كتَّاب إيلاف

هل تخذلونا مرة أخرى، وأخيرة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نشرت إيلاف في 12 من يوليو الجاري تقريرا مهما من واشنطون بعنوان " رابطة جديدة للدول الديموقراطية .. لماذا؟ "، كشف عن الجدل الدائر في مراكز الأبحاث وبيوت التفكير هناك، حول حاجة الولايات المتحدة الأمريكية الملحة لبناء شرعية تعزز سياساتها الديموقراطية، وكسب الثقة والمصداقية المفقودة عند القوي السياسية الليبرالية في المنطقة، والتي خذلتها إدارة الرئيس بوش وأجهضت آمالها في التغيير والإصلاح، وهو ما يركز عليه بصفة خاصة المرشح الجمهوري "جون ماكين" في حملته الأنتخابية منذ عام تقريبا.
هذه الرابطة التي توحد الدول الديمقراطية في العالم للعمل معاً، مرشحة لأن تكون بديلا للعديد من المنظمات الدولية التي أخفقت في حل الكثير من المشكلات في العالم، كما أنها ستعفي الولايات المتحدة من تهمة الانفراد بفرض الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لم يعد منسجما لا مع العصر أو النظام الدولي الجديد . وحسب العالم الاسترالي كورال بيلrlm;، " فإن التحدي الأمريكي في عالم مابعد الحرب الباردة هوrlm;:rlm; " أن تعترف امريكا بتفوقها بشرط ان تدير سياستها كما لو كانت تعيش في عالم ملئ بمراكز القويrlm;.rlm; ففي مثل هذا العالم ستجد الولايات المتحدة شركاء ليس في تقاسم الأعباء النفسية للقيادة فحسبrlm;، بل في صياغة نظام دولي يتماشي مع الحرية والديمقراطيةrlm;.rlm;"
لقد كانت الحيلة التقليدية التي تلجأ إليها الانظمة والحكومات المستبدة، لأبعاد القوي الخارجية عن منطقة الشرق الأوسطrlm;، الزج بها في صراعات مع بعضها البعض، أو سحبها نحو مسارات اقليمية مخالفة لمصالحهاrlm;.rlm; حدث ذلك في أثناء الحرب الباردةrlm;، مرارا وتكرارا .
لكن الأمر اختلف كلية في عالم مابعد الحرب الباردةrlm;، فقد أدي الاحتلال الأمريكي للعراق الي تهميش قدرة هذه الأنظمة من جهةrlm;، كما أنه فشل في ترجمة قوته العسكرية الي القدرة علي حملها علي الإصلاح السياسي من جهة اخريrlm;.rlm;
من هنا وجدنا أكثر من مشروع ومبادرة، منذ العام 2003 وحتي العام 2005، عبر عن رغبة في تغيير الشرق الأوسط، مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي شمل البلاد العربية وباكستان وأفغانستان وايران وتركيا واسرائيلrlm;، والذي تقدمت به واشنطن لمجموعة الدول الثماني الكبارrlm;.rlm;
والمبادرة الأوروبية - الأمريكية التي طرحها يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق، وأيدتها قمة برلين (الفرنسية ـ البريطانية ـ الألمانيةrlm;)، حيث أقترح أن يشارك فيها حلف الأطلسي لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسطrlm; .rlm;
ورغم أن فرض الاصلاح، من الناحية التاريخية، كان يتم إما عبر هزيمة منكرةrlm;، كما حدث مع ألمانيا واليابانrlm;، أو عبر معاهدات وشراكة ومفاوضات كما حدث في هلسنكي rlm;1975rlm;، فإن المشكلة هذه المرة أكثر تعقيدا، لأن طرح مسألة الديمقراطية أساسا جاء في غمرة الحرب علي الإرهاب، ولم يكن موفقاً ولا حتي هادفاً، لأنه ضل مساره ولم يتعاط مع القوي الفاعة والمستهدفة التي تطالب بالديمقراطية منذ عقود طويلة، وإنما توجه إلي الحكومات المستبدة المؤيدة للولايات المتحدة.
وأكتشف الأمريكيون أن هذه الحكومات التي اعتمدوا علي بطشها وتسلطها لا تستطيع القيام بأي إصلاح، وما لبثت هذه الحكومات أن أغرتهم بمكاسب أمنية في إطار الحرب علي الإرهاب، وهو ماجعل واشنطن تتراجع وتخفف من لهجتها، مؤكدة ضرورة أن يأتي الاصلاح بـمبادرات محلية وطبقا لأولويات كل دولة، وكأنها تتحدث بلسان هذه الأنظمة والحكومات، وبطلاقة، ومن ثم رفعت الضغوط التي مورست عليها، ولم تعد الديمقراطية علي جدول الأعمال الفعلي لقادتها.

لقد مثل احتلال العراق، رأس الجسر لإعادة تركيب الشرق الأوسط علي أساس ديمقراطي، ووفقا لهذا السيناريو كان من المفترض أن يوقف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة انتشار الأصولية الاسلامية rlm;،rlm; ويضعف دعم المقاومة الفلسطينية rlm;، ويحمل الفلسطينيين والعرب علي الموافقة علي مشروع سلام مع اسرائيلrlm;،rlm; ويضع الولايات المتحدة في قلب منظمة الدول المصدرة للبترول بغية تعزيز سياسة تحديد الأسعار الخام والوضع المركزي للدولار عالميا في آن معاrlm;.rlm; هكذا ربطت الولايات المتحدة مصير إدارتها للعالم وتغييرهrlm;، بنجاحها في العراقrlm;،rlm; وبالتالي فإذا لم تصبح بغداد،rlm; حسب الوعود الأمريكية، مركز استقطاب تتمحور حوله عملية الديمقراطية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستخسر دورها وستتعرض أكثر للخطرrlm;، وهو ما يراهن عليه، من جديد، المرشح الجمهوري
" ماكين "، عبر آلية مختلفة، تتجاوز أخطاء الإدارة الحالية وتخفف أعباء القيادة في المرحلة القادمة، وهو تفعيل دور هذه " الرابطة "، القديمة - الجديدة، للدولة الديموقراطية في العالم .rlm;... فهل ستخذلونا مرة أخري، وأخيرة؟. أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يااااااارب
حدوقه الحدق -

اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم ياااااا رب ؟!! ستة مليارات دولار خسائر الاقتصاد الامريكي الاولى بها الامريكيون صحة وتعليم وضمان اجتماعي وستة وستون الف امريكي مسيحي بين قتيل وجريح ومعوق ومجنون ؟!! لماذا يموت الامريكي المسيحي ويلهو اليهودي الصهيوني في البارات والمراقص ويعب من مباهج الحياة ؟!! صدق اللي قال اليهود استحمروا العالم ؟!!

من الاخــــــــــــر
. -

الحملات الانتخابيه لكل مرشحى الاحزاب بأمريكا والغرب تمول من شركات تجاريه ومنظمات..وبعد ظهور النتيجه من ينجح يسد لتلك الشركات وهذا واضح فى غزو العراق...فلا ديمقراطيه ولا ديالوا مصالح مشتركه. وحتى لاتظهر الأصولية ...على الغزاه ان يرحلوا وان تُعلن دوله فلسطين واقعا على الارض ! وليس من كلام ...المنطق والعقل ...والفلسفه ايضا بتقول كده ؟ مش كده ولا ايه ؟

هل دماؤنا ماء ؟!!!
صلاح الدين المصري -

اللافت في الموضوع ان التغيير في روسيا وفي اروربا الشرقية حصل باقل قدر من الدماء والخسائر على عكس ما حصل في منطقتنا العربية الاسلامية فقد استخدمت البي ففتي تو وصواريخ الكروز والتوماهوك والقنابل العنقودية والفسفورية والفراغية في احداث التغيير المطلوب في العراق وافغانستان وتم تدمير البلدين وقتل عشرات الالوف من الابرياء وتهجيرهم واشعال فتن طائفية ودمار وخراب فلماذا تم التغيير في روسيا وشرق اوربا باقل قدر من الخسائر وفي شرقنا المسلم بافدح الخسائر هل لان اؤلئك مسيحيون وبيض دماؤهم دماء ونحن سمر مسلمون ودماؤنا ماء ؟!!!

يااااااريت يا ريت ؟!
حدوقه الحدق -

اعتقد ان موقف الغرب الذي تراهنون عليه كلبراليين كما تدعون ؟!! غير جاد في مسألة دمقرطة بلداننا ، الغرب وفق مصالحه يرى ان الاستبداد ارخص واريح واسرع فالديمقراطية تعني مؤسسات ومساءلات ونقاشات الخ مما يؤثر او يؤخر مصالحه ولذا يرى الغرب المخاتل ان التفاهم مع المستبد الشرقي اسرع واضمن يقول ثعلب السياسة الدولية اليهودي الامريكي كسنجر ناصحا المفاوضين الغربيين عندما تذهبون الى الشرق للتفاوض لا تدخلوا الى المؤسسات الديمقراطية ولو كانت شكلية ولكن توجهوا رأسا الى رأس الدولة ورأس الدولة في الشرق كما يقول مظفر النواب بيده الحل والعقد والعنعنات وكل مايفرخ الامعات ؟!! ياريت الغرب يكون صادقا في مسألة دمقرطة الوطن العربي ياريت لكن كلمة ياريت ما عمرا عمرت بيت على رأي فريد الاطرش ؟!!!!