرقام التي يقوم بضربها وقسمتها، فالإنسان لا يدرك حقائق الواقع المادي إدراكاً مباشراً بما يكفل له الموضوعية الصارمة، ناهيك عن الأكثر تعقيداً وهو إدراك وفهم العلاقات والأحداث الجارية، فهناك نظارة أو وسط غير شفاف أو مستو ننظر من خلاله إلى هذا العالم، إنه الفكر والثقافة التي تلون الوعي الإنساني وتطبعه بطابعها، الأمر الذي يختلف من شخص أو شعب إلى آخر، بل إننا في الحقيقة لا نستوعب حقائق الواقع ذاتها، وإنما نطابق ما تراه أعيننا مع أقرب صورة نمطية في أذهاننا، بغض النظر عن مدى المطابقة الفعلية بين الصورة الواقعية المعاصرة، وبين القالب النمطي المختزن في ثقافتنا، وخير مثال نضربه هنا رؤية الجماعات والأعمال الإرهابية على ضوء قالب نمطي نسميه "حق المقاومة المسلحة"، وعلى سبيل المثال أيضاً، ودون أن ندخل في حقول الألغام التي قد تجلب علينا اللعنات أو الرجم، نأخذ مثال النظر إلى "امرأة"، فسوف يراها أحدهم موضوعاً للإشباع الجنسي، ويراها آخر مصدراً للإغواء الشيطاني والفسوق، ويرى فيها ثالث أماً تنجب له لأطفال، ويراها رابع خادمة تقضي حوائج في منزله، وقد يرى فيها آخر منافساً له في الحصول على ترقية أو فرصة عمل، هكذا فرؤيتنا للعالم ليست مباشرة وموضوعية تماماً، حتى الرؤية العلمية المعملية، تتأثر بأدوات القياس وبالتجارب المصممة لفحص الموضوع المادي.
في الحقيقة لا تخلو ثقافة أو منظومة فكرية من ثوابت ومسلمات، لكن الأمر يختلف من حالة إلى أخرى، ليس فقط من حيث نوعية تلك الثوابت، ومدى صلاحيتها وتوافقها مع حقائق العصر والمرحلة الحضارية، لكن أساس الاختلاف ينبع من كيفية إنتاج تلك الثوابت، وهو ما يتوقف على طبيعة العقل الفردي والجمعي للمجتمع، من حيث منهج تحصيل المعرفة الإنسانية، فهناك العقلية التي تعتمد على التحليل، والعقلية التي تعتمد على القياس أو التنميط، فالعقلية التحليلية قادرة على تفكيك الظواهر، وردها إلى عوامل أولية، تصلح كمسلمات وثوابت إنسانية عامة، أي تمتد عبر مساحة واسعة زمانياً وديموغرفياً، لتتكون في النهاية لدى الذات العارفة -بإعادة التركيب- صورة خاصة لكل ظاهرة، يبدو فيها بوضوح معالم اختلافها واتفاقها مع ظواهر أخرى تاريخية أو معاصرة، قد يكون بينها وبين الظاهرة محل النظر تشابهات هيكلية، دون أن يعني هذا التطابق بينهما.
العقلية التي تعتمد على القياس أو التنميط هي عقلية عاجزة عن القيام بعملية التحليل، لذا فهي تعتمد في إدراكها لحقائق الواقع على مجموعة لابد وأن تكون كبيرة من الأنماط والقوالب الموروثة، لتُدخل أو تحشر الظواهر محل النظر في واحد منها، رغم أن النمط القياسي يكون قد تكون في زمن آخر، لوصف ظاهرة تختلف بقدر أو بآخر عن تلك المتعينة هنا والآن.
كلا العقليتين إذن تعتمد في المعرفة على الثوابت والمسلمات، لكنها في حالة العقلية التحليلية عبارة عن عناصر أولية، مما يوفر لها صلاحية ممتدة في الزمان والمكان، كما يحد من العدد المستخدم منها، والذي يستخدم بعملية التركيب في معالجة عدد لانهائي من الظواهر، أما في العقلية القياسية فإن البديهيات لا تكون أولية بل مركبة، لذا فهي تعوق الفهم الدقيق والصحيح، ولابد من تكاثر أعدادها لتناسب أكبر عدد من مظاهر الحياة، ومع ذلك لا يترتب على تلك الزيادة تحسن يذكر في دقة الفهم.
نلاحظ أن المجتمعات التي تعتمد على التنميط تتزاحم في ثقافتها الثوابت، فتسد عليها الطرق، كما أن تلك المجتمعات تكون أسيرة تراثها، ليس حباً فيه، بقدر عجزها عن ابتكار ثوابت جديدة أولية (وليست مركبة) تستعين بها على فهم عالمها المعاصر والتوافق معه.
لقد درجنا مثلاً على استخدام كلمة أو مفهوم "ضمير" كما لو كان معياراً نزيهاً أو مرجعاً محايداً للحكم على الأحداث والعلاقات محل النظر، رغم أن الضمير أو الأنا العليا supper ego ما هو إلا ركام من المسلمات والثوابت والقيم التي ترسبت في عقل الإنسان مما يلتقطه من البيئة، والإنسان الفرد لا يلتقط آلياً كل ما هو موجود في ثقافة بيئته، لكنه يقوم بعملية انتقاء واع وغير واع، يلعب فيها تكوينه البيولوجي وظروفه الاجتماعية والاقتصادية دوراً محورياً، ناهيك عن تأثير اختلاف البيئات البين على اختلاف تكوين "الضمير"، مما يخفض كثيراً من قيمته كمعيار مثالي، وإن بقي ممثلاً للحد الأعلى أو سقف قيم الفرد أو المجتمع، فالأفراد والشعوب يتراوح أداؤها بين قاع أبعد ما يكون عن السوية، وقمة عليا تستطيع الاقتراب منها إن كانت في أفضل حالاتها، لكنها أبداً لا تستطيع تجاوزها، ما لم تقم بعمليات مراجعة ونقد لمسلماتها وثوابتها، وهو ما لا يقدم عليه الأفراد والشعوب إلا نادراً، وتحت ضغوط هائلة واستثنائية، مثل الهزائم الكبرى، هذا ما لم يتم الالتفاف حولها بتسميتها "نكبة" أو "نكسة"، وهو ما يحدث إذا ما كانت الشعوب تفتقد للحيوية والقدرة على تعديل مساراتها.
في تاريخ الشعوب قلة نادرة من المصلحين الاجتماعيين من جرؤا على الاقتراب بإصلاحاتهم من منطقة "المسلمات والثوابت"، ولهذه القلة بالتحديد يرجع الفضل في القفزات الكبرى والجوهرية للشعوب وللحضارة الإنسانية، في حين أن غالبية من عرفتهم الشعوب من مصلحين ركزوا جهودهم الإصلاحية على تحسين وتقويم الأداء استناداً على "المسلمات والثوابت" الراسخة، أي برفع الشعوب من حضيض القاع، للاقتراب بهم من الحد الأعلى أو سقف الضمير المجتمعي، لكنهم يقفون عند ذلك الحد غير قادرين على تجاوزه، ماداموا غير قادرين أو راغبين في مراجعة ونقد "المسلمات والثوابت".
يرجع تجنب دعاة الإصلاح لنقد الثوابت إلى ثلاثة عوامل، الأول هو أن هؤلاء المصلحين يكونوا أبناء مجتمعهم، وتترسخ بداخلهم تلك المسلمات، فلا يفطنوا إلا إلى ما يعتبر تجاوز لها، ويسندون تلقائياً كل ما يعانيه المجتمع من فشل إلى عدم الالتزام بها، وربما كان ما يشيرون إليه صحيحاً جزئياً، وربما كان العكس، إذا ربما كانوا بدعوتهم يسوقون الناس إلى حيث الداء والبلاء!!
العامل الثاني لتحاشي مناقشة الثوابت هو ما يجره ذلك من نقمة الجماهير، الذين ينظرون للمصلحين في تلك الحالة كمارقين وخونة وكفار وسائر تلك النعوت والاتهامات الخطيرة، التي قد تودي بحياة المصلح أو العالم، كما حدث مع سقراط وكوبرنيكوس وسافونا رولا وكثيرين غيرهم.
العامل الثالث هو أن تغيير الثوابت المستقرة في عقول وحياة الجماهير عملية في غاية الصعوبة والبطء، فلا يأمل المصلح أن تمتد حياته ليرى ثمرة مجهوداته، كما يكون معنى سلوك هذا النهج انقضاء حياة أجيال على ذات الحال البائس، إلى حين حدوث تقدم ملموس في حياة الناس نتيجة تحريك تلك الثوابت، مما يدفع دعاة الإصلاح للتوجه نحو أسلوب أجدى وأسرع.
إذا كانت لدى شعوب منطقة الشرق الأوسط القدرة على إدراك حقيقة فشلها الدائم وانحدارها المستمر نحو الأسوأ، فسوف يتحتم عليها للخروج من هاوية الفشل وتخطي الطرق المسدودة أن تقوم بمراجعة شاملة لكل مسلماتها وثوابتها.
قد يقدم أو يحجم كاتب هذه السطور في المستقبل على طرح أبرز وأخطر "مسلمات وثوابت الأمة"، التي تحتاج إلى التفكيك أو الاستبدال السريع، فإذا كان أحدهم قد قال: "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي"، فإنه يجوز أن نستعير منه ذلك التعبير لنقول: "كلما سمعت كلمة ثوابت تحسست معولي وفأسي" لأنقب تحتها بحثاً عن عناصر الفشل الأزلي.
kghobrial@yahoo.com
التعليقات
واقع فشل في التحديد
إنجي -الأستاذ غبريال..وإن إختلفنا أحياناً إلا أننا نقرأ له بأمان أحياناً كثيرة أخرى--لكنه حدثنا عن المسلمات والثوابت--ولم يتحدث عن المتغير!!--فكلاهما(الثابت والمتغير)مفهوم فلسفي كان وسيبقى ومتلازم!!--ثم من الذي سيحدد أن هذا ثابت أو ذاك متغير-- نجد أن هناك ثوابت وقد تغيرت!--وإذا سمح لي الأستاذ كمال بهذا القول رغم علمي مسبقاً أنه لا يروق له--(وهو أن الفكر الناصري نزل للوقع لصناعة النظرية(رفض للثابت ورغبة في التغيير)--مع هذا أتت الرياح لتقتلعه--فهل هذا هو (الفكر المتغير؟!)--ويتحدث الأستاذ كمال عن المقاومة المسلحة وإعتبارها إرهاب(كمفهوم ثابت لديه!)!!--فإستفساري..أليست أمريكا وإعتداؤها الوحشي--على منطقة الشرق الأوسط--أليس قاعدة ثابتة لديها--طبقاً لمفهومها..وهو حماية مصالح أمريكا؟؟--فكيف لنا أن نثبت أن ما تقوم به أمريكا وسيلة حماية ودفاع--وكيف نغير أن ما تقوم به المقاومة هو إرهاب وليس حماية ودفاع؟؟!!(لا يوجد ثابت مطلق ومتغير مطلق)--أخيراً..ما الذي يفصل مابين الشك واليقين--ومن الذي يحدد أن هذا ثابت وذاك مُتغير؟؟--هما سؤالان بإجابة حرة مُتغيرة--لإحتواؤها على الجوهر والظاهر معاً..وهذا هو الواقع الثابت للأسف!!
اسقاط
ابو وش عكري -يبدو ان البعض يسقط ما في نفسه المهزومه على الاخرين ؟!! هذه شنشنه نعرف المحرك لها والقصد منها ، كل شعب له ثوابت ومسلمات يبدو ان طابور اللبراليجيين المتصهينين المتأمركين يسعى الى تحطيم الثوابت والمسلمات خدمة لاسياده الامريكان والصهاينة تحاولون عبثا سنعض على ثوابتنا ومسلماتنا بالنواجذ وستزول امريكا واسرائيل!!
فتش عن الدين
نـــ النهري ـــزار -كل الاشياء التي تمر بنا من نظريات وقوانين وغيرها قابلة للتغيير او التشكيك الا اشياء معينة واقصد بها (القوانين الالهية) التي لا نستطيع ان نغيرها ولا نستطيع ان نصدق انها من غير عند الله برغم عدم وجود الدلائل المادية والعلملية على ذلك ونحن نعتبرها من المسلمات واكثر من المسلمات. وهذه الاشياء تحدث فقط في الدول العربية والاسلامية فهذه الدول لا تقبل فكرة العلمنة بسبب دينها وكل الدول الاخرى مسيحية او يهودية او غيرها قبلت بها. لقد احتلت امريكا المانيا واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولحد الان ولم تظهر مقاومة مسلحة كالتي في العراق وافغانستان وهما حديثي العهد بالاحتلال وهذه الاشياء تجعل لمن له عقل ان يفكر مليا
تحدي النفس
منير محمد صلاح الدين -منظومة جيدة لأعادة محاسبة النفس ومراجعة الثوابت والمسلمات ففي رآي الثوابت الحياتية التي نعتقد انها الأصح اليوم أو أمس ليست صالحة لغدا أو اليوم عند التأمل والتحليل المبني علي المنطق والمصلحة العامةوالخاصة للفرد والجماعة وذلك لعلاج الفشل والتردي المجتمعي المزمن القائم علي عبادة مقولات الثوابت والمسلمات فلما لا نجرب التحليل والغوص فى النفس البشرية لتحقيق الأصلح.
يونس شلبي
جورج ميخائيل عازر -انا مش فاهم حاجة..هل من مترجم؟
يا نزار أصبت الهدف!!
كركوك أوغلوا -وسيحجم الكاتب من طرحه مستقبلا , ويأخذ عبرة بما حدث لنجيب محفوظ ؟؟!!..
الثوابت
احمد الجعافرة -كثير من المفاهيم التي يصنفها البعض ضمن الثوابت وينعتوها بثوابت قوميه او ثوابت دينيه او ثوابت وطنيه جميع هذا الثوابت بحاجه الى اعدة النظر فيها وكما يقول الكاتب علينا ان نستل معاولنا للنفتش عن سبب وجود هذا الذي يسمى ثابت وعن سبب استمراره الى هذه المرحله وهنا اقول ان الذي اوجد الثابت وثبته نيرا على رقابنا هو الحاكم السياسي بحيث انه جير جميع المسطلحات والمفاهيم من اجل خدمة هدفه كحاكم فخرج علينا بمقولة من مثل ثوابت الامه الاسلاميه او ثوابت الامه العربيه ولتفتيش في هذه الثوابت كمفاهيم نظرب مثالا لمفهوم عفى عليه الزمن الا انه لازال دارجا ليس على اللسنة العامه في الشارع بل كشعار رسمي للانظمه القوميه ففي النشيد السوري عباره تقول ( فاما نسود واما نبيد) وهنا نلاحظ الشحن الرسمي للجماهير بحيث يتم مسح ادمغتها وتثبيت عقولها عند مفهوم واحد للحياه الا وهو السياده على العالم فهل ياترى لا زال يوجد في هذا العصر من يدعوا شعبه للاستعداد الدائم للحرب من اجل ان يسود هذا العنصر الذي لازال يعتقد انه خير امة اخرج للناس وبعدها نقول لماذا ينظر لنا العالم بمنظار الريبه والشك في التعامل معنا اليس نحن الذين اعطيناهم السلاح الذي يحاربونا فيه الا وهو سلاح العنصريه والقوميه التي تعفن حتي عادة رائحته تزكم الانوف وما يقال عن الثوابت القوميه العربيه يقال عن ثوابت الامه الاسلاميه اما بالنسبه للثوابت الوطنيه فاقول باختصار ان الثابت الوطني ان لم يلتقي مع الثابت الانساني فهو ثابت عنصري فلا يعقل ان يتم الترويج لبعظ الحكام العرب باعتبار ان وجودهم هم واسرهم هو احد الثوابت الوطنيه مثلا ومن ثم يحرم علينا ان نفتش في هذا المفهوم الذي يراه كثير من الناس ثابت وطني الا اني اراه قابل للتغير دون ينهار الوطن
تصحيح للرد 7
عمر البحرة -الرد رقم 7 لا أريد أن أناقش معك اي كلمة مما قلت لكني أريد أن اصحح لك العبارة التي في النشيد السوري فقد ذكرت أنه يحتوي على عبارة وهي ( فإما نسود وإما نبيد ) أماالعبارة الصحيحة فهيفمِـنّا الوليـدُ و مِـنّا الرّشـيدْ فلـمْ لا نَسُـودُ ولِمْ لا نشـيد. وهنالك فارق كبير بين التشييد أو البناء وبين الإبادة مع الشكر
أسباب الفشل؟؟؟.
أبو القاسم -عندما أتصفح العزيزة إيلاف.أستنتج أنها تنشر مقالات تفيدنا كثيرا لكن بعضها موجه لنا لنعرف مستوى وفهم بعض الكتاب اللبراليين الذين يدعون العبقرية ومعرفة كل البديهيات والمسلمات والثوابت التي أنتجت سياسات الفشل لهذه الأمة.إن مصر كما تسمى أم الدنيا او كما يقول المثل الجزائري ;يا داخل مصر منك ألوف؟؟؟وفعلا في العقود السابقة أعطت مصر لهذه الأمة رجالات وفكر وتطور وحرص ووفاء لصيانة الثوابت والبديهيات والمسلمات التي تتنافى مع أطروحات الكاتب والمعادي لها تماما ؟أما مصر في هذا الزمان قدمت لنا أشياء ينبي لها الجبين ففي الستينات كانت الهزيمة كاملة ومكشوفة ولو أرادت إسرائيل الوصول لمرسى مطروح لوصلت؟سميناها النكسة.. ففي الأمة التي تحترم مسلماتها. كل مسؤول يتسبب في أي إشكال إستراتيجي لبلده يستقيل ويحاكم؟ بل قال الزعيم الملهم إني قررت أن أتنحى ; لغة جديدة لستر الهزيمة والفشل وذر الرماد في العيونأما في حاضرنا خرجت مصر قبريال بلإستراتجية جديدة لتحرير الأرض وإرجاع السيادةورفع راية العز والكرامة لهذه الأمة وهي المقاومة بالقوة الناعمـة وبدأت أولى المعارك في كامب ديفد ؟؟؟. وما تلاها من من إستسلام وإنبطاح وتنصلت مصر من أبناء الأمة في فلسطين؟؟؟.وطبل الإعلام المصري والعربي لهذا الإستسلام والإنبطاح وأكثرهم اللبراليين الأقباط وهل من الثوابت والمسلمات والبديهيات أن تتنازل مصر على كل شيئ؟. في سبيل أن يبقى حكام ليس لهم القدرة والشجاعة على التصرف حتى أمور بيوتهم ؟؟؟. إنجاب الأولاد وخادمة أو منافسة في العمل؟؟؟. كلها أشياء موضوعية في تفكير الكاتب؟. أليس هناك مكانة أرقى تجود بها يا سي على المرأة يا سي قابريال. أن الثوابت والبديهيات والمسلمات التي تتحدث عنها.جعلت من المرأة على مدى 14 قرن هي الأساس في الحيات إن لم تكن هي الحيات نفسها هي الأم برضاها وحضورها هي الأخت وحنانها وهي الزوجة المطيعة العفيفة والمحافظة على شرف الزوج والعائلة والمربية للأجيال وهي التي أنجبت رجال ساروا من الجزيرة العربية إلى أبواب باريس غربا وأبواب ألصين شرقا ونشر والحق وبلغوا لكل الأمم أن المرأة لم تخلق لما قلت عنه يا سيادة الكاتب. المرأة في ثوابتنا و بديهياتنا ومسلماتنا ليست بضاعة أو تنافس أحد بل في أوروبا أرادوها أن تكون سلعة فوصلت لما وصلت له. كما أذكرك أن من حكام هذه الأمة المرسمين على رقاب هذه الأمة المغلوبة على أم