نعم للقائمة المفتوحة، لا للمحاصصة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو واضحاً على المشهد السياسي العراقي أن الجميع تقريباً بدأ يتنصل من المحاصصة بل يصفها بالمقيتة، الا أن بعض الشخصيات السياسية المستفيدة منها تعارض إلغاء القائمة المغلقة مع أنه سيساهم كما سنرى في القضاء على أسسها. وتقوم المحاصصة على تقاسم السلطة ليس بين أبناء المكونات الأثنية والدينية كما يدعي أصحاب الديمقراطية التوافقية بل بالضرورة بين من يمثلون هذه المكونات أو يدعون تمثيلها في ظروف توارث تقليدي للسلطات المحلية وانفصالها النسبي عن بعضها. بينما لا توجد في العراق سلطات تقليدية تحكم هذه المكونات (سنة أو شيعة أو كرد) بل هناك مثلاً سلطات دينية (مراجع) وقيادات عشائرية (مُتوارثة) عربية أو كردية، لا يملك أي منها زمام حكم مُتوارث لأي من هذه المكونات الثلاثة الرئيسية. ولذلك فقد زُرعت المحاصصة في غير أرضها فزادت من مساوئها بل وأصبحت مخربة لتماسك البناء الوطني العراقي. أما القائمة المغلقة، فرغم أنها قامت بدور ما في تسهيل الانتخابات الماضية، فقد ساهمت أساساً في تكريس القيادات القائمة على التخندق الضروري لقيام المحاصصة وسهلت تقاسم السلطة باسم التوافق، مع ما جرته من ويلات أقلها انعدام الكفاءات وسوء الأداء على أعلى مستويات الإدارة إضافة الى انتشار الفساد مما ساهم بالتأكيد في ابتعاد الجماهير عن الطبقة السياسية بحيث بدت ملامح الخطر في الانتخابات القادمة على نفس القيادات (المستفيدة حالياً من القائمة المغلقة)، إذ قد يؤدي سخط الناخبين من ممثليهم الى ترك قائمتهم برمتها واختيار قائمة أخرى أو بالعزوف عن المشاركة أصلاً في الانتخابات. ولذلك فان مصلحة الوطن والعملية السياسية وحتى القيادات المختلفة تفرض ترك القائمة المغلقة.إضافة لما سبق، يمكن اختصار المضار الأساسية للقائمة المغلقة كما يلي:
1- القائمة المغلقة تشوه حقيقة الصراع السياسي حيث تفرض قيادات المكونات الاجتماعية لنفسها مع التابعين لها كممثلين للمكونات ولا تترك لأفرادها إلا انتخابهم كسلة واحدة وبالتالي تؤدي إلى ظهور نوع من حكم الحزب الواحد كلّ في منطقته أو مُكونه "التابع" له. بينما تكمن مصلحة العملية السياسية الراهنة في التناوب على السلطة بين تنظيمات وأحزاب سياسية حقيقية قائمة على مواقف فكرية مختلفة وبرامج وطنية (أي مرتبطة بالوطن الواحد حتى لو كان بعضها يدافع عن مطالب محلية). 2-تشوه القائمة المغلقة الوعي السياسي للمواطنين الناخبين لأنها تنمي إحساسهم بانتمائهم الى هذا المكون المذهبي أو القومي وتوهمهم بأنهم إن كانوا أبناء مخلصين لمذهبهم أو قوميتهم فعليهم تسخير الانتخابات لصالح انتماءاتهم الجزئية وتعزيزها "وفرض" الاستجابة لمطالبها "المشروعة" على الآخرين. ورغم مشروعية الدفاع عن مصالح قومية أو مناطقية أو محلية لكن تفضيل الجزء على الوطن أمر آخر ويجب إدانته لأنه يتم على حساب الوعي السياسي الوطني القائم على فكر تنظيمي عقلاني وعلاقات متوازنة وبرامج لتحقيق مصالح يومية ومستقبلية لمختلف أبناء البلد.3-تمنع القائمة المغلقة من تشكيل طبقة سياسية حقيقية لأن المرشحين في القائمة يأتون أكثر بفضل (الزعيم القائد) أو زعامات القائمة، كبرت أو صغرت إمكانياتهم أو قدراتهم على إقناع الناخبين وبالتالي تزداد نسبة ما يمكن تسميته (بالبطالة السياسية المقنعة) لكثرة الإمّعة وضعف المستوى الفكري وانتشار الفساد. ويشكل الفساد أهم الظواهر المرتبطة بالمحاصصة حيث تغطي كل جهة على مفسديها وتقايض الأطراف الأخرى للحصول على السكوت المشترك على المفسدين من مختلف الأطراف. ولا ينبغي الخلط هنا بين وجود مثل هذه الظواهر في مختلف البلدان الديمقراطية بشكل محدود وعابر واستفحالها في ظل المحاصصة وقائمتها المغلقة مما يجعلها ظاهرة سرطانية عدوة للعملية الديمقراطية الجارية. وينطبق نفس الأمر على النساء الناشطات في البرلمان وفي المواقع العليا في الدولة، فقد دمرت المحاصصة فوائد التمييز الايجابي (النسبة المفروضة) عندما وصلن الى هذه المواقع بإرادة رؤساء الكتل "الممثلة" للمكونات الاجتماعية وليس باختيار الناخبين لهن. ورغم تميز بعضهن في مجلس النواب، إلا أن المهم هو تقييم الوضع العام. 4-ومن أهم أضرار القائمة المغلقة أنها تعزز تقسيم العراق على أساس طائفي أو قومي لما تكرسه من قيادات زعامية لهذا المكون أو ذاك، حيث تقف مع معاونيها على رأس القوائم وفي حالة نجاحها المتكرر في الانتخابات سيتكون في هذا البلد وفي ظل "الديمقراطية" ما يشبه الإقطاعيات السياسية تتحكم في مناطقها (على حساب التيارات العديدة الموجودة فيها) وتؤخر عملية تماسك الصف الوطني. وبالتالي أصبحت الفيدرالية بكل مزاياها بعبعاً بالنسبة للكثيرين ممن يتخوفون من الانحدار الى تقسيم العراق. ورغم وجود مواقف مسبقة لدى بعض خصوم الفيدرالية فلا يمكن إنكار مشروعية التخوف حالياً من تحول المحاصصة والقوائم المغلقة (على زعاماتها) وما تعنيه من تقاسم للمناصب الى اقتسام أكبر لفضاءات الإقليم العراقي. في مقابل ذلك، فان القائمة المفتوحة
1-تعطي الناخب حقه الطبيعي في انتخاب هذا المرشح أو ذاك وتساهم في تنمية وعيه السياسي الديمقراطي كونه هو صاحب الحق في اختيار ممثليه بدون وصاية من أحد، وهذا لا ينفي إمكانية لجوء الناخب الى من يرشده بل ربما من يضلله ولكن على الأقل تضع القائمة المفتوحة هذا الناخب على الطريق الصحيح أمام مسؤولياته بتعويده تدريجياً على اتخاذ قراره بمسؤولية وبوعي لأهمية دوره في العملية السياسية.
2-تقدم البلد نحو الوضع الصحي إذ تساهم في تكوين طبقة سياسية واعية لمسؤولياتها أمام ناخبيها وتسمح بتشذيب وتنقية العملية السياسية من خلال الانتخابات. وهذا ما سيدفع الكفوئين من الطبقة السياسية الى المزيد من الجهد الفكري والعملي للارتقاء في عالم العمل السياسي الرحب وخدمة البلد.3-وبالتالي، فان القائمة المفتوحة ستساهم في ارتقاء المرأة السياسي والاجتماعي لأنها ستزيد من عدد الكفوءات العاملات على الساحة السياسية مهما كانت انتماءاتهن الاجتماعية والفكرية، وهن اللواتي سيقدمن النموذج المقنع (في عيون بقية أفراد المجتمع) بضرورة ارتقاء المرأة ودورها السياسي وبضرورة الاستمرار في هذه العملية الحضارية. وأخيراً، ورغم اقتناعي التام بأن المسيرة نحو الديمقراطية طويلة ومتدرجة، إلا أن حاجتها الى النقد والمراجعة تشكل ضرورة لاستمرارها. لذلك نقف اليوم في العراق على منعطف خطير وقد يساعدنا القرار الصحيح على بداية التخلص من المحاصصة المقيتة كما تسمى باعتراف الجميع، ولذلك نتوقع أن تحصل القائمة المفتوحة على موافقة مجلس النواب لأن مستقبل العراق ومصداقية العملية السياسية والتنمية الديمقراطية هي الأهم من كل الاعتبارات الأخرى، أليس كذلك ؟
التعليقات
الامر واضح جدا
رعد الحافظ -يا اخي وهل يحتاج الامر الى كل هذه الايضاحات؟؟هل يختلف عاقلان على خطا النظام السابق للانتخابات..اي نظام القائمة المغلقة والتي تزيد من التعمية والتخلف والفساد !!!الناس تحتاج ان تعرف من ستنتخب وتاريخه وكفائته وكل شيء عنه..وان تجري تصفيات في الشخصيات المرشحة وصولا الى الاكفء..ثم المناظرات المفتوحة ليفهم الجمهور اجندة المتنافسين..وكذلك كل حزب يعلن عن مرشحيه وتاريخهم وكفاءاتهم..اليس هذا المفروض ؟؟فلماذا نحتاج الى اقناع مجلس النواب بذلك؟؟هل وصل الفساد الى درجة ان يتم النقاش حتى قي البديهيات؟؟؟
القائمة المغلقة !!
عراقي - كندا -القائمة المغلقة هي من بدع الآحزاب الطائفية التي لاتريد إلا الآستئثار بالحكم والسلطة , ليس هناك من بلد في العالم اليوم يعتمد نظام ( القائمة المغلقة ) , وتجربة العراق أثبتت أن تلك القوائم سيئة الصيت , تأتي بمن هب ودب من طلاب الجاه والسلطة , فقط لآنهم ينتمون للحزب الفلاني أو العلاني , بعيدا عن مقياس الكفاءة أو حتى الوطنية التي لايعرفها أصحاب المحاصصصات , أتمنى من العراقيين عامة أن يصروا على نظام القائمة المفتوحة , حتى يتأتى للمواطن أن يعرف كل شخص مرشح عن كثب .
موضوع الساعة
كمال الأنصاري -المقال يظهر بصورة جلية علاقة القائمة المغلقة بالمحاصصة ومضار الأثنين على العراق وتطوره السياسي.أعتقد أن النقاش مطروح وبقوة في العراق حتى في صفوف القائمة الواحدة، فبعض قيادات المجلس الأعلى مثلاً يعارض رئيس الوزراء في هذا الموضوع. ومما يؤسف له أن بعض القيادات النسائية (اليسارية) فضلت (على الفضائيات العراقية) القائمة المغلقة رغم اعترافهن ببض مضارها بالنسبة للمعايير الديمقراطية. وكان الأجدر بهن استشارة أصحاب الاختصاص في المفوضية العليا للانتخابات مثلاً حيث توجد وسائل لتحديد عدد المرشحين الفائزين بعدد المقاعد المخصصة لهم وتمكين أفضل المرشحات من الفوز بالمقاعد المخصصة للنساء.
المحاصصة
حسين سينو -سيادة الدكتور العزيز، كما تعلمون بأن بعض الأشخاص المستفيدين من وراء اجراء الأنتخابات المغلقة، أنهم يغصون هذا الاسلوب من اجل فرض أرائهم وسلطتهم على الشعب الذي لاحول له ولاقوة امام غطرستهم.أنهم سوف يعملوا بكل ما اتيح لهم ان يفشلوا كل السبل الديمقراطية التي ينادي بها أمثالكم، لأنه ليست غايتهم خدمة أبناء الشعب، وليست الغاية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. ولكن مادام هناك أشخاص طيبي القلب أمثالك يعملون وينادون بأحقاق الحق والمساواة، فسوف يأتي يوم ويتحقق ذلك وأن طال الوقت،فبارك الله بجهودكم
النتيجة واحدة
عراقي وبس -بما اننا حديثي العهد على هذا المفهوم(الديمقراطية)وبما اننا جربنا تجربة القائمة المغلقة (رغم فشلها)الا اننا نجد اليوم صراعات عجيبة غريبة على تلك المجالس(كراسي المحافظات)ولنفرض انه تم اقرار القائمة المفتوحة هل سوف يسكت اصحاب القائمة المغلقة لاسيما الاسلاميون الذين يرون الان الفشل امام اعينهم وهم يحاولون جاهدين ان يتمسكو بتلك الكراسي طيب لماذا اذن يتكلمون ويتحدثون ويلعنون صدام الدكتاتوري وما فرقهم عنه اذن ولعل خير دليل ما تفوه بيه الصغير في البصرة ويحمل لهم (حسب قوله)رسالة المرجعية على يجب ان يشارك الكل بالانتخابات واذا لم يشترك احد(اي يعني الي مينتخبنة)لح تتربصة القاعدة. . . .بالله عليكم اي دعاية انتخابية هذه التي يتكلم ةعليها الصغير وامثاله هم يريدون الفوز حتى لو بالتهديد بل البعض منهم (هادي العامري)قال انه يحلم ان يكون محافظ البصرة وبما ان الحلم بالعراق ليس ممنوع فمن حقه ان يحلم ولكن احلامهم يطبقونها على رؤوس العراقيون وان لم يقبلوا او يقتنعوا في النهاية هم فايزين فايزين سواء اكانت القائمة مغلقة ام مفتوحة
مغلقة أم مفتوحة؟
عبد الرحمن سليمان -الواقع ان كانت القوائم مغلقة أم مفتوحة، سوف تبقى مسألة التمثيل الديموقراطي ناقصة الشفافيةلانها غالبا ماتخضع لاعتبارات سياسية واجتماعية واقتصادية لا علاقة لها بعامل الكفاءة وهذه واحدة من أهم مثالب الديموقراطيات المعاصرة بتطبيقاتها وأشكالها المتنوعة والمعروفة وفي اعتقادي أن العراق بحاجة الى دورات انتخابية متعددة كي تستقيم الامور فيه وينشأ وعي وثقافة ديموقراطية حقيقية،المقال مهم في مساهمته بانضاج هذا الوعي المطلوب
خلط في المفاهيم
د. أكرم حامد امين -عزيزي الاستاذ محمد سعيدان استخدام القائمة المفتوحة لا يعني مطلقا عدم قدرة الاحزاب السياسية استخدام صورة الرموز الدينية حيث يمكن وضع صورة المرجع الديني على القائمة المفتوحة او المغلقة كل ما هناك ان القائمة المفتوحة تتيح للناخب اختيار مرشح او مجموعة من المرشحين ضمن القائمة الواحدة وليس بالضرورة كل القائمة!!! فأذا كانت قائمة الاتئلاف مثلا تضم أ،ب،ج،د و ترفع صورة السيد السيستاني ففي ظل القائمة المفتوحة يمكن للناخب ان يختار المرشح (أ) فقط من ضمن القائمة التي ترفع صورة السيد و يعتبر تصويته صحيحا و مقبولا اما القائمة المغلقة و التي ترفع نفس الصورة فيجب ان تتنخب كل المرشحين اي أ،ب،ج،د حتى لو كنت تريد الاول فقط و اذا انتخبت الاول فقط يعتبر التصويت باطل غير صحيح!!
الديقراطيةليست بضاعة
adil.paris -الديقراطيةليست بضاعة تصنع أو تستورد من الخارج ليستهلكها المواطن كشراب الكوكاكولا بل هيً مفهوم يحتاج الى فهم وممارسة لسنين طويلة وللأسف فأنً شعوب بل وحتًى سياسي العالم الثالث يحتاجون الى فترة زمنية لكي يتفهمًوا أساليب وقواعد ممارسة الديقراطية في عملهم السياسي ومن هذا المنطلق فأنً مايحدث للعملية السياسية في العراق من فوضى وركاكة وأخطاء شيء مُتوقًع لكن هذا لايبرر مايحدث من فساد وقلة كفاءة المسؤلين السياسيين خصوصاً بعد مرور فترة زمنية لابأس بها كانت على الأقل كافية لفهم خطر القائمة المغلقة وكذلك بعض أساليب ممارسة الديقراطية .أؤيًد الدكتور محمد سعيد لطرحه مواضيع حسًاسة وتحليلها بشكل حيادي أكاديمي وذلك لخدمة المصلحة العامة فشكراً له.
الديقراطيةليست بضاعة
adil.paris -الديقراطيةليست بضاعة تصنع أو تستورد من الخارج ليستهلكها المواطن كشراب الكوكاكولا بل هيً مفهوم يحتاج الى فهم وممارسة لسنين طويلة وللأسف فأنً شعوب بل وحتًى سياسي العالم الثالث يحتاجون الى فترة زمنية لكي يتفهمًوا أساليب وقواعد ممارسة الديقراطية في عملهم السياسي ومن هذا المنطلق فأنً مايحدث للعملية السياسية في العراق من فوضى وركاكة وأخطاء شيء مُتوقًع لكن هذا لايبرر مايحدث من فساد وقلة كفاءة المسؤلين السياسيين خصوصاً بعد مرور فترة زمنية لابأس بها كانت على الأقل كافية لفهم خطر القائمة المغلقة وكذلك بعض أساليب ممارسة الديقراطية .أؤيًد الدكتور محمد سعيد لطرحه مواضيع حسًاسة وتحليلها بشكل حيادي أكاديمي وذلك لخدمة المصلحة العامة فشكراً له.
يجب أعطاء حق التصويت
كركوك أوغلوا -لجميع اللاجئين والمتجنسين بجنسيات غير عراقية ؟؟!!..وألا فالنتيجة ستكون معلومة سلفا لأصحاب العمائم ......
انتخابات مجالس المحا
AMANJ -الأستاذ الفاضل الدكتور محمد سعيد الشكرجي المحترمانتخابات مجالس المحافظات والقائمة وخيارات القائمة المفتوحةتحية طيبة أوافقكم الرأي فيما ذهبتم إليه وهذا هو النقد البناء للذات تجاه العملية السياسية الجارية من محاصصة وكيفية تجاوزها عبر حلول عملية وإحداها بل وأهمها القائمة المفتوحة مع تحياتي وإحتراماتي