كتَّاب إيلاف

تنظيم القاعدة يهزم تنظيم القاعدة!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
(عزيزى القارئ لا تعتقد أنثمة خطأ فى عنوان المقال، إطمئن! فالحالة الصحية لعينيك ما زالت بخير، العنوان كما قرأته صحيح). تنظيم القاعدة عرفه العالم بعد جريمة 11 سبتمبر وشاهد العالم كله زعيمه أسامة بن لادن وهو يعلن بفخر أسماء الذين قاموا بهذا العمل، ثم تواصلت بفخر الغزوات الواحدة تلو الأخرى فكانت غزة بالى فى أندونيسيا وتبعتها غزوة مدريد ثم غزوة لندن، وقد يكون تنظيم القاعدة غير مسئول عن بعض الغزوات ولكنه أخذ يعلن بفخر عن أنه يقوم بأى غزوة، وذكرنى هذا عندما حدث عطب فى رحلة أبوللو 13 كاد يودى بحياة رجال الفضاء على متنها، عندها أعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسئوليتها عن العطب الذى حدث لمركبة الفضاء أبوللو 13 إنتقاما لشهداء أيلول 1970 فى الأردن!!
وفى بعض الأحيان تتبارى المنظمات الأرهابية أو الفدائية (لا يهم التسمية) فى نسب أى عملية إرهابية لنفسها حتى لو تمت على سطح المريخ، مع أن الناس الأسوياء يتبرأون تماما من قتل الأبرياء، ولكن جماعاتنا الأرهابية تفخر بقتل الأبرياء، وكانوا للأسف يجدون التأييد فى الشارع العربى والإسلامى.
ومع تشديد إجراءات الأمن فى أوروبا وأمريكا لم يتمكن "المجاهدون الأشاوس" من إختراق تلك الأجراءات، وبدأ تنظيم القاعدة يعانى من النقص الشديد فى عدد الضحايا "الكفار" غير المسلمين، فبدأ فى إختيار ضحايا سهل الوصول إليهم (المهم أن يكون هناك قتلى وضحايا)، فبدأ فى إختيار ضحاياه بشكل عشوائى، فراح تنظيم القاعدة فرع الرافدين يقتل يمينا ويسارا فى العراق فى مأتم أو فى مسجدأو فى فرح أوفى إحتفال بفوز كروى لا يهم، ووقع حادث الإنفجار فى الفندق بعمان أثناء حفل زفاف، وراح ضحيته العديد من الأبرياء وكان من بينهم المخرج العالمى مصطفى العقاد وإبنته، ثم شاهدنا العمليات الإرهابية فى السعودية بواسطة تنظيم القاعدة فرع الجزيرة العربية، وحدث ولا حرج عن عمليات تنظيم القاعدة فى المغرب العربى، وهكذا أصبح لدينا والحمد لله (والذى لا يحمد على مكروه سواه) تنظيم إرهابى متعدد الجنسيات، لكى نماثل الشركات المتعددة الجنسيات والمتخصصة فى بناء محطات الكهرباء وفى إستكشاف آبار البترول، وفى بناء الكبارى والطرق، وفى بناء السفن والطائرات، ولكن أصحاب تنظيم القاعدة لا حظوا أنه يوجد عجز شديد فى الشركات المتعددة الجنسيات والمتخصصة فى الهدم والقتل، ويعتقد "عراب" تنظيم القاعدة بأن القتل لا يقدر عليه سوى الأشداء من "المؤمنين" بأنهم على حق وبأن العالم كله على خطأ، ومن جهة أخرى رأى تنظيم القاعدة أن قطار العولمة سوف لن يتوقف فى بلاد العربان، لذلك كان لا بد من عولمة الإرهاب والقتل.
والتنظيمات الإرهابية على مر التاريخ القريب والبعيد كانت لا تنجح إلا كان هناك تأييدا شعبيا، حتى لو كان هذا التأييد بالقلب فقط (وهذا أضعف التأييد)، وكثير من العرب والمسلمين رأوا فى تنظيم القاعدة "المخلص" من "ظلم وتآمر الغرب" وعندما حدثت جريمة 11 سبتمبر وزعوا الشربات والحلوى علنا فى بعض المدن العربية، والذين لم يوزعوها علنا وزعوها سرا، وأكثر ما أثار إشمئزازى وإحتقارى هو رؤية بعض العرب والمسلمين والذين يعيشون فى الغرب ويأكلون من خيره وينعمون بأمنه وحريته والبعض منهم يعيش على المعونات الحكومية الغربية والبعض الآخر إحتضنه الغرب "الكافر" على أساس أنه لاجئ سياسي، وتمتع بكل ما يتمتع به اللاجئ السياسى من مميزات عينية ومادية وأدبية، الكثير من هؤلاء وللأسف رقص فرحا بعد غزوات نيويورك وواشنطن ومدريد ولندن، نكران الجميل وعض اليد التى تؤكلك خصال لا تتأتى إلا إلى أحط أنواع المخلوقات. hellip;
وكما أن التنظيمات الإرهابية تنجح بوجود تأييد على المستوى الشعبى، فإنها أيضا تفشل بإنحسار هذا التأييد، وقد بدأ هذا التأييد فى الإنحسار عندما إستيقظ العراقيون بعد مشاهدة الضحايا والأبرياء تسقط يوميا من كل كل فئة شيعة وسنة وأكراد، تيقنوا أن الميليشيات هدفها هو القتل وإحداث فوضى هائلة تسقط بعدها الحكومة وتفشل الحملة الأمريكية ويبدأ الناس فى الترحم على أيام صدام حسين ويكرهون الأمريكان والذين خلصوهم من إفتراء صدام حتى وجدوا أنفسهم يقعون ضحايا لإقتراء من نوع أشد وهو إفتراء يتمسح بإسم الدين السنى تارة والدين الشيعى تارة أخرى، والدين منهم براء، والإدارة الأمريكية تتحمل القسط الأكبر من الفوضى التى حدثت بعد سقوط صدام، ولكن الميليشيات المسلحة تتحمل أيضا جزءا كبيرا، ويتحمل الشعب العراقى أيضا جزءا لا يستهان به لإعطائه بعض الشرعية والغطاء لتلك الميليشيات، حتى حدثت "الصحوة"، وبالرغم من أن مجالس الصحوة ممولة من الجيش الأمريكى إلا أنها وبمساعدة الجيش العراقى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من هزيمة تنظيم القاعدة فرع الرافدين.
وما يحدث الآن فى العراق حدث من قبل فى السعودية ومصر والأردن عندما حدث رفض شعبى شبه كامل للعمليات الإرهابية والتى لم يكن لها من الضحايا سوى الأبرياء، وأتوقع أن يحدث هذا أيضا فى بلاد المغرب العربى فى الجزائر والمغرب، والعمليات الأخيرة التى شاهدناها هناك أكدت لشعب المغرب العربى أن تلك التنظيمات الإرهابية قد كشفت عن حقيقة وجهها البشع.
وأتوقع أن يحدث هذا أيضا فى لبنان وفى غزة، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح، لقد خلق الله الإنسان للبناء والحياة ولم يخلقه للهدم والموت والإنتحار.
وبالرغم من أننى لا أعرف من هى "براقش"، إلا أننى أقول لتنظيم القاعدة :
"جنت على نفسها براقش".
samybehiri@aol.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فعلها العراقيون
رعد الحافظ -

نعم يا استاذ سامي..لقد انكشف الوجه القبيح للقاعدة لدى كل العقلاء..ولا تصدق ان احدا يدافع عنهم اليوم لانه مؤمن بافكارهم..فالجميع..فهموا ان القاعدة عدو للدين والبشرية..لكنها المصالح المادية التي تجعلهم ينعقون ويطبلون دفاعا عن القاعدةوانا مهما عددت من سلبيات الشعب العراقي فهي لن تنتهي..لكن..عنده مزية تغفر له كل تلك السلبيات مرة واحدة..انها انقظاظه المفاجيء وذكاءه الفطري في كشف الخلل..لاحظ معي ان القاعدة قتلت ودمرت كثيرا قبل ان تاتي الى العراق..لكن في العراق كان قبرها خلال فترة قصيرة نسبيا..انظر كيف هبت العشائر لتقبرهم وتنهي تسلطهم على خلق الله..وليجرا ان كان رجلا اليوم من يقول انه من القاعدة..سترى اسلحة العراقيين بالمرصاد..

"الصحوة"
George -

نكران الجميل وعض اليد التى تؤكلك خصال لا تتأتى إلا إلى أحط أنواع المخلوقات.

قلت الحقيقة
ashour -

(احط المخلوقات البشرية) لقد اصبت الهدف بكل براعة وقلت الحقيقة ولقد رأيت هذه المخلوقات البشرية وهي ترقص فرحا يوم 11 سيبتمبر

الدين ليس بريئا
علي أمزيغ -

"وجدوا أنفسهم يقعون ضحايا لإقتراء من نوع أشد وهو إفتراء يتمسح بإسم الدين السنى تارة والدين الشيعى تارة أخرى، والدين منهم براء". هذا ما يقوله الكاتب، والواقع أن الدين ليس بريئا، مثله في ذلك مثل اللغة، وعلى الكتّاب الذين ينسبون أنفسهم إلى العلمانية أن يدركوا هذه الحقيقة ويمتلكوا شجاعة الجهر بها. فالنصوص الدينية قابلة لكل القراءات، من القراءة الأشد انفتاحا إلى الأكثر ظلامية، وباسم هذه النصوص ارتكبت كل الفظاعات في تاريخ كل الديانات. ولم يكن على بن أبي طالب مخطئا عندما انتبه إلى أن "القرآن حمّال أقوال".

خطة شاملة او موت
مصرى قرص من الارهاب -

للاسف يا باشمهندس سامى الواقع لا يؤيد تفاؤلك فالتعصب زاد والارهاب زاد انظر الى ما يحدث بوطنك مصر من ارهاب حكومى شعبى ضد الاقباط و فى السعودية حيث قبض امس فقط على سبعمائه شاب شعودى ومئات من الاجانب المقيمين جندتهم القاعدة رغم التصريحات السابقة من المسئولين بالقضاء عليها--المشكلة هى فى مناهج التعليم التى افرزت هذه النوعية والخطاب الدينى المتشدد والكاره لوجود الاخر ,وقبول الحكومات التعايش والتعاون مع منظمات دينية ارهابية تجند الارهابيين علانية و التمويل الشعبى الحكومى بحسن وسء نية لكل من رفع لافتة دينية بدون التحقق من وجهه التمويل و تغييب الوعى القومى لصالخ الوعى الدينى رغم وضوح الخطورة --المسالة تحتاج مواجهه شاملة من الحكومات و الافراد معا وللان لم نرى الا خطط امنية فاشلة تنتج عكس المطلوب منها