كتَّاب إيلاف

الفكر الإسلامي والمثاقفة مع الفكر الغربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على الرغم من أن الإسلام، كان الحدث الأهم في تاريخ العرب، وعمل هزة كبيرة في الحياة العربية، لكن الاتصال بالفكر الغربي في أصوله الاغريقية واللاتينية كان الهزة الأكبر على صعيد الفكر العربي. وأخذ ذلك الفهم البدائي لمجمل المسائل الاجتماعية والفكرية يتعقد عبر الانفتاح على تراث العالم الخارجي وعلومه، وأفكاره ونظرياته الأشدّ خطورة، إذ جرى نقل بعض الأفكار الفلسفية الخطيرة إلى داخل الثقافة العربية، من قبيل قول الفلاسفة بقدم العالم وأزليته، وقولهم كذلك بأنّ الله يعلم الكليّات دون الجزئيات، وقولهم بأنّ الأجساد لا تُحشر. كان ذلك تحدياً فكرياً يتوجه على نحو مباشر إلى صلب العقيدة، ويخلق نوعاً من الروح النقدية المتمردة الثورية المأخوذة بالجدل والشك بالمقدمات. وهو ما أثار حفيظة فلاسفة الإسلام كأبي حامد الغزاليّ [عاش ما بين 450هـ - 505 هـ] الذي ردّ عليهم مفنداً حججهم بكتابه الشهير: التهافت، الذي خلق نوعاً من الجدل في الفكر الإسلامي بين مدرستين: المدرسة السلفية، والمدرسة العقلانية، الأولى فتح بابها الفلسفيّ أبو حامد الغزالي، والثانية فتح بابها ابن رشد الذي دبّج كتاباً ضخماً ردّ فيه على موقف الغزالي من الفلسفة والنظريات الفلسفية.
ومع أننا صرنا في الوقت الراهن نضمِّن مصطلح المثاقفة Acculturation معنى آخر، لعله من نتاج العلاقة المتأزمة بين الإسلام والغرب منذ عصر النهضة العربية، إلا أنّ العرب في ما تركوه من إرث ثقافيّ، لم يقفوا بإزاء هذا المصطلح، كما نقف نحن اليوم في قسم من المواقف الأصولية المتطرفة بخصوص المثاقفة مع الغرب الآن، فالشريعة الإسلامية كما يذهب إلى ذلك الدكتور ماكس مايرهوف Dr.Max Meyerhof في دراسته المهمة حول تاريخ علم الطب عند العرب، لم تكن بهذا التطرّف الأصوليّ، وكانت في:
أول ظهورها تبيح دراسة العلوم مطلقاً، ويمكننا القول بأنه من وقت المعلّم الديني الشهير الغزالي (1111م) فصاعداً حلّ الاضطهاد الديني لهذه الدراسات محلّ السماح بها بزعم أنها تؤدي إلى فقدان الاعتقاد بأصل العالم والشك بوجود الخلاق. [ تراث الإسلام - تأليف جمهرة من المستشرقين بإشراف السير توماس آرنولد - ج1/ص201- والكتاب صدر في الموصل سنة 1954 بترجمة جرجيس فتح الله المحامي]
ومع ذلك، فإنّ قناة المثاقفة مع فكر العالم لم تتوقف، واستمرت العلاقة تزداد تعقيداً بسبب حاجة الثقافة العربية إلى تغذية جسدها بصورة دائمة في ظل التغيرات الاجتماعية وتطور الحياة الفكرية.
وعلاوة على السبب الذي ذكره مايرهوف، يمكن القول إنّ دخول العلماء من غير العرب في الإسلام، ووضع مؤلفاتهم باللغة العربية، صيّرهم جزءاً من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وجزءاً من مشكلات الفكر العربي ونظرياته الجديدة، فلم يجدوا ضيراً من التلاقح الثقافيّ مع تراث العالم، والتفاعل مع قيمه الإنسانية والعلمية، ومن يقرأ التراث الفكري والعلمي والأدبي للعرب سوف يتعرّف على مساهمة الأقوام الأخرى في بناء الحضارة العربية الإسلامية.
لكنّ تزايد دراسات المستشرقين في البحث عن أصول العلوم العربية، وكيفية تشكلها، وتحديد المسارب الثقافية التي نفذت إليها، هو الذي أثار أهمية المثاقفة مجدداً بوجهيها: الإيجابي والسلبي. فقد تحدث المستشرق الفرنسي الدكتور ريجيس بلاشير عن قانون: تأثير مثاقفة الغالبين في اتصالهم بالمهتدين الجدد إلى الإسلام ولاسيما في بلاد فارس وفي آسيا وأفريقيا وأجزاء من أوروبا. وهو هنا، يقرن تصدير وتكريس نظام الثقافة الإسلامية بالقوة والسلطة والحجة المصاحبة لتصدير الخطاب الثقافي خارج دار الإسلام، وعملها على ترويجه ليكون أيديولوجيتها في الانتشار، وتوطيد أركان الحكم الإسلامي بوجهه الديني. وما أفادته الثقافة العربية من ذلك القانون، هو أنها أضحت في قلب القيم والمشكلات الثقافية والنظرية التي كانت تجري في عالم القرون الوسطى، وهذا ما جعل المستشرق الإنكليزي هاملتون جب يتحدث في محاضرة ألقاها عن: تأثير الثقافة الإسلامية في أوربة العصور الوسطى.
وبصرف النظر عن الدوافع السياسية التي تصاحب الخطاب الثقافي عادة، فإنّ الواقع الاجتماعي الجديد بعد الإسلام تمخّض عن تزايد الحاجة إلى العلم لحلّ المشكلات المعقدة في المسائل الفكرية والعلمية واللغوية والأدبية وضروب الحياة الواقعية المختلفة.
ومن أوائل المشكلات العملية التي واجهت المجتمع العربي آنذاك مثلاً، الحاجة إلى تشخيص علمي لأمراض الجسد، ومعرفة تركيب الأدوية عن طريق معرفة أسس الكيمياء. وقد أفضى بهم ذلك إلى مواجهة جديدة تتعلق بـ: نقل/ ترجمة المصطلحات الطبية إلى لغتهم الأمّ، ومحاولة اكتشاف طرائق المخاطبة العلمية عن طريق لغة اصطلاحية خاصة. ناهيك عن تخصيب العقل العربي في القرن السادس الميلادي بلغة العلم، واصطلاحاته، ونظرياته، ومناهجه في معالجة المشكلات.
طبعاً هذه ثقافة جديدة، إذْ ليس بوسع الطبيب العربي في ذلك الوقت أن يقتنع بالعلاج البدائيّ، إنما ينبغي عليه أنْ يعرف أنّ ثمة علماً يحتوي على نظريات ومفاهيم ومناهج لا يمكن تجاوزها قط في أيّ علاج علميّ. هذه النقلة الحضارية، لم تكن نقلة عابرة أبداً، بل هنالك عالم جديد صار يرتكز على قواعد رصينة، وهو ما أفضى إلى تأسيس: مجتمع ثقافيّ، لعله أحد أهمّ المجتمعات التي تأسست في حضارة القرون الوسطى.
تجمع المصادر القديمة، والمراجع الحديثة، على وجود قناة المثاقفة التي نشأت في الخاصرة الشرقية لبلاد العرب في القرن السادس الميلادي بتأثير ثقافات أجنبية عديدة. فبعد منتصف ذلك القرن، أسس كسرى أنو شروان (531م - 578م)، الذي تأثر بالثقافة الهيلينية التي كان قد اكتسبها خلال حربه مع سوريا واستضاف الفلاسفة اليونان المطرودين عندما أغلق جوستينان مدارس أثينا، مدرسةً زرادشتية في جُنْدَيْسابور في خوزستان حيث لم تحتضن الكتب اليونانية والسريانية فقط، بل الكتب العلمية الهندية، وترجم جميعها إلى الفهلوية.
وذكر العلامة العراقي طه باقر في كتابه: موجز في تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة والحضارة العربية الإسلامية، أنّ هذا الإمبراطور البيزنطي، قد أصدر أوامره في العام 529م، بغلق: (مراكز البحث والمدار الفلسفية اليونانية في أثينة وغيرها من المدن، ففرَّ كثير من العلماء والمفكرين إلى جنديسابور حيث وجدوا الترحيب والرعاية، كما جاء إليها عدد كبير من العلماء والمفكرين السريان من المراكز السريانية المشهورة في مابين النهرين، مثل حرّان ونصيبين، فحصل في هذا العهد المشهور التقاء حضاري لعله كان الفريد من نوعه في تاريخ اتصالات الثقافات).
وينبغي أن نشير هنا، إلى الأهمية العظيمة لهذا التأسيس الثقافي الأكاديمي، إذْ ساهم في تعريف العرب القلائل الذين انخرطوا في تحصيل العلم بوجود حقلين أساسيين للمعرفة العلمية، هما: حقل التفكير النظري الصرف، وحقل الممارسة العملية. وفي هذه المدرسة التي ستكون من ممتلكات الدولة الإسلامية بعد الفتوح، وجدتْ كما يؤكد كارل بروكلمان في موسوعته تاريخ الأدب العربي: الفلسفة أيضاً موطناً فيها، وقد ظلّت مزدهرة إلى العصر العباسي. وهو رأي يستنتجه بروكلمان من العلماء العرب القدامى كـ (ابن النديم) ممن تحدثوا عن العلوم والأفكار والنظريات التي استحدثت في الثقافة العربية بعد اتصالها بالثقافات الأخرى. وقد كان العرب أكثر موضوعية وإنصافاً في الحديث عن أهمية الثقافات الأجنبية في تحديث الفكر العربي والثقافة والمجتمع، بعكس نكسة التهريج واللاموضوعية والتعصب التي تسود الثقافة العربية الآن بعد صعود الفكر الديني وتزايد نشاط الجماعات الإسلامية الراديكالية.
إذن، ما حقيقة هذه المدرسة، وما المهمة التي اضطلعت بها في تأسيس العلوم العربية، وتحديث نظامها الثقافي؟. يدوّن لنا ابن النديم (380هـ أو 385هـ) في كتابه الموسوعيّ العظيم، عدداً من الحكايات عن نشأة العلوم, أنواع الكتب, أخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطقيين وأسماء كتبهم ونقولها وشروحها والموجود منها وما ذكر ولم يوجد وما وجد ثمّ عدم. ويبدو أنّ العرب كانت لهم عناية بتدوين ميلاد العلوم واندثارها ونهضتها مرة أخرى، إذ يعتمد ابن النديم قسماً منها لتكون مصادره في الكتابة عن هذه النشأة. يقتبس من كتاب: النهمطان لأبي سهل بن نوبخت الذي يشير فيه إلى أدوار نشأة العلوم وازدهارها واندثارها وازدهارها مرة أخرى. ولعلّ الشيء المهمّ في هذا الكتاب وغيره، إشارتها إلى كثرة صنوف العلوم وأنواع الكتب ووجوه المسائل التي وصفها: أهل بابل في كتبهم، وتعلّم أهل مصر منهم، وعمل به أهل الهند في بلادهم. ويذكر أبو سهل في كتابه أنّ الملك الضحّاك بن قي:
بنى مدينة اشتقّ اسمها من اسم المشتري، فجمع فيها العلم والعلماء، وبنى فيها اثني عشر قصراً على عدّة بروج السماء، وسماها بأسمائها وخزن كتب أهل العلم، وأسكنها العلماء... ومن غير كلام أبي سهل: بنى سبعة بيوت على عدد الكواكب السبعة، وجعل كلّ بيت منها إلى رجل فجعل بيت عطارد إلى هرمس، وبيت المشتري إلى تينكلوس، وبيت المريخ إلى طينقروس... وهرمس كان من أكملهم عقلاً وأصوبهم علماً وألطفهم نظراً، فسقط إلى أرض مصر. فملك أهل مصر وعمّر أرضها وأصلح أحوال سكانها، وأظهر علمه فيها. وبقي جلّ ذلك وأكثره ببابل، إلى أن خرج الإسكندر ملك اليونانيين، غازياً أرض فارس، من مدينة للروم يقال لها مقدونية... ونسخ ما كان مجموعاً من [ العلوم] في الدواوين والخزائن بمدينة اصطخر. وقلبه إلى اللسان الروميّ والقبطيّ، ثم أحرق بعد فراغه من نسخ حاجته منها، ما كان مكتوباً بالفارسية، وكتاباً يقال له الكشتج، وأخذ ما كان يحتاج إليه من علم النجوم والطبّ والطبائع، فبعث بتلك الكتب وسائر ما أصاب من العلوم والأموال والخزائن والعلماء إلى بلاد مصر).
ويكثر ابن النديم من ذكر الأخبار والحوادث التي تدلّ على عناية ملوك الفرس: بصيانة العلوم، وحرصهم على بقائها على وجه الدهر، وإشفاقهم عليها من أحداث الجوّ وآفات الأرض... فاختاروا لها من المكاتب أصبرها على الأحداث، وأبقاها على الدهر، وأبعدها من التعفّن والدروس، لحاء شجر الخدنك، ولحاؤه يسمى التوز). وقد كانت (أصناف علوم الأوائل بالكتابة الفارسية القديمة).
ويكشف هذا عن أهمية فتح العرب لبلاد فارس، كأنه فتح لخزائن العلوم. وهو ما ترك آثاراً واضحة على تأسيس العلوم العربية بعد الإسلام، إذ وُضِعَت هذه العلوم والثقافات في خدمة الفاتح الجديد، وخدمة الدين الجديد، الذي وجد فيه الفرس مخلِّصاً لهم من عذاباتهم الروحية السابقة. وفعلاً، كان عدد العلماء كبيراً من الذين اتخذوا العربية لغة لتدوين أفكارهم وعلومهم الجديدة. وما أفادته الثقافة العربية من ذلك، هو التزاوج الفكري بين العقل الأجنبي المنخرط في الإسلام، المؤمن بالخطاب الفكري الإسلامي أشدّ الإيمان، والعقل العربي الذي أعاد فهم الإسلام على نحو مندمج بتراث العرب ونظرتهم الأخلاقية إلى العالم.
أما فيما يتعلّق بأسباب نشأة مدرسة جُنْدَيْسابور، فيذكر ابن النديم أنّ الفلسفة كانت:
ظاهرة في اليونانيين والروم قبل شريعة المسيح عليه السلام. فلما تنصّرت الروم ومنعوا منها، وأحرقوا بعضها، وخزنوا البعض ومنع الناس من الكلام في شيء من الفلسفة إذ كانت بضدّ الشرائع النبوية. ثم إن الروم ارتدت عائدة إلى مذاهب الفلاسفة وكان السبب في ذلك أنّ ليوليانس ملك الروم، وكان ينزل بأنطاكية وهو الذي وزّر له ثاسطيوس، مفسّر كتب أرسطو، لما قصده سابور ذو الأكتاف، وظفر به ليوليانس، إما في حربه له وإما لأنّ سابور كما يقال، مضى على أرض الروم ليقبض أمرها ففطن له وقبض عليه، والحكاية في ذلك مختلفة).
وفي عهد قسطنطين الأكبر، ملك الروم، (عادت النصرانية إلى حالها، فعاد المنع من كتب الفلسفة وخزنها إلى ما عليه إلى الآن). ويبدو أنّ هذا المنع والتضييق على الفلاسفة والعلماء هو الذي ساهم في هجرتهم إلى جنديسابور ليحظوا بالرعاية الكاملة من لدن كسرى أنو شروان، وتزدهر في هذه المنطقة مدرسة للعلوم المختلفة. ولم تكن مدرسة جنديسابور قناة المثاقفة الوحيدة التي فُتِحَتْ على الثقافة العربية، إنما ينبغي أن نشير إلى قنوات أخرى كان لها فضل تقديم العلم اليوناني والثقافة الهلينستية إلى المسلمين، إذ من المعروف تاريخياً أنّ هذه الثقافة وجدت لها موطئ قدم في: بلاد الشام وأرض الرافدين تحت حكم الإسكندر الأكبر وخلفائه لقيت في انتشار المسيحية عضداً قوياً. وفي الشام وهي تابعة للإمبراطورية البيزنطية كانت الأديرة مرابع للثقافة اليونانية التي اكتسبها سكان هذه الأديرة من طريق ترجمات عديدة وإن لم يكونوا قادرين على تنميتها وزيادتها. وقد غلبت إلى جانب ذلك دراسة اللاهوت وإن لم تهمل الفلسفة والطب.

والقناة الأخرى لنقل العلم اليوناني، كانت في مدينة: حرّان بأرض الرافدين، وكان سكانها على الرغم من البيئة المسيحية الخالصة التي حولهم قد احتفظوا بوثنيتهم السامية القديمة التي تأثرت بدين هرمس تأثراً قوياً، وقد ازدهرت فيها بخاصة الدراسات الرياضية والفلكية التي أنبتتها الحضارة الأكدية من قبل ثم رعتها الهلينستية.
إنّ الشيء المهمّ في هذه القنوات الثقافية، هو أنها نبّهت العرب إلى أنّ: المعرفة الحسية، لم تكن كافية وحدها للوصول إلى حقائق الأشياء، إنما ثمة طرائق أخرى تتمثل في: المعرفة العقلية النظرية، والمعرفة التجريبية، وثمة وسائل ومناهج متنوعة لابدّ من معرفة أصولها قبل الخوض في أية مغامرة للوصول إلى حقائق الأشياء. ووسائل المعرفة هذه، كانت هي لغة العصر وثقافته، ولهذا يبدو من غير اللائق بالفكر العربي آنذاك أن يطرح أو يناقش أية فكرة خارج إطار هذه الأعراف الثقافية.
وعندما شعر مفكرو هذه الأمة، بأنهم متخلّفون عن هذا الركب الثقافي والفكري، شـمّروا عن سواعدهم، وقاموا بنقل أمهات الكتب اليونانية والهندية والفارسية إلى الثقافة العربية، ومن ثمّ الانتقال إلى شرحها وتوضيحها، ثم إلى تحليلها ونقدها، وإضافة أفكار جديدة إليها، ثم الانتقال بعد ذلك إلى مرحلة التفلسف وإنتاج النظريات العربية الخالصة.
وينبغي أن نعترف بأنّ هذه المدارس والأكاديميات ستصبح فيما بعد من ممتلكات دولة الإسلام أو دار الإسلام بعد الفتوحات الإسلامية، وهو ما يؤكده كذلك ديمتري غوتاس في كتاب حديث صدر له عن الفكر اليوناني والثقافة العربية (ص50) ذلك أنّ مع: مجيء الإسلام تمّ ضم هذه المراكز جميعها سياسياً وإدارياً، وما كان الأهمّ في هذا كله هو أنّ العلماء القادمين من هذه المراكز جميعها كان بإمكانهم أن يتابعوا دراستهم ويتفاعلوا في ما بينهم دون أن يتقيدوا بأيّ وجهة نظر أرثوذكسية رسمية، مهما كان الدين.
nazem1965@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
علم غزير
رعد الحافظ -

عندما يقرا المرء احد المواضيع التي تكتبها..يشعر انه ازاء دراسة علمية معمولة بجهد كبير ومقصود منها توعية العامة الى مواطن الخلل في نظامنا وتفكيرنا..ليس من اجل سبب مازوخي بجلد الذات لكن لسبب وجيه هو النهوض من واقعنا المتخلف..وعندي ملاحظة عن الفترة التي بدء فبها المسلمون يترجموا وياخذوا من الفكر اليوناني وغيره واظن ان ذلك كان قد اشتد في زمن الخليفة المامون..والملاحظة هي ان علماء الدين الذين قروا هذه التراجم في تلك الفترة واعجبوا فيها حاولوا ان يعيدوا تفسير وكتابة الكثير من التراث الاسلامي وفق تلك الرؤية الجديدة..وهم كانوا غالبا يتصوروا انهم يحسنون صنعا..اقله لنشر الاسلام عالميا..لكنهم اساؤوا احيانا كثيرةدون قصد غالبا..لان ذلك اصبح فعلا تهافت التهافتوهكذا نجد اليوم الكثير من النصوص والاحاديث الغريبة ..ولا احد يجرؤ على مناقشتها بداعي تقديس النص التاريخي..

تهافت العقلانية
اوس العربي -

حاول بعض المثقفين المحدثين من ذوي الخلفية الشيوعية الزعم بتاريخية النص الالهية واعتبر بعضهم مثل نصر ابوحامد ان القرآن ا لعظيم منتج ثقافي ؟!!وحاولوا ويحاولون نزع القداسة عن القرآن العظيم والسنة المطهرة وثوابت الاسلام الاساسية وتحول نقدمهم لتصرفات بعض المسلمين الى نقد الاسلام ذاته وقاموا بتعظيم دور بعض الفرق الاسلامية المنحرفة عن منهج النبوة مثل الخوارج والزنج وبعض المنحرفين فكريا من اهل التصوف المنحرف وصنعوا منهم شهداء ودائما يجري الاحتفاء بالمعتزلة الذين نقدوا بعض ثوابت الاسلام من داخل الاسلام وقد جرى الرد عليهم وعادوا الى صوابهم بعدما تبين لهم الحق اعتقد ان المسلمين اصيبوا بما يسمى الترف الفكري وراحوا يناقشون قضايا لا طائل من وراءها شغلوا الامة وفرقوها واقعدوها عن المهمة الاساسية لهذه الامة وهي اخراج الناس من ظلمات الظلال الى نور الاسلام وعلى نهجهم يسير معتزلة هذا الزمان الذين يثيرون الغبار ويمارسون الشغب الفكري وتفريق الامة وزرع الشبهات دون ان يضيفوا الى الحياة شيئا مفيدا ان العقلانية التي يروجون لها ماهي بعقلانية لان ربنا سبحانه وتعالى عرفناه بالعقل لكن يضل العقل قاصرا عن معرفة كنه هذا الاله ومطلوباته ومن هنا كان الوحي والرسل والكتب ان الذين يصنعون مشكلة بين الوحي والعقل او الدين والعلم هم فقط يعيدون انتاج التجربة الغربية التي جاء فيها الصراع بين الدين والعلم الى حماقات رجال الكنيسة المتطرفين القياس هنا كما يقول الاصوليون فاسد وصب التجربة الاوروبية على الاسلام خداع وتدليس فعلماء الاسلام في الطبيعيات لو استعرضنا حياتهم ولجدانهم يحملون لقب قضاة وحفاظ مما ينفي ذلك الصراع المفتعل بين الاسلام والعلم او الاسلام والعقل والان مع صعود الاصوليات الخمس الاسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية ماعاد احد يقول بمقولات اكل عليها الزمان وشرب ان العلماء والاثرياء والمشاهير اليوم من المتدينين في هذه الاصوليات كل في مجاله وسقطت مقولات الالحاد الى الابد ؟!!