كتَّاب إيلاف

الذكرى السنوية ألأولى لانتصار حماس الإلهي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيظل يوم الرابع عشر من يونيو/ حزيران يوما تاريخيا مميزا في تاريخ الشعب الفلسطيني، لأن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"تمكنت في هذا اليوم من عام 2007، عبر انقلاب عسكري ناجح من فرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، وتحريره - حسب وصفها - من الاحتلال الفتحاوي، بعد أن قتلت و طردت بقسوة ووحشية غالبية قيادات وكوادر المستوطنين الفتحاويين، وترحيلهم عبر دولة إسرائيل إلى مستوطناتهم في الضفة الغربية. وهذا التحرير حسب وصف حركة حماس هو التحرير الثاني للقطاع، إذ أنها أطلقت على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة من طرف واحد عام 2005 بأنه التحرير الأول للقطاع. وكنت قد كتبت في الخامس من أغسطس/آب لعام 2007 أي حوالي شهرين بعد الانقلاب المذكور، مقالة بعنوان (الفلسطينيون والنموذج القبرصي)، توقعت فيها أن يستمر طويلا الانقسام الفلسطيني الحاصل بعد انقلاب التحرير، متذكرا النموذج القبرصي الذي طرأ بعد الانقلاب الذي مارسه الجيش التركي محتلا شمال قبرص فاصلا إياه دويلة منتزعة من الوطن القبرصي، ويستمر هذا الانفصال في دولتين قبرصيتين من عام 1974 حتى هذه اللحظة. وتساءلت إلى متى يستمر الانقسام الفلسطيني: إمارة حماس في غزة ودويلة عباس في رام الله؟. راهنت غالبية القيادات الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني المنكوب العديد من المرات على أن هذا الانقسام الانقلابي لن يستمر سوى أيام أو أسابيع، ويعود العقل إلى رؤوس القائمين عليه، فيعتذروا ويعيدوا الأمور إلى نصابها الشرعي السابق لانقلابهم. وها نحن نعيش ذكراه السنوية ألأولى، ترسّخت خلالها العديد من المفاهيم الانفصالية التي تعني واقعا لم تحلم به إسرائيل وما كانت تستطيع تحقيقه لو سخّرت كل قوتها العسكرية والاستخباراتية. إنجازات انقلاب النصر الإلهي الثاني
ماذا تحقق خلال العام الأول من السيطرة الكاملة لحركة حماس عبر انقلابها العسكري على قطاع غزة (365 كم)؟. سوف أرصد أهم هذه الإنجازات التي عاشها ويعيشها الفلسطينيون داخل القطاع، ويرصدها الجميع خارجه مما يعني أنه من الصعب أن تنكر حماس هذه الإنجازات أو يشكك فيها أحد القراء:
أولا: تدشين مفاهيم القتل والثأر بدلا من سيادة القانون
أثناء عمليات الانقلاب العسكري وبعد السيطرة الكاملة على القطاع، مارست ميليشيات الحركة عبر ما تسميه " القوة التنفيذية " عمليات قتل وسجن ومطاردة وترحيل لغالبية عناصر وكوادر حركة فتح، بشكل انتقامي لم يمارس مع الاحتلال الإسرائيلي، بدليل أن الجندي الإسرائيلي الأسير ما زال حيا، ويجلب له الطعام ثلاثة مرات يوميا من مطعم خاص يعدّ له على الطريقة اليهودية، بينما قيادي فتح سميح المدهون تم قتله بطريقة بشعة بعد القبض عليه بإطلاق ما لا يقل عن سبعين رصاصة على رأسه وجسده، وبعد ذلك تمّ سحل جثته في شوارع غزة. وكذلك مهاجمة منزله والاعتداء على أفراد من أسرته، ثم نبش قبره وتخريبه أكثر من مرّة. و شاب آخر كان يعمل طباخا في منزل الرئيس محمود عباس تمّ قتله بالرصاص وإلقاء جثته من الطابق الثامن عشر من أحد الأبراج السكنية في مدينة غزة، وأحدثت جريمة قتله ردود فعل عنيفة ليس في القطاع والضفة فقط، ولكن في كافة أقاليم الشعب الكردي لأن ذلك الشاب من أصول كردية، وتزامنت هذه الجريمة مع تصريحات إسماعيل هنية قائد الانقلاب التي وصف فيها فدائيي الشعب الكردي البيشمركة ب " الميليشيات"، وأثارت حينها ردود فعل شاجبة لدى كافة الأحزاب الكردية. وما زالت عمليات المطاردة والقتل والسجن والملاحقة مستمرة، وطالت وتطول ليس من هو فتحاوي فقط، ولكن كل من يجرؤ على نقد السياسة والانتصارات الإلهية لحركة المقاومة الإسلامية. وكان من بينها سجن الكاتب والصحفي عمر الغول،الذي كان قادما للقطاع للمشاركة في جنازة أحد أقاربه، وقد لاقى اختطافه وسجنه استنكارا واسعا في أوساط الكتاب والصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين من كافة الاتجاهات السياسية، بسبب السمعة الطيبة والأداء الوطني المنفتح الذي عرف به. وعندما اكتظت سجون حماس بمعتقلي فتح، فرضت قانونا عجيبا غريبا، إذ طلبت من أسرة كل معتقل دفع غرامة مالية مقدارها 250 دولار، مع توقيعه وأسرته على تعهد بعدم ممارسة أي نشاط سياسي في القطاع مقابل إطلاق سراحه.
ثانيا: تقييد حرية الإعلام بشكل غير مسبوق
كعادة غالبية الأحزاب ذات الطابع الشمولي الاستبدادي التي لا تستطيع سماع أية وجهات نظر مناقضة لتوجهها الإلهي، أقدمت سلطة الانقلاب على خطوات قيّدت أية حرية للصحافة والإعلام الفلسطيني، كان أولها منع بث فضائية تلفزيون فلسطين الرسمية من القطاع،ومنع الصحف الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية من دخول " إمارة حماس ".
وقد تعرضت أكثر من مظاهرة ومسيرة احتجاج على تعديات الانقلابيين للقمع وإطلاق الرصاص و تفريق المتظاهرين بالقوة، ووقوع العشرات من الجرحى من بينهم تحديدا العديد من المصورين الصحفيين الذين كانوا ينقلون وقائع المظاهرات الاحتجاجية. أما عن خطف الصحفيين العرب والأجانب فقد تكرر العديد من المرات، وتمّ أيضا تدمير مكتب فضائية العربية من خلال زرع عبوات ناسفة، ومنعت القناة من العمل في الإمارة، وغادر أكثر من مراسل لها القطاع نهائيا خوفا من القتل والسجن. وكنتيجة لتقييد كافة الحريات الصحفية، أصبحت فضائية الأقصى التابعة لحماس وخطب الجمعة للشيخ إسماعيل هنية مقررا إجباريا على المليون والنصف من سكان القطاع.
ويكفي مثال واحد صارخ
اعتدت ميليشيات القوة التنفيذية الحماسية على ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يوم الثالث عشر من أغسطس 2007، أثناء اعتصامهم في ساحة الجندي المجهول أمام مقر المجلس التشريعي وسط مدينة غزة، ومنعت الصحفيين من تغطية الاعتصام، الذي تمّ تنظيمه احتجاجا على الأوضاع السيئة في القطاع، وتمّ الاعتداء على المعتصمين من كافة الفصائل الفلسطينية بالهراوات وأعقاب البنادق، وقد لاقت هذه الاعتداءات الإجرامية المقيدة للحريات، إدانة من كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها تلك الإدانة الواضحة التي أعلنتها جبهة النضال الشعبي التي قال الناطق باسمها: " إنّ شعبنا في قطاع غزة لن يستسلم لسياسة القمع والإرهاب، وسيواصل التعبير عن موقفه الرافض للانقلاب العسكري ونتائجه على الأرض، رغم التهديدات والتحذيرات التي تطلقها حماس ضد أية محاولة شعبية تعبر عن رفضها لكافة ممارسات القوة التنفيذية ضد أبناء شعبنا". وكذلك أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تلك الاعتداءات غير الشرعية على المعتصمين سلميا في ساحة الجندي المجهول، ومنع الصحفيين من تغطية الاعتصام واقتحام مكتب قناة العربية في غزة ومصادرة الكاميرا والشريط المصور الذي يتضمن مشاهد الاعتداءات على المعتصمين. وضمن عمليات قمع حرية الرأي هذه، فقد تمّ التعرض بالضرب والسجن والمداهمة لعشرات من الصحفيين، ومداهمة مكاتب قناة أبو ظبي ووكالة رويترز. واقتحمت نفس المليشيات برج إسكان الصحفيين في تل الهوى (أصبح اسمه تل الإسلام بعد انقلاب حماس)، واقتحام منزل عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين ومدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون محمد الداوودي ومصادرة سيارته وهاتفه المحمول. ومجرد ذكر أسماء الصحفيين والمؤسسات التي تعرضت للقمع والمداهمة والمصادرة يحتاج إلى عدة صفحات لذكرها وتوثيقها.
ثالثا: التطهير الفتحاوي
خلال العام الأول من الانقلاب مارست حركة حماس تطهيرا تنظيميا يمكن أن نطلق عليه "التطهير الفتحاوي " عبر طرد كافة أعضاء فتح وكوادرها ومناصريها من كافة الوظائف في الدوائر والمؤسسات الفلسطينية الخاضعة لسيطرتها المطلقة، وشمل التطهير أعضاء المنظمات والفصائل التي أدانت علنا انقلابها العسكري، فمثلا عقب قمع ميليشيات القوة التنفيذية للاعتصام السلمي السابق ذكره، تمت مطاردة وطرد وضرب وسجن مئات من أعضاء المنظمات التي أدانت التعرض للاعتصام بالقوة والضرب وإطلاق الرصاص. وعبر هذا العمل الانتقامي المستمر، ترسخت في صفوف الشعب الفلسطيني نعرات قبيحة مثل : "فتحاوي " " حماسي" " غزّاوي " " ضفّاوي"، وتسري في أوساط الشعب الفلسطيني المقهور المصادرة حريته وخياراته، نكات ساخرة معبرة مثل: " إمارة حماس في غزة " و " دويلة عباس في رام الله ".، خاصة أنه لم يوجد تواصل جغرافي وبشري بين القطاع والضفة طوال الفترة بين عام 1948 حتى اليوم. فمنذ عام 1948 وحتى عام 1967 يخضع القطاع لسيطرة وإدارة الحاكم العسكري المصري، ويدرس طلابه وطالباته المناهج التعليمية المصرية في كافة المراحل الدراسية، ويحمل سكانه " وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين "، بينما أصبحت الضفة الغربية في نفس الفترة جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، ويحمل سكانها الجواز والجنسية الأردنية، ويتعلم طلابها وطالباتها المناهج التعليمية الأردنية، و بعد هزيمة عام 1967 تمّ احتلال القطاع والضفة، وبالتالي أصبحت فلسطين التاريخية كاملة تحت السيطرة والاحتلال الإسرائيلي، وبقيت نفس القيود على التنقل بين القطاع والضفة، إلى أن أصبحت قيودا صعبة للغاية، ساهمت في قطع شبه نهائي للتواصل الجغرافي والبشري بين القطاع والضفة، خاصة منذ بداية عام 2000، إلى حد أن موظفي السلطة الفلسطينية من كبار الموظفين والوزراء لا يستطيعون التنقل إلا بتراخيص إسرائيلية. هذا الواقع الفلسطيني المعاش عبر عقود من الزمن، أسهم انقلاب حماس العسكري الذي نتج عنه عزل كامل للقطاع عن الضفة، في تغذية هذه الفرقة بين القطاع والضفة، ونتج عنها ممارسات مخزية بين سكان الإمارة والدويلة لا تليق بنضال الشعب الفلسطيني وتاريخه.
رابعا: تغذية ملامح الحكم الطالباني
عقب انقلاب حماس الربّاني، ساهمت الحركة عن قصد في تغذية ملامح ومظاهر عديدة من فترة حكم طالبان الرجعي المتخلف في أفغانستان، وذلك من خلال الخلط بين دور رجل الدين ورجل السياسة، وقد رسّخ ذلك رئيس الانقلاب الشيخ إسماعيل هنية من خلال خطبته الإسبوعية في صلاة يوم الجمعة في مساجد غزة، وبالتالي ما عدنا نعرف هل السيد فقيها وإماما وداعية أم سياسيا ورئيس وزراء؟. ونتج عن هذه الممارسات نشوب حرب جديدة بين الإمارة الحماسية والدويلة العباسية، يمكن تسميته "حرب الفتاوي" بعد أن بدأت ممارسة جديدة اسمها " صلاة الجمعة في الساحات العامة"، على اعتبار أنها صلاة ربّانية لا يستطيع أحد منع التجمهر من أجلها وهذا التجمهر لا يحتاج إذن من أية سلطة. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المؤمنة، قد طالبت الفلسطينيين بإقامة صلاة الجمعة في الساحات العامة، احتجاجا على انقلاب حماس غير المؤمن، فأصدرت " دائرة ولاية الفقيه في حركة حماس " فتوى تمنع صلاة الجمعة في الساحات العامة. فردّ عليهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين " بجواز الصلاة في الأماكن المفتوحة على اعتبار أن جمهور العلماء قالوا بصحة الصلاة في الخلاء قياسا على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خارج المسجد وتبعه الخلفاء الراشدون والصحابة "، مضيفا " أنّ من غايات وأهداف هذه العبادة اجتماع الناس لسماع ذكر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالجمعة هي مؤتمر المسلمين الإسبوعي "، ورغم ذلك ظلت " دائرة ولاية الفقيه في حركة حماس" على فتواها بمنع إقامة صلاة الجمعة في الأماكن العامة.
وأيدّ جواز الصلاة في الساحات العامة قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميميي، حيث قال: " إن الفتوى بعدم جواز صلاة الجمعة في العراء لا تستند إلى نص أو دليل شرعي ". لكن رابطة علماء فلسطين التابعة لدائرة الولي الفقيه الحماسي، ردت على الجميع موضحة: " نحن أفتينا لولي الأمر بمنع صلاة العراء التي تهدف للتخريب رغم شرعية الصلاة في الساحات. إن اعتماد الساحات العامة وهجران المساجد فيه محاربة لبيوت الله ونزع لهيبة المسجد وقدسيته، ومع الإصرار على الاستمرار فيها نقول إن هذه الصلاة صلاة خطيرة ولا يجوز لأحد أن يشارك فيها لا في غزة ولا في الضفة الغربية تحت أي ستار كان ".
والملاحظ في فتوى رابطة العلماء الحماسية، أنها جعلت من ولي الأمر الشيخ إسماعيل هنية (عالم بما في القلوب)، عندما تقول " أفتينا لولي الأمر بمنع صلاة العراء التي تهدف للتخريب "، فكيف يعرف أنها للتخريب وليس العبادة؟، ولاحظوا أن منع و تحريم الصلاة في الساحات العامة يقتصر على غزة والضفة، أي ساحات الصراع الحمساوي الفتحاوي. وفي نفس السياق، أعلنت جمعية الفلاح الخيرية في القطاع، أنّ ميليشيات القوة التنفيذية اعتقلت مساء الخامس من سبتمبر لعام 2007 رئيس الجمعية الشيخ رمضان طنبورة، واستنكر نائبه العضو السابق في حماس عدنان أبو وردة هذا العمل وسيطرة القوة التنفيذية على الجمعية الخيرية وممتلكاتها.
ولاقت حرب الفتاوي بين إمارة حماس و دويلة عباس، صدى واسعا في دول الجوار العربي، فقد أكدّ العديد من علماء وفقهاء السعودية ومصر على جواز الصلاة في الساحات العامة، استنادا لقول الرسول ص " جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا ". وذهب للرأي نفسه الدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
وقد رافق حرب الفتاوي هذه، مظاهر طالبانية منها إطالة اللحية لدى غالبية أعضاء حماس خاصة في ميليشيات القوة التنفيذية، وفرض الحجاب على الفتيات والسيدات بطرق مختلفة منها إشاعة ثقافة ازدراء غير المحجبات والتعرض لهن في الشوارع، خاصة بعد العثور العام الماضي على العديد من جثث الفتيات والسيدات مقتولات وسط المزارع والبساتين، وكانت حماس قد دشنت هذه الثقافة الرجعية الظلامية في أبريل عام 2005 عندما قام خمسة من كوادرها المسلحة بقتل علني للفتاة يسرى العزامي وهي محجبة، لأنها كانت على شاطىء غزة في سيارة خطيبها و معهم ابن عمها. و بعد استنكار واسع في القطاع، اعترفت حماس رسميا بأن الكوادر القاتلة من عناصرها و الاعتذار عن ذلك العمل الإجرامي. وتبع ذلك بعد الانقلاب العسكري الحماسي، فرض رقابة على مقاهي الانترنت، وتغيير اسم منطقة تل الهوى إلى تل الإسلام، والاعتداء عدة مرات على كنائس ومدارس مسيحية، توجت في أغسطس عام 2007 باختطاف وقتل رامي خضر عيّاد سكرتير جمعية الكتاب المقدس التابعة للكنيسة المعمدانية، وتمّ خطفه وقتله بعد ستة شهور من تفجير المكتبة التي يديرها، وفي كل هذه الاعتداءات على الكنائس والمدارس المسيحية، لم يحدث أن ألقت القوة التنفيذية على أي مشتبه أو لاحقت أي معتدي، والنتيجة هي حالة الفزع التي يعيشها المسيحيون في القطاع، التي عبر سنوات أبقت هذه الحالة حوالي 2500 مسيحي في القطاع فقط بعد هجرة الغالبية العظمى منهم.
خامسا: الحصار الكامل للقطاع
من الأمور الخطرة التي تدلل على ضيق أفق الذين خططوا ونفّذوا الانقلاب، أنهم لم يقدّروا ردود الفعل الإسرائيلية، لأن هذا الانقلاب وما نتج عنه من انقسام فلسطيني، عزّز الدعوى الإسرائيلية الدائمة حول عدم وجود شريك فلسطيني للسلام، مستغلة ضبابية رؤى الانقلابيين التي تتذبذب بين الاعتراف بإسرائيل و الهدنة طويلة الأمد، إلى حد أن المواطن الفلسطيني ما عاد يعرف ما هو البرنامج السياسي لحماس؟ فهي ترفض الاعتراف بإسرائيل، ومع هدنة طويلة الأمد ودولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، ويعزز هذه الضبابية الزيارات شبه الشهرية لخالد مشعل إلى طهران، ومن هناك يطلق تصريحاته النارية المنسجمة مع تصريحات أحمدي نجادي المستفزة للعالم أجمع، ولا ينتج عنها سوى جعجعة إيرانية خطابية كاذبةن ودعم دولي متصاعد لدولة إسرائيل. وقد نتج عن ضيق الأفق والتذبذب في الموقف السياسي، هذا الحصار الشامل الذي يعيشه القطاع مما أفقد سكانه الحد الأدنى من المعيشة الإنسانية في كافة المجالات بما فيها الطبية والعلاجية. وعندما فكّرت حماس في فكّ الحصار بدلا من التوجه نحو المعابر المؤدية إسرائيل، وجّهت جماهيرها لاقتحام معبر رفح بشكل أثار غضب السلطات المصرية، لأنه بشكل واقعي لا تستطيع مصر تحدي الدول الأوربية وإسرائيل كي تفتح المعبر من طرف واحد، بينما قبل أيام قليلة عندما طالبت حماس الفلسطينيين بالتظاهر أمام معبر بيت حانون لكسر الحصار المفروض على القطاع، تظاهر ألاف دون الإقدام على اقتحام المعبر.
القرارات و القدرة على مواجهة النتائج
ليس المهم اتخاذ القرارات فقط، ولكن أيضا دراسة نتائج هذه القرارات، وهل تستطيع مواجهتها أم لا؟. و ألآن بعد عام من الانقلاب هل تستطيع حركة حماس أن تعطينا نتيجة إيجابية واحدة لانقلابها هذا؟. والمهم ذكره هو أنه طوال العام الماضي،تتباكى جميع الأطراف الفلسطينية على الحوار الوطني و توحيد الصف، بعد إفشال اتفاقية مكة و حوار صنعاء وعشرات الحوارات في القاهرة، لسبب بسيط هو أن نجاح الحوار لا علاقة له بنوع الوساطة ومكانها ولكن بنية المتحاورين، لأن حوارا فشل في غزة و رام الله لن ينجح في مكة و صنع الله!.
هذه الانتقادات القاسية ليست فرحة بالانقلاب وترحيبا بالانقلابيين، بل هي نقمة على من أوصلوا الوضع الفلسطيني إلى هذا الوضع، وكل هذه الجرائم تتم باسم تحرير فلسطين والدولة المستقلة وعاصمتها القدس!!. وأتمنى أن لا أكتب في حزيران عام 2009 عن الذكرى السنوية الثانية للانقلاب، وذلك رهن بنهاية الانقلاب عبر قرار من حماس وإعادة الوضع الفلسطيني لما كان عليه قبل الانقلاب، لأن مجرد الترحيب بالمبادرات والحوارات لا يعني أية نية صادقة، و ختاما أقول: اللهم نجّنا مما هو آت !!.
ahmad64@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال أكثر من رائع
قارئ -

حماس بانقلابها الدموي لم تفقد فقط الكثير من جمهورها ، بل فقدت الشرعية النسبية التي كانت تتكلم عنها باسم المقاومة ، على كل حال حماس للأسف لم تتعلم من ذلك الانقلاب ومازالت تتكلم بعنجهية وكأنها هي التي تحتل اسرائيل وليس العكس ، ما أصعب الاعتراف بالواقع على هؤلاء

شكرا للاستاذ احمد
زاهي عليان -

ما ورد في المقال الذي يوضح لنا حقائق الامور في إمارة غزة الحمساوية ان هذة الحركة دموية وضبابية في برامجها وغاياتها السياسية المبنية على عنصرية لا مثيل لها في منطقة الشرق الاوسط وقد خسرت هذة الحركة معظم شعبيتها في جميع الدول العربية ما عدا جماعات الاخوان الداعمين لها في مصر والاردن واللذين يقدمون نموذج حماس ليكون هو الحكم في الاردن مع طرد السكان الاصلين الى الصحراء لكونهم بدو وعائلات شامية ومسيحية وحجازية وشركسية وشيشانية وكردية وعراقية قدمت وهاجرت الى الاردن في اعوام 1865 ميلادية قبل وجود اي قدوم فلسطيني في الاردن وكانت احلامهم بعد نجاحهم في الانتخابات هو الاستيلاء على السلطة وممارسة ما تم ممارسة في غزة من دموية تنفيدية لانهم يعتقدون ان الحمساوية هم شعب الله المختار كونهم الفرقة الناجية وقد انتبة الشعب الاردني الى اهداف هذة الحركة الباطنية وافشلهم في الانتخابات البلدية والنيابية والشكر للاستاذ احمد ابو مطر .

اسرائيليين اكثر من ا
ماسى -

مقالات الكاتب انما منطلقاتها كثير من العبث اللكلامى حقيقة حينما يكون الانسان مهزوم فكريا يرى الامور كلها بمنظور العدو ، وعليه صرنا لا نفرق اليوم مابين من هو اسرائلى او عربى صار الامر كله سيان بفضل مثل هذه المقالات الهابطة ، والبعيدة كل البعد عن الموضوعية فى التحليل ، ولا ندرى من اين والى اين يريد الكاتب ان يقودنا بمقلاته العدوانية لكل مقاوم خلاص يا ابو مطر اجتهد فى استخراج جنسيات للحمساوين من اصدقائك الاسرائليين او الاوربيين

السموم مع بعض العسل
عبدُ المُغيث -

تعمد الكاتب أحمد مطر (والمعلق زاهى عليان) استخدام خلط الأوراق ودس كثير من السموم على القليل من العسل وإستخدام أسلوب التحريض لكل من يستطيع تحريضه من أكراد أو مصريين أو النظام العالمى الظالم.ويمعن الأستاذ مطر وبإسراف فى التضليل فيما يكتب وذلك بجعل أفكاره وأوهامه وأضاليله مسلمات وحقائق وبديهيات يوافق عليها كل أهل الأرض وأيضا واظب الأستاذ على اطلاق الصفات فى وصف الأحداث والشخصيات والهيئات الواردة فى المقال حسب ما يحلو له ويملى عليه هواه الساخر التحريضى كما أن الأستاذ ذو قدرة وجراة عالية فى لى أذرع الحقائق والأحداث وذكر مايواكب هواه منها والتغاضى تماما عن مالايرضيه من حقائق وأحداث ويبدو أن الأستاذ متمرس فى مثل هذه الأساليب من الكتابة حتى إنى أعجز عن حصر الأمثلة من المقال لأدلل على قولى واذا لكان تعليقى أطول مرات من المقال وأكتفى بأن أترك ذلك لمن يقرأ المقال وتعليقى ومقارنة ذلك بالواقعوأخيرا لموقع ايلاف أقول ان المسئولية تقع عليكم فى نشر هذا التحريض بعد توقف اعلام الضفة وغزة عن ذلك ولو كان ذلك من باب حرية الرأى فأتمنى أن يمر تعليقى ولا يمنع تحت سلطة تلك العبارة أسفل مربع الحوار لأنى كتبت ذلك للتعبير عن رأيى فى المقال لا لللإساءة لصاحبه أو الهجوم عليه فالإساءة والهجوم واضحين من الأستاذ مطر على حماس وأهلهاوتقبلوا شكرى باتاحة الفرصة لنا بالتعبير عن آرائنا مقابل هذه الهجمات التى تحاول غسيل عقولنا لصالح أعدائنا

غير موضوعي
سمير -

مقال غير موضوعي يتجاهل الاوضاع قبل انقلاب حماس و ما تتعرض له الحركة الان في الضفة الغربية

الكتاب
عربي -

مهما حاول الكتاب المروجين للمشروع الصهيوني او مشروع الشرق الأوسط الذي تروج له كوندريزا رايس من محاولة تشويه صورة حماس بأعين الجماهير لن ينالوا الا الخسران والبعكس باتت صورهم هم المشوهه فالكل يعرف لماذا اقدمت حماس على هذه الخطوة بغزة والكل يعرف ومن عام كامل كيف تحاول حماس المصالحة للصف الفلسطيني والذي لا يقابله فريق عباس سوى بالتهرب خوفا من تهديدات امريكا واسرائيل ان يكون مصيره كمصير عرفات .

لماذا تشويه حماس
شاهد على العصر -

أكدت مجلة "فانيتي فيير" الأمريكية أنها حصلت على وثائق سرية مؤكدة من مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين فلسطينيين تكشفت النقاب عن خطة سرية مصدقة من الرئيس الأمريكي جورج بوش شخصياً سعت لتنفيذها وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس" ومستشار الأمن القومي "إليوت أبرامز" بهدف إشعال حرب أهلية فلسطينية من خلال تعزيز قوات من حركة فتح بقيادة "محمد دحلان" بالأسلحة بوصاية أمريكية للقضاء على "حماس" المنتخبين بشكل ديمقراطي. ولم يكن ما كشفه التحقيق الذي نشرته المجلة ودعمه بالوثائق والشهادات من أبطال المخطط الإجرامي مجرد قنبلة، بل قنابل حقيقية تظهر حجم المؤامرة التي تعرضت لها تجربة حركة حماس كقوة فلسطينية فازت بالأغلبية في انتخابات شهد الجميع بنزاهتها بهدف إجهاضها والانقلاب عليها، ولكنها جاءت على غير هوى أو توقع إدارة بوش.

الواقع يصنعه الرجال
عبدُ المُغيث -

نعم أخى الذى سميت نفسك قارئ :هناك من لايعترف بالواقع المر المخزى محاولا صنع واقع جديد تكون لأمته فيه العزة والكبرياء و لا يكون ذلك بالأوهام والتمنى أو الإستسلام بل بالثبات والصبر والتضحيات الغاليه ولقد ضربت حماس المثل فى الثبات على المبادئ والثوابت فى وقت تخلى فيه الجميع عن المبادئ ،انه ثبات واصرار صاحب الحق الذى لايغيره واقع ظالم فيصنع بذلك واقعا جديدا تراه أنت وأمثالك عنجهيه وان العنجهية لا تكون الا عند الاصرار والثبات على الظلم مثل عنجهية المحتل وادعاءه الحق فيما لا حق له فيه وأسألك ان كنت بريئا فى قولك سؤالا بسيطا هل اذا اغتصب أحدٌ حق لك فهل تعتبر مطالبتك بحقك مهما طال الزمن وغير المغتصب من حقك عنجهية ؟؟!!! فالبديهى أن الإجابة البديهية والفطرية والتى تعترف بها الشرائع والقوانين والمواثيق أن لصاحب الحق الحق فى استرداد حقه بكل الطرق والوسائل ولا يسقط هذا الحق بالتقادم ، كما ضربت حماس المثل فى الصبر و التضحيه فى وقت يحرص فيه الجميع على المكاسب الشخصية ولا يستطيع أن ينكر منكر ما نال و ينال قيادات حماس من قتل لهم ولأسرهم ومطاردة وتشوية وحصار العالم والأشقاء (انه الثبات على الحق وليس العنجهية) ورغم ذلك هم ثابتون صابرون محتسبون واثقون غير مرتابون فى نصر الله لصاحب الحق لذلك أريحك وأريح من هم مثلك منهزمون نفسيا أوموالون لأعدائهم أو من الصهاينة أنفسهم أعلموا أن من فى حماس لن يتراجعوا لأن ما تراه أنت عنجهية ووهم كأنهم المحتلون هم يرونه صدق الوعد من الله بتحقيق النصر بعد الصبر والثبات. واعلم أن هناك من يرضخ للواقع المرير وينهزم نفسيا ويستسلم تحت قوة المغتصب الباطل ويقنع نفسه أن هذه هى العقلانية والرؤية الواقعية ثم يتمادى فى اقناع نفسه حتى تنقلب لديه الحقائق فيصبح أداة هينة للمحتل المغتصب فيعينه فى كل ما أقنع نفسه به كأن يصبح المغتصب المحتل جارا له حق حسن الجوار ويفتح معه الحوار ويصبح أخيه المقاوم ارهابيا مجرما يستحق الإعتقال والتعذيب وقطع الرواتب والأرزاق والحصار أوحتى القتل ولا حوار معه حتى يرجع ويتوب ويعلن الاستسلام مثله ولعل هذا واضحا عندما ترى عباس (وغيره من قيادات العرب) مرارا وتكرارا فى أحْضَانِ أولمرت وبوش ويُقـــَبـــِلُ تسيفى ليفنى وكونداليزا رايس ثم يعلن ليل نهار لا حوار مع حماس الا بعد التراجع عن السيطرة على قطاع غزة الذى ما فعلوه الا بعد أن أيقنوا بحرب ا

يهود العرب
عصمت عبد المجيد -

هنالك من يدافع عن جرائم حماس بشكل مضحك في تعليقات بعض الاخوة والمضحك هو في رفض ما اقدمت حماس علية باسم الدين من انقلاب على الشرعية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني و هذا الانقلاب الدموي اللاخلاقي واللاشرعي هو اكبر دليل على دموية هذة الحركة المبطنة بالعنصرية والاقليمية حتى انها تعتبر ان سكان الضفة الغربية امه شاذة عن امتهم الغزاوية التي لااصل لها ولا تاريخ لانهم خليط من مجموعة من جماعات كانت تتعايش في وحول البحر الابيض المتوسط ولذا نراهم وحتى في تفكيرهم ابعد الناس عن امه العرب فترى منهم العجاب من العادات والتقاليد المرفوضة من الجميع وقد ظهر هذا في قتالهم لاهل الضفة وقتلهم وتشرهم رفضين انهم فلسطينيون معتبرهم عملاء وخون يجب فتلهم وذبهم ورميهم من اعلى العمارات في غزة وحقا من قال ان الغزاوية هم يهود العرب المبطنيون .

بلاد غيرهم اسهل
سوري -

اكثرهم باعو فلسطين بجنسيه اردنيه

يعطي ماليس له
بن بني عبد الدار -

الانكليز اعطو فلسطين لليهود.والهاشميين اعطو الاردن للفلسطينيين

حماس
هاني العمد -

تعتقد انها على صواب وفتح كذلك ولكن الشعب هو الذي يدفع الثمن

فاسطين اين
فارس البطش -

الله اكبر فلسطين الى اين ذاهب الوضع الان الى الجهيم بسبب القيادات الفارغه

بوركت انتصارتكم
فواز عبيدات -

استذكر مقاله للكاتب المبدع ابو مطر قبل 20 عام بوركت انتصارتكم تتحدث عن القتال الذي دار بين الفصائل الفلسطينيه المتحالفه مع دمشق والتي ضدها مقاله تعكس الوضع الحالي للفلسطيين تحيه محبه للكاتب الدكتور ابو مطر او كما كان يسمى في دمشق الامبراطور

ابو مطر وحماس
فارس سعيد -

ابو مطر همه الدائم الحرب على حماس وحزب الله استحلفك بالله العظيم ان تكف يدك عن حماس وحزب الله وان لا تكتب ضدهم بكفي ياابو مطر العزيز

مشعل وين
فراس العمري -

اريد ان اعرف اين قيادات مشعل ورفاقه ذاهبه انها الى السوري والايراني هل يستطيع مشعل التحرك بمعزل عن السوري وبالتالي المشكله ان ولائات القيادات للخارج

دكتور ابو مطر
محمد علاوين -

الى القلم الذي نتظره كل ثلاثاء من ايلاف الحبيبه كل التحيه والاحترام لقلمك الذي هو اشد من السيف ولشخصك الكريم

حماس عل شفير الهاوية
رائد السلمان -

حركة حماس اصبحت على شفير الهاوية بعد ان انكشف غطائها الديني المزيف امام الجمهور الفلسطيني والعربي والاسلامي فغدت تركض وراء التهدئة مع اسرائيل بكل قوة وبأي طريقة علها تحافظ على حكومتها المنهارة في غزة بأي شكل من الاشكال ونحن لانعلم التفاصيل الكاملة حاليا على ما جرى في المباحتات المصرية الاسرائلية والتي جرت في المدة الاخيرة حيت لوحظ تشدد اسرائيلي لمنح حماس الفرصة الاخيرة لبقائها على قيد الحياة حيت مارست حماس عمليات الابتزاز على مصر لفتح معبر رفح امامها لاجل عبور انصارها ومتفجراتهم ومنتحرينهم لضرب المنتجعات السياحية المصرية في شرم الشيخ وباقي مناطق صحراء سيناء المصري .

اللوبى الصهيونى
عبدُالمُغيث -

منذ عقود كان السياسيين والكتاب والمحللين العرب ينصحون بالوقوف فى وجه اللوبى الصهيونى الذى يتحكم في صناعة القرار الغربى وينادون بصناعة لوبى عربى من الجاليات العربية حتى يتوازن القرار الغربى . ولكن لم يتحقق من ذلك شئ بل تحقق العكس ووصل اللوبى الغربى وأيضا الصهيونى الى صناعة القرار فى منطقتنا العربية والاسلامية وتدخل فى كل نواحى حياتنا بشتى الأساليب الخبيثة . ولكن المفجع أن ترى هذا الكم من التعليقات التى تفوح منها رائحة الانتماء أوالولاء للوبى الغربى الصهيونى والكراهية الواضحة لكل ماهو اسلامى وكل مايحقق لنا العزة والكرامة مما يدل على أنهم هنا مندسين فى كل وسيلة اعلامية لينشروا سمومهم ويقوموا بدورهم فى غسل العقل العربى ومسح هويته وتاريخه . "ويمكُرُونَ ويمكُرُ الله ُوَالله ُخير ُالمَاكِرِين"