الامن القومي العراقي والتكامل الداخلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أربيل / سليمانية (قلعة الامن القومي العراقي) شمال العراق بجباله وناسه ونفطه وثقافته وماءه وسهوله يشكل قلعة الامن القومي العراقي، وقد ثبت إن إرتباك الجبل يؤدي إلى إرتباك العاصمة، وإن إستقرار الجبل يساهم في إستقرار العاصمة، أي العراق، وليس سرا إن ما يسمى بمشكلة (الشمال) أو مشكلة كردستان العراق كانت وما زالت العقبة الكؤود في طريق تقدم العراق واستقراره وإزدهاره، بل حتى في سياق العلاقات الخارجية، الأقليمية والدولية، للجبل دوره الكبير.
لقد أرهقت مشكلة الشمال أو ما يسمى بمشكلة الشمال العراق إقتصاديا وبشريا وسياسيا، وبالتالي، يعتبر حل هذه المشكلة مدخلاَ بل عنصر تأسيس أمن قومي عراقي متماسك، قوي، نشط، مقاوم. أن الخطر الامني الذي يهدد العراق من الخارج يتأتى من الشمال والشمال الشرقي قبل الجنوب أو الغرب، ووجود عراق قوي عسكريا واقتصاديا وسياسيا في شماله يعد من مرتكزات مواجهة هذا الخطر بشكل وآخر.
لا عراق قوي بدون كردستان قوية، قوية بالمعنى الامني القومي المتكامل، كردستان المسلحة باشراف المركز وتوجيهه، المزدهرة ضمن عراق مزدهر، المتطورة ضمن عراق متطور. وعراق بدون كردستان بهذه المواصفات الجوهرية إنما هو عراق هش، مهدد بالخطر من الداخل والخارج معا.
كردستان الموحّدة وليس كردستان التي تتعرض بين فترة و اخر ى إلى حرب شبه أهلية بين أهلها، تهدد بتقسيمها وشطرها كما قسّمت برلين، ومن ثم تهدد الوطن كله، العراق بكل جغرافيته ومساحته وتاريخه وثقافته وخيراته.
كردستان الموحّدة من الدا خل، والمتكاملة مع الجنوب والغرب العراقيين، عبر تعاون وتكا مل اقتصادي وثقافي واجتماعي، يتم بتخطيط دقيق، يكرس وحدة العراق، وإعتماده المتبادل فيما بين كل أجزائه، إ ن الفيدرالية الكردستانية تتعزز بتوثيق وجودها في سياق عراق متلاحم جغرافيا واجتماعيا وثقافيا، وليس عراقا صوريا.
إن تكامل القوميا ت والاقليات في كردستان وتجاذبها في سياق مصالح متبادلة، في إطار الانتماء العميق والاصيل للوطن من النقاط المهمة في تأهيل كردستان على صعيد دورها الامني القومي بالنسبة للعراق، بل حتى با لنسبة لأمنها هي بالذات، وأي أ ختلال في هذه المعادلة قد يؤدي إلى تدخل الدولة الشمالية والشرقية، كما أن ذلك من طبعه تأجيج المشاكل القومية التي تؤول في النيجة إلى إرباك الوطن برمّته، بل إن ذلك ضروري لأمنها هي قبل العراق ككل كما قلت.
كردستان العراق إمكانية يعزز بعضها بعضا، نفط، ومياه، وجبال، وشعب شجاع صبور، وثقافة عريقة، وحدود مانعة، وتواصل مع العالم عبر أكثر من نافذة، وبالتالي، هي درّة من درر العراق، وممكن أمني قومي عال المستوى والحضور والقوة والعطاء.
أن تسمية العراق ببلا د ما بين النهرين تسمية خاطئة ومضرّة، بل هو بلد النهرين، فهما إذا كانا ينبعان من أعالي تركيا، فإنهما يتغلغلان إلى كل العراق عبر شماله العظيم.
أربيل عاصمة الثقافة والتاريخ، ودهوك تقع في أقصى الشمال، بين دولتين، على مفترق مرور خطوط مواصلات تربط العراق بتركيا وسوريا، ثم العالم، كذلك مرور خطوط أنابيب النفط من كركوك إلى تركيا، والسليمانية مدينة الوديان والسهول المتصلة ببعض، المدينة التي تحدت الجبال التي تحيطها من الشمال والجنوب والشرق، فأبت إلا ألانفتاح على السهول المجاورة.
إن العلاقة بين الشمال والجنوب والوسط العراقيين ينبغي أن تحكمها أسس وطنية صارمة، ومن أهمها: أولا: علاقة تكامل لا تنافس.
ثانيا: علاقة تبادل خبرات ومهارات وأدوار، لا علاقة إحتكار وانحصار.
ثالثا: علاقة تناظر لا تنافر.
رابعا: علاقة إشتراك بالمصير والمآل.
خامسا: العمل على توحيد النسيج الاجتماعي والتقريب بين مكوناته.
إن أمن قومي عراقي بلا تكامل وتناظر وتشاطر بالمصير وتفاعل بين الشمال والوسط والجنوب العراقيين إنما هو أمن متهاوي، أسم على غير مسمّى.
ديالى (بستان العراق)
سلسلة جبالها (جبال حمرين) من حصون العراق الشرقية، تلولها ثروة سياحية في المستقبل (تل أجرب، تل أشجالي، تل أسمر...)، حمضياتها ثروة غذائية وتجارية، قربها من بغداد يرشحها لأدوار سياسية بارزة، تنوعها السكاني (مسلمين، مندائيين، مسيحيين، شيعة، سنة، عرب، أكراد، تركمان...) يمكن أن يساهم في تمتين لحمة النسيج الاجتماعي العراقي، وليس من شك أن كون أكثر أهلها من العرب وبالقرب من الحدو د الإيرانية (شرقا) يضفي عليها أهمية ستراتيجية كبرى.
واسط (وسط العراق)
تقع واسط وسط العراق، أسم على مسمّى، مما يضفي عليها أهمية ستراتيجية كبيرة، يحيط بها دجلة من الشرق والغرب و الجنوب، مما يعني إنها شبه جزيرة، ومن دجلة تتفرع أنهر لها الدور الكبير في إضفاء صفة (الضِفافية) على الكثير من المدن العراقية، نهر الدجيل والغراف والشطرة والبدعة، كلها أنهر ساهمت وتساهم في رسم خارطة العراق المدينية والاقتصادية والاجتماعية.
لواسط أهمية حدودية من جهة إيران، فزرباطية ناحية حدودية كما هو معروف، وهي من المنافذ المهمة على إيران، وتشتهر بمادة الجبس والملح وأراضيها صالحة للزراعة كما يقول الخبراء بها. كانت الكوت من أهم مناطق العراق إنتاجا للمواد الغذائية من الحنطة والشعير والسمسم والتمور.
واسط تاريخ وحضارة وعلم، سيكون من مصلحة الأمن القومي العراقي إعادة هذا التاريخ الحي النشط، بتشجيع الحركة الثقافية والفكرية والروحية في هذه المحافظة الطيبة.
تملك واسط الانهار والأراضي والانسان والمناخ مما يؤهلها إن تكون مصدر إغناء وإثراء الاقتصاد المحلي العراقي، مما يجعلها مساهمة أساسا في أمن العراق الداخلي خاصة على الصعيد ا لغذائي، فالنعمانية والصويرة وبدرة والعزيزية ممكنات زراعية هائلة. ميسان (حصن العراق الشرقي) لمممبب
بلد الأهوار إذ تشكل حوالي 60 بالمائة من مساحتها، تلك الاهوار التي جففها النظام الفاشي لأغراض أمنية طارئة وضيقة، فحرم أ هلها والعراق من ثروتها الحيوانية والمائية والبيئية، ينبغي إعادتها إلى ماكانت عليه، كي تعادو دورها الأقتصادي والإجتماعي مما يساهم في تعزيز أمن قومي عراقي رصين، فإن عودة هذه الأهوار لسابق عهدها يعزز الاقتصاد العراقي. وهي بلد المواقع الأثرية، فقد بلغت كما يقول أهل الخبرة والاختصاص 226 موقعا، تعرض بعضها للتلف والعبث، وليس من شك إن هذه المواقع الاثرية ترشحها لتكون محافظة سياحية. كونها تقع على الحدود الشرقية من العراق يجعلها منطقة ستراتيجية على صعيد الامن القومي العراقي.
ينشط نهر دجلة بشكل بارز وصارخ من خلال هذه المحافظة، فيتفرع إلى أربعة فروع نهرية، وذلك على جهتيه، فالكحلاء تتفرع من الجهة اليسرى للنهر العظيم، فيما ينتهي مع فرع المشرح الكبير عند هور الحويزة، المشرح يتفرع هو الآخر من الجهة اليسرى لدجلة، ولكن الجهة اليمنى لنهر دجلة هي أيضا معطاءة، إذ يتفرع منها نهرا البتيرة والعريض، وخاتمة المطاف نهر المجر عند مقدم المحافظة، ولكل نهر من هذا الأنهر دوره في الحياة الاقتصادية والمدينية وأيضا دوره في تواصل أ جزاء مهمة من المحافظة الاستراتيجية.
القادسية (سلّة غذاء)
يقول المختصون إن محافظة القادسية يمكن أن تتحول إلىسلّة غذاء تكفي أهلها والمحافظات المجاورة، فهي أرض الشلب والحنطة والشعير التي تعتبر من المحاصيل الاستراتيجية، ويشير المتخصون إلى هو الدملج الذي يمكن أن يتحول إ لى منتجع سياحي مدر للارباح، وغيرها من الممكنات الكبيرة، ولكن كل ذلك يحتاج إلى أن تولي الدولة إهتمامها العلمي الجدي بالمحافظة.
بغداد (عروس العراق)
أن أهم نقطة في بغداد موقعها، الموقع الذي توضحه الجغرافية والتاريخ معا، فهي موقع القلب من خارطة العراق، تتوسط بين الشمال والجنوب الى حد كبير، كذلك تتوسط العراق من الشرق إلى الغرب، بسبب وقوعها على خاسرة النهرين العظيمين،مما يؤهلها للاستفادة من النهرين معا، فهي بؤرة العرا ق وعقدته، تملك خاصية رفيعة تلك هي خا صية التوازن المذهبي إلى حد نسبي بين السنة والشيعة، وريثة بابل، سقوطها يعني سقوط العراق، صمودها يعني صمود العراق، ولبغداد حديث مفصل ليس وقته الان.
وملاحظة ليست نهائية
يعتبر العراق من أغنى بلا د العالم في كثرة أنهاره، منها أنهار طويلة يمتد بعضها على طول أرض العراق، وبعضها الآخر يخترق مساحات كبيرة من أرضه، وهي ميزة تساهم مساهمة كبيرة في تأصيل نظرية أمنية قومية عراقية خاصة به خاصة على صعيد أمنه الداخلي، إجتماعيا وثقافيا وغذائيا، كما أن كثرة الجدوال الصغيرة فيه تتغلغل في تضاعيفه بشكل مثير للدهشة، مما يساهم هو الاخر في هذه المهمة.
التعليقات
لماذا تبقى في السويد
عادل -الأخ الشابندر يتحدث عن العراق وكأنه الجنة الموعودة على الأرض... إن كان كذلك فلماذا يفضل البقاء في السويد بدلا من العودة إلى هذه الجنة؟
كاتب من اجل المال
amer -كل المقالات التي يكتبها الكاتب تدل على عدم استطاعته في كتابة الحقيقة وخير دليل على ذلك مقالاته
ذكرتني بفريد الاطرش
عبد الحليم -لاادري لماذا تذكرت المطرب الراحل فريد الاطرش وانا اقراء مقال الاستاذ الشاهبندر ربما لان جو م التفاؤل والظرف والتغني بالمثاليات على طريقة بلاد العرب اوطاني سيطر على هذا المقال وهو انشاء يصلح للمابر الخطابية وليس واقعيا
العراق والسودان
سلمان -هاجر من العراق مليونا عراقي منذ (التحرير) الأمريكي من صدام وبالتحديد منذ تسلم الميليشيات الطائفية السلطة في البلد... سمعنا أن العراقيين يلجئون الآن إلى السودان بدلا من البقاء في جنة الشابندر... السؤال الذي أطرحه على الشابندر هو لماذا لم يعد الشابندر يفضح زمرة المشعوذين والسراق في بغداد؟
معلقون
salman salman -متى نحترم الناس ، الظاهر ما نحترم انفسنا ، ا لمعلق ينبغي ان يلتزم ، حتى اذا كان صاحب المقال لا يروق له ، ارجو ان نلتزم
أسإلة مشروعة
كوردستاني -فإذا كانت مشكلة الشمال حسب قول الكاتب يسبب كل هذه المشاكل العميقة ل عراق الاستاذ الشابندر،أليس من الأفضل لكل طرف أن يسلك طريقه الحر المستقيل؟ ألا يدري الاستاذ ان كوردستان الحرة هي الهدف الاول و الاخير للشعب الكوردي الأبي؟ هل يؤمن الاستاذ الشابندر بحق الأمم في تقرير مصيرها؟ و هل هذا الحق حرام على الكورد و في نفس الوقت حلال على اللآخرين؟ و شكراَ لإلاف.
هل هذا ممكن
عزيز شياع -كل هذا ممكن اذا توفرت حكومة قوية على غرار تركيا أو ايران ، لماذا لا ، العراق بلد الخيرات والشعب المناضل ، شكرا للكاتب لقد قدم لنا وعيا جميلا
رائع!!!!
لمياء -الاستاذ الشابندر مقال رائع ككل مقالاتك!!! الاستاذ الشابندر يشرح ما يجب ان يكون عليه الوضع الامني في العراق بعيدا عن المثاليات !! لقد اراد مررا العودة الى بغداد و لكن ضعف صحته -اعطاه الله طول العمر والعافية- حال دون ذلك!!!العزيز الاستاذ الشابندر كلما تصفحت ايلاف لم اجد فيها مقالا لك اشعر ان هناك نقص ما ... ارجو ان لا تاخر مقالاتك علينا!!!
حلاقة هاني
ناطق فرج -وصلتني عبر البريد الإلكتروني صورتين من العراق: الاولى، حائط كونكريتي عازل وقد كتبت عليه العبارة التالية: وطنٌ حر وشعبٌ حزين. أما الصورة الثانية، هي الاخرى حائط كونكريتي عازل وقد كتبت عليه العبارة التالية: حلاقة هاني.. اطفر وتلكاني! اعتقد أنّ الصورتين تجسدان نظرية الامن القومي العراقي أفضل تجسيد. تحياتي.
امنيا ت وخصائص
منذر عبد الله -مقالةالسيد الشابندر يمكن ان اصفاه بانها امنيات وخصائص، شي جميل ان نسمي كل محافظة باسم يدر علينا خيرا ، ويحقق ا منا قوميا حسب قوله ، لماذا لا ندرس هذه الخصائص حقا ونستفيد منها ، واني اؤيد الاخ الذي قال ليش مو ممكن ، فإن حكومة قوية تعمل الكثير ، ثم اخواني الكتاب يجب أن نفرق بين الوصف والمطلوب ، فالكاتب يكتب عن امن مفقود ، يريده لوطنه العزيز ، لازم نفهم ما هو مكتوب ، اما التعليقات التي لا تجيد لغة النقد والتحليل فهي زائلة ، شكرا للكاتب العراقي غالب الشاهبندر
بطران
محسن -يابه د طير انت وهاي الاحلام سويته جنه هو بس الانسان يريدله 100 سنه تنظف خلايا مخه من الخرافات .....بعدين تعال وسوي العراق جنه بامنك القومي
إلى بطران
سمير عبد الله الشيخ -كلامك محبط ، الناس تريدامل ، انت مثلك دمر العراق ، ودمر الناس ، بعدين هل هذه لغة مثقفين ، اختلف كثيرا مع الكاتب ولكن هل هذه اقلام المخلصين ،
مزيد من الكتابة
اسعد الحيايوي -اشد على يد الكاتب ، مزيد من الطموح و الا مل فالعراق يذكرنا بسومر وبغداد لعباسيين ، على الكتاب ان لا يسمعو لمثل كلام بطرن وغيره ، الوقت وقت العمل ، وهؤلاء للاسف الشديد هم ال عاطلين ، مزيد من الكتابة ، مزيد ، مزيد من الامال والطموحات
استعراض
رؤوف السيمر -الأخ الشابندر يستعرض جغرافية للعراق مسطحو وفية تخالف ابسط مقومات الدراسة العلمية فالأمور لاتؤخ> وفق مقاسات الوصف ولاتختلط بالتمنيات والبكاء على الأطلال ، اليوم غير الأمس ول>ا عليك اخي شابندر ان تكون اكثر واة ومنطقا وتعالج المور وفقا لهذا