كتَّاب إيلاف

الفرق بين الحداثة و"الحداقة"!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا أعرف من أين جاءت كلمة "الحداثة"، وبينى وبينكم لا أعرف على وجه الدقة ما المقصود بها ولماذا ظهرت فجأة فى السنوات الأخيرة، عندما كنا صغارا لم نكن نسمع تلك الكلمة ولكنهم فلقونا بكلمة "التقدمية" وقسموا لنا البلاد العربية إلى بلاد تقدمية وبلاد رجعية، فالبلاد القومية كانت تقدمية مثل مصر وسوريا والعراق، والبلاد المعارضة للقومية مثل بلدان الخليج وقتها كانت تعتبر بلادا رجعية، أما الآن فأصبحت هناك إنقسامات وتقسيمات من نوع آخرlsquo; فحسب تقسيمات "أمير المؤمنين" أسامة بن لادن، هناك فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، كل من يؤمن بأفكار بن لادن وأتباعه فهم من فسطاط الإيمان، وكل من يختلف معهم فهو من فسطاط الكفر، يعنى ما فيش ياأمة إرحمينى، وأيضا قسّم فضيلته العالم إلى دار سلم ودار حرب، أنت معنا فأنت فى دار السلم، أنت ضدنا فأنت فى دار الحرب، وكان من أتباع هذه النظرية، مولانا "جورج بوش" حيث قال بعد أحداث 11 سبتمبر أن من ليس معنا فهو مع الإرهاب، أما إخواننا الليبراليون فقد قسموا العالم أيضا إلى قسمين: أنت معنا فأنت تؤمن بمبادئ الحداثة، أو أنت ضدنا فأنت متطرف وإرهابى، والكل يرتكب نفس الغلطة ألا وهى تقسيم الناس والأشياء بسذاجة شديدة إلى أبيض وأسود.
والإستقطاب والتعصب الشديد والذى نشاهده فى العالم اليوم شرقا وغربا وظهور الحركات المتطرفة والتى تقتل الناس فى المساجد والأفراح والأتراح (لا فرق)، وبدلا من قبول الآخر أصبح التطرف هو سمة العصر، وعند قيام التطرف الذى إرتدى عباءة الدين الإسلامى ظهر فى على الجانب الآخر تطرف آخر يرتكب نفس الأخطاء والذى يعاير الطرف الآخر بإرتكابها، ورغم إقتناعى بأن التطرف دائما يبدأ كأقلية إلا أن إستسلام الأغلبية له وتسليمه مقدراتها هو من أخطر ما يمكن، كما شاهدنا فى تاريخ ألمانيا الهتلرية، عندما سلم شعبا متعلما ومتحضرا مثل الشعب الألمانى مقدراته لمتطرف مثل هتلر والذى نادى بما ينادى به المتطرفون اليوم والأمس وغدا، وهو أننا "أجدع ناس" ويجب القضاء على الآخر لأنه يكرهنا ويتآمر علينا ويقف حجر عثرة فى طريق تقدمنا! ولكن هناك دائما بعض العقلاء والذين يعملون عمل المسحراتى لإيقاظ الناس قبل فوات الأوان، وطلع علينا هؤلاء العقلاء بتعبير الحداثة، وأرجو من ثقاة الحداثيون أن يخبروننا من أين جاءت تلك الكلمة، وهل لها أصول فى اللغة الإنجليزية أم الفرنسية أو البوركينا فاسوية؟!
فهل الحداثة مقصود بها التقدم والتحضر، أم يقصد بها شئ آخر لا نفقه نحن بسطاء الشعب، لأننا معشر البسطاء نفهم شيئا واحدا ألا وهو "الحداقة"، لذلك عملا بالموضة الحالية قمنا بتقسيم العالم قسمين: أنت معنا..يعنى "واد" حدق تؤمن ب "الحداقة"، أم أنك "واد سكّة" لا تؤمن بها فسوف نتهمك ب"الحداثة"، وحيث أننا لا نفقه على وجه اليقين معنى الحداثة، فإننا نفضل "الحداقة"، وأهو "إللى نعرفه أحسن من إللى ما نعرفوش".
والحداقة لمن لا يفقه اللهجة المصرية تعنى "الفهلوة"، وإذا كنت لا تعرف ما هى الفهلوة، فهى تعنى :أن تكون واد
مفتح و "حرّك" بكسر الحاء وتشديد الراء وتسكين الكاف، ولا أستطيع أن أشرح الفهلوة أكثر من ذلك، وإذا لم تفهم معنى الكلمة فأنصحك بعدم إستكمال قراءة هذا المقال!
وإذا كانت الحداثة تعنى شيئا، فإن "الحداقة" تعنى اللاشئ، مثل المنتمى واللامنتمى (على حد قول عمنا كولن ولسن).
الحداثة على حد علمى تعنى النظر للأمام بأمل والنظر للخلف بغضب على حد قول الكاتب المسرحى البريطانى "جون أوزبورن" عندما كتب مسرحيته الشهيرة عام 1956 "إنظر خلفك فى غضب"، أما الحداقة فتعنى أن تنظر حولك و تنظر أمامك بعض الأحيان وتنظر خلفك أحيانا أخرى وتنظر للاشئ معظم الأحيان وخاصة عندما تكون "متسلطن".
الحداثة تعنى الإنسان بغض النظر عن أصله وفصله وجنسه ودينه وجيبه، أما الحداقة فتعتنى بإنسان واحد هو "أنا" ومن بعدى الطوفان، تقطع حق جارك فى طابور العيش، كما تقطع إشارة المرور الحمراء، وترشى وترتشى وتفتح مخك، تأخذ حق غيرك مادام لم يضبطك أحد وإذا ضبطك أحد فإبتسم وقل له:"معلهش".
الحداثة تعنى الأخذ بما إنتهى إليه الآخرون، أما الحداقة فهى تعنى أننا لا نحتاج إلى أخذ أى شئ من أى أحد، فإحنا إللى دهنا الهوا دوكو، وإحنا إللى خرمنا الأوزون، وإحنا أجدع ناس فى العالم، ولنا الصدر دون العالمين أم القبر،وإذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر ساجدينا.
الحداثة تعنى الحفاظ على حقوق المرأة والأقليات والطفل، أما الحداقة فتقول أن الأقليات مثلها مثل المرأة والطفل (ما يجوش إلا بالضرب على دماغهم).
الحداثة تعنى العيش بسلام مع كل شعوب الأرض بسلام، أما الحداقة فتعنى أن تتغدى بيهم قبل أن يتعشوا بيك.
الحداثة تعنى الإلتزام بالقوانين وتطبيقها على الجميع، أما الحداقة فمن أهم ركائزها أن القوانين لا تطبق إلا على الناس السكّة والغلابة والذين لا يعرفون كيفية الخروج من أكبر جريمة إلى أصغر مخالفة مرورية مثل الشعرة من العجين!!
الحداثة تعنى نشر التعليم والثقافة الحديثة، أما الحداقة فتقول أننا نفهمها وهى طايرة، وأننا لسنا فى حاجة إلى "العلام".
الحداثة تعنى الإطلاع والقراءة اوالتفكير، أما الحداقة فتقول بأن القراءة لا يجئ منها إلا وجع الدماغ، وربنا يبعد عنكم شر "الفكر".
الحداثة تعنى النظام والحداقة تعنى الفوضى، فإلى أى جانب تقف أنت إلى جانب الفوضى أم إلى جانب النظام، أما أنا فأؤمن برأى الدكتورة كاندليسا رايس ب "الفوضى المنظمة" أو الفوضى الخلاقة كما أطلقت عليها بسلامتها!!
"والحدق يفهم" !!
samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nice one
qami$lo -

عرفتك حدق لما قرأت انك بتحجز للعائلة الى مصر عشان تاخد حريتك,مقالة حلوى و ذكية في الشرق الاوسط يلزمنا الكثير لنتقدم و نتطور لازلنا العاباً في يد الغرب مع انُ بتوع الحكومات حدقين كفاية عل الناس الغلابة بس حتعمل ايه ,ذي ماقال الكورد ناس بيصنعوا و ناس بياكلوا.

حداقة و بس
yara -

على ما يبدو يا سيد بحيري بأن العالم كله حدق و بس و الحداثة في خبر كان . اللي صاير في هذا الزمن الكل بيشد اللحاف لناحيته , ليش ؟ لأنه حدق و أحدق من غيرو و الكل هيك .

allah 3alek ya 3asel
e.a -

you are awesome, keep up the good work.

مفهوم الحداقة
هانى رمسيس -

الحداقة هى قلب الحقائق وجعل الجانى مجنى عليه والمجنى عليه جانى لا يحق له قولة اه ... الحداقة هى أن يجلس المسئول ليصالح المعتدى على المعتدى عليه وهم يتناولون الشاى على المصطبة ... الحداقة هى أن تركل القانون بالأحذية ...... الحداقة هى حرية العقيدة والايمان فى اتجاه واحد والفهلوة هى محاولة اقناعك بعدالة هذه الحداقة ..... الحداقة هى أن يطعنك أحدهم ثم يعطيك المايك لتغنى بسماحته ...

معنى الحداثه
حدوقه -

الحداثه هي القطيعة مع الماضي تاريخ وعادات وتقاليد ومورثات شعبية الحداثه هي الانغماس والذوبان في الاخر واعتناق افكاره حاجه كده تبعية العبد لسيده ام الحداقه فهي الفرز للافكار و ومعطيات العصر واخذ ما يناسب مرجعيتك الدينية والوطنية ونبذ ما يتعارض معهما

جورج بن لادن ؟!!
الحدق -

ماهوه جورج بوش بيقول من لم يكن معنا فهو ضدنا ؟!! وصواريخه كروز الى توما هوك لا تفرق بين المحاربين وبين الاطفال والنساء والشيوخ الابرياء الا يتم قصف القرى الوادعة بلا تفريق وفي كل المناسبات السعيدة والحزينه ؟!!

الحداثة
مرتاد ايلاف -

الحداثة اصطلاحا هي : &; اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة ، ذلك أنها تضمن كل هذه المذاهب الفكرية ، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني ، والنقد الأدبي ، ولكنها تخص الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على حد سواء &; ، وهي بهذا المفهوم الاصطلاحي &; اتجاه جديد يشكل ثورة كاملة على كل ما كان وما هو كائن في المجتمع &; . الحداثة في الأدب المعاصر ـ هل انفض سامرها ، د . محمد مصطفى هدارة ، مجلة الحرس الوطني ربيع الآخر 1410 هـ . ويقول أحد الباحثين في معرض حديثه عن الحداثة كمنهج فكري يسعى لتغيير الحياة &; إن من دعاوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط بغض النظر عما يدعوا إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادئ وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلا من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنا أو اللواط أو الخمريات أو غير ذلك &; عوض القرني ، الحداثة في ميزان الإسلام ص 47 . ويقول د . عدنان النحوي في كتابه الحداثة من منظور إسلامي ص 13 : &; لم تعد لفظة الحداثة في واقعنا اليوم تدل على المعنى اللغوي لها ن ولم تعد تحمل في حقيقتها طلاوة التجديد ، ولا سلامة الرغبة ، إنها أصبحت رمزا لفكر جديد ، نجد تعريفة في كتابات دعاتها وكتبهم ن فالحداثة تدل اليوم على مذهب فكري جديد يحمل جذوره وأصوله من الغرب ، بعيدا عن حياة المسلمين ن بعيدا عن حقيقة دينهم ، ونهج حياتهم ، وظلال الإيمان والخشوع للخالق الرحمن &; . فالحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع ديننا وأخلاقنا الإسلامية ، وهي معول هدم جاءت لتقضي على كل ما هو إسلامي دينا ولغة وأدبا وتراثا ، وتروج لأفكار ومذاهب هدامة ، بل هي أخطر تلك المذاهب الفكرية ، وأشدها فتكا بقيم المجتمع العربي الإسلامية ومحاولة القضاء عليه والتخلص منه ، وإحلال مجتمع فكري عربي محله يعكس ما في هذه المجتمعات الغربية من حقد وحنق على العالم الإسلامي ، ويروجون بكل اهتمام وجديه من خلال دعاتها ممن يدعون العروبة لهذه المعتقدات والقيم الخبيثة بغرض قتل روح الإسلام ولغته وتراثه .

عن الحداثة؟
منى الجندي -

أضحكتنا حقا يا بحيري، وذكرتنا بخفيف الظل سمير غانم عندما سأله المحبوب طارق حبيب في دوري النجوم عن الفرق بين الاختراع والابتكار فقال البحبوح إن الاختراع هو لإخ تراع، أما الإبتكار فهو إب تكار. نتمنى لك يا بحيري أن تكون من أهل الحد اثة وأن ينالك شيء من الحداقة، علها تخفف عنا وطأة ما تجود به قريحتك، فالمراة أوشكت على الانفجار. أهكذا تكتبون عن الحداثة، مرة واحدة؟ ليت شعري ماذا يكتب محمود أمين العالم وعابد الجبري وعبد الله الدوري والأنصاري؟