كم سيكلف إنقلاب "حماس" القضية الفلسطينية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل سنة، أرتكبت "حماس" ما يمكن اعتباره اكبر خطيئة يرتكبها طرف فلسطيني منذ نشوء القضية قبل قرن من الزمن. للمرة ألأولى في تاريخ القضية الفلسطينية، هناك كيانان فلسطينيان منفصل كل منهما عن الآخر جغرافيا بما يهدد وحدة الشعب ووحدة القضية. للمرة الأولى هناك طرف فلسطيني يسعى ألى تقسيم الشعب الفلسطيني عن طريق ضرب وحدته. أقدمت "حماس"، التي حصرت همها في تدمير القضية الفلسطينية عبر التخلي عن النضال السياسي الهادف ألى الأنتهاء من الأحتلال، على السيطرة بالحديد والنار على قطاع غزة. قدّمت هدف تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني على كلّ ما عداه. كلف ذلك الشعب الفلسطيني الكثير ووجه ضربة قاصمة ألى القضية الفلسطينية وقدّم للحكومة الإسرائيلية برئاسة أيهود أولمرت خدمة لم تكن تحلم بها... ما دامت هذه الحكومة تسير على خطى أرييل شارون الذي ترتكز فلسفته على مقولة أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. روجت "حماس" من حيث تدري أو لا تدري لمقولة شارون. ألتقت مع هذه المقولة التي أعتمدها أولمرت ووفرت كل ما يلزم من أجل أبقاء الشعب الفلسطيني وقودا في معارك أقليمية لا تخدم قضيته لا من بعيد أو من قريب بمقدار ما أنها تكرس مسألة بقاء القضية الفلسطينية موضوع متاجرة ومساومة بين أطراف أقليمية عربية وغير عربية من جهة وأسرائيل من جهة أخرى. لم تفهم "حماس" معنى تفادي السقوط في الفخّ الذي نصبه أرييل شارون للفلسطينيين عندما أتخذ صيف العام 2005، قبل دخوله في غيبوبته الطويلة التي لن يخرج منها، قراره القاضي بالأنسحاب من جانب واحد من قطاع غزة.
يتبين بعد سنة من ألأنقلاب الذي نفّذته "حماس" أن الحركة الأسلامية سقطت أوتوماتيكيا في فخّ شارون. أخذت نفسها بنفسها ألى الفخّ وكأن هناك حلفا غير معلن بينها وبينه. الأرقام والوقائع تدل على ذلك. بدل أن تكون غزة نموذجا يقدّم ألى العالم لما يمكن أن تكون عليه دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بوئام مع محيطها، تحوّلت غزة بقدرة قادر ألى "أمارة أسلامية" على غرار ما كانت عليه أفغانستان في ظلّ حكم "طالبان". أكثر من ذلك، أستمر أطلاق الصواريخ الحمقاء على مدن وتجمعات سكانية أسرائيلية بهدف واضح كل الوضوح يتمثل في توفير الذخيرة السياسية اللازمة لحكومة أولمرت كي تدعي أن لا مجال لأي مفاوضات جدية مع الفلسطينيين ومع السلطة الوطنية تحديدا على رأسها السيد محمود عبّاس (أبو مازن) الذي يكتشف يوميا أن أسرائيل على غير أستعداد للأقدام على أي خطوة يشتم منها أنها راغبة في أي سلام من أي نوع كان.
ما تدل عليه الأرقام أن سكان غزة محاصرون وأن لا رغبة دولية في فك الحصار عنهم ما دامت "حماس" تطلق صواريخ وتبحث عن طريقة لتنفيذ عمليات أنتحارية. يبدو حصار غزة آخر همّ لدى "حماس" التي يبدو أنها أتقنت أخيرا المتاجرة ببؤس الفلسطينيين. قتلت أسرائيل في العامين 2006 و2007 مئات الفلسطينيين بما في ذلك نساء وأطفال ومدنيين عزل. في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2008، هناك 387 شهيدا فلسطينيا ونحو 2200 جريح و634 منزلا مدمرا أضافة ألى 89 منشأة صناعية وتجريف ل12 ألف دونم من الأراضي. هذه حصيلة موجزة لما أقدمت عليه أسرائيل منذ أنسحابها ألأحادي الجانب الذي أرادت من خلاله أظهار الفلسطيني في مظهر من لا يريد السلام. كانت هناك تغطية دولية للجرائم التي أرتكبتها بسبب تصرفات "حماس" التي تفرضها عليها جهات خارجية، تعتبر الدولة الفلسطينية أمرا غير ضروري. المؤسف أن ما فعلته "حماس" يتفق كليا مع ما أرتكبته أسرائيل. قتلت الحركة الأسلامية 523 عنصرا من "فتح". هناك قائمة بأسماء كل الفتحاويين الذين أعدمتهم "حماس" بدم بارد. معظم هؤلاء أعدموا في مرحلة ما بعد تنفيذ الأنقلاب في الرابع عشر من يونيو- حزيران 2007. كانت "حماس" تتذرع قبل الأنقلاب بأنها في مواجهة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومع محمد دحلان بالذات. كان دحلان يتعالج خارج غزة لدى حصول الأنقلاب. ولم يعد ألى القطاع بعد الأنقلاب. ماذا تريد "حماس" أذا وكيف تبرر جرائمها في حق الفلسطينيين؟ هل مجرد الأنتماء ألى "فتح" جريمة... أم ان المطلوب الأمساك بالسلطة ليس ألا وأن السلطة تبرر العمل في خدمة ألأحتلال ودعم السياسة الأسرائيلية الهادفة ألى أبتلاع جزء من الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشريف وتكريس وجود "الجدار الأمني" بصفة كونه أمرا واقعا؟
بعد سنة على الأنقلاب الذي نفّذته "حماس" في غزة، يخشى أن يكون كل كلام عن مصالحة وطنية ذرّا للرماد في العيون. لا فائدة من أي مصالحة لا ترتكز على أسس ومبادئ واضحة لا لبس فيها. في مقدم الأسس والمبادئ أن على "حماس" العودة عن أنقلابها أستنادا ألى المبادرة اليمنية وأتفاق صنعاء والتوقف عن أرتكاب الجرائم والأعلان صراحة أنها تلتزم الخط السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية. ليس مطلوبا من "حماس" الأعتراف بأسرائيل بمقدار ما أن المطلوب منها الأعتراف بأن هناك نضالا فلسطينيا عمره قرن كامل أدى ألى أعتراف عالمي ب"الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف" للشعب الفسطيني. أنتهت هذه الحقوق مساومات على أسير أسرائيلي كلف الفلسطينيين ألى الآن مئات الشهداء وآلاف الجرحى وحصارا ظالما لغزة يعاني منه مئات الآلاف من الأبرياء. مخيف أن تتحول القضية الفلسطينية بفضل "حماس" ألى قضية أسير أسرائيلي... لم يعد العالم يرى غيره. وما يمكن أن يكون مخيفا أكثر التهديدات التي توجهها "حماس" لمصر بين وقت وآخر، في حين يبذل المصريون كل جهد لأيجاد مخرج من الأوضاع المأساوية في غزة من جهة وأحتمال أستمرار القطيعة بين غزة والضفة سنوات طويلة من جهة أخرى!
في النهاية، لا أفق سياسيا لمشروع "حماس" في غزة وغير غزة. في أستطاعة الأخوان المسلمين تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني في غزة وأخذه في أتجاه التخلف والسيطرة عليه، خصوصا عندما يتوافر لهم "الدولار النظيف جدا" الأيراني. كم سيدوم ذلك؟ هناك دائما نهاية للظلم والتخلف. ولكن يبقى السؤال كم سيكلف الأنقلاب المشؤوم الشعب الفلسطيني وقضيته؟
التعليقات
الكلفة الغالية
عائدة -الكلفة غالية نتيجة مواقف حماس وهي الضية لفلسطينية برمتها ، فقد ضاع كل ما تم إنجازه لهذه القضية وعندما اقتربت من نيل شيء ولو جزء من الأرض لإقامة الدولة الفلسطينية تم هدم كل هذا والقضاء عليه وتستمر المتاجرة بمعاناة الشعب الفلسطيني ولا إشارة من سوريا وإيران لحماس لكي توقف هذه المتاجرة التي أصبحت واضحة بشكل مفضوح . كم هي بائسة فلسطين الآن .
نحن بخير اطمئنو
ابو حمزة الانصارى -ان المتابع لاحداث فلسطين والانقسام الفلسطينى الذى جزةء الشعب ما بيت غزة والضفة وال48 والشتات لا سعه الا ان يتشائم من المستقبل القريب على القضية الفلسطينية التى كان قدر اهلها ان لا يتدخل احد لنصرتها سوى اقتصاديا او ماليا وعندما يتخل احد لنصرتها عسكريا يسعى لتطويعها لاجندة غير فلسطينية وعربية قصتنا كبيرة وهذا ما وعدنا الله به ونحن بوعده قابلون ولاكن ليطمئن كل غيور على فلسطين ان ما يحدث غيمة عابرة نفذت بارادة صهيونية من اجل تضييع القضية نقول نحن بخير اطمئنوا فلا فتح قادرة على فرض اجندة خارجية لا تحقق المطالب التى انطلقت من اجلها ولا حماس قادرة على ذالك والشعب الفلسطينى قادر على مواصلة النضال بكل اشكاله من اجل نيل حقوقه
no hope
fwz -ماقاله انيس منصور في الشرق الأوسط هو للأسف الواقع. يقول بما معناه ; الفلسطينيين ينهبون ارزاق فقرائهم ويلبسون ويعيشون في اغلى وافخر الأماكن منذ عرفتهم ولايوجد مصداقية لتحرير ارضهم ومهنتهم سب العرب الخ ; هو انسان عايش روساء وعاش تجارب طويلة معهم واظن كلامه يمثل الواقع.
سنة من الدمارالشامل!
كركوك أوغلوا -يبدوا أن حماس أخطر وأفتك من السلاح للدمار الشامل , الذي أصاب الفلسطينيين في غزة ؟؟!!..