كتَّاب إيلاف

كردستان .. الدور الحيوي لكردستان العراق عراقيا وإقليميا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكن لكردستان العراق أن تلعب دورا حيويا ومؤثرا ليس في داخل العراق وحسب، بل في المنطقة بشكل عام، وذلك بسبب مجموعة أو منظومة حية من الحقائق الجغرافية والتجربية والتاريخية التي تتمتع بها كردستان العراق، أتحدث عن ذلك بصرف النظر عن حدود كردستان وطبيعة الاختلافات حول مصير كركوك وأمور أخرى، لاتمت بصلة جوهرية فيما أريد بيانه في هذه المقالة العاجلة التي يمكن أن أتبعها بأخرى إن شاء الله تعالى.
إن تجربة كردستان العراق النضالية على طريق تحقيق الاهداف الجوهرية للشعب الكردي في هذه المنطقة يمكنها أن تتحول إلى درس تجريبي لكل أكراد العالم، حيث يتعرضون للقهر السياسي والثقافي والأقتصادي والاجتماعي، وبطبيعة الحال أضع في البداية هنا، الحكمة العقلية لقادة الكفاح الكردي العراقي وقدرة العقل الكردستاني العراقي على إستيعاب فن اللعبة السياسية ومعطيات الواقع العالمي والاقليمي، ولست في صدد حمل السلاح بداية وجوهرا. وليس من شك أن نجاح كردستان العراق في تحقيق الكثيرمن الطموحات الكردية العراقية يؤهلها لأن تكون عامل ترشيد للحركة الكردية العالمية، وذلك على الصعيد السياسي والنضالي من أجل حقوقهم، كما إن هذا النجا ح يؤهل كردستان العراق وبالتعاون مع حكومة المركز أن تتحول إلى بوصلة تفاهم بين الاكراد وأنظمتهم الحكومية، حيث تتفاقم المشاكل بين الطرفين وتتصاعد باستمرار، خاصة بعد هذه الانجازات الكبيرة التي حققها أكراد العراق.
كردستان العراق وبالتعاون بطبيعة الحال مع بغداد يمكن أن تتحول إلى عنصر إستقرار مهم في المنطقة الاقليمية (تركيا /إيران / سوريا / العراق)، ليس من خلال تقديم خبرتها النضالية على طريق تحقيق بعض الاهداف الجوهرية فحسب، بل من خلال وزنها الذي سوف يتكرس أكثر في المستقبل القريب على صعيد الكيانية السياسية والثقافية والحضارية ضمن الوطن الام، أي العراق.
إن تحرك كردستان العراق اليوم على هذا الطريق ممكن جدا، فهي لم تعد منطقة حرب، ولها وزنها المهم في صلب اللعبة السياسية الاقليمية، وتمر بمرحلة نمو إقتصادي وسياسي وثقافي يشكل منعطف طريق في تاريخ الاكراد في المنطقة.
يملك أكراد العراق صلاة وعلاقات عميقة بالدول الكبرى، ولهم كلمتهم القوية في أوساط صناع القرار السياسي في العالم العربي، لأنهم جزء من العراق المنتمي إلى العالم العربي، وهي خصيصة فعالة يمكن أن تزيد من ممكنات دور كردستاني نشط على صعيد التفاهم بين بقية أكراد العالم وبين أنظمتهم السياسية،
وليس من شك إن الدور الإيجابي الذي يمكن أن تضطلع به كردستان العراق بالتنسيق مع الحكومة المركزية ينعكس بفوائد كبيرة على الدولة العراقية برمتها، فهو يعزز من دور العراق في العالم الاسلامي خاصة والعالم بشكل عام.
كردستان العراق ليست تجربة نضال وحسب، بل تجربة حكم، وتنمية، وعلاقات دبلوماسية عميقة ومؤثرة، وبذلك يمكن أن تتحول حقا إلى مثل كردي لكل أكراد العالم، وكل ذلك يجعلها أهلا لان تؤدي دورا قياديا في المنطقة من هذه الزاوية، أي زاوية المشكلة الكردية في العالم العربي والأسلامي.
كردستان العراق مهيأة لأن تكون رقما مؤسسا في المنطقة، وليس سرا فيما إذا قلنا إن أكراد العراق كانوا محل أهتمام عالمي، على صعيد مشكلاتهم مع الحكومة المركزية ومحل رعاية دولية مستمرة ومؤثرة أكثر من أكراد إيران أو سوريا أو تركيا، ولا أريد هنا أن استجلي أسباب هذا الإستثناء ولكن بودي أن أستثمره لما قررته في هذه المقالة، أي إن كردستان العراق باستطاعتها أن تتحول إلى نقطة إرتكاز لأمن قومي إقليمي حيوي، يحقق للمنطقة السلام والنمو والأزدهار، فإن هذا المستوى للحضور الكردستاني العراقي في المعادلة الدولية يعطيها زخما قويا ونشطا لإداء الدور القيادي والراشد،خاصة على صعيد معالجة المشكل الكردي، هذا المشكل الذي سيبقى عائقا دون إستقرار المنطقة بشكل وآخر، كما إنه يحول دون نهضة تنموية فكرية روحية عميقة، فيما لم تتقدم الانظمة المعنية بمعالجته بدقة وموضوعية.
إن كردستان العراق ليست نقطة توازن داخل العراق وحسب، بل يمكن أن تصبح نقطة توازن بين بقية الأكراد وأنظمتهم، ليس بالاستفادة من التجربة النضالية وحسب، بل بالاستفادة من الحكمة الكردستانية العراقية، ومن فن التعاطي الدقيق الذي أبدته الحركة الكردية مع إفرازات الواقع ورسمه الصارم، كذلك من أستقرارها ودخولها رقما مؤسسا في تصميم مستقبل العراق والعراقيين.
إن كلامي هذا لا يلغي مبدا حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكردي وكل شعوب العالم، ولكن أتحدث من منطلق الواقع، ومن خلال معطيات الزمن الذي نعيشه، والسياسة فن الممكن كما يقولون، وكل هذا لا يمنع من الحلم، بل ولا يمنع من العمل الجاد في سبيل تحقيق الحلم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جواب لسؤالي
كوردستاني -

لقد سألت الأستاذ غالب حسن الشابندر في إحدى مقالاته السابقة عن رأيه حول مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكوردي، و كذلك الحصول على دولة كوردية مستقلة. و الآن بعد قراءة هذه المقالة أظن ان الأستاذ الشابندر، في الفقرة الأخيرة، جاوب عن سؤالي السابق. مع الشكر و التحية لك و لإيلاف.

a good solution
qami$lo -

كلامك واقعي جداً و معظم الكورد لديهم نظرة مشابها و لاكن الانظمة في الشرق الاوسط لاتفكر في الشعوب و المواطن كمشروع اعمار وانما كمشروع استملاك ,وشعوبنا تعودت على هذه الطريقة في التعامل ,فلا تنسى لولا قرار امريكا في الحرب من اجل النفط لما كانت هناك كوردستان العراق و مع نجاح التجربة في الوقت الحاضر نرى انها تهاجم من دول الجوار,و هي غير مقبولة من الجزء الاكبر من شعوبها ماعدا بعض المثقفين امثالك الذين يتمتعون باحترام الكورد والذين عليهم عاتق توعية شعوبهم,طبعاً حل القضية الكوردية هو في مصلحة جميع شعوب المنطقة لان المنطقة لن تتطور اذا كن فيها حوالي اربعين مليون كوردي على الهامش .

مقال رائع
لمياء -

مقال رئع اطيب تحياتي

أين المنظور الوطني؟
جمال سعد -

من البديهيات المعروفة حينما يتخذ الانسان موقف ما أو يكتب شيئا ما ان تكون مصلحة الوطن حاضرة في عقله وضميره ومن منظور وطني نسأل الشابندر ماهو المبرر الذي يسمح لك بأطلاق صفة نضال على قيام الاكراد بحمل السلاح وقتل العراقيين بدعم مباشر من ايران فهل يعتبر إدخال الجيش الايراني من قبل الاكراد لإحتلال الاراضي العراقية اثناء الحرب نضالا وطنيا او محاولاتهم السيطرة على كركوك والموصل وديالى ؟أشعر بالأستغراب من مواقف الشابندر هذه وغيرها خصوصا فيما يتعلق دعمه لنظام ولايه الفقيه في العراق الذي يقوده السيستاني فأين مصلحة العراق وحقوق الانسان من الدعوة الى تكريس نظام ولاية الفقيه الظلامي ؟!

kurd effect
NABIL -

turky,syria are stable countries,why you writer want the kurd to do in turky and syria as they did in iraq(bringing israeles,iranian,americans)to destroy them

KURDS=ISRAEL
IRAQI -

to gypsy kurds keep dreaming

THERE IS NO KURDISTA
Ashur Beth-Shlimon -

It is ironic that some who are trying to legitimize the Kurd''s goal in forming their homeland in IRAQ/ASSYRIA .At outset, in history of mankind there is no a homeland for the KURDS, except IRAN , where the KURDS themselves acknowledge that by tracing themselves the ancient MEDES who were inhabitants of Iran and not Mesopotamia/ASSYRIA.Furthermore, recently two prominent Kurds intellectuals one of them a senior journalist Kameran Qarahdaghi, and the other one Dr. A.B. Umar Miran both of them refute the Kurds claims period.In any event, here the only one to blame is the current government which is accepting this KURDISH CANCER in Iraq while even the IRANIANS where the Kurds belong don''t give them that privilege . In conclusion, shame on the Iraqi people to accept this EVIL people to carve their homeland in our country.

نشكر الكاتب الشابندر
برجس شويش -

بكل تأكيد تجربة كورد كوردستان العراق الناجحة ستكون حافزا للكورد في كل من كوردستان سوريا وتركيا وايران على سلك الطرق السلمية للقضية الكوردية في تلك الدول والعراق الفدرالي التعددي الديمقراطي سيكون نموزجا لتلك الدول المغتصبة لحقوق الشعب الكوردي كحل امثل للقضية الكوردية والعراق في المستقبل القريب ستكون قويا ومتماسكا ومستقرا ومزدهرا بينما تلك الدول ستضيع وقتها وجهدها هباء ويعرض مختلف اوضاعها للخطر في الصراع مع الشعب الكوردي، على العكس تماما الكل سيستفيدون الشعب الكوردي وشعوب هذه الدول اذا ما فكروا بايجاد حل لهذه القضية العادلة، فسياسة النعامة لن تفيدها من الافلات من قبضة الصياد على العكس تماما تسهل عملية الصيد، والنظام العراقي البائد اكبر دليل ودرس و عبرة للانظمة الحاكمة في هذه الدول التي تقتسم كوردستان، فباستعماله السلاح الكيميائي واقامة المقابر الجماعية وابادة عشرات الالوف من الكورد وشن الحروب المدمرة على كوردستان واخيرا ماذا خرج كوردستان منتصرا وقويا بينما هو ورجالاته ذهبوا الى المشانق ونظامه سقط وحزبه البعثي طبق بحقه قانون اجتثاث البعث، مرة اخرى نشكر الاخ الكاتب الشابندر على مقاله الموضوعي والمتزن

عشت ادك وبارك لله
عثمان -

الحق يقال بارك لله بيك ياطيب

to whom write in eng
lovekurd -

if you like or not thats a truth you will see the free kurdistan and all of you racist arab and turk who thing that the are clever and handsome you only have to whit and see long live kurdistan north south east and west

فكرة نبيلة
محمد تالاتي -

بالفعل ما يطرحه الاستاذ غالب فكرة جيدة، وهي من دواعي الواجب القومي النبيل،ان تسعى حكومة اقليم كوردستان بالاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد،وتعمل وتساعد على تسهيل حل المشكلة الكوردية في سوريا وايران وتركيا،مع ان الاعتراف بوجود عوائق كبيرة امام هذا المسعى الحميد،وخاصة ان حكومات تركيا وسوريا وايران لا تنظر بعين الرضا الى اقليم كوردستان الفيدرالي وتسعى بعضها الى ضربه وافشاله، ورغم هذه الصعاب يأمل معظم الشعب الكوردي ان تحاول حكومة كوردستان وتبذل جهودها في هذا الشأن.ولا شك ان حلا عادلا للقضية الكوردية سوف يساعد على استقرار المنطقة وازدهارها.

مقال اليوم ومقال الا
محمد الاتروشي -

تحدث قبل ايام الشابندر عن علاقات ستراتيجية بين العراق وتركيا وابدع ، حيث الزيارة التركية للعراق سوف تجسد مثل تلك الافكار ، وليوم يكتب ستراتيجيا عن كردستان ، هل يكتب لنا عن البصرة ؟ ، أمنية ، وكان الله في عون المخلصين

ايعني هذا
دحام العراقي -

اولا لا احد ينكر نضال الشعب الكردي رغم علامات استفهام كثيرة لاستراتيجية القيادات الكردية للوصول الى الهدف وهذا موضوع قابل للنقاش لان كل الشعوب النائمة لا تحصد نضالها بدون دعم مادي او لوجستي من القوى العالمية ولكن تجربة كردستان وطرح الشابندر يوحي بان التعاون مع عدو العالم والصهيونية على حساب الاخرين ممكن ومسموح ولا ضرر فيه فان كان كاتبنا يعني ذلك فعلى كل الشعوب العالم بالانصياع لتسليم امره الى القطب الاوحد و الصهيوني لنيل حقوق شعبه وسحق حقوق الشعوب الاخرى فلنهلهل يا اخواني على ذلك .

شكرا سيدي
شه م -

مقالك رائع سيدي شكرا لك جزيل الشكر على ذكر الحقيقة وتحليل الموضوع بالمصداقية التامة.قليلين مثلك و لكن كثيرين اللي بنسبة لهم اسم الكورد و الكوردستان بوع بوع .مرة ثانية شكرا لك ولايلاف حبيبتي

صورة حقيقية
كاوه -

اقليم كوردستان من برة هبة هبة و من جوة يعلم الهه. المضاهر مو مهم المهم الجوهر.

الاكراد وبال
سمر محفوض -

لا تأمن لكردى هكذا خبرتهم وعرفت عنهم الغدر بدمهم

USA-Philadelphia
سر دار جاف -

كلامك واقعي جداً الأستاذ الشابندر حديثك من منطلق الواقع في اقليم كوردستان الفيدرالي الله يكثر امثالك على ذكر الحقيقة و حالة الواقعيه حالين في اقليم كوردستان بموضوعي والمتزن قليلين من المثقفين يفكرون بضميرهم مثلك بان الشعب الكردي باربعين مليون نسمه الوحيد بلا دولة بين كل شعوب العالم، مرة ثانية شكرا لك الاخ الكاتب الشابندر

الاخوة في ايلاف رجاء
علي حسن -

ورد تعليق في هذه الصفحة للشاعرة والناقدة السورية سمر محفوض ، وانتم تعلمون ان ايلاف محجوبة في سوريا ، فالرجال الانتباه ان المقصود بالاسم اعلاه ليس هي الشاعر سمر محفوض السورية وانما بعض الضعفاء يبغون تشويه سمعتها وصورتها لكم جزيل الشكر والاحترام لو تنبهتم لهذه المشكلة التي تكررت اكثر من مرة