حماس نحو الإفلاس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لقد تحولت حماس منذ أن انقلبت على اتفاق مكة والسلطة الفلسطينية، وحولت سلاحها نحو الداخل، واقتطعت غزة بالقوة المسلحة، كإمارة (إسلامية إخوانية). تحولت من منظمة- فازت وحكمت بانتخابات ديمقراطية- شعارها المقاومة وتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، إلى ميليشيا مسلحة هدفها إخضاع المخالفين في الرأي والمعارضين، والاستيلاء التام غير المنقوص على الحكم، مستخدمة لغة النار بدل الحوار، وفارضة واقعا جديدا على الأرض والشعب، من علاماته: إلهاء الناس بالجري خلف الغذاء والدواء، ونشر الخوف، ومنع المظاهرات والاحتجاجات والمطالبات، ومصادرة الحقوق والحريات، حتى وصل بها الأمر إلى حظر ما اتبعته هي من وسائل تعبير، وأعني به الصلاة في الساحات العامة.
لقد انقلبت الأولويات والأهداف والموازين، وأضحى الهمُّ الأول، والمطلب الأول، وأقصى ما تريده حماس التي كانت ترفع شعار المقاومة والكفاح المسلح والتحرير، هو التهدئة مع إسرائيل، معلنة استعدادها لإيقاف كل العمليات العسكرية والاستشهادية مع العدو. وهي تسعى جاهدة إلى هذا الهدف، وترجو مصر أن تتدخل وتتوسط لتحقيقه. وإسرائيل التي كانت فيما مضى ترجو ذلك وتتمناه وتبغيه، ترفض الآن التهدئة، وتملي شروطها على حماس، وحماس في حيص بيص، فهي من جهة تريد التهدئة، ومن جهة أخرى تخجل إعلاميا وشعبيا من قبول شروط إسرائيل.
لم تحسب حماس حسابا لهذه الأيام، ولعل مرد ذلك إلى قصر نظرها، أو شهوتها الجامحة للحكم. أو لعل مرده لأسباب أخرى، كان أولى بها أن تتدارسها وتناقشها. فما ستؤول إليه الأمور واضحة لا يغيرها التمني والترجي، ولا تحتاج إلى تنجيم. فحماس منذ أن فازت بالانتخابات، واشترط عليها العالم العربي والغربي، اتضحت لديها الصورة. وكان حريا بها أن تجنب شعبها المأساة. وأن تدرك أن اقتطاعها غزة، وانفرادها بالحكم سيفرض عليها وعلى الغزاويين تبعات لا طاقة لها ولهم بها.
الموت على نار هادئة هو سمة الوضع الذي وصل إليه سكان غزة هذه الأيام. فلا ماء ولا غاز ولا كهرباء، ولا وقود ولا مواصلات، ولا غذاء ولا دواء، والكل عاطل عن العمل، والمؤسسات أغلقت أبوابها، والبسمة اختفت من الوجوه، والناس في حيرة ووجوم، وصمت وترقب وانتظار الفرج. وحماس مهما غلا الثمن ودفع الغزاويون، لا يعنيها سوى البقاء في الحكم، وحماية سلطتها المتداعية.
لماذا سيعمل الغرب على إنقاذ سلطة حماس من الانهيار، ومدها بأسباب البقاء، طالما أن الأخيرة، أعني حماس. لا تأبه لغير أجندتها، وتعتنق مبدأ الولاء والبراء، وتقسم العالم إلى دارين، دار الكفر، ودار الإيمان، وتضع الغرب- الذي تستجديه المساعدة- في خانة الكفار والمشركين، وتصفه بالعدو الأبدي للمسلمين، وتعلن الحرب عليه والجهاد.
ولماذا ستعمل مصر أيضا على ضخ الحياة في عروق حماس، وتعيد تأهيلها، وتنقذ سلطتها المتداعية، والإخوان المسلمون يسيّسون الدين، ويضعون العصي في دواليب القاهرة، ويناكفونها ويصارعونها. وحماس لم تأبه من قبل لنصائح مصر، ولم ترضَ بوساطات ومبادرات مصر، ولم تفِ بوعودها معها.
تعتب حماس اليوم على العالم أجمع، وعلى مصر خاصة، وبعض الدول العربية، لأنها تصمت حيال مشكلتها التي صنعتها بيديها. ولأنها لا تمد لها يد المساعدة، أو ترسل لها طوق النجاة! في الوقت الذي لا تراعي حماس مصالح شعبها، ولا تستجيب لمناشدات إخوانها، ولا تأبه لمعاناة الغزاويين المريرة؟ وترفض أن تضحي بشهوتها للحكم، ومصالحها الشخصية والحزبية؟ وترفض أن تتراجع عن انقلابها، وتعتذر لشعبها مما ألحقته بهم، ولا تقبل بانتخابات تشريعية مبكرة، يقول الشعب كلمته فيها.
إن التاريخ يعيد نفسه. فلم تترك تجارب الحركات الدينية المسيّسة السابقة، من السودان إلى طالبان، لم تترك أثرا طيبا وراءها، وما خلفت في البلاد والشعوب التي حكمتها- إضافة إلى قمع المرأة والانتقاص منها واضطهادها- سوى الخراب والفقر وسلب الحقوق والجهل والظلام. وهي بدلا من أن تدفع الناس للأمام، وتزرع فيهم البسمة والتفاؤل وحب الحياة والأمل، تشدهم مئات السنين للوراء، وتزين لهم الموت، وتجبرهم على مقت الحضارة والإنسان والحياة.
التعليقات
العقول المتدينة
خوليو -حماس ربحت الانتخابات واعترفت كل الحكومات بشرعيتها وترأست الحكومة وأصبحت الكرة في ملعبها لتثبت للعالم جدارتها بالحكم ، أي أنها أخذت فرصتها ، وبدل أن تبرهن بالترجمة العملية قدرتها ونجاحها، اتخذت خطوات تتميز بها العقول الدينية، فهي تعتمد على المكتوب الجاهز لغير هذا الزمن وعلى الوعود بالنصر وعلى بعض أنواع الاستخارات: قراءة بعض الجمل التي يقولون أنها مقدسة ومن ثم النوم وانتظار جدول الأعمال السماوي ،ومن ثم العمل على أساسه، ضارباً بعرض الحائط كل موازين القوى الإقليمية والدولية في هذا العصر، فهي تستمد قراراتها من الأحلام، على نمط داعمها زعيم ايران ، ولما لم تتحقق أحلامها اشتد بها الغيظ وقامت بانقلابها وأظهرت دمويتها مثلها مثل أخواتها في شرب الدماء وقذف البشر من أعلى الطوابق، مستغلة عواطف الجماهير العريضة التي تؤمن مثلها بالاستخارات. ومثل عادات العقول المتدينة تربط الفشل بمؤامرة الآخرين عليها، فهكذا عقول تعجز عن النقد الذاتي لأن فشلها يدل بالضرورة على فشل الإيديولوجية الدينية التي تستند عليها وهذا ما يقض مضاجعها، الطريقة الأسهل هي اتهام الآخرين.
إلى متى ؟
الساكن -إلى متى سيبقى السكان العرب بين مطرقة الأنظمة الشمولية وسندان الأصولية الاسلامية ؟ الأنظمة بقمعها وخيانتها , والأصولية بتخلفها وبربريتها , مسكين أيها الساكن العربي ! عندما يلقبونك ( بالمواطن ) .
حماس افلست نعم
فلسطيني / الاردن -حماس وعدتنا بستغافورة واوصلتنا قندهار , وعندما وصلنا قندهار افلسنا ولم يبقى لنا سوى تهديد مصر بفتح معبر رفح بواسطة النسوان والاطفال لعل يسقط اكبر عدد من الابرياء تم الادعاء ان العالم كله ضدنا لاننا نطبق الاسلام السياسي وندعم الارهاب الدموي والفكري والاجتماعي ونريد ان نرمي اليهود في البحر وفي الاردن بدأنا باثارة الارهاب الفكري بواسطة اعواننا في مجلس النواب وبأمر من المراقب العام الحمساوي الجديد بتصريح ناري ضد جريدة تنشر مختلف الاراء السياسية باللغة الانجليزية ولا تتبنى مواقف الكتاب وبعدها في الجامعات الاردنية ضد الامن الجامعي لانها تريد خلق الفوضى وفلتان الامن لنشرها في كافة محافظات الاردن تأيدا لحماس في غزة مع العلم ان قادة حماس بممارسون اسوء انواع الدكتاتورية الدينية والقمع الفكري في هذا الارض بعد السيطرة والاستيلاء والانقلاب الدموي الغاشم .
النتائج والشيوخ
خلدون -نعم حماس افلست وانتقلت الى جوار ربها وتجربة الإمارة فشلت لانها بنيت على غش وكذب ونفاق سياسي والان من انتخب حماس عليه ان يدفع الثمن الباهظ ويتعلم ان مجال الشيوخ في الجوامع فقط وهذا مجالهم وكل واحد فينا له مجاله الطيب له مجال والمهندس له مجال والاقتصادي له مجال والسياسي له مجال وهلم جرا بس ان يصير الشيخ بتاع كله هذا لن يحدت لا في الدنيا ولا الآخرة
ردا على المتصهينين
الايلافي -ما اراه ان حماس نجحت في المقاومة ونجحت في الحكم وهذا سبب اغتياظ البعض منها لانهم عولوا على السلطة الامنية الفلسطينيه ستحطمها فلما اجهضت حماس المخطط الدايتوني المشهور اغتاضوا حماس قادرة على اجتراح اشكال غير مسبوقة من الكفاح والمقاومة وستفاجيء الصهاينة والمتصهينين بقدراتها غير المحدودة ان الازمة تلد الهمة كما يقول الافغاني جمال الدين وسترون ؟!!
نعم حماس نحو الافلاس
عاكف -من خلال دراسة التاريخ الفلسطيني نجد ان الفلسطينية لم يحكموا انفسهم طوال هذة السنين الطويلة وما نضالهم إلا من اجل مصالح شخصية من زمن المفتي الحسيني الى يومنا هذا وقد سمعت ان هنالك ترييبات معينة لاجل اقامةدائمة لقادة حماس في القاهرة مع عائلاتهم لان الوضع اصبح على شفير الهاوية واحتمالية انفجار شعبي ضد من ضحك عليهم باسم الدين واوصلهم الى حافة موت الجوع والفقر والمرض . نعم مع مع الكاتب سعد الله خليل عندما اطلق عنوان حماس نحو الافلاس .
مقال مفلس
عربي -لا أعرف بالضبط من هم المفلسون حقا ولكن سأسوق لك خبر نشر اليوم لنرى من هم المفلسون :(صرح مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة &;جروسليم بوست; الصهيونية بأن استمرار الحصار &;الإسرائيلي&; لقطاع غزة يعتبر عملاً خاطئًا، وإنه ساعد حركة حماس بدلاً من إلحاق الأذى بها. وقالت صحيفة &;جروسليم بوست&;: إنه من المرجح أن تنقل وزارة الخارجية الأمريكية هذا الشعور غير السار المتعلق بسياسة إسرائيل حيال غزة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عندما يصل إلى واشنطن فجر الثلاثاء. من ناحيته قال المسئول في وزارة الخارجية الأمريكية: إن ما نرغب في إعلام الإسرائيليين هو أن السياسة التي تبنوها بعد يونيو 2007 حيال قطاع غزة لم تكن فعّالة. وكانت &;إسرائيل&; قد فوضت مصر للتوسط في إحلال اتفاق تهدئة بينها وبين حماس لوقف صواريخ المقاومة مقابل فك الحصار والكف عن العمليات الأمنية داخل القطاع.)
حماس بدون موارد
كركوك أوغلوا -فليس لها النفط (كعمائم العراق وأيران) , وليس لها زراعة المخدرات (كعمائم طالابان) , ودولاراتها المقدسة مشروطة ومؤقتة ؟؟!!..
الايلافي صدقت والله
الأوراسية -والله دمي يغلي من المقالة ومعلقيها ).
زازل واعاصير حماس
الايلافي -يقال ان حماس كانت سببا في الزلازل التي ضربت الصين مؤخرا والاعاصيرالتي اجتاحت الولايات المتحده منذ ايام ؟!! وقد تكون سببا في الفياضانات التي ستجتاح الهند والبنغلاديش قريبا ؟!!!
نظرة موجزة
فريد -المشكل ليس في حماس المشكل هو في العراقيل التي وضعها الصهاينة والامريكان وحلفائهم العرب ومثقفو المارينز الدي وقفوا ضد هده الحركة بعد اكتساحها للانتخابات بطريقة شفافة . فحماس كانت ستصلح ما افسده بعض المفسدين في السلطة الفلسطينية الدين كانوا يتامرون عليها وعلى الشعب الفلسطيني بمعاملاتهم السرية والمكشوفة مع اسرائيل .
الايلافي والاوراسية
سليم الريسان -مايجمع المجرمين هوكرههم للحقيقة وإيمانهم بالقتل والكذب والارهاب وقتل الابرياء, وهي المقدسات التي يءمن بها الايلافي وشلة الهشك بشك الني ينتمي اليها. وللاوراسية, هل لديك دم حتى يغلي؟
الى سليم الريسان
فيصل -ادا كانت تعليقات البعض لم تعجبك . فعلى الاقل لاتحاول التهجم وفرض رأيك الوحيد عليهما أو بعبارة اخرى تكميم أفواههما واستعمال الارهاب الفكري الدي اصبح موضة عند البعض
اعداء فلسطين
فلسطينى -حماس ليس لها علاقه لا بالأسلام ولا فلسطين..انظروا الى الاخوان المسلمين فى سوريا الذين قدموا عشرات الألاف من الشهداء على يد النظام العلوى الذى جعلته اسرائيل وامريكا يحكم دمشق عاصمة معاويه ويزيد رضى الله عنهم....وانظروا اين يعيش (خالد مشعل) فى دمشق التى يحكمها النظام العلوى الذى قتل المسلمين وحامى حما اسلرائيل...حماس اسستها اسرائيل لتدمير المشروع الوطنى الفلسطينى......حماس بالنسبه لى هى عدوة مثلها مثل ايران وحزب ......جيش المهدى.وعاشت فلسطين وعاش الزعيم الخالد الرمز الشهيد ابو عمار
ملخص التعليق
الحقيقة -اعتقد انه الجميع صار بيعرف مصلحته مع مين ومين اللي بيضره واللي بينفعه ، في زمانا هذا ما عاد في جهلة الحمد لله الكل فاهم واذا مش فاهم فالمسكلة اكبر من هيك .العالم كله بيعرف كيف نجحت حماس ف الانتخابات وليش ، وهو طبعا كان غير متوقع من قبلهم النجاح لكن الغرض منه دخول ضد السلطه .فنسأل الله التوفيق والفهم والبقاء على الباقي من الشعب ويجب كل واحد يعرف حجمه وحجم عدوه، وللاسف كل الاشخاص اللي بينادوا بالهجوم والسحق والقتال والكلمات الكبيرة هم خارج الضفة للاسف بيعدين عن الارض المقدسة ( فلسطين ) .
الحماس
عائدة -لم يعد للحماس الذي انتخب حماس وجود فقد ظهرت لى حقيقتها كحركة دينية قادتها أئمة جوامع وشيوخ دين لا يفقهون من الدين شيئا اوصلهم الزمن الرديء للحكم . حماس لا تعيش إلا على الطخطخة ومعاناة الناس دون الإهتمام بمن أوصلوها للحكم سوف تزول ولكن بعد تغير العقول والقضاء على الجهل وإمكانية استخدام الدين للوصول إلى الحكم وممارسة الإستبداد على الناس
المتاجرة بالشعوب
حبيب -هذه هي الحركات التي تعيش على الشعارات الفارغة من حركة حماس إلى حزب الله إلى نظامي خداع الجماهير السوري و الايراني. دجل سياسي يودي الى الهاوية و خسارة كل شئ.
ردا على المتصهينين
الايلافي -حماس نجحت في المقاومة ونجحت في الحكم وهذا سبب اغتياظ البعض منها لانهم عولوا على السلطة الامنية الفلسطينيه ستحطمها فلما اجهضت حماس المخطط الدايتوني المشهور اغتاضوا حماس قادرة على اجتراح اشكال غير مسبوقة من الكفاح والمقاومة وستفاجيء الصهاينة والمتصهينين بقدراتها غير المحدودة ان الازمة تلد الهمة كما يقول الافغاني جمال الدين وسترون ؟!!
اغلاٍنتخابات مخرج حم
رمضان عيسى -ان قوة حماس فى الاٍنتخابات التى أوصلتها لرئاسة الوزارة ليست قوتها الحقيقية بل أقل من ذلك بكثير ، ففشل أجهزة السلطة أداريا واقتصاديا وأمنيا ،والفشل الأكبر جهاز التوجية السياسي الذيى فشل في توضيح أبعاد انتخاب الأحزاب الدينية لاٍدارة اقتصاد بلد في هذه المرحلة وهناك فرق بين الدولة والثورة فكل له متطلباته وسياساته, والآن ظهرت حماس بأنانية حزبية مفرطة وديكتاتورية عسكرية وأصبحت تمارس جميع أساليب الاٍرهاب الفكري ليس ضد المؤسسات الأمنية القديمة بل ضد الناس العاديين وألغت جميع الوسائل التعبيرية الديمقراطية التي أوصلتها للسلطة ،وهي الآن في ورطة بسبب رفض العالم لها وانغلاقها الفكري يجعلها لاتخرج من السلطة بهدوء ورأيي أن لا مخرج لحماس اٍلا الاٍنتخابات .