كتَّاب إيلاف

مغزى نجاح مكين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"فى زمن الحرب، تحتاج البلاد إلى رئيس يعى أن عليه هزيمة الأعداء خارج البلاد، حتى لا نضطر إلى مواجهتهم على أراضينا، وهذا الرئيس هو جون مكين"، بهذه الكلمات جدد الرئيس الأمريكى جورج بوش تأييده للمرشح الجمهورى جون مكين، وتأكيدة مجددا علي العقيدة الاستراتيجية للمحافظين الجدد، التي سبق وأعلنها بنفسه في الأول من يونيوعام rlm;2002 ,rlm; أمام أكاديمية وست بوينت العسكريةrlm;، وجاء في خطابه " إن المخاطر المحدقة بالولايات المتحدة قد تغيرت سواء في مصدرها أو في طبيعتها،rlm; وبالتالي فإن الرد يجب أن يتغير أيضا بصورة كاملة،rlm; والأهم من ذلك منع تجسيد هذه المخاطر بالحرب الوقائية ضد الأعداء المحتملينrlm; ".rlm;
وقوبل مفهوم الحرب الوقائية أو الاستباقية برفض كامل من المجتمع الدوليrlm; وقتئذ ,rlm; وظهر الخلاف واضحا فوق منبر الأمم المتحدة بين الأمين العام السابق كوفي عنان والرئيس بوش،rlm; إذ تحدث الأول عن حق الدول في الدفاع عن نفسها من جراء تهديد واضح وملموس،rlm; بينما كان يتحدث الثاني عن الحق في شن حرب لمنع خطر محتمل في المستقبلrlm;.rlm;
وحذرت نيويورك تايمزrlm;(2002/9/5)rlm; من أن أي قرار للأمم المتحدة يصادق علي نهج الحرب الوقائية يمكن أن يتحول الي سابقة قد تستخدم في نزاعات مختلفة وتتبناها دول أخري مثل الصين في صراعها مع تايوان،rlm; أو الهند ضد باكستان،rlm; أو في شبه الجزيرة الكورية خاصة من قبل كوريا الشمالية التي ما برحت تلوح باستخدام نفس النهج، واسرائيل وإيران اليوم rlm;.rlm;
والمفارقة هنا هي أن ذهاب الإدارة الأمريكية الي الأمم المتحدة لانتزاع موافقتها علي هذا النهج أو علي الأقل تبنيها له،rlm; كان يعني في الواقع النهاية بالنسبة لها،rlm; لأنه يخالف مبادئها بشكل صارخrlm;.rlm;
وهكذا بدا واضحا أن سلام العالم أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضي، خاصة وان الإدارة الأمريكية التي تديرها مجموعة غير متوازنة من الصقور والحمائم،rlm; لا تري سوي المصالح القومية الضيقة لرأس المال الأمريكي وشركات النفط العملاقةrlm;.rlm;
بيد أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الاتجاهات القومية الجديدة ظهرت فقط تحت تأثير الصدمة الناتجة عن اعتداءاتrlm;11rlm; سبتمبرrlm;2001,rlm; إذ أنها كانت في حالة اختمار وجيشان منذ سقوط جدار برلين ودخول عصر العولمة أحادية القطب وتأثيرها علي السياسة الخارجية الأمريكية،rlm; التي تسعي الي تحقيق اللقاء بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي والعشرين حسب تعبير دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأسبق وممثل الصقور الأبرز.rlm;
ويقصد بذلك العودة الي ماكان يعرف بالنظام البريطاني في ثوب أمريكي،rlm; أما القرن التاسع عشر فهو قرن الاستعمار المباشر وغياب ثنائية القطب في النظام الاقتصادي السياسي،rlm; علي ان اخطر مافي هذه التوجهات هو مفاهيمها وخلفيتها التي تعود الي الإرث الامبراطوري الروماني،rlm; حيث تري في الآخر والغريب والمجهول والبعيد وجهrlm; (rlm; البربريrlm;)rlm; وتحاول علي غرار الامبراطورية الرومانية أن تختصر العالم الي قرية كونية خاضعة لاحكامها وقوانينها بالقوةrlm;.rlm;
وقد برزت هذه التوجهات في العلن لأول مرة أثناء الحملة الانتخابية للرئيس بوش عامrlm;2000,rlm; وعبرت عنها كونداليزا رايس مستشارة السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري بوش آنذاك،rlm; ففي مقال نشرته مجلة فورين أفيرز عدد فبرايرrlm;2000,rlm; أكدت ضرورة تجاوز الأسس القديمة للسياسة الخارجية بما يتناسب مع مرحلة مابعد الحرب الباردة،rlm; وانتقدت بشدة من يعتقد بضرورة قراءة المصلحة القومية عبر مشارب القانون الدولي ومنظمات دولية كالأمم المتحدة،rlm; إذ أن المصلحة الانسانية ينبغي أن توضع في الصف الثاني بعد المصلحة القومية،rlm; وهي تعفي بذلك الولايات المتحدة من المعاهدات والالتزامات الدولية،rlm; وتحديدا معاهدة ويست فاليا عامrlm;1648rlm; التي تحدد بموجبها مفهوم الدولة بالمعني المتعارف عليه،rlm; ذات سيادة وحدود معترف بها من الدول الأخري،rlm; ومن اتفاقية الحد من التسلح التي تنتمي من وجهة نظر رايس الي الحرب الباردةrlm;.rlm;ففي إطار تعريفها للمصلحة القومية،rlm; رأت ضرورة اختراع أسلحة جديدة وبشكل دائم وناجح يضمن تفوق الولايات المتحدة باستمرارrlm;.rlm;
ولأن القيم الأمريكية قيم عالمية ـ من وجهة نظرها ـ فإن انتصار هذه القيم يكون بالتأكيد أسهل إذا كان ميزان القوي في صالح من يؤمن بها،rlm; مما يعني أن تصدير هذه القيم لا يمكن أن يكون عبر الثقافة أو الاعلام أو حتي العمل الانساني،rlm; وهو مايغلف أطروحات الاصلاح السياسي والديمقراطية في العالم العربي،rlm; وانما وبشكل أساسي، عبر النظرة القومية للاقتصاد والمؤسسة العسكرية والعلاقة بينهماrlm;.
أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدفاع عن الوطن واجب
سعد كريم -

بودنا ان نسأل الكاتب أليس الدفاع عن الوطن واجب مقدس ؟ ان ما قام به جورج بوش هو دفاع مشروع عن وطنه وسلامة وامن أمريكا ، وانا أستغرب من استكثار الكاتب قيام جورج بوش بالاخلاص لوطنه والدفاع عنه !! ؟!

لم أفهم ما فهمته !
صديق العراقي -

العكس هو الصحيح ... الدكتور عبدالله يثبت بالدليل والتواريخ ما قصدته أنت يا أستاذ سعد ، ولم أفهم مما كتب استكثاره اخلاص الرئيس بوش في الدفاع عن وطنه !!!!

نفطنا اسرائيلنا ؟!
رشاد القبطي -

العنف الذي ضرب امريكا قدم من امارة طالبان فلماذا انعطفت الادارة الامريكية ناحية العراق ودمرته ؟!! بسبب النفط ثم للحفاظ على الكيان الصهيوني من تهديد محتمل كل الرؤساء الامريكان بصموا من اجل حماية الكيان الصهيوني عندما يتكلم السياسي الامريكي عن حماية امريكا فانه يستبطن او يعني حماية الكيان الصهيوني مهما كانت الكلفة من اجل مجد صهيون يموت عشرات الالوف من الامريكان المسيحيين ، فيما يلهو الشباب اليهودي وينبسط شفتم الخيبه ؟!! ريغان قال ذات مره نفطنا اسرائيلنا ؟؟!!

عينه عليها
Lora -

من الواضح ان الكاتب عينه على امريكا "يمكن عشان جميلة "او من احلام طفواته السفر الى امريكا......هاتوحشنا والهى