المالكي والوطنية بين الشخصنة والموضوعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا أريد أن أتحدث هنا عن معنى الوطنية ومعاييرها خاصة ولم أسمع عن السيد المالكي محاضرة عن الوطنية كما يراها، ولست معنيا بدخائل الناس،، ولكن لي سؤال بسيط، ترى هل الحفاظ على دماء أبناء الوطن وضمان الأمن والاستقرار على أسس موضوعية من الوطنية أم لا؟ هل إختراق الممنوع (وطنيا!) من حيث (المبدأ) إستجابة لبعض الظروف القاهرة من الوطنية أم هو خيانة بحق التراب والماء و الهواء ومن ثم الوطن؟ ترى ما ذا يسمي السيد نوري المالكي مثلا صلح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المشركين فيما عرف فيما بعد بـ (صلح الحديبية)؟ وماذا يسمي صلح الامام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان؟ وماذا يقول عن إختراق كينسجر لكل قيم الرأسمالية السياسية و الاقتصادية حيث طار في لحظة غير متوقعة إلى بكين ليؤسس لعلاقة كونية جديدة مع أعتى نظام شيوعي متحفز ضد واشنطن؟
ولكن مهلا...
ماذا يسمي السيد نوري المالكي جلوس بتراوس إلى جانبه على منصة واحدة في الموصل وهو يلقي خطابه على ضباط الجيش العراقي المكلفين بتحرير الموصل من الارهاب والارهابيين؟ بل ماذا يسمي تفاوضه المستمر مع السفير الامريكي حول أدق القضايا الامنية والاقتصادية التي تمس عمق العراق؟ بل ماذا يقول عن قبوله رئاسة الوزراء في ظل حماية إمريكية؟ بل ماذا يقول وهو يعمل مباشرة مع يد صافحت أعتى مجرم في الشرق الاوسط اليوم حسب قيم السيد المالكي العقدية والسياسية؟
أعتقد إن جواب السيد المالكي على كثير من هذه الأسئلة هو أن واجب الوطن يحتم ذلك، وإن الظروف الصعبة هي التي يمر بها العراق تستوجب مثل هذه (التنازلات) العقدية والسياسية! وربما يذكرنا بالكثير من المعاهدات الدولية التاريخية التي تم بموجبها تنازل طرف لآخر رغما عنه! ولست متأكدا من أن يكون موقف السيد المالكي ذاته فيما لو كان غيره رئيس وزراء العراق، أم أنه سوف ينصب عليه نقدا وتشهيرا، حيث تعود بي الذاكرة جيدا إلى موقفه الناقد إلى حد الاتهام من حكومة السيد علاوي ـ ولست في مقام الدفاع عنه واختلف معه كثيرا وأرى أن سياسته تجاه السيد ا لمالكي خاطئة ولا تتسم بالكثير من الموضوعية بل وحتى الشهامة السياسية أحيانا ــ عندما قرر ضرب التيار الصدري في النجف الاشرف بعد أن إنتهى من ضرب الفلوجة!!!
لست في مقام محاكمة مواقف وسياسة السيد نوري المالكي على ضوء تاريخه وتصريحاته ومصطلحاته! بل أريد أن أقول هل معيار الوطنية الذي بموجبه يرفض السيد المالكي توقيع إتفاقية إمنية عراقية أمريكية نابعة من الحرص على (سمعته الوطنية)أم نابعة من تقدير موضوعي لما يمر به العراق؟ هل هو موقف الخائف من حكم التاريخ على شخصه ـ وليس بالضرورة سيكون حكما قاسيا كما هو معلوم ــ أم من قراءة جيدة وواعية لما يحتاجه العراق اليوم، في ظل أوضاع صعبة معقدة قاسية؟ هل هو موقف الوطني الذي ينظر إلى مستقبله الشخصي أم الوطني الذي ينظر إلى مستقبل البلد وما يمكن أن تؤول اليه نتائج (الجلاء!)؟
لست أدري بطبيعة الحال، هذه الأمور لا يعلم بها إلا الله تبارك وتعالى، والحكم على النوايا خارج دائرة المسؤولية الاخلاقية، ولكن مجرد أسئلة أطرحها.
إن كثيرا من السياسين من يعرض بلد بكامله لإنيهار مريع بحجة الحفاظ على (سمعته الوطنية)، وأن الكثير من هؤلاء السياسيين من يتسبب في فقر شعبه وتخريب أمته ووطنه بحجة الكرامة السياسية لتاريخه وتاريخ حزبه، وهذا ما أسمح لنفسي بتسميته بـ (الوطنية الشخصانية) / ولا مشاحة بالاصطلاح كما يقول المنطقيون / فهل السيد المالكي من هذا الطراز؟ أم أن الرجل درس بعلمية ودراية وفن إن الواقع الموضوعي للعراق وشروط الامن والاستقرار ومستلزمات الاعمار وا لبناء الاستراتيجيين ـ وليس تبليط عدة شوارع وبناء بعض المستشفيات ــ وقوانين اللعبة الدولية والاقليمية، وذوق واتجاها ت الشعب العراقي، ولعبة التوازن داخل المجتمع العراقي... كل ذلك يساعد بل يلزم رفض أي معاهدة أمنية بين واشنطن وبغداد موقعة باسمه وأسم بوش!
لست أدري...
ولكن الذي ادري أ ن الامن ما زال هشا في العراق، وإن لعبة التوازن ما زالت قلقة في المنطقة، وإن القوات المسلحة العراقية لم تقدر على ضبط الحدود بصرامة، وأن الدبلوماسية العربية في العراق ما فتئت في بدايتها المتواضعة، وإن الكثير من القوى القاعلة في العرا ق علاقتها مع واشنطن أكثر من علاقتها بالسيد المالكي،وإن المالكي نفسه عندما يناور يتصل بضباط من الدرجة المتواضعة وليس بضباط من الصف المتقدم كما أشارت إلى ذلك نشرية قوة حليفة له عندما اختلفت معه.
هل وطنية المالكي في هذه النقطة شخصانية أم موضوعية؟
علمها عند الله، وإن مسح بعض (الخطايا) لا يتم بخطيئة أكبر، والتاريخ إذا لم يرحم في البداية لجهل أو قلة معلومات، فإن يرحم في النهاية، والمالكي يفتش عن ينظر لخواتم الاعمال لا بدايتها لانه ديني!
أليس كذلك؟
التعليقات
قراءة ام غرض
سمير الواحدي -الذي يقرا المقال بدقة يفهم ان كاتبه ناصح لا ا كثر ولا اقل ،تحيتي له ،وشكرا لكل محبي العراق
نعم للأتفاقية ولكن
كركوك أوغلوا -بشرط تأمين وتعهد أمريكي بالحفاظ على وحدة العراق وسيادته ومالمساعدة في عمرانه والدفاع عنه في حماية حدوده وثرواته من الداخل والخارج ؟؟!!..بوليصة تأمين طويلة المدى .........ربما هذه ستكون الصفحة البيضاء الوحيدة في سجله ؟؟!!..
الوطن اولا
hassan -كلام موضوعي يذكرني بالسادات رحمة اللة
اطمسان
الوالدي الاخضر -اطمئن ايها الكاتب ، المالكي سوف يوقع كما يريد بوش ، واليم في المانيا قال وصلنا الى نتائج متقدمة ، والمالكي يعرف شلون يداونه الامريكان ، فاطميئة لا تخاف وانت تريد معاهدة مبين عليك
الضغوط والمكاسب
كلكامش -اعتقد ان المالكي كان يرفع من سقف مطالبه بالتلميح الى رفض المعاهدة ليحصل على اكبر مكاسب في المفاوضات مع الامريكان, ان هذه المعاهدة تهم الامريكان كثيرا وانه من الذكاء عمل بعض الضغوط الاعلامية والسياسية للحصول على اكبر مكاسب خصوصا بعد تعنت المفاوضيين الامريكان وفرضهم شروط يستحيل تطبيقها في العراق.
من هو أسير التاريخ؟
فيصب -لم نفهم شيئا من هذا المقال فالكاتب ليس واضحا (فالمعنى في قلب الشاعر) على ما يبدو... السؤال هو هل ينصح الشابندر المالكي بالتوقيع أم بعدمه؟ وكيف سيبرر المالكي هذا التوقيع وطنيا وتاريخيا وإسلاميا؟؟؟ ثم هل المالكي هو الحسن وبوش معاوية؟ إن صحت هذه المقارنة فمعنى ذلك أننا نسير في الطريق إلى الهاوية لأن الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية في نهاية المطاف وأدى ذلك إلى هزيمة الشيعة ومقتل الحسين وظلم أهل البيت وأتباعهم إلى يومنا هذا؟ بينما يمثل بوش المشركين (كما حصل في صلح الحديبية؟)... أليس بإمكاننا أن نبني علاقة عصرية متكافئة مع الأمريكان تنفع العراق والولايات المتحدة بدلا من البقاء أسرى لأحداث التاريخ السحيق؟ ..
ماذا كنت ستفعل
مهى -نحب نساءل سؤال ماذا ستفعل لو كنت انت في موقع نوري المالكي نرجو الجواب عسى ان يكون الجواب له فائدة عملية للمالكي
تفريق حلو
ما نع الواقد -يجب على المالكي ان يتبع مصلحة الشعب حسب ما تقول المعلومات ، ان رفض وأن قبل وإن بين بين ، هذا ملحص ما يريده كاتب المقال كما فهمت ، وهي فكرة جيدة، وصحيح يقول ان بعض الوطنيين دمروا اوطانهم بحجةالسمعة الوطنية للعائلة او الشخص ، اصلا الموضوع جيد ومفيد
الفاضحة
محمد الاتروشي -هذه مقالة فاضحة ، لانها تضع رئيس الوزراء امام نواياه والامريكان يدركون هذا ، وهي تثير حنق بعضهم لانها فاضحة
لا شخصنة
عادل الربيعي -ياسيدي الرجل لا يتعامل كما وصفت بالشخصنة الوطنية وانه مدرك تماما بما يفعلة وليس بمفرده وانما هناك متخصصين واستشاريين يعتمد عليهم بالكثير من تحركاتة وهذا ما اثبتته التجارب العصيبة التي تمر بالعراق واعتقد ان الانجازات المتواضعة التي انجزت بزمنه لهي دلالة واضحة على ما يصبوا اليه هذا الانسان الذي يبدوا لي قد انصهر داخل البودقة العراقية بكل ما يقوم به ولكن المهمة ليست تنظيرية بالقدر العملي والفعلي داخل هذا الوضع الشاْك-فالجدير بنا ان نشد على يد المالكي ولا نضيع في متاهات التنظير الذي يصل حد الفنتازيه والمثالية التي لا تمت بالوقع بصلةوشكرا--------
اشكروا الامريكان
walyed hamody -على الذين يدافعون عن المالكي ان يشكرو ا العم بوش ، هو الذي طرحه وهو اللي يحميه ÷ واختلف مع الاستاذ الربيعي ، الرجل يريد يتخلص من محنة السمعةالامريكية ، والانجازات بفضل بيتراوس ولا بفضل لماكي اللي ما يملك ا ي قوة داخل الحكومة يا يد ربيعي ، كلنا نريد له الخير ولكن خلينا نحكي موضوعية
نعم للاتفاقية
متابع ايلافي -اعتقد ان لدى المالكي الشجاعة الكافية لتوقيع هذه الاتفاقية الامنية فهو رجل شجاع باعتراف خصومه وربط هذه الاتفاقية بأسمه تاريخيا ستعزز من رصيده الشعبي الكبير لدى مواطنيه مستقبلا..فهي اتفاقية تؤمن مستقبلا سياسيا امنا للعراق بعد عقود من الانقلابات والعسكرتارية وتهيأ جيلا سياسيا متحضرا لايفهم سوى لغة الديمقراطية والحملات الانتخابية..واغلب الشعب العراقي مع هذه الاتفاقية لو حدث تصويت عليها اليوم..فنصيحة للمالكي ليس غيرك من يستحق شرف دخول التأريخ من ابوابه الزاهية بتوقيع هذه الاتفاقية..وسيدعو لك القادمون بالرحمة ولا تنتبه لزعيق المطبلين فلطالما تجاهلته واستمر مسير خطواتك الواثقة الى حيث النصر الذي نقطف ثماره هذه الايام
الله يعين المالكي
ياسر نوري -. فكما علمنا جميعا أن سقف الشروط الأمريكية كان عاليا لايمكن لأي عراقي قبوله لأنه يخضع العراق لشبه وصاية أمريكية طويلة الأمد على العراق وهذا مالا يقبله السيد الشاهبندر. أما مدى علاقة المالكة بخلفيته الآيديولوجية ومدى تأثيرها على أدائه فإننا نرى واقعيته في التعامل مع الأحداث والتحديات التي يواجهها. كل هذا يثبت أن المالكي رجل سياسي من الدرحة الأولى يقف لها أبرز السياسيين العالميين مثل المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الإيطالي وقبلهم الإدارة الأمريكية بكل إحترام وتقدير. كل هذا لايعني أن السيد المالكي - كغيره - لم ولن يرتكب أخطاء ولكن أخطاءه لن تلغي ما قدم للعراق والذي سيشهد عليه الله والتاريخ.
تذكير
حيدرالبكري -تحيةللكاتب وللأخوة أرجو ان تتذكروالن توقع الاتفاقيةدون موافقة البرلمان العراقي أي ممثلواالشعب العراقي